الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-
4 -
معاهدة ملك تلمسان
مع الإمبراطورية الإسبانية
خاض ملك تلمسان (محمد السابع) حربا ضد أخيه عبد الله الذي كان يدعمه جده لأمه (عبد الرحمن بن رضوان). وكان الإسبان يقفون من وراء الطرفين المتصارعين، فكتب (محمد - تلمسان) رسالة إلى الحاكم الإسباني، عرض فيها إقامة تحالف فيما بينهما. وكان نص الرسالة والمعاهدة المقترحة كالتالي:
تلمسان 5 أيلول - سبتمبر - 1535
(تعلمون جلالتكم أنني كاتبتكم مرارا قبل هذا، ألتمس منكم قبولي ضمن حلفائكم وخدامكم، وأنني لم أتلق منكم أي جواب، والله يعلم شدة رغبتي في أن أكون من أصدقاء جلالتكم. وفي هذه الأثناء حاربني بن رضوان، وجاء يهاجمني ومعه جماعة من المسيحين، فكنت مضطرا للدفاع عن نفسي، ولقد كلفني هذا كثيرا، لكن لم أكن استطيع غير ذلك، ولا أعتقد أن جلالتكم تعتب علي إذا أنا دافعت عن مملكتي وعن نفسي. وإني أرسل لجلالتكم معاهدة أمضيتها بنفسي وختمتها بخاتمي وألتمس من جلالتكم المصادقة عليها.
(خلاصة المعاهدة)
1 -
أن يعترف بي الإمبراطور صديقا حليفا، ولا ينصر علي عدوا.
2 -
أتعهد بأن أدفع أربعة آلاف (دوبلاس) سنويا، وفي نفس الآجال التي تعهد بها والدي من قبلي، على شريطة أن مداخيل باب تلمسان تكون لي كما كانت لوالدي.
3 -
إذا زادت مداخيل باب تلمسان عن الأربعة آلاف (دوبلاس) فإن الزيادة منها تكون خاصة لي.
4 -
أتعهد مقابل ذلك بأن أرجع للكونت دي الكوديت السبعين أسيرا مسيحيا الذين هم الآن بتلمسان، ويوجد بينهم خمسة أسرى عند عائلات تلمسانية، لها خمسة أسرى بوهران فالرجاء الأمر بالمبادلة.
5 -
لا يقبل في مدينة وهران ابن رضوان ولا حفيده، ولا أحد من رجاله، فإن دخلوا وهران فرجائي إلى جلالتكم أن يبقوا بها أسرى.
6 -
إذا ما فتح جلالة الإمبراطور مدن الجزائر وشرشال وتنس، فله أن يبقي تحت سلطاته المدن المذكورة وغيرها من المراسي التي يود جلالته الاحتفاظ بها، أما داخلية البلاد المذكورة فيجب أن ترجع لي، لأنها كانت من ممتلكات آبائي وأجدادي.
7 -
يكون هذا الصلح لمدة عشرة أعوام.
لم يقبل الكونت (دي الكوديت) بهذا النص، فأرسل للملك محمد مشررعا إسبانيا، استثمر فيه فزع الملك محمد ورعبه، وهذه خلاصة المعاهدة الجديدة التي فرضها الإسبان:
1 -
أنا محمد ملك تلمسان: أتعهد وألتزم بمحض اختياري، بأن أكون الصديق والحليف والتابع لجلالة الإمبراطور إذا ما رضي أن يشملني بحمايته وألتزم بتنفيذ الشروط الآتية:
2 -
أكون صديقا لمن يصادق جلالته، وعدوا لمن يعاديه، ولا أسمح مطلقا لأعدائه عربا أو مسيحيين باجتياز مملكتي.
3 -
إذا جاء جلالة الإمبراطور بنفسه إلى مملكة تلمسان لمحاربة بقية الملوك في البلاد. فأنا ألتزم السير معه واضعا تحت تصرفه كل القوى التي لدي.
4 -
ومقابل ذلك يتعهد صاحب الجلالة بإعانتي ضد من يحاربني أو يريد بي سوءا وذلك بواسطة الجيوش التي لجلالته بمراكز الحدود.
5 -
وإذا جاء جلالته لمملكة تلمسان بنفسه، أو أرسل جيشا لقتال أعدائه، فأنا أتعهد بأن أمده بالأقوات وحيوانات الجر بأرخص الأثمان.
6 -
أتعهد بأن أعيد لوهران في مدة ثمانية أيام، كل الأسرى المسيحيين الموجودين بتلمسان، وهم على أحسن حال من الصحة والسلامة.
7 -
لا أقبل في بلادي، لا بربروس ولا أي أحد من قراصنة الأتراك، وإذا حل بربروس أو جماعته ببلادي، فأنا أبذل جهدي لأسرهم وتسليمهم لحاكم وهران.
8 -
أمنع العرب وزناته في مملكي من إلحاق أي ضرر بمدينتي وهران والمرسى الكبير أو سكانهما من العرب واليهود وكذلك عرب الجبال - الخاضعين لإسبانيا -.
9 -
أعطي أوامري لكي تمر كل تجارة تلمسان بمدينة وهران دون غيرها من المراسي، إلا إذا سمح الإمبراطور بذلك.
10 -
يسمح لي جلالة الإمبراطور بأن أضع في وهران عددا من المتصرفين لكي يتولوا قبض المكوس الراجعة لي من هذه التجارة، يستثنى من ذلك ما يرد لتموين مدينة وهران، ما عدا التمور التي هي بضاعة.
11 -
يستطيع العرب واليهود من سكان مدينة تلمسان ومملكتها القدوم إلى وهران وغيرها من ممتلكات جلالة الإمبراطور ويستطيعون سكناها بصفة مسالمة دون أي اعتراض شريطة إحرازهم على إذن بذلك من حاكم وهران. ولكان وهران والمرسى الكبير مثل هذا الحق في سكنى تلمسان ومدن مملكتها، على شرط إحراز الإذن مني.
12 -
لا يمكن إجبار أحد رعايا مملكتي، عربا أو يهودا، على اعتناق الدين المسيحي، ويسمح لهم بأن يعيشوا أحرارا حسب قوانينهم، وأن تحترم ديارهم وممتلكاتهم، وأن يباشروا أعمالهم التجارية مع كل ممالك ورعايا جلالة الإمبراطور.
13 -
مدة هذه المعاهدة خمسة أعوام ابتداء من يوم إعلانها.
14 -
ألتزم بأن أدفع لجلالة الإمبراطور الذي اعترف بتبعيتي له، مقدار أربعة آلاف (دوبلس) كل سنة من الذهب الصافي معيار 17 قيراطا وموزونة وزنا دقيقا.
15 -
يضع الإمبراطور تحت تصرفي، عند الحاجة، وكما فعل مع والدي، خمسمائة رجل لمشاركتي في الدفاع، وأتعهد بأن أدفع مرتباتهم منذ اليوم الذي يغادرون فيه مملكة قشتالة.
16 -
يحدث كثيرا أن يصل إلى وهران تجار من العرب واليهود من تلمسان لشراء بضاعة، ويعطون بدلها رقاعا تدفع عند رجوعهم إلى وهران. لكنهم لا يعودون ولا يدفعون، فأنا ألتزم بدفع قيمة
تلك الرقاع ويجب إرغام كل عربي أو يهودي من سكان وهران على تسديد دينه لتجار تلمسان.
17 -
إذا حل ابن رضوان، أو حفيده مولاي عبد الله بوهران، فإن حاكم وهران يبقيهم بها، لا يخرجون منها طوال مدة الصلح.
18 -
سأعلن عن هذه المعاهدة في كل مملكتي للجميع. ولأعدائي الذين ثاروا ضدي وانضموا إلى أخي مولاي عبد الله وجده ابن رضوان. فمن قبلها وأطاعها فهو مني ويدخل في خدمتي. ومن عصاها وخالفها فهو عدو لا يجب أن يقبل في مدينة وهران.
19 -
هذه المعاهدة وقعتها بنفسي وختمتها بخاتمي ووضعت عليها طابع الدولة).