المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب صلاة الكسوف - الإلمام بشرح عمدة الأحكام - جـ ١

[إسماعيل الأنصاري]

الفصل: ‌باب صلاة الكسوف

‌باب صلاة الكسوف

142 -

الحديث الأول عن عائشة رضي الله عنها: "أن الشمس خسفت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث مناديًا ينادي: الصلاة جامعة. فاجتمعوا. وتقدم، فكبر وصلى أربع ركعات في ركعتين، وأربع سجدات"

راويه

عائشة رضي الله عنها.

مفرداته

خسفت: تغير لونها

عهد: زمان

الصلاة جامعة: احضروا الصلاة في حال كونها جامعة

أربع ركعات: ركوعات

يستفاد منها

1 -

مشروعية صلاة الكسوف لفعله صلى الله عليه وسلم لها وجمعه الناس مظهرًا لذلك وهذا من أمارات الاعتناء والتأكيد

2 -

أنه ينادى لها "الصلاة جامعة" ولا يؤذن لها

3 -

سنية الاجتماع فيها

4 -

أنها ركعتان بأربع ركوعات وأربع سجدات

ص: 208

143 -

الحديث الثاني عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إِن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، يخوف الله بهما عباده، وإنهما لا ينخسفان لموت أحد من الناس. فإذا رأيتم منها شيئًا فصلوا، وادعوا حتى ينكشف ما بكم"

راويه

أبو مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري رضي الله عنه

مفرداته

آيتان: علامتان

من آيات الله: الدالة على وحدانيته وعظيم قدرته

يخوف الله بهما عباده: من بأسه وسطوته

منها: من آيات الله

ينكشف: ينجلي

يستفاد منه

1 -

بطلان ما تعتقده الجاهلية من أن الشمس والقمر تنكسفان لموت العظماء

2 -

أنه ينبغي الخوف عند وقوع التغيرات العلوية

3 -

الحث على الصلاة والدعاء عند خسوفهما حتى يظهر نورهما

ص: 209

144 -

الحديث الثالث عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "خسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس. فأطال القيام، ثم ركع، فأطال الركوع، ثم قام، فأطال القيام، - وهو دون القيام الأول - ثم ركع، فأطال الركوع - وهو دون الركوع الأول - ثم سجد فأطال السجود، ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ما فعل في الركعة الأولى، ثم انصرف، وقد تجلت الشمس، فخطب الناس، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إِن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا، وصلوا وتصدقوا، ثم قال: يا أمة محمد والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده، أو تزني أَمته يا أمة محمد، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا" وفي لفظ "فاستكمل أربع ركعات وأربع سجدات"

راويه

عائشة رضي الله عنها

مفرداته

خسفت: بفتح الخاء والسين لازم ويجوز الضم وكسر السين على أنه متعد

عهد: زمن

ص: 210

فأطال القيام: لطول القراءة

انصرف: من الصلاة

تجلت الشمس: صفت وعاد نورها

آيتان: علامتان

من آيات الله: الدالة على وحدانيته وعظيم قدرته

لا يخسفان لموت أحد: قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا لأن الكسوف صادف موت ابنه إبراهيم فقيل إنما كسفت لموته

ولا لحياته: هذا دفع لتوهم من يقول لا يلزم من كونه سببًا للفقد ألا يكون سببًا للايجاد

فإذا رأيتم ذلك: الخسوف في أحدهما لأنهما في العادة لا يخسفان في وقت واحد

يا أمة محمد: في هذا النداء معنى الإشفاق كما يخاطب الوالد ولده إذا أشفق عليه بقوله يا بني

والله: هذا اليمين لإرادة تأكيد الخبر وإن كان لا يرتاب فيه

لو تعلمون ما أعلم: من عظيم قدرة الله وانتقامه من أهل الجرائم وشدة عقابه

يستفاد منه

1 -

إقامة صلاة الخسوف في جماعة

2 -

أن لها هيئة تخصها من التطويل الزائد على العادة في القيام وغيره ومن زيادة ركوع في كل ركعة من ركعتيها

3 -

أن لصلاة الكسوف خطبة

4 -

الحث على الدعاء والتكبير والصلاة والصدقة عند الخسوف

5 -

ترجيح التخويف في الموعظة على الإشاعة بالرخصة

ص: 211

145 -

الحديث الرابع عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: "خسفت الشمس على زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقام فزعًا، يخشى أن تكون الساعة، حتى أتى المسجد. فقام، فصلى بأطول قيام وركوع وسجود، ما رأيته يفعله في صلاته قط، ثم قال إن هذه الآيات التي يرسلها الله عز وجل: لا تكون لموت أحد ولا لحياته. ولكن الله يرسلها يخوف بها عباده، فإذا رأيتم منها شيئًا فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره"

راويه

أبو موسى الأشعري رضي الله عنه

مفرداته

فزعًا: بكسر الزاي صفة مشبهة وبالفتح على أنه مصدر بمعنى الصفة

أن تكون الساعة: بالرفع على أن "كان" تامة وبالنصب على أن يكون خبر "تكون"

هذه الآيات: إشارة إلى الآيات التي تقع مثل الكسوف والخسوف والزلزلة ونحو ذلك

يخوف بها عباده: كما قال تعالى {وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا}

ص: 212

يستفاد منه

1 -

دوام المراقبة لفعل الله عز وجل

2 -

جواز الإخبار بما يوجب الظن من شاهد الحال لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبين سبب خوفه

5 -

تطويل القيام والركوع والسجود في صلاة الخسوف

6 -

أن سنة صلاة الكسوف صلاتها في المسجد

7 -

أن الذنوب سبب للبلايا والعقوبات

8 -

المبادرة إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره عند ظهور الآيات

ص: 213