الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(2)
معاهدة الأمير عبد القادر - بيجو
(معاهدة تافنة)
23 صفر 123 هـ = 20 أيار - مايو 1837م
إن اليوتنان جنرال بيجو قائد الجيوش الإفرنسية في إقليم وهران، والأمير عبد القادر، قد اتفقا فيما بينهما على الشروط التالية: المادة الأولى: يعترف الأمير عبد القادر بالسلطة الإفرسية في أفريقية (في الجزائر).
المادة الثانية: تحتفظ فرنسا لنفسها في وطن بلاد وهران ومستغانم ومازغران ونواحيها (المحيطة) بوهران وأرزيو، ومنطقة أخرى محددة كما يلي: من الشرق بنهر المقطع والسباخ التي يجري فيها ومن الجنوب بخط يبدأ من السباخ المذكورة مارا بالضفة الجنوبية للبحيرة وممتدا إلى وادي المالح في اتجاه سيدي سعيد، ومن هذا النهر إلى البحر سيكون تابعا للإفرنسيين. أما في إقليم الجزائر فتعتبر منطقة إفرنسية: مدينة الجزائر والساحل وسهل متيجه (متوجة) محدودا من الشرق بوادي القدرة (أو الخضرة) إلى قدام وقبله لحد رأس أول جبل حتى وادي شفة، وداخل في ذلك البليدة وسائر نواحيها، وغربا من شفة إلى المد المقابل لوادي مزغران (مازغنان) ومن هناك خط مساوي لحد البحر، ومتضمن في هذا الحد القليعة وكامل نواحيها.
المادة الثالثة: يحكم الأمير إقليم وهران وإقليم تيطري (المدية) والجزء الذي لم يقع النص عليه من الشرق في الحدود المذكورة في المادة الثانية من إقليم مدينة الجزائر. وليس له حق الدخول في أي جزء آخر من الولاية.
المادة الرابعة: ليس للأمير أي سلطة على المسلمين الذين يرغبون في الإقامة في المنطقة التابعة لفرنسا. ولكن لهؤلاء حرية الانتقال منها والإقامة في المنطقة التابعة للأمير. وفي نفس الوقت يمكن للسكان المقيمين في المناطق التابعة للأمير أن ينتقلوا منها ويقيموا في المناطق الإفرنسية.
المادة الخامسة: يتمتع العرب المقيمون في المنطقة الإفرنسية بحرياتهم الدينية، ويمكنهم إقامة المساجد، وممارسة شعائرهم الدينية في كل خصوصياتها، تحت سلطة قضائهم ورجال دينهم.
المادة السادسة: يقدم الأمير للجيش الإفرنسي (30) ألف مكيال من القمح و (30) ألف مكيال من الشعير و (5) آلاف رأس من البقر. ويتم تسليم هذه المواد في وهران على ثلاث مرات أولها في 15 أيلول - سبتمبر - 1837م. أما الباقي فبعد كل شهرين متتاليين.
المادة السابعة: يستطيع الأمير أن يشتري من فرنسا البارود والكبريت والأسلحة التي يحتاجها.
المادة الثامنة: للكراغلة الذين يرغبون البقاء في تلمسان أو في غيرها، حرية التمتع بأملاكهم هناك. وسيعاملون كمواطين. أما أولئك الذين يرغبون في الانتقال إلى المنطقة الإفرنسية، فلهم أن يبيعوا أو يؤجروا أملاكهم بحرية.
المادة التاسعة: تتخلى فرنسا للأمير عن (راشقون - أورشقرن) و (تلمسان
وقلعتها) وكل المدافع التي كانت فيها قديما. ويتعهد الأمير بنقل كل الأمتعة إلى وهران. بالإضافة إلى العتاد الحربي التابع للحامية الإفرنسية في تلمسان.
المادة العاشرة: تبقى المبادلات التجارية بين العرب والإفرنسيين حرة، ويمكن لكل طرف أن يقيم مبادلة في منطقة الآخر.
المادة الحادية عشرة: سيكون الإفرنسيون محل احترام بين العرب، وكذلك العرب بين الإفرنسيين. وتكون الأسلحة والأملاك التي اقتناها الإفرنسيون، أو التي يمكن لهم أن يقتنوها في المنطقة العربية مضمونة لهم. ويستطيعون التصرف بما يقتنونه - يمتلكونه - بحرية، ويتعهد الأمير بتعويضهم عن أي خسارة قد سببها العرب لهم.
المادة الثانية عشرة: يتعهد الأمير بعدم تسليم أي جزء من الساحل إلى أية دولة أجنبية مهما كانت بدون إذن فرنسا.
المادة الثالثة عشرة: يعاد الجحرمون في كلتا المنطقتين مبادلة.
المادة الرابعة عشرة: لا تجوز المعاملات التجارية للولاية إلا في الموانىء الإفرنسية.
المادة الخاسة عشرة: تبقى فرنسا على ممثلين لها لدى الأمير، وفي المدن الخاضعة لسلطته حتى يعملوا كوسطاء لصالح الرعايا الإفرنسيين. وللنظر في كل الخصومات التجارية التي قد تنجم بينهم وبين العرب. ويتمتع الأمير بنفس الامتياز في المدن والموانىء الإفرنسية.
كتب (برشقون) في 26 سفر عام 1253 هـ.
التافنة - في 31 أيار - مايو - 1837 م.
ختم الأمير عبد القادر تحت النص العربي.
ختم الجنرال بيجو تحت النص الإفرنسي (1).
وأقيم نصب تذكاري، في موضع تبادل وثائق معاهدة تافنا (تافنة) كتب فيه ما يلي:(في السادس والعشرين من شهر صفر سنة 1203 الموافق لفاتح يوليو سنة 1837 م وعلى الساعة الثالثة مساء غداة التوقيع على معاهدة تافنة التي اعترفت فرنسا بمقتضاها بالدولة الجزائرية الحرة السيدة تقبل الأمير عبد القادر بهذا المكان ووسط جيوشا آيات التكريم والإجلال من الجنرال بيجو قائد الجيوش الفرنسية النازلة بمنطقة وهران).
(1) المرجع: حياة الأمير عبد القادر (شارل هنري تشرشل) ص 117 - 119 و 302 - 304 كذلك تاريخ الجزائر - مجاهد مسعود ص 270 - 271 والأمير عبد القادر. سلسة الفن والثقافة - وزراء الإعلام والثقافة - الجزائر - 1974 ص 34 - 39.