الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-
1 -
تجربة استعمارية
(معاهدات إسبانية)
كان رد ملك إسبانيا (فرديناند) على اقتراح قائده (دون بيدرو) هو التالي:
(لتكن المعاهدة مع مولاي عبد الله مبنية على الواقع الحاصل ولتكن ذات مفعول دائم. وبما أن بجاية قد أصبحت ضمن ممتلكاتنا، تنفيذا للقرار الصادر بذلك من الكنيسة الرومانية، فلا يمكن أن يعطى لمولاي عبد الله لقب - ملك بجاية - بل ليكن ملكا على أي مكان يختاره فيها عدا البلاد الساحلية، إذ أن مدينة (بجاية) وملحقاتها ومداخيلها وتولي الأحكام فيها، وكذلك كل البلاد الأخرى والمدن والقرى الموجودة على ساحل البحر، يجب أن تكون لنا وحدنا خالصة بصفة تامة مطلقة، ولا يحق لولاي عبد الله أن يدعي أي حق له عليها، أو أي حكم على سكانها من النصارى أو المسلمين. وبما أن البلاد المذكورة ومدنها وقراها هي من ممتلكاتنا الخاصة، فإننا نعترف لمولاي عبد الله بالملك على بقية البلاد الداخلية من المملكة مع مداخيلها وأحكامها، إنما نحتفظ لأنفسنا بالحق الأعلى في الإشراف على القضاء
الذي هو من حق السيادة. كما يجب أن يلتزم الملك بدفع جزية سنوية تترك له حرية تقديرها. ويسمح لعبد الله ومائة من أعوانه أن يسكنوا مؤقتا ربض بجاية إلى أن يجد عاصمة لملكه، وعلى شريطة أن لا يبني بذلك الربض مسجدا).
أيار (مايو)1510.
ونظرا لسحب القائد (بيدرو) من المغرب ومغادرته (بجاية) في 7 حزيران (يونيو) واستبداله بحاكم جديد (هو دون انطونيو) فقد اضطلع هذا بعقد المعاهدة التي جاء نصها كالتالي:
بين الملك (فرناندو) ملك إسبانيا والصقليتين.
وبين مولاي عبد الرحمن ملك جبال البربر.
وبين مولاي عبد الله حفيده.
انعقدت المعاهدة على القواعد والأسس التالية:
أولا: انعقد بهذه المعاهدة صلح دفاعي هجومي في سبيل مصلحة إسبانيا، وبين الملك عبد الرحمن والملك عبد الله. كما انعقد بينهما معا من جهة، وبين الملك فرديناند من جهة أخرى حلف دائم المفعول.
ثانيا: يستمر مولاي عبد الرحمن ملكا على جبال القبائل.
ثالثا: يعترف عبد الرحمن علنا بامتلاك إسبانيا لمدينة بجاية وصخرة الجزائر وتادلس وكل المراسي التي على البحر وما يتبعها - ولم يأت هنا ذكر مدن الناحية الغربية لأنها داخلة ضمن نطاق التعاقد مع بني زيان في تلمسان.
رابعا: إرجاع كامل الأسرى المسيحين إلى الإسبان دون أدنى مقايضة.
خامسا: العمل على إصلاح كل القلاع والمعاقل الموجودة في المملكة.
سادسا: يبعث الملك عبد الرحمن بولده محمد رهينة عند الإسبان، كما يبعث الملك عبد الله بولده البكر (1) رهينة أيضا. وذلك لضمان تنفيذ المعاهدة.
سابعا: يتعهد العرب بتزويد مدينة بجاية الإسبانية سنويا بالمواد والمقادير الآتية:
3600 فنيق من القمح (2).
100 فنيق من الشعير.
50 فنيق من الفول.
1000 رأس من الغنم.
50 بقرة.
1000 حمل من الحطب.
فأما أحمال الحطب فتسلم مجانا لحامية بجاية. وأا بقية المواد، فإن الموردين يتقاضون ثمنها (3).
(1) سلم الملك عبد الله ابنه البكر إلى الإسبان - وهو صغير السن - فسلمه هؤلاء للرهبان كي يتولوا تعليمه وتثقيفه وتعميده، فنشأ وشب وهو لا يعرف غير النصرانية دينا. وأطلقوا عليه اسم (فيرناندو) ومنحه ملك إسبانيا لقب (الطفل - انفانت) ومات مسيحيا في إسبانيا.
(2)
الفنيق يعادل (50،36) كيلوغرام.
(3)
المرجع: حرب الثلاثمائة سنة بين الجزائر وإسبانيا - أحمد توفيق المدني - ص 131 - 135.