الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
7 -
(فصل فِي رُؤْيا النّفاس)
قَالَ الْكرْمَانِي: النّفاس يدل على الْمَرَض وَضعف الْمقدرَة وَقَالَ آخَرُونَ: خلاص من غم وهم (وَمن رأى) أَنه يتحَرَّى مَا يلائم ذَلِك فَإِنَّهُ يدل على أَنه يتَوَلَّى أَمر من الْأُمُور وَإِن رَأَتْ الْمَرْأَة انها نفست وَمَا خلصت فَلَا خير فِيهِ. وَأما الْعَجُوز وَالصَّغِيرَة فَحكمهَا كَحكم الْحيض.
8 -
(فصل فِي رُؤْيا السقط)
من رأى أَنه سقط فَإِنَّهُ لَا يتم لَهُ مَا يُريدهُ من أَمر هُوَ قاصده وَكَذَلِكَ الْمَرْأَة.
9 -
(فصل فِي رُؤْيا الرَّضَاع وَهُوَ على أوجه)
فَمن رأى أَنه يرضع فَإِنَّهُ ذل وحزن (وَمن رأى) أَن أحدا يرضع من يَدَيْهِ فَإِنَّهُ يحبس وَقيل لَا خير فِيهِ لراضع وَلَا للمرضع (وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ) : (وَمن رأى) أَنه يرضع ثدي امْرَأَة فَإِنَّهُ يمرض وَإِن رَأَتْ ذَلِك امْرَأَة كَانَت كَبِيرَة أَو صَغِيرَة فَإِن الدُّنْيَا تنقبض عَلَيْهَا وَإِن رَأَتْ انها ترْضع من ثديها لَبَنًا فَإِنَّهُ مِيرَاث من بَيتهَا وَإِن رَأَتْ امْرَأَة انها ترْضع من ثدي رجل فَلَا خير فِيهِ وَأما رضعها من ثدي امْرَأَة أُخْرَى فَفِيهِ خلاف وَأما رضع الْقَضِيب فَهُوَ صَالح للرضع والمرضع وَحُصُول خير وَقَضَاء حَاجَة وَأما من جَمِيع الْأَعْضَاء إِن در فَهِيَ خير للراضع وَلَا خير فِيهِ للمراضع سَوَاء مَا ذكر وَأما الرضع من مثانيه فِيهِ خلاف (من رأى) أَنه يرضع من ثدي وَلم يدر فَلَا خير فِيهِ (وَمن رأى) أَنه يرضع من حَيَوَان فَهُوَ حُصُول مَال وَمَنْفَعَة وَقَالَ الْكرْمَانِي: رُؤْيا الرَّضَاع حُصُول مَال فَإِن كَانَ من انسان أَو حَيَوَان لَا يُؤْكَل لَحْمه فَهُوَ مَال حرَام وَإِن كَانَ من حَيَوَان يُؤْكَل لَحْمه فَهُوَ مَال حَلَال وَقيل الدّرّ من إِنْسَان شَفَقَة (وَقَالَ) جَابر المغربي: من رأى أَنه يرضع مِمَّن لَهُ ثدي فَهُوَ غلب المَال من أخساء الْقَوْم فَإِن در نَالَ وَإِن لم يدر لم ينله شَيْء. (وَمن رأى) أَنه يرضع انسان أَو حَيَوَان من مَكَان لَا يَقْتَضِي الرضَاعَة فَهُوَ طلب أَمر عسير فَإِن نَالَ مِنْهُ شَيْئا فَإِنَّهُ يبلغ مِقْدَار مَا يَقْصِدهُ لَكِن بالتعسير وَقيل: من رأى أَنه يرضع صَبيا أَو يرضع فَإِنَّهُ يحبس ويغلق عَلَيْهِ بَاب ويناله شدَّة وَقَالَ بعض المعبرين: وَمن رأى أَنه يرضع من ثدي أمه فَإِنَّهُ يدل على حُصُول عز ومرتبة وَكَذَلِكَ ان رأى أَن امهِ ترْضِعه لقَوْله تَعَالَى: {وأوحينا إِلَى أم مُوسَى أَن أرضعيه} (وَمن رأى) أَن فِي يَده لَبَنًا فَإِنَّهُ مشرف على زِيَادَة دنيا وظفر بهَا (وَمن رأى) أَنه يطوف على النِّسَاء ويمص ثديهن فَلَا يجْرِي إِلَيْهِ اللَّبن فَإِنَّهُ رجل يحب اللواط ويعتاد الصّبيان وَإِن رَأَتْ الْمَرْأَة أَن رجلا يرضع من لَبنهَا فَإِنَّهُ يَأْخُذ من مَالهَا بِقدر مَا ارتضع وَهِي كارهة (وَمن رأى) أَنه ارتضع من ثدي سَوَاء كَانَ لآدَمِيّ أَو حَيَوَان فَإِن خرج لَهُ من ثدي شَيْء سَائل سَوَاء كَانَ نَوعه محبوبا أَو مَكْرُوها فَإِنَّهُ مَال وَإِن كَانَ جَامِدا فَلَيْسَ بمحمود وَقيل مَنْفَعَة مَا لم يكن فِيهِ صفة روح أَو تَحْرِيك وَإِن كَانَ فِيهِ شَيْء من ذَلِك فَإِنَّهُ يدل على ولد وَإِن كَانَ نوع ذَلِك الشَّيْء محبوبا فَهُوَ ولد صَالح وَإِن كَانَ مَكْرُوها فضده وَالله أعلم بِالصَّوَابِ.
(الْبَاب التَّاسِع وَالْعشْرُونَ)
(فِي رُؤْيا الْمَوْت وَالْغسْل والحنوط والكفن والجنائز والقبور والدفن والنبش وَنَحْوه)
3 -
(فصل فِي رُؤْيا الْمَوْت)
قَالَ دانيال: (وَمن رأى) أَنه قد مَاتَ وَالنَّاس يَبْكُونَ عَلَيْهِ يندبونه وغسلوه ولفوه فِي الْكَفَن وَحَمَلُوهُ على النعش ودفنوه فِي الْقَبْر فجملة ذَلِك يدل على فَسَاد دُنْيَاهُ وَإِن لم يدْفن فَإِنَّهُ يدل على صَلَاح أُمُوره (وَمن رأى) أَنه قد مَاتَ وَوضع على النعش وحملوا جنَازَته وَالنَّاس يسعون ويمشون فِي جنَازَته فَإِنَّهُ يدل على شرفه وعلو شَأْنه وَلَكِن يكون فِي دينه وَفَسَاد لِأَن الْمَوْت هُوَ الِانْقِطَاع عَن الْخيرَات وَغَيرهَا وَيُمكن الصّلاح فِي دينه بعد ذَلِك خَاصَّة إِذا علم أَنه لم يدْفن
فِي الْقَبْر (وَمن رأى) أَنه مَاتَ وعاش بعد مَوته فَإِنَّهُ يُذنب وَيَتُوب وَقيل يطول عمره (وَمن رأى) أَنه قد قَالَ لَهُ قَائِل: إِنَّك لم تمت أبدا فَإِن يَمُوت شَهِيدا (وَمن رأى) أَنه قد مَاتَ وَعَلِيهِ هَيْئَة الْأَمْوَات وَلم يبك عَلَيْهِ أحد وَلم يغسل وَلم يُكفن خرب بعض بَيته (وَمن رأى) أَنه مَاتَ وَدفن وَلم يبك عَلَيْهِ وَلم يتبع جنَازَته أحد وَلم يغسل فَإِنَّهُ يدل على عدم عِمَارَته بعض مَا خرب من بَيته إِلَّا ان كَانَ أحد غَيره فَإِنَّهُ يُمكن أَن يعمره (وَمن رأى) أَنه ميت فِي الْمَقَابِر وَحسب أَنه قد مَاتَ من مُدَّة مديدة فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا بَعيدا ويصحب الْجُهَّال وَأهل الْفسق وَالْفساد (وَقَالَ جَابر المغربي) : رُؤْيا موت الْفجار رَاحَة الْمُؤمن وَعَذَاب الْكَافِر وَإِذا لم يكن موت الْفجار فَإِنَّهُ فَسَاد لدين وَإِذا صَعب على الْمَيِّت نَزعه وَمَوته صَعب عِقَابه وعذابه (وَمن رأى) أَنه قد مَاتَ وَأَقْبل من يغسلهُ فَإِنَّهُ يَتُوب من الذُّنُوب. (وَمن رأى) أَن حَيا قد مَاتَ وَهُوَ مَوْضُوع على سَرِير أَو نعش أَو مَا شبه ذَلِك فَإِنَّهُ يتَّصل إِلَى خدمَة السُّلْطَان أَو من يقوم مقَامه وَيرى مِنْهُ خيرا وَمَنْفَعَة وَقَالَ ابْن سِيرِين: (وَمن رأى) أَنه ملك بَلَده قد مَاتَ فَإِنَّهُ يدل على خراب ذَلِك الْبَلَد وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى أَنه فِي غَمَرَات الْمَوْت ونزعات السَّاق فَإِنَّهُ ظَالِم لنَفسِهِ لقَوْله تَعَالَى: {وَلَو ترى إِذْ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَات الْمَوْت} وَقيل إِن كَانَ عَلَيْهِ دين وفاه الله عَنهُ وَإِن أمل سفرا فَإِنَّهُ يُسَافر وَقيل يذهب مَاله أَو تنهدم دَاره ويتغير مَسْكَنه (وَمن رأى) أَنه مَاتَ وَرَأى الْمَوْت عيَانًا وَعَلِيهِ هَيْئَة الْأَمْوَات فَإِنَّهُ فَسَاد فِي دينه ويرجى لَهُ الصّلاح مَا لم يدْفن فَإِن دفن لَقِي الله على غير تَوْبَة إِلَّا ان يرى أَنه عَاشَ وَخرج من الْقَبْر بعد ذَلِك فَإِنَّهُ يَتُوب وَيحسن حَاله لقَوْله تَعَالَى: {أَو من كَانَ مَيتا فأحييناه} (وَمن رأى) أَنه مَاتَ وَلم ير نَفسه كَهَيئَةِ الْأَمْوَات فَإِن دَاره تنهدم وَيخرج مِنْهَا (وَمن رأى) أَنه مَاتَ ثمَّ عَاشَ فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا بَعيدا ثمَّ يرجع لقَوْله تَعَالَى: {ألم تَرَ إِلَى الَّذين خَرجُوا من دِيَارهمْ وهم أُلُوف حذر الْمَوْت} (وَمن رأى) أَنه قد مَاتَ وَحمل على أَعْنَاق الرِّجَال فَإِنَّهُ يُصِيب سُلْطَانا وَينفذ أمره وَيكون اتِّبَاعه فِي سُلْطَانه بِقدر من قد تبع جنَازَته وَلَكِن يفْسد دينه ويرجى لَهُ الصّلاح فِيمَا بعد مَا لم يدْفن (وَمن رأى) أَنه مَاتَ وَلم ير قبرا وَلَا كفنا وَلَا جَنَازَة وَلَا بكاء فَإِن ذَلِك رَاحَة لصَاحب الرُّؤْيَا من هم هُوَ فِيهِ (وَمن رأى) أَنه ملفوف كَمَا يلف الْمَيِّت فَهُوَ مَوته (وَمن رأى) أَن حَيا قد مَاتَ ثمَّ عَاشَ فَإِنَّهُ يرْتَد نَعُوذ بِاللَّه من ذَلِك قيل من رأى أَن الإِمَام مَاتَ فَإِنَّهُ يحدث فِي الرَّائِي فَسَاد (وَمن رأى) أَنه ينْزع فَهُوَ على شرف الْعَزْل (وَمن رأى) أَن أحد أَبَوَيْهِ مَاتَ فَإِنَّهُ تذْهب دُنْيَاهُ وَيفْسد حَاله وَإِن كَانَ من طلاب الاخرة تعطل عَن عمله. (وَمن رأى) أَن أَخَاهُ مَاتَ فَإِن كَانَ مَرِيضا فَهُوَ مَوته أَو موت نواحيه ، وَإِن لم يكن لَهُ أَخ وَرَأى ذَلِك فَهُوَ على وَجْهَيْن: إِمَّا أَن يَمُوت أَو يذهب مَاله وَقيل يصاب باحدى عَيْنَيْهِ أَو باحدى يَدَيْهِ (وَمن رأى) أَن زَوجته مَاتَت فَإِنَّهُ تكسد صناعته الَّتِي مِنْهَا سَببه وَقَالَ أَبُو سعيد الْوَاعِظ: رُؤْيا الْمَوْت ندامة من أَمر عَظِيم فَمن رأى أَنه مَاتَ ثمَّ عَاشَ فَإِنَّهُ يُذنب ثمَّ يَتُوب لقَوْله تَعَالَى: {رَبنَا أمتنَا اثْنَتَيْنِ وأحييتنا اثْنَتَيْنِ فاعترفنا بذنوبنا} وَقيل من رأى أَنه مَاتَ من غير مرض وَلَا هَيْئَة من يَمُوت فَإِن عمره يطول (وَمن رأى) أَن أحدا مِمَّن يقبل قَوْله فِي الْيَقَظَة يُخبرهُ بِأَنَّهُ لَا يَمُوت أبدا فَإِنَّهُ يقتل فِي سَبِيل الله وَيكون حَيا بعد ذَلِك لقَوْله تَعَالَى: {وَلَا تحسبن الَّذين قتلوا فِي سَبِيل الله أَمْوَاتًا بل أَحيَاء} الْآيَة (وَمن رأى) أَنه مَاتَ وَاسْتوْفى شُرُوط الْمَوْت فَسدتْ دُنْيَاهُ (وَمن رأى) أَن الإِمَام مَاتَ فَإِن ذَلِك الْبَلَد يؤول أمرهَا إِلَى الْفساد وَرُبمَا تخرب (وَمن رأى) أَن الْمَوْت نزل عَاما فِي مَكَان مَعْرُوف فَإِنَّهُ يَقع هُنَاكَ حريق (وَمن رأى) أَن زَوجته قد مَاتَت فَإِنَّهُ يَسْتَغْنِي ويستفيد مَالا من حل (وَمن رأى) أَنه مَاتَ وَهُوَ عُرْيَان فَإِنَّهُ يفْتَقر فقرا شَدِيدا (وَمن رأى) أَنه قد مَاتَ وَوضع على مَكَان مُرْتَفع أَو شَيْء مَبْسُوط فَإِنَّهُ ينَال رفْعَة وراحة وَرُبمَا نَالَ من أَهله خيرا (وَمن رأى) كَأَنَّهُ ميت وَحده بمَكَان مُنْقَطع فَلَا خير فِيهِ وَإِن كَانَ لَهُ غَائِب فَإِنَّهُ يَأْتِيهِ خَبره بِفساد دينه. (وَمن رأى) كَأَن ابْنه مَاتَ فَإِنَّهُ يخلص من عدوه (وَمن رأى) أَن ابْنَته مَاتَت فَإِنَّهُ ييأس من فرج (وَمن رأى) أَنه مَاتَ فَجْأَة فَإِنَّهُ يُصِيب هما وغما من حَيْثُ لَا يؤمل ذَلِك (وَمن رأى) أَن حاملة قد مَاتَت فَإِنَّهَا تَلد ولدا ذكرا وتسر بِهِ وَيحصل من قبله مَنْفَعَة وَرُبمَا دلّ الْمَوْت على الطَّلَاق (وَمن رأى) أَنه مَاتَ وَزَوجته فِي الْعدة فَإِنَّهُ يطلقهَا وَقيل: (من رأى) أَنه قد مَاتَ وَكَانَ عزبا فَإِنَّهُ يتَزَوَّج (وَمن رأى) أَنه مَاتَ أَو شَرِيكه فَإِنَّهَا فرقة تقع بَينهمَا (وَمن رأى) أَن انسانا مَعْرُوفا قد مَاتَ وَهُوَ ينوح عَلَيْهِ ويعلن فِي ذَلِك فَإِنَّهُ حُصُول مُصِيبَة لكليهما (وَمن رأى) أَن أحدا مَاتَ وَالنَّاس يذكرُونَهُ بِخَير فَإِنَّهُ يكون مَحْمُودًا فِي ولَايَته أَو فِيمَا يَفْعَله من الأشغال (وَمن رأى) أَنه مَاتَ عِنْد قوم فَإِنَّهُ يحْشر على فعلهم