المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ 6 -شارلكان - وبربروس - سلسلة جهاد شعب الجزائر - جـ ١

[بسام العسلي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة الناشر

- ‌المقدمة

- ‌الفصل الأولمقدمات الحرب وظروفها

- ‌ ذوي اللحى الشقراء

- ‌ الموقف على جبهة المسلمينفي المشرق

- ‌ الموقف على جبهة الأندلس

- ‌ الموقف على جبهة المغرب الإسلامي

- ‌أ - أعداء الداخل (في تنس)

- ‌ب - وهران بعد المرسى الكبير:

- ‌ج - احتلال بجاية:

- ‌د - أعداء الداخل للمرة الثانية:

- ‌ الجهاد في البحر والقرصنة

- ‌الفصل الثانيخير الدين (بربروسا)

- ‌ سنوات الصراع المرير

- ‌أ - من جيجل إلى الجزائر

- ‌ب - الصراع في تلمسان واستشهاد عروج

- ‌ خير الدين على طريق الجهاد

- ‌أ - بناء الجزائر والجهاد في البحر

- ‌ب - خير الدين - أميرا عاما للأسطول العثماني

- ‌ج - أعداء الداخل في غياب (خير الدين)

- ‌د - شارلكان وغزو الجزائر

- ‌هـ - الصفحة الأخيرة في حياة (خير الدين)

- ‌و- خير الدين وموقعه في فن الحرب

- ‌قراءات

- ‌ 1 -تجربة استعمارية(معاهدات إسبانية)

- ‌ 2 -في أدب الحرب(الشعر في الحض على القتال والجهاد)

- ‌ 3 -عروج في الخالدين

- ‌ 4 -معاهدة ملك تلمسانمع الإمبراطورية الإسبانية

- ‌ 5 -رسالة السلطان سليمانالقانوني إلى ملك فرنسا

- ‌ 6 -شارلكان - وبربروس

- ‌مراجع البحث الرئيسية

- ‌فهرست الكتاب

الفصل: ‌ 6 -شارلكان - وبربروس

-‌

‌ 6 -

شارلكان - وبربروس

كان فشل شارلكان (شارل الخامس) في حملته على الجزائر، ذا أثر عميق لا على الإمبراطورية الإسبانية، وعلى ملكها شارلكان، وإنما على مستوى الأحداث العالمية. وقد حفظ الشعر العربي هذا الحدث الذي قيل فيه:

سلوا شرلكان كم رأى من جنودنا

فليس له إلا هم من زواجر

فجهز أسطولا وجيشا عرمرما

ولكنه قد آب أوبة خاسر

ونزلت أنباء الهزيمة نزول الصاعقة على أوروبا، وتطورت الأحداث هنالك بسرعة. فلم يبق حليف للإمبراطور سوى هنري الثالث ملك إنكلترا، وانضم إلى ملك فرنسا الدوق (دي كليف) وملك الدانمارك وملك اسكندينافيا. وكان فرح الإفرسنين يكاد يساوي فرح الجزائريين لأن سقوط الجزائر كان يؤدي لا محالا إلى سقوط فرنسا ، وبادر ملكها فرنسوا الأول لإبرام معاهدات مع السلطان العثماني. وكان لهذه الغارة أيضا نتائج معنوية داخل القطر

ص: 199

وخارجه. وفي الجزائر أقيمت الأفراح وتواصلت الاحتفالات بمناسبة هذ النصر المبين الذي كتبه الله للمرة الثالثة في ظرف ثلاثين سنة. وكان يهود العاصمة أكثر الناس اغتباطا وفرحا، لما كانوا يضمرونه من حقد وعداوة للإسبان الذين أذاقوهم كل أنواع العذاب والاضطهاد يوم كانوا بأوروبا. وقد وجد اليهود هنا الأمن والاستقرار والمجال لممارمة نشاطهم مما جعلهم يخافون انتصار الإسبان على الجزائر. وبمجرد انسحاب شارل الخامس اطمأنت قلوبهم وصاروا يصومون اليوم الثالث من شهر ششران، ويحتفلون في الرابع منه - ببورم الأول - (108) وكانوا ينشدون القصائد من نظم رباني العاصمة (مثل مشيش) و (إبراهيم بن يعقوب تواه) و (إبراهيم بن سليمان صرفتي) وهي قصائد في تمجيد الانتصار الجزائري ومدح بطولة الجزائريين وهزيمتهم للأعداء كلما تجاسروا على غزو العاصمة. وبقي اليهود إلى القرن التاسع عشر يحتفلون كل عام بذكرى (109) = 1541م.

وفي الخارج (بقي رعب المسلمين في قلوب أهل أوروبا لمدة طويلة). ولم يعد شارل الخامس قادرا على التفكير في حملة أخرى ضد الجزائر. وطغى شبح خير الدين وحسن آغا على العامة والخاصة حتى أصبح الناس إذا رأوا جفنا عن بعد نسبوه إلى خير الدين، فيتصاعد الصراخ ويكثر العويل ويفر السكان من ديارهم ومن حقولهم ومتاجرهم. وإذا حطمت الزوابع مركبا توهم الناس أن خير الدين بربروسة هو الذي أثار البحر وهيجه وأغراه على إغراق سفنهم. وبلغ الخوف من قادة الجزائر أقصى درجة حتى أصبح أهل إسبانيا وإيطاليا إذا ما حدثت جريمة أو سرقه أو وقع فساد أو تخريب أو مرض أو وباء أو قحط قالوا خير الدين وأصحابه هم السبب في ذلك. وكانوا في عويلهم يرددون:

ص: 200

بربروشه بربروشه

أنت صاحب كل شر

ما كان من ألم أو عمل

مؤذ وجهنمي مدمر

إلا والسبب فيه

هذا القرصان الذي

لا نظير له في العالم (1).

(1) عن (مجلة تاريخ وحضارة المغرب) كلية الآداب في الجزائز - يوليو 1969 العدد 6 و 7 غارة شارل الخامس- بالحميس مولاي ص 34 - 55.

ص: 201