الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رجلا يقذف امْرَأَته ويغويها.
وَمن رأى أَن إِبْلِيس يعذبه بِنَوْع من الْأَنْوَاع فَإِنَّهُ فرج من همه بعد حُصُول شدَّة لقَوْله تَعَالَى أَنِّي مسني الشَّيْطَان بِنصب وَعَذَاب وَقيل إِن إِبْلِيس يؤول بالسلطان الجائر.
وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَن إِبْلِيس ابتلعه أَو دخل فِي فَمه فَإِن كَانَ مُسَافِرًا فِي الْبَحْر فَإِنَّهُ يغرق وَإِن كَانَ نَاوِيا ذَلِك فَالْوَاجِب إِقَامَته عَنهُ مُدَّة.
وَأما الشَّيَاطِين فَإِنَّهَا تؤول على أوجه وَقَالَ الْكرْمَانِي رُؤْيا الشَّيَاطِين تؤول برؤيا عَدو أَو جاسوس لاستراقه السّمع.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى كَأَنَّهُ قتل الشَّيْطَان نَالَ نصْرَة وصيتا حسنا.
وَمن رأى أَنه شَيْطَان فَإِنَّهُ يكون قد ارْتكب إِثْمًا أَو أفتري كذبا.
وَمن رأى أَنه يُنَاجِي شَيْطَانا فَإِنَّهُ يشاور أعداءه ويظاهرهم فِي قهر أهل الصّلاح فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ذَلِك لقَوْله تَعَالَى إِنَّمَا النَّجْوَى من الشَّيْطَان ليحزن الَّذين آمنُوا وَلَيْسَ بضارهم شَيْئا إِلَّا بِإِذن الله.
وَمن رأى أَنه ملك الشَّيَاطِين وانقادوا لَهُ فَإِنَّهُ ينَال رياسة وهيبة.
وَالْجِنّ تؤول بعدو كَبِير مكار ضار.
وَمن رأى أَن الْجِنّ توسوس فِي صَدره فَإِنَّهُ يدل على اجْتِهَاده بِعبَادة الله تَعَالَى واشتغاله بالطاعات ليظفر على عدوه لقَوْله تَعَالَى من شَرّ الوسواس الخناس الْآيَة.)
وَمن رأى أَن جنيا خطف ثَوْبه فَإِن كَانَ عَاملا يعْزل وَإِن كَانَ فلاحا يُصِيبهُ أَذَى لقَوْله تَعَالَى ينْزع عَنْهُمَا لباسهما الْآيَة.
وَقَالَ جَابر المغربي من رأى خَلفه جنيا فَإِنَّهُ يدل على ظفر الأعادي بِهِ.
وَمن رأى أَنه قَادر على الْجِنّ مسلط عَلَيْهِم وهم مطيعون لَهُ فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الشّرف ومرتبة السلطنة.
وَمن رأى أَنه قيد جنيا فَإِنَّهُ يظفر على الْعَدو.
وَمن رأى أَنه صَار أَسِيرًا فِي أَيدي الْجِنّ فَإِنَّهُ يدل على فضائحه.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ رُؤْيا الْجِنّ تؤول على ثَلَاثَة أوجه خسران وهوان وَخَوف شَدِيد.
وَمن رأى أَنه يعلم الْجِنّ الْقُرْآن فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول الرياسة.
وَمن رأى جنيا دخل دَاره فَإِن اللُّصُوص يدْخلُونَهَا وَرُبمَا دلّت رُؤْيا الْجِنّ على رُؤْيا أنَاس أَصْحَاب احتيال فِي أُمُور الدُّنْيَا وغرورها.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْجِنّ تؤول على ثَمَانِيَة أوجه رُؤْيَة الْأَعْدَاء وَفَسَاد الدّين وشهوات وَهوى نفس واشتغال وإهمال الْعِبَادَة وَالطَّاعَة وَبعد عَن أهل الدّين وَالصَّلَاح ويميل إِلَى أكل الْحَرَام. وَالْجُنُون تقدم تَعْبِيره فِي مَحَله فِي فَصله فِي الْبَاب الْعشْرين.
والكهنة تؤول على أوجه فَمن رأى كَاهِنًا وَهُوَ المنجم فيؤول بِرَجُل قريب من الْمُلُوك.
وَمن رأى أَنه صَار منجما فَإِنَّهُ يتَقرَّب إِلَى ملك بِالْكَذِبِ والزور والبهتان وَقيل رُؤْيا المنجم تؤول بِرَجُل كَذَّاب لَا يشْكر نعم الله عَلَيْهِ.
وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يتَكَلَّم بِكَلَام الكهنة والخطاطين وَنَحْوهم أَو يكلمهم بِكَلَام يُنَاسب ذَلِك فَإِن تَأْوِيله أباطيل وغرور وتصديق ذَلِك فِي الْمَنَام واليقظة جهل.
والسحرة تؤول بالْكلَام الْبَاطِل وَالْكذب والفتنة وَفعل قَبِيح وشغل ذميم بِلَا أصل وَلَا فرع وَهُوَ عَدو ظَالِم غدار ضال مكار.
وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه مسحور أَو يسحر فَإِن السحر يؤول بالفتنة والكيد فَإِن كَانَ السَّاحر جنيا فَهُوَ أقوى وأبلغ.
وَمن رأى أَنه يسحر وَلَا يُحَقّق سحره فَإِنَّهُ يقْصد أَن يكيد أحدا فَلَا يقدر عَلَيْهِ.
وَمن رأى أَنه سحر أحدا وَأفَاد مَعَه السحر فبخلافه.)
وَمن رأى سحرة مُجْتَمعين فِي مَكَان قَاصِدين فعل أَمر فَإِنَّهُم أَعدَاء فليحذرهم.
وَمن رأى ساحرا فعل شَيْئا يشْكر عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يرتكب فَسَادًا ويذم على فعله وَإِن رأى بِخِلَاف ذَلِك فضده وَقيل من رأى أَن سحر أحدا لمحبة فَإِنَّهُ يحتوي على عقله وَيكون تمكنه من ذَلِك بِقدر احتوائه عَلَيْهِ وَإِن رأى بِخِلَاف ذَلِك فضده.
وَقَالَ بعض المعبرين من رأى أَنه صَار ساحرا فَإِنَّهُ لَا يفلح أبدا لقَوْله تَعَالَى وَلَا يفلح السَّاحر حَيْثُ أَتَى وَالله أعلم.
(الْبَاب الثَّمَانُونَ)
(فِي رُؤْيا نَوَادِر يَسْتَعِين بهَا الْإِنْسَان على التَّعْبِير)
نادرة روى إِن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: من رَآنِي فقد رَآنِي حَقًا أَخْبرنِي من هُوَ مَقْبُول الرِّوَايَة إِن حَاكما رأى النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالصَّلَاة فِي الْمَنَام وَهُوَ عُرْيَان قَالَ فغطيته بسجادة كَانَت لي فَلَمَّا أَصبَحت أتيت مُسْتَبْشِرًا إِلَى بعض المعبرين
فقصصت عَلَيْهِ الرُّؤْيَا فَقَالَ أَنْت تحكم بِغَيْر الْحق لِأَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حق ورؤيته حق وتغطيتك إِيَّاه تَغْطِيَة الْحق قَالَ فَسمع بِهَذِهِ الرُّؤْيَا وتعبيرها قَاضِي الْقُضَاة بِتِلْكَ الْمَدِينَة فَعَزله عَن الحكم.
نادرة روى عَن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أَنه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: أَرَانِي اللَّيْلَة عِنْد الْكَعْبَة فَرَأَيْت رجلا آدم كأحسن مَا أَنْت رَاء من الرِّجَال لَهُ لمة كأحسن مَا أَنْت رَاء من اللمم قد رجلهَا تقطر مَاء مُتكئا على رجلَيْنِ أَو على عواتق رجلَيْنِ يطوف بِالْبَيْتِ فَسَأَلت من هَذَا فَقيل الْمَسِيح بن مَرْيَم إِذا أَنا بِرَجُل جعد قطط أَعور الْعين الْيُمْنَى كَأَنَّهُ عنبة طافية فَسَأَلت من هَذَا فَقيل الْمَسِيح الدَّجَّال.
نادرة قَالَ أنس بن مَالك رضي الله عنه كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يدْخل على أم حرَام وَكَانَت تَحت عبَادَة بن الصَّامِت فَدخل عَلَيْهَا يَوْمًا فأطعمته وَجعلت تفلي رَأسه فَنَامَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ثمَّ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ يضْحك قَالَت: فَقلت مَا يضحكك يَا رَسُول الله قَالَ: نَاس من أمتِي عرضوا على غزَاة فِي سَبِيل الله يركبون ثبج هَذَا الْبَحْر ملوكا على الأسرة. أَو قَالَ مثل الْمُلُوك على الأسرة قَالَت فَقلت يَا رَسُول الله ادْع الله أَن يَجْعَلنِي مِنْهُم فَدَعَا لَهَا ثمَّ وضع رَأسه فَنَامَ ثمَّ اسيقظ وَهُوَ يضْحك فَقلت مَا يضحكك يَا رَسُول الله فَقَالَ كَمَا قَالَ فِي الأولى قَالَت فَقلت يَا رَسُول الله ادْع الله أَن يَجْعَلنِي مِنْهُم قَالَ أَنْت من الْأَوَّلين فركبت الْبَحْر فِي)
زمن مُعَاوِيَة فصرعت عَن دابتها حِين خرجت عَن الْبَحْر فَهَلَكت رضي الله عنها.
نادرة قَالَ عبد الله بن عمر رضي الله عنهما سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول: بَيْنَمَا أَنا نَائِم أتيت بقدح لبن فَشَرِبت مِنْهُ حَتَّى إِنِّي لأرى الرّيّ يجْرِي من أظافري ثمَّ أَعْطَيْت فَضله عمر. قَالَ فَمَا أولتها يَا رَسُول الله قَالَ: الْعلم.
نادرة قَالَ أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ رضي الله عنه قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: بَيْنَمَا أَنا نَائِم رَأَيْت النَّاس يعرضون عَليّ وَعَلَيْهِم قمص مِنْهَا مَا يبلغ الثدي وَمِنْهَا مَا يبلغ دون ذَلِك وَعرض على عمر بن الْخطاب وَعَلِيهِ قَمِيص يجره. قَالُوا فَمَا أولته قَالَ: الدّين.
نادرة قَالَت عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: أريتك قبل أَن أتزوجك مرَّتَيْنِ رَأَيْت الْملك يحملك فِي سَرقَة من حَرِير فَقلت لَهُ اكشف فكشف فَإِذا هِيَ أَنْت فَقلت إِن يَك هَذَا من عِنْد الله يمضه ثمَّ رَأَيْته يحملك فِي سَرقَة من حَرِير فَقلت اكشف فكشف فَإِذا هِيَ أَنْت فَقلت إِن يَك هَذَا من عِنْد الله يمضه. وَفِي مَعْنَاهُ قَالَ بَعضهم فِي مدحها رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا من جملَة أَبْيَات: نادرة قَالَ أَبُو هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: بَينا أَنا نَائِم رَأَيْتنِي فِي الْجنَّة فَإِذا امْرَأَة تتوضأ إِلَى جَانب قصر فَقلت لمن هَذَا الْقصر قَالُوا لعمر فَذكرت غيرته فوليت مُدبرا فَبكى عمر بن الْخطاب رضي الله عنه ثمَّ قَالَ أعليك أغار يَا رَسُول الله.
نادرة قَالَ عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كنت غُلَاما شَابًّا عزبا فِي عهد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَكنت أَبيت فِي الْمَسْجِد وَكَانَ من رأى مناماً قصه على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقلت اللَّهُمَّ إِن كَانَ لي عنْدك خير فأرني مناما يعبره لي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَنمت فَرَأَيْت ملكَيْنِ أتياني فَانْطَلقَا بِي فلقيهما ملك آخر فَقَالَ لي لن تراع إِنَّك رجل صَالح فَانْطَلقَا بِي إِلَى النَّار فَإِذا هِيَ مطوية كطي الْبِئْر وَإِذا فِيهَا نَاس قد عرفت بَعضهم فأخذا بِي ذَات الْيَمين فَلَمَّا أَصبَحت ذكرت ذَلِك لحفصة فقصتها على النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِن عبد الله رجل صَالح لَو كَانَ يكثر الصَّلَاة من اللَّيْل. فَكَانَ عبد الله رضي الله عنه بعد ذَلِك يكثر الصَّلَاة من اللَّيْل.
نادرة قَالَ عبد الله بن عمر رضي الله عنهما رأى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي الْمَدِينَة مناما وَقَالَ رَأَيْت امْرَأَة سَوْدَاء ثائرة الرَّأْس خرجت من الْمَدِينَة حَتَّى نزلت بمهيعة فَأَوَّلتهَا أَن وباء الْمَدِينَة)
نقل إِلَى مهيعة وَهِي الْجحْفَة.
نادرة أَخْبرنِي رجل من الثِّقَات قَالَ دخلت بَيت الْمُقَدّس فِي بعض السنين وَكَانَ لَهُ طاعون عَظِيم فأجتمعت
على الشَّيْخ أبي بكر الْحلَبِي القاطن بالطيلونية الْمَعْرُوفَة بِالْقربِ من بَاب حطة وَكنت قَرَأت عَلَيْهِ الحَدِيث قَدِيما فَقَرَأت مَعَه ورده من الْقُرْآن بعد صَلَاة الظّهْر على عَادَته فَلَمَّا فرغ دَعَا بِهَذِهِ الْكَلِمَات ثَلَاث مَرَّات وَمَعَهُ جمَاعَة من تلامذته فَسَأَلته عَنْهَا فَقَالَ مأثورة عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ثمَّ أَمر بعض الْجَمَاعَة أَن يكتبوها لي فكتبوها وصححوها عَلَيْهِ وَهِي هَذِه اللَّهُمَّ سكن هَيْبَة عَظِيمَة قهرمان الجبروت باللطيفة النَّازِلَة الْوَارِدَة من فيضان الملكوت حَتَّى نتشبث بأذيال لطفك وكرمك ونعتصم بك من إِنْزَال قهرك يَا ذَا الْقُوَّة الْكَامِلَة وَالْقُدْرَة الشاملة يَا الله يَا ألله يَا ألله الله أكبر الله أكبر الله أكبر عز جَارك وَجل ثناؤك وَلَا إِلَه غَيْرك اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من الطعْن والطاعون والفجأة وَسُوء المنقلب فِي النَّفس والأهل وَالْمَال وَالْولد الله أكبر الله أكبر الله أكبر عدد ذنوبنا حَتَّى تغْفر اللَّهُمَّ صل على مُحَمَّد صَاحب الْحَوْض والكوثر الله أكبر الله أكبر الله أكبر اللَّهُمَّ كَمَا شفعت فِينَا نَبينَا مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم فأمهلنا وأعمرنا وَأَعْمر بِنَا مَنَازلنَا وَلَا تُهْلِكنَا بذنوبنا وسيئاتنا وارحمنا بِرَحْمَتك يَا أرْحم الرَّاحِمِينَ فَسَيَكْفِيكَهُم الله وَهُوَ السَّمِيع الْعَلِيم وحسبنا الله وَنعم الْوَكِيل وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم ثمَّ سَأَلته عَن طَرِيق سَنَده إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ أَخْبرنِي بعض الْمَشَايِخ عَن رجل من أهل الْخَيْر وَالصَّلَاح كَانَ فِي بَلْدَة وَكَانَ يرى كل حِين رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي الْمَنَام فَنزل فِي تِلْكَ الْبَلَد طاعون كثير حَتَّى مَاتَ أَكثر أَهلهَا فأجتمع إِلَيْهِ بعض أَخْبَارهَا وسألوه أَنه إِذا رأى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم على عَادَته فِي الْمَنَام يسْأَله الشَّفَاعَة فيهم فَرَأى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فاملاه من فِيهِ هَذَا الدُّعَاء وَأمره أَن يَدْعُو بِهِ ويعلمه النَّاس ليدعو بِهِ فِي رفع الطَّاعُون قَالَ فَقلت يَا رَسُول الله إِنِّي أَخَاف أَن أنساه أَو أختل فِي شَيْء مِنْهُ قَالَ فَأمر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم رجلا كَانَ مَعَه وَقَالَ: اكتبه لَهُ فِي كَفه. فَاسْتَيْقَظت فَوَجَدته فِي كفي مَكْتُوبًا على صيغته كَمَا أملانيه قَالَ مُؤَلفه فَسَأَلت من أَخْبرنِي بِهَذَا هَل أذن لَك الشَّيْخ أَبُو بكر أَن تروي عَنهُ هَذَا بِهَذَا السَّنَد قَالَ نعم.
نادرة قَالَ أَبُو الْقَاسِم بن الْعَلَاء الشَّاعِر رَأَيْت فِي الْمَنَام بعد موت الصاحب أبي الْقَاسِم بن عباد قَائِلا يَقُول لم لَا ترثي الصاحب مَعَ فضلك وشعرك فَقلت ألجمتني كَثْرَة محاسنه فَلم أدر بِمَ أبدأ)
مِنْهَا وَخفت أَن أقصر وَقد ظن بِي الِاسْتِيفَاء لَهَا فَقَالَ أجز مَا أقوله قلت قل فَأَنْشد.
ثوى الْجُود وَالْكَافِي مَعًا فِي حفيرة فأجبته: ليأنس كل مِنْهُمَا بأَخيه هما ضجعا حيين ثمَّ تعانقا فأجبته: ضجيعين فِي اللَّحْد بِبَاب كريه فَقَالَ: إِذا ارتحل الثاوون عَن مستقرهم فأجبته: أَقَامَا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة فِيهِ نادرة كَانَ بَعضهم شِيعِيًّا فَلَمَّا قرب أَجله أوصى ليدفن عِنْد رجْلي مُوسَى بن جَعْفَر الرِّضَا وَأوصى أَن يكْتب على قَبره وكلبهم باسط ذِرَاعَيْهِ بالوصيد فَرَآهُ بعض أَصْحَابه فِي الْمَنَام فَسَأَلَهُ عَن حَاله فَأَنْشد شعرًا:
(أفسد سوء مذهبي
…
فِي الشيع حسن مذهبي)
(لم يوص مولَايَ على
…
سوئي لأَصْحَاب النَّبِي)
نادرة روى أَن رجلا كَانَ يَدْعُو لرابعة العدوية رضي الله عنها فرآها فِي الْمَنَام تَقول لَهُ هداياك تَأْتِينَا على أطباق من نور مخمرة بمناديل من نور.
نادرة قَالَ الشَّيْخ نصر الله مشارة الصِّنَاعَة وَكَانَ من ثِقَات أهل السّنة رَأَيْت فِي الْمَنَام عَليّ بن أبي طَالب كرم الله وَجهه فَقلت لَهُ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ تفتحون مَكَّة فتقولون من دخل دَار أبي سُفْيَان فَهُوَ آمن ثمَّ يتم على ولدك الْحُسَيْن يَوْم الطف ماتم فَقَالَ لي أما سَمِعت أَبْيَات ابْن الصيفي فِي هَذَا فَقلت لَا فَقَالَ لتسمعها مِنْهُ فَاسْتَيْقَظت فبادرت إِلَى دَار ابْن الصيفي فَخرج إِلَيّ فَذكرت لَهُ الرُّؤْيَا فشهق وأجهش بالبكاء وَحلف بِاللَّه إِن كَانَت خرجت من فمي أَو خطي لأحد وَإِن كَانَت نظمت إِلَّا فِي لَيْلَتي هَذِه ثمَّ أَنْشدني:
(ملكنا فَكَانَ الْعَفو منا سجية
…
فَلَمَّا ملكتم سَالَ بِالدَّمِ أبطح)
)
(وحللتم قتل الْأُسَارَى وطالما
…
غدونا على الأسرى فنعفو ونصفح)
(وحسبكم هَذَا التَّفَاوُت بَيْننَا
…
وكل إِنَاء بِالَّذِي فِيهِ ينضح)
نادرة قَالَ أَبُو الْقَاسِم المغربي رَأَيْت فِي الْمَنَام عبد الرَّحِيم ابْن نباتة الْخَطِيب فَقلت لَهُ مَا فعل الله بك فَقَالَ دفع لي ورقة فِيهَا سطران بالأحمر وهما شعر:
(قد كَانَ أَمن لَك من قبل إِذا
…
وَالْيَوْم أدخلتك فِي أماني)
(والصفح لَا يحسن عَن محسن
…
وَإِنَّمَا يحسن عَن جاني)
نادرة روى أَن رجلا حج وفاتته زِيَارَة النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَضَاقَ صَدره لذَلِك فَرَأى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِذا فاتتك الزِّيَارَة فزر قبر عبد الله بن أَحْمد طَبَاطَبَا. وَكَانَ صَاحب الرُّؤْيَا من أهل مصر رحمه الله.
وروى عَنهُ أَيْضا أَعنِي ابْن طَبَاطَبَا أَن رجلا زار قَبره وَكَانَ يحسن إِلَيْهِ قبل مَوته فَأَنْشد عِنْد قَبره:
(وخلفت الهموم على أنَاس
…
وَكَانُوا بعيشك فِي كفاف)
فَرَآهُ فِي الْمَنَام فَقَالَ قد سَمِعت مَا قلت وحيل بيني وَبَين الْجَواب والمكافأة وَلَكِن سر إِلَى مَسْجِدي وصل رَكْعَتَيْنِ وادع يستجب لَك.
نادرة قَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ رَأَيْت فِي الْمَنَام بشرا الحافي كَأَنَّهُ خَارج من مَسْجِد الرصافة وَفِي كمه شَيْء يَتَحَرَّك فَقلت لَهُ مَا فعل الله بك قَالَ غفر لي وأكرمني فَقلت فَمَا هَذَا الَّذِي فِي كمك قَالَ قدم علينا البارحة روح أَحْمد بن حَنْبَل فنثر عَلَيْهَا الدّرّ والياقوت فَهَذَا الَّذِي مِمَّا التقطت قلت فَمَا فعل بِيَحْيَى بن معِين وَأحمد بن حَنْبَل قَالَ تركتهما وَقد زارا رب الْعَالمين وَوضعت لَهما الموائد قلت فَلم لَا تَأْكُل مَعَهُمَا قَالَ قد عرف هوان الطَّعَام عَليّ فأباحني النّظر إِلَى وَجهه.
نادرة روى أَن أم جرير بن الخطفي رَأَتْ فِي الْمَنَام وَهِي حَامِل بجرير كَأَنَّهَا ولدت حبلا من شعر أسود فَلَمَّا سقط مِنْهَا جعل يَقع فِي عنق رجل فيخنقه ثمَّ يَقع فِي عنق آخر فيخنقه حَتَّى خنق رجَالًا كَثِيرَة فانتبهت مرعوبة فقصت الرُّؤْيَا على بعض المعبرين فَقَالَ تلدين غُلَاما شَاعِرًا ذَا شَرّ وَشدَّة وشكيمة وبلاء على النَّاس فَلَمَّا وَضعته سمته جرير باسم الْحَبل الَّذِي رَأَتْهُ قد خرج مِنْهَا والجرير فِي اللُّغَة هُوَ الْحَبل.
نادرة قَالَ عبد الله بن مَالك الْخُزَاعِيّ كنت شرطيا عِنْد هرون الرشيد فَأَتَانِي رَسُوله لَيْلًا فِي)
وَقت لم يأتني فِيهِ قطّ فانتزعني من فِرَاشِي وَمَنَعَنِي من تغير ثِيَابِي فراعني ذَلِك فَلَمَّا صرت إِلَى الدَّار أذن لي فِي الدُّخُول فَدخلت فَوَجَدته قَاعِدا فلي فرَاشه فَسلمت عَلَيْهِ سَاعَة فطار عَقْلِي وتضاعف الْجزع عَليّ ثمَّ قَالَ يَا عبد الله أَتَدْرِي لم طلبتك فِي هَذَا الْوَقْت قلت لَا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قَالَ رَأَيْت قَالَ رَأَيْت السَّاعَة فِي مَنَامِي كَأَن عبدا حَبَشِيًّا قد أَتَانِي وَمَعَهُ حَرْبَة فَقَالَ إِن خليت عَن مُوسَى بن جَعْفَر السَّاعَة وَإِلَّا نحرتك بِهَذِهِ الحربة فَاذْهَبْ فَخَل عَنهُ فَقلت: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أطلق مُوسَى بن جَعْفَر وعاودته ثَلَاث مَرَّات حَتَّى قَالَ امْضِ السَّاعَة حَتَّى تطلقه وأعطه ثَلَاثِينَ ألف دِرْهَم وَقل لَهُ إِن أَحْبَبْت الْمقَام قبلنَا وَلَك عندنَا مَا تحب وَإِن أَحْبَبْت السّير إِلَى الْمَدِينَة فالاذن فِي ذَلِك لَك قَالَ مَالك فَجئْت إِلَى الْحَبْس وأخرجته وأعطيته مَا أَمر بِهِ أَمِير الْمُؤمنِينَ وَقلت لَهُ قد رَأَيْت فِي أَمرك عجبا قَالَ فَإِنِّي أخْبرك إِنِّي كنت بَين النَّائِم وَالْيَقظَان فَأتى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَا مُوسَى حبست مَظْلُوما فَقل هَذِه الْكَلِمَات فَإنَّك لَا تبيت هَذِه اللَّيْلَة فِي الْحَبْس فَقلت بِأبي وَأمي مَا أَقُول فَقَالَ قل يَا سامع كل صَوت وَيَا سَابق الْفَوْت وَيَا كاسي الْعِظَام لَحْمًا ومنشزها بعد الْمَوْت أَسأَلك بأسمائك الْحسنى وبأسمك الْأَعْظَم الْأَكْبَر المخزون الْمكنون الَّذِي لم يطلع عَلَيْهِ أحد من المخلوقين يَا حَلِيمًا ذَا اناة ارْحَمْ من لَا يقوى على اناة يَا ذَا الْمَعْرُوف الَّذِي لَا يَنْقَطِع أبدا وَلَا يحصي عددا فرج عني فَكَانَ كَمَا رَأَيْت.
نادرة روى أَن المستنجد رأى فِي مَنَامه فِي حَيَاة وَالِده المقتفي كَأَن ملكا نزل من السَّمَاء فَكتب فِي كَفه أَربع خا آتٍ فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ أحضر معبرا فَقص عَلَيْهِ مَا رأى فَقَالَ تلِي الْخلَافَة فِي سنّ خمس وَخمسين وَخَمْسمِائة مضى مِنْهَا خَمْسَة أشهر وَخَمْسَة أَيَّام.
نادرة روى إِن ثَلَاثَة نفر خَرجُوا إِلَى السّفر فَنَامَ أحدهم فَرَأى شَيْئا خرج من أَنفه مثل الْمِصْبَاح فَدخل غارا فَرَأى بِهِ مَا رأى ثمَّ رَجَعَ إِلَى أَنفه فَاسْتَيْقَظَ يمسح وَجهه فَقَالَ رَأَيْت فِي هَذَا الْغَار كنزا فدخلوه فوجدوا بَقِيَّة كنز كَانَ فِيهِ فَأَخَذُوهَا.
نادرة روى أَن رجلا اشْترى أَرضًا فَرَأى ابْن أَخِيه يمشي فِيهَا ويطأ على رُؤُوس الْحَيَّات فَأتى معبرا وقص رُؤْيَاهُ عَلَيْهِ فَقَالَ إِن صدقت رُؤْيَاك لَا تغرس فِي تِلْكَ الأَرْض شَيْئا إِلَّا يصير حَيا.
نادرة روى أَن رجلا نَام وَكَانَ بجانبه رَفِيق مستيقظ فَأتى بِلَبن فِي اناء فَوَضعه وحز رَأس بطيخ وَوضع السكين على إِنَاء اللَّبن منتظرا استيقاظ رَفِيقه فَرَأى شَيْئا خرج من أنف رَفِيقه كالذبابة وَلم يتَحَقَّق مَا هِيَ فَمشى على تِلْكَ السكين ثمَّ عَاد إِلَى أَنفه فَاسْتَيْقَظَ وَقَالَ رَأَيْت عجبا كأنني)
على جسر مَضْرُوب من حَدِيد فِي وسط بَحر من لبن فتعجب رَفِيقه وعرفه عَمَّا رَآهُ خرج من نَفسه وَعَاد إِلَيْهِ.
نادرة روى أَن رجلا أَتَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت فِي أذن امْرَأَتي حَلقَة نصفهَا ذهب وَنِصْفهَا فضَّة فَقَالَ لَعَلَّك طَلقتهَا طَلْقَتَيْنِ وَبقيت على وَاحِدَة فَقَالَ نعم هِيَ كَذَلِك.
نادرة روى أَن رجلا أَتَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت كأنني على حمَار وَلَا يزَال يلقيني فِي مَاء وطين ثمَّ رَأَيْت جَارِيَة اسْمهَا عقبَة فأردقتها خَلْفي فَقَالَ تعقب ذُرِّيَّة.
نادرة روى أَن رجلا أَتَى ابْن سِيرِين فَقَالَ إِنَّنِي أَشك فِي امْرَأَتي بِسَبَب رجلَيْنِ وَقد رَأَيْت اللَّيْلَة كلبين يقتتلان على فرجهَا ثمَّ عضاها فجرحاها فَنظر ابْن سِيرِين إِلَى وَجهه فَرَآهُ مَرْعُوبًا متغيرا فَقَالَ أجز على تَعْبِير رُؤْيَاك وَلَا ترعك فَإِن امْرَأَتك لم يجد مَا تنتف بِهِ فاستعملت مقرضا فجرحها وأثره الْآن عَلَيْهَا فَتوجه الرجل مسرعا ولمسها فَوَجَدَهَا كَمَا قَالَ فَسَأَلَ مِنْهَا عَن ذَلِك فَأَخْبَرته بِالْأَمر على صفته.
نادرة روى أَن رجلا أَتَى إِلَى معبر فَقَالَ إِنِّي رَأَيْت أَنِّي قد بِعْت برا بشعير فَقَالَ إِنَّك استبدلت الْقُرْآن بالشعر.
نادرة قَالَ الشَّيْخ يُوسُف الكربوني رَحمَه الله تَعَالَى كَانَ بثغر الاسكندرية نَائِب وَله خَمْسَة أَوْلَاد يمتحون وَهُوَ ممتحن بهم حَتَّى لَا يعدل عِنْده شَيْء فِي الدُّنْيَا حبهم فَنَامَ لَيْلَة فَرَأى كَأَن أَصَابِعه الْخمس قطعت فَحصل عِنْده وَجل عَظِيم فَاسْتَيْقَظَ مَرْعُوبًا وَخَافَ على أَوْلَاده قَالَ الشَّيْخ فَأرْسل خَلْفي وقص رُؤْيَاهُ عَليّ فَعلمت مَا فِي نَفسه وَقلت لَهُ لَيْسَ الْأَمر كَمَا تَخَيَّلت وَإِنَّمَا أحتاج مِنْك على هَذِه الرُّؤْيَا جَائِزَة فَقَالَ نعم فَقلت لَهُ الْأَصَابِع الْخَمْسَة هِيَ الصَّلَوَات الْخمس فَإنَّك لست بمواظب عَلَيْهَا فَقَالَ صدقت فَقلت اسْتغْفر الله وَتب إِلَيْهِ ولازم صلواتك.
نادرة روى أَن ملكا من الْمُلُوك كَانَ لَهُ أَوْلَاد وَكَانَ لَهُم فَقِيه من أهل الْخَيْر يعلمهُمْ الْقُرْآن ويؤدبهم فَمَاتَ فَخرج أَوْلَاده يَوْمًا إِلَى التربة بِسَبَب الزِّيَارَة فجسلوا عِنْد قَبره فتحدثوا بِشَيْء من أُمُور الدُّنْيَا واجتاز بهم بَائِع تين فاشتروا مِنْهُ وأكلوا وَجعلُوا يرْمونَ قشور التِّين عِنْد الْقَبْر ثمَّ رجعُوا إِلَى منزلهم فَرَأى والدهم تِلْكَ اللَّيْلَة فِي الْمَنَام الْفَقِيه فَقَالَ لَهُ قل لأولادك يقطعوا زيارتي فَإِنَّهُم آذوني بقشر التِّين وتحدثوا عِنْد قَبْرِي بِكَلَام يشبه الْكفْر فَلَمَّا أصبح سَأَلَ أَوْلَاده هَل زرتم الْفَقِيه وأكلتم عِنْده تين ورميتم القشور عِنْد قَبره وتحدثتم بشي من الدُّنْيَا قَالُوا نعم مَا كَانَ مَعنا أحد فَمن)
أخْبرك بِهَذَا فَقَالَ الشَّيْخ وقص عَلَيْهِم الرُّؤْيَا فتباكوا جَمِيعًا وَقَالُوا سُبْحَانَ الله مَا زَالَ يؤدبنا ويعلمنا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة.
نادرة روى أَن سُفْيَان الثَّوْريّ رضي الله عنه رئى فِي الْمَنَام وَهُوَ يطير من شَجَرَة إِلَى شَجَرَة فَقَالَ الرَّائِي مَا فعل الله بك فَأَنْشد:
(نظرت إِلَى رَبِّي عيَانًا فَقَالَ لي
…
هَنِيئًا رضائي عَنْك يَا ابْن سعيد)
(لقد كنت قواما إِذا اللَّيْل قد سجا
…
بعبرة مشتاق وقلب عميد)
(فدونك فاختر أَي قصر تريده
…
وزرني فوصلي مِنْك عير بعيد)
نادرة روى أَن امْرَأَة بِمَكَّة قَرَأت الْقُرْآن ثمَّ نَامَتْ فرأت كَأَن وصائف بأيديهن وعليهن معصفرات فَقَالَت سُبْحَانَ الله لم هَؤُلَاءِ حول الْكَعْبَة فَقيل لَهَا أما علمت أَن اللَّيْلَة عرس عبد الْعَزِيز أبي دَاوُد فَاسْتَيْقَظت فَسمِعت غاغة فَإِذا بِعَبْد الْعَزِيز قد مَاتَ.
نادرة روى أَنه كَانَ بِمَدِينَة ملك يُسمى يُوسُف وَكَانَ فِي لحيته ثَلَاث شَعرَات بيض وَكَانَ لَهُ نَائِب يُسمى يُوسُف أَيْضا بِجِهَة من الْجِهَات فَأخْبر أَن النَّائِب قد شَاب فِي لحيته ثَلَاث شَعرَات بيض كالملك فَنَامَ الْملك تِلْكَ اللَّيْلَة فَرَأى النَّائِب الْمَذْكُور قد حضر وَجلسَ بمرتبة الْملك وَالْملك وَاقِف بَين يَدَيْهِ فانتبه مَرْعُوبًا وَلم يُقَصَّص رُؤْيَاهُ على أحد واستدعى بالنائب الْمَذْكُور ليأمر بقتْله فَلَمَّا تمثل بَين يَدَيْهِ وَأَرَادَ ان يَأْمر الجلاد بقتْله استدعى بجليس لَهُ ذوق وَمَعْرِفَة وَيَدعِي علم
التَّعْبِير فَعرفهُ عَمَّا رَآهُ وَعَما قَصده فِي النَّائِب الْمَذْكُور فِي تِلْكَ السَّاعَة فَقَالَ لَهُ حفظ مَوْلَانَا الْملك من الاسواء وحاشاه من قتل نفس من غير جريمة وتعبير مَا رَآهُ الْملك قد ظهر على صيغته قَالَ كَيفَ ذَلِك فَقَالَ أما رَآهُ الْملك من جُلُوس النَّائِب الْمَذْكُور على مرتبته الشَّرِيفَة فَهُوَ جُلُوس الْملك بِعَيْنِه لِأَنَّهُ سميه ومشابهه فِي المشيب وَأما وقُوف الْملك بَين يَدَيْهِ فَهُوَ وقُوف النَّائِب فِي هَذِه الْحَالة الَّتِي هُوَ بهَا وَقد خرجت الرُّؤْيَا.
نادرة روى أَن أَبَا الْأَبْيَض كَانَ رجلا فَاضلا فَنَامَ فَرَأى كَأَنَّهُ أَتَى إِلَيْهِ بِتَمْر وزبيب فَأكل مِنْهُ ثمَّ دخل الْجنَّة فجَاء إِلَى الْعَبَّاس بن الْوَلِيد فَقص رُؤْيَاهُ عَلَيْهِ فَقَالَ أما التَّمْر وَالزَّبِيب فَهُوَ حَاضر عندنَا وَقد جِئْت قبل الْأكل فتأكلهما جَمِيعًا وَأما الْجنَّة فَالله سبحانه وتعالى يعجل لَك بهَا واستدعى بِالتَّمْرِ وَالزَّبِيب فأكلهما جَمِيعًا وَقَالَ هَذِه بِشَارَة بتحقيق أَنَّك من أهل الْجنَّة فَخرج من عِنْده فَحمل عَلَيْهِ كَافِر فَقتله وَرُبمَا قتل فِي غَزْوَة فَكَانَ كَمَا رأى.)
نادرة ولي عمر قَاضِيا فِي الشَّام فسافر يَوْمًا عَن مَكَّة فَرَأى كَأَن الشَّمْس وَالْقَمَر يتقاتلان وَالْكَوَاكِب بَعْضهَا مَعَ الشَّمْس وَبَعضهَا مَعَ الْقَمَر وَأَنه صَار كوكبا فَعَاد ليقص رُؤْيَاهُ على الإِمَام عمر رضي الله عنه فَلَمَّا أقبل عَلَيْهِ قَالَ لَهُ لم عدت من طريقك قَالَ رَأَيْت رُؤْيا عدت لأقصها على أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ لَهُ الامام عمر رضي الله عنه لما رَأَتْ أَنَّك كنت كوكبا فَرَأَيْت نَفسك مَعَ الشَّمْس أَو مَعَ الْقَمَر قَالَ مَعَ الْقَمَر قَالَ فَانْطَلق وَلَا تعْمل لي عملا أبدا فَلَمَّا خرج من عِنْده قَالَ الامام عمر لاصحابه وَإِن صدقت رُؤْيَاهُ يكون خَارِجا مَعَ من لَيْسَ ظفر علينا فَلَمَّا كَانَت وقْعَة صفّين قتل الرجل مَعَ أهل الشَّام.
نادرة روى أَن رجلا أَتَى ابْن سِيرِين وَقَالَ رَأَيْت كَأَنِّي أشْرب من قلَّة ضيقَة قَالَ تراود جَارِيَة عَن نَفسهَا.
نادرة روى أَن رجلا أَتَى ابْن سِيرِين وَقَالَ رَأَيْت كَأَنِّي أشْرب من قلَّة لَهَا رأسان رَأس مالح وَرَأس حُلْو قَالَ لَك امْرَأَة وَلها أُخْت وَأَنت تراود أُخْتهَا عَن نَفسهَا فَاتق الله تَعَالَى قَالَ صدقت وأشهدك على أَنِّي تبت إِلَى الله تَعَالَى.
نادرة روى أَن ملكا كَانَ عِنْده شخص صوفي بمدرسة وَكَانَ يقربهُ وَهُوَ عِنْده بمرتبته وَله فِيهِ اعْتِقَاد صَالح فَرَأى فِي بعض اللَّيَالِي أَنه بِالْمَدْرَسَةِ الَّتِي ينْسب ذَلِك الصُّوفِي إِلَيْهَا وَقد وجد عقربا فلسعته فَمَاتَ من لسعتها فَقص رُؤْيَاهُ على معبر حاذق فَقَالَ لَهُ إِن صدقت رُؤْيَاك يظْهر لَك من تِلْكَ الْمدرسَة من يحصل لَك مِنْهُ ألم بَالغ فتفكر فِي نَفسه عَن الصُّوفِي الْمَذْكُور قَالَ لَهُ هَذَا من أهل الْخَيْر مَا يصدر مِنْهُ مَا يُؤْذِي وَأما الْغَيْر فتحترس مِنْهُ فَكَانَ عَن قريب قد حصل للْملك أَمر مهمول ادّعى عَلَيْهِ بالْكفْر وَحضر من عِنْد أَمِير الْمُؤمنِينَ من يتَوَلَّى ذَلِك على وَجه الشَّرْع فاستدعى بذلك الْملك إِلَى تِلْكَ الْمدرسَة فَكَانَ أول من وضع خطه بذلك الصُّوفِي الْمَذْكُور فَكَانَ نادرة روى أَن امْرَأَة جَاءَت إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَت لَهُ رَأَيْت كَأَنِّي أمص ثَمَرَة وأعطيها لجاري فَقَالَ تشاركينه فِي مَعْرُوف يسير فغسلت ثَوْبه أَو ثوبا وَهُوَ يساعدها.
نادرة روى أَن امْرَأَة جَاءَت إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَت رَأَيْت فِي حُجْرَتي لؤلؤتين إِحْدَاهمَا أعظم من الْأُخْرَى فسألتني أُخْتِي أعطاء إِحْدَى اللُّؤْلُؤَتَيْن فأعطيتها الصُّغْرَى قَالَ إِن صدقت رُؤْيَاك فَإنَّك تعلمت سورتين إِحْدَاهمَا أطول من الْأُخْرَى وَعلمت أختك القصيرة قَالَت صدقت.
نادرة روى ان ملكا رأى جمَاعَة دخلُوا عَلَيْهِ وَمَعَهُمْ مَا يهوله وَأَرَادُوا الْقَبْض عَلَيْهِ فاستفاق)
مَرْعُوبًا وَلم يُقَصَّص رُؤْيَاهُ على أحد وَكَانَ ملك نَظِيره بمَكَان فَفعل بِهِ مَا رأى لنَفسِهِ فَعلم ان مَا رَآهُ قد خرج فِي نَظِيره فَقص رُؤْيَاهُ على معبر وعرفه كَيْفيَّة الْأَمر فَقَالَ لَهُ الْأَمر كَمَا قلت.
نادرة روى أَن امْرَأَة جَاءَت إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَت رَأَيْت ابْنة لي مَاتَت فَقلت لَهَا يَا ابْنَتي أَي الْأَعْمَال أحسن فَقَالَت: يَا أُمَّاهُ عَلَيْك بالجوز واقسمي على الْمَسَاكِين فَقَالَ ابْن سِيرِين إِن صدقت رُؤْيَاك فَإنَّك دفنت كنزا عنْدك فأخرجيه واعط الْمَسَاكِين مِنْهُ نصِيبهم فَقَالَت صدقت دَفَنته فِي أَيَّام الطَّاعُون.
نادرة جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت إِن يَدي قطعت قَالَ تحلف كَاذِبًا.
نادرة جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت كَأَنِّي وطِئت على فارة فَخرج من أستها نمرة فَقَالَ
نادرة جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين وَقَالَ رَأَيْت ثورا عَظِيما خرج من حجر صَغِير فصافحته ثمَّ أَرَادَ أَن يعود فِي ذَلِك الْجُحر فَضَاقَ عَلَيْهِ فَقَالَ ابْن سِيرِين هِيَ الْكَلِمَة الْعَظِيمَة تخرج من فَم الرجل ثمَّ ينْدَم عَلَيْهَا فيريد أَن يردهَا فَلَا يَسْتَطِيع.
نادرة جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت رجلا يبتلع اللُّؤْلُؤ صغَارًا ويخرجه أكبر مِمَّا ابتلعه فَقَالَ ابْن سِيرِين هَذَا رجل يسمع الحَدِيث فَيحدث بِهِ أَكثر مِمَّا سَمعه.
نادرة جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت حَصَاة وَقعت فِي أُذُنِي فنفضتها فَزعًا فَخرجت فَقَالَ أَنْت رجل تجَالس أهل الْبدع فَتسمع كلمة فَاحِشَة وَلَكِنَّك تتوب.
نادرة روى أَنه لما قبض النَّبِي صلى الله عليه وسلم وارتدت الْعَرَب فَخرج الطُّفَيْل الدوسي مَعَ الْمُسلمين وَسَارُوا حَتَّى فرغوا من طليحة وَأَرْض نجد كلهَا إِلَى أَن وصلوا إِلَى الْيَمَامَة فَنَامَ تِلْكَ اللَّيْلَة فَرَأى كَأَن رَأسه حلقت فَخرج من فِيهِ طَائِر وَكَأن امْرَأَة أدخلته فِي فرجهَا وَابْنه يَطْلُبهُ طلبا حثيثا وَأَنه حبس فِيهِ فَقص رُؤْيَاهُ على أَصْحَابه فَقَالُوا خيرا فَقَالَ أعبر هَذِه الرُّؤْيَا أما حلق رَأْسِي فَوَضعه وَأما الطَّائِر الَّذِي خرج من فمي فروحي وَالْمَرْأَة الَّتِي أدخلتني فِي فرجهَا فَهِيَ الأَرْض وحبسي فِيهِ هُوَ الْقَبْر الَّذِي ألبث فِيهِ وَالْولد الَّذِي يطلبني فَرُبمَا يُصِيبهُ مَا أصابني فَقتل الطُّفَيْل شَهِيدا ثمَّ أصَاب وَلَده كَذَلِك عَام اليرموك.
نادرة جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين وَقَالَ إِنِّي رَأَيْت طائراً نزل من السَّمَاء فَوَقع على شَجَرَة ياسمين فَجعل يلتقط مَا عَلَيْهَا من الياسمين فَتغير وَجهه وَقَالَ يدل على موت الْعلمَاء فَكَانَ كَذَلِك.
نادرة جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت امْرَأَة من أقاربي بَين يَديهَا اناء فِيهِ لبن كلما رفعته)
إِلَى فِيهَا لتشرب مِنْهُ أعجلها الْبَوْل فتضعه فَقَالَ هَذِه الْمَرْأَة صَالِحَة فَامْضِ فَتَزَوجهَا فَفعل كَذَلِك.
نادرة جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت الْمُهلب قد عقد طاقا بَين دَاري وداره فَقَالَ ابْن سِيرِين هَذَا رجل نكح أمك فَاشْتَدَّ غَضَبه وأتى إِلَى أمه وَقَالَ لَهَا تعرفين الْمُهلب قَالَت نعم كنت أمته ثمَّ صرت إِلَى أَبِيك فتعجب من ذَلِك.
نادرة جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَ إِنِّي خطبت امْرَأَة فِي الْمَنَام سَوْدَاء قَصِيرَة فَقَالَ لَهُ اذْهَبْ فَتَزَوجهَا فَإِن سوادها مَال وقصرها قصر عمرها وترثها سَرِيعا فَكَانَ كَمَا قَالَ.
نادرة جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت امْرَأَة ملطخة بالقطران وَبَين يَديهَا معلقَة بَيْضَاء فَقَالَ هَذِه امْرَأَة لطخت بِمَال وتجسها الْأَيْدِي بِهِ.
نادرة جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت كَأَنِّي أخذت جرة حبلها واثق فأدليتها فانفلتت الجرة عَن الْحَبل وَسَقَطت الجرة فَقَالَ أَنْت رجل أرْسلت شخصا لَك بِهِ عهد يخْطب لَك امْرَأَة فمكر بك وَتَزَوجهَا.
نادرة جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين وَقَالَ رَأَيْت عسلا من لبن جِيءَ حَتَّى وضع ثمَّ جِيءَ بِعَسَل آخر فَوضع فِيهِ فوسعه وصب عَلَيْهِ رغوة فَجعلت أَنا وأصحابي نَأْكُل من تِلْكَ الرغوة ثمَّ تحول رَأس جمل فَجعلنَا نَأْكُل مِنْهُ أَيْضا فَقَالَ ابْن سِيرِين بئس مَا رَأَيْت لَك ولأصحابك أما اللَّبن فالفطرة وَأما الَّذِي صب فِيهِ فوسعه فَمَا دخل فِي الْفطْرَة من شَيْء وَأما أكلكم رغوته فَإِنَّهُ يذهب جفَاء لَا تنتفعون بِهِ لقَوْله تَعَالَى فَأَما الزّبد فَيذْهب جفَاء وَأما الْبَعِير فاعرابي وَرَأسه تؤول برئيس الْعَرَب وَهُوَ أَمِير الْمُؤمنِينَ عمر بن عبد الْعَزِيز وَأَنْتُم تغتابونه وَالْعَسَل شَيْء تزينون بِهِ كلامكم.
نادرة جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رأى رجل أَنه يشق بيضًا من رؤوسها فَيَأْخُذ بياضها وَيتْرك صفارها فَقَالَ ابْن سِيرِين قل للرجل يأتيني لأعبرها لَهُ قَالَ أبلغه عَنْك ذَلِك قَالَ لَا ثمَّ كرر عوده إِلَيْهِ مرَارًا وَهُوَ يَقُول كَذَلِك وَفِي آخر الْأَمر قَالَ أَنا الَّذِي رَأَيْته فاستحلفه واستوثق مِنْهُ فَأمر أحد أَصْحَابه أَن يَأْتِيهِ بِأحد من دَار الشرطة ليحمله إِلَيْهِ ويعرفه بِأَنَّهُ نباش الْمَوْتَى وسارق أكفانهم فَقَالَ أشهدك أَنِّي تبت إِلَى الله وَلَا أَعُود لذَلِك.
نادرة مِمَّا يُنَاسب ذَلِك روى بعض الثِّقَات ان الشَّيْخ سعد الدّين الضَّرِير نزيل حلب المحروسة جَاءَهُ رجل فَقَالَ رَأَيْت كَأَنِّي خائص فِي نَار إِلَّا فَوق قدمي فَقَالَ ادن مني لأعبرها لَك فَلَمَّا دنا)
مِنْهُ أَشَارَ إِلَى بعض النَّاس أَن يقوم ويمسكه فَلَمَّا أمْسكهُ تكاثرت عَلَيْهِ النَّاس فَقَالُوا مَا شَأْن ذَلِك وَمَا فعل فَقَالَ رأى رُؤْيا ظهر مِنْهَا أَنه لص يسرق الْأَمْتِعَة من الْجَوَامِع والمساجد فاذهبوا بِهِ إِلَى الْوَالِي فَكل من سرق لَهُ نعل فليطلبه مِنْهُ قَالَ الرَّاوِي عَمَّن سمع أَنه أقرّ بنعال كَثِيرَة.
نادرة أَخْبرنِي أَيْضا رجل أَن رجلا أَتَى إِلَيْهِ وَقَالَ رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَنِّي أَقرَأ سُورَة ق فقصصتها على الشَّيْخ سعد الدّين الْمَذْكُور فَقَالَ هَل ختمتها قَالَ لَا قَالَ علمت أَيْن وقفت قَالَ لَا قَالَ تعيش ثَمَانِينَ سنة وَلَو ختمت لعشت مائَة قَالَ الرَّاوِي وَكَانَ ذَلِك فِي عَام ثَمَان وَعشْرين وَثَمَانمِائَة ثمَّ رَأَيْت ذَلِك الرجل بِمَنْزِلَة الْحساب مَعَ الركب الشَّامي فِي عَام أَرْبَعِينَ وَثَمَانمِائَة فَسلمت عَلَيْهِ وَقلت لَهُ هَذَا تَمام الثَّمَانِينَ قَالَ لَا أَنا فِي عشر السّبْعين وَكنت سَأَلته حِين أَخْبرنِي بِهَذِهِ الرُّؤْيَا كم رَأَيْت الرُّؤْيَا قَالَ من نَحْو عشْرين سنة.
نادرة أَخْبرنِي رجل أَيْضا ان الشَّيْخ مُحَمَّد بن الشَّيْخ عِيسَى الرحاوي الْمَشْهُور بجبل بني عليم من بِلَاد حلب رأى فِي الْمَنَام كَأَن إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عليه الصلاة والسلام أعطَاهُ أَرْبَعِينَ جملا فجَاء إِلَى الشَّيْخ شهَاب الدّين أَحْمد بن المحسن المغربي وَكَانَ يَوْمئِذٍ بقرية من زَاوِيَة الْبَار نازلا بهَا وقص عَلَيْهِ الرُّؤْيَا فَقَالَ لَهُ مكاشفة تعيش من يَوْمئِذٍ أَرْبَعِينَ سنة قَالَ الرَّاوِي فَأَقَامَ إِلَى تَمام الْأَرْبَعين فَأَشَارَ إِلَيْهِ الشَّيْخ شهَاب الدّين الْمَذْكُور أَن يحجّ فَإِنَّهَا آخر السّنة الَّتِي بقيت من بَقِيَّة الرُّؤْيَا فحج الشَّيْخ مُحَمَّد الْمَذْكُور فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى قريته بسرحها الْمَذْكُور أَقَامَ ثَلَاثَة أَيَّام وَمَات وَدفن بازاء أَبِيه السَّيِّد عِيسَى الْمَذْكُور فصلى عَلَيْهِ الشَّيْخ شهَاب الدّين الْمَذْكُور ثمَّ مَاتَ بعده قَالَ الرَّاوِي وَسمعت ذَلِك من الشَّيْخ شهَاب الدّين الْمَذْكُور من فِيهِ وقصته مَشْهُورَة فِي بِلَاده.
نادرة جَاءَ رجل إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَ رَأَيْت أَنِّي أنبش عِظَام النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُ أَنْت تحيي سنته.
نادرة جَاءَ رجل إِلَى عمر بن الْخطاب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ لَهُ إِنِّي رَأَيْت إِنِّي أخصبت ثمَّ أجدبت قَالَ تؤمن ثمَّ تكفر وَتَمُوت على ذَلِك فَقَالَ الرجل لم أر شَيْئا فَقَالَ لَهُ قضى لَك مَا قضى لصاحبي يُوسُف عليه السلام.
نادرة روى أَن رجلا أَتَى إِلَى سعيد بن الْمسيب فَقَالَ رَأَيْت على شرفات الْمَسْجِد حمامة بَيْضَاء حَسَنَة وَإِذا بصقر أَتَى فاحتملها فَقَالَ إِن صدقت رُؤْيَاك فالحجاج يتَزَوَّج ببنت عبد الله بن جَعْفَر لِأَن الْحَمَامَة امْرَأَة وبياضها الْحسب والصقر ملك عَرَبِيّ وَلَيْسَ ذَلِك إِلَّا الْحجَّاج فَخرجت)
الرُّؤْيَا كَمَا عبرت.
نادرة روى أَن امْرَأَة جَاءَت إِلَى ابْن سِيرِين فَقَالَت إِنِّي رَأَيْت رُؤْيا وَكَانَ قَاعِدا على الْغذَاء فَقَالَ لَهَا تتركيني آكل أم أترك الْأكل وأقص رُؤْيَاك قَالَت كل فَأكل ثمَّ قَالَ لَهَا قصي فَقَالَت رَأَيْت الْقَمَر يدْخل فِي الثريا ومناد يُنَادي من خَلْفي تَوَجُّهِي إِلَى ابْن سِيرِين وقصي رُؤْيَاك فَلفظ يَده من الطَّعَام وَقَالَ لَهَا وَيلك وَكَيف رَأَيْت فاعادت عَلَيْهِ فَتغير لَونه وَأَخذه بَطْنه فَقَالَت لَهُ أُخْته مَالك يَا أخي قَالَ زعمت هَذِه الْمَرْأَة أنني ميت بعد سَبْعَة أَيَّام فَدفن فِي الْيَوْم السَّابِع.
نادرة قَالَ بعض المعبرين رَأَيْت قمرا طلع من الشَّام ثمَّ غَابَ فأولت ذَلِك بِظُهُور خارجي وَعدم انتصافه فَلَمَّا كَانَ فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَثَمَانمِائَة ظهر ايناك الْحكمِي خَارِجا من الشَّام ثمَّ وَقع فِي القبضة الشَّرِيفَة وَأمر بقتْله فَقتل وَكَانَت الرُّؤْيَا كَمَا عبرت.
نادرة قَالَ الرَّاوِي أَيْضا رَأَيْت أَن جمالا تقتتل مَعَ خيل وَأَنا بَينهمَا فَصَعدت مصطبة وَإِذا أَنا بأناس كثيرين أَتَوا وَمَعَهُمْ دريس وَهُوَ البرسيم الْيَابِس فوضعوه قدامي كوما فأولت ذَلِك بِمَا ظهر لي إِن الْجمال قوم عجز وَالْخَيْل قوم ذُو حَرْب وبأس شَدِيد وهما عسكران يقتتلان وصعود المصطبة بالسلامة والارتقاء إِلَى المنصب وَوضع الدريس قدامي بغنيمة بِقدر ذَلِك الدريس فَلَمَّا كَانَ فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين أَيْضا جرت وَاقعَة تغري ورمش نَائِب حلب وَكَانَت بِالْقربِ من مَدِينَة حماة وصحبته من العجزة التركمانية مَعَ الْعَسْكَر الشريف الْمَنْصُور وَحصل الظفر بِهِ والسلامة للرائي والارتقاء إِلَى منصبه وَحُصُول غنيمَة من غَنَائِم كَثِيرَة فَكَانَت الرُّؤْيَا كَمَا عبرها.
نادرة رأى شخص سفل من أَصْحَاب الْجَهْل أَنه سَار سُلْطَانا وَهُوَ جَالس بتخت المملكة فَقص ذَلِك على بَعضهم وَنسب الْأَمر إِلَى من يُشبههُ وَهُوَ بِهَذِهِ الصّفة وَلم يعين نَفسه فعبرها لَهُ أَن يضْرب ويشهر بِهِ وَرُبمَا يكون حُصُول مُصِيبَة فَعَن قَلِيل حصل لَهُ ذَلِك بِعَيْنِه.
نادرة رأى بعض المعبرين وَهُوَ نَائِب السلطنة بكرك شَيخا بهَا بهلولا ثَائِر الرَّأْس عَلَيْهِ ثِيَاب حَسَنَة وسمته صَالح فَسَأَلَ مِنْهُ من أَي الْأَمَاكِن قدم فَقَالَ من بِلَاد بعيدَة فَقَالَ مَا أخْبرك فَأَجَابَهُ بِأَن فصلا عَاما يَأْتِي من قريب يَمُوت فِيهِ قريب من ثُلثي الْخلق فَقَالَ هَل أَمُوت أَنا الآخر مَعَهم قَالَ لَا حَتَّى تصل إِلَى كَيْت وَكَيْت وَأخْبرهُ بِأُمُور ثمَّ جَاءَ والفصل فِي تِلْكَ السّنة وَهُوَ من جملَة مَا قَالَه.
نادرة قَالَ بعض المعبرين كنت خَائفًا مترقبا حُصُول أَمر مهول فَلَمَّا كَانَ بعض اللَّيَالِي رَأَيْت كأنني)
خرجت من مراكب إِلَى الْبر وَبِيَدِي طير وَأَنا جَار وخائف خوفًا شَدِيدا فَاسْتَيْقَظت فعبرت الْخُرُوج من الْمركب إِلَى الْبر خروجي من ذَلِك الْهم وَالطير قُوَّة ونصرة والجري بُلُوغ مُرَاد وَالْخَوْف أَمن فَكَانَ الْأَمر كَذَلِك وَحصل فِي الْجُمْلَة مَا عبرته وَزَالَ مَا كنت فِيهِ.
نادرة حكى بعض الثِّقَات أَنه رأى مَكَانا عَالِيا وَقد سقط مِنْهُ فَقَالَ فِي نَفسه أَنا أجتنب الِاجْتِمَاع على النَّاس وَالْخُرُوج من الْبَيْت مُدَّة فَلَمَّا كَانَ وَقت الظهيرة من النَّهَار الْمَذْكُور جَاءَ إِلَيْهِ صَاحب لَهُ وناداه من تَحت طَاقَة فَأَرَادَ أَن ينظر إِلَيْهِ وَلَا يخاطبه فَلَمَّا رَآهُ قَامَ لينْظر من الْمُنَادِي نادرة روى أَن رجلا أَتَى إِلَى سُلَيْمَان بن دَاوُد عَلَيْهِمَا الصَّلَاة وَالسَّلَام فَقَالَ رَأَيْت فِي الْمَنَام بستانا مزينا وَفِيه أَنْوَاع الْفَوَاكِه كلهَا وَفِيه خِنْزِير كَبِير قَاعد وَقيل لي هَذَا الْبُسْتَان ملك هَذَا الْخِنْزِير فتعجبت من ذَلِك وَرَأَيْت فِي هَذَا الْبُسْتَان خنازير كَثِيرَة تَأْكُل فواكه الْبُسْتَان باذن الْخِنْزِير الْكَبِير فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَان إِن ذَلِك الْخِنْزِير الْكَبِير ملك ظَالِم وَبَاقِي الْخَنَازِير الْعلمَاء الآكلون الْحَرَام المطيعون لذَلِك الْملك الظَّالِم وهم الَّذين يبيعون آخرتهم وَدينهمْ بالدنيا وَلَا يخَافُونَ من عُقُوبَة الله تَعَالَى.
نادرة روى أَن امْرَأَة رَأَتْ نَفسهَا حلقت رَأسهَا وَهِي مكشوفة الْوَجْه بَين الرِّجَال فَجَاءَت إِلَى معبر وقصت رؤياها فَقَالَ لَهَا يَمُوت لَك رجل يعز عَلَيْك وتنكشفين عِنْد النَّاس بفضيحة وَحسن لَهَا الْعبارَة فَلم تلبث إِلَّا يَسِيرا وَمَات زَوجهَا وَوَقعت فِي أَمر افتضحت بِسَبَبِهِ.
نادرة روى أَن رجلا رأى خيمة عَظِيمَة وَعَلَيْهَا شخص فَقير وَهُوَ يُنَادي بِلَفْظ تركي مَعْنَاهُ بالعربي ألف قَمِيص ياطرطر يُخَاطب أَمِيرا بذلك فَقص رُؤْيَاهُ على معبر فَقَالَ هَذَا الْأَمِير يحصل لَهُ خير كثير فَعرف الرَّائِي ذَلِك الْأَمِير بِمَا رَآهُ وَمَا عبر لَهُ فَعَن قريب قد تسلطن وجلسن على تخت الْملك ولقب بِالْملكِ الظَّاهِر وكنى بِأبي الْفَتْح طرطر وَجَاء إِلَيْهِ الرَّائِي وَذكره بذلك فَأمر بتفرقة ألف قَمِيص على الْفُقَرَاء.
نادرة قَالَ بعض المعبرين رَأَيْت كَأَن رجلا قَائِما وعينه مربوطة بِخرقَة زرقاء فَسَأَلت مِنْهُ عَن وَالِدي فَأَخْبرنِي أَنه قد مَاتَ وأتى بِي إِلَى قَبره فعانقت ذَلِك الْقَبْر وصرت أبْكِي بكاء بصراخ ثمَّ استيقظت وأعلمت صاحبا لي فَقَالَ موت والدك طول حَيَاته وبكاؤك فرج فَلَمَّا قبلت مِنْهُ ذَلِك التَّعْبِير لكوني أعلم تَعْبِير الْقَبْر والبكاء والصراخ فَعَن قَلِيل قدم وَالِدي سالما فعرفني ذَلِك الصاحب الَّذِي عبره إِن تَعْبِيره ظهر وَقد تعجبت من ذَلِك ثمَّ سَافَرت وغبت مُدَّة فَلَمَّا عدت مَرَرْت بتربة لنا وَإِذا على بَابهَا امْرَأَة قَائِمَة وعينها مربوطة بِخرقَة زرقاء فإستفهمت مِنْهَا عَن)
الْأَحْوَال لكَونهَا قيمَة التربة وعالمة أحوالنا فأجابت لَك طول الْعُمر والدك قد مَاتَ فَجئْت إِلَى الْقَبْر فعانقته وبكيت بصراخ مثل مَا رَأَيْت من غير زِيَادَة وَمَا خرجت الرُّؤْيَا كَمَا عبرها لي ذَلِك الصاحب إِذْ لَيْسَ لَهُ فِي ذَلِك يَد.
نادرة روى أَن بعض الثِّقَات رأى كَأَنَّهُ حج فِي سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وَثَمَانمِائَة وَأخْبر فِي الْمَنَام أَنه يعِيش بعد عوده مُدَّة كَذَا فَلم يزل يترقب هَذِه الْمدَّة إِلَى أَن جاوزها فَقَالَ رَأَيْت مَا هُوَ كَيْت وَكَيْت وقص رُؤْيَاهُ مُتَعَجِّبا من خرم مَا وعد بِهِ وَقَالَ لَو لم أتجاوز الْمدَّة لما أخْبرت أحدا بذلك فَقيل لَهُ أما مَا رَأَيْت فخلل مَعَك فِي الْحساب أَو أضغاث أَحْلَام فَتوجه إِلَى منزله فَمَاتَ تِلْكَ اللَّيْلَة.
نادرة روى عَن الْجُنَيْد رَحمَه الله تَعَالَى أَنه كَانَ جَالِسا على بَاب دَاره فَمر بِهِ أعمى يسْأَل النَّاس الحافا فَقَالَ فِي نَفسه لَو توكل هَذَا الرجل على الله تَعَالَى وَجلسَ فِي جنب زَاوِيَة أَو مَسْجِد لرزقه الله تَعَالَى من غير سُؤال قَالَ فَنمت تِلْكَ اللَّيْلَة فَرَأَيْت فِي الْمَنَام طبقًا من نُحَاس وضع بَين يَدي وَفِي الطَّبَق ذَلِك الرجل الْأَعْمَى ممدودا وقائلا يَقُول كل من لحم هَذَا فَقلت وَالله مَا اغْتَبْته وَإِنَّمَا حدثت نَفسِي وَلم ينْطق بِهِ لساني فَقَالَ مَه يَا جُنَيْد لست من الَّذين تقبل مِنْهُم هَذِه الْحجَّة فَلَمَّا أَصبَحت جَلَست على بَاب دَاري متفكرا تَائِبًا إِلَى الله تَعَالَى وَإِذا أَنا بِالرجلِ الْأَعْمَى قد أقبل على حَالَته فَقَالَ يَا أَبَا الْقَاسِم اكتفيت بِمَا رَأَيْت البارحة وتبت.
وروى عَنهُ أَيْضا أَنه رأى فِي الْمَنَام بعد مَوته فَقيل لَهُ مَا فعل الله بك يَا جُنَيْد فَقَالَ ذهبت تِلْكَ الْعُلُوم وانمحت تِلْكَ الرسوم وَلم ينفعنا عِنْد الله إِلَّا ركيعات كُنَّا نركعها عِنْد السحر.
نادرة روى أَن رجلا من تلامذة حُسَيْن الحلاج سَأَلَهُ عَن حَقِيقَة الْكَرم فَمَاتَ مقتولا وقصته مَشْهُورَة فَلم يجبهُ قَالَ فَحصل عِنْدِي من ذَلِك شَيْء فَنمت تِلْكَ اللَّيْلَة فَرَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَن الْقِيَامَة قد قَامَت وَكَأن النَّاس بَين يَدي الله تَعَالَى وَإِذا بالحسين الحلاج جَالس على كرْسِي من ذهب مرصع بالدر والياقوت وَإِذا بالفقهاء الَّذين أفتوا بقتْله واقفون بَين يَدَيْهِ وَكَأن الله تَعَالَى يَقُول مَا تُرِيدُ أَن أفعل بهؤلاء فَقَالَ يَا رب أَسأَلك الْمَغْفِرَة لَهُم أَجْمَعِينَ ثمَّ الْتفت إِلَيّ وَقَالَ يَا بني هَذِه حَقِيقَة الْكَرم.
نادرة روى أَن رجلَيْنِ قَالَ أَحدهمَا للْآخر إِذا لقِيت رَبك فَأَخْبرنِي بِمَا لقِيت مِنْهُ فَقَالَ وَأَنت كَذَلِك فَمَاتَ أَحدهمَا فَرَآهُ صَاحبه فِي الْمَنَام فَقَالَ لَهُ توكل وأبشر فَمَا رَأَيْت مثل التَّوَكُّل ثَلَاث)
مَرَّات.
نادرة روى ان رجلا دخل مَقْبرَة فَحدث نَفسه فَقَالَ لَو كشف لي عَن بَعضهم فَسَأَلته بِمَ لَقِي ربه قَالَ فَنمت فَرَأَيْت فِي مَنَامِي رجلا يَقُول لَا تغتر بتشييد الْقُبُور من فَوْقهم التُّرَاب فَإِن الْقَوْم قد بليت خدودهم فِي التُّرَاب فَمنهمْ من ينْتَظر ثَوَاب الله وجنته وَمِنْهُم مغموم أسفا على عِقَابه فإياك والغفلة.
نادرة روى أَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة رأى سُفْيَان الثَّوْريّ فِي الْمَنَام قَالَ فَقلت لَهُ بِمَ يحبك الله تَعَالَى قَالَ بقلة معرفَة النَّاس قلت لَهُ أوصني فَقَالَ أوصيك بهَا فَقلت يَرْحَمك الله قد ورد أَكْثرُوا من الاخوان فَإِن لَك مُؤمن شَفَاعَة يَوْم الْقِيَامَة فَقَالَ لَيْتَني لَا أعرفك بعْدهَا أبدا هَل رَأَيْت مَا تكره إِلَّا مِمَّن تعرف فانتبهت باكيا.
نادرة يرْوى أَن زبيدة رَآهَا رجل فِي الْمَنَام وَهِي جالسة على كرْسِي جليل الْوَصْف فَقلت لَهَا بِمَ نلْت هَذِه الْمنزلَة قَالَت كنت يَوْمًا أَنا وجواري وصويحبات عِنْدِي فِي انْشِرَاح وطرب فَسمِعت الْمُؤَذّن حِين بَدَأَ بِالتَّكْبِيرِ فأسكتهن هَيْبَة وتعظيبا لله تَعَالَى إِلَى أَن فرغ فَأَعْطَانِي الله تَعَالَى مَا ترَاهُ نادرة وروى عَنْهَا أَيْضا أَنَّهَا رؤيت فِي الْمَنَام فَقَالَ لَهَا الرَّائِي بِمَ غفر الله لَك قَالَت باربع كَلِمَات كنت أقولها بكرَة وعشيا فَقَالَ وَمَا هن قَالَت لَا الله إِلَّا الله أفنى بهَا عمري لَا إِلَه إِلَّا الله أَدخل بهَا قَبْرِي لَا إِلَه إِلَّا الله أَخْلو بهَا وحدي لَا إِلَه إِلَّا الله ألقِي بهَا رَبِّي.
نادرة روى أَن بعض الصَّالِحين رؤى فِي الْمَنَام بعد مَوته فَقَالَ لَهُ الرَّائِي كَيفَ وجدت رَبك فَأَنْشد:
(حاسبونا فدققوا
…
ثمَّ منوا فأعتقوا)
(هَكَذَا شِيمَة الْمُلُوك
…
بالمماليك يرفقوا)
(كل من مَاتَ مُسلما
…
لَيْسَ بالنَّار يحرق)
نادرة قَالَ بعض المعبرين كنت حَاجِب الْحجاب وناظر الْخَواص الشَّرِيفَة بثغر الاسكندرية المحروسة فَرَأَيْت كَأَنِّي على زكيبة بهار وَهِي بشاطيء جرف فَوَقَعت تَحْتَهُ فَقُمْت عَنْهَا بعد أَن سقطنا جَمِيعًا وَأَرَدْت النهوض من ذَلِك الجرف فعسر عَليّ فَأتى رجل مَعْرُوف وَأمْسك بيَدي وجذبني من ذَلِك الجرف إِلَى خضراء وأتاني بفرس أَبيض قرطاسي مُجَرّد بسرج ذهب وكنبوس مزركش وَرِيش وتشريف فَلبِست التشريف وَركبت ذَلِك الْفرس وَإِذا أَنا فِي وسط خلق كثير)
يَسِيرُونَ وَأَنا فِي وَسطهمْ فَلم يمض إِلَّا قَلِيل وَقد حصل بيني وَبَين نَائِب السلطنة الشَّرِيفَة شنآن وَحصل مِنْهُ تشويش ونكد بالْقَوْل وَأَرَادَ فعل أُمُور عَظِيمَة فَلم يقدره الله على ذَلِك وَرَأَيْت من ذَلِك هولا فَكَانَ هُوَ تَعْبِير الزكيبة وَأَنا عَلَيْهَا
ثمَّ بعد هَذِه الْقَضِيَّة بِمدَّة يسيرَة حضر من أَخْبرنِي بوصول ذَلِك الرجل الَّذِي رَأَيْته جذب بيَدي من تَحت الجرف بِعَيْنِه وصحبته تَقْلِيد شرِيف بتفويض نِيَابَة السلطنة الشَّرِيفَة بالثغر الْمَذْكُور عوضا عَمَّا حصل بيني وَبَينه الشنآن فظهرت لملاقاته وَإِذا أَنا بالفرس وآلته على صفة مَا رَأَيْت فَلبِست التشريف وسجدت شكرا لله تَعَالَى ولحقتني عِبْرَة بتعبيره وَركبت الْفرس وَسَار الْخلق على صفة مَا رَأَيْت فَللَّه الْحَمد والْمنَّة وَقد ذكرت ذَلِك لاظهار نعم الله عَليّ.
نادرة روى أَن رجلا قَالَ لأبي بكر الصّديق رضي الله عنه رَأَيْت أَنِّي أَعْطَيْت سبعين ورقة من شَجَرَة فَقَالَ تضرب سبعين جلدَة فَلم يمض إِلَّا وَقد وَقع عَلَيْهِ ذَلِك بِعَيْنِه ثمَّ بعد عَام رأى أَيْضا تِلْكَ الرُّؤْيَا فَأتى إِلَى أبي بكر الصّديق رضي الله عنه وَأخْبرهُ أَنه رأى تِلْكَ الرُّؤْيَا الأولى على هيئتها فَقَالَ لَهُ يحصل لَك سَبْعُونَ ألف دِرْهَم فَقَالَ لَهُ يَا أَمَام الْمُسلمين السّنة الْمَاضِيَة رَأَيْت تِلْكَ الرُّؤْيَا فعبرتها سبعين جلدَة وَصَحَّ ذَلِك وَهَذِه السّنة عبرتها بسبعين ألف دِرْهَم فَمَا معنى ذَلِك فَقَالَ يَا هَذَا السّنة الْمَاضِيَة كَانَت الْأَشْجَار تنثر أوراقها وَالْيَوْم رؤيتك عِنْد نمو الْأَشْجَار واكتسائها بالأوراق فَلم يلبث إِلَّا قَلِيلا حَتَّى وَقع بِيَدِهِ سَبْعُونَ ألف دَرَاهِم.
نادرة روى أَن مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز روى عَن عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنه آخى بَين أبي بكر الصّديق وسلمان الْفَارِسِي رضي الله عنهما فَرَأى سلمَان رُؤْيا لأبي بكر الصّديق فتباعد عَنهُ وَتَركه بِسَبَب تِلْكَ الرُّؤْيَا فَقَالَ لَهُ أَبُو بكر الصّديق لم تَرَكتنِي يَا أخي فَقَالَ لَهُ رَأَيْتُك فِي الْمَنَام وَقد غلت يدك فِي عُنُقك فَقَالَ ابو بكر الصّديق الله أكبر غلت يَدي وَقصرت عَن الشَّرّ فَأخْبر سلمَان النَّبِي صلى الله عليه وسلم عَن رُؤْيَاهُ وَمَا قَالَه أَبُو بكر رضي الله عنه فَصدقهُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَاسْتَحْسنهُ مِنْهُ.
نادرة روى أَن امْرَأَة أَتَت النَّبِي عليه الصلاة والسلام فَقَالَت يَا رَسُول الله رَأَيْت كَأَن عَمُود سقف بَيْتِي قد انْكَسَرَ فَقَالَ: يَأْتِي زَوجك من السّفر. أَو كَمَا قَالَ فمضت الْمَرْأَة وَأَقْبل زَوجهَا ثمَّ بعد ذَلِك رَأَتْ كَذَلِك فَأَتَت النَّبِي عليه الصلاة والسلام فَلم تَجدهُ فَأَتَت أَبَا بكر الصّديق رضي الله عنه وقصت عَلَيْهِ الرُّؤْيَا فَقَالَ لَهَا يَمُوت زَوجك وَالْمرَاد بذلك أَن رؤياها الأولى كَانَ زَوجهَا)
غَائِبا فَأقبل وَفِي الْمرة الثَّانِيَة كَانَ زَوجهَا حَاضرا والفصول مُخْتَلفَة.
نادرة روى أَن رجلا رأى فِي الْمَنَام بعد مَوته فَقَالَ الرَّائِي مَا فعل الله بك فَقَالَ دَعْنِي لِأَنِّي لم أتمكن يَوْمًا من غسل جَنَابَة فألبسني الله ثوبا من نَار فَأَنا أتقلب فِيهِ إِلَى يَوْم الْقِيَامَة.
نادرة روى أَن رجلا رأى فِي الْمَنَام بعد مَوته فَقَالَ لَهُ الرَّائِي مَا فعل الله بك يَا أخي قَالَ صليت نادرة روى أَن رجلا أَتَى معبرا فَقَالَ رَأَيْت كأنني آكل تينا فَقَالَ تَأْكُل بِعَدَد كل تينة عَصا فَكَانَ كَذَلِك ثمَّ رأى بعد مُدَّة كَذَلِك فَأتى إِلَيْهِ وقص ذَلِك عَلَيْهِ ثَانِيًا فَقَالَ لَهُ يطلع فِيك بِعَدَد كل تينة دمل فَكَانَ كَذَلِك ثمَّ مضى فَرَأى بعد مُدَّة كَذَلِك ثَالِثا فَلَمَّا وصل إِلَى بَاب منزله وجد كيسا فِيهِ مبلغ فَأَخذه ثمَّ قصّ عَلَيْهِ مَا رَآهُ مِمَّا تقدم فَقَالَ لَهُ تَجِد بِعَدَد كل تينة أكلتها دِينَار فَقَالَ وجدت ذَلِك وَكَانَ ذَلِك الْكيس وَقع من العبر فَلم يبد بِشَيْء من ذَلِك فَقَالَ لَهُ الرَّائِي سُبْحَانَ الله تَأْوِيل الرُّؤْيَا بِيَدِك وَمهما قلته ظهر قَالَ أما أكلك التِّين أول مرّة فَكَانَت الشَّجَرَة عَارِية عَن وَرقهَا وَهِي عَصا فَأَوَّلتهَا بذلك وَفِي الْمرة الثَّانِيَة أَكلته عَنهُ نبته فِي فروعه وَكَانَ يشبه الدماميل وَفِي الْمرة الثَّالِثَة أَكلته عِنْد استوائه وخيره فَكَانَ كالدنانير والكيس الَّذِي وجدته كَانَت صفته كَذَا وَكَذَا وَهُوَ لي وَقد وهبته لَك.
نادرة روى أَن بعض الْمُلُوك رأى فِي مَنَامه كَأَن بَين يَدَيْهِ ماعونا وَفِيه طَعَام وفأر بِجَانِب المعون يُدْلِي ذَنبه فِي الطَّعَام ويلتفت يمصه مرَارًا فَاسْتَيْقَظت مُتَعَجِّبا وَكَانَ قد رأى قبل أَن يتسلطن كَأَنَّهُ فِي خيمه نصفهَا فِي الْبر وَنِصْفهَا فِي الْبَحْر فاستدعى بمعبر وقص عَلَيْهِ الرُّؤْيَا الثَّانِيَة فَقَالَ لَهُ عدني بِشَيْء فوعده فَقَالَ أَن صدقت رُؤْيَاك تكون سُلْطَانا ويطيعك أهل الْبر وَالْبَحْر فَكَانَ كَذَلِك وَنسي الْمعبر مَا وعده بِهِ فَلَمَّا رأى الْمَنَام الْمَذْكُور أَولا تذكر ذَلِك الْمعبر فَأرْسل خَلفه وَقَالَ قد نسيت مَا وعدتك بِهِ وَلَكِن عبر لي هَذِه الرُّؤْيَة وَلَك عِنْدِي مَا تُرِيدُ فَقص عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ الْمعبر لأحضرن بَين يدك الفأر بِعَيْنِه وأريك الطَّعَام وماعونه أدخلني الْحَرِيم فَأدْخلهُ الْحَرِيم فَجمع جَمِيع الْجَوَارِي السود وَجعل يكْشف عوارتهن وَاحِدَة وَاحِدَة حَتَّى أنْتَهى إِلَى أسود بَينهُنَّ ملتبس بزِي النِّسَاء فَأَخذه بِيَدِهِ وَأخرجه إِلَى السُّلْطَان وَقَالَ هَذَا الفأر بِعَيْنِه وَهَذَا
ذَنبه وأشاره إِلَى ذكره وَإِمَّا الطَّعَام فَهُوَ مَعْرُوف وَكَذَلِكَ الماعون فَفِي الْحَال أَمر السُّلْطَان بقتْله وأنعم على ذَلِك الْمعبر بِشَيْء جزيل.
نادرة روى أَن الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل رأى الله تَعَالَى فِي النّوم فَقَالَ يَا رب بِمَا يتَقرَّب إِلَيْك)
المتقربون قَالَ بكلامي قلت رَبِّي بفهم وَبِغير فهم قَالَ يَا أَحْمد بفهم وَبِغير فهم.
نادرة روى أَن شريحا رأى الله تَعَالَى فِي الْمَنَام وَكَانَ أعجميا فَقَالَ الله تَعَالَى يَا شُرَيْح طلب كي قَالَ يَأْخُذ سرا بسر مَعْنَاهُ بالعربي رَأْسا بِرَأْس لَا عَليّ وَلَا لي.
نادرة روى أَن رجلا جَاءَ إِلَى بعض المعبرين فَقَالَ خُذ هَذَا الدِّرْهَم وَعبر لي مَا رَأَيْت فَأَخذه مِنْهُ وَقَالَ قل مَا رَأَيْت وَكَانَ بعد صباح الصُّبْح قَالَ رَأَيْت كَأَنِّي جِئْت إِلَى بِئْر فرميت بنفسي فِيهَا وَبقيت نازلا نازلا وَلم يزل يُكَرر قَوْله نازلاً إِلَى قرب الزَّوَال قَالَ فوصلت إِلَى قَعْر الْبِئْر فَقَالَ لَهُ الْمعبر وصلت بسلامة فَقَالَ نعم قَالَ الْحَمد لله على السَّلامَة ثمَّ مَاذَا قَالَ دورت وَلَا زَالَ يُكَرر قَوْله دورت إِلَى قرب الْعَصْر ثمَّ قَالَ فَوجدت حجر الطاحون وأدخلت رَأْسِي فِيهِ وطلعت طلعت قَالَ لَهُ الْمعبر أمسك عنْدك وَخذ درهمك وامضي عَنَّا وأجرى على الله نزلت فِي الْبِئْر وَأَنت فارغ من بعد صَلَاة الصُّبْح فَمَا وصلت قعرها إِلَّا عِنْد الزَّوَال ودورت فِيهَا فَمَا فرغت إِلَّا عِنْد الْعَصْر فَوجدت حجر الطاحون فَوَضَعته فِي عُنُقك فَمَتَى تصل إِلَى فَوق.
نادرة روى أَن رجلا كَانَ لَهُ مبلغ مدفون فِي مَكَان فضعف فِي سَفَره وَكَانَ عَلَيْهِ بعض دينه فتفكر فِي نَفسه أَن يعلم أَصْحَابه بالمبلغ المدفون وَمَا عَلَيْهِ من الدّين فَقَالَ رُبمَا تحصل الْعَافِيَة وكتم ذَلِك فَمَاتَ فرأه وَلَده فِي الْمَنَام فَقَالَ مَا فعل الله بك فَقَالَ أَمْرِي موقف على وَفَاء الدّين ولي فِي الْمَكَان الْفُلَانِيّ مطمورة فِيهَا مبلغ فَخذه وأوف مِنْهُ ديني فَقَالَ وَلَده لبَعض أَصْحَابه الرُّؤْيَة الَّتِي رأها فَقَالَ هَذِه خرافات وَمضى عَلَيْهِ مُدَّة ثمَّ رأه ثَانِيَة فَقَالَ قلت لَك على أَمر يحصل لَك بِهِ نفع ولي بِهِ خلاص فَمَا فعلت فاستفاق وَتوجه إِلَى ذَلِك الْمَكَان وحفر فَوجدَ ذَلِك بِعَيْنِه فَانْتَفع بِهِ وأوفى دين أَبِيه.
نادرة قَالَ بعض المعبرين رَأَيْت ملكا فِي مَكَان عَال وَكَأن جمَاعَة ينظرُونَ إِلَيْهِ فأولت ذَلِك الْعُلُوّ بانتهاء أمره وَنظر النَّاس إِلَيْهِ بإشتغالهم بِمَا يحصل لَهُ ثمَّ مضى على ذَلِك مُدَّة يسيرَة وَقد مَاتَ وأشتغل النَّاس بأَمْره.
نادرة روى أَن رجل أَتَى معبر فَقَالَ إِنِّي رَأَيْت طيرا طَار من عبي ثمَّ أتيت إِلَى أُمِّي فأدخلتني جوفها فَقَالَ لَهُ الْمعبر إِن صدقت رُؤْيَاك تَمُوت وتدفن لِأَن طيران الطير من عبك خُرُوج روحك من جسدك وَأما دخولك جَوف أمك فَهِيَ الأَرْض لقَوْله تَعَالَى مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وفيهَا نعيدكم.
نادرة روى أَن بعض الْخُلَفَاء قَالَ لمعبر إِنِّي رَأَيْت جَمِيع أسناني سَقَطت فَقَالَ جَمِيع أقَارِب مَوْلَانَا)
أَمِير الْمُؤمنِينَ يموتون فَتغير من ذَلِك واستدعى بعابر غَيره وقص عَلَيْهِ الرُّؤْيَا فَقَالَ لَهُ إِن صدقت رُؤْيا مولَايَ أَمِير الْمُؤمنِينَ فَإِنَّهُ يكون أطول عمرا من أَقَاربه فَأقبل عَلَيْهِ وَأحسن إِلَيْهِ وَالْمعْنَى وَاحِد والعبارة مُتَفَاوِتَة.
نادرة قَالَ بعض المعبرين رَأَيْت وَأَنا بثغر الْإسْكَنْدَريَّة نَائِبا فِي أَيَّام الْملك الْأَشْرَف وَالْملك الظَّاهِر إِذْ ذَاك أَمِير الْإِسْلَام أَنه جَالس على مرتبَة الْأَشْرَف فَدخلت عَلَيْهِ وَقبلت الأَرْض أَمَامه فَأَعْطَانِي شَيْء من مَتَاع الدُّنْيَا وأعلمت بذلك ثقاتا من جُمْلَتهمْ الشَّيْخ سرُور المغربي وَالشَّيْخ شمس الدّين بن عبد المحسن وأعلموه بذلك فَبعد مُدَّة جلس على تخت الْملك الْأَشْرَف كَمَا رَأَيْت لَهُ وَقلت هَذِه تَأْوِيل رُؤْيَايَ من قبل قد جعلهَا رَبِّي حَقًا.
نادرة روى أَن رجلا أَتَى بحرا ليشْرب مِنْهُ فَظهر لَهُ حَيَوَانا يمانعه ثمَّ رأى أَنه صَار حَيَوَانا وَنزل ذَلِك الْبَحْر وَصَارَ كل من جَاءَ ليشْرب مِنْهُ يناوله المَاء فَقص رُؤْيَاهُ على معبر فَقَالَ إِن صدق رُؤْيَاك فَإنَّك تسْأَل فِي رزق ملكا ويمانعك من ذَلِك إِنْسَان يكون قَرِيبا للْملك وَأُمُور النَّاس منوطه بِهِ وَهُوَ فِي نَفسه كَهَيئَةِ الْحَيَوَانَات ثمَّ تجْرِي أَسبَاب تفضى إِلَى أَن توصلك إِلَى ذَلِك الْملك مَكَان الرجل وَيحصل للنَّاس بك نفع فَعَن قَلِيل خرجت الرُّؤْيَا كَمَا عبرت واستدعا الْمعبر وأعلمه بذلك وَأحسن إِلَيْهِ.
نادرة روى أَن رجلا جَاءَ إِلَى الشَّيْخ مُحَمَّد القرعوني وَقَالَ لَهُ كَأَنِّي رَأَيْت الْأَمِير فلَانا رَاكِبًا على فرس عالي وَهُوَ لابس تَشْرِيفًا وَالنَّاس حوله فَقَالَ إِن صدقت رُؤْيَاك يتَوَلَّى هَذَا عَن قرب وَظِيفَة فَتَوَلّى أمرية الْحَاج.
نادرة رأى بعض الصَّالِحين الْمقر الكمالي لابسا خلعة سنية وَكَانَ ذَلِك الْوَقْت بِغَيْر وظيفته ثمَّ رأى مُؤَلفه أَنه لابس خلعة فَدخل الْمقر الكمالي من شَارِع الْمَدِينَة فَأعلمهُ الرَّائِي بذلك فَبعد مُدَّة يسيرَة توفى قَاضِي الْقُضَاة بِالشَّام المحروسة وَتَوَلَّى مُؤَلفه نيابه السلطنة الشَّرِيفَة بالكرك المحروس.
نادرة رأى بعض الثِّقَات رجلا جَاءَ إِلَى طَاقَة وَألقى نَفسه مِنْهَا فأنكسر ساقاه وَصَارَ يأخذهما بِيَدِهِ ويجرهما كالخرقة فَلم يمْضِي إِلَّا قَلِيل وَقد وَقع فِي أَمر مهول عِنْد أَمِير ظَالِم وأطلع على معيشته وَأخذ مِنْهُ مَاله وأضر بِهِ.
نادرة رُوِيَ أَن فِرْعَوْن رأى فِي مَنَامه كَأَن نَارا ظَهرت من الشَّام ثمَّ أَقبلت حَتَّى أَتَت إِلَى مصر فَلم تدع شَيْء إِلَّا حرقته وأحرقت بَيتهَا ومدائنها فَاسْتَيْقَظَ فِرْعَوْن فَزعًا مَرْعُوبًا فَجمع لَهَا خلقا كثيرا وقصها عَلَيْهِم فَقَالُوا لَئِن صدقت رُؤْيَاك ليخرجن رجل من الشَّام من ولد يَعْقُوب يكون هَلَاك مصر وَأَهْلهَا وهلاكك على يَده فَعِنْدَ ذَلِك أَمر فِرْعَوْن بِذبح الصّبيان حَتَّى أظهر الله تَعَالَى تَأْوِيل الرُّؤْيَا.
نادرة روى أَن بعض الصَّالِحين قَالَ رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَن الْقِيَامَة قد قَامَت فَقُمْت من قَبْرِي فَأتيت بِدَابَّة فركبتها ثمَّ عرج بِي إِلَى السَّمَاء فَإِذا فِيهَا جنَّة فاردت أَن أنزل فَقيل إِنَّك تقعد حَتَّى ترى رَبك فَسَارُوا بِي فاذا الله تبارك وتعالى وآدَم عليه السلام وَاقِف بَين يَدَيْهِ فَلَمَّا رَآنِي أجلسني عَن يَمِينه فَقلت يَا رب قد أفلحت بعفوك فَسمِعت قَائِل يَقُول قُم يَا آدم فقد عَفَوْنَا عَنْك.
نادرة روى بعض الصَّالِحين وَهُوَ بشر الحافي قَالَ رَأَيْت رب الْعِزَّة فِي الْمَنَام فَقَالَ لَهُ سجدت على الْجَمْر مَا أدّيت شكري لما قد يثبت اسْمك فِي النَّاس.
نادرة روى عَن عُثْمَان تلميذ الشَّيْخ الشبلي قَالَ بَات عِنْدِي أَبُو سعيد فَلَمَّا مضى بعض اللَّيْل صَاح بِي عُثْمَان قُم أَسْرج فَقُمْت واسرجت فَقَالَ رَأَيْت السَّاعَة كَأَنِّي فِي الْآخِرَة وَالْقِيَامَة قد قَامَت فنوديت فوقفت بَين يَدي الله تَعَالَى وَأَنا ارتعد فَقَالَ أَنْت الَّذِي تُشِير فِي السماع إِلَيْهِ مُسلما لَوْلَا أعلم أَنَّك صَادِق لعذبتك عذَابا لَا أعذبه أحدا من الْعَالمين.
نادرة روى أَن رجلا رأى رَأسه مَقْطُوعًا وَهُوَ بِيَدِهِ ينظر إِلَيْهِ وَإِذا بطير من طيور الْجَوَارِح أَتَى فالطقته فقض رُؤْيَاهُ على معبر فَقَالَ إِن صدقت رُؤْيَاك تجمع مَالك إِلَى أَن يضخم فَيَأْتِي ملك فَيَأْخذهُ مِنْك.
نادرة روى بِسَنَد صَحِيح مُتَّصِل إِلَى جمَاعَة قَالَ دخلت على حَمْزَة ابْن حبيب الزيات فَوَجَدته يبكي فَقلت مَا يبكيك قَالَ وَكَيف لَا أبْكِي وَقد رَأَيْت فِي مَنَامِي كَأَنِّي عرضت على الله تبارك وتعالى اللَّيْلَة فَقَالَ لي يَا حَمْزَة اقْرَأ الْقُرْآن كَمَا علمتك فَوَثَبت قَائِما فَقَالَ لي يَا حَمْزَة اجْلِسْ فَإِنِّي أحب أهل الْقُرْآن ثمَّ قَالَ لي أَقرَأ فَقَرَأت حَتَّى بلغت سُورَة طه فَقلت طوى وَأَنا اخْتَرْتُك فَقَالَ لي بَين وَإِنَّا اخترناك ثمَّ قَالَ لي أَقرَأ فَقَرَأت حَتَّى بلغت سُورَة يس فَقَالَت تَنْزِيل الْعَزِيز الرَّحِيم بِرَفْع اللَّام فَقَالَ عز وجل تَنْزِيل الْعَزِيز الرَّحِيم بِالنّصب يَا حَمْزَة كَذَا قَرَأت وَكَذَا قَرَأت حَملَة الْعَرْش وَكَذَا يقْرَأ المقرئون ثمَّ دَعَا بِسوار فسورني فَقَالَ عز وجل هَذَا بِقِرَاءَتِك الْقُرْآن ثمَّ بمنطقة فمنطقني بهَا ثمَّ قَالَ عز وجل هَذَا بصومك النَّهَار ثمَّ دَعَا بتاج فتوجني بهَا ثمَّ قَالَ هَذَا بِقِرَاءَتِك الْقُرْآن للنَّاس يَا حَمْزَة لَا تدع تَنْزِيل يَعْنِي بِنصب اللَّام فَإِنِّي نزلته تَنْزِيلا أفتلوموني إِن أبْكِي.)
نادرة وَبِسَنَد مُتَّصِل إِلَى سليم بن عِيسَى قَالَ دخلت على حَمْزَة بن حبيب الزيات رضي الله عنه فَوَجَدته يمرغ خديه فِي الأَرْض ويبكي فَقَالَ أُعِيذك بِاللَّه مَا هَذَا الْبكاء فَقَالَ رَأَيْت البارحة فِي مَنَامِي كَأَن الْقِيَامَة قد قَامَت وَقد دعِي بقراء الْقُرْآن فَكنت مِمَّن حضر فَسمِعت قَائِلا يَقُول بِكَلَام عذب لَا يدْخل إِلَّا من عمل بِالْقُرْآنِ فَرَجَعت الْقَهْقَرِي فَهَتَفَ هَاتِف بإسمي أَيْن حَمْزَة ابْن حبيب الزيات فَقلت لبيْك دَاعِي الله لبيْك فبادرني ملك فَقَالَ قل لبيْك اللَّهُمَّ لبيْك فَقلت كَمَا قَالَ فأدخلت دَارا سَمِعت بهَا ضجيج الْقُرَّاء فوقفت أرعد فَسمِعت قَائِلا يَقُول لَا بَأْس عَلَيْك ارق واقرأ