الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْوَاعِظ الجوشن أحصن من الدرْع.
وَأما المغفر فَإِنَّهُ يؤول لمن لبسه بالأمن من ذهَاب المَال ونيل عز وَشرف وَكَذَلِكَ الصبية.
وَأما لبس الْفرس فَإِنَّهَا تؤول بِالْقُوَّةِ فِي الْعِزّ خُصُوصا إِن ألبسهُ لفرسه.
وَأما السِّلَاح جملَة فقد أجمع المعبرون أَنه قُوَّة وَشرف ودولة وَولَايَة وحصن ورياسة بِقدر قيمَة ذَلِك السِّلَاح.
وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه تسلح بِجَمِيعِ السِّلَاح وَكَانَ مَرِيضا شفي وَإِن كَانَ خَائفًا أَمن وَإِن كَانَ مُسَافِرًا رَجَعَ إِلَى أَهله سالما.
وَمن رأى أَنه فِي وسط قوم عَلَيْهِم سلَاح وَلَيْسَ عَلَيْهِ شَيْء وَلَا يُؤْذِي فيهم فَلَا يصلونَ إِلَيْهِ بمكروه وَإِن آذوه فتعبيره ضِدّه.
وَأما الْعلم فَهُوَ على نَوْعَيْنِ نوع للملوك وَيُسمى صنجقا وشفقة وَنَوع للْفُقَرَاء وَهُوَ مَمْنُوع وَفِي الْجُمْلَة يؤول بِرَجُل عَالم أَو زاهد أَو إِمَام أَو شُجَاع أَو غَنِي أَو سخي أَو جواد يَقْتَدِي النَّاس بِهِ.
وَمن رأى أَن بِيَدِهِ علما فَإِنَّهُ يصحب أحدا بِهَذِهِ الصّفة وَيحصل لَهُ من خير.
وَمن رأى أَن الْعلم سقط من يَده فتأويله بِخِلَاف.
وَقَالَ الْكرْمَانِي الْعلم يدل على السّفر والعز والجاه.
وَمن رأى أَن ملكا أعطَاهُ علما يجْتَمع عَلَيْهِ الْعَسْكَر فَإِنَّهُ يحصل لَهُ الجاه والشرف خُصُوصا إِذا كَانَ الْعلم أَبيض أَو أَخْضَر وَإِن سقط من يَده فَإِنَّهُ يَزُول عَن جاهه وشرفه وَالْعلم الْأَصْفَر يدل على السقم وَالْعلم الْأسود مَحْمُود للقضاة والخطباء ولأحد من أقَارِب الْخَلِيفَة ولغيرهم مَكْرُوه.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ رُؤْيَة الْعلم تؤول على أوجه للْمَرْأَة زوج لما حُكيَ أَن امْرَأَة رَأَتْ كَأَنَّهَا دفنت ثَلَاثَة أَعْلَام فقصت رؤياها على ابْن سِيرِين فَقَالَ إِن صدقت رُؤْيَاك تزوجك ثَلَاثَة أَشْرَاف يقتلُون عَنْك وَكَانَ كَذَلِك.
والأعلام الْحمر تدل على الْحَرْب والصفر تدل على وَقع الْبلَاء فِي المعسكر وَالْخضر تدل على سفر فِي خير وَالْبيض تدل على مطر والسود تدل على الْقَحْط وَقيل رُؤْيَة الْعلم تدل على)
اهتدائه.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيَة الْعلم تؤول على أَرْبَعَة أوجه شرف وسفر وَعز وجاه وَحسن حَال.
(الْبَاب الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ)
(فِي رُؤْيَة الفولاذ وَالْحَدِيد والرصاص والنحاس وَنَحْو ذَلِك وَمَا يعْمل مِنْهَا)
أما الفولاذ فَإِنَّهُ يسْتَخْرج من خَالص الْحَدِيد وَقد تقدم مَا يعْمل مِنْهُ من الأسلحة وتعبيرها وَأما هُوَ فِي نَفسه فتعبيره نَظِير مَا يَأْتِي من ذكر الْحَدِيد وَلكنه أقوى والمعبرون عبروا الْحَدِيد وَلم يذكرَا الفولاذ لِأَنَّهُ مستخرج مِنْهُ وَالْحَدِيد شَامِل لذَلِك وَغَيره ونذكره وَمَا يعْمل مِنْهُ.
وَسُئِلَ ابْن سِيرِين عَن رُؤْيا الْحَدِيد فَقَالَ وَأما الْحَدِيد فمعموله خَادِم وَغير معموله مَتَاع الدُّنْيَا بِقدر ذَلِك وَطول الْعُمر وَمن رأى أَنه يحْفر حديدا أَو يَسْتَخْرِجهُ من الْحجر فَإِنَّهُ يحصل لَهُ مشقة لقَوْله تَعَالَى قل كونُوا حِجَارَة أَو حديدا الْآيَة.
وَمن رأى أَنه يذيب الْحَدِيد فَإِنَّهُ يغتاب النَّاس وَيتَكَلَّم بِكَلَام قَبِيح.
وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه أصَاب حديدا مجموعا فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا من مَتَاع الدُّنْيَا وَقُوَّة على مَا يُرِيد لقَوْله تَعَالَى وأنزلنا الْحَدِيد فِيهِ بَأْس شَدِيد.
وَمن رأى أَن الْحَدِيد لَان لَهُ فَإِنَّهُ يُصِيب ملكا وَرِزْقًا وَاسِعًا لقَوْله تَعَالَى وألنا لَهُ الْحَدِيد أَن أعمل سابغات الْآيَة.
وَمن رأى أَنه يشبك حديدا فَإِنَّهُ يعْمل عملا يذكر بِهِ لقَوْله تَعَالَى حَتَّى اذا جعله نَارا الْآيَة وَقيل رُؤْيَة سبك الْحَدِيد تؤول بِوُقُوعِهِ فِي أَلْسِنَة النَّاس ويغتابونه بِسَبَب مَنْفَعَة تحصل لَهُ.
وَأما الرصاص فَإِنَّهُ يؤول على أوجه. من رأى أَنه أصَاب رصاصا فَإِنَّهُ يُصِيب مَالا.
وَمن رأى أَنه يذيب الرصاص فَإِنَّهُ يسْعَى فِي أَمر يحصل مِنْهُ مكسب.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الرصاص يؤول على ثَلَاثَة أوجه مَنْفَعَة وخادم ومتاع الْبَيْت وتذويب الرصاص اشْتِغَال النَّاس بِهِ.
وَأما النّحاس فَإِنَّهُ يؤول على أوجه فَمن رأى أَنه أصَاب نُحَاسا فَإِنَّهُ يُصِيب خيرا وَرِزْقًا وسبك النّحاس اصطناع مَعْرُوف لما فعله الاسكندر من سبك النّحاس على سد يَأْجُوج وَمَأْجُوج.)
وَمن رأى أَنه أصَاب نُحَاسا غير مَعْمُول فَإِنَّهُ دُخان وهول وَإِن كَانَ مَعْمُولا فَهُوَ من الخدم والنحاس جنس من الْيَهُود والدق على النّحاس شهرة اخبار وَقيل المفرغ جنس من النَّصَارَى.
وَمن رأى أَن لَهُ مفرغا مِنْهُ يدل على حُصُول المَال ومتاع الدُّنْيَا.
والقصدير مَال وَحُصُول مُرَاد واستعماله حُصُول فرج وَهُوَ فِي التَّعْبِير أَجود من الرصاص وَأما مَا يعْمل مِنْهُ فأنواع مُتَفَرِّقَة على مَا يَأْتِي ذكرهَا مفصلا.
وَأما الْمرْآة فعلى أوجه. قَالَ ابْن سِيرِين الْمرْآة تدل على الجاه وَالْولَايَة بِقدر عظمها وصفائها.
وَمن رأى أَنه أَعْطَاهَا لأحد فَإِنَّهُ يدل على ايداع مَاله.
وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه ينظر فِي الْمرْآة وَهِي من حَدِيد ان كَانَت امْرَأَته حَامِلا فَإِنَّهَا تَأتي بِابْن يشبه أَبَاهُ وَإِن رَأَتْ امْرَأَة أَنَّهَا تنظر فِي الْمرْآة وَهِي حَامِل فَإِنَّهَا تَلد بِنْتا تشبهها وَإِن لم تكن حَامِلا وَهِي عقيم فَإِن زَوجهَا يخاصمها ويضربها وَإِن رأى صبي إِنَّه ينظر فِي الْمرْآة فَإِنَّهُ يحصل لَهُ أُخْت وَأَن رأى ملك أَنه ينظر فِي الْمرْآة أَو عَالم فَإِنَّهُ يدل على عَزله.
وَقَالَ جَابر المغربي رُؤْيا الصُّورَة الْحَسَنَة فِي الْمرْآة بِشَارَة وَفَرح وَالصُّورَة الْغَيْر حَسَنَة غم وهم وحزن.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْمرْآة مُخْتَلف فِيهَا فَمنهمْ من قَالَ هِيَ مُرُوءَة الرجل ومرتبته على قدر كبر الْمرْآة وجلائها.
وَمن رأى وَجهه فِيهَا فَإِنَّهَا تحسن مروءته وَإِن رأى لحيته فِيهَا سَوْدَاء مَعَ وَجه حسن وَهُوَ على هَذِه الصُّورَة فِي الْيَقَظَة فَإِنَّهُ يتكرم على النَّاس وَيحسن فيهم جاهه فِي أَمر الدُّنْيَا وَإِن رَآهَا بَيْضَاء فَإِنَّهُ يفْتَقر وَيكثر جاهه وَيُقَوِّي دينه.
فَإِن رأى فِي وَجهه شعرًا أَبيض وَهُوَ ينتفه ذهب جاهه وَدينه وَمِنْهُم من قَالَ الْمرْآة امْرَأَة وانكسارها مَوتهَا وَأَن رأى فِي الْمرْآة فرج امْرَأَة أَتَاهُ الْفرج وَإِن رأى كَأَنَّهُ يجلو مرْآة فَإِنَّهُ فِي أَمر يطْلب الْفرج مِنْهُ وَإِن لم يقدر ان يجلوها لِكَثْرَة صدئها فَإِنَّهُ لَا يجد الْفرج.
وَمن رأى كَأَنَّهُ ينظر فِي الْمرْآة فَإِن لم يكن متأهلا تزوج وَإِن كَانَت لَهُ امْرَأَة غَائِبَة قدمت عَلَيْهِ.
وَمن رأى كَأَنَّهُ ينظر فِي الْمرْآة من وَرَائِهَا فَإِن امْرَأَته ترتكب فَاحِشَة أَو يعْزل إِن كَانَ ذَا منصب وَقَالَ السّلمِيّ من رأى أَنه أصَاب مرْآة لم ينظر فِيهَا وَجهه فَإِنَّهُ ينَال مَا يكرههُ فِي جاهه وَإِن رَآهُ فِيهَا لَا خير فِيهِ وَإِن كَانَ صَاحب منصب فَإِنَّهُ يرى آخر مَكَانَهُ.)
وَقيل من رأى أَنه ينظر فِي مرْآة من حَدِيد أَو صفر أَو مَا أشبه ذَلِك وَكَانَ متزوجا فَإِنَّهُ يَأْتِيهِ ولد غُلَام وَإِن لم ينْتَظر ولدا فَإِنَّهُ يُفَارق امْرَأَته ويخلفه غَيره وَإِن كَانَ عزبا اَوْ بعد عَهده عَن النِّكَاح فَإِنَّهُ ينْكح امْرَأَة ويلقى وَجهه مَعَ وَجههَا.
وَقيل من رأى أَنه ينظر فِي مرْآة فَإِنَّهُ يذهب همه وَرُبمَا يكون أمرا التوى عَنهُ وخفي عَلَيْهِ وَلَا يدْرِي مَا الْوَجْه فِيهِ.
وَقيل من رأى بِيَدِهِ مرْآة صَافِيَة فَإِنَّهُ يظفر بحاجته ويصفو وقته وَإِذا رأى الصَّبِي الْمُرَاهق أَنه ينظر فِي مرْآة فَإِنَّهُ يبلغ وَإِن كَانَت أمه حُبْلَى فَإِنَّهَا تَأتي لَهُ بِأَخ يُشبههُ.
وَمن رأى أَنه ينظر فِي مرْآة هندية فَإِنَّهُ يَمُوت لَهُ ولد ذكر وَإِن كَانَت امْرَأَته حَامِلا فَالَّذِي فِي بَطنهَا هُوَ الْمَيِّت وَإِن لم تكن حَامِلا وَله أَوْلَاد فأصغرهم يَمُوت.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رُؤْيا الْمرْآة تؤول على سَبْعَة أوجه امْرَأَة وَولد وجاه ونفاذ حكم وصديق وَشريك وَأمر ظَاهر.
وَمن رأى أحدا مَجْهُولا نَاوَلَهُ مرْآة فَنظر فِيهَا فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول فرج من جِهَة قدوم غَائِب.
وَمن رأى أَنه يزرع شَيْئا من المطوى فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول رزق حَلَال بِمِقْدَار ذَلِك وَإِن قَاس بِذِرَاع يَده فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول مَال فِيهِ شُبْهَة.
وَأما الاصطرلاب فَإِنَّهُ يؤول بأصحاب الْمُلُوك أَو رجل جليل الْقدر وَرُبمَا دلّ على رجل لم يكن ثَابتا فِي أُمُوره وَرُبمَا كَانَ الاصطرلاب تَحْرِير أَمر يَقْصِدهُ النَّاس وانكساره لَيْسَ بمحمود.
وَأما الْمِنْشَار فَإِنَّهُ يؤول على أوجه قَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْمِنْشَار رجل يَأْخُذ وَيُعْطِي ويسامح.
وَقَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَنه قطع قِطْعَة من شجر بمنشار فَإِنَّهُ يؤول بمفارقته لرجل تنْسب تِلْكَ الشَّجَرَة لَهُ ويؤذيه وَمن رأى أَنه ينشر أحدا من أقربائه بمنشار فَإِنَّهُ يؤزق نَظِيره من الْقَرَابَة.
وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَن بِيَدِهِ منشارا أَو أعْطى لَهُ فَإِنَّهُ حُصُول ولد هَذَا إِذا كَانَ لَهُ أَوْلَاد وَإِن لم يكن فيؤول بِحُصُول دَوَاب من جنس مَاله وَإِن لم يكن لَهُ دَوَاب فَإِنَّهُ يؤول بِحُصُول نَظِير مَا يملك.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الْمِنْشَار ولد أَو أُخْت أَو أَخ أَو شريك وَمن رأى أَنه يقطع شَيْئا بمنشار فَإِنَّهُ يظفر بحاجته وَقطع الْخشب ظفر بالأعداء.)
وَأما الْمِيزَان فَإِنَّهُ يؤول بِالْقَاضِي فَمن رأى ميزانا جَدِيدا مُقَومًا فَإِنَّهُ يدل على أَن يكون فِي ذَلِك الْمَكَان قَاض أَو فَقِيه متدينان وكفة الْمِيزَان هِيَ سمع القَاضِي وَالدَّرَاهِم الَّتِي بكفة الْمِيزَان خُصُومَة عِنْد القَاضِي وصنج الْمِيزَان هِيَ عدل القَاضِي بَين الْخَصْمَيْنِ.
وَمن رأى الْمِيزَان فِي حَال استقامتها أَنَّهَا تميل إِلَى أحد جانبيها فَإِنَّهُ يدل على انصاف القَاضِي وعدله.
وَمن رأى أَن الْمِيزَان لَيست بمقومة فَإِنَّهُ يدل على عدم انصاف قَاضِي ذَلِك الْمَكَان وَقلة عدله وخيانته فِي حكومته.
وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى عَمُود الْمِيزَان قد انْكَسَرَ فَإِنَّهُ يدل على موت قَاضِي ذَلِك الْمَكَان.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق الْمِيزَان على سِتَّة أوجه قَاض وعالم وفقيه ومهندس وَحكم قيم وَحكم معوج.
وَأما القبان فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل سافك الدَّم وكفة القبان هُوَ اسْتِمَاع خبر الْعدْل وَالظُّلم وَكَثْرَة الزَّبَانِيَة فِي حَالَة المحاكمة.
وَقَالَ جَابر المغربي رُؤْيا القبان تدل على وَكيل القَاضِي وَمن رأى أَن مَعَه قبانا فَإِنَّهُ يدل على أَن مصاحبته مَعَ وَكيل القَاضِي لأجل الْإِعَانَة فِي المحاكمة عِنْد القَاضِي.
وَمن رأى أَنه يقبن فِي القبان شَيْئا فَإِنَّهُ يدل على أَن وَكيل القَاضِي يُعينهُ فِي قَضيته.
وَمن رأى أَن قبانه قد انْكَسَرَ فَإِنَّهُ يدل على الْخُصُومَة مَعَ وَكيل القَاضِي وَترك مصاحبته وصداقته.
وَأما السندان فَإِنَّهُ يؤول بِالْقُوَّةِ وَرُبمَا كَانَ مَالا على قدر ثقله.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق السندان يؤول على خَمْسَة أوجه رجل جليل الْقدر وَمَنْفَعَة وَقُوَّة وَولَايَة واقبال فِي الأشغال.
وَأما المطرقة فَإِنَّهَا تؤول بِإِنْسَان جليل قوي فَمن رأى أَنه ضرب أحدا بِمِطْرَقَةٍ فَإِنَّهُ يقهر إنْسَانا بعناية رجل جليل الْقدر ويطيعه.
وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه يضْرب بالمطرقة على السندان وَلم يكن حدادا فَإِنَّهُ يدل على نقل حَدِيث بَين رجلَيْنِ جليلي الْقدر ويغتاب بعضهما عِنْد بعض وَيَرْمِي الْفِتَن ويلقي بَينهمَا الْعَدَاوَة.
وَأما المقراض وَهُوَ المقص فَإِنَّهُ يؤول على أوجه فَمن رأى أَنه أعْطى مقصا أَو أَصَابَهُ أَو ملكه)
أَو اشْتَرَاهُ فَإِن كَانَ لَهُ ولد يَأْتِيهِ آخر وَإِن كَانَ لَهُ ابْنة تَأتيه أُخْرَى وَكَذَلِكَ الْأَخ وَالْأُخْت والقرابة وَإِن كَانَ لَهُ دَابَّة أصَاب مثلهَا وَهَكَذَا فِي كل شَيْء.
وَمن رأى أَنه يقص شَيْئا بمقص فَإِنَّهُ يظفر بحاجته.
وَمن رأى أَنه يجز صُوفًا أَو شعرًا أَو وَبرا فَإِنَّهُ يجمع مَالا بِشعرِهِ أَو بِكَلَامِهِ أَو بتنجيمه أَو وَمن رأى أَنه يقص شعر رَأسه بالمقص أَو ظفره أَو ملبوسه فَإِنَّهُ دَلِيل الْخَيْر.
وَمن رأى أَنه قبض بِيَدِهِ مقصا أَو أعطَاهُ لَهُ أحد أَو اشْترى مقصا فَإِن كَانَ لَهُ ولد يرْزق أَيْضا ولدا مثله وَإِن كَانَ لَهُ ابْنة فيرزق ابْنة مثلهَا وَإِن لم يكن لَهُ امْرَأَة وَلَا ولد فيرزقه الله تَعَالَى أَخا آخر.
وَمن رأى أَن المقص صَار فلقَتَيْنِ فَحكمه كَذَلِك.
وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه أعطَاهُ أحد مقصا فَإِن كَانَ لَهُ فرس يزْدَاد فرسا آخر وَإِن كَانَ لَهُ دَار يحصل لَهُ دَار أُخْرَى وكل شَيْء لَهُ يرْزق مثله.
وَمن رأى أَنه انْكَسَرَ مقصه أَو رأى مقصا مكسورا فَإِن تَأْوِيله بِخِلَاف مَا ذكر.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ المقراض يؤول بِرَجُل قسام وَرُبمَا كَانَ مصلحا بَين النَّاس وَقيل من رأى أَن بِيَدِهِ مقراضا وَهُوَ لَا يقص بِهِ فَإِنَّهُ يقف فِي خُصُومَة إِلَى قَاض.
وَقَالَ بعض المعبرين رُبمَا دلّ المقص على إِنْسَان يفرق الشمل وَيَمْشي بِانْقِطَاع الألفة لما ضرب بِهِ الْمثل بَين المقص والابرة قَالَ المقص بِلِسَان الْحَال للابرة: لِأَن شَيْء قيمتي كَثِيرَة فِي الثّمن وَأَنا مَوْضُوع وَأَنت قيمتك قَليلَة وَأَنت مَرْفُوعَة فَوق الرَّأْس فَقَالَت بِلِسَان حَالهَا لَهُ: أَنْت تمشي بالانفصال وَأَنا أَمْشِي بالاتصال.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق المقص يؤول على ثَلَاثَة أوجه رجل قسام وَرجل صَاحب أصل ظَاهر ذِي مَنْفَعَة وصديق مُوَافق.
وَأما المنجل فَإِنَّهُ آلَة يحصل مِنْهَا مَال ورزق حسن.
فَمن رأى منجلا فَإِنَّهُ يدل على حُصُول آلَة يرى مِنْهَا رزقا وافرا والمنجل يؤول بانسان متعوج فِي أُمُوره.
وَقَالَ بعض المعبرين يُقَوي ذَلِك الْمثل السائر بَين النَّاس: إِن تقومت كنت سكينا وَإِن تعوجت كنت منجلا.)
وَأما الثقالة فَمن رأى أَنه وجد ثقالة فَإِن كَانَت لَهُ امْرَأَة وَهِي حُبْلَى ولدت بِنْتا وَإِن رَأَتْ أمهَا لَهَا ذَلِك فَإِنَّهَا تَلد بِنْتا.
وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه وجد ثقالة أَو أعطيها فَإِنَّهُ يَشْتَرِي جَارِيَة أَو يَقع فِي يَده خَادِم وَإِن رَأَتْ امْرَأَة أَن ثقالة وَقعت من مغزلها فتزول محبتها عَن قلب زَوجهَا أَو تَمُوت بنتهَا أَو تبطل جَمِيع أشغالها.
وَأما المسلة فَإِنَّهَا رجل مصلح الأشغال مؤلف بَين النَّاس.
وَأما الابرة فَإِنَّهَا تدل على طلب صَلَاح أشغال الرَّائِي فَمن رأى بِيَدِهِ إبرة ويخيط بهَا فَإِنَّهُ يدل وَمن رأى إبرته انْكَسَرت أَو اعوجت فَإِنَّهُ يدل على تعكيس الْأَحْوَال وتفرقة الأشغال.
وَمن رأى أَنه أكل إبرة فَإِنَّهُ يدل على حسن عواقب أُمُوره وَحُصُول الْفَوَائِد والمرادات.
وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه قد أعطَاهُ أحد إبرة فَإِنَّهُ يدل على الِاجْتِهَاد فِي صَلَاح أُمُوره من ذَلِك الشَّخْص.
وَمن رأى أَنه مَعَه إبرا كَثِيرَة أَو اشْتَرَاهَا فَإِنَّهُ يدل على الْخَيْر وَالصَّلَاح فِي الأشغال.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الابرة رجل قوي تقع بِسَبَبِهِ الألفة وَإِن كَانَ فِيهَا خيط دلّت على انْتِفَاع بالألفة.
وَمن رأى أَنه يَأْكُل ابرة يُفْضِي بسره إِلَى من يصونه.
وَحكي أَن رجلا أَتَى ابْن سِيرِين وَقَالَ: رَأَيْت كَأَنِّي أَعْطَيْت خمس ابر لَيْسَ فِيهَا خرق وابرة فِيهَا خرق فَعبر رُؤْيَاهُ بعض أَصْحَاب ابْن سِيرِين فَقَالَ الإبر الْخمس الَّتِي لَا خرق فِيهَا خَمْسَة أَوْلَاد والابرة الَّتِي فِيهَا الْخرق ولد غير تَمام فولد لَهُ أَوْلَاد بِحَسب تَعْبِيره.
وَقَالَ الْكرْمَانِي من رأى أَنه أصَاب إبرة فَإِن الإبرة لصَاحِبهَا سَبَب وَصَلَاح أَمر وَجمع شَمل فَإِن كَانَ فِيهَا خيط أَو كَانَ يخيط بهَا يلتئم شَأْنه ويستجمع من
أمره مَا كَانَ مُتَفَرقًا.
وَمن رأى أَن ابرته الَّتِي يخيط بهَا انْكَسَرت وانخرمت أَو انتزعت مِنْهُ فَإِنَّهُ يتفرق شَأْنه وَيفْسد وَمن رأى أَنَّهَا ضَاعَت مِنْهُ أَو سرقت فَإِنَّهُ لَا يتم لَهُ مَا هُوَ فِيهِ أَعنِي مَا فِي نِيَّته من الْأُمُور ويتفرق شَأْنه والابرة تدل على الْمَرْأَة لادخال الْخَيط فِيهَا.
وَأما الْبرد فَإِنَّهُ يؤول على أوجه وَقَالَ ابْن سِيرِين من رأى أَن بِيَدِهِ مبردا فَإِنَّهُ يدل على تسهيله الْأُمُور المشكلة وَمن رأى أَنه يبرد بِهِ حديدا صافيا بِمَشَقَّة فَإِنَّهُ يدل على تعسير الْأُمُور)
والخسارة والمبرد الغليظ هُوَ كَلَام خَفِي والمبرد الدَّقِيق هُوَ كَلَام لطيف.
وَمن رأى أَن مبرده انْكَسَرَ أَو ضَاعَ مِنْهُ فَإِنَّهُ يدل على تعسير أشغاله وتعكيس اصلاحه.
وَقَالَ جَابر المغربي من رأى أَنه يبرد حديدا أَو نُحَاسا من آلَة بَيته ويشتغل بِهِ فَإِنَّهُ يدل على حُصُول الْخَيْر مِنْهُ لخدامه وتقسيم أَحْوَال خدم ذَلِك الْبَيْت بِسَبَبِهِ.
وَأما الجرس فَإِنَّهُ يدل على الصياح وَالْخُصُومَة وَرُبمَا كَانَ شهرة أُمُور وَقيل رجل مؤذ من قبل السُّلْطَان.
وَأما الْكلاب فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل سيئ الفعال معذب للنَّاس وَرُبمَا كَانَ قَاطع طَرِيق أَو معاونا وَمن رأى أَنه كلب شَيْئا بكلاب وجذبه فَإِنَّهُ يجد من يعاونه.
وَأما الكلبتان فَإِنَّهَا تؤول بخادم جرئ غَنِي قوي يسْتَخْرج من الْمُلُوك والأكابر مَالا بقوته ويفرقه على النَّاس وَمن رأى بِيَدِهِ كلبتين قد ضَاعَت مِنْهُ فَإِنَّهُ يدل على الخسارة.
وَمن رأى أَنه يسْتَخْرج بالكلبتين شَيْئا من النَّار فَإِنَّهُ يدل على حُصُول مَال من ملك بِقدر مَا استخرجه من النَّار وَيكون مقربا عِنْد الْمُلُوك.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الكلبتان من أعوان السُّلْطَان.
وَأما الساطور فَإِنَّهُ يؤول بِرَجُل شُجَاع يفرق بَين الْأُمُور الصعاب وَيَقْضِي الْحَوَائِج وَهُوَ فِي الْيَد قُوَّة.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الساطور رجل قَاطع للخصومة.
وَأما القتارة فَإِنَّهَا تؤول بِصَاحِب عَذَاب وَتَعْلِيق الشَّيْء عَلَيْهَا بُلُوغ حَاجَة.
وَأما الْقدوم فَإِنَّهُ يؤول بالخادم إِن لم يُؤمر بِأَمْر لَا يَفْعَله وَإِذا أَمر بِأَمْر يحصل مِنْهُ خير وَمَنْفَعَة.
وَمن رأى أَنه يُسَوِّي خشبا معوجا بالقدوم فَإِنَّهُ يدل على أَنه يتوسط لأحد بِالْخَيرِ ويجنبه طَرِيق الشَّرّ.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ الْقدوم رجل يجذب النَّاس إِلَى نَفسه وَقيل امْرَأَة طَوِيلَة اللِّسَان سليطة منافرة.
وَأما المسمار فَإِنَّهُ يؤول على أوجه قيل من رأى أَنه أصَاب مسمارا فَإِنَّهُ يُصِيب أَخا.
وَمن رأى أَنه يدق مسمارا فِي حَائِط فَإِنَّهُ يدل على مسك أَخِيه فِي محلّة أَو بَيت دق المسمار فِي حَائِطه لِأَن الْحَائِط فِي التَّأْوِيل رجل وَإِن دقه فِي الأَرْض فَإِن أَخَاهُ يتَّصل بِامْرَأَة لِأَن الأَرْض فِي)
التَّأْوِيل امْرَأَة.
وَمن رأى أَنه يدق فِي ظَهره مسمارا فَإِنَّهُ يرْزق ولدا يكون جليل الْقدر ويشتهر اسْمه فِي الْآفَاق.
وَقَالَ الْكرْمَانِي المسمار فِي كل شَيْء يدل على الثَّبَات فِي شرف الدّين وَالدُّنْيَا.
وَمن رأى بِيَدِهِ مسمارا حديدا أَو نُحَاسا أَو ذَهَبا أَو فضَّة أَو شبهها مفرغا أَو عظما أَو خشبا ويدقه فِي مَكَان فَإِنَّهُ يدل على وَجْهَيْن يتَزَوَّج امْرَأَة أَو يتَّخذ صديقا.
وَمن رأى أَن المسمار قد اسْتَقر واستحكم مَكَانَهُ فَإِنَّهُ يدل على حُصُول المُرَاد ونيل الآمال.
وَمن رأى ضرب المسمار فِي خشب أَو عَمُود فَإِنَّهُ يدل على طلب صداقة من شخص مُنَافِق كَذَّاب أشر.
وَمن رأى أَنه ضرب المسمار فِي أَي شَجَرَة من الْأَشْجَار وَاسْتقر مَكَانَهُ فيؤول على جَوْهَرَة تِلْكَ الشَّجَرَة بالصداقة وَالنِّكَاح وَالعطَاء والمواصلة.
وَقَالَ جَابر المغربي ان كَانَ المسمار من نُحَاس مفرغ فَإِنَّهُ يدل على عكس الْأُمُور فِي الأشغال وَإِن كَانَ من حَدِيد أَو عظم فَإِنَّهُ يدل على الْقُوَّة وَحسن الْأَحْوَال.
وَمن رأى أَن بِيَدِهِ مسمارا من حَدِيد وضربه فِي مَكَان فَإِنَّهُ يدل على حُصُول ولد يَلِيق للملكة أَو يكون ملكا وَإِن لم يكن لَهُ أهل فيرزقه الله علما وَحِكْمَة وَإِن لم يكن من أهل الْعلم فَإِنَّهُ يحب الْعلمَاء وَالْفُقَهَاء وأرباب الدّين ويميل إِلَيْهِم كل الْميل.
وَمن رأى أَنه ضرب فِي الأَرْض مسمارا من ذهب أَو فضَّة فَإِنَّهُ يَسْتَغْنِي وَيصير ذَا مَال بِكَسْبِهِ.
وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ المسمار يؤول بالأمير أَو بالخليفة ومسمار القبان يؤول بِولَايَة القَاضِي.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق المسمار يؤول على أَرْبَعَة أوجه أَخ وَولد وصديق وزواج.
وَأما المقلمة فَإِنَّهَا تؤول بِالْمَرْأَةِ فَتعْتَبر فِي حسنها.
وَأما الفأس فَإِنَّهُ يؤول بالخادم الدون وَرُبمَا كَانَ مذكرا.
وَأما المجرفة فَإِنَّهَا تؤول بالجارية الَّتِي تقوم فِي الْبَيْت باصلاحه.
وَأما الْفُلُوس فَإِنَّهَا تؤول على أوجه. قَالَ ابْن سِيرِين الْفُلُوس تدل على الْخُصُومَات وَالضَّرْب وَكَثْرَة القيل والقال.
وَمن رأى أَنه أعْطى فُلُوسًا أَو وجدناها فَإِنَّهُ يدل على الْخُصُومَة مَعَ أحد وإيقاع الْفِتْنَة بَينهم.)
وَمن رأى أَن مَعَه فُلُوسًا كَثِيرَة فَإِنَّهُ يدل على انحصار فِي الْهم وَالْغَم وانقباض خاطره.
وَمن رأى أَنه يَأْخُذ الْفُلُوس من بَيته ويرميها إِلَى خَارج بَيته أَو أَخذ أحد مِنْهُ فُلُوسًا فَإِنَّهُ يدل