الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(5) - (16) - بَابُ فَضْلِ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ
(87)
- 259 - (1) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ وَسُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ
===
(5)
- (16) - (باب فضل من تعلم القرآن وعلمه)
(87)
- 209 - (1)(حدثنا محمد بن بشار) بن عثمان العبدي البصري.
قال: (حدثنا يحيى بن سعيد) بن فروخ (القطان) أبو سعيد البصري.
قال: (حدثنا شعبة) بن الحجاج بن الورد العتكي البصري، (وسفيان) بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي.
كلاهما (عن علقمة بن مرثد) -بفتح الميم وسكون الراء بعدها مثلثة- الحضرمي، أبي الحارث الكوفي، ثقة، من السادسة. يروي عنه:(ع).
(عن سعد بن عبيدة) -بضم العين مصغرًا- السلمي أبي حمزة الكوفي، زوج بنت أبي عبد الرَّحمن المسلمي، ثقة، من الثالثة، مات في ولاية عمر بن هبيرة على العراق. يروي عنه:(ع).
(عن) عبد الله بن حبيب (أبي عبد الرَّحمن المسلمي) الكوفي مشهور بكنيته، ولأبيه صحبة، ثقة ثبت، من الثانية، مات بعد السبعين. يروي عنه:(ع).
(عن عثمان بن عفان) بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس الأموي أمير المؤمنين ذي النورين أبي عمرو المدني، له مئة وستة وأربعون حديثًا، اتفقا على ثلاثة، وانفرد (ع) بثمانية، و (م) بخمسة، كان يحيي الليل كله بركعة، قتل في سابع ذي الحجة يوم الجمعة سنة خمس وثلاثين (35 هـ)، قال عبد الله بن
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: قَالَ شُعْبَةُ: "خَيْرُكُمْ"، وَقَالَ سُفْيَانُ:"أَفْضلُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ".
===
سلام: لقد فتح الناس على أنفسهم بقتل عثمان باب فتنة لا يغلق إلى يوم القيامة، رضي الله عنه وأرضاه.
وهذا السند من سباعياته؛ رجاله واحد منهم مدني، وثلاثة كوفيون، وثلاثة بصريون، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات.
(قال) عثمان: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال شعبة) في روايته: (خيركم، وقال سفيان: أفضلكم) أي: إن من خيركم وأفضلكم أيها المسلمون (من تعلم القرآن وعلمه)، قال الطيبي: أي: خير الناس باعتبار التعلم والتعليم من تعلم القرآن وعلمه. انتهى.
قال القاري في "المرقاة": ولا يتوهم أن العمل خارج عنهما؛ لأن العلم إذا لَمْ يكن مورثًا للعمل ليس علمًا في الشريعة؛ إذ أجمعوا على أن من عصى الله تعالى .. فهو جاهل. انتهى.
قال السندي: والمراد: أن من تعلم القرآن وعلمه من جملة الأخيار، لا أنه أفضل من الكل، وبه يندفع التدافع بين الأحاديث الواردة بهذا العنوان، ثم المقصود في مثله: بيان أن وصف تعلم القرآن وتعليمه من جملة خيار الأوصاف، فالموصوف به يكون خيرًا من هذه الجهة، أو يكون خيرًا مطلقًا إن لَمْ يعارض هذا الوصف معارض، فلا يرد أنه كثيرًا ما يكون المرء متعلمًا أو معلمًا القرآن ويأتي بالمنكرات، فكيف يكون خيرًا؛ وقد يقال: المراد من تعلم القرآن وعلمه مع مراعاته عملًا، وإلا .. فغير المراعي يعد جاهلًا. انتهى.
قال الحافظ: فإن قيل: يلزم أن يكون المقرئ أفضل من الفقيه .. قلنا: لأن
(88)
- 210 - (2) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ،
===
المخاطبين بذلك كانوا فقهاء النفوس؛ لأنهم كانوا أهل اللسان، فكانوا يدرون معاني القرآن بالسليقة أكثر مما يدريها من بعدهم بالاكتساب، فكان الفقه لهم سجية، فمن كان في مثل شأنهم .. شاركهم في ذلك، لا من كان قارئًا أو مقرئًا محضًا لا يفهم شيئًا من معاني ما يقرأه أو يقرئه، فإن قيل: فيلزم أن يكون المقرئ أفضل ممن هو أعظم منه عناء في الإسلام بالمجاهدة والرباط والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مثلًا .. قلنا: حرف المسألة يدور على النفع المتعدي، فمن كان حصوله عنده أكثر .. كان أفضل، فلعل (من) مضمرة في الخبر، ويحتمل أن تكون الخيرية وإن أطلقت لكنها مقيدة بناس مخصوصين خوطبوا بذلك، كان اللائق بحالهم ذلك، أو المراد: خير المتعلمين من يعلّم غيره لا من يقتصر على نفسه انتهى. انتهى من "تحفة الأحوذي".
وهذا الحديث شارك المؤلف في روايته: البخاري؛ أخرجه في كتاب فضائل القرآن، باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه، وأبو داوود؛ أخرجه في كتاب الصلاة، باب فاتحة الكتاب، والترمذي؛ أخرجه في كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في تعليم القرآن، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأخرجه النسائي أيضًا وغيرهم.
فدرجته: أنه صحيح، وغرضه بسوقه: الاستدلال به على الترجمة.
* * *
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث عثمان رضي الله عنه، فقال:
(88)
- 210 - (2)(حدثنا علي بن محمد) الطنافسي الكوفي.
قال: (حدثنا وكيع) بن الجراح الكوفي.
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَفْضَلُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ".
(89)
- 211 - (3) حَدَثَنَا أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ،
===
(حدثنا سفيان) بن سعيد الثوري الكوفي.
(عن علقمة بن مرثد) الحضرمي الكوفي.
(عن أبي عبد الرَّحمن المسلمي) عبد الله بن حبيب الكوفي.
(عن عثمان بن عفان) أمير المؤمنين رضي الله عنه وأرضاه.
وهذا السند من سداسياته؛ رجاله كلهم كوفيون إلَّا عثمان بن عفان؛ فإنه مدني، وحكمه: الصحة، وغرضه بسوقه: بيان متابعة وكيع ليحيى بن سعيد القطان في رواية هذا الحديث عن سفيان الثوري، ولكن في هذا السند علو بدرجة؛ لأنه لَمْ يذكر سفيان سعد بن عبيدة بين علقمة وأبي عبد الرَّحمن، كما في "الترمذي"، قال محمد بن بشار: وهذا أصح؛ لكثرة ناقليه ورواته كما في "الترمذي" أيضًا، وفي السابق نزول بها.
(قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه")، وقد تقدم البحث عن هذا الحديث فيما قبله.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث عثمان بحديث سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنهما، فقال:
(89)
- 211 - (3)(حدثنا أزهر بن مروان) الرقاشي - بتخفيف القاف وشين معجمة - مولى بني هاشم، ولقبه فريخ. روى عن: الحارث بن نبهان،
حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ
===
وحماد بن زيد، وعبد الوارث بن سعيد، وغيرهم، ويروي عنه:(ت ق) وموسى بن هارون، وقال أبو حاتم وابن حبان: مستقيم الحديث، وقال مسلمة الأندلسي: ثقة، وقال في "التقريب": صدوق، من العاشرة، مات سنة ثلاث وأربعين ومئتين (243 هـ).
قال: (حدثنا الحارث بن نبهان) الجرمي أبو محمد البصري. روى عن: عاصم بن أبي النجود، والأعمش، وأيوب، ومعمر، وغيرهم، ويروي عنه:(ت ق)، وابن وهب، وأزهر بن مروان، وغيرهم، من الثامنة، مات بعد الستين ومئة.
قال أبو حاتم: منكر الحديث متروك الحديث ضعيف الحديث، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: متروك الحديث، وقال ابن المديني: كان ضعيفًا ضعيفًا، وقال العقيلي: روى حديث: "خيركم من تعلم القرآن"، لا يتابع على سنده، والمتن معروف، وبالجملة: اتفقوا على ضعفه.
(حدثنا عاصم بن بهدلة) وهو ابن أبي النجود الأسدي الكوفي المقريّ، صدوق له أوهام، حجة في القراءة، من السادسة، مات سنة ثمان وعشرين ومئة. يروي عنه:(ع).
(عن مصعب بن سعد) بن أبي وقاص الزهري المدني، ثقة، من الثالثة، مات سنة ثلاث ومئة (103 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبيه) سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه الزهري المدني.
وهذا السند من خماسياته؛ رجاله اثنان منهم مدنيان، وواحد كوفي، وواحد بصري، وواحد رقاشي، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه راويًا متفقًا على ضعفه؛ وهو الحارث بن نبهان.
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "خِيَارُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ"، قَالَ: وَأَخَذَ بِيَدِي فَأَقْعَدَنِي مَقْعَدِي هَذَا أُقْرِئُ.
===
(قال) سعد بن أبي وقاص: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خياركم) أي: أفاضلكم جمع خير بسكون الياء؛ وهو من اتصف بالكمالات؛ أي: إن من خياركم، كما تقدم هذا التقدير (من تعلم القرآن وعلمه) لغيره مع العمل به.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة عن أصحاب الأمهات، وذكره الدارمي في "مسنده".
فدرجته: أنه صحيح لغيره؛ لأن له شاهدًا من حديث عثمان المذكور قبله، ومن حديث علي المذكور في "الترمذي"، وإن كان سنده ضعيفًا، وكرضه بسوقه: الاستشهاد به.
وقوله: (قال: وأخذ بيدي فأقعد في مقعدي هذا أُقْرِئ) القرآن .. مؤخر عن محله؛ لأن محله بعد حديث عثمان المذكور قبله، كما في "الترمذي".
وعبارة الترمذي هنا بعد حديث عثمان مع شرحه: (قال أبو عبد الرَّحمن) السلمي: (فذاك الذي أقعدني مقعدي هذا) والمعنى على هذا: قال سعد بن عبيدة: (قال) لي شيخي أبو عبد الرَّحمن المسلمي: (و"الحال أنه قد (أخذ بيدي فـ) هذا الحديث الذي حدثني به عثمان هو الذي (أقعدني) وأجلسني (مقعدي) أي: مجلسي (هذا) حالة كوفي (أقرئ) القرآن؛ يعني: هو الذي حملني على جلوس مجلسي هذا للإقراء.
وفي "الترمذي" أيضًا: (وعلم) أي: أبو عبد الرَّحمن في زمان عثمان حتى بلغ الحجاج)، وفي رواية البخاري (وأقرأ أبو عبد الرَّحمن في إمرة عثمان حتى كان الحجاج)، قال الحافظ: أي حتى ولي الحجاج على العراق، قال: بين أول خلافة عثمان وآخر ولاية الحجاج اثنتان وسبعون سنة إلَّا ثلاثة أشهر، وبين
(90)
- 212 - (4) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَا: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
===
آخر خلافة عثمان وأول ولاية الحجاج العراق ثمان وثلاثون سنة، ولم أقف على تعيين ابتداء إقراء أبي عبد الرَّحمن وآخره، والله أعلم بمقدار ذلك، ويعرف من الذي ذكرته أقصى المدة وأدناها، والقائل: (وأقرأ أبو عبد الرَّحمن
…
) إلى أَخره .. هو سعد بن عبيدة. انتهى كلام الحافظ.
ولعل في عبارة المؤلف تأخير جملة: (وأخذ بيدي
…
) إلى آخره عن محله الذي هو عقب حديث عثمان رضي الله عنه.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث عثمان بحديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنهما، فقال:
(90)
- 212 - (4)(حدثنا محمد بن بشار) بن عثمان العبدي البصري.
(ومحمد بن المثنى) بن عبيد العنزي البصري.
(قالا) أي: قال كلّ منهما: (حدثنا يحيى بن سعيد) بن فروخ التميمي أبو سعيد البصري.
(عن شعبة) بن الحجاج العتكي أبي بسطام البصري.
(عن قتادة) بن دعامة السدوسي أبي الخطاب البصري.
(عن أنس بن مالك) الأنصاري البصري رضي الله عنه.
(عن أبي موسى) عبد الله بن قيس (الأشعري) الكوفي رضي الله تعالى عنه (عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قَالَ: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْأُتْرُجَّةِ؛
===
وهذا السند من سداسياته، ومن لطائفه: أن رجاله كلهم بصريون إلَّا أبا موسى؛ فإنه كوفي، وفيه رواية صحابي عن صحابي.
(قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل) بالتحريك؛ أي: صفة (المؤمن الذي يقرأ القرآن) عبر بالمضارع لإفادة تكريره لها ومداومته عليها حتى صارت دأبه وعادته، نظير: فلان يقري الضيف ويحمي الحريم ويعطي، وفي رواية:"يقرأ القرآن ويعمل به".
(كمثل الأترجة) أي: كصفة الأترجة -بضم الهمزة والراء وتشديد الجيم- وفي بعض الرواية: "كمثل الأترنجة" -بضم الهمزة وسكون الفوقانية وضم الراء وسكون النون وبتخفيف الجيم- وفيه لغات، قال في "القاموس": الأترج والأترجة والترنجة والترنج معروف، وهي أحسن الثمار الشجرية وأنفسها عند العرب. انتهى.
وهي من أفضل الثمار لكبر جرمها وحسن منظرها وطيب طعمها ولين ملمسها ولونها يسر الناظرين، وفيه تشبيه الإيمان بالطعم الطيب؛ لكونه خيرًا باطنيًا لا يظهر لكل أحد، والقرآن بالريح الطيب ينتفع بسماعه كلّ أحد ويظهر محاسنه لكل سامع. انتهى "سندي".
وعبارة "تحفة الأحوذي": ووجه التشبيه بالأترنجة؛ لأنَّها من أفضل ما يوجد من الثمار في سائر البلدان وأجدى؛ لأسباب كثيرة جامعة للصفات المطلوبة منها، والخواص الموجودة فيها؛ فمن ذلك كبر جرمها، وحسن منظرها، وطيب مطعمها، ولين ملمسها، تأخذ الأبصار صبغة ولونًا، فاقع لونها تسر الناظرين، تتوق إليها النفس قبل التناول، تفيد آكلها بعد الالتذاذ بذوقها طيب نكهة ودباغ معدة وهضم، واشتراك الحواس الأربع البصر والذوق والشم واللمس في الاحتظاء بها.
طَعْمُهَا طَيِّب وَرِيحُهَا طَيِّبٌ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ؛ طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَلَا رِيحَ لَهَا، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ؛ رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ؛ طَعْمُهَا مُرٌّ وَلَا رِيحَ لَهَا".
===
(طعمها طيب) أي: حلو (وريحها طيب) أي: عطر (ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن) أي: ويعمل به، كما في رواية شعبة عن قتادة عند البخاري .. (كمثل التمرة؛ طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة) وهي كلّ نبت طيب الريح من أنواع المشموم؛ (ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة) والحنظل نبات يمتد على الأرض كالبطيخ، وثمره يشبه ثمر البطيخ، لكنه أصغر منه جدًّا، ويضرب المثل بمرارته؛ (طعمها مر ولا ريح لها) هكذا في رواية البخاري، وهي أحسن من رواية الترمذي:"ريحها مر، وطعمها مر" لأن الريح لا طعم له؛ إذ المرارة عرض والريح عرض، والعرض لا يقوم بالعرض، ووجه هذا: بأن ريحها لما كان كطعمها .. استعير للكراهة لفظ المرارة؛ لما بينهما من الكراهة المشتركة. قاله العيني.
قال الطيبي: التمثيل في الحقيقة وصف لموصوف اشتمل على معنىً معقول صرف لا يبرزه عن مكنونه إلَّا تصويره بمحسوس مشاهد، ثم إن كلام الله تعالى له تأثير في باطن العبد وظاهره، وإن العباد متفاوتون في ذلك؛ فمنهم من له النصيب الأوفر من ذلك التأثير؛ وهو المؤمن القارئ، ومنهم من لا نصيب له البتة؛ وهو المنافق الحقيقي، ومنهم من تأثر ظاهره دون باطنه؛ وهو المرائي، أو بالعكس؛ وهو المؤمن الذي لا يقرؤه، وإبراز هذه المعاني وتصويرها إلى المحسوسات ما هو مذكور في الحديث، ولم
(91)
- 213 - (5) حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ خَلَفٍ أَبُو بِشْرٍ،
===
يوجد ما يوافقها ويلائمها أقرب ولا أحسن ولا أجمع من ذلك؛ لأن المشبهات والمشبه بها واردة على تقسيم الحاصل؛ لأن الناس إما مؤمن أو غير مؤمن، والثاني إما منافق صرف، أو ملحق به، والأول إما مواظب على القراءة أو غير مواظب عليها، وعلى هذا فقس الأثمار المشبه بها، ووجه الشبه في هذه المذكورات منتزع من أمرين محسوسين؛ طعم وريح، وليس بمفرق؛ كما في قول امرئ القيس:
كأن قلوب الطير رطبًا ويابسًا
…
لدى وكرها العناب والحشف البالي
وهذا الحديث شارك المؤلف في روايته: البخاري؛ أخرجه في كتاب فضائل القرآن، باب فضل القرآن على سائر الكلام، وأخرجه أيضًا في الكتاب نفسه، باب إثم من راءى بقراءة القرآن أو تأكَّل به أو فخر به، وأخرجه أيضًا في كتاب الأطعمة، باب ذكر الطعام، وأخرجه أيضًا في كتاب التوحيد، باب قراءة الفاجر والمنافق، ومسلم؛ أخرجه في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضيلة حافظ القرآن، وأبو داوود؛ أخرجه في كتاب الأدب، باب من يؤمر أن يجالس، والترمذي؛ في كتاب الأمثال، باب ما جاء في مثل المؤمن القارئ وغير القارئ، والنسائي؛ أخرجه في كتاب الإيمان، باب مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن، فاشترك أصحاب الأمهات في روايته.
فدرجته: أنه في أعلى درجات الصحة، وغرضه بسوقه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثالثًا لحديث عثمان بحديث أنس رضي الله عنهما، فقال:
(91)
- 213 - (5)(حدثنا بكر بن خلف) البصري (أبو بشر) ختن
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بُدَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
===
أبي عبد الرَّحمن المقرئ. روى عن: عبد الرَّحمن بن مهدي، وابن عيينة، ومعتمر بن سليمان، وجماعة، ويروي عنه:(د ق)، وعبد الله بن أحمد، وحنبل بن إسحاق، وغيرهم.
قال أبو حاتم: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال في "التقريب": صدوق، من العاشرة، مات بعد سنة مئتين وأربعين. يروي عنه:(د ق).
قال: (حدثنا عبد الرَّحمن بن مهدي) بن حسان الأزدي مولاهم أبو سعيد البصري، ثقة ثبت حافظ، من التاسعة، مات سنة ثمان وتسعين ومئة (198 هـ) بالبصرة، وكان يحج كلّ سنة. يروي عنه:(ع).
قال: (حدثنا عبد الرَّحمن بن بديل) بن ميسرة العقيلي البصري. روى عن: أبيه، وعوسجة العقيلي، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ويروي عنه:(س ق)، وابن مهدي، وأبو داوود الطيالسي قال حدثنا عبد الرَّحمن بن بديل، وكان ثقةً صدوقًا، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن أبي خيثمة عن ابن معين: ضعيف، وقال أبو الفتح الأزدي: فيه لين، وقال في "التقريب": لا بأس به، من الثامنة.
(عن أبيه) بديل - مصغرًا - ابن ميسبرة العقيلي -بضم العين - البصري. روى عن: أنس، وصفية بنت شيبة، ويروي عنه:(م عم)، وابنه عبد الرَّحمن بن بديل، وشعبة، وحماد بن زيد، وخلق، ثقة، من الخامسة، مات سنة خمس وعشرين أو ثلاثين ومئة (130 هـ).
(عن أنس بن مالك) الأنصاري البصري خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه.
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ للهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ؛ مَنْ هُمْ؛ قَالَ: "هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ".
(92)
- 214 - (6) حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ الْحِمْصِيُّ،
===
وهذا السند من خماسياته، ومن لطائفه: أن رجاله كلهم بصريون، وحكمه: الحسن؛ لأن عبد الرَّحمن بن بديل مختلف فيه.
(قال) أنس: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لله) سبحانه وتعالى (أهلين) - بكسر اللام - جمع أهل، معرب بإعراب جمع المذكر السالم؛ لأنه من ملحقاته؛ إذ لَمْ يستوف الشروط؛ لأنه اسم جمع منصوب بالياء على أنه اسم إن مؤخر، وإنما جمعه تنبيهًا على كثرتهم (من الناس، قالوا: يارسول الله؛ من هم؟ قال: هم أهل القرآن) أي: حفظة القرآن يقرؤونه آناء الليل وأطراف النهار العاملون به؛ لأنهم (أهل الله وخاصته) أي: أولياؤه المختصون به اختصاص أهل الإنسان به.
وهذا الحديث انفرد به ابن ماجة، ودرجته: أنه حسن؛ لأن في رجاله مختلفًا فيه، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استأنس المؤلف رحمه الله تعالى للترجمة بحديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال:
(92)
- 214 - (6)(حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي) أبو حفص القرشي، مولاهم مولى بني أمية. روى عن: أبيه، ومحمد بن حرب الخولاني، والوليد بن مسلم، ومروان بن معاوية، وابن عيينة، وغيرهم، ويروي عنه:(د س ق)، وأبو زرعة، وأبو حاتم، والذهلي، وغيرهم.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي عُمَرَ،
===
قال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: مات سنة خمسين ومئتين (250 هـ)، ووثقه النسائي وأبو داوود ومسلمة، وقال في "التقريب": صدوق، من العاشرة. يروي عنه:(د س ق).
قال: (حدثنا محمد بن حرب) الخولاني أبو عبد الله الحمصي، المعروف بالأبرش، كاتب محمد بن الوليد الزبيدي. روى عن: الأوزاعي، وابن جريجٍ، وعبيد الله بن عمر العمري، وغيرهم، ويروي عنه:(ع)، وعمرو بن عثمان، ومحمد بن المصفى، وهشام بن عمار، وأبو الربيع سليمان بن داوود، وغيرهم.
قال ابن معين: ثقة ثقة، وقال العجلي ومحمد بن عوف والنسائي: ثقة، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: مات سنة أربع وتسعين ومئة (194 هـ)، وقال في "التقريب": ثقة، من التاسعة.
(عن أبي عمر) حفص بن سليمان الأسدي البزاز الكوفي القارئ، ويقال: الغاضري - بمعجمة وراء - نسبة إلى غاضرة بن الملك، ويعرف بحفيص، وهو حفص بن أبي داوود، قرأ على عاصم بن أبي النجود، وكان ابن امرأته. وروى عنه، وعن عاصم الأحول، وعبد الملك بن عمير، وليث بن أبي سليم، وكثير بن زاذان، وغيرهم، ويروي عنه:(ت ق)، ومحمد بن حرب الخولاني، وغيرهم.
قال علي بن المديني: ضعيف الحديث، وقال البخاري: تركوه، وقال مسلم: متروك، وقال النسائي: ليس بثقة ولا يكتب حديثه، وقال في موضع آخر: متروك الحديث، وقال صالح بن محمد: لا يكتب حديثه، وأحاديثه كلها مناكير، وبالجملة: اتفقوا على ضعفه، وذكره البخاري في "الأوسط" في فصل
عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَاذَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَحَفِظَهُ
===
من مات من ثمانين إلى تسعين ومئة، وقال في "التقريب": متروك الحديث، من الثامنة، مات سنة ثمانين ومئة (180 هـ).
(عن كثير بن زاذان) النخعي الكوفي. روى عن: عاصم بن ضمرة، وعبد الرَّحمن بن أبي نُعْم، وأبي حازم سلمان الأشجعي، ويروي عنه:(ت ق)، وحفص بن سليمان الغاضري، وحماد بن واقد.
قال ابن معين: لا أعرفه، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه وأبي زرعة: شيخ مجهول، له عندهما حديث واحد في فضل القرآن، قال الترمذي: لا نعرفه إلَّا من هذا الوجه ليس له إسناد صحيح، وقال في "التقريب": نخعي كوفي مجهول، من السابعة.
(عن عاصم بن ضمرة) السلولي الكوفي. روى عن: علي. يروي عنه: (عم)، وكثير بن زاذان، وأبو إسحاق السبيعي.
قال علي بن المديني والعجلي: ثقة، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال خليفة بن خياط: مات في ولاية بشر بن مروان سنة أربع وسبعين (74 هـ). يروي عنه: (عم).
(عن علي بن أبي طالب) رضي الله عنه.
وهذا السند من سداسياته؛ رجاله ثلاثة منهم كوفيون، واثنان شاميان، وواحد مدني، وحكمه: الضعف جدًّا؛ لأن فيه راويين ضعيفين جدًّا، كما مر آنفًا.
(قال) علي: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ القرآن) بالغيب أو بالنظر إلى المصحف، (وحفظه) أي: بمراعاة حقوقه بالعمل والقيام بموجبه،
أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ، وَشَفَّعَهُ فِي عَشَرَةٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ كُلُّهُمْ قَدِ اسْتَوْجَبَ النَّارَ".
===
أو المراد بالقراءة القراءة بالنظر، وبالحفظ قراءته غيبًا، والواو لا تفيد الترتيب، ويحتمل أن المعنى: من حفظ القرآن وداوم على قراءته بعد ذلك ولا يتركه، ويحتمل أن المعنى: من داوم على قراءته حتى حفظه، وعلى الوجهين ينبغي أن يعتبر مع ذلك العمل به أيضًا؛ إذ غير العامل يعد جاهلًا، ورواية الترمذي صريحة في أنه يقرأ بالغيب ويعمل به؛ حيث قال:"من قرأ القرآن واستظهره" أي: حفظه، يقال: قرأت القرآن عن ظهر قلبي؛ أي: قرأته من حفظي، قاله الجزري، "فأحل حلاله، وحرم حرامه" أي: اعتقد حلاله حلالًا وحرامه حرامًا. انتهت روايته مع شرحها.
(أدخله الله) سبحانه وتعالى، وفي رواية زيادة:"به" أي: بالقرآن (الجَنَّة) أي: ابتداءً، وإلا .. فكل مؤمن يدخلها، (وشفعه) - بتشديد الفاء - أي: قَبِلَ شفاعته (في عشرة من أهل بيته كلهم) أي: كلّ من العشرة (قد استوجب) واستحق (النار)، ووحد الفعل نظرًا للفظ كل؛ أي: قد استوجبوا واستحقوا دخول النار بسبب ذنوبهم لا بالكفر نعوذ بالله منه، قال الطيبي: وفيه رد على من زعم أن الشفاعة إنما تكون في رفع المنزلة دون حط الوزر؛ بناءً على ما افتروه أن مرتكب الكبيرة يجب خلوده في النار ولا يمكن العفو عنه، والوجوب هنا على سبيل المواعدة. انتهى.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أحمد، والدارمي، والترمذي؛ أخرجه في كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في فضل قارئ القرآن، وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلَّا من هذا الوجه، وليس له إسناد صحيح، وحفص بن سليمان أبو عمر بزاز كوفي يضعف في الحديث متروك مع
(93)
- 215 - (7) حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللهِ الْأَوْدِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ،
===
إمامته في القراءة؛ وهو حفص بن أبي داوود القارئ صاحب عاصم.
فدرجته: أنه ضعيف جدًّا (10)(31)، وغرضه: الاستئناس به للترجمة.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى رابعًا لحديث عثمان بحديث أبي هريرة رضي الله عنهما، فقال:
(93)
- 215 - (7)(حدثنا عمرو بن عبد الله) بن حنش -بفتح المهملة والنون بعدها معجمة- (الأودي) الكوفي. روى عن: أبي أسامة، ووكيع، وأبي معاوية، وغيرهم، ويروي عنه:(ق)، وأبو حاتم، وابن خزيمة، وابن أبي داوود، وآخرون.
قال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال في "التقريب": ثقة، من العاشرة، مات سنة خمسين ومئتين (250 هـ).
قال: (حدثنا أبو أسامة) حماد بن أسامة الهاشمي، مولاهم الحافظ الكوفي مشهور بكنيته، ثقة ثبت ربما دلس، من التاسعة، مات سنة إحدى ومئتين (201 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عبد الحميد بن جعفر) بن عبد الله بن الحكم بن رافع الأنصاري الأوسي أبي الفضل المدني. روى عن: سعيد المقبري، والعلاء بن عبد الرَّحمن، والزهري، وغيرهم، ويروي عنه:(م عم)، وعمرو بن عبد الله الأودي، وابن المبارك، وهشيم، ووكيع، ويحيى القطان، وغيرهم.
قال أحمد: ثقة ليس به بأس، سمعت يحيى بن سعيد يقول: كان سفيان الثوري يضعفه، وقال عثمان الدارمي عن ابن معين: ثقة، وذكره ابن حبان في
عَنِ الْمَقْبُرِيّ، عَنْ عَطَاءٍ مَوْلَى أَبِي أَحْمَدَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ وَاقْرَؤُوهُ
===
"الثقات"، وقال في "التقريب": صدوق رمي بالقدر وربما وهم، من السادسة، مات سنة ثلاث وخمسين ومئة (153 هـ).
(عن) سعيد بن أبي سعيد كيسان (المقبري) أبي سعد المدني، ثقة، من الثالثة، تغير قبل موته بأربع سنين، مات في حدود العشرين ومئة، وقيل قبلها، وقيل بعدها. يروي عنه:(ع).
(عن عطاء مولى أبي أحمد) بن جحش المدني. روى عن: أبي هريرة حديث: "تعلموا القرآن وقوموا به
…
" الحديث، ويروي عنه: سعيد المقبري، ذكره ابن حبان في "الثقات"، أخرجوا له هذا الحديث الواحد، وحسنه الترمذي.
قلت: قرأت بخط الذهبي أنه لا يعرف، وقال في "التقريب": مقبول، من الثالثة. يروي عنه:(ت س ق).
(عن أبي هريرة) المدني رضي الله عنه.
وهذا السند من سداسياته؛ رجاله أربعة منهم مدنيون، واثنان كوفيان، وحكمه: الحسن؛ لأن عبد الحميد بن جعفر مختلف فيه.
(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تعلموا القرآن) أي: لفظه ومعناه، قال أبو محمد الجويني: تعلم القرآن وتعليمه فرض كفاية؛ لئلا ينقطع عدد التواتر فيه فلا يتطرق إليه تبديل ولا تحريف، قال الزركشي: وإذا لَمْ يكن في البلد أو القرية من يتلو القرآن .. أثموا بأسرهم. انتهى "تحفة".
(واقرؤوه) وفي رواية: "فاقرؤوه"، قال الطيبي: والفاء في قوله فاقرؤوه مثل ثم في قوله تعالى: {وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ} (1) أي: تعلموا القرآن وداوموا
(1) سورة هود: (3).
وَارْقُدُوا؛ فَإِنَّ مَثَلَ الْقُرْآنِ وَمَنْ تَعَلَّمَهُ فَقَامَ بِهِ كَمَثَلِ جِرَابٍ مَحْشُوٍّ مِسْكًا يَفُوحُ رِيحُهُ كُلَّ مَكَانٍ، وَمَثَلُ مَنْ تَعَلَّمَهُ فَرَقَدَ
===
على قراءته مع العمل بمقتضاه، يدلُّ عليه التعليل بقوله:"فإن مثل القرآن".
وقوله: (وارقدوا) أي: ناموا بعض لياليكم ولا تسهروا طول الليل، ذكره للتنبيه على أن قارئ القرآن لا يمنع من النوم ولا يعاقب عليه إذا كان مع أداء حق القرآن، وإنما يعاقب عليه إذا لزم عليه عدم أداء حق القرآن.
وقوله: (فإن مثل القرآن) تعليل للأمر بتعلمه وقراءته؛ أي: وإنما أمرتكم بهما؛ لأن صفة القرآن (و) صفة (من تعلمه فقام به) أي: تشمر لأداء حقه قراءةً وعملًا (كمثل جراب) - بكسر الجيم -: وعاء معروف متخذ لنحو مسك، وفي "الصحاح": والعامة تفتحها، وفي "القاموس": ولا يفتح، أو هي لغية، وفي القسط: من باب اللطف قول من قال: لا تكسر القصعة ولا تفتح الجراب، وخص الجراب هنا بالذكر احترامًا؛ لأنه من أوعية المسك.
وقوله: (محشو) - بتشديد الواو على وزن مدعو - بالجر صفة لجراب، أي: مملوء ملأً شديدًا بأن حشي به حتى لَمْ يبق فيه متسع لغيره (مسكًا) بالنصب على التمييز (يفوح ريحه) أي: يظهر ويعبق ريحه في (كلّ مكان) وتصل رائحته إلى من له شم، قال ابن الملك: يعني: صدر القارئ كجراب، والقرآن فيه كالمسك؛ فإنه إذا قرأ .. وصلت بركته إلى تاليه وسامعيه. انتهى.
قال القاري: ولعل إطلاق المكان للمبالغة، ونظيره قوله تعالى:{تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ} (1)، {وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} (2)، مع أن التدمير والإيتاء خاص.
(ومثل من تعلمه) بالرفع والنصب؛ أي: مثل من تعلم القرآن (فرقد) أي:
(1) سورة الأحقاف: (25).
(2)
سورة النمل: (16).
وَهُوَ فِي جَوْفِهِ كَمَثَلِ جِرَابٍ أُوكِيَ عَلَى مِسْكٍ".
(94)
- 216 - (8) حَدَّثَنَا أَبُو مَرْوَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ
===
نام عن القيام به، وغفل عن القراءة، أو هو كناية عن ترك العمل (وهو) أي: والحال أن القرآن (في جوفه) أي: في قلبه (كمثل جراب) أي: كيس (أوكي) بالبناء للمفعول، من أوكيت السقاء إذا ربطت فمه بالوكاء، والوكاء - بالكسر -: خيط تشد به الأوعية؛ أي: ربط (على مسك) والمعنى: أنه ملأه مسكًا، وربط فمه على المسك؛ أي: لأجله.
قال الطيبي: أي: شد بالوكاء وهو الخيط الذي تشد به الأوعية، قال المظهر: فإن من قرأ .. يصل بركته منه إلى بيته وإلى السامعين، ويحصل استراحة وثواب إلى حيث يصل صوته؛ فهو كجراب مملوء من المسك، إذا فتح رأسه .. تصل رائحته إلى كلّ مكان حوله، ومن تعلم القرآن ولم يقرأ .. لَمْ يصل بركته منه إلى شيء لا إلى نفسه ولا إلى غيره، فيكون كجراب مشدود رأسه، وفيه مسك، فلا يصل رائحته منه إلى أحد.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: الترمذي؛ أخرجه في كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في فضل سورة البقرة وآية الكرسي، وقال: هذا حديث حسن، وأخرجه النسائي وابن حبان في "صحيحه".
فدرجته: أنه حسن؛ لأن في سنده راويًا مختلفًا فيه؛ وهو عبد الحميد بن جعفر، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى خامسًا لحديث عثمان بحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، فقال:
(94)
- 216 - (8)(حدثنا أبو مروان محمد بن عثمان) بن خالد الأموي
الْعُثْمَانِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ أَبِي الطُّفَيْلِ أَنَّ نَافِعَ بْنَ عَبْدِ الْحَارِثِ لَقِيَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بِعُسْفَانَ
===
(العثماني) المدني، صدوق يخطيء، من العاشرة، مات سنة إحدى وأربعين ومئتين (241 هـ). يروي عنه:(س ق).
قال: (حدثنا إبراهيم بن سعد) بن إبراهيم بن عبد الرَّحمن بن عوف الزهري أبو إسحاق المدني، ثقة، من الثامنة، مات سنة خمس وثمانين ومئة (185 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن) محمد بن مسلم (ابن شهاب) الزهري المدني.
(عن عامر بن واثلة) - بالمثلثة - ابن عبد الله بن عمرو بن جحش الليثي (أبي الطفيل) المكي، ولد عام أحد، وأثبت مسلم وابن عدي صحبته ورؤيته للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو آخر من مات من الصحابة على الإطلاق، مات بمكة سنة عشر ومئة (110 هـ)، وقال صالح بن أحمد عن أبيه: أبو الطفيل مكي ثقة. يروي عنه: (ع).
(أن نافع بن عبد الحارث) بن خالد بن عمير بن الحارث الخزاعي المكي، صحابي من مسلمة الفتح، وأمره عمر على مكة، وأقام بها إلى أن مات، وقيل: إنه أسلم يوم الفتح، وأقام بمكة ولم يهاجر (لقي) أي: نافع (عمر بن الخطاب) - بالنصب - أمير المؤمنين رضي الله عنه.
وهذا السند من سداسياته، رجاله أربعة منهم مدنيون، واثنان مكيان، ومن لطائفه: أنه اجتمع فيه ثلاثة من الصحابة على ما قيل، أو اثنان منهم، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
أي: أن نافع بن عبد الحارث لقي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (بعسفان) -بضم العين المهملة وسكون السين المهملة- واد بين مكة والمدينة قريب إلى
وَكَانَ اسْتَعْمَلَهُ عَلَى مَكَّةَ، فَقَالَ عُمَرُ: مَنِ اسْتَخْلَفْتَ عَلَى الْوَادِي؟ قَالَ: اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْهِمُ ابْنَ أَبْزَى، قَالَ: وَمَنِ ابْنُ أَبْزَى؟ قَالَ: رَجُلٌ مِنْ مَوَالِينَا، قَالَ عُمَرُ: فَاسْتَخْلَفْتَ عَلَيْهِمْ مَوْلىً؟ ! قَالَ: إِنَّهُ قَارِئٌ لِكِتَابِ اللهِ تَعَالَى عَالِمٌ بِالْفَرَائِضِ قَاضٍ، قَالَ عُمَرُ: أَمَا إِنَّ نَبِيَّكُمْ صلى الله عليه وسلم
===
مكة، (وكان) عمر بن الخطاب (استعمله) أي: أمَّره (على مكة) المكرمة، وعسفان تحت إمارة مكة، (فقال عمر) بن الخطاب لنافع بن عبد الحارث أمير مكة:(من استخلفت) يا نافع؟ بالاستفهام الاستخباري؛ أي: من الذي أمرته (على) أهل هذا (الوادي) يعني: وادي عسفان؟
(قال) نافع بن الحارث لعمر: (استخلفت) وأمرت (عليهم) أي: على أهل هذا الوادي عبد الرَّحمن (بن أبزى) -بفتح الهمزة وسكون الباء بعدها زاي مقصورًا- الخزاعي مولاهم صحابي صغير، وكان في عهد عمر رجلًا، وكان واليًا على خراسان لعلي، له (12) اثنا عشر حديثًا، (قال) عمر:(ومن ابن أبزى؛ ) أي: ومن هو ابن أبزي، من أي قبيلة؟ (قال) نافع: هو (رجل من موالينا) أي: من موالي الخزاعيين وحلفائهم.
(قال عمر) لنافع: فهل عدمت رجلًا من قريش (فاستخلفت) وأمرت (عليهم) أي: على أهل هذا الوادي (مولىً) من مواليهم؛ أي: حليفًا من حلفائهم؟ (قال) نافع: (إنه) أي: إن ابن أبزى (قارئ لكتاب الله تعالى) أي: حافظ القرآن (عالم بالفرائض) أي: بقسمة الفرائض والمواريث (قاض) أي: قاض بالحق عارف بالقضاء بين الناس بحكم شرع الله تعالى.
(قال عمر) تقريرًا لاستحقاقه الاستخلاف: (أما) حرف تنبيه واستفتاح؛ أي: انتبهوا واستمعوا ما أقول لكم، (إن نبيكم) محمدًا (صلى الله عليه وسلم
قَالَ: "إِنَّ اللهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ".
(95)
- 217 - (9) حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْوَاسِطِيُّ،
===
قال: إن الله) سبحانه وتعالى (يرفع) ويكرم (بـ) قراءة (هذا الكتاب) العزيز وحفظ القرآن الكريم والعمل بمقتضاه (أقوامًا) أي: درجات أقوام من حفاظه والعاملين به الذين منهم مولاك، (ويضع) ويخفض (به) أي: بجهله وعدم رعايته قراءةً وعملًا درجات أقوام (آخرين) ومنزلتهم عند الله تعالى؛ يعني: بالإعراض عنه وترك العمل بمقتضاه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم؛ أخرجه في كتاب الصلاة، باب (47).
فدرجته: أنه صحيح، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى سادسًا لحديث عثمان بحديث أبي ذر رضي الله عنهما، فقال:
(95)
- 217 - (9)(حدثنا العباس بن عبد الله) بن أبي عيسى (الواسطي) الباكسايي -بضم الكاف وسين مهملة- نسبة إلى باكسايا؛ من نواحي بغداد، أبو محمد التَّرْقُفي -بفتح المثناة الفوقية وسكون الراء وضم القاف بعدها فاء- نسبة إلى تَرْقُف؛ بلدة من عمل واسط، نزيل بغداد. روى عن: عبد الله بن غالب العباداني، ورواد بن الجراح، وأبي عاصم، وغيرهم، ويروي عنه:(ق) حديثًا واحدًا، وموسى بن هارون الحمال، ويحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن إسحاق السراج، وغيرهم.
وثقه الدارقطني، وقال مسلمة بن قاسم: كان ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال في "التقريب": ثقة عابد، من الحادية عشرة، قال
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ غَالِبٍ الْعَبَّادَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ الْبَحْرَانِيّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ
===
ابن المنادي: مات سنة سبع وستين ومئتين (267 هـ)، أو ثمان وستين ومئتين.
قال: (حدثنا عبد الله بن غالب) البصري (العبَّاداني) -بفتح العين المهملة وتشديد الباء- نسبة إلى عبَّادان؛ جزيرة أحاط بها شعبتا دجلة ساكبتين في بحر فارس، وقال ابن خرداد: إنه حصن بالعراق بينه وبين البصرة اثنا عشر فرسخًا، سميت بعباد بن الحصين التميمي الحنظلي، وفي المثل ما وراء عبادان قرية، وقال في "التقريب": مستور، من التاسعة. يروي عنه:(ق).
(عن عبد الله بن زياد) البصري (البحراني) -بفتح الموحدة- نسبة إلى البحرين، كما ذكره ابن الأثير، قال في "المراصد": اسم جامع لبلاد على ساحل البحرين بالبصرة وعمان من جزيرة العرب وعمان آخرها ومدينتها هجر. روى عن: علي بن زيد ابن جدعان، ويروي عنه:(ق) وعبد الله بن غالب العباداني، وأبو المهلب بن عثمان.
وقال في "التقريب": مستور، من السادسة.
(عن علي بن زيد) بن عبد الله بن زهير بن عبد الله بن جدعان التيمي البصري، وهو معروف بعلي بن زيد بن جُدْعان، ضعيف، من الرابعة، مات سنة إحدى وثلاثين ومئة (131 هـ)، وقيل قبلها. يروي عنه:(م عم).
(عن سعيد بن المسيب) بن حزن المخزومي أبي محمد المدني سيد التابعين.
(عن أبي ذر) جندب بن جنادة الغفاري الصحابي المشهور المدني رضي الله عنه.
قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا أَبَا ذَرٍّ؛ لَأَنْ تَغْدُوَ فَتَعَلَّمَ آيَةً مَنْ كِتَابِ اللهِ .. خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تُصَلِّيَ مِئَةَ رَكْعَةٍ، وَلَأَنْ تَغْدُوَ فَتَعَلَّمَ بَابًا مِنَ الْعِلْمِ عُمِلَ بِهِ أَوْلَمْ يُعْمَلْ بِهِ .. خَيْرٌ لَكَ مِنْ
===
وهذا السند من سداسياته؛ رجاله ثلاثة منهم بصريون، واثنان مدنيان، وواحد واسطي، وحكمه: الضعف؛ لأن في سنده علي بن زيد وهو متفق على ضعفه، وعبد الله بن زياد، وقد ضعف أيضًا.
(قال) أبو ذر: (قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر؛ لأن تغدو) بفتح اللام للابتداء، وأن مصدرية والمصدر المنسبك منها مبتدأ خبره (خير)، نظير:{وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} (1) أي: لخروجك من بيتك غدوة؛ أي: أول النهار (فتعلم) بالنصب معطوف على (تغدو) من العلم أو من التعلم بحذف إحدى التاءين، وهو أظهر في المعنى؛ أي: لأن تغدو من بيتك وتبكر إلى مجلس القرآن، فتتعلم (آية من كتاب الله) سبحانه وتعالى .. (خير لك) أي: أكثر أجرًا لك (من أن) تجلس في بيتك و (تصلي مئة ركعة) من النوافل؛ لأن تعلم الآية فرض ولو على سبيل الكفاية، بخلاف النافلة من الصلاة، فالفرض أكثر أجرًا من النفل غالبًا.
(ولأن تغدو) وتبكر من بيتك إلى مجلس العلم (فتعلم) أي: فتتعلم (بابًا) أي: نوعًا (من) أبواب (العلم) الديني؛ كالفقه والحديث والتفسير وما يحتاج إليه فيها؛ كالنحو والصرف والبلاغة؛ وذلك كباب الصلاة وباب الصيام والزكاة (عمل به أو لَمْ يعمل به) بالبناء للمفعول في الفعلين؛ أي: سواء كان ذلك العلم مما ينتفع به في الأعمال الظاهرة؛ كالفقه، أم كان مما يصحح الأعمال الظاهرة؛ كعلم العقائد .. (خير لك) أي: أعظم أجرًا لك (من
(1) سورة البقرة: (184).
أَنْ تُصَلِّيَ ألْفَ رَكْعَةٍ".
===
أن تصلي ألف ركعة) من النوافل؛ لأن تعلم العلم الديني من فروض العين أو الكفاية، والفرض أكثر أجرًا من النفل.
وعبارة السندي: أي: سواء كان علمًا متعلقًا بكيفية العمل؛ كالفقه، أو لا بأن يكون متعلقًا بالاعتقاد مثلًا، وليس المراد أن يكون علمًا لا ينتفع به.
وهذا الحديث مما انفرد به ابن ماجة، فدرجته: أنه حسن لغيره؛ لأن له شاهدين أخرجهما الترمذي، فهو ضعيف السند، حسن المتن لغيره، كما قاله السندي، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
فجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: تسعة أحاديث:
واحد منها للاستدلال، وواحد للمتابعة، وواحد للاستئناس، وستة للاستشهاد.
والله سبحانه وتعالى أعلم