الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَمن رأى الْيَهُود فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول رَحْمَة الله تَعَالَى لقَوْله تَعَالَى إِنَّا هدنا إِلَيْك قَالَ عَذَابي أُصِيب بِهِ من أَشَاء الْآيَة.
وَمن رأى جمَاعَة من الْيَهُود فَإِنَّهُ يَتُوب إِلَى الله لِأَن معنى يهود يَتُوب.)
وَمن رأى يهودا أَو وَاحِدًا فَإِنَّهُ يؤول بِالْهدى لاشتقاق الِاسْم وَقيل من رأى أَنه صَار يَهُودِيّا فَإِنَّهُ يَرث عَمه أَو عمته.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْيَهُود اظهار أَمر مُشكل وتيسر حجَّة وَقُوَّة يَد فِي السّنة والشريعة لِأَن اسْم الْيَهُود مُشْتَقّ من الْهدى.
وَأما الْمَجُوس فَمن رأى مجوسيا فَإِنَّهُ يؤول بتفقد الْأُمُور وتشديدها لِأَن الْمَجُوس يشدون الْأُمُور ويعقدونها وَقد تقدم تَعْبِير ذَلِك.
3 -
(فصل فِي رُؤْيا قطاع الطَّرِيق وَأهل الجرائم)
أما قَاطع الطَّرِيق فَإِنَّهُ رجل شرير مخاصم مَعَ النَّاس فَمن رأى أَن قَاطع الطَّرِيق أَخذ مَاله وَنهب مَتَاعه فَإِنَّهُ يواصل رجلا يُعينهُ ويكرهه وَيحصل لَهُ مِنْهُ فَوَائِد جمة بِقدر مَا أَخذ مِنْهُ.
وَمن رأى أَن قطاع الطَّرِيق اجْتَمعُوا وَلَكِن مَا اسْتَطَاعُوا أَنهم يَأْخُذُونَ مِنْهُ شَيْئا فَإِنَّهُ يدل على وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَن قَاطع الطَّرِيق قد سرق مِنْهُ شَيْئا فَإِنَّهُ يدل على أَن قَاطع الطَّرِيق يكذب عَلَيْهِ فِي قَوْله وَيُخَالِفهُ.
وَمن رأى أَن قَاطعا قد أَخذ مَتَاعه فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مُصِيبَة لَهُ اَوْ لبَعض أحزابه.
وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه قطع الطَّرِيق وَأخذ مَتَاعه أحد فَإِنَّهُ يدل على أَن صَاحب الْمَتَاع ينكد عَيْش قَاطع الطَّرِيق ويخاصمه ويعارضه فِي أَمر يحصل لَهُ مِنْهُ الضَّرَر.
وَمن رأى أَن أَخذ مَتَاعا أَو رأى أَنه قطع الطَّرِيق فَإِنَّهُ يمرض مَرضا شَدِيدا وَيُعَافى.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى جمَاعَة ظَهَرُوا عَلَيْهِ وهم باغون فَإِنَّهُ ينصر على أعدائه لقَوْله تَعَالَى ثمَّ بغى عَلَيْهِ لينصرنه الله. وَمن رأى أَنه صَار قَاطع بَاغِيا فَإِنَّهُ يؤول بظفر الْعَدو عَلَيْهِ وَحُصُول مُصِيبَة لقَوْله تَعَالَى إِنَّمَا بَغْيكُمْ على أَنفسكُم.
وَقيل من رأى لصا دخل منزله وَأصَاب من مَاله أَو من مَتَاعه فَذهب فَإِنَّهُ يَمُوت إِنْسَان هُنَاكَ.
وَمن رأى لصا دخل وَلم يحمل شَيْئا فَإِنَّهُ يمرض فِيهِ إِنْسَان ويشرف على الْمَوْت ثمَّ يبرأ.
وَمن رأى لصوصا قطعُوا عَلَيْهِ الطَّرِيق وذهبوا لَهُ بِمَال أَو مَتَاع كثيرا أَو قَلِيل فَإِنَّهُ يصاب فِي انسان يعز عَلَيْهِ بِقدر مَا ذهب بِهِ اللُّصُوص وَإِن لم يذهب لَهُ شَيْء وظفر هُوَ باللصوص فَإِنَّهُ يؤول بِضعْف انسان عِنْده ثمَّ ينجو وَإِن لم يظفر بهم فاشراف ذَلِك الضَّيْف على الْمَوْت.
وَأما أهل الجرائم فَإِنَّهَا تؤول على أوجه إِمَّا فعل كل شَيْء على حِدته فَتقدم ذكر تَعْبِير كل)
شَيْء فِيمَا يُنَاسب فَصله وبابه فِي معَان شَتَّى.
قَالَ الْكرْمَانِي من رأى أحدا من أهل الجرائم فِي أَمر مهمول فَإِنَّهُ يرجع إِلَى الله وَإِن رَآهُ بضد ذَلِك فتعبيره ضِدّه وَرُبمَا كَانَ كَمَا رأى إِذا كَانَ المجرم مَعْرُوفا.
وَمن رأى أَنه أجرم جريمة عَظِيمَة فَإِنَّهُ يؤول على أَرْبَعَة أوجه ارْتِكَاب أَمر محرم وَحُصُول أَمر يخفى مِنْهُ ومبارزة وَعدم سلوكه الطَّرِيق الْمُسْتَقيم.
وَقَالَ بعض المعبرين أكره رُؤْيا الجريمة فِي الْيَقَظَة والمنام اللَّهُمَّ اعصمنا من ذَلِك بلطفك وكرمك.
(الْبَاب السَّادِس وَالْخَمْسُونَ)
(فِي رُؤْيا الطبل وَالزمر وأنواع الملاهي وَنَحْو ذَلِك وَهِي أَنْوَاع شَتَّى)
أما الطبل فَإِنَّهُ كَلَام بَاطِل وَخبر مَكْرُوه وَقَول زور وشغل ظَاهر جلي.
وَقَالَ الْكرْمَانِي ضرب الطبل خلف وعد وشغل بَاطِل والرقص على دق الطبل حُصُول مُصِيبَة عَظِيمَة.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الطبل مَحْمُود فِي حق الْمُلُوك لِأَنَّهُ من كَمَال أبهتهم خُصُوصا إِن كَانَ مَعَ زمر أَو مَا أشبه ذَلِك والطبل فِي نَفسه رُبمَا يؤول بِرَجُل بطال.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق ضرب الطبل كَلَام مُخْتَلف لَا خير فِيهِ وَأما النقارة فَإِنَّهَا محمودة للملوك أَيْضا لِأَن النَّبِي عليه السلام كَانَ إِذا سَار فِي الْغُزَاة يَأْمر بدقها فتدق. وأختلف المعبرون فِيهَا فَمنهمْ من شكرها فِي حق الْمُلُوك وَغَيرهم لما تقدم من الدَّلِيل وَمِنْهُم من كرهها لكَونهَا من أَنْوَاع الملاهي.
وَأما الطنبك فَإِنَّهُ مَحْمُود لِأَنَّهُ من آلَات الْحجاز وأبهته وَمن شيم مُلُوك الشرق وَرُبمَا دلّ على رجل حارس لِأَن القلاع تحرس بِهِ.
وَأما الزمر فَأَنَّهُ من نوع الطبل وَتَعْبِيره كتعبيره وَلَكِن فِيهِ زِيَادَة وَهُوَ سَماع صَوت حسن.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الزمر يؤول على أوجه فَمن رأى زمرا فِي مَكَان فِيهِ مَرِيض فَإِنَّهُ يؤول بالنياح عَلَيْهِ وَمن رأى ملكا أعطَاهُ مِزْمَارًا فَإِنَّهُ ينَال فَرحا وسرورا وَإِن كَانَ من أهل الْولَايَة فَإِنَّهُ ينالها.
وَمن رأى إِنَّه يزمر وَيَضَع أَصَابِعه على ثقب الزمار فَإِنَّهُ يتَعَلَّم الْقُرْآن ومعانيه وسحن قِرَاءَته.)
وَمن رأى مَرِيضا يزمر فَإِنَّهُ يؤول بِقرب أَجله.
وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يضْرب بالبوق فَإِنَّهُ قَول كذب يصدر مِنْهُ وَيحلف عَلَيْهِ ليصدقوه وعاقبة الْأَمر يظْهر صدقه من كذبه وَرُبمَا دلّ النفخ بالبوق على أَرْبَعَة أوجه غزَاة لِأَنَّهُ من شيمها وَقد ذكر فِي كتب الْفِقْه إِذا كَانَ النفير عَاما فَهُوَ سفر للحجاز أَو للحرب لِأَنَّهُ يرحل بِهِ الرَّاكِب والعسكر واظهار أَمر مَكْتُوم وشهرة.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا البوق تؤول على أَرْبَعَة أوجه لمن نفخ فِيهِ خير مَكْرُوه وَقَول زور واظهار سر مخفي ومصيبة.
وَأما الصنج فَإِنَّهُ يؤول على أوجه وَقَالَ ابْن سِيرِين الضَّرْب بالصنج خبر مَكْرُوه وَكَلَام بَاطِل وَكذب قَول وَمن رأى أَنه يضْرب بالصنج فَإِنَّهُ يصدر مِنْهُ قَول الْكَذِب وَفعل الْمحَال.
وَمن رأى أَنه يضْرب عِنْده بالصنج فَإِنَّهُ يدل على رضَا فعل الْمحَال وَقَول الْكَذِب.
وَمن رأى أَنه كَانَ مَعَ الصنج شَيْء من الملاهي فَإِنَّهُ يدل على الْهم وَالْغَم والمصائب الْعِظَام لأهل ذَلِك الْمَكَان.
وَمن رأى كَأَنَّهُ كسر صنجا أَو رَمَاه من يَده فَإِنَّهُ يَتُوب عَن الْكَذِب وَقَول الزُّور.
وَقَالَ الْكرْمَانِي ضرب الصنج يؤول على مَتَاع الدُّنْيَا وَالضَّرْب بِهِ هُوَ امتحان للدنيا.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَعْظ الصنج يؤول بالفخر وضربه يؤول بِحُصُول الدُّنْيَا وَهُوَ فِي نَفسه مَا لم يدق وَقَالَ بعض المعبرين لَا بَأْس برؤيا الضَّرْب بالصنج لكَونه يدق على بَاب حرم الْخَلِيل عليه السلام وَكَذَلِكَ فِي الْأَمَاكِن الحصينة اتبَاعا لهَذِهِ السّنة.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق ضرب الصنج يؤول على اربعة أوجه خبر مَكْرُوه وَكَلَام بَاطِل ومتاع الدُّنْيَا وهم وغم لأجل جمع المَال.
وَأما الشبابة فانها للملوك الأكابر محمودة إِذا شَبَّبَ بهَا قدامه لِأَن سُلْطَان مصر من شَأْنه ذَلِك وَكَذَلِكَ نَائِب السلطنة الشَّرِيفَة بثغر الاسكندرية وَيظْهر من ذَلِك فِي المواكب أبهة عَظِيمَة وَأما لغير الْمُلُوك فَلَيْسَتْ بمحمودة.
وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يشبب بالشبابة فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول أَمر مَكْرُوه وَصَوت الشبابة يؤول بِخَبَر موت أحد وَنَفس الشبابة تؤول بِامْرَأَة إِنْسَان حصل لَهُ مُصِيبَة.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق تشبيب الشبابة وَصَوت الشبابة واستماعها يؤول على ثَلَاثَة أوجه مُصِيبَة)
وغم وخصومة.
وَأما الدُّف فَإِنَّهُ يؤول على أوجه. قَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يضْرب بالدف كَمَا يَنْبَغِي ضربه عِنْد أربابه بشيار وطرب فَإِنَّهُ يؤول بتزويج امْرَأَة بِوَاسِطَة إِنْسَان مُعْتَبر وَتَكون الْمَرْأَة مشتهرة بِالِاسْمِ الْجيد وفعلها بِخِلَاف ذَلِك.
وَقَالَ السالمي من رأى أَنه يضْرب بالدف فَإِنَّهُ شهرة فَيعْتَبر فعله فِي الْخَيْر وَالشَّر ويعبر لَهُ بالشهرة على قدر فعله.
وَمن رأى جَارِيَة تضرب بالدف فَإِنَّهُ خير منتشر يصل إِلَى ذَلِك الْمَكَان فليعتبر الْمعبر مَا رأى مَعَ ذَلِك.
وَمن رأى امْرَأَة تضرب بدف فَإِنَّهُ يؤول بِسنة مَشْهُورَة فِي السنين.
وَمن رأى شَابًّا يضْرب بدف فَإِنَّهُ يؤول بِخَبَر من عَدو.
وَمن رأى شَيخا يضْرب بالدف فَإِنَّهُ يؤول بالشهرة وَالصَّلَاح.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق اسْتِمَاع صَوت الدُّف هُوَ نشاط وَفَرح إِذا سَمعه من امْرَأَة أَو جَارِيَة وَإِن سَمعه من شيخ فَإِنَّهُ يدل على حسن البخت واليمن والدولة وَإِن سَمعه من شَاب فَإِنَّهُ يدل على ظُهُور الْعَدو.
وَأما المزهر فَإِنَّهُ يؤول على أوجه للْفُقَرَاء بالصلاح وللملوك بسلوك آدَاب الطَّرِيقَة الحميدة لِأَنَّهُ من شيم أهل الصّلاح ولغيرهم بِالْخَيرِ وَأنكر ذَلِك جمَاعَة.
وَقَالَ بعض المعبرين من رأى نسْوَة بِأَيْدِيهِم مزاهر فَإِنَّهُ يؤول بالبشارة والسلامة لما ورد أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم لما أقبل على بعض أَقوام أَرض الْحجاز الشريف بعد نصْرَة وسلامة ظهر لَهُ
(أقبل الْبَدْر علينا
…
من ثنيات الْوَدَاع)
وَجب الشُّكْر علينا مَا دَعَا لله دَاع وَأما الجنك فَإِنَّهُ يؤول على أوجه قَول زور وباطل وَعز وجاه وعلو وَلَهو وطرب وَجَارِيَة حسناء فَمن رأى أَن ملكا أعطَاهُ جنكا فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول عز وجاه ومرتبة وَإِن لم يكن أَهله فَإِنَّهُ فرج بعد شدَّة وَقيل ضرب الجنك هُوَ كَثْرَة الْغم
والهم.
وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يضْرب بالجنك فَإِنَّهُ يؤول باتصال مَعَ امْرَأَة جميلَة جليلة الْقدر وَحُصُول الْعِزّ والجاه لَهُ مِنْهَا بِالْمَالِ الْحسن وَحسن الْكَلَام وسياقة القَوْل والسمع وَيكون الِاتِّصَال)
بَينهمَا بِنِكَاح شَرْعِي.
وَأما الْعود فَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ ضرب الْعود كَلَام وَلَكِن لَيْسَ على حَقِيقَته وَكَذَلِكَ استماعه لِأَن صَوته كَالْكَلَامِ وَلَيْسَ هُوَ بِكَلَام وَضرب الْعود فِي الْمنزل يؤول بِحُصُول مُصِيبَة وَأما ضرب الْعود فَإِنَّهُ يؤول بالرياسة لضاربه وَرُبمَا كَانَ غما.
وَمن رأى أَنه يضْرب عودا أَو مَا أشبه ذَلِك من الْآلَات وَانْقطع وتره فَإِنَّهُ يؤول بِزَوَال همه وغمه.
وَأما الطنبور فَإِنَّهُ يؤول بالهم وَالْغَم خُصُوصا إِذا ضرب فِي بَيته وَرُبمَا كَانَ حُصُول مُصِيبَة وكسره ضد ذَلِك وَضرب الطنبور للْمَرِيض مَوته وَسَمَاع صَوته سَماع كَلَام بَاطِل ومحال وَأما وَقَالَ بعض المعبرين من رأى أَن أحدا يطنبر لَهُ وَهُوَ يسمع لَهُ فيؤول بِأَن أحدا يكلمهُ كلَاما بَاطِلا وَهُوَ يصغي لَهُ وَإِن طرب كَانَ كَلَام ذَلِك الْبَاطِل عِنْده جَائِزا للمثل السائر بَين النَّاس فِيمَن يُقَال لَهُ بَاطِل ويتبعه: طنبر لَهُ فرقص.
وَأما الربَاب فَإِنَّهُ يؤول باللهو والاشتغال بِمَا لَا فَائِدَة فِيهِ وَلَا نتيجة وَإِن رَآهُ مَرِيض فَإِنَّهُ يشْتَد مَرضه وَرُبمَا يَمُوت وَقيل رُؤْيا الربَاب عِنْد أهل الصّلاح رُبمَا تؤول بِالْحَجِّ لِأَنَّهُ من آلاته وَكَثِيرًا مَا يسْتَعْمل فِي أَرض الْحجاز.
وَأما الجفانة فَأَنَّهَا تؤول بالعز وعلو الْقدر وَالنعْمَة والهم وَالْغَم والمصيبة وَالْكَلَام الْبَاطِل والأشياء الْمُخَالفَة وَمن رأى أَن ملكا أعطَاهُ جفانة فَأَنَّهُ يرى عزا ورفعة وَإِن لم يكن فَهُوَ زَوَال همه وغمه وَإِن كَانَ عَالما فَإِنَّهُ يُفِيد النَّاس من علمه.
وَأما الرقص فقد تقدم فِي أحد فُصُول الْبَاب الثَّالِث وَالْعِشْرين.
وَأما الشّعْر وإنشاده. فَإِن من يرى أَنه ينشد شعرًا فَإِن كَانَ فِيهِ خنى فَلَا خير فِيهِ وَلَيْسَ برؤيا وَإِن كَانَ فِيهِ حِكْمَة فَهُوَ صَالح لقَوْله عليه السلام إِن من الشّعْر لحكمة.
وَقَالَ ابْن سِيرِين الشّعْر لَا يحمد لكَونه بَاطِلا وَالشعر فِي مدح الرَّسُول وَمَا أشبه ذَلِك من الْكَلَام وَالْحكمَة فَإِنَّهُ مَحْمُود.
وَقَالَ الْكرْمَانِي الْغَزل يدل على النوح وَقد تقدم الْكَلَام على ذَلِك فِي الْبَاب الثَّالِث وَالْعِشْرين أَيْضا وَقد ذكرنَا هُنَا نبذة مِنْهُ لِئَلَّا يَخْلُو من الْمَعْنى لكَون ذَلِك نوعا من الملاهي.
وَأما الْغناء فقد تقدم الْكَلَام عَلَيْهِ أَيْضا فِي الْبَاب الْمَذْكُور وَلَكِن نذْكر مِنْهُ نبذة هُنَا.
فَمن رأى أَنه يُغني فَإِنَّهُ دَلِيل على مَوته وَقيل إِنَّه كَلَام بَاطِل وهم وغم وفضيحة.)
وَأما الشطرنج فَإِنَّهُ من أباطيل الدُّنْيَا وغرورها.
وَمن رأى أَنه غلب قرينه بِهِ فَإِنَّهُ يظفر بِالْبَاطِلِ الَّذِي يزاوله ويطلبه.
وَمن رأى أَنه غلب قرينه وَكَانَ بَينه وَبَينه خُصُومَة فَإِنَّهُ يرى ظفرا فِي أمره وَالْغَالِب غَالب والمغلوب مغلوب وَرُبمَا دلّت رُؤْيا الْغَالِب على ظفره بِأَمْر بَاطِل لَا أصل لَهُ.
وَقَالَ ابْن سِيرِين الشطرنج بهتان وَكَلَام بَاطِل.
وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَن قدامه شطرنجا مصفوفا فَإِنَّهُ يؤول بالعز.
وَمن رأى أَنه يلْعَب بالشطرنج فَإِنَّهُ يتخاصم مَعَ أحد وَقيل يدل على أَمر لَا خير فِيهِ وَلَا مَنْفَعَة.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ من رأى أَنه يلْعَب بالشطرنج فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول ولَايَة للاعبين.
وَقَالَ بعض المعبرين من رأى أَنه يلْعَب بالشطرنج وَلم يعرف لعبه فَإِنَّهُ يؤول على ثَلَاثَة أوجه نِسْيَان للصَّلَاة وإسراف مَال فِي أَمر لَا يَلِيق وتنافر الخواطر مِنْهُ لِأَن هَذِه الثَّلَاثَة تمنع لعبه فِي الشَّرِيعَة.
وَأما الْفَرد فَإِنَّهُ يؤول بالأشياء الْبَاطِلَة الْمضرَّة الْمغرَة وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ اللّعب بالنرد خوض فِي الْمعاصِي وخسارة فِي التِّجَارَة وقتال فِي جول وَحكمه فِي لعبه كَحكم الشطرنج.
وَأما الْقمَار فَإِن الْغَالِب والمغلوب فِيهِ كالشطرنج.
وَقَالَ الْكرْمَانِي الْقمَار مُنَازعَة وخصومة وتعب.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْقمَار تؤول على أَرْبَعَة أوجه لمن لعب بِهِ اشْتِغَال بِالْبَاطِلِ ومعصية وملامة النَّاس وَحرب وخصومة وجراحة بسكين.
وَقَالَ بعض المعبرين من رَآهُ تجنب لعبة فَإِنَّهُ يدل على أَنه مقبل على الصّلاح وَالْخَيْر لقَوْله تَعَالَى يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا إِنَّمَا الْخمر وَالْميسر الْآيَة.
وَمن رأى أَنه يلْعَب بِهِ وَكَانَ قصد فعل شَيْء من سفر أَو غَيره ويظن فِيهِ مَنْفَعَة حَسَنَة فليتجنبه لقَوْله تَعَالَى يسئلونك عَن الْخمر وَالْميسر قل فيهمَا إِثْم كَبِير وَمَنَافع للنَّاس وإثمهما أكبر من نفعهما وَأَرَادَ بالميسر الْقمَار.
وَأما الكعب ولعه فَإِنَّهُ يؤول على أوجه عَدو حقير وَحرب وخصومة وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ اللّعب بالكعب وَمَا هُوَ مَكْرُوه جملَة فَإِنَّهُ مكر ومنازعة لقَوْله تَعَالَى أَو أَمن أهل الْقرى أَن يَأْتِيهم)
بأسنا ضحى وهم يَلْعَبُونَ.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق اللّعب بالكعب يؤول على خَمْسَة أوجه مقامرة وَامْرَأَة وَولد وَجَارِيَة بكر وَمَال.