المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(8) - (19) - باب من كان مفتاحا للخير - شرح سنن ابن ماجه للهرري = مرشد ذوي الحجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه - جـ ٢

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌(11) - (6) - فَضْلُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ رضي الله عنه

- ‌(11) - (7) - فَضْلُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه

- ‌(11) - (8) - فَضائِلُ الْعَشَرَةِ رضي الله عنهم

- ‌(11) - (9) - فَضْلُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ رضي الله عنه

- ‌(11) - (10) - فَضْلُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه

- ‌(11) - (11) - فَضْلُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه

- ‌(11) - (12) - فَضْلُ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ ابْنَي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنهم

- ‌(11) - (13) - فَضْلُ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رضي الله عنهما

- ‌(11) - (14) - فَضْلُ سَلْمَانَ وَأَبِي ذَرٍّ وَالْمِقْدَادِ رضي الله عنهم

- ‌(11) - (15) - فَضْلُ بِلَالٍ رضي الله عنه

- ‌(11) - (16) - فَضَائِلُ خَبَّابٍ رضي الله عنه

- ‌(11) - (17) - فَضْلُ أُبَيِّ بْنِ كعْبٍ وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنهم

- ‌(11) - (18) - فَضْلُ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه

- ‌(11) - (19) - فَضْلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ رضي الله عنه

- ‌(11) - (20) - فَضْلُ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيِّ رضي الله عنه

- ‌(11) - (21) - فَضْلُ أَهْلِ بَدْرٍ رضي الله عنهم

- ‌(11) - (22) - فَضْلُ الْأَنْصَارِ رضي الله عنهم أَجْمَعِينَ

- ‌(11) - (23) - فَضْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا

- ‌(1) - (12) - بَابٌ: فِي ذِكْرِ الْخَوَارِجِ

- ‌(2) - (13) - بَابٌ: فِيمَا أَنْكَرَتِ الْجَهْمِيَّةُ

- ‌(3) - (14) - بَابُ مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً أَوْ سَيِّئَةً

- ‌(4) - (15) - بَابُ مَنْ أَحْيَا سُنَّةً قَدْ أُمِيتَتْ

- ‌(5) - (16) - بَابُ فَضْلِ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ

- ‌(6) - (17) - بَابُ فَضْلِ الْعُلَمَاءِ وَالْحَثِّ عَلَى طَلَبِ الْعِلْمِ

- ‌(7) - (18) - بَابُ مَنْ بَلَّغَ عِلْمًا

- ‌(8) - (19) - بَابُ مَنْ كَانَ مِفْتَاحًا لِلْخَيْرِ

- ‌(9) - (20) - بَابُ ثَوْابِ مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ

- ‌(10) - (21) - بَابُ مَنْ كَرِهَ أَنْ يُوطَأَ عَقِبَاهُ

- ‌(11) - (22) - بَابُ الْوَصَاةِ بِطَلَبَةِ الْعِلْمِ

- ‌(12) - (23) - بَابُ الانْتِفَاعِ بِالْعِلْمِ وَالْعَمَلِ بِهِ

- ‌(13) - (24) - بَابُ مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ

الفصل: ‌(8) - (19) - باب من كان مفتاحا للخير

(8) - (19) - بَابُ مَنْ كَانَ مِفْتَاحًا لِلْخَيْرِ

(113)

- 235 - (1) حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ،

===

(8)

- (19) - (باب من كان مفتاحًا للخير)

وفي بعض النسخ إسقاط هذا الباب مع حديثيه، والمفتاح - بكسر الميم -: آلة لفتح الباب ونحوه، ويجمع على مفاتح ومفاتيح، نظير مصابح ومصابيح.

* * *

(113)

- 235 - (1)(حدثنا الحسين بن الحسن) بن حرب السلمي أبو عبد الله (المروزي) نزيل مكة. روى عن: ابن عدي، وابن المبارك، وهشيم، ويروي عنه:(ت ق)، وبقي بن مخلد، وابن أبي عاصم.

وقال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي بمكة، وسئل عنه، فقال: صدوق، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال مسلمة: ثقة، روى عنه من أهل بلدنا ابن وضاح، وقال في "التقريب": صدوق، من العاشرة، مات سنة ست وأربعين ومئتين قال:(أنبأنا محمد بن) إبراهيم (أبي عدي) السلمي مولاهم أبو عمرو البصري.

وثقه أبو حاتم والنسائي، وقال في "التقريب": ثقة، من التاسعة، مات بالبصرة سنة أربع وتسعين ومئة (194 هـ). يروي عنه:(ع).

قال: (حدثنا محمد بن أبي حميد) اسمه إبراهيم الأنصاري الزرقي أبو إبراهيم المدني. روى عن: حفص بن عبيد الله، ويروي عنه:(ت ق)، وابن أبي عدي.

ص: 312

حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ،

===

قال أحمد: أحاديثه مناكير، وقال ابن معين: ضعيف ليس حديثه بشيء، وقال الجوزجاني: واهي الحديث ضعيف، وقال البخاري: منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث، وقال أبو حاتم: كان رجلًا ضريرًا، وهو منكر الحديث، ضعيف الحديث، وبالجملة: اتفقوا على ضعفه، وقال في "التقريب": ضعيف، من السابعة.

قال: (حدثنا حفص بن عبيد الله بن أنس) بن مالك الأنصاري البصري. روى عن: جده، وجابر، وابن عمر، وأبي هريرة، ويروي عنه:(خ م ت س ق)، ومحمد بن أبي حميد.

قال ابن أبي حاتم: لا يثبت له السماع إلَّا من جده، ولا ندري أسمع من جابر وأبي هريرة أم لا؟ وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال في "التقريب": صدوق، من الثالثة.

(عن) جده (أنس بن مالك) خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصاري الخزرجي أبي حمزة البصري رضي الله تعالى عنه.

وهذا السند من خماسياته؛ رجاله ثلاثة منهم بصريون، وواحد مدني، وواحد مروزي، وحكمه: الضعف؛ لأن فيه راويًا متفقًا على ضعفه؛ وهو محمد بن أبي حميد.

(قال) أنس: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من) أفراد (الناس مفاتيح) أي: من جعله الله تعالى مفاتيح (للخير) الواصل إلى الناس؛ أي: أسبابًا ووسائط للخير، والخير كلّ ما فيه نفع عاجلًا أو آجلًا؛ كالمال والعلم والإيمان (مغاليق) أي: مساد ومدافع (للشر) أي: للشر الواصل إلى الناس،

ص: 313

وَإنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ؛ فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الْخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ".

===

والشر كلّ ما فيه ضرر إما عاجلًا أو آجلًا؛ كالشرك والمعاصي والبلاء، والمغاليق جمع مغلاق - بكسر الميم -: اسم آلة لغلق الباب ونحوه، وجمعه مغاليق ومغالق، ولا بعد أن يقدر ذوي مفاتيح للخير؛ أي: إن الله تعالى أجرى على أيديهم فتح أبواب الخير؛ كالعلم والصلاح على الناس حتى كأنه مَلَّكَهم مفاتيحَ الخير ووضعها في أيديهم، ولذلك قال: جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وتعدية الجعل بعلى لتضمنه معنى الوضع، وأولئك الذين كانوا مفاتيح الخير؛ كالأنبياء والمرسلين والعلماء العاملين.

(وإن من) أفراد (الناس) من جعله الله تعالى (مفاتيح للشر مغاليق للخير) وأولئك الذين كانوا مفاتيح الشر؛ كالطواغيت، وصناديد المشركين، وفرعون موسى، وفرعون محمد، وفرعون إبراهيم عليهم الصلاة والسلام؛ فإن هؤلاء الفراعنة أغلقوا على الناس أبواب الإيمان والخيرات، وفتحوا لهم أبواب الشرك والعقوبات؛ (فطوبى) فُعْلَى من الطيب؛ أي: معيشة طيبة وعاقبة محمودة (لمن جعل الله) سبحانه وتعالى (مفاتيح الخير) وخزائنه جارية (على يديه) لأنه يشارك العاملين بالخير في الأجر؛ لأن الدال على الشيء كفاعله.

(وويل) أي: هلاك أو اسم لواد في جهنم (لمن جعل الله مفاتيح الشر) وأسبابه جارية (على يديه) لأنه يشارك العاملين بالشر في الوزر، وبما ذكرنا في المعنى ظهر لك مناسبة ذكر هذا الباب في مسائل العلم.

وهذا الحديث مما انفرد به ابن ماجة، ودرجته: أنه صحيح لغيره؛ لأن له شواهد من حديث جرير بن عبد الله وأبي هريرة وأنس المذكورة في باب (من

ص: 314

(114)

- 236 - (2) حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ،

===

سن سنة حسنة أو سيئة)، وغرضه بسوقه: الاستدلال به على الترجمة، وفي "الزوائد": إسناده ضعيف من أجل محمد بن أبي حميد؛ فإنه متروك.

* * *

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أنس بحديث سهل بن سعد رضي الله عنهما، فقال:

(114)

- 236 - (2)(حدثنا هارون بن سعيد) بن الهيثم التميمي، أبو جعفر (الأيلي) نزيل مصر، ثقة فاضل، من العاشرة، مات سنة ثلاث وخمسين ومئتين (253 هـ). يروي عنه:(م د س ق).

قال: (حدثنا عبد الله بن وهب) بن مسلم القرشي أبو محمد المصري، ثقة، من التاسعة، مات سنة سبع وتسعين ومئة (197 هـ). يروي عنه:(ع).

قال: (أخبرني عبد الرَّحمن بن زيد بن أسلم) العدوي مولاهم المدني.

روى عن: أبي حازم سلمة بن دينار، ويروي عنه: ابن وهب والترمذي وابن ماجة.

ضعفه أحمد، وقال: روى حديثًا منكرًا: "أحلت لنا ميتتان ودمان"، وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء، وقال البخاري وأبو حاتم: ضعفه علي بن المديني جدًّا، وقال أبو داوود: أولاد زيد بن أسلم كلهم ضعفاء، وقال النسائي: ضعيف، وقال أبو زرعة: ضعيف، قال البخاري: قال لي إبراهيم بن حمزة: مات سنة اثنتين وثمانين ومئة (182 هـ)، وقال في "التقريب": ضعيف، من الثامنة.

ص: 315

عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"إِنَّ هَذَا الْخَيْرَ خَزَائِنُ لِتِلْكَ الْخَزَائِنِ مَفَاتِيحُ، فَطُوبَى لِعَبْدٍ جَعَلَهُ اللهُ مِفْتَاحًا لِلْخَيْرِ مِغْلَاقًا لِلشَّرِّ، وَوَيْلٌ لِعَبْدٍ جَعَلَهُ اللهُ مِفْتَاحًا لِلشَّرِّ مِغْلَاقًا لِلْخَيْرِ".

===

(عن أبي حازم) سلمة بن دينار الأعرج التمار المدني القاص، مولى الأسود بن سفيان، ثقة عابد، من الخامسة، مات في خلافة المنصور. يروي عنه:(ع).

(عن سهل بن سعد) بن مالك بن خالد الأنصاري الخزرجي الساعدي أبي العباس المدني رضي الله عنه، له مئة حديث وثمانية وثمانون حديثًا، اتفقا على ثمان وعشرين، وانفرد (ع) بأحد عشر، مات سنة ثمان وثمانين (88 هـ)، وقيل بعدها. يروي عنه:(ع).

وهذا السند من خماسياته؛ رجاله ثلاثة منهم مدنيون، وواحد مصري، وواحد أيلي، وحكمه: الضعف؛ لضعف عبد الرَّحمن بن زيد.

(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن هذا الخير) الواصل من الله سبحانه إلى العباد سواء كان دينيًا أو دنيويًا حسيًا كالمال، أو معنويًا كالعلم (خزائن) أي: ذو خزائن، والخزائن جمع خزانة وهو المحل الذي يحفظ فيه المال النفيس؛ كخزانة النقود والثياب، و (لتلك الخزائن مفاتيح) جمع مفتاح؛ وهو ما يفتح به الخزانة أو الأقفال، (فطوبى) أي: عيش طيب أو الجَنَّة (لعبد جعله الله) سبحانه (مفتاحًا للخير) أي: لخزائن الخير (مغلاقًا) أي: مدفاعًا (للشر) والضرر عن الناس، (وويل) أي: هلاك عظيم أو واد في جهنم (لعبد جعله الله) تعالى (مفتاحًا للشر) أي: لخزائن الشر (مغلاقًا للخير).

ص: 316

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

===

وهذا الحديث مما انفرد به ابن ماجة، وهو بمعنى الحديث الذي قبله، فله شواهد مما مر، فهو: صحيح لغيره، وإن كان سنده ضعيفًا جدًّا، وغرضه: الاستشهاد به لما قبله.

* * *

ولم يذكر المؤلف في هذا الباب إلَّا حديثين:

الأول للاستدلال، والثاني للاستشهاد، وفي سندهما ضعف، وإن كان معناهما صحيحًا.

وفي بعض النسخ إسقاط هذه الترجمة مع ما فيها من الأحاديث، كما مر في أولها.

والله سبحانه وتعالى أعلم

ص: 317