الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(9) - (20) - بَابُ ثَوْابِ مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ
(115)
- 237 - (1) حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ،
===
(9)
- (20) - (باب ثواب معلم الناس الخير)
(115)
- 237 - (1) حدثنا هشام بن عمار) بن نصير السلمي الدمشقي.
قال: (حدثنا حفص بن عمر) البزاز الشامي. روى عن: عثمان بن عطاء الخراساني، وكثير بن شنظير، ويروي عنه:(ق)، وهشام بن عمار.
قال أبو حاتم: مجهول، له عند ابن ماجة حديث واحد عن أبي الدرداء في فضل العلم؛ وهو هذا الحديث، وقال في "التقريب": شامي مجهول، من الثامنة.
(عن عثمان بن عطاء) بن أبي مسلم الخراساني أبي مسعود المقدسي أصله من بلخ. روى عن: أبيه عن أبي الدرداء، ويروي عنه:(ق)، وحفص بن عمر البزاز.
قال ابن معين: ضعيف الحديث، وقال عمرو بن علي: منكر الحديث، وقال مرّة: متروك الحديث، وقال ابن خزيمة: لا يحتج بحديثه، وقال الحاكم أبو عبد الله: يروي عن أبيه أحاديث موضوعة، وقال الساجي: ضعيف جدًّا، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج بروايته، وقال أبو نعيم الأصبهاني: روى عن أبيه أحاديث منكرة، قال ضمرة: مات سنة خمس وخمسين ومئة (155 هـ)، وقيل: سنة إحدى وخمسين ومئة، وقال في "التقريب": ضعيف، من السابعة.
(عن أبيه) عطاء بن أبي مسلم، اسم أبيه عبد الله أبي عثمان الخراساني، ويقال: أبو صالح البلخي، نزيل الشام الأزدي مولاهم. روى عن: الصحابة
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّهُ لَيَسْتَغْفِرُ لِلْعَالِمِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ
===
مرسلًا؛ كابن عباس، وأبي هريرة، وأبي الدرداء، وأنس، وكعب بن عجرة، ومعاذ بن جبل، وغيرهم، ويروي عنه:(م عم)، وابنه عثمان، وشعبة، وإبراهيم بن طهمان، وغيرهم.
وقال ابن معين: ثقة، وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: ثقة صدوق، وقال الدارقطني: ثقة في نفسه إلَّا أنه لَمْ يلق ابن عباس، وقال أبو داوود: ولم يدرك ابن عباس ولم يره ولا غيره من الصحابة، وقال الدارقطني: لَمْ يسمع من أحد من الصحابة إلَّا من أنس، فروايته هنا عن أبي الدرداء مرسلة، وقال في "التقريب": صدوق، من الخامسة، يهم كثيرًا ويرسل ويدلس، ومات سنة خمس وثلاثين ومئة (135 هـ)، وله خمس وثمانون سنة.
(عن أبي الدرداء) عويمر بن زيد الأنصاري الدمشقي الصحابي المشهور رضي الله عنه.
وهذا السند من خماسياته، ومن لطائفه: أن رجاله كلهم شاميون، وحكمه: الضعف؛ لأن في رجاله راويين ضعيفين حفص بن عمر وعثمان بن عطاء، وفيه أيضًا انقطاع؛ لأن عطاء بن أبي مسلم لَمْ يدرك أبا الدرداء.
(قال) أبو الدرداء: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنه) أي: إن الشأن والحال (ليستغفر للعالم) العامل بعلمه المعلم لغيره، قال السندي: وقد أخرجه غيره، بلفظ:(لطالب العلم)، وها هنا:(للعالم)، فكأنه أطلق اسم العالم على الطالب؛ نظرًا لما في المآل، ولما كان عادة العالم التعليم .. ذكره المؤلف في هذا الباب انتهى.
(من في السماوات) من الأملاك، (ومن في الأرض) عبر بمن تغليبًا للثقلين
حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْبَحْرِ".
(116)
- 238 - (2) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ،
===
على غيرهما (حتى) إنه ليستغفر له (الحيتان في البحر) أي: في الماء، جمع حوت؛ وهو السمك.
وهذا الحديث مما انفرد به ابن ماجة، ودرجته: أنه ضعيف (14)(35)؛ لأن في سنده ضعيفين وانقطاعًا، كما مر آنفًا بتأويل للعالم بالمعلم، كما قررناه، وغرضه بسوقه: الاستئناس به، وإنما قدمه مع ضعفه على ما بعده؛ لدلالته على البشارة العامة للعالم المعلم.
* * *
ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الترجمة بحديث معاذ بن أنس رضي الله عنه، فقال:
(116)
- 238 - (2)(حدثنا أحمد بن عيسى) بن حسان (المصري) المعروف بالتُّستري: نسبة إلى تستر؛ بلدة بالأهواز؛ لكونه يتجر فيها. روى عن: عبد الله بن وهب، والمفضل بن فضالة، ويروي عنه:(خ م س ق).
صدوق، من العاشرة، تكلم فيه بلا حجة، مات سنة ثلاث وأربعين ومئتين (243 هـ).
قال: (حدثنا عبد الله بن وهب) بن مسلم القرشي مولاهم أبو محمد المصري، ثقة حافظ عابد، من التاسعة، مات سنة سبع وتسعين ومئة (197 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن يحيى بن أيوب) الغافقي - بمعجمة ثم فاء بعد الألف ثم قاف - أبي العباس المصري. يروي عنه: (ع)، وابن وهب.
عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ عَلَّمَ عِلْمًا .. فَلَهُ أَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهِ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الْعَامِلِ".
===
وثقه ابن معين ويعقوب بن سفيان، وقال في "التقريب": صدوق ربما أخطأ، من السابعة، مات سنة ثمان وسثين ومئة (168 هـ).
(عن سهل بن معاذ بن أنس) الجهني شامي نزل مصر. روى عن: أبيه، ويروي عنه:(د ت ق).
قال ابن معين: ضعيف، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال العجلي: مصري تابعي ثقة، وقال في "التقريب": لا بأس به، من الرابعة.
(عن أبيه) معاذ بن أنس الجهني الأنصاري رضي الله عنه، نزل مصر. روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبي الدرداء، وكعب الأحبار، ويروي عنه: ابنه سهل بن معاذ، ولم يرو عنه غيره؛ وهو لين الحديث إلَّا أن أحاديثه حسان في الفضائل والرغائب.
قلت: قال ابن يونس: صحابي كان بمصر والشام.
وهذا السند من خماسياته، ومن لطائفه: أن رجاله كلهم مصريون، وحكمه: الحسن؛ لأن سهل بن معاذ مختلف فيه، ودعوى الانقطاع فيه غير مقبولة.
(أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من علم) الناس (علمًا) دينيًا من التعليم لا من العلم، كما وهمه السندي؛ لأن الكلام في باب معلم الناس الخير، لا في العالم نفسه .. (فله) أي: فلذلك المعلم (أجر) أي: مثل أجر (من عمل به) أي: بذلك العلم بشرط الوصول إليه من طريقه؛ إذ لو كان العالم معلمًا لذلك العلم .. لكن وصل إلى العامل من غيره .. فليس له أجر عمله، (لا ينقص) بالبناء للفاعل؛ أي: حالة كون ذلك المثل الذي أعطي للمعلم لا ينقص (من أجر العامل) شيئًا، فالجملة حال من المثل المحذوف.
(117)
- 239 - (3) حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي كَرِيمَةَ الْحَرَّانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ،
===
وهذا الحديث مما انفرد به ابن ماجة، ودرجته: أنه حسن، وغرضه بسوقه: الاستدلال به على الترجمة.
قال السندي: والمتن ثابت معنىً، وإن تكلم في "الزوائد" على إسناده، فقال: فيه سهل بن معاذ، ضعفه ابن معين ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في "الثقات" و"الضعفاء"، ويحيى بن أيوب قيل: إنه لَمْ يدرك سهل بن معاذ، ففيه انقطاع، والقول كما قلنا، كما أشار إليه الألباني بتصحيحه، والله أعلم.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث معاذ بن أنس بحديث أبي قتادة رضي الله عنهما، فقال:
(117)
- 239 - (3)(حدثنا إسماعيل) بن عبيد بن عمر (بن أبي كريمة) الأموي مولاهم أبو أحمد (الحراني) سيأتي قريبًا بيانه. روى عن: محمد بن سلمة الحراني، ويروي عنه:(س ق)، وأبو زرعة، وغيرهما.
قال الدارقطني: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال في "التقريب": ثقة، من الحادية عشرة، مات سنة أربعين ومئتين (240 هـ).
قال: (حدثنا محمد بن سلمة) بن عبد الله الباهلي مولاهم أبو عبد الله الحراني. روى عن: خاله أبي عبد الرحيم، ومحمد بن إسحاق، وهشام بن حسان، وغيرهم، ويروي عنه:(م عم)، وإسماعيل بن أبي كريمة، وأحمد بن حنبل، وغيرهم.
قال ابن سعد: كان ثقة فاضلًا عالمًا، مفتيًا راويةً، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال في "التقريب": ثقة، من التاسعة، مات سنة إحدى وتسعين ومئة (191 هـ).
عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ
===
(عن أبي عبد الرحيم) خالد بن يزيد - ويقال: ابن أبي يزيد وهو المشهور - ابن سماك -بفتح السين وتشديد الميم وبالكاف آخره - ابن رستم. قاله ابن أبي عروبة، وقال الدارقطني: ابن سماك -بفتح السين وتشديد الميم وباللام آخره - الأموي مولاهم الحراني -بفتح الحاء وتشديد الراء المهملتين - نسبة إلى حران؛ مدينة بالجزيرة. روى عن: زيد بن أبي أنيسة فأكثر، وعبد الوهاب بن بخت، ومكحول الشامي، ويروي عنه:(م د س ق)، وابن أخته محمد بن سلمة.
وثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: حسن الحديث متقن فيه، وقال في "التقريب": ثقة، من السادسة، مات سنة أربع وأربعين ومئة (144 هـ).
قال: (حدثني زيد بن أبي أنيسة) - مصغرًا - الغنوي -بفتح المعجمة والنون - أبو أسامة الجزري شيخ الجزيرة، أصله من الكوفة، ثم سكن الرها.
روى عن: زيد بن أسلم، والحكم، وطلحة بن مصرف، وغيرهم، ويروي عنه:(ع)، وأبو عبد الرحيم مالك بن عمرو بن الحارث.
وقال في "التقريب": ثقة، من السادسة، مات سنة تسع وعشرين، وقيل: أربع وعشرين ومئة.
(عن زيد بن أسلم) العدوي مولاهم المدني، ثقة عالم، من الثالثة، مات سنة ست وثلاثين ومئة (136 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عبد الله بن أبي قتادة) الأنصاري السلمي -بفتح السين واللام- أبي إبراهيم المدني، ثقة، من الثالثة، مات دون المئة. يروي عنه:(ع).
(عن أبيه) أبي قتادة الأنصاري المدني الحارث بن ربعي الصحابي المشهور
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ مَا يُخَلِّفُ الرَّجُلُ مِنْ بَعْدِهِ ثَلَاثٌ: وَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ، وَصَدَقَةٌ تَجْرِي يَبْلُغُهُ أَجْرُهَا، وَعِلْمٌ يُعْمَلُ بِهِ مِنْ بَعْدِهِ".
===
رضي الله عنه، له مئة وسبعون حديثًا؛ اتفقا على أحد عشر، وانفرد (خ) بحديثين، و (م) بثمانية أحاديث.
وهذا السند من سباعياته؛ رجاله أربعة منهم جزريون، وثلاثة مدنيون، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله كلهم ثقات.
(قال) أبو قتادة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير ما يخلف الرجل) وكذا المرأة، من خَلَّفه - بالتشديد - أي: يعقبه ويتركه (من بعده) أي: من بعد وفاته (ثلاث) خصال:
أحدها: (ولد صالح) أي: مراع لحقوق الله وحقوق العباد (يدعو) الله تعالى ذلك الولد بالرحمة والغفران (له) أي: لوالده الذي مات، فيصل إليه آثار دعائه، كما يصل إليه آثار صلاحه، وفيه حث للأولاد على الدعاء للأباء والأمهات.
(و) ثانيها: (صدقة تجري) وتدوم وتستمر كالوقف، وما أوصى به من الصدقة المستمرة (يبلغه) أي: يصله (أجرها) وثوابها.
(و) ثالثها: (علم) تركه بالتصنيف والتدريس (يعمل) بالبناء للمفعول؛ أي: ينتفع (به من بعده) أي: من بعد وفاته بالتداول والتناقل تدريسًا وكتابةً.
وهذا الحديث مما انفرد به ابن ماجة، ودرجته: أنه صحيح؛ لأن رجاله ثقات، وله شاهد من حديث أبي هريرة أخرجه مسلم، وغرضه: الاستشهاد به.
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ: وَحَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ الرَّهَاوِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ - يَعْنِي: أَبَاهُ - حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ فُلَيْحِ بْنِ سُلَيْمَانَ،
===
قال السندي: وهذا الحديث هو مضمون حديث أبي هريرة: "إذا مات ابن آدم .. انقطع عمله إلَّا من ثلاث
…
" الحديث، رواه مسلم وغيره، فهو صحيح معنىً، فبقي الكلام في خصوص هذا السند؛ ففي "الزوائد" ما يقتضي أنه صحيح، رواه ابن حبان في "صحيحه". انتهى.
وقوله: (قال أبو الحسن) علي بن إبراهيم القطان القزويني
…
إلى آخره .. ساقط في بعض النسخ، وهذا من زيادة أبي الحسن راوية المؤلف، قاله على سبيل التجريد، قال المؤلف: حدثنا إسماعيل بن أبي كريمة.
(وحدثنا) أيضًا (أبو حاتم) محمد بن إدريس الرازي.
قال: (حدثنا محمد بن يزيد بن سنان) الجزري (الرهاوي) التميمي: نسبة إلى الرها؛ بلدة بالجزيرة، ليس بالقوي، من التاسعة، مات سنة عشرين ومئتين (220 هـ).
قال: (حدثنا) أبي (يزيد بن سنان) الجزري أبو فروة التميمي؛ (يعني) أبو حاتم بقوله: حدثنا يزيد بن سنان: (أباه) أي: والده، وهو ضعيف يروي المناكير، من السابعة، مات سنة خمس وخمسين ومئة (155 هـ). يروي عنه:(ت ق).
قال يزيد بن سنان: (حدثني زيد بن) زيد (أبي أنيسة) الجزري، ثقة، من السادسة، مات سنة تسع عشرة ومئة، وقيل: سنة أربع وعشرين. يروي عنه: (ع).
(عن فليح بن سليمان) الخزاعي المدني، صدوق، كثير الخطأ، من السابعة، مات سنة ثمان وستين ومئة (168 هـ). يروي عنه:(ع).
عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
(118)
- 240 - (4) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى،
===
(عن زيد بن أسلم) العدوي مولاهم المدني، ثقة عالم، من الثالثة، مات سنة ست وثلاثين ومئة (136 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عبد الله بن أبي قتادة) الأنصاري المدني.
(عن أبيه) أبي قتادة الأنصاري.
وهذا السند من سباعياته؛ رجاله أربعة منهم مدنيون، وثلاثة جزريون، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه راويًا متفقًا على ضعفه؛ وهو يزيد بن سنان، وغرضه بسوقه: بيان متابعة يزيد بن سنان لأبي عبد الرحيم في رواية هذا الحديث عن زيد بن أبي أنيسة، وفائدتها بيان كثرة طرقه.
قال أبو قتادة: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
) الحديث (فذكر) يزيد بن سنان (نحوه) أي: نحو ما حدث أبو عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث معاذ بن أنس بحديث أبي هريرة رضي الله عنهما، فقال:
(118)
- 240 - (4)(حدثنا محمد بن يحيى) بن عبد الله بن خالد بن فارس بن ذؤيب الذهلي الحافظ، أبو عبد الله النيسابوري، ثقة ثبت متقن، من الحادية عشرة، مات سنة ثمان وخمسين ومئتين (258 هـ). روى عنه: الجماعة إلَّا مسلمًا، روى عنه (خ)(34) حديثًا.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ عَطِيَّةَ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا مَرْزُوقُ بْنُ أَبِي الْهُذَيْلِ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ الْأَغَرُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
===
قال: (حدثنا محمد بن وهب بن عطية) السلمي أبو عبد الله الدمشقي، قال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال الدارقطني: ثقة، وقال في "التقريب": صدوق، من العاشرة. يروي عنه:(خ ق).
(حدثنا الوليد بن مسلم) القرشي مولاهم أبي العباس الدمشقي، ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية، من الثامنة، مات آخر سنة أربع أو أول سنة خمس وتسعين ومئة. يروي عنه:(ع).
قال: (حدثنا مرزوق بن أبي الهذيل) الثقفي أبو بكر الدمشقي. روى عن: الزهري، ويروي عنه:(ق)، والوليد بن مسلم.
قال دحيم: هو صحيح الحديث عن الزهري، وقال أبو حاتم: صالح، وقال أبو بكر بن أبي خيثمة: ثقة، وقال ابن حبان: ينفرد عن الزهري بالمناكير التي لا أصول لها، فكثر وهمه، فسقط الاحتجاج بما انفرد به، وذكره العقيلي في "الضعفاء"، وقال في "التقريب": لين الحديث، من السابعة.
قال: (حدثني الزهري) محمد بن مسلم المدني، ثقة، من الرابعة، مات سنة خمس وعشرين ومئة، وقيل: قبلها بسنة أو سنتين. يروي عنه: (ع).
قال الزهري: (حدثني أبو عبد الله) سلمان (الأغر) المدني الجهني مولاهم أصله من أصبهان، ثقة، من كبار الثالثة. يروي عنه:(ع).
(عن أبي هريرة) رضي الله عنه.
وهذا السند من سباعياته؛ رجاله ثلاثة منهم مدنيون، وثلاثة دمشقيون،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ، وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ، وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ، أَوْ بَيْتًا لابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ،
===
وواحد نيسابوري، وحكمه: الحسن؛ لأن فيه راويًا مختلفًا فيه؛ وهو مرزوق بن أبي الهذيل، والله أعلم.
وفي "السندي": ونقل عن ابن المنذر أنه قال: إسناده حسن، وفي "الزوائد": إسناده غريب، مرزوق مختلف فيه. انتهى.
(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن مما يلحق المؤمن) ويتبعه ويثاب عليه، الجار والمجرور خبر لـ: أن مقدم على اسمها (من عمله وحسناته) عطف تفسيري للعمل؛ لأنَّها المرادة هنا (بعد موته علمًا) بالنصب اسم إن مؤخر عن خبرها (علمه) بالتدريس (ونشره) بالتصنيف والتأليف والتحشية.
(وولدًا صالحًا تركه) في الدنيا، محمد الولد الصالح من العمل؛ لأن الوالد هو سبب في وجوده وسبب لصلاحه بإرشاده إلى الهدي، كما جعل نفس العمل في قوله تعالى:{إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} (1).
(ومصحفًا) أو كتب علم ديني (ورثه) - بالتشديد - من التوريث؛ أي: تركه إرثًا لورثته، وهذا وما بعده من قبيل الصدقة الجارية حقيقة أو حكمًا؛ فهذا الحديث كالتفصيل لحديث أبي هريرة:"إذا مات ابن آدم انقطع .. عمله إلَّا من ثلاث".
و(أو) في قوله (أو مسجدًا بناه) وفيما بعده للتنويع والتفصيل، (أو بيتًا لابن السبيل) أي: لنزول المارة أو لسكنى الفقراء (بناه) وهو المسمى بالرباط،
(1) سورة هود: (46).
أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ، أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ".
(119)
- 241 - (5) حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ الْمَدَنِيُّ،
===
(أو نهرًا) حفره و (أجراه) لنفع المسلمين أو بئرًا حفرها لسقياهم (أو صدقة) تصدق بها و (أخرجها) أي: فصلها (من ماله) وعيَّنها للصدقة (في) حال (صحته) لا في مرضه الذي مات به.
وقوله: (و) في حال تمام (حياته) لا في مقدمات موته .. تأكيد لما قبله، والمعنى: أي أخرجها في زمان كمال حاله ووفور افتقاره إلى ماله وتمكنه من الانتفاع به، وفيه ترغيب إلى ذلك؛ ليكون أفضل الصدقة، كما يدلُّ عليه جوابه صلى الله عليه وسلم لمن قال له: أي الصدقة أعظم أجرًا؟ فقال: "أن تصدق وأنت صحيح شحيح
…
" الحديث، وإلا .. فكون الصدقة جارية لا يتوقف على ذلك، وكرر قوله:(يلحقه) كلّ ذلك (من بعد موته) لبعد ما ذكره أولًا.
وهذا الحديث مما انفرد به ابن ماجة، وقد رواه ابن خزيمة في "صحيحه" عن محمد بن يحيى الذهلي بهذا السند.
قلت: فدرجته: أنه حسن؛ لما مر في السند، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استأنس المؤلف رحمه الله تعالى للترجمة ثانيًا بحديث آخر لأبي هريرة رضي الله عنه، فقال:
(119)
- 241 - (5)(حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب) أبو يوسف (المدني) سكن مكة. روى عن: إسحاق بن إبراهيم، وابن عيينة، وحاتم بن إسماعيل، ومروان بن معاوية، وخلق، ويروي عنه:(ق)، والبخاري في "صحيحه" في الصلح، وفي فضل من شهد بدرًا، روى عن يعقوب غير منسوب، والأشبه أنه هو.
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ طَلْحَةَ،
===
قال مضر بن محمد عن ابن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وقال مصعب الزبيري: ثقة مأمون صاحب حديث، وقال مسلمة: ثقة، سكن مكة، وتوفي سنة أربعين أو إحدى وأربعين ومئتين (241 هـ)، وقال الحاكم: لَمْ يتكلم فيه أحد بحجة، وقال في "التقريب": صدوق، من العاشرة.
قال: (حدثني إسحاق بن إبراهيم) بن سعيد الصواف - بتشديد الواو - المدني، وقيل: المزني مولى مزينة. روى عن: صفوان بن سليم، ويروي عنه:(ق)، ويعقوب بن حميد.
قال أبو زرعة: منكر الحديث ليس بقوي، وقال أبو حاتم: لين الحديث، وذكره ابن حبان في الطبقة الرابعة من "الثقات"، وقال في "التقريب": لين الحديث، من الثامنة.
(عن صفوان بن سليم) - مصغرًا - الزهري أبي عبد الله المدني، قال أحمد: ثقة، من خيار عباد الله الصالحين، قال في "التقريب": ثقة عابد رمي بالقدر، من الرابعة، مات سنة اثنتين وثلاثين ومئة (132 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن عبيد الله بن طلحة) بن عبيد الله بن كريز -بفتح الكاف وكسر الراء فزاي بوزن أمير- أبي المطرف -بضم الميم وفتح الطاء المهملة وكسر الراء المشددة وبفاء - الخزاعي المدني. روى عن: الحسن، والزهري، ويروي عنه:(د ق)، وصفوان بن سليم، ومحمد بن إسحاق.
ذكره ابن حبان في "الثقات"، له عند (في) حديث في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وعند (ق) آخر في تعلم العلم وتعليمه عن أبي هريرة، وفي "التقريب" مقبول، من السادسة.
عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ أَنْ يَتَعَلَّمَ الْمَرْءُ الْمُسْلِمُ عِلْمًا ثُمَّ يُعَلِّمَهُ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ".
===
(عن الحسن) بن أبي الحسن يسار (البصري) أبي سعيد الأنصاري مولاهم، ثقة فقيه فاضل مشهور، من الثالثة، مات سنة عشر ومئة (110 هـ). يروي عنه:(ع).
(عن أبي هريرة) رضي الله عنه.
وهذا السند من سداسياته؛ رجاله كلهم مد نيون إلَّا الحسن البصري، وحكمه: الحسن؛ لأن يعقوب وإسحاق بن إبراهيم مختلف فيهما، إلَّا أن الحسن لَمْ يسمع من أبي هريرة، قاله غير واحد، ففيه انقطاع، فدرجته: الضعف.
(أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أفضل الصدقة) أي: أكثرها أجرًا (أن يتعلم المرء المسلم علمًا) دينيًا، (ثم يعلمه) أي: يعلم ذلك العلم من التعليم بلا عوض (أخاه المسلم).
وهذا الحديث مما انفرد به ابن ماجة، فدرجته: أنه ضعيف (15)(36)؛ لكونه منقطعًا، وغرضه: الاستئناس به.
وفي "الزوائد": إسناده ضعيف؛ فإسحاق بن إبراهيم ضعيف، وكذلك يعقوب، والحسن لَمْ يسمع من أبي هريرة، قاله غير واحد. انتهى "سندي"، والحق ما قلناه.
* * *
وجملة ما ذكر المؤلف في هذا الباب: خمسة أحاديث:
واحد للاستدلال، واثنان للاستشهاد، واثنان للاستئناس.
والله سبحانه وتعالى أعلم