المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌المقدمة ويبدأ القرن الخامس عشر للهجرة. وببدايته يكون قد انقضى قرن كامل - سلسلة جهاد شعب الجزائر - جـ ٤

[بسام العسلي]

فهرس الكتاب

- ‌الإهداء

- ‌المقدمة

- ‌الوجيز في حياة الأمير عبد القادر

- ‌الوجيز في أبرز الأحداث المعاصرة لحياةالأمير عبد القادر

- ‌الفصل الأول

- ‌ الأصالة وبناء القاعدة الصلبة

- ‌ بناء دولة الحرب

- ‌آ - تنظيم الجيش:

- ‌ب - التسلح والصناعة الحربية:

- ‌ج - الحصون والتنظيم الدفاعي:

- ‌د - التنظيم الإداري والتموين:

- ‌ بناء الدولة الإسلامية

- ‌ في أفق العمليات والتكتيك

- ‌الفصل الثاني

- ‌ أعداء الداخل والخارج(1833)

- ‌ معاهدة عبد القادر - دو ميشال(1834م)

- ‌ معركة المقطع(26 حزيران - يونيو - 1835 م)

- ‌ الانتقام الإفرنسي واحتلال (معسكر)(6 كانون الأول - ديسمبر - 1835)

- ‌ الصراع المرير على تلمسان(1836)

- ‌ معاهدة (عبد القادر - بيجو)31 -أيار - مايو (1837 م)

- ‌ نقض المعاهدة واستئناف الحرب(1838 - 1839 م)

- ‌ سنوات الصراع المرير(1840 - 1844 م)

- ‌ على حدود المغرب(1845 م)

- ‌ وداعا يا جزائر الأحرار(1848 - 1852)

- ‌قراءات

- ‌معاهدة الأمير عبد القادر - دو ميشال(26 شباط فبراير - 1834 م)

- ‌معاهدة الأمير عبد القادر - بيجو(معاهدة تافنة)23 صفر 123 هـ = 20 أيار - مايو 1837م

- ‌من رسالة الأمير عبد القادر إلى ملك فرنسا(لويس فيليب)

- ‌رسالتين من أمير المؤمنين عبد القادرإلى الماريشال بيجو

- ‌لوحة حضارية نقلتها فرنسا إلى الجزائر(الأرتال الجهنمية)

- ‌المراجع الرئيسية للبحث

- ‌الفهرس

الفصل: ‌ ‌المقدمة ويبدأ القرن الخامس عشر للهجرة. وببدايته يكون قد انقضى قرن كامل

‌المقدمة

ويبدأ القرن الخامس عشر للهجرة.

وببدايته يكون قد انقضى قرن كامل على غياب سيف من أشهر سيوف الإسلام في العصر الحديث، ففي سنة (1300 هـ) غيب دمشق الخالدة في ثراها الأمير الجزائري عبد القادر بن محيي الدين الذي كان (مرابطا) من الأسرة الهاشمية التي تنتسب إلى رسول الله (ص).

وحياة الرجل ليست بالحياة المجهولة أو المغمورة، فقد استثارت أعماله في ميادين القتال خيال الكتاب والمؤرخين، فمضوا إلى تسجيل منجزاته ووقائعه. وذهبوا في تفيسرها مذاهب شتى حتى باتت سيرته، وستبقى، محور جدل قائم ومستديم.

لقد ظهر الأمير عبد القادر في فترة تحول حاسمة في تاريخ المسلمين، فترة الانقضاض على الخلافة الإسلامية والإجهاز عليها، وخلال هذه الحقبة التاريخية ظهرت تناقضات مثيرة لا تزال ترسم أبعادها على صفحة العالم العربي - الإسلامي على الرغم من انقضاء قرن من عمر الزمن وعلى الرغم من اندحار القوى الاستعمارية العسكرية وجلائها عن أوطان العرب - المسلمين. ومن هنا فقد كانت

ص: 7

حياة عبد القادر وسيرته الشخصية انعكاسا لصورة عصره. وقد أدرك هو هذه الحقيقة وعبر عنها بقوله: (إنني لم أصنع الأحداث، بل هي التي صنعتني، إن الإنسان مثل المرآة، والمرآة لا تعكس الصور الحققية إلا إذا كانت واضحة وصافية) غير أن الأخذ بهذه المقولة - حتى لو جاءت على لسان الأمير ذاته - يحتمل تفسيرا سلبيا، وهذا التفسير يناقض الواقع. فالأمير لم يكن مجرد - مرآة - سلبية تعكس أحداث بلاده وأحداث العالم، وإنما كان يمارس دورا إيجابيا في (تصنيع الأحداث) وتشكيلها. ومن هنا، فقد كان الأمير عبد القادر في حياته العامة فاعلا ومنفعلا، مؤثرا ومتأثرا، وعبر هذا التفاعل الدائم والمستمر ظهر الأمير عبد القادر، لا ليطفح فوق سطح الأحداث، وإنما ليسير مع أعمق تياراتها في محاولة منه لتحقيق الهدف الثابت (رفع راية الإسلام والمسلمين) والدفاع عن (قضية الإسلام والمسلمين) تجاه أشرس حملة صليبية عرفها التاريخ في القديم والحديث.

والأمير عبد القادر، قبل ذلك وبعده، إنسان مسلم، لا تأخذه الأهواء، ولا تحركه ردود الفعل، وإنما ينطلق في كل ممارساته من قاعدته الصلبة، قاعدة الإيمان بالله، وبما أنزله على رسوله (ص). وقد كان هذا الإيمان هو زاده في رحلته الشاقة، وهو عونه فيما جابهه من صعوبات وأزمات تعجز عن حمل أعبائها همم الرجال، وتقصر عنها عزائم الأبطال.

لم يكن الأمير عبد القادر في الحالات كلها، ممثلا لجهاد شعب الجزائر، ولو أنه قاد الجهاد المرير والشاق فوق أرض الجزائر. فقد عرف الأمير عبد القادر بصدق إحساسه وصفاء نفسه أن (حرب الجزائر) لم تكن أبدا بمعزل عن الحرب الشاملة التي تخوصها الأمة

ص: 8

الإسلامية فوق كل دنيا المسلمين. فجرد حسامه وقلمه، مدافعا عن القضية الشاملة أينما سار وحيثما اتجه.

وعندما نزلت به النوازل والخطوب، تقبلها بإيمان وصبر نافذين، إيمان الرجل المؤمن بربه، المؤمن بقدره، فكان كبيرا وهو في معتقله، وكان خصومه صغارا وهم في أوج قوتهم وذروة انتصارهم.

وكبر الأمير عبد القادر بأعدائه بمثل ما كان كبيرا في قومه وبين أهله وعشيرته. وأصبح الأمير عبد القادر بطلا عالميا بعد أن كان بطلا عربيا مسلما.

وأمضى الأمير عبد القادر ردحا من حياته في دمشق. وانطلق منها في زيارات قصيرة لمصر والأماكن المقدسة في الجزيرة العربية.

ثم قضى في دمشق، التي طالما غيبت أشرف السيوف، ودفنت أنبل الرايات، لتبعثها من جديد وهي أشد وضاء وأرفع سموا وإشراقا.

ومضى قرن من الزمن؛

وبدأ القرن الخامس عشر للهجرة،

وانتصرت الجزائر المجاهدة، وتحقق لها ما يريده البطل (الأمير عبد القادر) ولم ينس المجاهدون رائد جهادهم فحملوا رفاته لتستقر إلى جانب رفات الشهداء الأبرار - وما أكثرهم فوق أرض الحرية والأحرار.

بسام العسلي

ص: 9