الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(11) - (8) - فَضائِلُ الْعَشَرَةِ رضي الله عنهم
(9)
- 131 - (1) حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْمُثَنَّى أَبُو الْمُثَنَّى النَّخَعِيُّ، عَنْ جَدِّهِ رِيَاحِ بْنِ الْحَارِثِ،
===
(11)
- (8) - (فضائل العشرة رضي الله عنهم
المذكور منهم في هذه الترجمة تسعة، ومراد المصنف بفضائل العشرة: غالبهم ومعظمهم.
* * *
(9)
- 131 - (1)(حدثنا هشام بن عمار) السلمي الدمشقي.
(حدثنا عيسى بن يونس) بن أبي إسحاق السبيعي أخو إسرائيل أبو عمرو الكوفي.
وثقه ابن معين وأبو حاتم، وقال في "التقريب": ثقة ثبت، من كبار الثامنة، مات سنة سبع وثمانين ومئة، وقيل: سنة إحدى وتسعين. يروي عنه: (ع).
قال: (حدثنا صدقة بن المثنى) بن رياح - بكسر الراء المهملة ثم التحتانية آخره حاء مهملة - ابن الحارث (أبو المثنى النخعي) الكوفي. روى عن: جده، ويروي عنه: عيسى بن يونس.
قال الاجري عن أبي داوود: ثقة، وقال أحمد: شيخ صالح، وذكره ابن حبان في "الثقات"، ووثقه العجلي، وقال في "التقريب": ثقة، من السادسة. يروي عنه:(د س ق).
(عن جده رياح بن الحارث) النخعي أبي المثنى الكوفي، قيل: إنه حج مع عمر. روى عن: ابن مسعود، وعلي، وسعيد بن زيد، وعمار بن ياسر، ويروي عنه: ابنه جرير، وحفيده صدقة ابن المثنى، و (د س ق).
سَمِعَ سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَاشِرَ عَشَرَةٍ فَقَالَ: "أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعْدٌ فِي الْجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي الْجَنَّةِ"، فَقِيلَ لَهُ مَنِ التَّاسِعُ؟
===
ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال العجلي: كوفي تابعي ثقة، وقال في "التقريب": ثقة، من الثانية.
(سمع) رياح بن الحارث (سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل) العدوي المدني أبا الأعور رضي الله عنه، أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، والمهاجرين الأولين، شهد المشاهد كلها بعد بدر، له ثمانية وثلاثون حديثًا؛ اتفقا على حديثين، وانفرد البخاري بآخر، قال الواقدي: توفي بالعقيق فحمل إلى المدينة، فدفن بها سنة خمسين (50 هـ) أو بعدها بسنة أو سنتين، وكان يوم مات ابن بضع وسبعين سنة، وكان رجلًا طوالًا آدم أشعر.
وهذا السند من خماسياته؛ رجاله ثلاثة منهم كوفيون، وواحد مدني، وواحد دمشقي، وحكمه: الصحة.
أي: سمع رياح بن الحارث سعيد بن زيد، حالة كون سعيد (يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عاشر عشرة) يدخلون الجنة؛ أي: جاعل تسعة عشرة، فمن سواه تسعة وهو صلى الله عليه وسلم العاشر، كما هو القاعدة في فاعل صيغ من اسم العدد وأضيف إلى عدده، (فقال) سعيد بن زيد:(أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وسعد) بن أبي وقاص (في الجنة، وعبد الرحمن) بن عوف (في الجنة، فقيل له) أي: لسعيد بن زيد: (من التاسع؟ ) أي: من الجاعل لهؤلاء الثمانية تسعة مفهومة من قولك
قَالَ: أَنَا.
(10)
- 132 - (2) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ،
===
عاشر عشرة؟ (قال) سعيد بن زيد راوي الحديث: (أنا) التاسع، والنبي صلى الله عليه وسلم هو العاشر من العشرة الذين يدخلون الجنة.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود؛ أخرجه في كتاب السنة، باب في الخلفاء.
فدرجته: أنه صحيح، وغرضه: الاستدلال به.
* * *
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث سعيد بن زيد رضي الله عنه، فقال:
(10)
- 132 - (2)(حدثنا محمد بن بشار) العبدي البصري.
(حدثنا) محمد بن إبراهيم (بن أبي عدي) وقيل: هو إبراهيم السلمي مولاهم أبو عمرو البصري، ثقة، من التاسعة، مات سنة أربع وتسعين ومئة (194 هـ) على الصحيح. يروي عنه:(ع).
(عن شعبة) بن الحجاج البصري.
(عن حصين) بن عبد الرحمن السلمي أبي الهذيل الكوفي، ثقة تغير حفظه في الآخر، من الخامسة، مات سنة ست وثلاثين ومئة (136 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن هلال بن يساف) - بكسر التحتانية ثم مهملة ثم فاء - الأشجعي مولاهم أبي الحسن الكوفي، من الثالثة.
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ظَالِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "اثْبُتْ حِرَاءُ؛ فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ"،
===
وثقه ابن معين، وقال العجلي: تابعي كوفي، ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات". يروي عنه:(م عم).
(عن عبد الله بن ظالم) - بكسر اللام - التميمي المازني الكوفي. روى عن: سعيد بن زيد حديث عشرة في الجنة، ويروي عنه:(عم)، وهلال بن يساف.
وثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال العقيلي: عبد الله بن ظالم عن سعيد بن زيد كوفي لا يصح حديثه، وكذا ذكره ابن عبدي عن البخاري، وقال في "التقريب": صدوق لينه البخاري، من الثالثة. (عم).
(عن سعيد بن زيد) العدوي أبي الأعور المدني رضي الله عنه، أحد العشرة المشهود لهم بالجنة.
وهذا السند من سباعياته؛ رجاله ثلاثة منهم بصريون، وثلاثة كوفيون، وواحد مدني، وحكمه: الحسن؛ لأن عبد الله بن ظالم مختلف فيه، وغرضه بسوق هذا السند: بيان متابعة عبد الله بن ظالم لرياح بن الحارث في رواية هذا الحديث عن سعيد بن زيد.
(قال) سعيد بن زيد: (أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أني سمعته) صلى الله عليه وسلم (يقول) وهو على حراء، فتحرك بهم:(اثبت) أي: اسكت ولا تتحرك يا (حراء؛ فما عليك) أي: ليس عليك (إلا نبي أو صديق أو شهيد) أراد به الجنس؛ فإن المذكورين بعد الصديق كلهم شهداء، و (أو) لمنع الخلو، وقيل: بمعنى الواو، واستشكل بسعد بن أبي وقاص؛ لأنه غير مقتول، فقد ذكر في "جامع الأصول" أنه مات في قصره بالعقيق قريبًا من
وَعَدَّهُمْ: رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَطَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَسَعْدٌ، وَابْنُ عَوْفٍ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ.
===
المدينة، ودفن بالبقيع، اللهم إلا أن يدخل في الصديق، واسم الصديق وإن غلب على أبي بكر رضي الله عنه، لكن مفهومه غير منحصر فيه، وقد سبق ما جاء من علي: أنا الصديق الأكبر، وقد روي ذلك مرفوعًا أيضًا فيما رواه الطبراني من حديث حذيفة، كما رواه العقيلي في "الضعفاء"، وابن عدي في "الكامل" في مناقب علي، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "هذا أول من آمن، وأول من يصافحني يوم القيامة، وهذا الصديق الأكبر
…
" الحديث، أو المراد بالشهيد: من له ثواب الشهداء؛ كالمبطون وأمثاله.
(وعدهم) أي: عد سعيد بن زيد أولئك الذين كانوا على الجبل، فقال: هم (رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد، وابن عوف، وسعيد بن زيد).
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث بهذا السند: أبو داوود والترمذي، ولفظه مع شرحه:(عن سعيد بن زيد أنه قال: أشهد على التسعة أنهم في الجنة، ولو شهدت على العاشر .. لم آثم) -بفتح المثلثة - مضارع مسند إلى المتكلم؛ أي: لم أقع في الإثم (قيل) لسعيد: (وكيف ذلك؟ قال) سعيد: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بحراء) بوزن كتاب، أو بوزن علي، عن عياض يؤنث ويمنع؛ جبل بمكة فيه غار تحنث فيه النبي صلى الله عليه وسلم، (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما تحرك الجبل بنا هيبة من النبي صلى الله عليه وسلم ومعجزة له:(اثبت) يا (حراء) ولا تتحرك؛ (فإنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد، قيل) لسعيد بن زيد: (ومن هم؟ ) أي: من أولئك الذين كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم على حراء؟ (قال) سعيد بن
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
===
زيد: أحدهم (رسول الله صلى الله عليه وسلم، و) ثانيهم (أبو بكر، و) ثالثهم (عمر، و) رابعهم (عثمان، و) خامسهم (على، و) سادسهم (طلحة، و) سابعهم (الزبير، و) ثامنهم (سعد، و) تاسعهم (عبد الرحمن بن عوف، قيل) لسعيد بن زيد: (فمن) هو (العاشر؟ قال) سعيد: العاشر (أنا)، ثم قال الترمذي:(هذا الحديث حسن صحيح).
وأخرجه أحمد وأبو داوود والنسائي وابن ماجه، وأخرجه الترمذي أيضًا من حديث أبي هريرة في مناقب عثمان، وأخرجه مسلم والنسائي أيضًا من حديثه. انتهى من "الترمذي" مع شرحه "تحفة الأحوذي".
فدرجه الحديث: أنه صحيح، وغرضه بسوقه: بيان المتابعة.
وكرر متن الحديث؛ لما بين الروايتين من المخالفة.
* * *
وجملة ما ذكره في فضائل العشرة رضي الله عنهم: حديثان:
الأول للاستدلال، والثاني للمتابعة.
والله سبحانه وتعالى أعلم