الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخاتمة
أولا: النتائج العامة للدراسة (1):
1 -
احتوت العربية الفصحى العديد من اللغات (اللهجات)، وقد تبين من خلال الدراسة أن القراءات قد حافظت على الكثير من هذه اللغات.
كما تبين أن الفرق بين كثير من هذه اللهجات يكمن في الصائت القصير، فبينما تؤثر بعض القبائل الفتح في صوت معين من الكلمة تؤثر أخرى الضم أو الكسر فيه. وقد انتبه المعجميون إلى هذه الظاهرة، وسجلوها في معاجمهم، بل نبهوا أيضا إلى أنه قد تركب لغة من لغتين.
ولا شك في أن تعدد اللغات قد أثرى المعجم العربي صوتيا - إذا جاز التعبير -؛ لأن هذه الظاهرة أثمرت كلمات تعدد نطقها ومعناها واحد، وفي تعدد النطق تيسير على مستخدم اللغة.
2 -
إن مجيء الفعل المضارع مكسور العين في بعض القراءات، يفسر لنا كسر المضارع في العامية المصرية، ويدل على أن هذه الظاهرة لم تأت من فراغ وإنما استمدته من لهجة عربية أصيلة. وفي ذلك تضييق للهوة التي بين اللغتين.
3 -
تبيّن للدارس - من خلال هذه الدراسة - أن الانسجام الصوتي لغة ثانية عرفتها القبائل العربية واستعملتها بهدف التخفيف، ولم تستأثر به قبيلة دون أخرى. وهذا يؤكد أن القرآن لم ينزل بلهجة قريش الخاصة، وإنما بلغة أدبية راقية، احتضنتها قريش بعد اكتسابها بعض سماتها من القبائل الأخرى، من هذه السمات الانسجام الصوتي.
(1) النتائج العامة للدراسة هنا روعي فيها الإجمال اعتمادا على ورودها مبسوطة عقب كل فصل من فصول الدراسة.
4 -
تَبَيَّنَ من خلال هذه الدراسة أن اللغة تميل إلى المخالفة بين ماضي الفعل ومضارعه من حيث حركة عينه، فإذا كانت مفتوحة في الماضي كسرت في المضارع والعكس صحيح، إلا إذا كان الفعل عينه أو لامه من أحرف الحلق، فالقاعدة هنا المماثلة، وشذ عن هذه القاعدة الخاصة أفعال سبق ذكرها حيث خضعت للقاعدة العامة وهي المغايرة. إن قاعدة المغايرة هذه تسير في اتجاه مضاد للمماثلة طلبا للحفاظ على الملامح الفارقة، والمميزة للمعاني.
5 -
إن الإظهار والإدغام لغتان عرفتهما العربية، والإظهار الأصل وهو لغة الحضر، والإدغام فرع عنه، وهو لغة البدو. وسبب الإدغام هو طلب الخفة في النطق. فالصوت القوي يفرض على الصوت الضعيف أن يماثله ثم ينصهر فيه.
6 -
كما استخدمت اللغة الصوائت القصيرة في تعدد اللهجات استخدمت أيضا إبدال الصوامت بعضها من بعض كوسيلة لتعدد اللغات في الكلمة الواحدة، نحو:"الصراط" و"الزراط"، وهما لغتان في "السراط".
كما أفاد درس الإبدال المعجم في معرفة أصول بعض الكلمات المشكلة. وقد بينت الدراسة أن بعض المواد في المعجم العربي يعود الفضل في وجودها للقراءة القرآنية القائمة على الإبدال.
7 -
إن تحقيق الهمز فيه شيء من الصعوبة؛ لذلك جنح العرب إلى تخفيفه بحذف، أو إبدال، أو بين بين. وقد أمدت القراءة القرآنية المعجم العربي بكثير من الشواهد الموثقة التي تمثل كل أشكال التخفيف السابقة.
وقد تلجأ اللغة إلى همز ما لا يهمز حفاظا على قوانينها وثوابتها، كأن تتحاشى الجمع بين الساكنين مثلا.
8 -
إن اللغة العربية من اللغات التي تعتمد على الإعراب في تحديد المعنى؛ لذلك حافظت على الحركة الإعرابية بطرق عدة. وقد اجتلبت هاء السكت
للوقف على حركة البناء؛ لتظل حركة الحرف الأخير ظاهرة بَيِّنَة. وجعلها النحاة خاصة بحركة البناء، اعتمادا على أن للإعراب طرقا في الوقف كفيلة بالحفاظ على حركته.
9 -
الأصل في اللغة أن لكل بناء من أبنيتها معنى يخصه، وأحيانا يتمثل الفرق بين البناءين في تغيير الحركات فقط، كما هو الشأن في اسمي الفاعل والمفعول من غير الثلاثي. وكذا الفرق بين الفعل المبني للمعلوم والمبني للمجهول، وهذا التغيير في بنية الكلمة يؤدي إلى تغيير في معناها، مما قد يترتب على ذلك من اختلاف في الأحكام الفقهية وغيرها.
10 -
زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى، هذه المقولة صادقة، وإن لم تكن اللغة في ذلك مطردة تمام الاطراد، فغالب الشأن مع زيادة الفعل بتضعيف عينه (فَعَّلَ) تفيد المبالغة في معنى الفعل، أو التعدية، وزيادته بالهمزة (أفعل) تدل على تعديه، وزيادته بالألف (فاعل) تدل على المشاركة
…
وقد عمدت اللغة لذلك؛ لأن الألفاظ محدودة، والمعاني غير محدودة، ومعنى ذلك أن في حروف الزيادة بابا واسعا لثراء اللغة في المفردات.
11 -
المقرر في كتب النحو أن صيغ المبالغة صور لاسم الفاعل، والفرق بين هذه الصيغ يكمن في مقدار الصفة التي تدل عليها، وقد أفاد المعجم من تردد القراءة بين اسم الفاعل وصيغ المبالغة في ثراء المفردات والمعاني معا؛ لأن تعدد القراءة جاء بصيغة جديدة ومعنى زائد.
12 -
الفرق بين (صيغ اسم الفاعل) والصفة المشبهة يكمن في المعنى وليس في اللفظ؛ لأن كل صيغ الفاعل تصلح للصفة المشبهة، والفيصل بينهما في دلالة الصفة المشبهة على ثبوت الصفة في صاحبها، بينما لا يدل اسم الفاعل على ذلك. ومن هنا استفاد المعجم العربي برصيد جديد من المعاني أضيف إلى ألفاظه المحدودة.
13 -
كما أفادت دراسة صيغ الجموع المعجم في مجالي الثراء اللفظي والمعنوي على السواء، وإن كان الجانب الأبرز هو الثراء اللفظي، ويتضح هذا بشدة عند الحديث عن جموع التكسير، حيث وردت القراءة في هذا الجانب - على الحد الأدنى- بقراءتين، نحو: غُلُف وغُلَّف، وظِلَال وظُلَل، ورِهَان ورُهُن، وإِنَاث وأُنُث، وزُلُف زُلْف، ونُجُم ونُجْم، وثَمَر وثُمُر، وعَمَد وعُمُد. وقد تأتي القراءة بأكثر من ذلك في نحو: رِجَال ورُجَال ورُجَّال ورُجَّل ورَجْل، وكلها جمع لـ (راجل) أي الماشي على رجليه. ومن ذلك: وُلُد ووُلْد ووَلَد ووَلْد ووِلْد، على ما في ذلك من خلاف. ونحو: لُبَد ولُبْد ولُبَّد ولِبَد. وكما تعددت صيغة الجمع المكسر، تعددت أيضا بعض صيغ جمع المؤنث السالم في نحو: صَدَقَات وصُدْقَات، ونَحِسَات ونَحْسَات.
14 -
تأكد من خلال هذا الفصل أن للقراءة القرآنية دورها الواضح في المعجم العربي في مجال المُعَرَّب، حيث حفظت لنا هذه القراءات العديد من لغات العرب وتصرفهم في الكثير من الألفاظ المعربة، نحو: هيت، وصرهن، ومتكا، وغساق، وإستبرق، وجبريل، وميكال، إبراهيم، وزكريا، وآزر. وقد تبين من خلال دراسة الكلمات السابقة أن العرب توسعوا في طرق نطقها مما أثرى المعجم العربي بكثير من المترادفات التي تفتح لمستخدم اللغة باب اختيار اللفظ الذي يسهل عليه نطقه واستخدامه.
15 -
إن أصغر وحدة صوتية تؤدي إلى تغاير الكلمات تسمى عند علماء اللغة "فونيم"، وقد يكون الفونيم صوتا أساسيا في الكلمة، نحو: جَاسَ وحَاسَ، فالفرق بينهما فونيم الجيم، وفونيم الحاء. وهذا التغاير تعمد إليه اللغة لتمايز بين الألفاظ؛ لأن الأصل أن يكون لكل لفظ مختلف معنى مختلف، إلا أنه مع هذا الاختلاف قد يحدث الترادف بين الكلمتين كما في (جاس
وحاس)، وليس هناك من شك في أن المعجم قد استفاد من هذا التمايز حيث جعل أساس ترتيب مواده قائما على تمايز أصوات الكلمات.
16 -
يكون الفونيم أحيانا صويتا (حركة) مصاحبا للصوت الصامت، فيؤدي تغيره إلى تغير المعنى، وهذا هو الأصل، وأحيانا لا يغير المعنى ويُحْمَلُ على تعدد اللغات في المفردة الواحدة، وحينئذ يكون الثراء المعجمي حاصلا في جانب الألفاظ لا في جانب المعاني.
ثانيا: توصيات الدراسة:
من خلال الدراسة يرى الدارس طرح التوصيات الآتية:
1 -
الاستفادة من الدراسات اللغوية للقراءات القرآنية في تقريب الهوة بين شعوب الأمة العربية التي كادت ألا يَفْهَم بعضُها بعضاً نتيجة اختلاف اللهجات. فدراسة الكثير من اللهجات المعاصرة وردها إلى أصولها، وتقديمها للطلاب في معاهدهم الدراسية من خلال القراءات وتناول المعاجم لها تؤدي إلى فهم الكثير من اللهجات المنتشرة في مصر والدول العربية الشقيقة، وحينئذ يكون لها دور اجتماعي هام حيث تؤدي إلى الترابط الاجتماعي، كما تزيل الوحشة عن كثير من اللهجات المنتشرة في الوطن العربي، مما يزيل كثيرا من الفوارق والخلافات التي قد تنشب عن اختلاف اللهجات؛ فشأن هذه الدراسات أن يَعْلَمَ الجميع أن ظاهرة تعدد اللهجات أمر طبيعي، وأن لها أصولا متوارثة ترجع إليها، وقد نزل القرآن الكريم بالكثير منها، وإذا كان الأمر كذلك فلا ينبغي أن يستعلي أحد على أحد، ولا يسخر أحد من أحد، ظنا منه أن لهجته هي الأفضل.
2 -
إن تعدد اللغات في الأفعال فيه توسعة على الناطقين بالعربية بعيدا عن جفاف قوانين الصرف وصرامتها مما يفتح بابا من أبواب اليسر أمام الجيل
الصاعد، فمثلا: من الممكن ضم القراءات القرآنية المتواترة والشاذَّة، وإعادة الدراسة لبعض الأبواب الصرفية المضطربة، مثل: أبواب الفعل الثلاثي المجرد. فمن المعروف أن أبواب هذا الفعل تتوزع بين الكسر والفتح والضم في كل من الماضي والمضارع دون ضابط صارم. وأكثر الأبواب شيوعًا في اللغة العربية ما كان بفتح العين في الماضي وضمها أو كسرها في المضارع (طبقًا لقاعدة المخالفة). ولكن المتحدث يقف حائرًا- إن لم يرجع إلى المعجم- في كثير من الأحيان، هل يخالف إلى الكسر؟ أو الضم؟.
ومن أمثلة القراءات القرآنية ما يسمح بفتح باب الاختيار في حركة المخالفة، فنكسر أو نضم حسب ما شاع على ألسنة المثقفين، وقَبِلَهُ العُرْفُ اللُّغَوِيُّ الحديث. وقد وردت الأفعال الآتية - وغيرها كثير - بالكسر والضم:
- • {ثُمَّ لَنَنْسُِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا} (1).
- • {فَكُنْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكُِصُونَ} (2).
- • {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُِدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} (3).
- • {لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُِرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} (4).
- • {فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطُِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا} (5).
- • {عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُِبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ} (6).
وقد مر قوله تعالى: {وَمَنْ يَقْنُطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} (7)، ورأى القارئ كيف تعددت اللغات في " قنط" ماضيا ومضارعا، وفتح هذا الباب أمام الدارسين فيه توسعة لهم.
3 -
يمكن اتخاذ القراءات القرآنية مرتكزًا لتحقيق التيسير، ودليلاً لتصحيح كثير من العبارات والاستعمالات الشائعة الآن، والتي يتحرج المتشددون من استعمالها. ومن ذلك على سبيل المثال:
أالقراءات القرآنية قد اشتملت على شواهد لغوية سكتت المعاجم عن ذكرها. وربما كان أظهر مثال لذلك قوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} (8)، من الفعل الثلاثي المخفف، فإن معجم التاج قد ذكرها في (ق د ر) أربع مرات مستشهدا على أن "قَدَرَ" بمعنى عَظَّمَ واحْتَرَمَ. ولكن يشيع في لغة العصر الحديث استخدام كلمة:"التَقْدِير" من الفعل المضعف" قَدَّرَ"، بمعنى عظَّم أو احْتَرَمَ. ولكنها لا توجد في المعاجم القديمة بهذا الاستعمال، وعلى الرغم من أن القراءات القرآنية تفيد هذا المعنى وتقوم دليلا عليه، وهي قراءة الحَسَنِ، وعيسى الثَّقَفِيِّ وأبو نوفل وأبو حيوة:{وَمَا قَدَّرُوا اللهَ} بتشديد الدال (9)، قال الزمخشري:"وقرئ بالتشديد على معنى: وَمَا عَظَّمُوهُ كُنْهَ تَعْظِيمِهِ"(10).
ب ضبط الفعل "تَوَفَّى" بالبناء للمعلوم. على الرغم من أن الاستعمال الفصيح هو بناؤه للمجهول فقد جاءت القراءة القرآنية مصححة للنطق الحديث. وذلك في قوله تعالى: {وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى
(1) طه: 67.
(2)
المؤمنون: 66.
(3)
الفرقان: 17.
(4)
الفرقان: 67.
(5)
القصص:19.
(6)
سبأ: 3.
(7)
الحجر:56.
(8)
الأنعام: 91.
(9)
البحر المحيط: 9/ 389.
(10)
الكشاف: 6/ 84.
أَرْذَلِ الْعُمُرِ} (1)، فقد قرأها الأعمش وغيره:{وَمِنْكُمْ مَنْ يَتَوَفَّى} ، قال النحاس (2)، وأبو حيان (3): أي يستوفي أجله.
ج تخفيف كلمات مثل "أُمْسِيَة"، و"أُضْحِيَة"، و"أُمْنِيَة". وقد ورد التخفيف في بعض القراءات (4)، مثل:{تِلْكَ أَمَانِِيهِمْ} (5)، و {لَيْسَ بِأَمَانِيكُمْ وَلا أَمَانِي أَهْلِ الْكِتَابِ} (6)، و {إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَتِه} (7).
د يمثل باب العدد مشكلة كبيرة للمتعلم العربي، فتارة يخالف (تذكيرًا وتأنيثًا)، وتارة يوافق، وغير ذلك. وتزداد المشكلة بالنسبة للعدد من ثلاثة إلى عشرة؛ لأن تمييزه جمع، ولا بد من رد الجمع إلى مفرده للحكم بالتذكير أو التأنيث. ويحل المشكلة أن يُنصح المتكلم بأن يقدم المعدود ويؤخر العدد، وحينئذٍ تجوز له المطابقة لأنه نعت، والمخالفة لأنه عدد. وقد جاء بالوجهين قوله تعالى:{وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً} (8)، حيث قرئ كذلك {وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثلاثًا} (9).
هـ يشيع في العصر الحديث استعمال "كِلا" مع المثنى المؤنث المجازي التأنيث، مثل:"كلا الدولتين"، و"كلا الصحيفتين"
…
وقد جاءت القراءة القرآنية لتصحح هذا الاستعمال، وذلك في قوله تعالى: " كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ
(1) الحج: 5.
(2)
إعراب القرآن: 2/ 390.
(3)
البحر: 6/ 353.
(4)
انظر: النشر في القراءات العشر: 2/ 248.
(5)
البقرة: 111.
(6)
النساء: 123.
(7)
الحج: 52.
(8)
الواقعة: 7.
(9)
مختصر ابن خالويه: 15.
آتَتْ أُكُلَهَا} (1)، فقد قرأها ابن مسعود:{كِلا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا} ، قال أبوحيان:"أتى بصيغة التذكير؛ لأن تأنيث الجنتين مجازي"(2).
وتذكر كتب النحو أن من مواضع كسرة همزة "إنّ" وقوعها مفعولا للقول ولكن كثيرًا من المتحدثين يفتحونها الآن. وقد جاء الفتح في بعض القراءات مثل قراءة المُطَوَّعِيِّ (3): {وَلَئِنْ قُلْتَ أَنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ} (4). بفتح الهمزة. قال أبو حيان: "لأن قلت في معنى: ذكرت"(5). ويجوز أن يكون على تقدير حرف الجر. وحذف حرف الجر قياسي مع "أن".
4 -
كما توصي الدراسة بالانتباه إلى الأفكار الداعية إلى التقليل من شأن القرآن في بقاء العربية وخلودها، ودراسة اللغة العربية بعيدا عن القرآن؛ لأن في ذلك خطورة عظيمة، فلا حياة للغة بعيدا عن القرآن. وقد تبين من خلال الدراسة جهد علماء العربية في هذه العلوم القرآنية، وأنهم عنوا بها خدمة للقرآن؛ لذلك يجب عند دراسة العربية التلازم بين هذه العلوم، وتآخيها، بحيث يعز على مريد الفصل أن يفصل بينهما. كما يجب الحرص على إعادة الترابط بين علوم القرآن والعربية، من خلال البرامج التربوية والتعليمية.
(1) الكهف: 33.
(2)
البحر: 6/ 124.
(3)
انظر: معجم القراءات لمختار: 2/ 379.
(4)
هود: 7. ورسم المصحف بكسرها: "إنكم".
(5)
البحر المحيط: 5/ 205.