المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(10) - (21) - باب من كره أن يوطأ عقباه - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ٢

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌(11) - (6) - فَضْلُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ رضي الله عنه

- ‌(11) - (7) - فَضْلُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه

- ‌(11) - (8) - فَضائِلُ الْعَشَرَةِ رضي الله عنهم

- ‌(11) - (9) - فَضْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ رضي الله عنه

- ‌(11) - (10) - فَضْلُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه

- ‌(11) - (11) - فَضْلُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه

- ‌(11) - (12) - فَضْلُ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ ابْنَي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنهم

- ‌(11) - (13) - فَضْلُ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رضي الله عنهما

- ‌(11) - (14) - فَضْلُ سَلْمَانَ وَأَبِي ذَرٍّ وَالْمِقْدَادِ رضي الله عنهم

- ‌(11) - (15) - فَضْلُ بِلَالٍ رضي الله عنه

- ‌(11) - (16) - فَضَائِلُ خَبَّابٍ رضي الله عنه

- ‌(11) - (17) - فَضْلُ أُبَيِّ بْنِ كعْبٍ وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنهم

- ‌(11) - (18) - فَضْلُ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه

- ‌(11) - (19) - فَضْلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ رضي الله عنه

- ‌(11) - (20) - فَضْلُ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيِّ رضي الله عنه

- ‌(11) - (21) - فَضْلُ أَهْلِ بَدْرٍ رضي الله عنهم

- ‌(11) - (22) - فَضْلُ الْأَنْصَارِ رضي الله عنهم أَجْمَعِينَ

- ‌(11) - (23) - فَضْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا

- ‌(1) - (12) - بَابٌ: فِي ذِكْرِ الْخَوَارِجِ

- ‌(2) - (13) - بَابٌ: فِيمَا أَنْكَرَتِ الْجَهْمِيَّةُ

- ‌(3) - (14) - بَابُ مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً أَوْ سَيِّئَةً

- ‌(4) - (15) - بَابُ مَنْ أَحْيَا سُنَّةً قَدْ أُمِيتَتْ

- ‌(5) - (16) - بَابُ فَضْلِ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ

- ‌(6) - (17) - بَابُ فَضْلِ الْعُلَمَاءِ وَالْحَثِّ عَلَى طَلَبِ الْعِلْمِ

- ‌(7) - (18) - بَابُ مَنْ بَلَّغَ عِلْمًا

- ‌(8) - (19) - بَابُ مَنْ كَانَ مِفْتَاحًا لِلْخَيْرِ

- ‌(9) - (20) - بَابُ ثَوْابِ مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ

- ‌(10) - (21) - بَابُ مَنْ كَرِهَ أَنْ يُوطَأَ عَقِبَاهُ

- ‌(11) - (22) - بَابُ الْوَصَاةِ بِطَلَبَةِ الْعِلْمِ

- ‌(12) - (23) - بَابُ الانْتِفَاعِ بِالْعِلْمِ وَالْعَمَلِ بِهِ

- ‌(13) - (24) - بَابُ مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ

الفصل: ‌(10) - (21) - باب من كره أن يوطأ عقباه

(10) - (21) - بَابُ مَنْ كَرِهَ أَنْ يُوطَأَ عَقِبَاهُ

(125)

- 242 - (1) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَمْرٍو،

===

(10)

- (21) - (باب من كره أن يوطأ عقباه)

بالألف على أنه نائب الفاعل ليوطأ، تثنية عقب؛ وهو مؤخر القدم، وفي بعض النسخ:(باب من كره أن يوطأ عقبيه) بالياء؛ أي: كره أن يمشي أحد وراءه فيطأ محل عقبيه، وكأنه لاعتبار حذف المضاف وترك المضاف إليه على حاله .. جاء (عقبيه) بالياء التي هي علامة الجر في المثنى، وإلا .. فالظاهر أن يقال: عقباه؛ لأنه نائب الفاعل ليوطأ، ثم كأنه وضع هذا الباب في مباحث العلم؛ لأن دأب المشايخ أن يتقدموا على التلامذة في المشي، فنبه بهذا على أن تركه أولى وأوفق للسنة النبوية.

* * *

(120)

- 242 - (1) حدثنا أبو بكر) عبد الله بن محمد (بن أبي شيبة) العبسي الكوفي، ثقة حافظ مشهور، من العاشرة، مات سنة خمس وثلاثين ومئتين (235 هـ). يروي عنه:(خ م د س ق).

قال: (حدثنا سويد بن عمرو) الكلبي أبو الوليد الكوفي العابد. روى عن: حماد بن سلمة، وزهير بن معاوية الحمصي، وأبي عوانة، وغيرهم، ويروي عنه:(م ت س ق)، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعدة.

قال النسائي وابن معين: ثقة، وقال العجلي: كوفي ثقة ثبت في الحديث، وكان رجلًا صالحًا متعبدًا، وأفحش ابن حبان القول فيه بلا حجة، فقال: كان

ص: 332

عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابتٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا رُئِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم

===

يقلب الأسانيد ويضع الأسانيد الصحاح للمتون الواهية، من كبار العاشرة، مات سنة ثلاث، أو أربع ومئتين.

(عن حماد بن سلمة) بن دينار التميمي أبي سلمة البصري، من كبار الثامنة، مات سنة سبع وستين ومئة (167 هـ). يروي عنه:(م عم).

(عن ثابت) بن أسلم بن موسى البناني أبي محمد البصري، ثقة عابد، من الرابعة، مات سنة ثلاث وعشرين ومئة (123 هـ)، وقيل: سنة سبع وعشرين. يروي عنه: (ع).

(عن شعيب) بن محمد (بن عبد الله بن عمرو) بن العاص الحجازي السهمي الطائفي. روى عن: جده، وابن عباس، وابن عمر، ويروي عنه:(عم)، وثابت ونَسَبَهُ إلى جده، ذكره خليفة في الطبقة الأولى من أهل الطائف.

وذكره ابن حبان في "الثقات"، وذكر البخاري وأبو داوود وغيرهما أنه سمع من جده، ولم يذكر أحد منهم أنه يروي عن أبيه محمد، ولم يذكر أحد لمحمد هذا ترجمةً إلَّا القليل، وقال في "التقريب": صدوق، ثبت سماعه من جده، من الثالثة.

(عن أبيه) أي: عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي الطائفي رضي الله تعالى عنهما، وقال في "التقريب": مات في ذي الحجة ليالي الحرة على الأصح بالطائف على الراجح سنة خمس وستين (65 هـ)، وقال الليث: سنة ثمان. يروي عنه: (ع).

وهذا السند من سداسياته؛ رجاله اثنان منهم طائفيان، واثنان بصريان، واثنان كوفيان، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.

(قال) عبد الله بن عمرو: (ما رئي رسول الله صلى الله عليه وسلم حالة

ص: 333

يَأْكُلُ مُتَّكِئًا قَطُّ وَلَا يَطَأُ عَقِبَيْهِ رَجُلَانِ.

قَالَ أَبُو الْحَسَنِ:

===

كونه (يأكل متكئًا) أي: متمكنًا من الجلوس للأكل؛ لأن رأى بصرية (قط) ظرف مستغرق لما مضى من الزمان متعلق برئي، والاتكاء هو أن يتمكن في الجلوس متربعًا، أو يستوي قاعدًا على وطاء، أو يسند ظهره إلى شيء، أو يضع إحدى يديه على الأرض، وكل ذلك خلاف الأدب المطلوب حال الأكل، وبعضه فعل المتكبرين، وبعضه فعل المكثرين من الطعام، قال الكرماني: وليس المراد بالاتكاء: الميل والاعتماد على أحد جانبيه كما يجلسه العامة، ومن حمل عليه .. فهو جار على مذهب الطب؛ من أنه لا ينحدر في مجاري الطعام سهلًا ولا يسيغه هنيئًا، وربما يتأذى به. انتهى "سندي".

(وَلَا يطأ عقبيه رجلان) أي: لا يمشي رجلان خلفه فضلًا عن الزيادة؛ يعني: أنه من غاية التواضع لا يتقدم أصحابه في المشي، بل إما يمشي خلفهم كما جاء ويسوق أصحابه، أو يمشي فيهم، وحاصل ما في الحديث أنه لَمْ يكن على طريق الملوك والجبابرة في الأكل والمشي صلى الله عليه وسلم وبارك وكرم.

(والرجلان) بفتح الراء وضم الجيم، هو المشهور، ويحتمل كسر الراء وسكون الجيم؛ أي: القدمان؛ والمعنى عليه: لا يمشي أحد ذو رجلين، بل هو أقرب بتثنية عقبيه، كما هو رواية المصنّف، وقد ضبط كذلك في بعض النسخ.

وهذا الحديث شارك المؤلف في روايته: أبو داوود؛ أخرجه في كتاب الأطعمة، باب ما جاء في الأكل متكئًا.

فدرجته: أنه صحيح، وغرضه: الاستدلال به على الترجمة.

(قال أبو الحسن) علي بن إبراهيم القطان القزويني راوية المؤلف، قال المؤلف:

ص: 334

وَحَدَّثَنَا خَازِمُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ.

قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَصْرٍ الْهَمْدَانِيُّ صَاحِبُ الْقَفِيزِ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ.

===

(وحدثنا) أيضًا (خازم بن يحيى).

قال: (حدثنا إبراهيم بن الحجاج) بن زيد (السامي) نسبة إلى سامة بن لؤي بن غالب أبو إسحاق البصري. روى عن: حماد بن سلمة، ووهب بن خالد، وأبان بن يزيد، وغيرهم، ثقة، من العاشرة، مات سنة إحدى وثلاثين ومئتين، وقيل: سنة ثلاث وثلاثين ومئتين (233 هـ). يروي عنه: (س).

قال: (حدثنا حماد بن سلمة) بن دينار أبي سلمة البصري.

وغرضه بسوق هذا السند: بيان متابعة إبراهيم بن الحجاج لسويد بن عمرو في رواية هذا الحديث عن حماد بن سلمة، وفي بعض النسخ زيادة:(فذكر) أي: إبراهيم بن الحجاج (نحوه) أي: نحو حديث سويد.

(قال أبو الحسن) القطان: قال المؤلف:

(وحدثنا) أيضًا (إبراهيم بن نصر الهمداني صاحب القفيز) لَمْ أقف على ترجمته.

قال: (حدثنا موسى بن إسماعيل) المنقري - بكسر الميم وسكون النون وفتح القاف - مولاهم أبو إسماعيل التبوذكي - بفتح المثناة وضم الموحدة وسكون الواو وفتح المعجمة - مشهور بكنيته وباسمه، إنما سمي التبوذكي؛ لأنه اشترى دارًا بتبوذك، فنسب إليها.

قال: (حدثنا حماد بن سلمة).

ص: 335

(121)

- 243 - (2) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا مُعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ،

===

غرضه: بيان متابعة إسماعيل لسويد بن عمرو في رواية هذا الحديث عن حماد بن سلمة، وفي بعض النسخ زيادة:(فذكر) موسى بن إسماعيل (نحوه) أي: نحو حديث سويد بن عمرو.

وهذان السندان من زيادة أبي الحسن القطان، ولذلك حذفا في بعض النسخ.

* * *

ثم استأنس المؤلف رحمه الله تعالى للترجمة بحديث أبي أمامة رضي الله عنه، فقال:

(121)

- 243 - (2)(حدثنا محمد بن يحيى) بن عبد الله الذهلي النيسابوري، ثقة، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (258 هـ). يروي عنه:(خ عم).

قال: (حدثنا أبو المغيرة) عبد القدوس بن الحجاج الخولاني الحمصي.

روى عن: معان بن رفاعة، والأوزاعي، وحريز بن عثمان، وغيرهم، ويروي عنه:(ع)، ومحمد بن يحيى الذهلي، وغيرهم.

قال أبو حاتم: صدوق، وقال العجلي والدارقطني: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، قال البخاري: مات سنة اثنتي عشرة ومئتين (212 هـ)، وقال في "التقريب": ثقة، من التاسعة.

قال: (حدثنا معان) بضم الميم وتخفيف المهملة آخره نون (بن رفاعة) السلامي - بتخفيف اللام - أبو محمد الدمشقي. روى عن: علي بن يزيد الألهاني، وعبد الوهاب بن بخت، وعطاء الخراساني، وغيرهم، ويروي عنه:(ق)، وأبو المغيرة، وعصام بن خالد، وغيرهم.

ص: 336

حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ

===

قال علي بن المديني: ثقة، وقال ابن حبان: منكر الحديث، يروي مراسيل كثيرة، ويحدث عن أقوام مجاهيل لا يشبه حديثه حديث الأثبات، فلما صار الغالب في رواياته ما ينكره القلب .. استحق ترك الاحتجاج به، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه، وقال أبو الفتح الأزدي: لا يحتج به، وقال في "التقريب": لين الحديث كثير الإرسال، من السابعة، مات بعد الخمسين ومئة.

قال: (حدثني علي بن يزيد) بن أبي هلال الألهاني - بهمزة مفتوحة ولام ساكنة وبنون - نسبة إلى الهان؛ أخي همدان، أبو عبد الملك الدمشقي. روى عن: القاسم بن عبد الرَّحمن صاحب أبي أمامة، ويروي عنه:(ت ق)، ومعان بن رفاعة.

قال ابن معين: علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة ضعاف كلها، قال يعقوب: علي بن يزيد: واهي الحديث كثير المنكرات، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، أحاديثه منكرة، وقال البخاري: منكر الحديث ضعيف، وبالجملة: اتفقوا على ضعفه، وقال في "التقريب": ضعيف، من السادسة، مات سنة بضع عشرة ومئة.

(قال) علي: (سمعت القاسم بن عبد الرَّحمن) الأموي مولاهم أبا عبد الرَّحمن الدمشقي.

قال الغلابي: منكر الحديث، وقال يعقوب بن شيبة: ثقة، وقال في "التقريب": صدوق يغرب كثيرًا، من الثالثة، مات سنة اثنتي عشرة ومئة (112 هـ)، ويروي عنه:(عم).

(يحدث عن أبي أمامة) صُدَي - بالتصغير - ابن عجلان الباهلي الصحابي

ص: 337

قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ نَحْوَ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ، وَكَانَ النَّاسُ يَمْشُونَ خَلْفَهُ، فَلَمَّا سَمِعَ صَوْتَ النِّعَالِ .. وَقَرَ ذَلِكَ فِي نَفْسِهِ، فَجَلَسَ حَتَّى قَدَّمَهُمْ أَمَامَهُ؛ لِئَلَّا يَقَعَ فِي نَفْسِهِ شَيْءٌ مِنَ الْكِبْرِ.

===

المشهور رضي الله عنه، له مائتا حديث وخمسون حديثًا، سكن الشام، ومات بها سنة ست وثمانين (86 هـ). يروي عنه:(ع).

وهذا السند من سداسياته، ومن لطائفه: أن رجاله كلهم شاميون إلَّا محمد بن يحيى؛ فإنه نيسابوري، وحكمه: الضعف؛ لأن أغلب رجاله ضعاف.

(قال) أبو أمامة: (مر النبي صلى الله عليه وسلم في يوم شديد الحر) أي: ذهب ومشى (نحو) أي: جهة (بقيع الغرقد) اسم لمقبرة أهل المدينة، والغرقد: اسم لشجر عظيم ذي شوك، أضيفت إليه لكثرته فيها في الأصل، (وكان الناس) أي: أصحابه (يمشون خلفه) أي: وراءه وعقبه.

(فلما سمع) رسول الله صلى الله عليه وسلم (صوت النعال) قد كثر وراءه .. (وقر) أي: عظم وثقل (ذلك) أي: كثرة صوت النعال خلفه؛ أي: كثرة الماشين وراءه (في نفسه) أي: على قلبه، (فجلس) أي: قعد وترك المشي قدامهم (حتى قدمهم أمامه) أي: حتى جعلهم قدامه (لئلا يقع في نفسه) أي: في قلبه (شيء من الكبر) والترفع على غيره، هذا على حسب ظن الراوي، فقد لا يكون السبب ذلك، بل يكون غيره؛ كجعل الوراء للملائكة الماشين معه، والقدام للناس، كما سيأتي في الحديث الآتي، وعلى تقدير أن الراوي أخذ ذلك من جهته، فيمكن أنه قال ذلك للتنبيه على ضعف طبيعة البشر، وأنه محل للآفات كلها لولا عصمة الله الكريم، فلا ينبغي له الاغترار، بل ينبغي له زيادة الخوف والأخذ بالأحوط والتجنب عن الأسباب المؤدية إلى الآفات النفسانية. انتهى "سندي".

ص: 338

(122)

- 244 - (3) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ نُبَيْحٍ الْعَنَزِيِّ،

===

وهذا الحديث مما انفرد به ابن ماجة، ودرجته: أنه ضعيف (16)(37)؛ لضعف رواته، وغرضه بسوقه: الاستئناس به.

* * *

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث ابن عمرو بحديث جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهم، فقال:

(122)

- 244 - (3)(حدثنا علي بن محمد) بن إسحاق الطنافسي -بفتح المهملة وتخفيف النون وبعد الألف فاء ثم مهملة- أبو الحسن الكوفي، ثقة عابد، من العاشرة، مات سنة ثلاث أو خمس وثلاثين ومئتين، ويروي عنه:(ق).

قال: (حدثنا وكيع) بن الجراح الرؤاسي أبو سفيان الكوفي، ثقة، من التاسعة، مات في آخر سنة ست أو أول سنة سبع وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).

(عن سفيان) بن سعيد بن مسروق الثوري أبي عبد الله الكوفي، ثقة إمام حجة، من السابعة، مات سنة إحدى وستين ومئة (161 هـ). يروي عنه:(ع).

(عن الأسود بن قيس) البجلي أو العبدي، أبي قيس الكوفي، وثقه النسائي، قال في "التقريب": ثقة، من الرابعة. يروي عنه:(ع).

(عن نبيح) - مصغرًا - ابن عبد الله (العنزي) -بفتح المهملة والنون ثم زاي- أبي عمرو الكوفي. روى عن: جابر، وابن عباس، وابن عمرو، وغيرهم، ويروي عنه:(عم)، والأسود بن قيس.

قال أبو زرعة: ثقة، لَمْ يرو عنه غير الأسود بن قيس، وذكره ابن حبان في

ص: 339

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا مَشَى .. مَشَى أَصْحَابُهُ أَمَامَهُ وَتَرَكُوا ظَهْرَهُ لِلْمَلَائِكَةِ.

===

"الثقات"، وقال العجلي: كوفي تابعي ثقة، وصحح الترمذي حديثه، وكذلك ابن خزيمة وابن حبان والحاكم، وقال في "التقريب": مقبول، من الثالثة.

(عن جابر بن عبد الله) الأنصاري رضي الله عنهما.

وهذا السند من سداسياته، ومن لطائفه: أن رجاله كلهم كوفيون إلَّا جابر بن عبد الله؛ فإنه مدني، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات.

(قال) جابر: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا مشى) لأي حاجة مع أصحابه .. (مشى أصحابه) بالرفع (أمامه، وتركوا ظهره) أي: وراءه (للملائكة) تعظيمًا للملائكة الماشين خلفه، لا لدفع التضييق عنهم.

وهذا الحديث مما انفرد به ابن ماجة، ودرجته: أنه صحيح؛ لأن رجاله ثقات، وغرضه: الاستشهاد به.

* * *

وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب: ثلاثة أحاديث:

واحد للاستدلال، وواحد للاستشهاد، وواحد للاستئناس.

والله سبحانه وتعالى أعلم

ص: 340