الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(11) - (6) - فَضْلُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ رضي الله عنه
(1)
-123 - (1) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ
===
(11)
- (6) - (فضل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه
قال (ط): هو طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن كعب بن تميم بن مرة بن كعب، وفي مرة يجتمع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، شهد المشاهد كلها إلا بدرًا؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بعثه وسعيد بن زيد يتجسسان على عير قريش، فلقيا رسول الله صلى الله عليه وسلم منصرفه من بدر، فضرب لهما بسهميهما وأجريهما، فكانا كمن شهدها، وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ طلحة الخير، ويوم ذات العسرة بطلحة الفياض، ويوم حنين بطلحة الجود، وثبت يوم أحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووقاه بيده فشلّت، وجرح يومئذ أربعة وعشرين جرحًا.
وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وقال صلى الله عليه وسلم:"من سره أن ينظر إلى شهيد يمشي على الأرض .. فلينظر إلى طلحة"، وقال فيه أيضًا:"طلحة ممن قضى نحبه" أي: ممن وفى بنذره، وقتل يوم الجمل، ويقال: إن سهمًا أصابه في حلقه، فقال: باسم الله، وكان أمر الله قدرًا مقدورًا، ويقال: إن مروان قتله، ودفن بالبصرة، وهو ابن ستين سنة، ويقال: ابن اثنين وستين سنة، وقيل: أربع وستين سنة، رضي الله تعالى عنه ورحمه. انتهى.
* * *
(1)
- 123 - (1)(حدثنا علي بن محمد) الطنافسي الكوفي.
وَعَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَوْدِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الصَّلْتُ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ طَلْحَةَ مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
===
(وعمرو بن عبد الله) بن حنش - بمهملة ونون مفتوحتين ثم معجمة - (الأودي) ثقة، من العاشرة، مات سنة خمسين ومئتين (250 هـ). يروي عنه:(ق).
(قالا: حدثنا وكيع) بن الجراح الرؤاسي الكوفي.
قال: (حدثنا الصلت) -بفتح أوله المهمل وسكون ثانيه آخره مثناة - ابن دينار (الأزدي) الهنائي -بضم الهاء - نسبة إلى هناءة؛ بطن من الأزد أبو شعيب المجنون، مشهور بكنيته، البصري.
قال أحمد: متروك الحديث، ترك الناس حديثه، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال عمرو بن علي: كثير الغلط متروك الحديث، وقال أبو داوود: ضعيف، وبالجملة: اتفقوا على ضعفه وتركه، وقال في "التقريب": متروك ناصبي، من السادسة. يروي عنه:(ت ق).
(حدثنا أبو نضرة) المنذر بن مالك بن قطعة -بضم القاف وكسرها مع سكون الطاء فيهما - العبدي العوقي -بفتح المهملة والواو ثم قاف - البصري.
وثقه ابن معين والنسائي، وقال في "التقريب": ثقة، من الثالثة، مات سنة ثمان ومئة (108 هـ) أو تسع ومئة. يروي عنه:(م عم).
(عن جابر) بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما.
وهذا السند من خماسياته؛ رجاله اثنان منهم بصريان، واثنان كوفيان، وواحد مدني، وحكم": الضعف؛ لأن فيه الصلت بن دينار، وهو متروك.
(أن طلحة) بن عبيد الله (مر على النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس
فَقَالَ: "شَهِيدٌ يَمْشِي عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ".
(2)
- 124 - (2) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْأَزْهَرِ،
===
مع القوم (فقال) النبي صلى الله عليه وسلم: هذا المار علينا (شهيد يمشي على وجه الأرض) وظاهرها، وهذا من مجاز الأَوْل؛ أي: سيموت شهيدًا، وهذا معدود من معجزاته صلى الله عليه وسلم؛ فإنه استشهد في وقعة الجمل، كما هو معروف، قال القاري: يحتمل أن يكون إيماء إلى حصول الشهادة له في مآله الدالة على حسن خاتمته وكماله، وقيل: إنه ذاق ألم الموت في الله وهو حي، فهو لما ذاق من الشدائد في سبيل الله كأنه مات. انتهى "سندي".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي؛ أخرجه في كتاب المناقب، باب منقبة طلحة بن عبيد الله، ولفظه:(من سره) أي أحبه وأعجبه وأفرحه (أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض .. فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله)، وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الصلت بن دينار، وقد تكلم بعض أهل العلم في الصلت بن دينار وضعفه، كما قد عرفت، وأخرجه الحاكم أيضًا.
قلت: فهذا الحديث ضعيف (1)(22)؛ لضعف سنده، وغرضه بسوقه: الاستئناس به للترجمة.
* * *
ثم استأنس المؤلف رحمه الله تعالى للترجمة ثانيًا بحديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، فقال:
(2)
- 124 - (2)(حدثنا أحمد بن الأزهر) بن منيع بن سليط بن إبراهيم العبدي أبو الأزهر النيسابوري، صدوق، من الحادية عشرة، مات سنة ثلاث وستين ومئتين (263 هـ). يروي عنه:(س ق).
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ
===
قال: (حدثنا عمرو بن عثمان) بن سيَّار - بسين مهملة وتحتية مشددة ثم راء مهملة - الكلابي مولاهم أبو عمر الرقي. روى عن: زهير بن معاوية، ويروي عنه:(ق)، وأبو الأزهر النيسابوري.
ضعيف، وقال النسائي والأزدي: متروك الحديث من كبار العاشرة، مات سنة عشرة أو تسع عشرة ومئتين. يروي عنه:(ق).
قال: (حدثنا زهير بن معاوية) بن حديج - بمهملتين وياء وجيم مصغرًا - ابن الرجيل - مصغرًا - ابن زهير بن خيثمة الجعفي أبو خيثمة الكوفي، ثقة ثبت، من السابعة، مات سنة اثنتين أو ئلاث أو أربع وسبعين ومئة، وكان مولده سنة مئة. يروي عنه:(ع).
قال: (حدثني إسحاق بن يحيى بن طلحة) بن عبيد الله التيمي المدني.
روى عن: عمه موسى بن طلحة، ويروي عنه: زهير بن معاوية.
اتفقوا على ضعفه وتركه، وقال في "التقريب": ضعيف، من الخامسة، مات سنة أربع وستين ومئة (164 هـ). يروي عنه:(ت ق).
(عن) عمه (موسى بن طلحة) بن عبيد الله التيمي أبي عيسى المدني نزيل الكوفة، ثقة جليل، من الثانية، ويقال: إنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، مات سنة ثلاث ومئة (103 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(ع).
(عن معاوية بن أبي سفيان) صخر بن حرب بن أمية الأموي أبي عبد الرحمن الشامي، الخليفة، الصحابي الجليل أسلم قبل الفتح، وكتب الوحي، ومات في رجب سنة ستين (60 هـ)، وقد قارب الثمانين. يروي عنه:(ع)، له مئة وثلاثون حديثًا؛ اتفقا على أربعة، وانفرد (خ) بأربعة عشر، و (م) بخمسة.
قَالَ: نَظَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى طَلْحَةَ فَقَالَ: "هَذَا مِمَّنْ قَضَى نَحْبَهُ".
===
وهذا السند من سداسياته؛ رجاله اثنان منهم مدنيان، وواحد شامي، وواحد كوفي، وواحد رقي، وواحد نيسابوري، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه راويين ضعيفين: عمرو ابن عثمان، وإسحاق بن يحيى.
(قال) معاوية: (نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى طلحة) بن عبيد الله التيمي، (فقال) النبي صلى الله عليه وسلم:(هذا) الرجل (ممن قضى) ووفى (نحبه) أي: نذره وعزمه على أن يموت في سبيل الله تعالى أو يحارب أعداء الله تعالى أشد المحاربة، فقد مات أو حارب كما ترى، قيل: وكان في الصحابة من عزموا على ذلك، فطلحة ممن وفى بذلك. انتهى "سندي".
قال في "النهاية": النحب: النذر؛ كأنه ألزم نفسه أن يصدق أعداء الله في الحرب فوفى به، وقيل: النحب: الموت؛ كأنه ألزم نفسه أن يقاتل حتى يموت. انتهى.
وقال التوربشتي: النذر والنحب: المدة والوقت، ومنه قضى فلان نحبه إذا مات، وعلى المعنيين يحمل قوله سبحانه:{فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ} (1) فعلى النذر؛ أي؛ نذره فيما عاهد الله عليه من الصدق في مواطن القتال والنصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى الموت؛ أي: في سبيل الله؛ وذلك أنهم عاهدوا الله أن يبذلوا نفوسهم في سبيله، فأخبر أن طلحة ممن وفى بنفسه، أو ممن ذاق الموت في سبيله وإن كان حيًّا.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي؛ أخرجه في كتاب التفسير، باب ومن سورة الأحزاب، وفي كتاب المناقب، باب مناقب طلحة بن عبيد الله،
(1) سورة الأحزاب: (23).
(3)
- 125 - (3) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَنَا إِسْحَاقُ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ: أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "طَلْحَةُ مِمَنْ قَضَى نَحْبَهُ".
===
وقال: هذا الحديث غريب لا نعرفه من حديث معاوية إلا من هذا الوجه.
قلت: فدرجة هذا الحديث: أنه ضعيف (2)(23)؛ لضعف سنده كما علمت آنفًا، وغرضه: الاستئناس به أيضًا.
* * *
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، فقال:
(3)
- 125 - (3)(حدثنا أحمد بن سنان) - بنونين - ابن أسد بن حبان - بكسر المهملة ثم الموحدة - القطان أبو جعفر الواسطي.
وقال أبو حاتم: ثقة، وقال في "التقريب": ثقة حافظ، من الحادية عشرة، مات سنة تسع وخمسين ومئتين (259 هـ) وقيل قبلها. روى عنه:(خ م د س ق).
قال: (حدثنا يزيد بن هارون) بن زاذان السلمي مولاهم أبو خالد الواسطي، ثقة متقن عابد، من التاسعة، مات سنة ست ومئتين (206 هـ). يروي عنه:(ع).
قال: (أنبأنا إسحاق) بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله التيمي المدني.
(عن) عمه (موسى بن طلحة) بن عبيد الله التيمي المدني.
(قال) موسى بن طلحة: (كنا عند معاوية) بن أبي سفيان رضي الله عنه، (فقال) معاوية:(أشهد) بالله وأقسم به والله (لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "طلحة ممن قضى نحبه") ووفى نذره.
(4)
- 126 - (4) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: رَأَيْتُ يَدَ طَلْحَةَ شَلَّاءَ
===
وهذا السند من خماسياته؛ رجاله اثنان منهم مدنيان، واثنان واسطيان، وواحد شامي، وحكمه: الضعف؛ لأن في سنده إسحاق بن يحيى وهو ضعيف متروك، وغرضه بسوقه: بيان متابعة يزيد بن هارون لزهير بن معاوية في رواية هذا الحديث عن إسحاق بن يحيى.
ودرجه الحديث: أنه ضعيف (3)(24)، وكرر متن الحديث؛ لما في هذا الرواية من المخالفة للرواية الأولى في بعض الكلمات.
* * *
ثم استدل المؤلف على الترجمة بأثر قيس بن أبي حازم، فقال:
(4)
-126 - (4)(حدثنا علي بن محمد) بن إسحاق الطنافسي الكوفي.
قال: (حدثنا وكيع) ابن الجراح الكوفي.
(عن إسماعيل) بن أبي خالد البجلي أبي عبد الله الكوفي، واسم أبي خالد: سعد، ويقال: هرمز، ويقال: كثير، ثقة ثبت، من الرابعة، مات سنة ست وأربعين ومئة (146 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن قيس) بن أبي حازم البجلي أبي عبد الله الكوفي، واسم أبي حازم عوف بن عبد الحارث بن عوف، ثقة مخضرم، من الثانية، مات سنة ثمان وتسعين (98 هـ)، وقد جاوز المئة. يروي عنه:(ع).
وهذا السند من رباعياته، ومن لطائفه: أن رجاله كلهم كوفيون، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) قيس بن أبي حازم: (رأيت يد طلحة) بن عبيد الله (شلاء)
وَقَى بِهَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ.
===
- بتشديد اللام ممدودة - من الشلل؛ وهو: نقص في الكف وبطلان عملها؛ أي: يابسة لا تعمل؛ لأنه (وقى) من باب رمى من الوقاية؛ أي: حفظ (بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم) غزوة (أحد) من ضربات الكفار ورمياتهم حين أراد بعض المشركين أن يضربه؛ أي: جعل يده وقاية وسترًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، بل قد جعل نفسه وقاية له صلى الله عليه وسلم، وكان يقول: عقرت يومئذ في سائر جسدي حتى عقرت في ذكري.
وشارك المؤلف في رواية هذا الأثر: البخاري؛ أخرجه في كتاب المغازي، وفي كتاب المناقب أيضًا، باب ذكر طلحة بن عبيد الله.
فدرجته: أنه صحيح، وغرضه بسوقه: الاستدلال به على الترجمة.
وإنما قدم حديث جابر وحديث معاوية عليه مع ضعفهما؛ لأنهما حديثان مرفوعان وإن كانا ضعيفين، وهذا الأثر موقوف على قيس بن أبي حازم.
* * *
وجملة ما ذكره في فضل طلحة رضي الله عنه: أربعة أحاديث:
الأول والثاني للاستئناس، والثالث للمتابعة، والرابع للاستدلال.
والله سبحانه وتعالى أعلم