الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فرقيت فادرت وَجْهي فَإِذا أَنا بمنبر من در أَبيض ومرقاة من ياقوت أَحْمَر ومرقاة من زبرجد أَخْضَر فَقيل ارق واقرأ فرقيت فَقَالَ لي أَقرَأ سُورَة الْأَنْعَام فَقَرَأت وَأَنا لَا أَدْرِي على من أَقرَأ حَتَّى بلغت رَأس السِّتين آيَة وَهُوَ القاهر فَوق عباده قَالَ يَا حَمْزَة أَلَسْت القاهر فَوق عبَادي فَقلت بِي قَالَ صدقت اقْرَأ فَقَرَأت الْأَعْرَاف حَتَّى بلغت آخرهَا فأوميت بِالسُّجُود فَقَالَ حَسبك فأمض لَا تسْجد يَا حَمْزَة من أَقْرَأَك هَذِه الْقِرَاءَة قلت سُلَيْمَان قَالَ صدق من أَقرَأ سُلَيْمَان قلت يحيى قَالَ صدق يحيى قَالَ على من قَرَأَ يحيى قلت على أبي عبد الرَّحْمَن قَالَ صدق أَبُو عبد الرَّحْمَن قَالَ من أَقرَأ أَبَا عبد الرَّحْمَن قلت ابْن عَم نبيك عَليّ بن أبي طَالب قَالَ صدق عَليّ فَمن اقْرَأ عليا فَقلت نبيك صلى الله عليه وسلم قَالَ صدق نبيي فَمن أَقرَأ نبيي قلت جِبْرِيل عليه السلام قَالَ فَمن أَقرَأ جِبْرِيل فَسكت قَالَ يَا حَمْزَة قل أَنْت فَقلت لَا أحسن أَن أَقُول قَالَ قل أَنْت فَقلت أَنْت قَالَ صدقت يَا حَمْزَة وَحقّ الْقُرْآن لأكرمن أهل الْقُرْآن لَا سِيمَا أَن عمِلُوا بِالْقُرْآنِ يَا حَمْزَة الْقُرْآن كَلَامي مَا أَحْبَبْت أحدا كَحبي لأهل الْقُرْآن ادن مني يَا حَمْزَة فدنوت فَغمسَ يَده سُبْحَانَهُ فِي الغالية ثمَّ ضمخني بهَا ثمَّ قَالَ لست افْعَل بك وَحدك هَذَا يَا حَمْزَة قد فعلت بنظرائك من فَوْقك وَمن دُونك وَمن قَرَأَ الْقُرْآن كَمَا قَرَأت لم يرد غَيْرِي وَمَا خبأت لكم عِنْدِي فَأكْثر فَأعْلم أَصْحَابك بِمَا كَانَ من حبي لأهل الْقُرْآن فهم المصطفون الأخيار يَا حَمْزَة وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَا أعذب لِسَانا تَلا الْقُرْآن بالنَّار وَلَا قلباً وعاه وَلَا أذنا سمعته وَلَا عينا نظرته فَقلت سُبْحَانَكَ يَا رب فَقَالَ يَا حَمْزَة أَيْن نظار الْمَصَاحِف فَقلت يَا رب أَي حفاظها فَقَالَ هم وَلَكِنِّي لَهُم حَتَّى يلقوني إِلَى يَوْم الْقِيَامَة فَإِذا لقوني رفعت لَهُم بِكُل آيَة دَرَجَة أفتلوموني أَن أبْكِي وأمرغ وَجْهي فِي التُّرَاب.
3 -
(فصل فِي فَوَائِد من بعض الْأُصُول تدل على مَا يَسْتَعِين بِهِ الْإِنْسَان على التَّعْبِير)
فَائِدَة فِي معرفَة حَقِيقَة النّوم قَالَ الْحُكَمَاء النّوم يحصل من بخار معتدل تصاعد مِنْهُ إِلَى الدِّمَاغ بعد أكل الطَّعَام وَيحصل مِنْهُ منفعتان فِي الْبدن الأولى رَاحَة الْأَعْضَاء والجوارح وَالثَّانيَِة هضم الطَّعَام.
فَائِدَة الْمَنَام الصَّحِيح الْوَاضِح إِذا كملت شُرُوطه على مَا ذَكرْنَاهُ وَهُوَ الْمُعْتَمد عَلَيْهِ وَمن جملَة ذَلِك أَن يكون أكله معتدلا لَا ممتلئاً وَأكل الثوم يشوش على الْمَنَام.
فَائِدَة قَالَ دانيال ان الْمَنَام يخْتَلف بأنواع شَتَّى كَمَا تخْتَلف الطباع وَكَذَلِكَ أهواء الْبدن.
فَائِدَة بَيَان اخْتِلَاف الرُّؤْيَا فرؤيا الْمُلُوك الصَّالِحين ألهام من الله تَعَالَى ورؤيا أَرْبَاب دولة الْمُلُوك على حسب ديانتهم وتقربهم ورؤيا الأرقاء إِذا كَانَت حَسَنَة تخرج لساداتهم ورؤيا النسْوَة تخرج عَن قريب ورؤيا الْفُسَّاق حجَّة يَوْم الْقِيَامَة عَلَيْهِم ورؤيا الْأَغْنِيَاء آكِد فِي الصِّحَّة من رُؤْيا الْفُقَرَاء لِأَن الْفُقَرَاء فِي هم وغم من الْعسر والإقتار ورؤيا الْفُقَرَاء تتأخر إِذا كَانَت حَسَنَة وَإِذا كَانَت غير جَيِّدَة تظهر سَرِيعا ورؤيا الطغار الَّذين لم يبلغُوا الْحلم أصح من غَيرهم لكَوْنهم لم يعصوا الله ورؤيا الَّذِي بلغ مِنْهُم أَضْعَف لكَوْنهم مشتغلين بشهواتهم ورؤيا الْجنب وَالْحَائِض والسكران لَيْسَ لَهَا أصل وَلَا صِحَة.
وَقَالَ ابْن سِيرِين تصح مِنْهُم لِأَن الْكَافِر وَالذِّمِّيّ تصح مِنْهُمَا فبالأولى أَن تصح مِنْهُم.
فَائِدَة قَالَ الْكرْمَانِي رُؤْيا الْمُسلم أصدق من رُؤْيا الْكَافِر ورؤيا الْعَالم أصدق من رُؤْيا الْجَاهِل ورؤيا المستور أصدق من رُؤْيا غير المستور ورؤيا الرجل النحس ورؤيا الشَّيْخ أصدق من رُؤْيا الشَّاب.
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق إِذا رأى الأنسان مناما ثمَّ نَسيَه فيحسب اسْمه وَيجمع حُرُوفه على حِسَاب ابجد ويطرح من ذَلِك تِسْعَة تِسْعَة ويحفظ مَا بقى مِنْهَا فَإِن وجده زوجا فَهُوَ خيرا وَإِن وجده فَردا فضده.
وَقيل يحْتَاج الْمعبر أَن يسْأَل مِمَّن يرأى رُؤْيا فنسيها لما اسْتَيْقَظَ من مَنَامه كَيفَ وجد حَاله فَإِن وجد يَده على أَصَابِعه فَيكون قد رأى أشجارا صغَارًا وَإِن وجدهَا على ظَهره فَيكون قد رأى بادية وَإِن وجدهَا على جنبه فَيكون قد رأى شخصا مُضْطَجعا وَإِن وجدهَا على)
أضلاعه فَيكون قد رأى نسْوَة وَإِن وجدهَا على استه فَيكون قد رأى مزبلة وَإِن وجدهَا على رَأسه فَيكون قد رأى عمودا ضخما أَو شَجَرَة كَبِيرَة وَإِن وجدهَا على فَخذه فَيكون قد رأى شَجَرَة
طَوِيلَة وَإِن وجدهَا على ركبته فَيكون قد رأى نَهرا وَإِن وجدهَا على أَصَابِع رجله فَيكون قد رأى غابة صَغِيرَة.
وَقَالَ دانيال من رأى مناما ونسيه فَهُوَ من أَرْبَعَة أَشْيَاء كَثْرَة الذُّنُوب وَاخْتِلَاف الْأَعْمَال وَضعف النيات وَتغَير الأمزجة.
فَائِدَة فِي بَيَان قصّ الرُّؤْيَا وتعبيرها فَمنهمْ من قَالَ أَنه جَائِز فِي كل الْأَوْقَات وَيرجع من طُلُوع الشَّمْس إِلَى وَقت الزَّوَال وَمِنْهُم من قَالَ لَا يجوز بِغَيْر شمس وَمِنْهُم من قَالَ من طُلُوع الشَّمْس إِلَى فَائِدَة لَا يَنْبَغِي أَن تقص الرُّؤْيَا إِلَّا على معبر وَيجب على من لَا يعرف علم التَّعْبِير أَن لَا يعبر رُؤْيا أحد فَإِنَّهُ ياثم على ذَلِك لِأَنَّهَا كالفتوى وَهِي فِي الْحَقِيقَة علم نَفِيس وَقد ورد فِي الحَدِيث مَا مَعْنَاهُ أَن الْإِنْسَان إِذا لم يعلم الْجَواب وَسكت عَنهُ فَإِنَّهُ يُؤجر.
فَائِدَة يَنْبَغِي للمعبر أَن يَسْتَوْفِي قصّ الرُّؤْيَا فَمَا كَانَ مِنْهَا مُوَافقا لِلْأُصُولِ فيجتهد فِي تَعْبِيره وَمَا كَانَ خَارج عَنْهَا فيلغيه عَنهُ وَإِذا قصت عَلَيْهِ رُؤْيا وَرَأى مَا يكره فَلَا يَكْتُمهُ بل يعرف الرَّائِي بِعِبَارَة حَسَنَة بِحَيْثُ يفهم الرَّائِي مِنْهُ ذَلِك وَمِنْهُم من قَالَ إِنَّه يعبر الرُّؤْيَة الجيدة وَيتْرك ضدها بِحَيْثُ يَأْمر الرَّائِي بالتحذير وَالتَّوْبَة وَالصَّدَََقَة.
فَائِدَة إِذا أَرَادَ الْإِنْسَان أَن يرأى رُؤْيا صَادِقا تظهر لَهُ مَا فِي ضَمِيره ينَام على وضوء على جَانِبه الْأَيْمن وَيذكر الله وَيَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاء الْمَرْوِيّ عَن جَعْفَر الصَّادِق وَهَذَا هُوَ: الله إِنِّي أسلمت نَفسِي إِلَيْك ووجهت وَجْهي إِلَيْك وفوضت إمري إِلَيْك وألجأت ظَهْري إِلَيْك رَغْبَة وَرَهْبَة إِلَيْك لَا ملْجأ وَلَا منجا مِنْك إِلَّا إِلَيْك أمنت بكتابك الَّذِي أنزلت وَنَبِيك الَّذِي أرْسلت تَبَارَكت رَبنَا وَتَعَالَيْت أَنْت الْغنى وَنحن الْفُقَرَاء إِلَيْك أستغفرك وَأَتُوب إِلَيْك يَا رب أَنا هارب مِنْك إِلَيْك اللَّهُمَّ أَرِنِي رُؤْيا صَادِقَة غير كَاذِبَة صَالِحَة سارة غير مَحْزَنَة نافعة غير ضارة. وَإِذا اسْتَيْقَظَ يذكر الله تَعَالَى ويقص رُؤْيا على معبر وَمهما عبر لَهُ يعْتَمد عَلَيْهِ.
فَائِدَة وَلَا بَأْس بالمعبر إِذا علم مَا يخْتَص بِكُل يَوْم من الْأَيَّام السَّبْعَة وسعودها ونحسها وساعاتها وَمَا يخْتَص بهَا وقص عَلَيْهِ رُؤْيا أَن يتحَرَّى سَاعَة سعد لتَكون أحسن من سَاعَة نحس.
فَإِنَّهُ إِذا رَأَيْت رُؤْيا فِي الْوَلَد من خير أَو شَرّ فيؤول على الْأَعْدَاء وَإِذا رئي فِي الْوَلَد من خير أَو)
شَرّ يؤول على الْوَلَد.
فَائِدَة روى أَن أَحْمد بن حَنْبَل رَحمَه الله تَعَالَى أجنب يَوْمًا فجَاء إِلَى الدجلة بِبَغْدَاد وَأَرَادَ التطهر مِنْهَا فَلم يجد مَعَه مَا يسْتَتر بِهِ فاستحيي من الله تَعَالَى أَن ينزل عُريَانا فَنزل بِقَمِيصِهِ واغتسل من الْجَنَابَة ثمَّ طهر وقميصه مبلول فَلم يسْتَطع عصره فَجَلَسَ فِي الشَّمْس والقميص عَلَيْهِ لينشفه فَأَخَذته سنة من النّوم فَرَأى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُ: يَا أَحْمد كَمَا تبِعت سنتي وَاسْتَحْيَيْت أَن تنزل عُريَانا جعلتك ربع الْإِسْلَام وَكَانَ ذَلِك فِي ابْتِدَاء أمره فَكَانَ من أمره مَا كَانَ.
فَائِدَة روى أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِذا اسْتَيْقَظَ أحدكُم من مَنَامه فليغسل يَدَاهُ أَو قَالَ يَدَيْهِ ثَلَاثَة قبل أَن يدخلهما فِي الأناء فَإِنَّهُ لَا يدْرِي ايْنَ باتت يَده من جسده فَشك وَاحِد فِي ذَلِك فَنَامَ واستيقظ فَوجدَ يَده قد دخلت فِي دبره وَقيل أحد أَصَابِعه.
وَقَالَ مُؤَلفه النَّوَادِر والفوائد كَثِيرَة بِحَيْثُ يطول شرحها واختصرت انا وَوضعت فِي هَذَا الْبَاب مَا يُنَاسب فِيهِ لمساق الْكَلَام فِي الْمَعْنى وَالْمُنَاسِب فَمن رأى شَيْئا من ذَلِك فليعتبر الْأَبْوَاب وَمَا هُوَ مُنَاسِب فِي كل بَاب فيجده وَإِن لم اذكر فِي صدر كثير من الْأَبْوَاب مَا هُوَ مطول فِي تصديره لكَونه يُنَاسب الْمَعْنى فَإِذا أعتبر الرَّائِي تصدير الْأَبْوَاب وَلم يجد مَا رَآهُ فَلم يعلم مَعَ أَيهَا يُنَاسب فتنظر فِي جملَة الْبَاب الْمُنَاسب وَقد اعتذرت بإنه لَو اعْتمد المعبرون على كتب التَّعْبِير خَاصَّة لعجزوا عَن أَشْيَاء كَثِيرَة وَلَكِن يحْتَاج الْمعبر أَن يكون عَالما بأصول التَّعْبِير ويعبر بِمَا يظْهر لَهُ من الْمَعْنى وَقد الفت كتابا فِي ذَلِك وسميته الْكَوْكَب الْمُنِير فِي أصُول التَّعْبِير وَقد سبكت فِي هَذَا الْكتاب جملَة مُتَفَرِّقَة فِي أَمَاكِن ناسبت ذكرهَا والمعبر الفطن يفهم ذكره وَعلم الْأُصُول مَفْهُوم عِنْد أهل التَّعْبِير.
وختمت هَذَا الْكتاب بفائدة شرعيه مفيدة فِي الرُّؤْيَا وَهُوَ مَا رُوِيَ عَن عبد الْأَعْلَى بن النَّجْم قَالَ بت لَيْلَة فِي أَيَّام حريش وَابْن خلف الْمعَافِرِي
بِمصْر وَكَانَت لَيْلَة جُمُعَة وانا أَقُول فِي نَفسِي لَا أَدْرِي من أتبع إِلَّا أَبَا حريش وَأَصْحَابه وَهُوَ يَقُول بِخلق الْقُرْآن أَو لِابْنِ خلف وَأَصْحَابه وَكَانَ يَقُول إِن الْقُرْآن كَلَام الله غير مَخْلُوق فَلَمَّا أويت إِلَى فِرَاشِي ونمت رَأَيْت هاتفا قد جَاءَنِي وَقَالَ قُم فَقُمْت فَقَالَ لي قل فَقلت وَمَا أَقُول فَقَالَ قل شعرًا:
(سُبْحَانَ من رفع السَّمَاء
…
بِلَا عماد للنَّظَر)
(مَا قَالَ خلق بخلقة الق
…
رآن إِلَّا قد كفر)
(لَكِن كَلَام منزل
…
من عِنْد خلاق الْبشر)
وَقَالَ لي اكتبه فمددت يَدي إِلَى كتاب من كتبي وكتبته فِيهِ فَلَمَّا استيقظت وجدته مَكْتُوبًا بِالْكتاب وَالله أعلم بِالصَّوَابِ وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم وصل الله على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه وَسلم وَالْحَمْد لله وَحده.
تمّ الْكتاب وَللَّه الْحَمد والْمنَّة)