المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

بسم الله الرحمن الرحيم - أثر القراءات القرآنية في الصناعة المعجمية تاج العروس نموذجا

[عبد الرازق بن حمودة القادوسي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌تمهيد

- ‌الباب الأول: القراءات والأصوات

- ‌الفصل الأول: القراءات والحركات

- ‌المبحث الأول:التماثل الصوتي في الفتح

- ‌المبحث الثانيالتماثل الصوتي في الكسر

- ‌المبحث الثالثالتماثل الصوتي في الضم

- ‌المبحث الرابعالتماثل في السكون

- ‌الفصل الثانيالقراءات والصوامت

- ‌المبحث الأولالتماثل الصوتي التام (الإدغام)

- ‌المبحث الثانيالتماثل الصوتي الناقص (الإبدال)

- ‌المبحث الثالثالهمز بين التحقيق والتخفيف

- ‌المبحث الرابعهَاءُ السَّكْتِ

- ‌الباب الثاني: القراءات والبنية الصرفية

- ‌الفصل الأولتغيير بنية الأفعال

- ‌المبحث الأولالتغيير في الحركات(البناء للفاعل والمفعول)

- ‌المبحث الثانيالتغيير فى الصوامت (بالزيادة)

- ‌الفصل الثانيتغيير بنية الأسماء

- ‌المبحث الأولتغيير المشتق

- ‌المبحث الثانيالتغيير في صيغة الجمع

- ‌الباب الثالث: القراءات والدلالة

- ‌الفصل الأولالمُعَرَّب

- ‌الفصل الثانيالتغير الدلالى

- ‌المبحث الأولتغير الدلالة لتغير الصوت

- ‌المبحث الثانيتغير الدلالة لتغير البنية

- ‌الخاتمة

- ‌فهرسالقراءات القرآنية الواردة فى الدراسة

- ‌المصادر والمراجع

الفصل: بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم

ص: 2

إهداء

ص: 3

‌مقدمة

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونستهديه، ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا} (1)، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد: فقد قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (2). هكذا اقتضت حكمة الله تعالى أن تكون اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم، ذلك الكتاب المعجز والخاتم لكل رسالات السماء إلى الأرض، وحري بلغة هذا شأنها أن تكون أوسع اللغات مذهبا، وأكثرها لفظا، وأجلها إفصاحا وبيانا.

يتناول الدارس في هذه المقدمة: الموضوع وسبب اختياره، وأهدافه، والمنهج المتبع، ومادة الدراسة، والجهود السابقة، ثم خطة الدراسة.

أما موضوع الدراسة فهو: ((أثر القراءات القرآنية في الصناعة المعجمية ـ تاج العروس نموذجا)) ويعود سبب اختياره؛ لكونه يدرس جانبا مهما لا زالت المكتبة العربية فقيرة إليه، حيث يدرس مدى أثر القراءات القرآنية، في جانب الصناعة المعجمية، وذلك من خلال معجم "تاج العروس من جواهر القاموس" للزبيدي محمد بن محمد بن عبد الرزاق (1145 - 1205هـ) وعلى الرغم من أن القراءات القرآنية قد ظهر إسهامها بفاعلية في صناعة المعجم العربي منذ "العين" - الذي يعد أول عمل معجمي للعربية - وتُوُسِّعَ في استخدامها فيما تلاه من معاجم موسوعية، فإن المكتبة العربية لا زالت في حاجة لمثل هذه الدراسة.

و"الصناعة المعجمية" علم - من حيث أُطُره وأُصُوله النظرية - جديدٌ لم تَلُكْهُ الألسنُ بَعْد، أما من حيث الممارسة والتطبيق، فهو من العلوم القديمة التي أبدع فيها العرب وشهد لهم بذلك الخصوم، إذاً الجديد فيه يتمثل في التنظير الذي يرسم الأطر والمحاور لينضبط العمل بمنهجيته. فالعرب مارسوا الصناعة المعجمية، ولكن في غياب المنهجية الدقيقة الصارمة الواضحة، التي تضفي على

(1) الكهف: 17.

(2)

إبراهيم: 4.

ص: 2

العمل الاستمرارية على نسق واحد، وفي نفس الوقت توفر على مطالع المعجم الجهد والعناء في سبيل الحصول على مبتغاه. فالحق أن هذا الفن كان له أكبر الأثر في صناعة المعجم المعاصر مما جعله مفيدا عن ذي قبل.

ووقع الاختيار على "تاج العروس نموذجا"؛ لأنه من أصح المعاجم، وأكبرها، وأشملها: من أصحها؛ لأن مؤلفه اطلع على كل ما حوته المعاجم القديمة، ونظر في قول أصحابها كل منهم لأخيه فأفاد منها كل الفائدة، وأكبرها لأنه طبع في أربعين مجلدا، وأشملها؛ لأنه احتوى على ما جاء في أكبر المعاجم العربية: كالمحكم، والعباب، واللسان (1)

وهو " أضخم معجم عربي شرح فيه مؤلفه القاموس جامعا ما تفرق في مؤلفات من سبقه من علماء اللغة والنحو والأمثال والطبقات والحديث

" (2). فهو بحق موسوعة احتوت غالب المعاجم العربية الموسوعية فصار جديرا بأن يمثل المعجم العربي في جميع جوانبه وخصائصه.

طبع التاج عدة طبعات أقدمها طبعة المطبعة الوهابية بالقاهرة سنة 1286هـ صدرت منها خمسة مجلدات حتى آخر حرف العين، ثم طبعته المطبعة الخيرية بالجمالية سنة 1306هـ. ثم عكفت مطبعة الحكومة بالكويت على نشره منذ سنة 1379هـ -1960م محققا ومراجعا، بإشراف لجنة فنية من وزارة الإرشاد والأنباء الكويتية، صدرت في أربعين مجلدا، وكان صدور آخر مجلد سنة 2001م، بتحقيق الدكتور ضاحي عبد الباقي. ثم أصدرت دار الفكر ببيروت طبعتها سنة 1414هـ - 1994م والتي قام بتحقيقها الأستاذ: علي شيري في عشرين مجلدا. وقد اعتمد الدارس على طبعة الحكومة الكويتية؛ لأنه عمل مؤسسي، تبنته وزارة الإرشاد الكويتية، وجندت له نخبة من خيرة العلماء الأكفاء، عكفوا على تحقيقه على مدار أكثر من أربعين عاما، مما دعاني إلى القول بأن هذا العمل أقرب إلى الكمال.

ومطالع التاج - دون عناء - يدرك أن الزبيدي قد اعتمد إلى حد كبير على القراءات القرآنية في صناعته لمعجمه، فما من مادة تطالعها، إلا وتَمُرُّ عليك عشرات المواضع للقراءات القرآنية، أوردها صانع المعجم محتجا بها للغة من اللغات، أو لعربية كلمة، أو تركيب، أو معنى من المعاني

الخ. كما أن الزبيدي استطاع أن يستثمر القراءات على كل مستويات دراسة اللغة: صوتية وصرفية، ونحوية، ودلالية. ودراسة مثل هذه لابد منها لتجلية هذا الجانب في تراثنا الزاخر. وقد رأى الدارس أن هذه الدراسة تحقق الأهداف الآتية:

1 -

استخلاص القراءات القرآنية من " التاج ".

2 -

تصنيف هذه القراءات حسب أبوابها ومباحثها من علم اللغة.

3 -

بيان أثر القراءات القرآنية في تأصيل المباحث الصوتية، كالهمز، والإبدال والإدغام، والجمع بين الساكنين، وهاء السكت

إلخ.

4 -

إبراز دور القراءات في تأصيل الكثير من المباحث الصرفية، كصيغ الأسماء والأفعال، والمشتقات.

5 -

إسهام القراءات القرآنية في الكثير من المباحث الدلالية، نحو: المُعَرَّب وتغير الدلالة.

وأما عن المنهج الذي اختاره الدارس لتحقيق هذه الأهداف، فقد قام على حصر واستخلاص القراءات القرآنية ومتعلقاتها من معجم التاج، ثم تصنيف هذه القراءات حسب مستويات علم اللغة. إن المنهج العلمي المتبع في هذه الدراسة هو المنهج التحليلي. وهذا لا يمنع أن الدارس قد لجأ أحيانا إلى منهج آخر كالمنهج الوصفي.

وأما عن حيز الدراسة فهو القراءات القرآنية المتواتر منها والشاذ في معجم تاج العروس للزبيدي.

وقد رجعت بالقراءات التي ذكرها الزبيدي إلى مصادرها المتعددة: من كتب قراءات، واحتجاج، وتفسير، ومعاني، ونحو، ولغة

كما أكثرت الرجوع إلى معجمين في القراءات: أولهما لأحمد مختار عمر، والآخر لعبد اللطيف محمد الخطيب، وكلاهما يحمل نفس الاسم تقريبا:(معجم القراءات)، فما ذكرت فيه (معجم القراءات) غير منسوب فهو لأحمد مختار، وأحيانا يأتي منسوبا لمختار، أما معجم الخطيب فهو يأتي دوما منسوبا لصاحبه منعا للبس.

وأما عن الدراسات السابقة ذات الصلة بهذا الموضوع فهي الدراسات التي تناولت القراءات في المعجم العربي، وهذا النوع من الدراسات عزيز في المكتبة العربية. بعد لأْيٍ توفر للدارس مطالعة أطروحة دكتوراه، بجامعة طنطا، كلية الآداب، قسم اللغة العربية، عام 1999م، موضوعها:"القراءات القرآنية في معجم تهذيب اللغة للأزهري في ضوء علم اللغة الحديث". وتتلخص هذه الدراسة في أن صاحبها قد عمد إلى جمع نماذج من القراءات من معجم التهذيب، ثم نسقها حسب مستويات علم اللغة: الصوتي، والصرفي، والنحوي. ومباحثها، وكان منهجه في دراسته أن يحدد الظاهرة ثم يفرش لها بمقدمة من علم اللغة، ثم يذكر نماذج من القراءات القرآنية الواردة في التهذيب مرتبة حسب ترتيب هذه الشواهد في القرآن الكريم، ثم يتبعها بما قيل فيها في كتب توجيه القراءات بصفة خاصة، وكتب القراءات واللغة بصفة عامة. كما أن صاحب الدراسة لم يدع أنه حصر كل القراءات الواردة في التهذيب، وإنما أخذ منها شواهد بالقدر الذي يحقق أهداف الدراسة. وقد بين صاحب الدراسة هدفه منها فذكر أنها:" محاولة جادة لإيجاد نوع من العلاقة الوثيقة بين مستويات التحليل اللغوية، التي تسري فيها حركة دينامية، تسفر بعد ذلك عن اتساع في الدلالات المتعددة للكلمة الواحدة، ويعد هذا هو الهدف الرئيسي للدراسة، مستعينا بأدوات التحليل اللغوي، واختيار منهج تحليل يقوم على التصنيف والتخريج "(3).

أما عن الدراسات التي تناولت أثر القراءات القرآنية في الصناعة المعجمية فلم تقع يدي على دراسة متكاملة تعالج هذا الموضوع، وإن وجدت، فهي إشارات متناثرة في بطون الكتب، من أهمها دراسة ماجستير بعنوان (القراءات السبع والاستشهاد بها)(4)، وقد بينت الدارسة هدفها من هذه الدراسة فقالت: "وقد قصدت منه أن أتعرض للقراءات واستشهاد العلماء بها في مختلف فنون اللغة،

(1) انظر: المعجم العربي لحسين نصار: 2/ 678، ومعجم مسائل النحو والصرف في تاج العروس لشوقي المعري: المقدمة صفحة رقم: ف.

(2)

المعجم العربي لعدنان الخطيب: 58، وانظر: معجم مسائل النحو شوقي المعري: المقدمة.

(3)

ص: 6.

(4)

هذه الدراسة مقدمة من الطالبة رقية محمد صالح الخزامي، إلى قسم اللغة العربية، بكلية الشريعة الإسلامية، جامعة أم القرى بمكة المكرمة، تحت إشراف أ. د: عبد الفتاح إسماعيل شلبي سنة: 1401هـ. وقد طالع الدارس نسخة من هذا العمل مهداة إلى مكتبة جامعة الملك عبد العزيز بجدة.

ص: 3

محاولة الإلمام ببعض ما جاد به القراء من قراءات مختلفة، والوقوف على مواقف علماء العربية منها، من حيث القبول والرفض" (1).

ويهمني من هذه الدراسة على وجه الخصوص معالجتها للجانب اللغوي حيث التزمت منهجا لا تحيد عنه يتمثل في أنها تذكر الآية، ثم تذكر القراءات الواردة فيها مسندة إلى أصحابها، ثم تذكر ما ورد عنها في كتب الاحتجاج، ثم تذكر ما قاله صاحب القاموس المحيط في الكلمة. وقد جاءت بخمسة وعشرين شاهدا على هذا النهج، وقد لخصت الدارسة منهجها في هذا الجانب بقولها: "ثم كان الميدان اللغوي .. فأوردت فيه بعض الآيات التي تضمنت كلمات قرئت بأوجه لغوية مختلفة، مثل:(ربوة، وجذوة، وضيق)، إلى غير ذلك من الكلمات، ثم رجعت إلى القراءات المختلفة فيها، واتخذت القاموس المحيط للفيروز آبآدي مرجعا، فوجدت هذه الأوجه وردت فيه، فأحيانا تأتي سردا فقط، وأحيانا أخرى يأتي بالقراءة نفسها على مجيء المادة على هذه الصورة

واستدللت بواسع الاستدلالات على أن علماء اللغة والذين يمثلهم عندي الفيروز آبآدي قد اتخذوا من القراءات المورد العذب، والمعين الصافي، في الاستشهاد بها في موادهم اللغوية " (2).

وقد أشار الأستاذ الدكتور حسين نصار إلى استشهاد الخليل بن أحمد بالشواهد القرآنية بقوله: "وذكر ذات مرة القراءات في الآية"(3). وهذا القول قد يُفْهَمُ منه ندرة الاستشهاد بالقراءات في (العين)، ولكن مطالعتي له، قد أسفرت عن ورود العديد من المواضع التي تعرض فيها الخليل بن أحمد للقراءات لأغراض متنوعة.

وأما عن خطة الدراسة فإنها تقع في: مقدمة، وتمهيد، وثلاثة أبواب، وخاتمة، والفهارس. أما المقدمة فيتناول الدارس فيها: الموضوع من حيث سبب الاختيار والأهمية، والدراسات السابقة، ومادة الموضوع اللغوية، والمنهج المتبع

وأما التمهيد فيتناول مفهوم القراءات القرآنية، وأثر القراءة والقراء في

(1) القراءات السبع والاستشهاد بها لرقية محمد الخزامي: 259.

(2)

السابق: 266.

(3)

المعجم العربي: 1/ 212.

ص: 6

الدرس اللغوى، ومنهج الزبيدي في تناول القراءات، ومفهوم الصناعة المعجمية. وأما أبوابها فثلاثة: يتناول الباب الأول القراءات القرآنية والأصوت، وينقسم إلى فصلين: يتحدث الفصل الأول عن القراءات القرآنية والحركات، ويتحدث الفصل الثاني عن القراءات القرآنية والصوامت، تناولت فيه جملة من المباحث الصوتية نحو: الإدغام، والإبدال، والجمع بين الساكنين، والهمز، وهاء السكت

أما الباب الثاني فيعالج القراءات القرآنية والبنية الصرفية، ويشتمل فصلين: يتناول الفصل الأول تغيير بنية الأفعال، ويتناول الثاني تغيير بنية الأسماء. وأما الباب الثالث فيتناول القراءات والدلالة، ويشتمل فصلين يعالج الأول منهما المُعَرَّب، ويعالج الثاني من قضايا التغير الدلالي مسألتين: إحداهما: تغير الدلالة لتغير الصوت، والأخرى: تغير الدلالة لتغير البنية الصرفية. وينتهي البحث بخاتمة تشمل أهم النتائج والتوصيات، يعقبها ثلاثة فهارس أحدهم يشتمل القراءات الوارد في التاج والتي خضعت للدراسة، وثانيهم لمراجع الدراسة، وثالثهم لموضوعات الدراسة.

ص: 7