المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الأول: القراءات والحركات - أثر القراءات القرآنية في الصناعة المعجمية تاج العروس نموذجا

[عبد الرازق بن حمودة القادوسي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌تمهيد

- ‌الباب الأول: القراءات والأصوات

- ‌الفصل الأول: القراءات والحركات

- ‌المبحث الأول:التماثل الصوتي في الفتح

- ‌المبحث الثانيالتماثل الصوتي في الكسر

- ‌المبحث الثالثالتماثل الصوتي في الضم

- ‌المبحث الرابعالتماثل في السكون

- ‌الفصل الثانيالقراءات والصوامت

- ‌المبحث الأولالتماثل الصوتي التام (الإدغام)

- ‌المبحث الثانيالتماثل الصوتي الناقص (الإبدال)

- ‌المبحث الثالثالهمز بين التحقيق والتخفيف

- ‌المبحث الرابعهَاءُ السَّكْتِ

- ‌الباب الثاني: القراءات والبنية الصرفية

- ‌الفصل الأولتغيير بنية الأفعال

- ‌المبحث الأولالتغيير في الحركات(البناء للفاعل والمفعول)

- ‌المبحث الثانيالتغيير فى الصوامت (بالزيادة)

- ‌الفصل الثانيتغيير بنية الأسماء

- ‌المبحث الأولتغيير المشتق

- ‌المبحث الثانيالتغيير في صيغة الجمع

- ‌الباب الثالث: القراءات والدلالة

- ‌الفصل الأولالمُعَرَّب

- ‌الفصل الثانيالتغير الدلالى

- ‌المبحث الأولتغير الدلالة لتغير الصوت

- ‌المبحث الثانيتغير الدلالة لتغير البنية

- ‌الخاتمة

- ‌فهرسالقراءات القرآنية الواردة فى الدراسة

- ‌المصادر والمراجع

الفصل: ‌الفصل الأول: القراءات والحركات

‌الباب الأول: القراءات والأصوات

- الفصل الأول: القراءات والحركات

- الفصل الثانى: القراءات والصوامت

ص: 38

الباب الأول: القراءات والأصوات

يتناول هذا الباب ما حدث للقراءات القرآنية من تغير في الأصوات، وما ترتب على هذا التغيير من تعدد المعنى، أو بقي المعنى كما هو، وقد قسمت هذا الباب إلى فصلين: تناولت في أولهما القراءات والحركات الصوتية القصيرة (الفتحة، الكسرة، الضمة) ثم السكون، وتناولت في الفصل الآخر: القراءات والصوامت (التماثل التام، والتماثل الناقص، والهمز، والسكون).

ص: 39

‌الفصل الأول: القراءات والحركات

- المبحث الأول: التماثل الصوتى فى الفتح

- المبحث الثانى: التماثل الصوتى فى الكسر

- المبحث الثالث: التماثل الصوتى فى الضم

- المبحث الرابع: التماثل الصوتى فى السكون

ص: 38

الفصل الأول: القراءات والحركات

يتناول هذا الفصل ما حدث من تغير في الحركات الصوتية القصيرة للقراءات القرآنية، وقد قسمته إلى أربعة مباحث: تناولت في المبحث الأول التماثل الصوتي في الفتح، وتناولت في المبحث الثاني التماثل الصوتي في الكسر، وتناولت في المبحث الثالث التماثل الصوتي في الضم، وتناولت في المبحث الرابع والأخير التماثل في السكون.

مظاهر اختلاف اللهجات في المجال الصوتي:

تعد الاختلافات الصوتية أوسع ظاهرة يمكن أن تصنف القراءات القرآنية تحتها. والمعروف أن الأصوات العربية نوعان:

الأول: حركات (= صوائت):

1 -

قصيرة: الفتحة، والكسرة، والضمة.

2 -

طويلة: الألف، والياء، والواو (عندما تكون أصوات مد).

الثاني: سواكن (= صوامت): وتتمثل في بقية أصوات اللغة الأخرى (1).

وتأخذ بعض القراءات صورا متعددة في هذا الإطار الصوتي بنوعيه كما يلي (2):

1 -

قراءة تفضل حركة معينة: فتحة، أو كسرة، أو ضمة.

2 -

قراءة تثبت حركة أو تحذف.

3 -

قراءة تبدل حرفا من آخر.

4 -

قراءة تقرب صوتا من آخر بما يحقق الانسجام والتماثل.

(1) انظر: علم اللغة لمحمود السعران: 160 وما بعدها، وأثر القراءات في الأصوات والنحو العربي لعبد الصبور شاهين: 220 وما بعدها، وكلام العرب (من قضايا اللغة) لحسن ظاظا: 7 وما بعدها، ودراسة الصوت الغوي لأحمد مختار عمر:313 وما بعدها.

(2)

اللهجات العربية نشأة وتطورا لعبد الغفار حامد هلال: 404.

ص: 39

ويقصد بالتماثل (1) تأثير الأصوات المجاورة بعضها في بعض تأثراً يؤدي إلى التقارب في الصفة والمخرج، تحقيقاً للانسجام الصوتي، وتيسيراً لعملية النطق، واقتصاداً في الجهد العضلي. والمماثلة شائعة في اللغات كلها بصفة عامة، غير أن اللغات تختلف في نسبة هذا التأثر ونوعه. وللقدماء من أهل اللغة إشارات جلية توضح إدراكهم لهذه الظاهرة وذلك مضمن في ثنايا حديثهم عن الإدغام، وإن لم يطلقوا عليها هذا الاسم. فقد أطلق عليها سيبويه اسم (المضارعة) ويقصد بذلك تقريب الأصوات المجاورة بعضها مع بعض فضارعوا بها أشبه الحروف (2). وأطلق عليها ابن جني اسم (التقريب) أثناء كلامه على الإدغام الأصغر إذ يقول:"والإدغام المألوف المعتاد إنما هو تقريب صوت من صوت"(3). ويطلق عليها ابن يعيش اسم التجنيس أو تقريب الصوت من الصوت (4).

ولم يبتعد المحدثون من أهل اللغة عن تقريرات القدماء لهذه الظاهرة الصوتية وأدرجوها تحت اسم (المماثلة)، وذكروا أن الأصوات اللغوية تتأثر ببعضها في المتصل من الكلام، وهي في هذا التأثر تهدف إلى تحقيق نوع من المماثلة بينها ليزداد مع مجاورتها قربها في الصفات والمخارج. غير أن لهذا المصطلح تسمية أخرى هي (التحييد) كما يطلقها عليه لغوي معاصر ويعرفه بأنه "تداخل أو ذوبان فونيم في فونيم آخر حتى يصير فونيماً واحداً في سياق صوتي معين. أو بعبارة أخرى: إلغاء أو محو فونيم معين نتيجة لتفاعله مع فونيم آخر يختلف معه في ملمح صوتي واحد على الأقل. ويكون الفونيم الجديد الناتج من عملية (التحييد) صورة جديدة أو وسطاً بين الفونيمين المحوَّل عنه والمحوَّل إليه نتيجة عملية المماثلة" (5).

(1) انظر حول المماثلة: الأصوات اللغوية لإبراهيم أنيس: 180، والتطور اللغوي مظاهره وعلله وقوانينه لرمضان عبد التواب: 30، والتطور النحوي للغة العربية لبرجستراسر:30 - 35، ودراسة الصوت اللغوي لأحمد مختار عمر:378.

(2)

الكتاب: 4/ 477.

(3)

الخصائص: 2/ 139.

(4)

شرح المفصل: 10/ 121.

(5)

أصول تراثية في علم اللغة لكريم زكي حسام الدين: 89.

ص: 40

من أنماط المماثلة:

1 -

المماثلة التقدمية المقبلة: وفيها يكون اتجاه التأثير من الأصوات السابقة على الأصوات التي تليها، نحو:(غُرُفَات) حيث أثرت ضمة الغين (وهي فاء الكلمة) على حركة الراء (وهي عين الكلمة) فأدت إلى ضمها.

2 -

المماثلة التراجعية المدبرة: وفيها يكون اتجاه التأثير للأصوات اللاحقة على الأصوات السابقة نحو: تتغير حركة الراء في "امْرُؤٌ، امْرَأً، امْرِئٍ " بحسب حركة الهمزة.

ويمكن ترتيب الأصوات الصائتة القصيرة في اللغة العربية الفصحى من الخفيف إلى الثقيل كما يلي: الفتحة، فالكسرة، فالضمة، وهي أثقلها. واختلفت اللهجات العربية في هذه الأصوات فَتَسْتَعْمِلُ لهجةٌ ما الفتحةَ مكان الكسرة أو الضمة، في حين أن الكسرة أو الضمة مستخدمتين في نفس الموضع في لهجة أخرى. وقد درس أحد الباحثين (1) هذه الظاهرة، وانتهى إلى أن القبائل التي سكنت الحواضر كانت تميل إلى الأخف فتستعمل الفتح في موضع الكسر أو الضم نحو القبائل التي سكنت الحجاز. أما القبائل التي سكنت البادية، نحو: قَيْسٍ وتميمٍ، وأَسَدٍ فكانت تميل إلى الكسر وتستخدمه في موضع الفتح عند الحضريين (2).

(1) اللهجات العربية في القراءات القرآنية لعبده الراجحي: 122.

(2)

ومن الملاحظ الغريب أن هذه القاعدة قد انعكست الآن، حيث إن أهل الحضر هم

الذين يميلون إلى كسر المفتوح، فيقولون:"شِهِق" في:"شَهِقَ".

ص: 41