المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ الانتقال إلى عدن: - آثار عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني - جـ ١

[عبد الرحمن المعلمي اليماني]

فهرس الكتاب

- ‌القسم الأولمقدمة تعريفية بالمشروع

- ‌تمهيد

- ‌المبحث الأولقصة بداية المشروع

- ‌المبحث الثانيتفاصيل العمل في مراحل المشروع

- ‌المرحلة الأولى:

- ‌المرحلة الثانية: النَّسْخ

- ‌المرحلة الثالثة: الإدخال على الحاسوب، والصف والإخراج

- ‌المرحلة الرابعة: التحقيق وما إليه

- ‌المرحلة الخامسة: التحكيم

- ‌المرحلة السادسة: الفهرسة

- ‌المرحلة السابعة: تكميلية نهائية

- ‌المبحث الثالثالصعوبات وما إليها

- ‌القسم الثانيترجمة العلامة عبد الرحمن المعلِّمي

- ‌المبحث الأولمصادر ترجمة المعلمي

- ‌المبحث الثاني‌‌اسمه ونسبه، ومولده ونشأته

- ‌اسمه ونسبه

- ‌ ولادته

- ‌ نشأته

- ‌المبحث الثالثتنقلات الشيخ ورحلاته

- ‌1) الرحلة إلى الإدريسي(1)(1337 ــ 1341)

- ‌ الانتقال إلى عدن:

- ‌ الانتقال إلى إندونيسيا:

- ‌2) الرحلة إلى الهند (1345 - 1371)

- ‌ حياته العلمية

- ‌3) رحلته إلى مكة المكرمة (1371 - 1386)

- ‌ حياته العلمية

- ‌المبحث الرابعأُسْرته

- ‌ والده:

- ‌ إخوته:

- ‌ زوجته:

- ‌ أولاده:

- ‌المبحث الخامسشيوخه

- ‌المبحث السادستلاميذه

- ‌المبحث السابعصلته بعلماء عصره

- ‌المبحث الثامنثناء العلماء والفضلاء عليه

- ‌المبحث التاسعمؤلفاته وتحقيقاته

- ‌ تمهيد

- ‌الأغراض الحاملة للشيخ على التأليف

- ‌أولًا: مؤلفاته بحسب ترتيبها في هذه الموسوعة

- ‌أولا: قسم العقيدة

- ‌1 - كتاب العبادة

- ‌2 - تحقيق الكلام في المسائل الثلاث

- ‌3 - عِمارة القبور في الإسلام (المبيَّضة والمسوّدة)

- ‌4 - يُسْر العقيدة الإسلامية

- ‌5 - حقيقة التَّأويل

- ‌6 - حقيقة البِدْعة

- ‌7 - صَدْع الدُّجُنَّة في فَصْل البِدعة عن السُّنَّة

- ‌8 - الحنيفيَّة والعرب

- ‌9 - عقيدة العَرَب في وثنيَّتهم

- ‌10 - الردّ على حسن الضالعي

- ‌11 - ما وقع لبعض المسلمين من الرياضة الصُّوفية والغلوّ فيها

- ‌12 - رسالة في الشفاعة

- ‌13 - التفضيل بين الخلفاء الأربعة رضي الله عنهم

- ‌14 - رسالة تعلّق العقائد بالزمان والمكان

- ‌ثانيًا: قسم التفسير

- ‌15 - التعقيب على تفسير سورة الفيل للمعلم عبد الحميد الفراهي

- ‌16 - تفسير البسملة

- ‌17 - تفسير سورة الفاتحة

- ‌18 - تفسير أول سورة البقرة (1 - 5)

- ‌19 - ارتباط الآيات في سورة البقرة

- ‌20 - ارتباط قوله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ…} بما قبله وما بعده

- ‌21 - تفسير قوله تعالى: {وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ…} الآيات

- ‌22 - تفسير أول سورة المائدة

- ‌23 - تفسير قوله تعالى: {كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ…} الآية

- ‌24 - تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ…} الآيات

- ‌25 - تفسير قوله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ…} ومعنى "أهل البيت

- ‌26 - إعراب قوله تعالى: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى}

- ‌27 - إعراب قوله تعالى: {أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ}

- ‌28 - إعراب قوله تعالى: {الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ}

- ‌29 - رسالة في تفسير آيات خلق الأرض والسماوات

- ‌30 - معنى قوله تعالى: {أَغْنَى عَنْهُ}

- ‌31 - بحث حول تفسير الفخر الرازي وتكملته

- ‌32 - فوائد من تفسير الرازي

- ‌ثالثًا: قسم الحديث وعلومه

- ‌33 - طليعة التنكيل

- ‌34 - تعزيز الطليعة

- ‌35 - شكر الترحيب

- ‌36 - التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل

- ‌37 - الأنوار الكاشفة على ما في كتاب "أضواء على السنة" من الخلل والتضليل والمجازفة

- ‌38 - كتاب الوُحدان

- ‌39 - تراجم منتخبة من التهذيب والميزان

- ‌40 - الاستبصار في نقد الأخبار

- ‌41 - رسالة في أحكام الجرح والتعديل

- ‌42 - إشكالات في الجرح والتعديل

- ‌43 - الحاجة إلى معرفة علم الجرح والتعديل

- ‌44 - الأحاديث التي استشهد بها مسلم في بحث الخلاف في اشتراط العلم باللقاء

- ‌45 - رسالة في الصيغ المحتملة للتدليس، أظاهرةٌ هي في السماع أم لا

- ‌46 - فوائد في كتاب "العلل" لابن أبي حاتم

- ‌47 - أحكام الحديث الضعيف

- ‌48 - محاضرة في علم الرجال وأهميته

- ‌49 - مُلَخّص طبقات المُدلِّسين

- ‌50 - تنزيه الإمام الشافعي عن مطاعن الكوثري

- ‌51 - شرح حديث: "آية المنافق ثلاث

- ‌52 - التعليق على "الأربعين في التصوف" للسلمي

- ‌53 - صفة الارتباط بين العلماء في القديم

- ‌رابعًا: قسم الفقه

- ‌54 - القِبْلة وقضاء الحاجة

- ‌55 - فائدة في السِّواك

- ‌56 - مسألة بطلان الصلاة بتغيير الآيات في القراءة

- ‌57 - هل يدرك المأموم الركعة بإدراكه الركوع مع الإمام

- ‌58 - بحث في حديث قيس بن عمرو في صلاة ركعتي الفجر بعد الفرض

- ‌59 - إعادة الصلاة

- ‌60 - بحث في حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه في صلاته بقومه

- ‌61 - حقيقة الوتر ومسمَّاه في الشرع

- ‌62 - مبحث في الكلام على فرضية الجمعة وسبب تسميتها

- ‌63 - سنة الجمعة القبلية

- ‌64 - بحث في وقت تشريع ونزول آية صلاة الخوف

- ‌65 - قيام رمضان

- ‌66 - مسألة اشتراط الصوم في الاعتكاف

- ‌67 - مقام إبراهيم عليه السلام

- ‌68 - رسالة في توسعة المسعى بين الصفا والمروة

- ‌69 - رسالة في سير النبي صلى الله عليه وسلم في الحج، والكلام على وادي محسِّر

- ‌70 - فلسفة الأعياد في الإسلام

- ‌71 - توكيل الولي غير المجبر بتزويج موليته

- ‌72 - الحكم المشروع في الطلاق المجموع

- ‌73 - رسالة في المواريث

- ‌74 - مسألة منع بيع الأحرار

- ‌75 - أسئلة وأجوبة في المعاملات

- ‌76 - الإسلام والتسعير ونحوه (أو) حول أجور العقار

- ‌77 - مناقشة لحكم بعض القضاة في قضية تنازع فيها رجلان

- ‌78 - مسائل القراءة في الصلاة والرد على أحد شرَّاح الترمذي

- ‌79 - مسألة في إعادة الإمام الصلاةَ دون من صلَّى وراءه في الجماعة

- ‌80 - صيام ستة أيام من شوال

- ‌81 - جواب الاستفتاء عن حقيقة الربا

- ‌82 - كشف الخفاء عن حكم بيع الوفاء

- ‌83 - النظر في ورقة إقرار

- ‌84 - قضية في سكوت المدعى عليه عن الإقرار والإنكار

- ‌85 - الفسخ بالإعسار

- ‌86 - مسألتان في الضمان والالتزام

- ‌87 - مسألة الوقف في مرض الموت

- ‌88 - الفوضى الدينية وتعدُّد الزوجات

- ‌89 - مسألة في رجل حنفي تزوَّج صغيرة بولاية أمها

- ‌90 - مسألة في صبيين مسلمين أخذهما رئيس الكنيسة فنشآ على دينه، وبلغا عليه وتزوَّجا، ثم أسلما

- ‌91 - بحث في قصة بني هشام بن المغيرة واستئذانهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يزوِّجوا عليًّا رضي الله عنه

- ‌خامسًا: قسم أصول الفقه

- ‌92 - رسالة في فَرْضيّة اتباع السنة والكلام على تقسيم الأخبار وحجية أخبار الآحاد

- ‌93 - رسالة في الكلام على أحكام خبر الواحد وشرائطه

- ‌94 - إرشاد العامِه إلى معرفة الكذب وأحكامِه

- ‌95 - رسالة في أصول الفقه

- ‌96 - رسالة في التعصُّب المذهبي

- ‌سادسًا: قسم النحو واللغة

- ‌97 - اللطيفة البكرية والنتيجة الفكرية في المهمات النحوية

- ‌98 - حقائق في النحو مستقربة

- ‌99 - مختصر شرح ابن جماعة على القواعد الصغرى لابن هشام

- ‌100 - نظم قواعد الإعراب الصغرى

- ‌101 - طرائف في العربية

- ‌102 - الكلام على تصريف (ذو)

- ‌103 - إشكال صرفيٌّ وجوابُه

- ‌104 - ضبط فعلين في متن الأزهار، واعتراض وانتقاض

- ‌105 - اختصار كتاب: "درة الغواص في أوهام الخواص" للحريري

- ‌106 - فوائد لغوية منتقاة من كتاب: "الكنز المدفون والفلك المشحون

- ‌107 - مناظرة أدبيَّة بين المعلمي والسنوسي

- ‌108 - مختصر متن الكافي في العروض والقوافي

- ‌109 - نظم بحور العروض

- ‌110 - معجم الشواهد الشعرية

- ‌سابعًا: قسم المتفرّقات

- ‌113 - أصول التصحيح العلمي

- ‌114 - أصول التصحيح العلمي (مسوَّدة)

- ‌115 - أصول التصحيح (مسوَّدة)

- ‌116 - تخريج الأحاديث الواردة في كتاب "شواهد التوضيح" لابن مالك، مع تعليقات على نشرة محمد فؤاد عبد الباقي

- ‌117 - تصحيحات وتعليقات على "سبل السلام شرح بلوغ المرام" للأميرالصنعاني

- ‌118 - تنبيهات على "الكامل" للمبرد نشرة زكي مبارك

- ‌119 - تنبيهات على الجزء الأول من "معجم الأدباء" نشرة أحمد فريد الرفاعي

- ‌120 - من نوادر المخطوطات المحفوظة في مكتبة الحرم المكي الشريف

- ‌ثانيًا: كتبه المفقودة أو التي لم تدخل في هذه الموسوعة

- ‌ثالثًا: تحقيقاته

- ‌ النوع الأول: ما استقلّ بتصحيحه وتحقيقه

- ‌ النوع الثاني: ما شارك في تصحيحه وتحقيقه

- ‌المبحث العاشروفاته

- ‌القسم الثالثالرسائل المتبادلة

- ‌رسالة من والد الشيخ المعلمي

- ‌رسائل من آل الإدريسي(3)رسائل

- ‌رسائل من ناظم دائرة المعارف وإليه(4)رسائل

- ‌رسائل متعلّقةبضبط نسبة (العَنَدي)(4)رسائل

- ‌[رسالتان من الأستاذ فؤاد سيد]

- ‌[ورقة من حمد الجاسر]

- ‌[رسالة من أحد العلماء]

- ‌[رسالة من أبناء محمد بن يحيى الأهدل]

- ‌[رسالة من القاضي محمد بن عبد الرحيم المعلمي]

- ‌نماذج خطية

الفصل: ‌ الانتقال إلى عدن:

من حسد الأقران أو منازعة بعض المقربين، والناظر في رسائل القاضي عبد الله العمودي إليه سيقف على بعض ذلك.

*‌

‌ الانتقال إلى عدن:

بقي الشيخ على هذه الحال إلى حين وفاة السيد الإدريسي في الثالث من شعبان من عام 1341، فتولى بعده ابنه الأكبر السيد علي بن محمد وكان عمره دون العشرين، بعد أن وقع نزاع على السلطة بينه وبين عمه الحسن انتهى باستقرار الإمارة في يد علي بن محمد الإدريسي، إلا أن هذا الأمير الشاب لم يَسِر سيرةَ أبيه في الحكم من الحنكة والتدبير والاعتماد على رجال الدولة، وذوي العلم والخبرة، فعزم أن يبعد كبار المسؤولين أيام إمرة أبيه. وكان حقه أن يستفيد منهم ويعتمد عليهم كما كان يفعل أبوه.

وربما اجتمع مع عدم الحنكة ما رآه من وقوف جماعة منهم مع عمه الحسن وقت النزاع بينهما في تولي الإمارة، فأراد أن ينتقم منهم بمشورةِ ومساعدةِ أعوانه الجدد.

وحين رأى الشيخ هذه الأمور مجتمعة وتغوُّلَ بعضِ أولئك المستشارين الجدد، كتب أوراقًا

(1)

يحكي فيها خبرَه من أيام مقدمه على الإدريسي وكيف كان تعامله معه حتى وفاته، ثم في آخرها يشرح مراده من المجيء إلى الحضرة الإدريسية وما يأمله الآن من المكوث لدى الأدارسة، وأنه بعيد كل البعد عن الاهتمام بالوظائف التي كان يشغلها أيام الإدريسي الأب، وأنه غير طامع في بقائها، بل رغبته العظيمة وأمنيته المرجوّة هي

(1)

وقد سقنا أكثرها فيما مضى.

ص: 69

التفرّغ للعلم. قال في وثيقته تلك:

"والآن أرى أن تفرُّغي للعلم واجب.

أولًا: أن سيدنا ــ قدّس سرّه ــ كان يعدُني بذلك.

ثانيًا: أن مشرب سيدنا في علم الظاهر لم يعرفه أحد ذوقًا وتحقُّقًا مثلي، فأريد أن تكون مذاكرتي للطلبة ممزوجة به، حتى تخالط بشاشته قلوبهم وينشؤوا عليه، وأيضًا أنا بنفسي أرى ما عندي.

ثالثًا: أن الطلبة الشافعية ضائعون بلا شيخ، وقد تعب عليهم سيدنا ــ قدّس سرّه ــ تعبًا شديدًا، فلا يضيعوا.

رابعًا: أني كما سأذاكرهم في الأحكام سأذاكرهم في الأخلاق كالزهد ونحوه، حتى ينشؤوا عليه.

خامسًا: أنه يجب أن يُنظر إليَّ الآن بنظرٍ فوق ما كان يُنظر إليَّ في حياة سيدنا ــ قدّس سرّه ــ، لأني كنتُ في حياته مغمورًا بالحقوق التي له ولا حقّ لي، وأما الآن فالحقوق التي لي كثيرة، وقصدي من هذا أنه ينبغي إجابة طلبي.

سادسًا: من المعلوم أن الخدمة بغير العلم، هي بكُرْهٍ منّي ومشقّة عليّ، فلا آمن على نفسي أن أقصّر فيها.

سابعًا: أني ليس قصدي من ترك الخدمة الراحة والبطالة، وإنما هو الانتقال من مهمّ إلى أهمّ، فإن الدعوة من المعلوم أنها مبنية على علم وعمل، فكيف نقوم بإحياء العمل وترك العلم. والقيامُ بخدمةِ العلم وخصوصًا على الصفة المشروحة هو أعظم خدمة للدعوة، بل هو الشطر المهم فيها.

ص: 70

وبَقِيَت بعد هذا وجوهٌ أخرى، وفي هذا كفاية إن شاء الله تعالى".

لكن يبدو أن الغلبة كانت لمن أشار إلى الإدريسي الابن، إذ قرر التخلّص من كبار مستشاري أبيه وأعوانه بمكيدة مدبّرة لإخراجهم من عاصمة الحكم إلى عدن، قال القاضي عبد الله العمودي: "ففي شهر ربيع الأول من سنة 1342 أجلى أهل مجلسه ومشورته من رجال دولته، فطلبهم الإمام المذكور إلى مجلسه، وأوهمهم بأن يتوجّهوا إلى الحديدة لأجل النظر في الصلاحية، وقد أعطى أمرًا إلى واليه بالحديدة عبد المطلب في نفيهم وإدخالهم البحر إلى عدن، فتمّ له ذلك

" وذكر منهم القاضي العلامة عبد الرحمن بن يحيى المعلمي العتمي. قال: "نعم، ولم يكن مقتضى لبقائهم إلا أوهام ومشورة الأحداث من أهل مجلسه الطَّغام، حتى إن جريدة صنعاء أشارت إلى هذه الحادثة باللوم، والفضل ما شهدت به الأعداء"

(1)

.

وهذه المكيدة المفاجئة لم تُمَكِّن الشيخ من أخذ شيء من كتبه وأوراقه وباقي أغراضه، وإنما طلبها من تلك الجهة بعدما استقرّ في الهند، كما في كتاب منه إلى الشيخ محمد نصيف مؤرخ في ذي القعدة سنة 1355.

لم يطل مكث الشيخ في عدن، إذ لم يبق فيها إلا نحو سنتين أو أقل، اشتغل فيها بالتدريس والوعظ والتأليف، فقد ألّف في هذه الفترة رسالته في "الوتر"، و"الرد على حسن الضالعي"، وانتقل في أثناء ذلك إلى مدينة "زنجبار"

(2)

وهي مدينة بالقرب من عدن.

(1)

"إمارة السيد الإدريسي"(ص 69 - 71) للقاضي العمودي. وانظر نحوه في "نشر الثناء الحسن": (4/ 224).

(2)

ففي المجموع رقم [4657] ذكر فائدة ثم قال: "أفدته بزنجبار".

ص: 71

والظاهر أن الحال لم يكن مطمئنًا للشيخ فمكيدة الإدريسي تمنعه من العودة إلى المخلاف السليماني، وترصّد الإمام يحيى حميد الدين يمنعه من العودة إلى بلده عُتمة أو إلى مناطق اليمن الخاضعة لنفوذ الإمام، فلم يجد أمامه إلا التفكير في السفر بعيدًا. مع أنه قد عاد جماعة ممن سَفَّرهم ابن الإدريسي إلى بلدانهم، وخضعوا لإمرة الإمام يحيى حميد الدين وذلك نحو سنة 1343. وقد ذكرهم الوشلي بأسمائهم في "نشر الثناء الحسن":(4/ 226).

لكن توقع الشيخ المعلمي كان مختلفًا لقوّة صلته بالإدريسي، ولأجل قصائده التي كان ينشئها في ذم الإمام يحيى وحكم الزيدية، وكان يتألم منها الإمام يحيى أشدّ الألم

(1)

، ومما يعضد هذا ما ذكره الشيخ عبد الرحمن بن عبد القادر المعلمي (ابن أخت الشيخ المعلمي) قال ــ مبديًا السبب في عدم عودة الشيخ المعلمي إلى اليمن ــ: "إن الإمام يحيى قد امتدت يده القاسية إلى إنزال عقاب شديد، وهو سجن أشخاص من بيت المعلّمي ليس لهم صلة بحكم الإدريسي، وقد حبسهم الإمام يحيى بسبب تهمة واهية أوهى من بيت العنكبوت، قال: أعرف الفقيه العلامة أحمد بن محمد المعلمي وهو في أخريات حياته، وهو والد زوجتي رحمه الله، وقد حكى قصة سَجْنه من قِبَل الإمام يحيى في أيام طلبه العلم هو ووالده محمد وأخواه: عبد الله بن محمد المعلمي، وعبد الكريم بن محمد المعلمي، أنه ذهب إلى مدينة زبيد لطلب العلم، ومكث فيها مدة سبع سنوات، وفي نهاية فترة دراسته قوي عزمه على السفر لأداء فريضة الحج، فسافر من زبيد على أمل العودة إلى قريته في ناحية عُتمة، فسافر لأداء فريضة الحج، ومر عند عودته بالبلاد التي

(1)

نقله عبد الله الحكمي عن الشيخ المعلمي.

ص: 72