الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مواساة فِي قَلِيل مِنْهُم وَلَقَد كفونا المؤونة وأشركونا فِي المهنأ
فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَلَيْسَ تثنون عَلَيْهِم وتدعون لَهُم قَالُوا بلَى
قَالَ فَذَاك بِذَاكَ
الْهمزَة مَعَ الْمِيم
(409)
أما أستحي مِمَّن تَسْتَحي مِنْهُ الْمَلَائِكَة يَأْتِي مَعَ سَببه فِي حَدِيث إِن الرّكْبَة من الْعَوْرَة
(410)
أما إِن كل بِنَاء وبال على صَاحبه إِلَّا مَالا إِلَّا مَالا
أخرجه أَبُو دَاوُد عَن أنس بن مَالك رضي الله عنه
قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر رِجَاله موثقون إِلَّا الرَّاوِي عَن أنس وَهُوَ أَبُو طَلْحَة الْأَسدي غير مَعْرُوف وَله شَاهد عَن وَاثِلَة عِنْد الطَّبَرَانِيّ
سَببه عَن أنس قَالَ رأى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قبَّة مشرفة فَقَالَ مَا هَذِه قَالُوا لفُلَان
فَسكت حَتَّى جَاءَ فَأَعْرض عَنهُ فَشَكا لأَصْحَابه فَأخْبر الْخَبَر فَهَدمهَا فَخرج رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَلم يرهَا فَسَأَلَ فَقَالُوا شكا إِلَيْنَا صَاحبهَا إعراضك فَأَخْبَرنَاهُ فَهَدمهَا فَذكره
(411)
أما إِن رَبك يحب الْمَدْح وَفِي رِوَايَة الْحَمد أخرجه الإِمَام أَحْمد وَالْبُخَارِيّ فِي الْأَدَب الْمُفْرد وَالنَّسَائِيّ وَالْحَاكِم عَن الْأسود بن سريع رضي الله عنه
قَالَ الهيثمي أحد أَسَانِيد أَحْمد رِجَاله رجال الصَّحِيح
سَببه كَمَا أخرج البُخَارِيّ فِي الْأَدَب الْمُفْرد عَن الْأسود بن سريع قَالَ أتيت النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقلت يَا رَسُول الله قد مدحت رَبِّي بِمَحَامِد ومدح وَإِيَّاك فَقَالَ أما إِن رَبك يحب الْمَدْح إِن رَبك يحب الْحَمد فَجعلت أنْشدهُ فَاسْتَأْذن رجل طوال أصلع فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم اسْكُتْ فَدخل فَتكلم سَاعَة ثمَّ خرج فَأَنْشَدته ثمَّ جَاءَ فسكتني ثمَّ خرج فعل ذَلِك مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا فَقلت من هَذَا
الَّذِي سكتني لَهُ قَالَ هَذَا رجل لَا يحب الْبَاطِل وَأخرجه أَيْضا الضياء فِي المختارة وَله تَتِمَّة فِيهِ
(412)
أما إِن العريف يدْفع فِي النَّار دفعا
أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير عَن يزِيد بن سيف رضي الله عنه
سَببه أخرج الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث مورود بن الْحَارِث عَن أَبِيه عَن جده عَن يزِيد بن سيف بن حَارِثَة الْيَرْبُوعي قَالَ أتيت النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقلت يَا رَسُول الله إِن رجلا من بني تَمِيم ذهب بِمَا لي كُله فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لَيْسَ عِنْدِي مَا أعطيكه هَل لَك أَن تعرف إِلَى قَوْمك قلت لَا
قَالَ أما إِن فَذكره
قَالَ الهيثمي ومودود وَأَبوهُ لم أجد من ترجمهما
(413)
أما إِنَّك لَو قلت حِين أمسيت أعوذ بِكَلِمَات الله التامات من شَرّ مَا خلق لم تَضُرك
أخرجه مُسلم وَالنَّسَائِيّ فِي عمل الْيَوْم وَاللَّيْلَة عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه
سَببه عَنهُ قَالَ جَاءَ رجل إِلَى النَّبِي فَقَالَ يَا رَسُول الله مَا لقِيت من عقرب لدغتني البارحة
قَالَ أما فَذكره
(414)
أما إِنَّه لَو قَالَ حِين أَمْسَى أعوذ بِكَلِمَات الله التامات من شَرّ مَا خلق مَا ضره لدغ عقرب حَتَّى يصبح
أخرجه ابْن ماجة عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه
سَببه عَنهُ قَالَ لدغت عقرب رجلا فَلم ينم ليلته فَقيل لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَذكره
وَأخرج الطَّحَاوِيّ فِي مَعَاني الْآثَار عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ جَاءَ رجل إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ إِنِّي لدغت البارحة فَلم أنم حَتَّى أَصبَحت فَقَالَ لَهُ أما إِنَّك فَذكره
وَفِي رِوَايَة عَنهُ أَيْضا إِن رجلا من أسلم قَالَ مَا نمت هَذِه اللَّيْلَة فَقَالَ لي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من أَي
شَيْء قَالَ لدغتني عقرب
فَقَالَ أما إِنَّك فَذكره
(415)
أما بَلغَكُمْ إِنِّي لعنت من وسم الْبَهِيمَة فِي وَجههَا أَو ضربهَا فِي وَجههَا
أخرجه أَبُو دَاوُد عَن جَابر بن عبد الله رضي الله عنه
سَببه عَنهُ أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم مر عَلَيْهِ بِحِمَار قد وسم فِي وَجهه فَقَالَ أما فَذكره
وَفِي آخِره فَنهى عَن ذَلِك
(416)
أما ترْضى أَن تكون لَهُم الدُّنْيَا وَلنَا الْآخِرَة
أخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم وَابْن ماجة عَن عمر بن الْخطاب رضي الله عنه
سَببه أخرج البُخَارِيّ فِي حَدِيث ابْن عَبَّاس لما سَأَلَ عمر بن الْخطاب عَن الْمَرْأَتَيْنِ اللَّتَيْنِ تظاهرتا فَقَالَ هما عَائِشَة وَحَفْصَة وَفِيه وَإنَّهُ صلى الله عليه وسلم لعلى حَصِير مَا بَينه وَبَينه شَيْء وَتَحْت رَأسه وسَادَة من أَدَم حشوها لِيف فَرَأَيْت أثر الْحَصِير فِي جنبه فَبَكَيْت فَقَالَ مَا يبكيك يَا عمر قلت يَا رَسُول الله إِن كسْرَى وَقَيْصَر فِيمَا هما فِيهِ وَأَنت رَسُول الله هَكَذَا فَذكره
(417)
أما ترْضى أَو أَلا يرضيك أَن لَا يُصَلِّي عَلَيْك أحد من أمتك إِلَّا صليت عَلَيْهِ عشرا وَلَا يسلم عَلَيْك إِلَّا سلمت عَلَيْهِ عشرا
أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير عَن أبي طَلْحَة رضي الله عنه
سَببه كَمَا فِي الْجَامِع الْكَبِير عَنهُ قَالَ أَتَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَوْمًا والبشر يرى فِي وَجهه فَقيل لَهُ يَا رَسُول الله إِنَّا نرى فِي وَجهك بشرا لم نَكُنْ نرَاهُ
قَالَ إِن ملكا أَتَانِي فَقَالَ إِن رَبك يَقُول لَك أما ترْضى فَذكره
(418)
أما علمت أَن الْإِسْلَام يهدم مَا كَانَ قبله وَأَن الْهِجْرَة تهدم مَا كَانَ قبلهَا وَأَن الْحَج يهدم مَا كَانَ قبله
أخرجه مُسلم عَن أبي شماسَة عَن عَمْرو
بن الْعَاصِ رضي الله عنه
سَببه قَالَ أَبُو شماسَة حَضَرنَا عَمْرو بن الْعَاصِ وَهُوَ فِي سِيَاقَة الْمَوْت يبكي طَويلا وحول وَجهه إِلَى الْجِدَار فَجعل ابْنه يَقُول لَهُ يَا أبتاه أما بشرك رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِكَذَا أما بشرك بِكَذَا فَأقبل بِوَجْهِهِ فَقَالَ إِن أفضل مَا نعد شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله
إِنِّي كنت على أطباق ثَلَاث لقد رَأَيْتنِي وَمَا أجد أَشد بغضا لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم مني وَلَا أحب إِلَّا أَن أكون قد اسْتَمْكَنت مِنْهُ فَقتلته فَلَو مت على تِلْكَ الْحَال كنت من أهل النَّار فَلَمَّا جعل الله الْإِسْلَام فِي قلبِي أتيت النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقلت ابْسُطْ يَمِينك فلأبايعك
فَبسط يَمِينه قَالَ فقبضت يَدي
قَالَ مَا لَك يَا عَمْرو قَالَ أردْت أَن أشْتَرط
قَالَ تشْتَرط بِمَاذَا قلت أَن يغْفر لي
قَالَ أما علمت أَن الْإِسْلَام يهدم مَا كَانَ قبله وَأَن الْحَج يهدم مَا كَانَ قبله مَا كَانَ أحد أحب إِلَيّ من رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَلَا أجل فِي عَيْني مِنْهُ وَمَا كنت أُطِيق أَن أملأ عَيْني مِنْهُ إجلالا لَهُ وَلَو سُئِلت أَن أصفه مَا أطقت لِأَنِّي لم أكن أملأ عَيْني مِنْهُ وَلَو مت على تِلْكَ الْحَالة لرجوت أَن أكون من أهل الْجنَّة ثمَّ ولينا أَشْيَاء مَا أَدْرِي مَا حَالي فِيهَا فَإِذا أَنا مت فَلَا تصيحن نائحة وَلَا نَار فَإِذا دفنتموني فسنوا عَليّ التُّرَاب سنا ثمَّ أقِيمُوا حول قَبْرِي قدر مَا تنحر جزور وَيقسم لَحمهَا حَتَّى أستأنس بكم وَأنْظر مَاذَا أراجع بِهِ رسل رَبِّي
(419)
أما علمت أَن الدَّم حرَام لَا تَعب
أخرجه أَبُو نعيم فِي معرفَة الصَّحَابَة عَن سَالم أبي هِنْد الْحجام رضي الله عنه فِي سَنَده أَبُو المحاف واسْمه دَاوُد بن أبي عَوْف
وَثَّقَهُ أَحْمد وَابْن معِين وَقَالَ النَّسَائِيّ لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَالح الحَدِيث وَقَالَ ابْن عبد الْبر هُوَ عِنْدِي لَا يحْتَج بِهِ هُوَ من غَالِيَة الشِّيعَة
سَببه قَالَ سَالم حجمت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا فرغت شربته فَقلت يَا رَسُول الله شربته فَقَالَ وَيحك يَا سَالم أما علمت أَن الدَّم حرَام لَا تَعب
(420)
أما علمت أَنا لَا تحل لنا الصَّدَقَة وَأَن مولى الْقَوْم من أنفسهم
أخرجه ابْن أبي شيبَة عَن أبي رَافع رضي الله عنه
سَببه كَمَا فِي الْجَامِع الْكَبِير بعث النَّبِي صلى الله عليه وسلم رجلا من بني مَخْزُوم على الصَّدَقَة فَأَرَادَ أَبُو رَافع أَن يتبعهُ قَالَ فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم أما علمت فَذكره
(421)
أما إِنَّكُم لَو أَكثرْتُم ذكر هاذم اللَّذَّات لَشَغَلَكُمْ عَمَّا أرى الْمَوْت فَأَكْثرُوا ذكر هاذم اللَّذَّات الْمَوْت فَإِنَّهُ لم يَأْتِ على الْقَبْر يَوْم إِلَّا تكلم فِيهِ فَيَقُول أَنا بَيت الغربة وَأَنا بَيت الْوحدَة وَأَنا بَيت التُّرَاب وَأَنا بَيت الدُّود فَإِذا دفن العَبْد الْمُؤمن قَالَ لَهُ الْقَبْر مرْحَبًا وَأهلا أما إِن كنت لأحب من يمشي على ظَهْري إِلَيّ فَإذْ وليتك الْيَوْم وصرت إِلَيّ فستري صنيعي بك فيتسع لَهُ مد بَصَره وَيفتح لَهُ بَاب إِلَى الْجنَّة
وَإِذا دفن العَبْد الْفَاجِر أَو الْكَافِر قَالَ لَهُ الْقَبْر لَا مرْحَبًا وَلَا أَهلا أما إِن كنت لأبغض من يمشي على ظَهْري إِلَيّ فَإذْ وليتك الْيَوْم وصرت إِلَيّ فسترى صنيعي بك فيلتئم عَلَيْهِ حَتَّى يلتقي عَلَيْهِ وتختلف أضلاعه ويقيض لَهُ سَبْعُونَ تنينا لَو أَن وَاحِدًا مِنْهَا نفخ فِي الأَرْض مَا أنبتت شَيْئا مَا بقيت الدُّنْيَا فينهشنه ويخدشنه حَتَّى يفضى بِهِ إِلَى الْحساب إِنَّمَا الْقَبْر رَوْضَة من رياض الْجنَّة أَو حُفْرَة من حفر النَّار
أخرجه التِّرْمِذِيّ عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رضي الله عنه
سَببه عَنهُ قَالَ دخل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مصلاة فَرَأى أُنَاسًا كلهم يكتشرون فَقَالَ أما إِنَّكُم فَذكره
(422)
أما وَالله لَو كَانَت عَيْنَاك لما بهما ثمَّ صبرت واحتسبت ثمَّ مت لقِيت الله وَلَا ذَنْب
أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب عَن زيد بن أَرقم رضي الله عنه
سَببه كَمَا فِي الْجَامِع الْكَبِير عَنهُ قَالَ أصابني رمد فعادني رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا كَانَ الْغَد أَفَقْت بعض الْإِفَاقَة ثمَّ خرجت فَلَقِيت النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ أَرَأَيْت لَو أَن عَيْنَاك لما بهما مَا كنت صانعا قَالَ كنت أَصْبِر وأحتسب
قَالَ أما وَالله فَذكره
وَأخرجه ابْن عَسَاكِر وَلَفظه يَا زيد بن أَرقم إِن كَانَت عَيْنَاك لما بهما ثمَّ صبرت واحتسبت دخلت الْجنَّة وَأخرج نَحوه أَبُو يعلى الْموصِلِي وَلَفظه كَيفَ بك إِذا عمرت بعدِي فعميت قَالَ إِذن أحتسب وأصبر
قَالَ إِذن تدخل الْجنَّة بِغَيْر حِسَاب فَعميَ بعد مَا مَاتَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم
(423)
أما كَانَ يجد هَذَا مَا يسكن بِهِ رَأسه
وَفِي رِوَايَة شعره أما كَانَ يجد هَذَا مَا يغسل بِهِ ثِيَابه
أخرجه الإِمَام أَحْمد وَأَبُو دَاوُد وَابْن حبَان وَالْحَاكِم عَن جَابر رضي الله عنه وَقَالَ شَرطهمَا
وَأقرهُ الذَّهَبِيّ وَقَالَ الْعِرَاقِيّ إِسْنَاده جيد
سَببه عَنهُ كَمَا فِي أبي دَاوُد قَالَ جَابر بن عبد الله أَتَانَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَرَأى رجلا شعثا قد تفرق شعره فَقَالَ أما كَانَ يجد هَذَا مَا يسكن بِهِ شعره
(424)
أما وَالله إِنِّي لأمين فِي السَّمَاء أَمِين فِي الأَرْض
أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير وَالْبَزَّار عَن أبي رَافع رضي الله عنه
سَببه عَنهُ قَالَ أضَاف رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ضيفا فَلم يكن عِنْده مَا يصلحه فَأرْسل إِلَى رجل من الْيَهُود أَسْلفنِي دَقِيقًا إِلَى رَجَب
فَقَالَ لَا إِلَّا برهن
قَالَ أما وَالله فَذكره
وَزَاد الْبَزَّار اذْهَبْ بِدِرْعِي الْحَدِيد إِلَيْهِ
(425)
أما يخْشَى إِذا رفع أحدكُم رَأسه قبل الإِمَام أَن يَجْعَل الله رَأسه رَأس حمَار أَو يَجْعَل الله صورته صُورَة حمَار
أخرجه الشَّيْخَانِ عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه
سَببه أخرج الإِمَام أَحْمد عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ صلى رجل خلف النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَجعل يرْكَع قبل أَن يرْكَع وَيرْفَع قبل أَن يرفع
فَلَمَّا قضى النَّبِي صلى الله عليه وسلم الصَّلَاة قَالَ من فعل هَذَا قَالَ أَنا يَا رَسُول الله أَحْبَبْت أَن أعلم أتعلم ذَاك أم لَا فَقَالَ اتَّقوا خداج الصَّلَاة إِذا ركع الإِمَام فاركعوا وَإِذا رفع فارفعوا ثمَّ ذكره
(426)
أما أهل السَّعَادَة فييسرون لعمل السَّعَادَة وَأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل الشقاوة
أخرجه البُخَارِيّ عَن عَليّ أَمِير الْمُؤمنِينَ رضي الله عنه
سَببه عَنهُ قَالَ كُنَّا فِي جَنَازَة فِي بَقِيع الْغَرْقَد فَأَتَانَا النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقعدَ وقعدنا حوله وَمَعَهُ مخصرة فَنَكس فَجعل ينكت بمخصرته ثمَّ قَالَ مَا مِنْكُم من أحد مَا من نفس منفوسة إِلَّا كتب مَكَانهَا من الْجنَّة وَالنَّار وَإِلَّا قد كتبت شقية أَو سعيدة
فَقَالَ رجل يَا رَسُول الله أَفلا نَتَّكِل على كتَابنَا وَنَدع الْعَمَل فَمن كَانَ منا من أهل السَّعَادَة فسيصير إِلَى عمل أهل السَّعَادَة وَأما من كَانَ منا من أهل الشقاوة فسيصير إِلَى عمل أهل الشقاوة
قَالَ أما أهل السَّعَادَة فَذكره ثمَّ قَرَأَ {فَأَما من أعْطى وَاتَّقَى وَصدق بِالْحُسْنَى} الخ
(427)
أما أول أَشْرَاط السَّاعَة فَنَار تخرج من الْمشرق فتحشر النَّاس إِلَى الْمغرب وَأما أول مَا يَأْكُل أهل الْجنَّة فَزِيَادَة كبد الْحُوت وَأما شبه الرجل أَبَاهُ وَأمه فَإِذا سبق مَاء الرجل مَاء الْمَرْأَة نزع إِلَيْهِ الْوَلَد وَإِذا سبق مَاء الْمَرْأَة مَاء الرجل نزع إِلَيْهَا
أخرجه الإِمَام أَحْمد
وَالْبُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ عَن أنس بن مَالك
سَببه كَمَا فِي البُخَارِيّ عَنهُ أَن عبد الله بن سَلام بلغه مقدم النَّبِي صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَة فَأَتَاهُ يسْأَله عَن أَشْيَاء فَقَالَ إِنِّي سَائِلك عَن ثَلَاث لَا يعلمهُنَّ إِلَّا نَبِي مَا أول أَشْرَاط السَّاعَة وَمَا أول طَعَام يَأْكُلهُ أهل الْجنَّة وَمَا بَال الْوَلَد ينْزع إِلَى أَبِيه أَو أمه قَالَ أَخْبرنِي بِهن جِبْرَائِيل آنِفا
قَالَ ابْن سَلام ذَاك عَدو الْيَهُود من الْمَلَائِكَة
قَالَ أما أول فَذكره قَالَ أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَنَّك رَسُول الله قَالَ يَا رَسُول الله إِن الْيَهُود قوم بهت فاسألهم عني قبل أَن يعلمُوا إسلامي فَجَاءَت الْيَهُود فَقَالَ أَي رجل فِيكُم عبد الله قَالُوا خيرنا وَابْن خيرنا وأفضلنا وَابْن أفضلنا
فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَرَأَيْتُم إِن أسلم عبد الله بن سَلام قَالُوا أَعَاذَهُ الله من ذَلِك فَأَعَادَ عَلَيْهِم فَقَالُوا مثل ذَلِك فَخرج إِلَيْهِم عبد الله فَقَالَ أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله
قَالُوا شَرنَا وَابْن شَرنَا
وتنقصوه
قَالَ هَذَا كنت أخافه يَا رَسُول الله
(428)
أما صَلَاة الرجل فِي بَيته فنور فنوروا بهَا بُيُوتكُمْ
أخرجه الإِمَام أَحْمد وَابْن ماجة عَن عَاصِم بن عَمْرو عَن عمر رضي الله عنه
سَببه قَالَ عَاصِم خرج نفر من أهل الْعرَاق إِلَى عمر رضي الله عنه فَسَأَلُوهُ عَن صَلَاة الْمَرْء فِي بَيته فَقَالَ عمر رضي الله عنه سَأَلت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَذكره
(429)
أما فِي ثَلَاثَة مَوَاطِن فَلَا يذكر أحد عِنْد الْمِيزَان حَتَّى يعلم أيخف مِيزَانه أم يثقل وَعند الْكتاب حِين يُقَال هاؤم اقرؤوا كِتَابيه حَتَّى يعلم أَيْن يَقع كِتَابه أَفِي يَمِينه أم فِي شِمَاله أم من وَرَاء ظَهره وَعند الصِّرَاط إِذا وضع بَين ظهراني جَهَنَّم حافتاه كلاليب
كَثِيرَة وحسك كثير يحبس الله بهَا من يَشَاء من خلقه حَتَّى يعلم أينجو أم لَا
أخرجه الإِمَام أَحْمد وَالْحَاكِم عَن عَائِشَة رضي الله عنها
قَالَ الْحَاكِم على شَرطهمَا لَوْلَا إرْسَال فِيهِ بَين الْحسن وَعَائِشَة وَفِي سَنَد أَحْمد بن لَهِيعَة وَبَقِيَّة رِجَاله رجال الصَّحِيح
قَالَه الهيثمي سَببه كَمَا فِي أبي دَاوُد عَن عَائِشَة قَالَت ذكرت النَّار فَبَكَيْت فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَا يبكيك قَالَت ذكرت النَّار فَبَكَيْت فَهَل تذكرُونَ أهليكم يَوْم الْقِيَامَة فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أما فَذكره
(430)
أما مَا يحل للرجل من امْرَأَته وَهِي حَائِض فَمَا فَوق الْإِزَار وَأما الْغسْل من الْجَنَابَة فَيغسل يَده وفرجه ثمَّ يتَوَضَّأ وَيفِيض على رَأسه وَجَسَده المَاء وَأما قِرَاءَة الْقُرْآن فنور فَمن شَاءَ نور بَيته
أخرجه فِي الْمُوَطَّأ عَن عَاصِم بن عَمْرو عَن أحد النَّفر من الَّذين أَتَوا عمر بن الْخطاب عَن عمر بن الْخطاب رضي الله عنه
سَببه أَنهم أَتَوْهُ فَقَالُوا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ نَسْأَلك عَن ثَلَاث خِصَال مَا يحل للرجل من امْرَأَته وَهِي حَائِض وَعَن الْغسْل من الْجَنَابَة وَعَن قِرَاءَة الْقُرْآن فِي الْبيُوت فَقَالَ سُبْحَانَ الله أسحرة أَنْتُم لقد سَأَلْتُمُونِي عَن شَيْء سَأَلت عَنهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَا سَأَلَني عَنهُ أحد بعد فَذكره
(431)
أما بعد فَإِن أصدق الحَدِيث كتاب الله وَإِن أفضل الْهَدْي هدي مُحَمَّد وَشر الْأُمُور محدثاتها وكل محدثة بِدعَة وكل بِدعَة ضَلَالَة وكل ضَلَالَة فِي النَّار أتتكم السَّاعَة بَغْتَة بعثت أَنا والساعة هَكَذَا صبحتكم السَّاعَة ومستكم أَنا أولى بِكُل مُؤمن من نَفسه من ترك مَالا فلأهله وَمن ترك
دينا أَو ضيَاعًا فَإِلَيَّ وَعلي وَأَنا ولي الْمُؤمنِينَ
أخرجه الإِمَام أَحْمد وَمُسلم وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة عَن جَابر بن عبد الله رضي الله عنه
سَببه كَمَا فِي مُسلم عَنهُ قَالَ كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا خطب احْمَرَّتْ عَيناهُ وَعلا صَوته وَاشْتَدَّ غَضَبه حَتَّى كَأَنَّهُ مُنْذر جَيش يَقُول صبحكم ومساكم وَيَقُول بعثت أَنا والساعة كهاتين ويقرن بَين أصبعيه السبابَة وَالْوُسْطَى وَيَقُول أما بعد فَإِن فَذكره وَفِي رِوَايَة وَإِن خير الْهدى
(432)
أما بعد فوَاللَّه إِنِّي لأعطي الرجل وأدع الرجل وَالَّذِي أدع أحب إِلَيّ من الَّذِي أعطي وَلَكِن أعطي أَقْوَامًا لما أرى فِي قُلُوبهم من الْجزع والهلع وَأكل أَقْوَامًا إِلَى مَا جعل الله فِي قُلُوبهم من الْغنى وَالْخَيْر مِنْهُم عَمْرو بن تغلب
أخرجه البُخَارِيّ عَن عَمْرو بن تغلب رضي الله عنه
سَببه عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَتَى بِمَال أَو سبي فَقَسمهُ فَأعْطى رجَالًا وَترك رجَالًا فَبَلغهُ أَن الَّذِي تركُوا عتبوا فَحَمدَ الله ثمَّ أثنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ أما بعد فَذكره
قَالَ عَمْرو فوَاللَّه مَا أحب أَن يكون لي بِكَلِمَة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حمر النعم
(433)
أما بعد فَمَا بَال أَقوام يشترطون شُرُوطًا لَيست فِي كتاب الله مَا كَانَ من شَرط لَيْسَ فِي كتاب الله فَهُوَ بَاطِل وَإِن كَانَ مائَة شَرط قَضَاء الله أَحَق وَشرط الله أوثق وَإِنَّمَا الْوَلَاء لمن أعتق
أخرجه أَصْحَاب الْكتب السِّتَّة عَن عَائِشَة رضي الله عنها
سَببه عَنْهَا كَمَا فِي صَحِيح مُسلم قَالَت دخلت عَليّ بَرِيرَة فَقَالَت إِن أَهلِي كاتبوني على تسع أَوَاقٍ فِي تسع سِنِين كل سنة أُوقِيَّة فأعينيني فَقلت لَهَا إِن شَاءَ أهلك أعدهَا لَهُم عدَّة وَاحِدَة وأعتقك
وَيكون الْوَلَاء لي فعلت فَذكرت ذَلِك لأَهْلهَا فَأَبَوا إِلَّا أَن يكون الْوَلَاء لَهُم فأتتني فَذكرت ذَلِك فانتهرتها فَقَالَت لَاها الله إِذا قَالَت فَسمع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَنِي فَأَخْبَرته فَقَالَ اشتريها وأعتقيها واشترطي لَهُم الْوَلَاء فَإِن الْوَلَاء لمن أعتق فَفعلت
قَالَت ثمَّ خطب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَشِيَّة فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ بِمَا هُوَ أَهله ثمَّ قَالَ أما بعد فَذكره
(434)
أما بعد فَمَا بَال الْعَامِل نَسْتَعْمِلهُ فَيَأْتِينَا فَيَقُول هَذَا من عَمَلكُمْ وَهَذَا أهدي إِلَيّ أَفلا قعد فِي بَيت أَبِيه وَأمه فَينْظر هَل يهدى إِلَيْهِ أم لَا فوالذي نفس مُحَمَّد بِيَدِهِ لَا يغل أحدكُم مِنْهَا شَيْئا إِلَّا جَاءَ بِهِ يَوْم الْقِيَامَة يحملهُ على عُنُقه إِن كَانَ بَعِيرًا جَاءَ بِهِ لَهُ رُغَاء وَإِن كَانَت بقرة جَاءَ بهَا لَهَا خوار وَإِن كَانَت شَاة جَاءَ بهَا تَيْعر فقد بلغت
أخرجه الإِمَام أَحْمد والشيخان وَأَبُو دَاوُد عَن أبي حميد السَّاعِدِيّ رضي الله عنه
سَببه كَمَا فِي البُخَارِيّ عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم اسْتعْمل عَاملا فجَاء الْعَامِل حِين فرغ من عمله فَقَالَ يَا رَسُول الله هَذَا لكم وَهَذَا أهدي إِلَيّ فَقَالَ لَهُ أَفلا قعدت فِي بَيت أَبِيك وأمك فَنَظَرت أيهدى لَك أم لَا ثمَّ قَامَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَشِيَّة بعد الصَّلَاة فَتشهد وَأثْنى على الله بِمَا هُوَ أَهله ثمَّ قَالَ أما بعد فَذكره وَفِي آخِره فَقَالَ أَبُو حميد ثمَّ رفع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَده حَتَّى إِنَّا لنَنْظُر إِلَى عفرَة إبطَيْهِ
(435)
أما بعد أَلا أَيهَا النَّاس إِنَّمَا أَنا بشر يُوشك أَن يَأْتِي رَسُول رَبِّي فَأُجِيب وَأَنا تَارِك فِيكُم ثقلين أَولهمَا كتاب الله فِيهِ الْهدى والنور من استمسك بِهِ وَأخذ بِهِ كَانَ على الْهدى وَمن أخطأه ضل فَخُذُوا
بِكِتَاب الله واستمسكوا بِهِ وَأهل بَيْتِي أذكركم الله فِي أهل بَيْتِي أذكركم الله فِي أهل بَيْتِي
أخرجه الإِمَام أَحْمد وَمُسلم وَعبد بن حميد عَن زيد بن أَرقم رضي الله عنه
سَببه أخرج مُسلم عَن يزِيد بن حبَان قَالَ انْطَلَقت وحصين بن سيرة وَعمر بن مُسلم إِلَى زيد بن أَرقم فَلَمَّا جلسنا إِلَيْهِ قَالَ لَهُ حُصَيْن لقد لقِيت يَا زيد خيرا كثيرا رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَسمعت حَدِيثه وغزوت مَعَه وَصليت خَلفه
لقد لقِيت يَا زيد خيرا كثيرا
حَدثنَا يَا زيد مَا سَمِعت من رَسُول الله صلى الله عليه وسلم
قَالَ يَا ابْن أخي وَالله لقد كَبرت سني وَقدم عهدي ونسيت بعض الَّذِي كنت أعي من رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَمَا حدثتكم فاقبلوا وَمَا لَا فَلَا تكلفونيه ثمَّ قَالَ قَامَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم خَطِيبًا بِمَاء يدعى خما بَين مَكَّة وَالْمَدينَة فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ وَوعظ وأكد ثمَّ قَالَ أما بعد فَذكره
وَفِي آخِره فَقَالَ لَهُ حُصَيْن أَيْن أهل بَيته يَا زيد أَلَيْسَ نساؤه من أهل بَيته قَالَ نساؤه من أهل بَيته وَلَكِن أهل بَيته من حرم الصَّدَقَة بعده
قَالَ من هم قَالَ هم آل عَليّ وَآل عقيل وَآل جَعْفَر وَآل عَبَّاس
قَالَ كل هَؤُلَاءِ حرم الصَّدَقَة قَالَ نعم
(436)
أما بعد فَإِن أصدق الحَدِيث كتاب الله وأوثق العرى كلمة التَّقْوَى وَخير الْملَل مِلَّة إِبْرَاهِيم وَخير السّنَن سنة مُحَمَّد وأشرف الحَدِيث ذكر الله وَأحسن الْقَصَص هَذَا الْقُرْآن وَخير الْأُمُور عوازمها وَشر الْأُمُور محدثاتها وَأحسن الْهَدْي هدي الْأَنْبِيَاء وأشرف الْمَوْت قتل الشُّهَدَاء وأعمى الْعَمى الضَّلَالَة بعد الْهدى وَخير الْعلم مَا نفع وَخير الْهدى مَا اتبع
وَشر الْعَمى عمى الْقلب وَالْيَد الْعليا خير من الْيَد السُّفْلى وَمَا قل وَكفى خير مِمَّا كثر وألهى وَشر المعذرة حِين يحضر الْمَوْت وَشر الندامة يَوْم الْقِيَامَة وَمن النَّاس من لَا يَأْتِي الصَّلَاة إِلَّا دبرا وَمِنْهُم من لَا يذكر الله إِلَّا هجرا وَأعظم الْخَطَايَا اللِّسَان الكذوب وَخير الْغنى غنى النَّفس وَخير الزَّاد التَّقْوَى وَرَأس الْحِكْمَة مَخَافَة الله وَخير مَا وقر فِي الْقُلُوب الْيَقِين والإرتياب من الْكفْر والنياحة من عمل الْجَاهِلِيَّة والغلول من جثا جَهَنَّم والكنز كي من النَّار وَالشعر من مَزَامِير إِبْلِيس وَالْخمر جماع الْإِثْم وَالنِّسَاء حبالة الشَّيْطَان والشباب شُعْبَة من الْجُنُون وَشر المكاسب كسب الرِّبَا وَشر المأكل مَال الْيَتِيم والسعيد من وعظ بِغَيْرِهِ والشقي من شقي فِي بطن أمه وَإِنَّمَا يصير أحدكُم إِلَى مَوضِع أَرْبَعَة أَذْرع وَالْأَمر بِآخِرهِ وملاك الْعَمَل خواتمه وَشر الروايا روايا الْكَذِب وكل مَا هُوَ آتٍ قريب وسباب الْمُؤمن فسوق وقتال الْمُؤمن كفر وَأكل لَحْمه من مَعْصِيّة الله وَحُرْمَة مَاله كَحُرْمَةِ دَمه وَمن يتأل على الله يكذبهُ وَمن يغْفر يغْفر الله لَهُ وَمن يعف يعف الله عَنهُ وَمن يَكْظِم الغيظ يؤجره الله وَمن يصبر على الرزية يعوضه الله وَمن يتبع السمعة يسمع الله بِهِ وَمن يصبر يضعف الله لَهُ وَمن يعْص الله يعذبه الله
اللَّهُمَّ اغْفِر لي ولأمتي اللَّهُمَّ اغْفِر لي ولأمتي اللَّهُمَّ اغْفِر لي ولأمتي أسْتَغْفر الله لي وَلكم
أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة وَابْن عَسَاكِر وَرَوَاهُ العسكري والديلمي عَن عقبَة بن عَامر الْجُهَنِيّ رضي الله عنه وَأخرجه ابْن أبي شيبَة وَأَبُو نعيم والقضاعي عَن ابْن مَسْعُود مَوْقُوفا وَقَالَ بعض شرَّاح الشهَاب حسن غَرِيب وَأخرجه أَبُو نصر عبد الله بن سعيد السجْزِي فِي كتاب
الْإِبَانَة عَن أبي الدَّرْدَاء رضي الله عنه
سَببه عَن عقبَة قَالَ خرجنَا فِي غَزْوَة تَبُوك فاسترقد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذْ كَانَ مِنْهَا على لَيْلَة فَلم يَسْتَيْقِظ حَتَّى كَانَت الشَّمْس كرمح فَقَالَ ألم أقل لَك يَا بِلَال اكلأ لنا الْفجْر فَقَالَ يَا رَسُول الله ذهب بِي الَّذِي ذهب بك
فانتقل غير بعيد ثمَّ صلى ثمَّ حمد الله ثمَّ أثنى عَلَيْهِ ثمَّ قَالَ أما بعد فَذكره
(437)
أَمر الدَّم بِمَا شِئْت وَاذْكُر اسْم الله عز وجل
أخرجه ابْن ماجة عَن عدي بن حَاتِم رضي الله عنه
سَببه عَنهُ قَالَ قلت يَا رَسُول الله إِنَّا نصيد فَلَا نجد سكينا إِلَّا الظراوة وشقة الْعَصَا فَقَالَ أَمر الدَّم فَذكره
وَأخرجه عَنهُ أَيْضا الإِمَام أَحْمد وَأَبُو دَاوُد وَالْحَاكِم
وَلَفظ أبي دَاوُد قَالَ قلت يَا رَسُول الله أَرَأَيْت إِن أَحَدنَا أصَاب صيدا وَلَيْسَ مَعَه سكين أيذبح بالمروة وشقة الْعَصَا فَذكره
الظراوة جمع ظرر حجر صلب محدد
والمروة حجر أَبيض
(438)
أمرت أَن أقَاتل النَّاس حَتَّى يشْهدُوا أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَنِّي رَسُول الله فَإِذا قالوها عصموا مني دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالهمْ إِلَّا بِحَقِّهَا وحسابهم على الله
أخرجه أَصْحَاب الْكتب السِّتَّة عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه
وَفِي رِوَايَة عَنهُ أَيْضا الِاقْتِصَار على قَول لَا إِلَه إِلَّا الله
وَأخرجه بِهَذَا اللَّفْظ ابْن أبي شيبَة من حَدِيث أبي هُرَيْرَة عَن عمر رضي الله عنهما
وَفِي حَدِيث ابْن عمر زِيَادَة إقَام الصَّلَاة وإيتاء الزَّكَاة
سَببه كَمَا فِي مُصَنف ابْن أبي شيبَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ عمر إِن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ لأدفعن اللِّوَاء غَدا إِلَى رجل يحب الله وَرَسُوله يفتح الله بِهِ
قَالَ عمر مَا تمنيت الإمرة إِلَّا يَوْمئِذٍ فَلَمَّا كَانَ الْغَد تطاولت لَهَا فَقَالَ لعَلي قُم اذْهَبْ وَقَاتل وَلَا تلْتَفت حَتَّى يفتح الله عَلَيْك
فَقَالَ يَا رَسُول الله علام أقاتلهم قَالَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَه إِلَّا الله فَإِذا قالوها حرمت دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالهمْ إِلَّا بِحَقِّهَا قَالَ السُّيُوطِيّ وَسَنَده صَحِيح
قَالَ الْقُرْطُبِيّ هَذَا قَالَه فِي حَالَة قِتَاله لأهل الْأَوْثَان الَّذين لَا يقرونَ بِالتَّوْحِيدِ
وَأما الحَدِيث الْمَذْكُور فقاله فِي حَالَة قتال أهل الْكتاب الَّذين يعترفون ويجحدون نبوته عُمُوما أَو خُصُوصا
وَأما الرِّوَايَة الْأُخْرَى بِزِيَادَة إقَام الصَّلَاة وإيتاء الزَّكَاة فَفِيهِ إِشَارَة إِلَى أَن من دخل فِي الْإِسْلَام وَشهد بِالتَّوْحِيدِ وبالنبوة وَلم يعْمل بالطاعات أَن حكمهم أَن يقاتلوا حَتَّى يَرْغَبُوا إِلَى ذَلِك
وَفِي الِاقْتِصَار على قَول لَا إِلَه إِلَّا الله الرسَالَة مُرَادة كَمَا تَقول قَرَأت الْحَمد وتريد السُّورَة كلهَا
وَأخرج أَبُو دَاوُد وَالطَّيَالِسِي وَأحمد والدارمي والطَّحَاوِي وَأَبُو نعيم عَن أَوْس بن أبي أَوْس الثَّقَفِيّ رضي الله عنه قَالَ دخل علينا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَنحن فِي قبَّة مَسْجِد الْمَدِينَة فَأَتَاهُ رجل فساره بِشَيْء لَا نَدْرِي مَا يَقُول فَقَالَ اذْهَبْ فَقل لَهُم يقتلوه ثمَّ دَعَاهُ فَقَالَ لَعَلَّه يشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَنِّي رَسُول الله فَقَالَ نعم فَقَالَ اذْهَبْ فَقل لَهُم يرسلوه فَإِنِّي أمرت أَن أقَاتل النَّاس حَتَّى يشْهدُوا أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَنِّي رَسُول الله فَإِذا قالوها حرمت عَليّ دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالهمْ إِلَّا بِحَقِّهَا
(439)
أمرت أَن لَا يبلغهُ إِلَّا أَنا أَو رجل مني
أخرجه الإِمَام أَحْمد وَابْن خُزَيْمَة وَأَبُو عوَانَة وَالدَّارَقُطْنِيّ فِي الْأَفْرَاد عَن أبي بكر الصّديق رضي الله عنه
سَببه عَنهُ أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم بَعثه بِبَرَاءَة إِلَى أهل مَكَّة لَا يحجّ بعد الْعَام مُشْرك وَلَا يطوف بِالْبَيْتِ عُرْيَان وَلَا يدْخل الْجنَّة إِلَّا نفس مسلمة من كَانَ بَينه وَبَين رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عُهْدَة فاقبله إِلَى مدَّته وَالله بَرِيء من الْمُشْركين وَرَسُوله فَسَار بهَا ثَلَاثًا ثمَّ قَالَ لعَلي الْحَقْهُ فَرد
عَليّ أَبَا بكر وَبَلغهَا أَنْت فَفعل فَلَمَّا قدم أَبُو بكر بَكَى وَقَالَ يَا رَسُول الله حدث فِي شَيْء فَقَالَ مَا حدث فِيك إِلَّا خير وَلَكِن أمرت فَذكره
(440)
أمرت الرُّسُل أَن لَا تَأْكُل إِلَّا طيبا وَلَا تعْمل إِلَّا صَالحا
أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير وَالْحَاكِم عَن أم عبد الله بنت أُخْت شَدَّاد بن أَوْس رضي الله عنها فِي سَنَد الطَّبَرَانِيّ ابْن أبي مَرْيَم
وَقَالَ الْحَاكِم صَحِيح ورده الذَّهَبِيّ
سَببه عَن أم عبد الله أَنَّهَا بعثت إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم بقدح لبن عِنْد فطره فَرد عَلَيْهَا الرَّسُول أَنى لَك هَذَا قَالَت من شَاة لي
قَالَ أَنى لَك الشَّاة قَالَت اشْتَرَيْتهَا من مَالِي
فَشرب فَذكره
(441)
أَمر بقتل الْكلاب حَتَّى قتلنَا كلب امْرَأَة جَاءَت من الْبَادِيَة
أخرجه الشَّيْخَانِ عَن ابْن عمر رضي الله عنهما وَالْإِمَام أَحْمد وَالطَّبَرَانِيّ عَن أبي رَافع رضي الله عنه
سَببه عَنهُ قَالَ جَاءَ جِبْرِيل يسْتَأْذن على النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَأذن لَهُ فَأَبْطَأَ عَلَيْهِ فَأخذ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم رِدَاءَهُ فَقَامَ إِلَيْهِ وَهُوَ قَائِم بِالْبَابِ قَالَ قد أذنا
قَالَ أجل يَا رَسُول الله وَلَكنَّا لَا ندخل بَيْتا فِيهِ كلب وَلَا صُورَة
فوجدوا جروا فِي بعض بُيُوتهم
قَالَ أَبُو رَافع فَأمرنِي حِين أَصبَحت فَلم أدع بِالْمَدِينَةِ كَلْبا إِلَّا قتلته فَإِذا أَنا بِامْرَأَة قاضبة لَهَا كلب ينبح عَلَيْهَا فرحمتها فتركته وَجئْت فَأمرنِي فَرَجَعت إِلَى الْكَلْب فَقتلته
(442)
أمسك نصالها
أخرجه البُخَارِيّ عَن جَابر بن عبد الله رضي الله عنه
سَببه عَنهُ قَالَ مر رجل فِي الْمَسْجِد وَمَعَهُ سِهَام فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أمسك فَذكره
(443)
أمسك عَلَيْك بعض مَالك فَهُوَ خير لَك
أخرجه الشَّيْخَانِ عَن كَعْب بن مَالك رضي الله عنه
سَببه عَنهُ قَالَ قلت يَا رَسُول الله إِن أَمرتنِي أَن أَنْخَلِع من مَالِي صَدَقَة إِلَى الله وَإِلَى رَسُوله
قَالَ أمسك فَذكره
وَفِي آخِره قلت فَإِنِّي أمسك سهمي الَّذِي بِخَيْبَر
وَهَذَا طرف من حَدِيث كَعْب بن مَالك فِي قصَّة تخلفه عَن غَزْوَة تَبُوك
(444)
أمس هَذَا المَاء جِلْدك
أخرجه ابْن سعد وَعبد بن حميد وَابْن جرير والطَّحَاوِي عَن الأسلع بن شريك رضي الله عنه
سَببه عَنهُ قَالَ كنت أخدم النَّبِي صلى الله عليه وسلم فأرحل لَهُ فَقَالَ لي ذَات لَيْلَة يَا أسلع قُم فارحل لي قلت يَا رَسُول الله أصابتني جَنَابَة
فَسكت عني سَاعَة ثمَّ جَاءَهُ جِبْرِيل بِآيَة الصَّعِيد فَقَالَ قُم يَا أسلع فَتَيَمم ثمَّ عَلمنِي التَّيَمُّم ضرب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بكفيه الأَرْض ثمَّ نفضهما ثمَّ مسح بهما وَجهه حَتَّى أَمر على لحيته ثمَّ أعادهما إِلَى الأَرْض وَمسح بكفيه الأَرْض فدلك إِحْدَاهمَا بِالْأُخْرَى ثمَّ نفضهما ثمَّ مسح بهما ذِرَاعَيْهِ ظاهرهما وباطنهما إِلَى الْمرْفقين ثمَّ رحلت لَهُ فَسَار حَتَّى مر بِمَاء فَقَالَ يَا أسلع أمس هَذَا المَاء جِلْدك
(445)
امشوا أَمَامِي وخلوا ظَهْري للْمَلَائكَة
أخرجه ابْن سعد فِي الطَّبَقَات وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية عَن جَابر بن عبد الله رضي الله عنه
وَقَالَ أَبُو نعيم تفرد بِهِ الْجَارُود بن زيد عَن سُفْيَان
سَببه عَن جَابر قَالَ خرج رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَقَالَ لأَصْحَابه امشوا فَذكره
(446)
أمك ثمَّ أمك ثمَّ أمك ثمَّ أَبَاك ثمَّ الْأَقْرَب فَالْأَقْرَب
أخرجه الإِمَام أَحْمد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه عَن مُعَاوِيَة بن حيدة رضي الله عنه
وَقَالَ
التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن
وَأخرجه ابْن مَاجَه عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه
سَببه أخرج مُسلم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ جَاءَ رجل إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ من أَحَق النَّاس بِحسن صَحَابَتِي قَالَ أمك
قَالَ ثمَّ من قَالَ أمك
قَالَ ثمَّ من قَالَ أمك
قَالَ ثمَّ من قَالَ ثمَّ أَبوك
وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا وَلَفظه فِي ابْن مَاجَه قَالَ قلت يَا رَسُول الله من أَحَق النَّاس بِحسن الصُّحْبَة فَذكره
(447)
أملك عَلَيْك لسَانك وليسعك بَيْتك وابك على خطيئتك
أخرجه التِّرْمِذِيّ عَن عقبَة بن عَامر رضي الله عنه وَقَالَ حَدِيث حسن
سَببه عَنهُ قَالَ قلت يَا رَسُول الله مَا النجَاة قَالَ املك فَذكره
(448)
املك عَلَيْك لسَانك
أخرجه ابْن قَانِع فِي المعجم وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير عَن الْحَارِث بن هِشَام رضي الله عنه قَالَ الهيثمي رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ بِإِسْنَادَيْنِ أَحدهمَا جيد
سَببه عَن الْحَارِث قَالَ قلت يَا رَسُول الله أَخْبرنِي بِأَمْر أعصم بِهِ فَذكره
(449)
املك مَا بَين لحييك ورجليك
أخرجه ابْن عَسَاكِر عَن صعصعة بن نَاجِية رضي الله عنه
سَببه كَمَا فِي الْجَامِع الْكَبِير عَنهُ قَالَ قلت يَا رَسُول الله أوصني قَالَ املك مَا بَين لحييك ورجليك فوليت وَأَنا أَقُول حسبي
(450)
املك يدك
أخرجه البُخَارِيّ فِي تَارِيخه الْكَبِير وَابْن أبي الدُّنْيَا فِي الصمت وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير وَأَبُو نعيم فِي الْحِلْية وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب عَن الْأسود بن أضرم رضي الله عنه
وَأخرجه الْبَغَوِيّ وَقَالَ لَا أعلم لَهُ غَيره
سَببه كَمَا فِي الْجَامِع الْكَبِير عَنهُ قَالَ قدمت بِإِبِل سمان إِلَى الْمَدِينَة فِي زمن مَحل وجدب