المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب استقبال القبلة - الإلمام بشرح عمدة الأحكام - جـ ١

[إسماعيل الأنصاري]

الفصل: ‌باب استقبال القبلة

‌باب استقبال القبلة

65 -

الحديث الأول: عن ابن عمر رضي الله عنهما "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسبح على ظهر راحلته، حيث كان وجهه، يومئ برأسه، وكان ابن عمر يفعله" وفي رواية: "كان يوتر على بعيره" ولمسلم "غير أنه لا يصلي عليها المكتوبة" وللبخاري "إلا الفرائض".

راويه

عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وهو المراد بابن عمر عند الإطلاق.

مفرداته

يسبح: يصلي النافلة.

على ظهر راحلته: في السفر.

يومئ: يشير.

المكتوبة: الفريضة.

يستفاد منه

1 -

جواز النافلة على الراحلة.

ص: 99

2 -

جواز صلاة النافلة حيث توجهت بالراكب راحلته وهذا تخصيص لقوله تعالى: {وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} .

3 -

أن جهة الطريق هي البدل عن القبلة فلا ينحرف عنها لغير حاجة المسير.

4 -

الإيماء في الركوع والسجود.

5 -

أن الوتر ليس بفرض لأن الفرائض لا تؤدى على الراحلة.

6 -

أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يصلي الفرائض على الراحلة.

ص: 100

66 -

الحديث الثاني: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال "بينما الناس بقباء في صلاة الصبح إِذ جاءهم آت، فقال: أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن، وقد أمر أن يستقبل القبلة، فاستقبلوها. وكانت وجوههم إلى الشام، فاستداروا إلى الكعبة".

راويه

عبد الله بن عمر رضي الله عنهما

مفرداته

بينما: ظرف زمان بمعنى المفاجأة.

الناس: الألف واللام هنا للمهد أي أهل قباء ومن حضر معهم.

بقباء: بمسجد قباء وقباء بالمد والصرف وهو الأشهر وبالقصر وعدم الصرف موضع معروف ظاهر المدينة.

آت: هو عباد بالتشديد ابن بشر.

أمر: بالبناء للمفعول أمره الله.

القبلة: الكعبة.

فاستقبلوها: بلفظ الماضي إخبارًا عن الرسول وأصحابه وبلفظ الأمر خطابًا الأهل قباء وتؤيده رواية البخاري "الا فاستقبلوها".

وكانت وجوههم: وجوه أهل قباء وهذه الجملة من كلام ابن عمر لا من كلام المخبر بتغيير القبلة.

إلى الشام: بيت المقدس.

ص: 101

يستفاد منه

1 -

قبول خبر الواحد.

2 -

جواز مطلق النسخ لأن ما دل على جواز الأخص دل على جواز الأعم.

3 -

الأمر باستقبال الكعبة وهو مقصود الباب.

4 -

أن ما يؤمر به النبي صلى الله عليه وسلم يلزم أمته الا بدليل.

5 -

جواز تنبيه من ليس في الصلاة لمن هو فيها وأن استماع المصلي لكلامه لا يضر صلاته.

6 -

أن حكم الناسخ لا يثبت في حق المكلف حتى يبلغه لأن أهل قباء لم يؤمروا بالإعادة مع كون الأمر باستقبال الكعبة وقع قبل صلاتهم بصلوات.

ص: 102

67 -

الحديث الثالث: عن أنس بن سيرين قال: "استقبلنا أنسًا حين قدم من الشام، فلقيناه بعين التمر، فرأيته يصلي على حمار، ووجهه من ذا الجانب - يعني عن يسار القبلة - فقلت رأيتك تصلي لغير القبلة؟ فقال: لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله ما فعلته".

راويه

أنس بن سيرين أخو محمد بن سيرين مولى أنس بن مالك يقال انه لما ولد ذهب. به إلى أنس بن مالك فسماه أنسًا وكناه بأبي حمزة باسمه وكنيته. متفق على الاحتجاج بحديثه مات بعد أخيه محمد وكانت وفاة أخيه محمد سنة عشر ومائة.

مفرداته

استقبلنا: بسكون اللام تلقينا.

أنسا: أنس بن مالك الصحابي المعروف.

قدم من الشام: وكان سافر إليه يشكو الحجاج إلى عبد الملك بن مروان.

بعين التمر: موضع بطريق العراق مما يلي الشام.

يفعله: الصلاة إلى غير القبلة.

لم أفعله: لم أفعل ما رأيته من ترك استقبال القبلة.

يستفاد منه

1 -

تلقى المسافر.

2 -

سؤال الطالب العالم عند مستند فعله وإجابة العالم بالدليل.

ص: 103

3 -

جواز النافلة على الدابة إلى غير القبلة وفي الموطأ بيان صفة صلاة أنس ففيه عن يحيى بن سعيد قال (رأيت أنسًا وهو يصلى على حمار وهو متوجه إلى غير القبلة يركع ويسجد إيماء من غير أن يضع جبهته على شيء".

4 -

طهارة الحمار لأن ملامسته مع التحرز عنه متعذرة.

5 -

العمل بالإشارة لقوله "من ذا الجانب".

ص: 104