المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌رسالة من والد الشيخ المعلمي - آثار عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني - جـ ١

[عبد الرحمن المعلمي اليماني]

فهرس الكتاب

- ‌القسم الأولمقدمة تعريفية بالمشروع

- ‌تمهيد

- ‌المبحث الأولقصة بداية المشروع

- ‌المبحث الثانيتفاصيل العمل في مراحل المشروع

- ‌المرحلة الأولى:

- ‌المرحلة الثانية: النَّسْخ

- ‌المرحلة الثالثة: الإدخال على الحاسوب، والصف والإخراج

- ‌المرحلة الرابعة: التحقيق وما إليه

- ‌المرحلة الخامسة: التحكيم

- ‌المرحلة السادسة: الفهرسة

- ‌المرحلة السابعة: تكميلية نهائية

- ‌المبحث الثالثالصعوبات وما إليها

- ‌القسم الثانيترجمة العلامة عبد الرحمن المعلِّمي

- ‌المبحث الأولمصادر ترجمة المعلمي

- ‌المبحث الثاني‌‌اسمه ونسبه، ومولده ونشأته

- ‌اسمه ونسبه

- ‌ ولادته

- ‌ نشأته

- ‌المبحث الثالثتنقلات الشيخ ورحلاته

- ‌1) الرحلة إلى الإدريسي(1)(1337 ــ 1341)

- ‌ الانتقال إلى عدن:

- ‌ الانتقال إلى إندونيسيا:

- ‌2) الرحلة إلى الهند (1345 - 1371)

- ‌ حياته العلمية

- ‌3) رحلته إلى مكة المكرمة (1371 - 1386)

- ‌ حياته العلمية

- ‌المبحث الرابعأُسْرته

- ‌ والده:

- ‌ إخوته:

- ‌ زوجته:

- ‌ أولاده:

- ‌المبحث الخامسشيوخه

- ‌المبحث السادستلاميذه

- ‌المبحث السابعصلته بعلماء عصره

- ‌المبحث الثامنثناء العلماء والفضلاء عليه

- ‌المبحث التاسعمؤلفاته وتحقيقاته

- ‌ تمهيد

- ‌الأغراض الحاملة للشيخ على التأليف

- ‌أولًا: مؤلفاته بحسب ترتيبها في هذه الموسوعة

- ‌أولا: قسم العقيدة

- ‌1 - كتاب العبادة

- ‌2 - تحقيق الكلام في المسائل الثلاث

- ‌3 - عِمارة القبور في الإسلام (المبيَّضة والمسوّدة)

- ‌4 - يُسْر العقيدة الإسلامية

- ‌5 - حقيقة التَّأويل

- ‌6 - حقيقة البِدْعة

- ‌7 - صَدْع الدُّجُنَّة في فَصْل البِدعة عن السُّنَّة

- ‌8 - الحنيفيَّة والعرب

- ‌9 - عقيدة العَرَب في وثنيَّتهم

- ‌10 - الردّ على حسن الضالعي

- ‌11 - ما وقع لبعض المسلمين من الرياضة الصُّوفية والغلوّ فيها

- ‌12 - رسالة في الشفاعة

- ‌13 - التفضيل بين الخلفاء الأربعة رضي الله عنهم

- ‌14 - رسالة تعلّق العقائد بالزمان والمكان

- ‌ثانيًا: قسم التفسير

- ‌15 - التعقيب على تفسير سورة الفيل للمعلم عبد الحميد الفراهي

- ‌16 - تفسير البسملة

- ‌17 - تفسير سورة الفاتحة

- ‌18 - تفسير أول سورة البقرة (1 - 5)

- ‌19 - ارتباط الآيات في سورة البقرة

- ‌20 - ارتباط قوله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ…} بما قبله وما بعده

- ‌21 - تفسير قوله تعالى: {وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ…} الآيات

- ‌22 - تفسير أول سورة المائدة

- ‌23 - تفسير قوله تعالى: {كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ…} الآية

- ‌24 - تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ…} الآيات

- ‌25 - تفسير قوله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ…} ومعنى "أهل البيت

- ‌26 - إعراب قوله تعالى: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى}

- ‌27 - إعراب قوله تعالى: {أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ}

- ‌28 - إعراب قوله تعالى: {الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ}

- ‌29 - رسالة في تفسير آيات خلق الأرض والسماوات

- ‌30 - معنى قوله تعالى: {أَغْنَى عَنْهُ}

- ‌31 - بحث حول تفسير الفخر الرازي وتكملته

- ‌32 - فوائد من تفسير الرازي

- ‌ثالثًا: قسم الحديث وعلومه

- ‌33 - طليعة التنكيل

- ‌34 - تعزيز الطليعة

- ‌35 - شكر الترحيب

- ‌36 - التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل

- ‌37 - الأنوار الكاشفة على ما في كتاب "أضواء على السنة" من الخلل والتضليل والمجازفة

- ‌38 - كتاب الوُحدان

- ‌39 - تراجم منتخبة من التهذيب والميزان

- ‌40 - الاستبصار في نقد الأخبار

- ‌41 - رسالة في أحكام الجرح والتعديل

- ‌42 - إشكالات في الجرح والتعديل

- ‌43 - الحاجة إلى معرفة علم الجرح والتعديل

- ‌44 - الأحاديث التي استشهد بها مسلم في بحث الخلاف في اشتراط العلم باللقاء

- ‌45 - رسالة في الصيغ المحتملة للتدليس، أظاهرةٌ هي في السماع أم لا

- ‌46 - فوائد في كتاب "العلل" لابن أبي حاتم

- ‌47 - أحكام الحديث الضعيف

- ‌48 - محاضرة في علم الرجال وأهميته

- ‌49 - مُلَخّص طبقات المُدلِّسين

- ‌50 - تنزيه الإمام الشافعي عن مطاعن الكوثري

- ‌51 - شرح حديث: "آية المنافق ثلاث

- ‌52 - التعليق على "الأربعين في التصوف" للسلمي

- ‌53 - صفة الارتباط بين العلماء في القديم

- ‌رابعًا: قسم الفقه

- ‌54 - القِبْلة وقضاء الحاجة

- ‌55 - فائدة في السِّواك

- ‌56 - مسألة بطلان الصلاة بتغيير الآيات في القراءة

- ‌57 - هل يدرك المأموم الركعة بإدراكه الركوع مع الإمام

- ‌58 - بحث في حديث قيس بن عمرو في صلاة ركعتي الفجر بعد الفرض

- ‌59 - إعادة الصلاة

- ‌60 - بحث في حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه في صلاته بقومه

- ‌61 - حقيقة الوتر ومسمَّاه في الشرع

- ‌62 - مبحث في الكلام على فرضية الجمعة وسبب تسميتها

- ‌63 - سنة الجمعة القبلية

- ‌64 - بحث في وقت تشريع ونزول آية صلاة الخوف

- ‌65 - قيام رمضان

- ‌66 - مسألة اشتراط الصوم في الاعتكاف

- ‌67 - مقام إبراهيم عليه السلام

- ‌68 - رسالة في توسعة المسعى بين الصفا والمروة

- ‌69 - رسالة في سير النبي صلى الله عليه وسلم في الحج، والكلام على وادي محسِّر

- ‌70 - فلسفة الأعياد في الإسلام

- ‌71 - توكيل الولي غير المجبر بتزويج موليته

- ‌72 - الحكم المشروع في الطلاق المجموع

- ‌73 - رسالة في المواريث

- ‌74 - مسألة منع بيع الأحرار

- ‌75 - أسئلة وأجوبة في المعاملات

- ‌76 - الإسلام والتسعير ونحوه (أو) حول أجور العقار

- ‌77 - مناقشة لحكم بعض القضاة في قضية تنازع فيها رجلان

- ‌78 - مسائل القراءة في الصلاة والرد على أحد شرَّاح الترمذي

- ‌79 - مسألة في إعادة الإمام الصلاةَ دون من صلَّى وراءه في الجماعة

- ‌80 - صيام ستة أيام من شوال

- ‌81 - جواب الاستفتاء عن حقيقة الربا

- ‌82 - كشف الخفاء عن حكم بيع الوفاء

- ‌83 - النظر في ورقة إقرار

- ‌84 - قضية في سكوت المدعى عليه عن الإقرار والإنكار

- ‌85 - الفسخ بالإعسار

- ‌86 - مسألتان في الضمان والالتزام

- ‌87 - مسألة الوقف في مرض الموت

- ‌88 - الفوضى الدينية وتعدُّد الزوجات

- ‌89 - مسألة في رجل حنفي تزوَّج صغيرة بولاية أمها

- ‌90 - مسألة في صبيين مسلمين أخذهما رئيس الكنيسة فنشآ على دينه، وبلغا عليه وتزوَّجا، ثم أسلما

- ‌91 - بحث في قصة بني هشام بن المغيرة واستئذانهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يزوِّجوا عليًّا رضي الله عنه

- ‌خامسًا: قسم أصول الفقه

- ‌92 - رسالة في فَرْضيّة اتباع السنة والكلام على تقسيم الأخبار وحجية أخبار الآحاد

- ‌93 - رسالة في الكلام على أحكام خبر الواحد وشرائطه

- ‌94 - إرشاد العامِه إلى معرفة الكذب وأحكامِه

- ‌95 - رسالة في أصول الفقه

- ‌96 - رسالة في التعصُّب المذهبي

- ‌سادسًا: قسم النحو واللغة

- ‌97 - اللطيفة البكرية والنتيجة الفكرية في المهمات النحوية

- ‌98 - حقائق في النحو مستقربة

- ‌99 - مختصر شرح ابن جماعة على القواعد الصغرى لابن هشام

- ‌100 - نظم قواعد الإعراب الصغرى

- ‌101 - طرائف في العربية

- ‌102 - الكلام على تصريف (ذو)

- ‌103 - إشكال صرفيٌّ وجوابُه

- ‌104 - ضبط فعلين في متن الأزهار، واعتراض وانتقاض

- ‌105 - اختصار كتاب: "درة الغواص في أوهام الخواص" للحريري

- ‌106 - فوائد لغوية منتقاة من كتاب: "الكنز المدفون والفلك المشحون

- ‌107 - مناظرة أدبيَّة بين المعلمي والسنوسي

- ‌108 - مختصر متن الكافي في العروض والقوافي

- ‌109 - نظم بحور العروض

- ‌110 - معجم الشواهد الشعرية

- ‌سابعًا: قسم المتفرّقات

- ‌113 - أصول التصحيح العلمي

- ‌114 - أصول التصحيح العلمي (مسوَّدة)

- ‌115 - أصول التصحيح (مسوَّدة)

- ‌116 - تخريج الأحاديث الواردة في كتاب "شواهد التوضيح" لابن مالك، مع تعليقات على نشرة محمد فؤاد عبد الباقي

- ‌117 - تصحيحات وتعليقات على "سبل السلام شرح بلوغ المرام" للأميرالصنعاني

- ‌118 - تنبيهات على "الكامل" للمبرد نشرة زكي مبارك

- ‌119 - تنبيهات على الجزء الأول من "معجم الأدباء" نشرة أحمد فريد الرفاعي

- ‌120 - من نوادر المخطوطات المحفوظة في مكتبة الحرم المكي الشريف

- ‌ثانيًا: كتبه المفقودة أو التي لم تدخل في هذه الموسوعة

- ‌ثالثًا: تحقيقاته

- ‌ النوع الأول: ما استقلّ بتصحيحه وتحقيقه

- ‌ النوع الثاني: ما شارك في تصحيحه وتحقيقه

- ‌المبحث العاشروفاته

- ‌القسم الثالثالرسائل المتبادلة

- ‌رسالة من والد الشيخ المعلمي

- ‌رسائل من آل الإدريسي(3)رسائل

- ‌رسائل من ناظم دائرة المعارف وإليه(4)رسائل

- ‌رسائل متعلّقةبضبط نسبة (العَنَدي)(4)رسائل

- ‌[رسالتان من الأستاذ فؤاد سيد]

- ‌[ورقة من حمد الجاسر]

- ‌[رسالة من أحد العلماء]

- ‌[رسالة من أبناء محمد بن يحيى الأهدل]

- ‌[رسالة من القاضي محمد بن عبد الرحيم المعلمي]

- ‌نماذج خطية

الفصل: ‌رسالة من والد الشيخ المعلمي

‌رسالة من والد الشيخ المعلمي

ص: 211

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

حضرة الولد الأجلّ الأمجد العلامة القاضي عبد الرحمن بن يحيى المعلمي حرسه الله تعالى ووفّقه لرضاه آمين.

صدرت

(1)

الأحرف الحقيرة لأداء مسنون السلام ورحمة الملك العلّام تغشاك على الدوام.

كتابكم وصل، فحمدت الله على عافيتكم، الحوائج وصل مع النجيد

(2)

ولم عرّفتم ثمنه فصِرنا محجوبين عن ذلك، وما أظن أنكم أبصرتوا

(3)

النجيد وإلا ما كان أرسلتوه على ضعفه.

البزّ والعمامة الذي عرّفناكم ما يناسبوكم خذوهم وارسلوهم وعرّفونا ثمنهم مع ثمن الحوائج والبخور، والباقي عندنا إن شاء الله تعالى عند حصول رسول مركون عليه نرسل ذلك.

أحمد غانم سلَّمْنا له ستَّ روبيات حيث ما نزل إلا سبب الأولاد، ولم يزل يشكر إحسانكم كافأكم الله بالحُسنى. ولا تنسونا من صالح دعائكم، وعرِّفونا حالَكم وحال الأولاد، ولا تقطعونا مكاتبتكم، والسلام يغشاكم مع كافة من حوى مقامكم.

مَن لدينا كافة يهدونكم جزيل السلام، والسلام.

(1)

الأصل: "صدرة".

(2)

غير محررة في الأصل وهذا ما استظهرته منها.

(3)

يعني: أبصرتم، وقد أبقينا الكلمات والأساليب العاميّة الدارجة على حالها.

ص: 213

25 ذي القعدة، سنة 43

الأولاد

(1)

اجهدوا بتعليمهم جزاكم الله خير الدنيا ونعيم الآخرة، والسلام في 25 منه. مستمدّ الدعاء والدكم.

(التوقيع)

يحيى المعلمي

وأيّ حاجة أو منفعة عرّفونا، ونبارك لكم بقدوم العيد السعيد، أعادَ اللهُ الجميعَ لأمثاله سنينًا بعد سنين، آمين.

(1)

من هنا إلى الآخر ملحق في حاشية الرسالة.

ص: 214

رسائل الشيخ المعلمي

إلى

أخيه أحمد بن يحيى المعلمي

(17)

رسالة

ص: 215

الحمد لله

أخي الصفي حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله.

تناولت جوابك، وقد وصل جواب سيدي الوالد حفظه الله مع كتاب من الأخ عبد المجيد إليكم، فهذا جوابي وكتابك مرسل إليك.

أما الأخ مكي فإنه وصل إلى عدن من أجل قضيتهم مع السيد محمد محسن، وذكر أنه لم يفُز

(1)

، ورأيته مائلاً إلى زيارة الهند فلم أوافقه، لأن حالهم ضيق وحالنا غير متسع.

مسألتك مهمّة لي، وقد عرَّفتك بخلاصة رأيي، وإذا انفرجت الأزمة العامة ووثقت من نفسك، فلنا تدبير إن شاء الله تعالى، ومسألة الولد أبي بكر ابن محمد منوطة بمسألتك، فعسى الله تعالى أن يصلح الأمور بفضله وكرمه، والسلام.

في 19 جمادى الأولى سنة 1351

أخوك

عبد الرحمن

(1)

لم تحرر قراءتها.

ص: 217

الحمد لله

الأخ الصفي عافاه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وصل كتابك المؤرخ 13 نوفمبر سنة 34 م، وحمدت الله تعالى على عافيتك وصلاح حالك.

ذكرتَ أنك قبل هذا أرسلت إليّ كتابين أولهما مع ولد باالعلاء، والآخر عن طريق البريد، فأما الأول فلم يصل، وأما الثاني فوصل ولكني تكاسلت عن الجواب كعادتي.

أما أنا فحالي بحمد الله تعالى حسنة، كفاف المعيشة، وهذه الأيام التقلبات كثيرة، ولن ينالنا منها إلا الخير إن شاء الله تعالى.

أما أنت فأنت أدرى بشأنك، واعلم أن سر النجاح الغلوّ في العمل، والاقتصاد في النفقة.

كُتُب سيدي الوالد ــ حفظه الله ــ انقطعت عنا من قبل الحرب، وعسى أن يجيء كتابه قريبًا إن شاء الله تعالى فأبعثه إليك، وأنا قبل أيام جددت إليه كتابًا أستعجل منه الجواب.

أما أخبار البلاد فساكنة، والصلح بين الإمام وابن سعود تم كما بلغكم، ولا شك أنه خير كبير، والأمور الداخلية في اليمن لا تَسُر ولولا حياة الإمام لكان وكان. ونسأل الله تعالى صلاح الأحوال.

أما الأخ مكي فإني قطعت مكاتبته منذ اشتراكه في الفتنة، ولا أدري الآن أين هو. أصلح الله أحوالنا وأحواله، والسلام.

في 13 شعبان سنة 1353

توقيع

ص: 218

الحمد لله.

أخي الحبيب أحمد دام بخير.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لا تؤاخذني بتأخير الجواب إلى الآن عن كتابك المؤرخ 13 نوفمبر سنة 34 م.

سَرَّني تحسُّن حالك زادك الله تعالى رُقيًّا، لا حاجة بي إلى بيان سبب انقطاع المكاتبة ولا بيان شدة حرصي على ترقيك واستقلالك ثقةً بفهمك.

أما أنا فحالي بحمد الله تعالى مستقيمة، قد قنعت بما يتحصَّل من المطبعة؛ لأن خدمتي فيها موافقة لهواي كما تعلم.

وصلني قريبًا كتاب من سيدي الوالد، وطيّه كتاب إليك تراه ملفوفًا بهذا، وقد استغنيت به عن إرسال كتابه إليّ أو شرح ما فيه، وقد أرسلت جوابًا إلى الوالد مع مائة ربية أوْصَلَها الله تعالى.

الأخ مكي كتب إليّ عدة كتب وتكاسلت عن الجواب؛ لأني لم أجد ما أكتبه إلا الكلمات الرسمية، ثم إنه أيضًا قطع المكاتبة.

صِحّتي بحمد الله تعالى حسنة، والولد عبد الله بخير ولا تظنني مطمئن البال من الإقامة هنا، ولكن تمشية وقت، مع وثوقي بأن الإقامة هنا أصلح لي من غيرها، والله يصلح أحوالنا جميعًا، والسلام.

محمد بن صلاح القعيطي الجمعدار شمشير ياورجنك توفي إلى

ص: 219

رحمة الله تعالى

(1)

.

6 ذي الحجة، سنة 1353

أخوك

عبد الرحمن

(1)

وجدت في مجموع (4724) تعليقًا للشيخ في تحديد وفاته. قال: "توفي شمشير ياورجنك محمد بن صلاح القعيطي ليلة السبت 3 ذي الحجة الحرام سنة 1353".

ص: 220

الحمد لله

(1)

.

أخي الصفيّ حفظه الله

(2)

.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتابك رقيم 24 مارس سنة 1936 وصل، وحمدت الله تعالى على عافيتك وصلاح حالك، كتبك السابقة وصلت، ولا عُذْر لي في عدم الجواب، إلا أن ما تعهده

(3)

فيّ من الخُلُق المَرَضي [بفتح الراء]، أو المرض الخُلُقي [بضم الخاء]، أعني الانقباض والرغبة عن المزاورة يزداد تمكّنًا، فإن ههنا أناسًا تقضي عليّ المصلحة بكثرة زيارتهم، ولكن نفسي تغلبني فأدع ذلك حتى إني لا أكاد أتعمد زيارتهم ولو يوم العيد، وفي مقابل ذلك أكره أن يتعمَّد أحد زيارتي ولو يوم العيد.

وحسبك ما بيني وبين الأخ مكي من المودّة لم أكتب إليه منذ سنين؛ بل وعرَّفته أن لا يكتب إليّ، وكذلك حال الشيخ سليمان فإن منزلته في قلبي مكينة، ومع ذلك لا أكاد أكتب إليه إلا شبه المُكْره.

دعنا من هذا، فإنك تعلم حقيقة هذا الأمر من نفسك أنت مني وأنا منك، وليس على وجه الأرض بعد سيدي

(4)

الوالد ــ حفظه الله تعالى ــ من يسرني سروره أزيد منك، ولا أعلم لك ذنبًا.

(1)

"الحمد لله" ليست في (ي).

(2)

بعده في (ي): "أحمد بن يحيى المعلمي".

(3)

طمس بعض الكلمة في (ن)، وأثبتناها من (ي).

(4)

"وجه الأرض بعد سيدي" مطموسة في (ي).

ص: 221

أما ما ذكرته من النقود الموفَّرة، فإني منذ مدَّة أحرص على التوفير وإلى الآن لم يمكني أكثر من ثلاثمائة وسبعة وخمسين

(1)

ربية، مع أني مشهور هنا بالبخل. وهذا المقدار فكَّرت أن أبعث إليك منه بشيء ولكن إلى الآن ما عزمت على ذلك.

أولاً: لأني من نحو سنتين لم أرسل إلى الوالد بشيء؛ لأني قبل ذلك أرسلتُ بما أرسلت به وطلبت الجواب فلم يصل جواب، وكررتُ الكتب ولا جواب، ولا أدري ما السبب أهو تعويق من جهة الحكومة، فإن محمود الحرازي هنا يشكو مثل هذا .. أم غير ذلك.

وثانيًا: قد ضاق صدري من الإقامة هنا وأحبّ أن أخرج شهرًا أو شهرين أنفخ

(2)

.

وثالثًا: دائرة المعارف هذه الأيام في مهبّ الريح، قد أخرجوا اثنين من مصححيها القدماء ممن لهم صِلات وروابط بأهل الحلِّ والعقد، فأما أنا فليس لي شفيع

(3)

إلا لياقتي، وهي في هذا الزمان وهذا المكان أضعف الشفعاء.

ورابعًا: أنا مشتغل بتأليف رسالة مهمة وأحبّ أن أطبعها على

(4)

نفقتي إن أمكن، لأني لا أطمع أن أحدًا يساعدني بطبعها، ولا تطاوعني نفسي أن

(1)

(ي): "ثلاثمائة وخمسين أو سبعة وخمسين".

(2)

"أنفخ" تعبير دارج لأهل اليمن، يعنون به الخروج للترويح عن النفس.

(3)

(ي): "شفاعة".

(4)

"أن أطبعها على" طمس في (ي). ولعل المقصود كتاب "العبادة".

ص: 222

أطلب المساعدة من أحد.

وخامسًا: وهو أضعف الأسباب، أني أرى أن البركة في التجارة إنما هي في النموّ الذي يحصل منها بمعونة الاعتماد على الله عز وجل، والجدّ في العمل والاقتصاد في النفقة.

هذا وإني أعرف وأعترف بأن لك الحق أن تَعْتب عليّ وتلومني وأشد من ذلك، فإنك لا تستطيع أن تفهم كيف أصرف في كل شهر نحو مائة وثلاثين رُبّية مع الاقتصاد، ولا يلزمك أن تحسن الظن بي، وكان عليّ أن أشرح لك نفقتي تفصيلاً، ولكني أرجأت ذلك إلى وقت آخر.

أما قولك: [فاعذروني إذا رأيتم في كتابي هذا من كلمات تنافي الأدب] فإني لم أرَ فيه إلا هذه الكلمة، فإني غَلَبت عليّ الصراحة وبُغْض الآداب المتكلَّفة، وأحب شيء إليَّ: أن تدع قلمك يترجم عن قلبك، مفوِّضًا إليه التعبير عن خواطرك بحريته الكاملة، وقد قيل: إذا ثبتت الأُلفة سقطت الكُلْفة، فما بالك بالأخوّة! مع أن خُلُقي الآن بُغْض التكلّف مُطلقًا.

أما الولد

(1)

أبو بكر بن محمد فإنه كان ذهب هو وأخوه إلى سيدي الوالد ولم يناسبهما المقام، فأما أبو بكر فاحتال ورجع إلى أخواله وبقي عندهم، وسأكتب إليه إن شاء الله تعالى، ولا أظنه يوافق.

وأما أحمد فلم يصبر على البقاء عند الوالد فالتجأ إلى أحمد مصلح وهو باقٍ عنده، وجاءني منه كتاب يناشدني أن أطلبه، وأنه في مشقة شديدة وكنت قد كتبت إلى الوالد في إرساله ولم أُلحّ في ذلك، لأني لا أرى

(1)

"الولد" ليست في (ي).

ص: 223

لأحمد بن محمد مصلحة في المجيء إليّ ظاهرة.

أما الزواج، وما أدراك ما الزواج، فلا أستطيع أن أشير عليك بشيء، لأني في نفسي وجدت الزواج فيه خير وفيه شر، أما خيره فحفظ العفة والنّاموس. وأما شرّه: فكثرة المصارف ونكد الخاطر دائمًا وغير ذلك.

والنساء أشبه بالضأن؛ جوف لا يشبعن، وهِيم لا ينقعن، وأمر مُغويتهنّ يتبعن، ولاسيما في اللباس والحليّ، أشدّ شيء على المرأة أن ترى عند صاحبتها حُليًّا ليس عندها أغلى منه، أو لباسًا ليس عندها أجمل منه، والأمر أشد من ذلك، فإن لم

(1)

يوافقها زوجها ــ وطبعًا لا يقدر على موافقتها ــ أدخلت عليه الهمّ والغمّ، أما أنا فإني لا أبالي بهوى زوجتي ولكن لا أسلم من الغم ونكد الخاطر وتكدّر الحال.

وبالجملة، فإني أحبّ أن تتزوج لأن خير الزواج أهمّ من شرِّه كما تعلم، ولكني لا أقدر أن آمرك لما ذكرت أن تعبه أعظم من راحته. فعليك أن تستخير الله عز وجل، فإذا غلب ميلك إلى الزواج فاجتهد أن تكون امرأة موافقة، واستخر الله تعالى فيها ثم تزوج.

وقد قال سفيان الثوري: من تزوج فقد ركب البحر، فإذا وُلِد له فقد انكُسِر به، يعني انكسرت سفينته

(2)

.

وأما الوَحْدة فإني أشدّ منك فيها، والله ما أعلم إنسانًا هنا يؤنسني الاجتماع به إلا واحدًا هو الشيخ أحمد العبادي، ومع ذلك فلا أكاد أجتمع به

(1)

"لم" ليست في (ي).

(2)

أخرجه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي"(1/ 103 رقم 66).

ص: 224

في السنة ثلاث مرات، وليس هو كما أحب من كل جهة. أما بقية النّاس فإن اجتماعي بهم يكدِّرني ويغمّني. وكنت سابقًا أروّح نفسي في الشهر مرتين بمشاهدة السينما، ثم رغبت عنها لأسباب منها:

أن الألعاب الجديدة أوغلت في الفُحْش والخلاعة، وتلك سماجة تذهب اللذة.

وثانيًا: أنها لمّا

(1)

صارت مع النطق والكلام صار ثلاثة أرباعها غناءً ومعظم لذة السينما إنما هو في القصّة، وأما الغناء الهندي فلا أستلذّه.

وثالثًا: وهو أضعف الأسباب أن المنتمين إلى العلم والدين هنا مقاطعون للسينما.

أما الفُرجة والنزهة فلا حظَّ لي فيها؛ لأن معظم شروطها الإخوان وأين هم؟ !

ولهذه الأمور شَمِطَت لحيتي، وضاقت جدًّا طبيعتي، وصرت كما قيل:

عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى

وصوَّت إنسان فكِدتُ أطيرُ

(2)

وبالجملة، فحياتي ههنا تعيسة بئيسة والحمد لله على كل حال، فإن نِعَمه سبحانه وتعالى عليّ وعلى خلقه لا تحصى، ومن أعظم ذلك أنني بحمد الله تعالى لا أحتاج إلى أحدٍ من الناس، وأني رُزِقت شيئًا من اللّذة في الكتب، وقد وجدت لذَّة في كتابتي لهذا الجواب على خلاف العادة فطوّلته،

(1)

ليست في (ي).

(2)

البيت للأحيمر السعدي من قصيدة له، انظر "الشعر والشعراء":(2/ 787).

ص: 225

وأجدني مشتاقًا إلى التطويل، ولكن أخشى أن تعدّ أكثر كلامي نوعًا من الهذيان، ولعلّه كذلك.

وصل كتابك هذه الليلة، ليلة ثامن محرّم، وأهل البلد منشغلون بألعابهم المحرميّة، وأنا هذه السنة رغبت عن التفرج، مع أني كل سنة كنت أصرف أكثر هذه الليالي فيه، وكنت هذا اليوم قد اشتغلت

(1)

بالكتابة في الرسالة المذكورة آنفًا حتى سئمت وترددت في الخروج للتفرج، فلما جاء كتابك انفتح لي هذا الباب فشرعت في كتابة الجواب، وخشيتُ إن أنا أخرته أن تهيج بي طبيعتي المعهودة فيتأخر.

وأقسم بالله تعالى لولا أن عندي شيئًا من العلم أرجو أن ييسر الله تعالى نشره، وأن طاعتي لله عز وجل حقيرة، أرجو إن طالت بي حياة أن ييسر الله تعالى لي خيرًا منها لكان الموت أحب إليّ من الحياة، بل لكان الموت هو المحبوب والحياة مكروهة، هذا معتقدي الآن ولا أدري ما يحدث بعد، والسلام.

أخوك

عبد الرحمن

(1)

"الليالي فيه وكنت هذا اليوم قد اشتغلت" طمس في (ي).

ص: 226

الحمد لله.

الأخ الصفي حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

العفو من عدم الجواب على كتابك، وما ذاك إلا لأنني بقيت متحيرًا أقدِّم رجلاً وأؤخر أخرى، حتى وصل كتاب سليمان أخيرًا فظهر لي أن الخير فيما اختاره الله تعالى.

وطبعًا إنك متكدر من تراخي المكاتبة، ولكن أنت تعلم طبيعتي أنني لا أهتم بالمكاتبة ما لم يكن هناك موجب غير مجرد ما يسمونه: المعاهدة. وأسباب غير ذلك لعلها لا تدق عن فهمك.

صدر جواب سيدي الوالد عن كتابي الأول، وقد أرسلت له أول رمضان بقريب من المبلغ الأول، وعندما يصل جوابه إن شاء الله أرسله إليك واحتفظ بكتبه لا تضيع، والسلام.

أخوك

ص: 227

الحمد لله.

سيدي الأخ الصفي أحمد بن يحيى المعلمي العتمي، سلمه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ما أدري كيف أعتذر إليك من تأخير الجواب، ولقد سوّدت الجواب مرارًا ثم لا تطمئن نفسي إليه فأقول: لعل التأخير إلى مدة خير، والآن حصحص الحق وحق كتابة الجواب على أي حال كان.

فأنا الآن أبوح إليك بالحقيقة، معاشي الذي أتقاضاه شهريًا لا يفضل عن مصاريفي بعد محاولة الاقتصاد؛ لأن أثمان الأشياء ارتفعت جدًّا تتراوح ما بين خمسة أضعاف إلى ما فوقها لا يُستثنى من هذا شيء، حتى التراب الأحمر ــ وهو من تراب هذه الأرض ــ لا يُجْلَب إليها من الخارج ولا ينقل منها إلى الخارج إلّا في .... إن العامل يحفر خارج البلدة بنحو ميل ثم يحمله إلى بلده ويبيعه. فالقدر الذي كان يباع بآنة

(1)

يباع الآن بخمس آنات وأكثر.

وكان الأخ سليمان وعد بأنه سيجيء إلى هنا فلم أزل أترقب قدومه لأشاوره في أمرك حتى أستطيع أن أشير عليك بأمر يُرجى أن لا تكون عاقبته أن تلومني. وقد قيل: في كلِّ وادٍ بنو سعد

(2)

.

الأمور هنا مضطربة وتؤذن بانفجار شديد تصير به هذه البلدة مثل جهتكم أو أشد خطرًا، ومن القواعد الفقهية:"الضرر لا يزال بالضرر".

(1)

الرّبية الهندية كانت تساوي 16 آنة.

(2)

الجملة غير واضحة، وهكذا قرأتها بعد تأمّل.

ص: 228

هذا والولد عبد الله يقبّل يديك، وقبّل عني خدود الأولاد، ومن الله العون، والسلام.

في 12 رمضان سنة 1366

أخوك

ص: 229

الحمد لله.

الأخ الصفي أحمد بن يحيى العتمي، دام بخير.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وصل كتابك الأخير الملفوف بكتاب الأخ سعيد بامردوف، ولا أكتمك يا أخي أنني أيضًا قد سوّدت قبل وصول كتابك عدة مكاتيب ثم لا أرى فائدة لإرسالها، وكذلك بعد وصول كتابك، والآن قويت الهمّة على إرسال هذا.

أرجو أنني غير خالي الذهن من التفكّر في شأنك، ولكن أكره أن أشغلك بالتفكّر في شأني، فاعلم يا أخي أن الأحوال هنا من عدة سنين متضايقة، وهي الآن كذلك، والأمور السياسية مضطربة جدًّا لا يُدرى عما تتمخض، واستقراري الآن متزلزل لا أدري لعلي أضطر إلى التحول، وما لم يطمئن البال بالاستقرار لا أقدر أشير عليك بشيء. وأرجو إذا هدأت الأمور وظهر الاستقرار العام والخاص أن أكتب إليك بما ينبغي.

هذا خلاصة الأمر الآن، ولا تظن أنني مضطرب أو منزعج أو مشوَّش، بل أنا بحمد الله عز وجل في خير ولكن الأحوال نفسها مضطربة ومشوشة، وبالجملة فلا يمكنني الآن أن أشير عليك، وإذا أراد الله تعالى [شيئًا] هيأ أسبابه، والسلام.

أخوك

عبد الرحمن

ص: 230

له الحمد.

في 22 رمضان سنة 1369.

الأخ الصفي أحمد بن يحيى بن علي العُتْمي دام بخير.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وصلت إشارتكم بواسطة الأخ سعيد بامردوف، ولم أعتنِ بجوابها؛ لأن الكتابة تثقل عليّ ما لم تكن لفائدة مهمة، ومجرد الإخبار بالعافية والسؤال عنها لا يهمني.

ثم سافر الأخ سعيد بامردوف إلى حضرموت، وبعد سفره بمدة تجدّد ما أوجب أن أكتب إليك.

باكستان انضمَّ إلى أهلها مثلهم أو أكثر فضاقت سُبُل المعيشة إلا على من بيده رأس مال وافر، وبقية الجهات كذلك أو أشدّ، فلا تحدّث نفسك بالخروج عن تلك الجهة، فإنه كما قيل:"كالمستجير من الرمضاء بالنار".

وصل مكتوب من الأخ عبد المجيد يفيد أن حاله حسنة، وكذلك حال الأخت سعيدة.

الولد أحمد بن محمد بن يحيى بقي هنا مدة في حال حسنة، ولكنه بحماقته لم (يطل) بها. ثم أدته حماقته إلى (واستقر رأيي ورأي جميع

ههنا

) سفره إلى اليمن تخفيفًا للمصيبة، فعرض عليه ذلك، فامتنع وبقي يعذّب نفسه [تعذيبًا] بالغًا، ثم رضي بالسفر، فغرمنا عليه وسافر إلى عدن واسترحنا.

ص: 231

موجب الكتابة أنني كنت منذ ثلاث سنوات [تقريبًا] أتوقع السفر عن قرب فاحتجت إلى الاقتصاد من المعاش لأجل مصاريف السفر، وتبيّن لي الآن أنه لا يمكنني السفر إلى سنتين أو أكثر. وأُلهمتُ أن أتوكل على الله وأوثركَ بالخمسمائة الربية التي اجتمعت عندي لتضمّها إلى رأس مالك، وتضاعف (أموالك) في عملك، لكن إرسالها إليك تعسَّر.

وقد سألت بقايا العرب ههنا لعلّي أجد من له علقة بسوربايا

(1)

، فيحوّل لك بقدر خمسمائة ربية كَلْدار وأسلمها هنا، فما وجدت إلى الآن.

ولو كان الأخ سعيد بامردوف هنا لسهل الأمر، فانظر أنت إذا كان أخوه يرغب في ذلك يدفع إليك مقدار خمسمائة ربية هندية كلدار، وتعرّفني أرسلها إلى الأخ سعيد، فإن الإرسال من هنا إلى حضرموت متيسر. فإن لم [ترغب] في ذلك فابحث لعلك تجد غيره. والمقصود أن عندي خمسمائة ربية هندية كلدار

لك. والسلام.

أخوك

عبد الرحمن

(1)

مدينة كبيرة بإندونيسيا.

ص: 232

الحمد لله.

الأخ الصفي أحمد بن يحيى المعلمي، حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وصل جوابكم وحمدت الله تعالى على عافيتك مع الأولاد، وأرجو أن يكون اهتمامي بشأنهم قريبًا من اهتمامك، ولكني إلى الآن ما رسخت قدمي هنا، وعسى الله تعالى ييسر ذلك قريبًا، وحينئذ نسعى في استدعاء بعضهم إن لم يتيسر استدعاء الجميع.

الأخ عبد المجيد قد رجع إلى البلاد وسنرسل إليه جوابك إن شاء الله تعالى.

قد أحسنت بتزويج فريدة إذ يسر الله تعالى الكفء الصالح إن شاء الله. والولد عبد الله إلى الآن في باكستان، وإذا يسر الله تعالى رسوخي هنا فستُقْضى جميع المطالب على ما يرام إن شاء الله تعالى.

وهذا على عجل، ومن الآن إن شاء الله تعالى ستتصل المكاتبة بقدر الإمكان. وقبّلوا عني وجنات الأولاد. وإخواننا هنا يسلمون عليكم، والله ييسر للجميع خيرَي الدارين بفضله وكرمه.

29 محرم سنة 1373

أخوك

عبد الرحمن

ص: 233

الرَّحِيمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ بِسْمِ

سيدي الأخ الصفي أحمد بن يحيى المعلمي ــ حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مضت مدة لم يكتب فيها أحدنا إلى الآخر، وليس لي عذر إلّا أن أحوالي هنا لم تنتظم انتظامًا يمكنني مما أحب، فأما أنت: فأنا عارف بعذرك، وعسى الله تعالى أن يهيئ الأمور وييسر كل معسور بفضله وكرمه.

الأخ عبد المجيد قدم للحج هذه السنة، وقد كتب إليك كتابًا تراه مع هذا.

دعائي لك ولأبنائك متواصل إن شاء الله تعالى. والسلام.

في ذي القعدة سنة 1374

أخوك

عبد الرحمن بن يحيى المعلمي

بمكتبة الحرم المكي بمكة المكرمة

ص: 234

الرَّحِيمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ بِسْمِ

سيدي الأخ الصفي أحمد بن يحيى المعلمي العتمي حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أرجو الله تعالى أن تكون أنت وأهلك وأولادك بخير وعافية، وأسأله تعالى أن يديم لكم ذلك ويصلح سائر شؤونكم، أنت تعرف عيبي في التقصير في المكاتبة، والعيب إذا استحكم ربما لا يبقى وجهٌ للعَتْب عليه، وعلى كل حال فالحق لك.

في موسم الحج الماضي جاءنا الأخ عبد المجيد وكتب إليكم كتابًا لا أدري وصل أم لا، أما أنا فبعد وصولي هنا لم تتهيأ الأمور كما ينبغي؛ لأن ذاك يستدعي أعمالاً لا يدعني كسلي وغيره من خلائقي أن أؤديها، ثم تحسَّنت الحال أخيرًا إلى حدٍّ ما، وشَرعتُ أفكر في ترتيب الأمور الأقرب فالأقرب، أسأل الله تعالى التيسير والتوفيق.

الولد عبد الله لا يزال إلى الآن في باكستان يتعلم، ونريد أن نطلبه إلى هنا بعد

(1)

سنة تقريبًا، ولعلنا نحصل له على خدمة هنا، وزوجتي لا تزال في الهند وهي مريضة مرضًا مزمنًا لا يمكنها معه القيام بمصالح نفسها فضلاً عن غيرها، وأنا مرتّب لها معيشتها هناك، ولي فكرة في الزواج إذا وجدت امرأة عاقلة فيها بقية.

(1)

الأصل: "بعده".

ص: 235

ولا يزال فكري مشغولاً بشأن أولادك لكني كنت أقول: القضية التي لا يسعني أن أعمل فيها شيئًا الأولى أن أحاول الغفلة عنها.

أما الآن فأرجو أنني بعد ترتيب الأمور القريبة أتمكن من عمل شيء في قضيتك، فأرجو أن تسامحني وتعرِّفني بحالك وحال أولادك، فأما الدعاء لك ولأولادك فهو على كل حال مبذول، والله تبارك وتعالى لا يُضيع دعاء سائل، ولا عمل عامل، أسأله سبحانه التوفيق لنا جميعًا وإصلاح شؤوننا كلها بفضله وكرمه، والسلام.

أخوك

عبد الرحمن بن يحيى المعلمي

في 9/ رجب سنة 1375

عنواني هنا: مكة المكرمة

ــ مكتبة الحرم المكي ــ عبد الرحمن المعلمي

ص: 236

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

في 28 شعبان 1375

الأخ العزيز الشيخ أحمد بن يحيى المعلمي، حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتابك المؤرخ 20 شعبان سنة 75 وصل، وحمدت الله تعالى على عافيتك أنت والأولاد، وأسأله تعالى أن يزيدنا وإياكم خيرًا.

أرجو العفو والمسامحة، كانت هزَّتني أريحية السرور بجوابك، فشرعت أكتب جوابًا مفصَّلاً، فكتبت ورقة ثم

فرأيت ذلك يطول، ونحن كما يقولون في عصر السرعة، فعدلت عن ذلك معللاً نفسي برجاء أن يمنّ الله عز وجل بالاتفاق فنتمكن من التفصيل.

أما تحسّن حالي فلله الحمد، ولم تكن قبل ذلك حالي سيئة، لكن الإنسان ما دام حيًّا لا يخلو من مطالب إذا قصرت يده عنها عد حاله سيئة، مع أنه إذا بسطت يده امتدت عينُه إلى مطالب أخرى وهلمّ جرّا. وأنا الآن في صدد تأمين أهم المطالب، وأسأل الله تعالى التوفيق.

الأخ عبد المجيد حجَّ العام الماضي ومعه ولده عبد اللطيف يريد أن يبقيه عندي فلم يتيسر ذلك؛ لأني وحيد مشغول، والولد صغير لعّاب يحتاج إلى من يحفظه، وكان ــ أعني عبد المجيد ــ يريد أن يتداوى لأنه اعتراه بياض الجلد، فلم يتمكن لأن الطب هنا لم يبلغ درجة عالية، والسفر إلى

ص: 237

الخارج يحتاج إلى نفقات باهضة لا تتهيَّأ لي، ومن المؤسف أنه لم يستصحب معه غير نفقة الوصول إلى هنا، مع أن الحجاج الواردين من أصحابنا وغيرهم مجمعون على أنه قد صار من أغنى أهل بلاد الرَّيمي، حتى وصفه بعضهم بأنه يضاهي عميد بيت الرَّيمي ويزيد عليه بأنه ممسك وذاك متلاف.

والحاصل أنه بحمد الله عز وجل في راحة، فأما ذاك المرض فإنما ضرره تغيير اللون، والعلاج لا يُصْلح ما تغير بل غايته الإيقاف من الزيادة وليس في ذلك كبير فائدة لأن التغير قد انتشر، ومع ذلك فنيتي أني بعد تأمين المطالب الضرورية أساعده إن شاء الله على مرغوبه. والأحسن أن تكتب أنت إليه مكتوبًا لأرسله إليه، فذلك أولى من أن أرسل إليه جوابك إليّ.

وبقيت واحدة من الكرائم حالها حسن، وأرسلت لها في العام الماضي صلة يسيرة. الكريمة عطية توفيت وبقيت بنتها من إبراهيم القاضي مزوجة بابن القاضي محمد، وجاءنا ابن هذه البنت وأقام مدة ثم عاد وتزوج بنت الأخ عبد المجيد.

الأخ محمد ــ رحمه الله ــ كان ابنه أحمد جاءني إلى الهند وتحصلنا له على خدمة، ثم ساءت طباعُه جدًّا فآذى نفسَه وآذاني وترك الخدمة، فكان أقصى جهدي أن اجتهدت في ترغيبه في السفر إلى اليمن، وهو الآن في الحِجَرية، وأرسلت له صِلَة كبيرة، أما أخوه أبو بكر فتوفي وترك ولدًا يقال له محمد عمره نحو خمس عشرة سنة، وهو الآن بعدن يتعلم في المعهد التجاري، وقد راسلته وفي نيتي أن أطلبه، فإذا رأيته يصلح للبقاء هنا ورغب في ذلك أبقيته.

ص: 238

ابني عبد الله لا يزال بكراجي، وبقي عليه في التعليم سنة ثم نطلبه إلى هنا إن شاء الله تعالى.

ههنا من أصحابنا محمد وعبد الرحمن ابنا عبد الرحيم المعلمي، وأبناء أخويهما عبد الله وعبد الصمد وحالهم حسنة.

كتبت إلى هنا في التاريخ المذكور أعلاه ثم توقفت لأني أردت أكتب في شيء يتوقف على أسباب منتظرة، فرجوت أن يتبين حالها عن قرب، ولكنها تأخرت جدًّا، فرأيت تسجيل الجواب وتأخير ذلك الأمر إلى وقته.

تعليم الأولاد وإعدادهم لمعترك الحياة ضروري، ولا بد أن يهيئ الله تعالى أسباب المعونة. أرجو أن أتمكن بعد هذا من شرح الحال بأصرح من هذا كما أطالبك بمثله، تحيتي ودعائي للأولاد، والسلام.

أخوك

عبد الرحمن

ص: 239

الرَّحِيمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ بِسْمِ

في 6 ذي القعدة سنة 1375

الأخ العزيز الشيخ أحمد بن يحيى المعلمي حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتابكم الكريم المؤرخ 2 شوال وصل، وحمدت الله تعالى على عافيتكم وصلاح أحوالكم، وأسأله أن يديم لكم ولنا نعمه ويزيدنا من فضله، ويبارك في الابن الحَدَث ناصر وإخوته، ويصلح جميع الأمور بفضله وكرمه.

قضية الحج عن أحمد بن سالم جبر لا تتيسر لي أنا، وأنا أحج هذه السنين عن نفسي إلا سنة واحدة ألحَّ عليّ بعضُ النّاس ودفع له ما يعادل عشرة أضعاف المبلغ الذي ذكرت، ولا تكاد تجد أحدًا ههنا يحج بالمبلغ الذي ذكرت إلا نادرًا، فإذا أراد صديقك أن نبحث له عن بعض طلبة العلم وندفع له ما يعادل المبلغ المذكور ليحج عن أحمد بن سالم، فاقبض أنت المبلغ ثم عرّفني، فإن وجدت عرفتك بذلك، وإلا أرجعتم المبلغ لصاحبه، والسلام.

أخوك

عبد الرحمن

ص: 240

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

سيدي الأخ العزيز الشيخ أحمد بن يحيى المعلمي، حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أسأل الله تعالى أن يبارك للجميع في شهر الصّيام ويصلح جميع الأمور، ويوفقنا جميعًا لما يحبه ويرضاه.

أرجو العفو والمسامحة من تأخير المكاتبة، أرجو أن تكون أنت والأولاد بخير وعافية.

ابني عبد الله عندي الآن، وقد تعبنا كثيرًا في طلبه إلى هنا، وحصول الإذن له بالإقامة.

أحبّ إرسال هدية للأولاد، لكن الإرسال من هنا فيه شيء؛ لأن الواسطة الميسرة مخسّرة بمقدار الثلث تقريبًا، فأرجو أن يتيسر لكم الاتفاق مع بعض العازمين على الحج من هناك، تحولون لهم عليّ مبلغ ألف ريال سعودي على أن تأخذوا منهم مبلغ عشرة آلاف ربية جاوي، أو على الأقل تسعة آلاف وهم الرابحون؛ لأنهم إذا جاءوا بربيات جاوية إلى هنا يحتاجون إلى صرف ألف ربية بتسعين ريال، وإذا طلبوا من يحول لهم من هنا لا يعطيهم في مقابل الألف ربية إلا سبعين ريالاً أو نحوها، فإذا لم تجدوا فانظروا من يقبل التحويل.

على أي حال أسأل الله تعالى أن يهيئ الأسباب وييسر الأمور ويلطف بالجميع.

ص: 241

الولد عبد الله يُسلّم عليكم وعلى الأولاد، والدعاء مبذول، ومن الله القبول، والسلام.

في 26 شعبان سنة 1377

ص: 242

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

13/ 12/ 1377

الأخ العزيز الصفي الشيخ أحمد بن يحيى المعلمي حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وصلني مكتوبك الكريم المؤرخ 17 ذي القعدة سنة 1377، وحمدت الله تبارك [وتعالى] على عافيتك وعافية الأهل والأبناء، أسأل الله تبارك وتعالى أن يصلح شؤون الجميع وييسر جميع المقاصد بفضله وكرمه.

الولد عبد الله يسلم عليكم ويقبل يديكم وهو الآن بجدة؛ لأنه اختار أن يتحصَّل على خدمة هناك، ولم يسعني إلا السماح له لأنني أحبّ أن يشقَّ طريقه بفكره ورأيه، وعلى كل حال فهو بحمد الله تعالى حَسَن السيرة، طيب الأخلاق، بعيد عن مخالفتي، وأرجو أن يفوز بمقصوده قريبًا إن شاء الله تعالى، تعليمه متوسّط يكفي لحصوله على خدمة طيبة.

قضية زواجه فِكرتي فيها موافقة لفكرتك، وقد كنت لمَّحت له، فإذا رأيه أنه يريد أولاً أن يتحصَّل على الخدمة ويستقر فيها.

الولد محمد يسرّني أن أراه وأن يبقى معي، لكن ينبغي أن نفكر أولاً في الرخصة؛ لأن قانون البقاء هنا يُشدد، فالقادم للحج أو الزيارة لا يمكن أن يرخّص له البقاء بحال، والقدوم لغير ذلك لا يُرَخّص به إلا لمن تحتاج إليه الحكومة أو تحتاج إليه بعض الشركات، بعد أن تثبت اضطرارها إليه وعدم

ص: 243

وجدانها لمن يقوم مقامه، حتى الحاملون لجوازات يمنية صاروا يشدّدون عليهم، وكانوا قبل سنتين أو ثلاث يتسامحون معهم، غير أنني سأستشير بعض أهل الخبرة وأعرفكم إن شاء الله تعالى. هدية الأولاد أرسلتها.

وحُرّر هذا على عَجَل فسامحوا، والسلام.

أخوك

عبد الرحمن بن يحيى المعلمي

ص: 244

الرَّحِيمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ بِسْمِ

الأخ العزيز الشيخ أحمد بن يحيى بن علي المعلمي اليماني العتمي، حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتابك الكريم المؤرخ 27 شوال سنة 1378 وصل، وحمدت الله تعالى على صحتك وعافيتك أنت والأولاد، وسرّني عزمك على إرسال الولد محمد بارك الله فيه، وذكرتَ أنك تسعى في استخراج جواز أندنوسي له، فإذا تم ذلك فعرفني حتى نستخرج له الرخصة وغير ذلك عند وصوله إن شاء الله تعالى يدبر الله الأمور بأفضل تدبير.

الأخ عبد المجيد وصل للحج كعادته هذه السنين، وكتب إليك ورقة تراها طيَّ هذا، والرجاء من الله تعالى إصلاح الأمور كلها بفضله وكرمه.

الولد عبد الله يسلم عليك ويقبّل يديك وهو الآن في جدة، أسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لما يحبه ويرضاه، والسلام.

3 ذي الحجة سنة 1378

أخوك

عبد الرحمن بن يحيى المعلمي

ص: 245

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

أخي العزيز الشيخ أحمد بن يحيى المعلمي، حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أرجو أن تكون مع الأولاد والأهل بخير وعافية. وصلني كتاب من ابني عبد الله يذكر أنه وصله منكم كتاب بعزمكم على إرسال اثنين من أبنائكم، وأنه كتب إليكم جوابًا وذكر فيه شيئًا يتعلق بالجواز، ثم تذكّر بعض مشكلات الجوازات، ويريد أن يكتب إليكم كتابًا آخر.

والحقيقة أن قضية الجوازات وما يتبعها معقّدة جدًّا، وأنا نفسي بعد اللَّتيا والتي حصلت على الجنسية السعودية، أما ابني عبد الله فلم يتهيأ لنا ذلك، وهو إلى الآن بالجنسية اليمانية ويعاني من المتاعب.

والذي أرى الآن إذا عزمتم على إرسال الابنين: أن ترسلوهما بجواز إندنوسي حفظًا لخطِّ الرجعة، مع التأشير عليه من السفارة السعودية عندكم، وعند وصولهما نبذل الوسع وعسى ولعل. القانون هنا مشدّد جدًّا، والنّاس يغامرون في التحايل عليه، ونحن لا نحسن المغامرة والأمر بيد الله.

وأما التذاكر فقد ذكر عبد الله أنه مستعد وقد أكدت عليه في ذلك وعسى الله سبحانه أن ييسر الأمور.

سلامي ودعائي لأبنائكم، والله يحفظكم. والسلام.

10/ ذي القعدة الحرام سنة 1384

أخوك عبد الرحمن

ص: 246

رسالتان من شيخه أحمد بن محمد المعلمي

ص: 247

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله.

إلى حضرة الولد الوجيه، الأريب النبيه، العلَّامة الفقيه: عبد الرحمن بن يحيى المعلِّمي ــ كان الله لنا وله خير حافظ وولي ــ، السلام عليه وعلى مَن لديه ورحمة الله وبركاته. والله المسؤول أن يحفظ أمير المؤمنين وينصر به الدين. آمين.

صدرَتْ للعهاد ولطلب الدعاء في التوفيق بنشاط الأجساد في فعل الطاعات والاستعداد، نسال الله القبول.

وما ذكره الولد من الضنِّ بالإمداد إلى آخر المقول، فليس كذلك، بل سهو ونسيان، وأمرٌ آخر لعله لا يسمح به اللسان إلا بعد تأبٍّ وامتناع، وهو التسهيل في شأن إحياء ما بين العشائين كأنه أفضل من صوم على الإحياء لا يستطاع

(1)

، وكذا صلاة الصبح تكون قضاءً في بعض الأوقات. ولكن مع كثرة القيل والقال صار العلم يُعرف بالرجال بعد أن كانوا لا يُعرفون إلا بالأعمال بمشاهدة المتابعة منهم في كل حال.

وتوهَّمتم بأنا ذكرناكم من جملة المشايخ في السؤال. فقد كان الجواب عن الدرهم سيحصل بالجواب على الفقيه محمد عبد الرزاق اطلبوه منه.

ومما ذكرنا فيه أن الموعظة تكون

(2)

ضمن قصة أو لغزٍ لتتمكن في

(1)

كذا هذه العبارة!

(2)

كلمة لم تتبين.

ص: 249

القلوب، وأن المقصود من السؤال لازم الخبر لا فائدة الخبر وإشاعة الملازمة لمن له أعلى الرُّتب، والموالاة فيه من أفضل القرب. والإشارة في ذلك إلى قوله: "إن الله اختارني

" إلخ، و"خيركم قرني

" إلخ، وما أحسن قول الهمزية:

تتباهَى بك العصورُ وتسمو

بك عَلْياءُ بعدها عَلْياءُ

فالإضافة إلى أرباب الصدور تعمُّ جميع المقاصد الدنيوية والأخروية والأعمال الدينية والدنيوية، كما حمل بعض العلماء "الماعون" على كل ما يُطلب حتى القلب ماعونٌ لمهبط التجليات الربانية.

هذا، ونروي السند مسلسلًا بالحفاظ المعروفين، وللإنسان أن يروي [عن النووي]

(1)

من فقه وحديث وأوراد بالسند المذكور، وكذا غير النووي كذلك.

وأخبرنا بذلك شيخنا السيد العلامة داود بن عبد الرحمن حجر رحمه الله حيث ننقل السند عنه. والمقصود من السند ما حرَّرناه في الفائدة، وكلُّ فائدة أو دعاء أو ذكر لا يُسند فحكمه حكم اللقيط، فأمر السند ومعرفته أمر مهمّ جدًا.

والدعاء وصيتكم، لا تنسونا منه وفي حفظ الله لا برِحْتم، والله يحميكم وشريف السلام، وحرّر غُرَّة شعبان سنة 35

(2)

.

مستمدّ الدعاء وباذله، فقير ربه الغني

أحمد بن محمد بن سليمان بن المعلمي وفقه الله

(1)

لم تظهر من الكلمتين إلا "وى" لانثناء الورقة من تحت.

(2)

يعني 1335.

ص: 250

الحمد لله وحده.

إلى حضرة العلامة النحرير والبدر المنير، الولد الوجيه الفقيه عبد الرحمن بن يحيى المعلمي ــ سلَّمه الرب العلي ــ.

السلام عليه وعلى مَن لديه يغشاهم كلِّ بكرةٍ وعشي. والله المسؤول أن ينصر أمير المؤمنين، وأن يرزقنا بركة ولايته آمين. وأن يجعلنا أجمعين ممن شملتهم الرحمة والمغفرة بهذه الخواتم بحق نبيِّه وآله الطيِّبين. وبعد فصدرت للإلف للعماد، ولتكبير الوداد ولطلب الدعاء بالتوفيق لعمل المعاد. ولا يخفى بأنه قد طال تأخير الجواب لحصول أشغال وأسباب، ثم اقتضى الحال التحقيق بعد وصول الحاج محمد عبد الرحمن، وأخبر عن أمور الجرائد يحققها ويوجب الجهاد على كل فرد غير المعذورين إذا نصحوا لله ورسوله، ومن النصيحة الدعاء الذي يُقنت به في وتر رمضان لما فيه من جمع الكلمة، ولأن عمر أمر به في بدء الجهاد وكذلك في غربة الإسلام. وبيان دسائس الكفار وهو حصر البحر حتى التجوا للبضائع وأخرجوها ودسُّوا فيها

(1)

للعرب وذهبيا حتى أخذ الكفر الاسكندرية من البحر والعرب من البر، ومكران والصقلِّية كذلك. والحديدة سيعملوا بها كذلك، والبضائع تخرج للعرب من الخوجة وغيرها.

ونخبركم بأنه حصلت للمرحوم زيارة بنياية الشيخ سعيد الآتي من مكة وزيارة من الحاج بعد أن كان يائس، فشكا الحال على بعض الأخيار، فجعل له شفاعة إلى الشريف فيصل بن حسين فأوصلوا الزوَّار إلى ابن رشيد

(1)

كلمتان لم تتبينا.

ص: 251

وأدخلهم على خمسين خمسين بسبب هدنة بين المتقاتلين من أهل المدينة ومكَّة حصلت بينهم ليقبروا القتلى، ويجدِّدوا العدَّة، وحصل النفير على الاسكندرية حينئذ. وبلغ أخذهم لها وخرَّبوا المساجد. والرهن وقع بعد أن قُتل أنور وعبد الحميد قتله الألمان خطأً. فهذا ما نحقق لكم إجمالًا، وأما كتابه فينبغي إبقاؤه والتنبيه على الدسائس التي فيه، وهوا ....

(1)

اتركوا لي أصحابي. وصرَّح أكثر الأئمة بأنهم أولاد [المشركين]

(2)

مثل مالك والشافعي، وأن عذاب القبر لا حقيقة له، وأظن بل أتيقَّنُ أن الدسائس قد سَرَتْ إلى الناس من قديم الزمان بهذه الجهة، فتراهم يقولون لصاحب الدهاء والذكاء والحفظ: هو ابن زنا، ويكنون عن الجوع بسيدي حسن، وعن الهَنِ الذي لا يُذكر بـ "حسين" يأمروا الصبية بسترته.

وكل هذه دسائس كفرية من أمثال كتاب "زهر الربيع". ولقد نبه القاضي الجمالي علي السماوي بأنه من تصنيف بعض الرافضة والباطنية المعروفة بالقرامطة والإسماعيلية.

فهذا ما نفيدكم، ونأمركم بإرشاد الناس إلى التحذير من ذلك جميعًا، وللدعاء وأن قطع البضائع هو من الضرر في الدين.

وفي حفظ الله لا برحتم والله يحميكم وشريف السلام.

نعم صدر ما حررناه في الكراسي وأنتم بالخيار إما أن تنقلوه للحقير وإلا أرجعتموه. لا تسهّلوا، لا تسهلوا من إرجاعه. وقد حرَّرنا الإجازة في ورقة مستقلة حسب طلبكم والدعاء وصيتكم وشريف السلام.

(1)

طمس كلمة أو أكثر.

(2)

قطع في الورقة ولعله ما أثبت.

ص: 252