المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصلفي نصيحة الولاة ووعظهم - شعب الإيمان - ت زغلول - جـ ٦

[أبو بكر البيهقي]

فهرس الكتاب

- ‌فصلفي أوصاف الأئمة

- ‌فصلفي فضل الإمام العادل وما جاء في جور الولاة

- ‌فصلفي نصيحة الولاة ووعظهم

- ‌فصلفي كراهية طلب الإمارة لمن كان ضعيفا يخاف أن لا يؤدي فيها الأمانة

- ‌فصلفي ذكر ما ورد من التشديد في الظلم

- ‌فصلفي فضل الجماعة والألفة وكراهية الاختلاف والفرقةوما جاء في إكرام السلطان وتوقيره

- ‌أحاديث في وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرعلى من قدر عليهما بما قدر عليه وما في ترك ذلك من الفساد

- ‌فصلفي ستر العورة

- ‌فصلفي الحمام

- ‌فصلفي حجاب النساء والتغليظ في سترهن

- ‌فصل في عقوق الوالدين وما جاءفيه

- ‌حديث جريج العابد في فضل حفظ قلب الأم

- ‌دعاء الوالدين

- ‌فصل في حفظ حق الوالدين بعد موتهما

- ‌فصل في صلة الرحم وإن كانت كافرة بما ليس فيه معصية

- ‌فصلفي طلاقة الوجه وحسن البشر لمنيلقاه من المسلمين

- ‌فصل في التجاوز والعفو وترك المكافأة

- ‌فصل في حسن العشرة

- ‌فصل في لين الجانب وسلامة الصدر

- ‌فصل في التواضع وترك الزهو والصلفوالخيلاء والفخر والمدح

- ‌فصل في ترك الغضب وفي كظم الغيظوالعفو عند القدرة

- ‌فصلفي الحلم والتؤدة والرفق في الأمور كلها

- ‌فصلفي الدعاء والمسألة من الله عز وجل حسن الخلق

- ‌فصلقال ومما يدخل في هذا الباب تسليم الناس بعضهم على بعض عندالدخول عليهم

- ‌فصلفي الاستيذان ثلاث مرات فإن أذن له وإلا رجع

- ‌فصلفي قرع الباب عند الاستئذان

- ‌فصلفي كيفية الوقوف على باب الدار عند الاستئذانوما يقول إذا قيل له من ذا

- ‌فصلفيمن جاء بعد ما أرسل إليه

- ‌فصلفي سلام من دخل بيته أو بيتا ليس فيه أحد

- ‌فصلفي سلام من خرج من بيته

- ‌فصل في السّلام عند دخول المجلسوعند القيام منه

- ‌فصل في أهل الخيام والحوانيت

- ‌فصل في السّلام على قرب العهد

- ‌فصل فيمن أولى بالسلام

- ‌فصل في كيفية السّلام وكيفيه الرد

- ‌فصل في كراهية قول من قال ابتداء عليك السّلام

- ‌فصل في الترحيب والتلبية والتغذية وغير ذلك

- ‌فصل في السّلام على الصبيان

- ‌فصل في السّلام على النساء

- ‌فصل في السّلام على أهل الشرة إن صح الحديثالذي ورد فيه

- ‌فصل في السّلام على أهل الذمة

- ‌فصل في التسليم على أهل المجلسفيه أخلاط المسلمين والمشركين

- ‌فصل فيمن قال فلان يقرأ عليك السّلام

- ‌فصل في سلام الواحد أورد الواحد عن الجماعة

- ‌فصل في قيام المرء لصاحبه علىوجه الإكرام والبر

- ‌فصلفمن كره القيام له تورعا مخافة الكبر

- ‌فصلفي المصافحة والمعانقة وغيرهما من وجوهالإكرام عند الإلتقاء

- ‌قصة إبراهيم في المعانقة في الثالث والثلاثين من التاريخ

- ‌فصلفي الرد على أهل الكتاب

- ‌فصلفيمن يسلم عليه وهو في الصلاة

- ‌فصلقال: ومعنى قول القائل: السلام عليكم فهو قضى الله عليكم بالسلامةمما تكرهون

- ‌فصلفي المكافأة بالصنائع

- ‌فصلفي آداب العيادة

الفصل: ‌فصلفي نصيحة الولاة ووعظهم

نهر عظيم فيحوض الناس النهر فيكدرونه ويعود عليهم مقر العين فإذا كان الكدر من قبل العين فسد النهر. قال: ومثل الإمام والناس كمثل فسطاط مستقيم أو قال: لا يستقيم إلا بعمود ولا يقوم العمود إلا باطناب أو قال: بأوتاد فكلما نزع ازداد العمود وهنا فلا يصلح الناس إلا بالإمام ولا يصلح الإمام إلا بالناس.

‌فصل

في نصيحة الولاة ووعظهم

7399 -

أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن إبراهيم المهراني أنا أبو بكر أحمد بن سلمان قال: قرئ على الحارث بن محمد وأنا أسمع نا علي بن عاصم نا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن الله عز وجل يرضى لكم ثلاثا ويسخط لكم ثلاثا يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاة الله عز وجل أمركم ويسخط لكم» .

قيل وقال:

«وكثرة السؤال وإضاعة المال» .

أخرجه مسلم من حديث سهيل.

7400 -

حدثنا أبو الحسن العلوي نا أبو حامد بن الشرقي نا أحمد بن حفص وعبد الوهاب بن محمد الفراء وقطن بن إبراهيم قالوا: نا حفص بن عبد الله حدثني إبراهيم بن طهمان عن سهيل بن أبي صالح عن عطاء بن يزيد الليثي عن تميم الداري أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن الدين نصيحة ثلاث مرات» .

7399 - أخرجه مسلم في الأقضية (11) و (12) ومالك في كتاب الكلام (20) وأحمد (2/ 367) والبيهقي (8/ 163) وابن حبان في الإحسان (3379) من حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا.

7400 -

أخرجه أحمد (4/ 102) وأبو داود (4944) والبيهقي (8/ 163) من حديث عطاء بن يزيد الليثي عن تميم الداري مرفوعا وأخرجه النسائي (7/ 157) من حديث أبي هريرة وهو حديث صحيح.

ص: 25

قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ورسوله وأئمة المؤمنين أو قال:

أئمة المسلمين وعامتهم. أخرجه مسلم في الصحيح من وجه آخر عن سهيل.

7401 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو الفضل الحسين بن يعقوب بن يوسف العدل نا أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الواعظ الزاهد نا موسى [بن] نصر نا جرير عن سهيل بن أبي صالح عن عطاء بن يزيد الليثي عن تميم الداري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«الدين النصيحة الدين النصيحة» .

قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولنبيه ولأئمة المسلمين وعامتهم. قال أبو عثمان: فانصح للسلطان وأكثر له من الدعاء بالصلاح والرشاد بالقول والعمل والحكم فإنهم إذا صلحوا صلح العباد بصلاحهم وإياك أن تدعو عليهم باللعنة فيزدادوا شرا ويزداد البلاء على المسلمين ولكن ادع لهم بالتوبة فيتركوا الشر فيرتفع البلاء عن المؤمنين وإياك أن تأتيهم أو تتصنع لإتيانهم أو تحب أن يأتوك واهرب منهم ما استطعت ما داموا مقيمين على الشر فإن تابوا وتركوا الشر من القول والعمل والحكم وأخذوا الدنيا من وجهها فهناك فاحذر العز بهم لتكون بعيدا منهم قريبا بالرحمة لهم والنصيحة إن شاء الله وأما نصيحة جماعة المسلمين فإن نصيحتهم على أخلاقهم ما لم يكن لله معصية وانظر إلى تدبير الله فيهم بقليل فإن الله قسم بينهم أخلاقهم كما قسم بينهم أرزاقهم ولو شاء لجمعهم على قلب واحد فلا يغفل عن النظر إلى تدبير الله فيهم فإذا رأيت معصية الله أحمد الله إذ صرفها عنك في وقتك وتلطف في الأمر والنهي في رفق

7401 - أخرجه مسلم في الإيمان (95) وابن أبي عاصم في السنة (1089) و (1090) و (1091) والحميدي (837) وابن حبان في الإحسان (4555) كلهم من حديث عطاء بن يزيد الليثي عن تميم الداري مرفوعا وأخرجه أحمد (2/ 297) والترمذي (1926) والنسائي (7/ 157) وابن أبي عاصم في السنة (1094) من حديث القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا.

وأخرجه الدارمي في الرقاق باب الدين النصيحة (2/ 311) من حديث زيد بن أسلم ونافع عن ابن عمر مرفوعا منهم من ذكر الدين النصيحة مرة واحدة ومنهم من ذكرها ثلاثا.

(1)

في ب. (فإنك لا تصيب دنيا ولا آخرة ما داموا مقيمين على الشر).

(2)

في ب (على خلق واحد).

ص: 26

وصبر وسكينة فإن قبل منك فاحمد الله وإن رد عليك فاستغفر الله لتقصير منك كان في أمرك ونهيك واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور.

7402 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو الحسن بن أبي علي الحافظ في آخرين قالوا: نا أبو العباس الأصم نا أبو عتبة نا بقية نا ابن المبارك عن ابن أبي حسين عن القاسم بن محمد سمعت عمتي عائشة تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من ولي منكم عملا فأراد الله به خيرا جعل له وزيرا صالحا إن نسي ذكره وإن ذكره أعانه» .

7403 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي وأبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي قالوا: نا أبو العباس الأصم نا بحر بن نصر وأحمد بن عيسى الخشاب قالا: نا بشر بن بكر نا الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

ما من وال يلي إلا وله بطانتان بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر وبطانة لا تألوه خبالا فمن وقي شرها فقد وقي وهو من الذي يغلب عليه منهما».

وقيل فيه عن أبي سلمة عن أبي سعيد.

7404 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا مكرم بن أحمد بن مكرم القاضي نا محمد بن إسماعيل السلمي نا أيوب بن سليمان حدثني أبو بكر بن أبي أويس

7402 - أخرجه أحمد (6/ 70) والنسائي (7/ 159) والبيهقي (10/ 111) والقضاعي في مسند الشهاب (542) وابن حبان في موارد الظمآن (1551) وأبو داود (2932) من حديث عائشة (رضي) مرفوعا وهو حديث صحيح.

7403 -

أخرجه أحمد (2/ 237 و 289) والترمذي (2369) والنسائي (7/ 158) من حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعا وقال الترمذي: (هذا حديث حسن صحيح غريب) وأخرجه أحمد (3/ 39 و 88) والبخاري (6611) و (7198). والنسائي (7/ 158) من حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري مرفوعا ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه وبطانة تأمره بالشر وتحضه فالمعصوم من عصم الله تعالى) وهذا لفظ البخاري في الموضع الثاني وأخرجه النسائي (7/ 158) من حديث أبي سلمة عن أبي أيوب مرفوعا.

7404 -

أخرجه أحمد (3/ 39 و 88) والبخاري (6611) و (7198) والنسائي (7/ 158) من حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري مرفوعا وراجع تعليقنا قبل هذا.

ص: 27

عن سليمان بن بلال عن محمد بن أبي عتيق وموسى بن عقبة عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان بطانة تأمره بالخير وتحضه عليه وبطانة تأمره بالسوء وتحضه عليه فالمعصوم من عصمه الله» .

ورواه سليمان بن بلال أيضا عن يحيى بن سعيد عن ابن شهاب واستشهد به البخاري ذكرناه في كتاب السنن وقيل عن أبي سلمة عن أبي أيوب وقد أشار البخاري إلى جميع ذلك.

7405 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس نا حنبل بن إسحاق نا هارون بن معروف نا عقبة بن علقمة عن أبي هاشم قال: قال ابن محيريز: من جلس على الوسائد وجب عليه النصيحة.

7406 -

أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنا عبد الله بن جعفر نا يعقوب بن سفيان نا محمد بن أبي عمر قال: قال سفيان: قال هشام بن عبد الملك لأبي حازم: يا أبا حازم ما النجاة من هذا الأمر؟ قال: يسير. قال: ما ذاك. قال: لا تأخذن شيئا إلا من حله ولا تضعن شيئا إلا في حقه قال: ومن يطيق ذلك يا أبا حازم. قال: من طلب الجنة وهرب من النار.

7407 -

وبهذا الإسناد قال: قال سفيان: قال بعض الأمراء لأبي حازم:

ارفع إليّ حاجتك قال: هيهات هيهات رفعتها إلى من لا تختزل الحوائج دونه فما أعطاني منها قنعت وما زوى عني منها رضيت. قال: فقال ابن شهاب وما علمت أن هذا عنده. قال أبو حازم فقلت: لو كنت غنيا لعرفتني ثم (قلت)

(1)

لا تنجو مني. فقلت: كان العلماء فيما مضى يطلبهم السلطان وهم يفرون أما العلماء اليوم طلبوا العلم حتى إذا جمعوه بحذافيره أتوا به أبواب السلاطين والسلاطين يفرون منهم وهم يطلبونهم.

7408 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا علي بن عيسى بن إبراهيم نا أبو

(1)

في ب (ثم قلت في نفسي).

في ط جاءته.

ص: 28

عمرو الجدلي نا علي بن الحسين نا علي بن عثام عن عثمان بن زفر قال: خرج سليمان بن عبد الملك ومعه عمر بن عبد العزيز فلما قضيا شأنهما من صيد أو غيره اطلعا على عسكره فأعجب ذلك سليمان فقال: يا أبا حفص ما ترى؟ قال:

أرى دنيا يأكل بعضها بعضا وأنت المسؤول عنا فسكت عنه ثم انتهى إلى فسطاطه فطار غراب وفي مخالبه لقمة قد حملها من فسطاطه فتغب. قال: ما يقول يا عمر؟ قال: ما أدري قال: ظن قال: أراه يقول من أين جاءت وأين يذهب بها.

قال: فقال سليمان: ما أعجبك. قال: أعجب مني من عرف الله فعصاه وعرف الشيطان فأطاعه فسكت.

[قيام الأوزاعي مع المنصور وعظته إياه].

7409 -

حدثنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو بكر محمد بن جعفر بن يزيد العدل الآدمي ببغداد قرأت عليه من أصل كتابه. أخبرنا أبو جعفر أحمد بن عبيد بن ناصح النحوي نا محمد بن مصعب القرقسائي حدثني الأوزاعي عبد الرحمن بن عمرو قال: بعث إليّ المنصور أمير المؤمنين وأنا بالساحل فلما وصلت إليه سلمت عليه بالخلافة فرد علي وأجلسني ثم قال: ما الذي بطأ بك عنا يا أوزاعي؟ قلت: وما الذي تريد يا أمير المؤمنين؟ قال: أريد الأخذ عنك والاقتباس منك. قال: فانظر يا أمير المؤمنين أن لا تجهل شيئا مما أقول لك. قال: وكيف أجهله وأنا أسألك عنه وقد وجهت إليك وأقدمتك له قلت: أن تسمعه ولا تعمل به يا أمير المؤمنين من كره الحق فقد كره إن الله هو الحق المبين. قال: فصاح ابن الربيع وأهوى بيده إلى السيف فانتهره المنصور وقال: هذا مجلس مثوبة لا مجلس عقوبة فطابت نفسي وانبسطت في الكلام فقلت: يا أمير المؤمنين.

7410 -

حدثني مكحول عن عطية عن بشر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«أيما عبد أتاه

(1)

موعظة من الله في دينه فإنما هي نعمة من الله سيقت إليه فإن قبلها بشكر وإلا كانت حجة من الله ليزداد بها إثما ويزداد عليه سخطا. يا أمير المؤمنين.

(1)

في ب (جاءته).

أخرجه السيوطي في الجامع الصغير (2955) وعزاه لابن عساكر عن عطية بن قيس وقال: حديث ضعيف.

ص: 29

7411 -

حدثني مكحول عن عطية عن بشر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«أيما وال بات غاشا لرعيته حرم الله عليه الجنة. يا أمير المؤمنين إن الذي لين قلوب أمتكم لكم حين ولوكم لقرابتكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان بهم رؤوفا رحيما مواسيا لهم بنفسه وذات يده وعند الناس لحقيق أن يقوم له فيهم بالحق وأن يكون بالقسط له فيهم قائما ولعوراتهم ساترا لم يغلق عليه دونهم الأبواب ولم يقم عليه دونهم الحجاب يبتهج بالنعمة عندهم ويبتئس بما أصابهم من سوء. يا أمير المؤمنين قد كنت في شغل شاغل من خاصة نفسك عن عامة الناس الذين أصبحت تملكهم أحمرهم وأسودهم مسلمهم وكافرهم وكل له عليك نصيب من العدل فكيف بك إذا اتبعك منهم فئام وراء فئام ليس منهم أحد وهو يشكو شكوى أو بلية أدخلتها عليه أو ظلامة سقتها إليه يا أمير المؤمنين.

7412 -

حدثني مكحول عن عروة بن رويم قال: كانت بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم جريدة رطبة يستاك بها ويروع بها المنافقين فأتاه جبريل فقال: يا محمد ما هذه الجريدة التي كسرت بها قرون أمتك وملأت بها قلوبهم رعبا فكيف بمن شقق أبشارهم وسفك دماءهم وخرب ديارهم وأجلاهم عن بلادهم وغيبهم الخوف منه. يا أمير المؤمنين.

7413 -

حدثني مكحول عن زياد بن حارثة عن حبيب بن سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا إلى القصاص من نفسه في خدشة خدشها أعرابيا لم يتعمده فأتاه جبريل فقال: إن الله لم يبعثك جبارا ولا متكبرا فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اقتص مني فقال الأعرابي: قد أحللتك بأبي أنت وأمي ما كنت لأفعل ذلك أبدا ولو أتيت على نفسي فدعا الله له بخير. يا أمير المؤمنين روض نفسك لنفسك وخذ لها الأمان من ربك وارغب في جنة عرضها السموات والأرض التي

7411 - في إسناده أحمد بن عبيد بن ناصح النحوي قال في التقريب: (لين الحديث) وكذا محمد بن مصعب القرقسائي صدوق كثير الغلط.

7413 -

أخرجه الحاكم (4/ 331) وقال تفرد به أحمد بن عبيد عن محمد بن مصعب ومحمد بن مصعب ثقة وتعقبه الذهبي بقوله: (قلت قال ابن عدي أحمد بن عبيد صدوق له مناكير ومحمد ضعيف).

ص: 30

7414 -

يقول [فيها] رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لقاب قوس أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها» .

يا أمير المؤمنين إن الملك لو بقي لمن كان قبلك لم يصل إليك وكذلك لا يبقى لك كما لا يبقى لغيرك. يا أمير المؤمنين تدري ما جاء في تأويل هذه الآية عن جدك: {مالِ هذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاّ أَحْصاها} قال:

الصغيرة التبسم والكبيرة الضحك فكيف ما عملته الأيدي وأحصته الألسن يا أمير المؤمنين.

7415 -

بلغني أن عمر بن الخطاب قال: (لو ماتت سخلة على شاطئ الفرات ضيعة لخفت أن أسأل عنها).

فكيف بمن حرم عدلك وهو على بساطك يا أمير المؤمنين تدري ما جاء في تأويل هذه الآية عن جدك: {يا داوُدُ إِنّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى} [ص 26/] قال: يا داود إذا قعد الخصمان بين يديك فكان لك في أحدهما هوى فلا تتمنين في نفسك أن يكون الحق له فيفلح على صاحبه فأمحوك عن نبوتي ثم لا تكون خليفتي ولا كرامة يا داود إنما جعلت رسلي إلى عبادي رعاة ترعى الإبل لعلمهم بالرعاية ورفقهم بالسياسة ليجبروا الكسرة ويدلوا الهزيل على الكلأ والماء يا أمير المؤمنين إنك قد بليت بأمر لو عرض على السموات والأرض والجبال لأبين أن يحملنه وأشفقن منه.

يا أمير المؤمنين حدثني يزيد بن يزيد بن جابر عن عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري أن عمر بن الخطاب استعمل رجلا من الأنصار على الصدقة فرآه بعد أيام مقيما. فقال له: ما منعك من الخروج إلى عملك؟ أما علمت أن لك مثل أجر المجاهد في سبيل الله. قال: لا قال: وكيف ذلك؟ قال: لأنه.

7414 - أخرجه أحمد (2/ 482 و 483) والبخاري (2793) و (3253) وابن حبان في الإحسان (7375) من حديث أبي هريرة.

وأخرجه أحمد (3/ 141 و 153 و 157 و 207 و 264) والبخاري (6568) من حديث أنس مرفوعا.

وبنحوه رواه الترمذي (1648) من حديث سهل بن مسعد الساعدي وقال الترمذي: (وهذا حديث حسن صحيح).

ص: 31

7416 -

بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«ما من وال يلي شيئا من أمور الناس إلا يأتي به يوم القيامة يده مغلولة إلى عنقه فيوقف على جسر من النار ينتفض ذلك الجسر انتفاضة يزيل كل عضو منه عن موضعه ثم يعاد فيحاسب فإن كان محسنا نجاه إحسانه وإن كان مسيئا انحرف به ذلك الجسر فهوى به في النار سبعين خريفا» .

قال له: ممن سمعت هذا قال: من أبي ذر وسلمان فأرسل إليهما عمر فسألهما فقالا: نعم سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال عمر: واعمراه من يتولاها بما فيها فقال أبو ذر: من [أرغم]

(1)

الله أنفه وألصق خده بالأرض قال:

فأخذ المنديل فوضعه على وجهه ثم بكى وانتحب حتى أبكاني.

7417 -

ثم قلت: يا أمير المؤمنين قد سأل جدك العباس رسول الله صلى الله عليه وسلم (إمارة على مكة أو الطائف أو اليمن فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا عباس يا عم النبي نفس تنجيها خير من إمارة لا تحصيها) -نصيحة منه لعمه وشفقة منه عليه وإنه لا يغني عنه من الله شيئا إذ أوحي إليه:

{وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء 214/].

فقال: يا عباس يا عم النبي ويا صفية عمة النبي ويا فاطمة بنت محمد إني لست أغني عنكم من الله شيئا لي عملي ولكم عملكم»

(1)

وقد قال عمر بن

(1)

: كلمة غير واضحة.

7417 -

أخرجه البيهقي (10/ 96) من طريق محمد بن المنكدر قال: قال العباس (رضي) يا رسول الله أمرني على بعض ما ولاك الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم فذكره.

وقال البيهقي عقبه: (هذا هو المحفوظ مرسل) وقيل عنه عن ابن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال العباس يا رسول الله ألا توليني فذكره أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو عبد الله أحمد بن نافع القاضي ببغداد ثنا محمد بن علي بن الوليد السلمي البصري ثنا نصر بن علي ثنا أبو أحمد الزبيري عن سفيان بن سعيد فذكره موصولا والأول أصح تفرد به هذا السلمي البصري) أ.

(1)

أخرجه البخاري (2753) و (4771) والنسائي (6/ 249) والدارمي (2/ 305) وابن حبان في الإحسان (6515) والبيهقي (6/ 280) كلهم رووه من حديث أبي هريرة وفي معظم

ص: 32

الخطاب لا يقضي بين الناس إلا حصيف العقل أرب العقدة لا يطلع منه على عورة ولا يحنق على جراءة ولا يأخذه في الله لومة لائم.

7418 -

وقال علي رضي الله عنه السلطان أربعة فأمير قوي طلق نفسه وعماله فذلك كالمجاهد في سبيل الله يد الله باسطة عليه بالرحمة وأمير طلق نفسه وارتع عماله لضعفه فهو على شفا هلاك إلا أن يتركهم وأمير طلق عماله وارتع نفسه فذلك الحطمة الذي

7419 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«شر الرعاة الحطمة فهو الهالك وحده وأمير أرتع نفسه وعماله فهلكوا جميعا. وقد

7420 -

بلغني يا أمير المؤمنين أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:

«أتيتك بخبر من أمر الله تعالى ذكره بمفاتيح النار فوضعت على النار تسعر إلى يوم القيامة.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

«صف لي النار» .

فقال: إن الله تعالى ذكره أمر بها فأوقد عليها ألف عام حتى احمرت ثم

(1)

الروايات قال: (يا معشر قريش اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا) ودون قوله: (لي عملي ولكم عملكم).

ورواه بنحوه البخاري (3527) من حديث أبي هريرة.

7418 -

أخرجه أحمد (5/ 64) ومسلم في الإ مارة (23) وابن حبان في الإحسان (4494) والبيهقي (8/ 161) من طريق جرير بن حازم حدثنا الحسن أن عائذ بن عمرو وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على عبيد الله بن زياد فقال: أي بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره.

7420 -

أخرج جزءا منه الترمذي (2591) وابن ماجه (4320) من طريق يحيى بن أبي بكير ثنا شريك عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا (أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت رشم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت فهي سوداء مظلمة) وهو ضعيف في إسناده يحيى بن أبي بكير مستور.

وقال الترمذي: (حديث أبي هريرة في هذا موقوف أصح ولا أعلم أحدا رفعه غير يحيى بن أبي بكير عن شريك) والموقوف عنده من طريق عبد الله بن المبارك عن شريك عن عاصم عن أبي صالح أو رجل آخر عن أبي هريرة نحوه أما الحديث بتمامه فلم أقف عليه.

ص: 33

أوقد عليها ألف عام حتى اصفرت ثم أوقد عليها ألف عام حتى اسودت فهي سوداء مظلمة لا يطفأ لهبها ولا جمرها والذي بعثك بالحق لو أن ثوبا من ثياب أهل النار ظهر لأهل الأرض لماتوا جميعا ولو أن ذنوبا من شرابها صب في مياه أهل الأرض جميعا لقتل من ذاقه ولو أن ذراعا من السلسلة التي ذكرها الله عز وجل وضع على جبال الأرض لذابت وما اشتعلت ولو أن رجلا أدخل النار ثم أخرج منها لمات أهل الأرض من نتن ريحه وتشويه خلقه وعظمه فبكى النبي صلى الله عليه وسلم وبكى جبريل لبكائه. فقال: بلى يا محمد وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال: أفلا أكون عبدا شكورا ولم بكيت يا جبريل وأنت الروح الأمين أمين الله على وحيه فقال: إني أخاف أن أبتلى بمثل ما ابتلي به هاروت وماروت فهو الذي منعني من اتكالي على منزلتي عند ربي عز وجل فأكون قد أمنت مكره فلم يزالا يبكيان حتى نودي من السماء أن يا جبريل ويا محمد إن الله عز وجل قد أمنكما أن تعصياه فيعذبكما. وقد بلغني يا أمير المؤمنين.

7421 -

أن عمر بن الخطاب قال: اللهم إن كنت تعلم اني أبالي إذا قعد الخصمان بين يدي على من حال الحق من قريب أو بعيد فلا تمهلني طرفة عين يا أمير المؤمنين إن أشد الشدة القيام لله عز وجل وإن أكرم الكرم عند الله التقوى وإن من طلب العز بطاعة الله رفعه وأعزه ومن طلبه بمعصية الله أذله الله ووضعه فهذه نصيحتي والسّلام عليك ثم نهضت فقال: إلى أين؟. فقلت: إلى البلد والوطن بإذن أمير المؤمنين إن شاء الله. قال: قد أذنت لك وشكرت لك نصيحتك. وقبلتها بقولها والله عز وجل الموفق للخير والمعين عليه وبه أستعين وعليه أتوكل وهو حسبي ونعم الوكيل فلا تخليني من مطالعتك إياي بمثلها فإنك المقبول القول غير المتهم في نصيحته. قلت: أفعل إن شاء الله. قال محمد بن مصعب فأمر له بمال يستعين به على خروجه فلم يقبله وقال: أنا في غنى عنه وما كنت أبيع نصيحتي بعرض من أعراض الدنيا كلها وعرف المنصور مذهبه فلم يجد عليه في رده. قال الحاكم: هذا حديث تفرد به أبو جعفر أحمد بن عبيد بن ناصح الأديب وهو مقدم في أصحاب الأصمعي يلقب بأبي (

)

(1)

حدث عن

(1)

كلمة غير مقروءة.

ص: 34

يحيى بن صاعد وغيره من الأئمة.

(2)

7422 -

حدثنا أبو نصر أحمد بن مكرم بن أحمد بن سعيد العز البخاري قدم علينا حاجا نا أبو بكر محمد بن عبد الله بن نصر الأزدي الشافعي سمعت أحمد بن أبي الحسين سمعت محمد بن عبيد الله النيسابوري يقول سمعت أبا بكر أحمد بن المنذر يذكر أن علي بن عيسى بن الجراح قال: سألت أولاد بني أمية ما سبب زوال دولتكم قالوا: خصال أربع أولها أن وزراءنا كتموا عنا ما يجب إظهاره لنا، والثاني أن جباة خراجنا ظلموا الناس فارتحلوا

(1)

عن أوطانهم فخرجت بيوت أموالنا، والثالثة انقطعت الأرزاق عن الجند فتركوا طاعتنا والرابعة يئسوا من إنصافنا فاسترحوا إلى غيرنا فلذلك زالت دولتنا.

7423 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو محمد بن يوسف وأحمد بن الحسن قالوا: نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا العباس بن محمد الدوري نا أبو جعفر الأنباري العابد قال: سمعت فضيل بن عياض يقول: لما قدم الرشيد بعث إليّ فذكر الحديث في دخوله عليه وقوله عظنا بشيء من علم فأقبلت عليه فقلت له: يا حسن الوجه حساب هذا الخلق كلهم عليك. قال: فجعل يبكي ويشهق.

قال: فرددتها عليه يا حسن الوجه حساب هذا الخلق كلهم عليك قال: فأخذني الخدم فحملوني وأخرجوني من الحجر وقالوا: يا هذا اذهب بسلام.

7424 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا الحسن بن محمد بن إسحاق نا أبو عثمان الحناط نا ابن أبي الحواري نا أحمد بن عاصم أبو عبد الله الأنطاكي قال:

قال هارون الرشيد لسفيان أحب أن أرى الفضيل. فقال له: اذهب بك إليه فاستأذن سفيان على فضيل. فقال له: من هذا. قال: قولوا له هذا سفيان.

فقال: قولوا له يدخل. فقال: ومن معي. قال: ومن معك فلما دخلوا عليه قال له سفيان: يا أبا علي هذا أمير المؤمنين فقال: وإنك لهو يا جميل الوجه أنت الذي ليس بين الله وبين خلقه أحد غيرك أنت الذي يسأل يوم القيامة كل إنسان عن نفسه وتسأل أنت عن هذه الأمة. قال: فبكى هارون.

(2)

مدار هذه الموعظة على أحمد بن عبيد بن ناصح النحوي لين الحديث ومحمد بن مصعب القرقسائي وهو صدوق كثير الغلط.

ص: 35

7425 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني نا النعمان بن أحمد بن نعيم الواسطي قاضي تستر نا الحسين بن علي الأزدي المعروف نا ابن السمسار نا محمد بن علي النحوي نا الفضل بن الربيع قال:

حج أمير المؤمنين هارون الرشيد قال: فبينما أنا ليلة نائم بمكة إذ سمعت قرع الباب فقلت: من هذا. فقال: أجب أمير المؤمنين فخرجت مسرعا فقلت: يا أمير المؤمنين هلا أرسلت إليّ فآتيك. فقال: حل في نفسي شيء فانظر لي رجلا أسأله عنه فقلت: ها هنا سفيان بن عيينة. قال: فامض بنا إليه فأتيناه فقرعت عليه الباب. فقال: من هذا؟ فقال: أجب أمير المؤمنين فخرج مسرعا فقال: يا أمير لو أرسلت إلي أتيتك. فقال له: خذ لما جئناك له رحمك الله فحادثه ساعة.

فقال له: أعليك دين؟ قال: نعم. قال: يا عباس اقض دينه ثم التفت إليّ فقال:

يا عباس ما أغنى عني صاحبك شيئا فانظر لي رجلا أسأله فقلت: ههنا عبد الرزاق بن همام. فقال: امض بنا إليه فأتيناه فقرعت عليه الباب فقلت:

أجب أمير المؤمنين فخرج مسرعا فقال: يا أمير المؤمنين لو أرسلت إليّ أتيتك.

فقال: خذ لما جئناك له رحمك الله فحادثه ساعة ثم قال له: أعليك دين؟ قال:

نعم. قال: يا عباس اقض دينه ثم التفت إلي فقال: ما أغنى عني صاحبك شيئا فانظر لي رجلا أسأله فقلت: ههنا فضيل بن عياض فقال: امض بنا إليه فأتيناه فإذا هو قائم يصلي يتلو آية من كتاب الله ويرددها وكان هارون رجلا رقيقا فبكى بكاء شديدا ثم قال لي: اقرع الباب فقرعته. فقال: من هذا فقلت: أجب أمير المؤمنين فقال: ما لي ولأمير المؤمنين. فقلت: سبحان الله أو ما عليك طاعة؟.

7426 -

أوليس قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

«لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه» ؟!

7426 - أخرجه ابن ماجه (4016) والترمذي (2254) وأحمد (5/ 405) والتبريزي في المشكاة (2053) من طريق علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف.

وأخرجه الطبراني في الكبير (13507) وإسناده صحيح إن كان زكريا بن يحيى هو أبو يحيى اللؤلؤي الفقيه الحافظ وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن أبي خيثمة وهو ثقة حافظ كما قال الألباني في الصحيحة (613).

في ط البطش.

ص: 36

قال: فنزل ففتح الباب ثم ارتقى إلى الغرفة وأطفأ السراج والتجأ الى زاوية من زوايا الغرفة فجلس فيها فجعلنا نجول عليه بأيدينا فسبقت كف هارون كفي إليه فقال: أوه من كف ما ألينها إن نجت من عذاب الله. قال: فقلت في نفسي: لتكلمنه الليلة بكلام نقي من قلب نقي.

قال فقال له: خذ لما جئناك له رحمك الله. فقال له: يا أمير المؤمنين بلغني أن عاملا لعمر بن عبد العزيز شكا إليه فكتب إليه يا أخي اذكر طول سهر أهل النار في النار مع خلود الأبد فإن ذلك يطرق بك إلى الرب نائما ويقظانا وإياك أن ينصرف بك من عند الله فيكون آخر العهد بك ومنقطع الرجاء فلما قرأ الكتاب طوى البلاد حتى قدم على عمر. فقال له عمر: ما أقدمك؟ قال: خلعت قلبي بكتابك لا وليت ولاية حتى ألقى الله.

قال: فبكى هارون بكاء شديدا ثم قال: زدني رحمك الله. فقال: يا أمير المؤمنين بلغني أن عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة دعا سالم بن عبد الله ومحمد بن كعب القرظي ورجاء بن حيوة. فقال لهم: إني بليت البلاء فأشيروا علي فعدّ الخلافة بلاء وعددتها أنت وأصحابك نعمة. فقال محمد بن كعب القرظي: إن أردت النجاة من عذاب الله فليكن كبير المسلمين عندك أبا وأوسطهم عندك أخا وأصغرهم عندك ولدا فوقر أباك وأكرم أخاك وتحنن على ولدك. وقال له سالم بن عبد الله: إن أردت النجاة من عذاب الله فصم الدنيا وليكن إفطارك منها الموت. وقال له رجاء بن حيوة: إن أردت النجاة غدا من عذاب الله فأحب للمسلمين ما تحب لنفسك واكره لهم ما تكره لنفسك وإني لأقول لك هذا وإني لأخاف عليك أشد الخوف يوم تزل فيه الأقدام. فهل معك رحمك الله من يأمرك بمثل هذا؟ فبكى هارون بكاء شديدا حتى غشي عليه فقلت له: ارفق بأمير المؤمنين. فقال له: يا ابن أم الربيع تقتله أنت وأصحابك وأرفق به أنا ثم إنه أفاق فقال له: زدني رحمك الله. فقال له: يا أمير المؤمنين يا حسن الوجه أنت الذي يسأله الله عن هذا الخلق يوم القيامة فإن استطعت أن تقي هذا الوجه من النار فافعل. فقال له هارون الرشيد: عليك دين؟ قال: نعم، دين لربي لم يحاسبني عليه فالويل لي إن ناقشني والويل لي إن [لم] ألهم حجتي فقال: إنما أعني دين العيال، فقال: إن ربي لما يأمرني بهذا أمرني أن أصدق

ص: 37

وعده وأن أطيع أمره فقال عز من قائل:

{وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزّاقُ} [الذاريات 56/-58].

فقال له: هذه ألف دينار فخذها وأنفقها على نفسك وتقوّ بها على عبادة ربك. فقال: سبحان الله أنا أدلك على النجاة وأنت تكافئني بمثل هذا سلمك الله ووفقك. قال: فخرجنا من عنده فبينما نحن على الباب إذ بامرأة من نسائه قالت له: يا أبا عبد الله قد ترى ما نحن فيه من الحال فلو قبلت هذا المال وفرحتنا به. فقال لها: مثلي ومثلكم مثل قوم كان لهم بعير يستقون عليه فلما كبر نحروه وأكلوا لحمه فلما سمع هذا الكلام قال: يرجع فعسى أن يقبل هذا المال فلما أحس به الفضيل خرج إلى تراب في السطح فجلس عليه وجاء هارون إلى جنبه فجعل يكلمه ولا يجيبه بشيء ويكلمه فلا يجيبه بشيء فبينا نحن كذلك إذا بجارية سوداء قد خرجت علينا فقالت: قد آذيتم الشيخ من الليلة انصرفوا رحمكم الله. قال: فخرجنا من عنده. فقال له: يا عباس إذا دللتني على رجل فدلني على مثل هذا فهذا سيد المسلمين. قال: وقال الفضيل: تقرأ في وترك الخلع وتترك من يفجرك ثم تغدو إلى الفاجر فتعامله. قال: وقال الفضيل: لا تنظر إليهم من طريق الغلظة عليهم ولكن انظر من طريق الرحمة يعني السلطان.

7427 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا الحسين بن محمد بن إسحاق نا أبو عثمان الحناط نا أحمد بن أبي الحواري حدثني أبو عصمة قال: حدث سفيان قال: قال ابن السماك بعث إليّ هارون فلما أتيته إلى باب القصر أخذني حرسان فأسرعا بي إلى القصر فلما انتهيت إلى صحن القصر لقيني خصيان ضخمان فأخذاني من الحرسين فأسرعا بي إلى قاعة القصر حتى انتهينا إلى باب البهو الذي هو فيه. فقال لهما هارون: ارفقا بالشيخ فلما وقفت بين يديه فقلت له: يا أمير المؤمنين ما مر بي يوم منذ ولدتني أمي أنا فيه أتعب من يومي هدا فاتق الله يا أمير المؤمنين واعلم أن لك مقاما بين يدي الله تعالى أنت فيه أذل من مقامي هذا بين يديك فاتق الله في خلقه واحفظ محمدا في أمته وانصح نفسك في رعيتك واعلم أن الله آخذ سطواته وانتقامه من أهل معاصيه. قال: فاضطرب

ص: 38

على فراشه حتى وقع على مصلى بين يدي فراشه. فقلت: يا أمير المؤمنين هذا أول الصفة فكيف لو رأيت ذل المعاينة قال: فكادت نفسه تخرج وكان يحيى بن خالد إلى جنبه فقال للخصمين: أخرجوه فقد أبكى أمير المؤمنين. فقال سفيان رحمه الله: لقد أبلغ.

7428 -

أخبرنا أبو الحسين علي بن عبد الله الخسروجردي أنا أبو بكر الإسماعيلي أنا أبو عبد الكريم البزاز البغدادي نا عبد الله بن خبيق حدثني عبد الله بن الضريس قال: دخل ابن السماك على هارون يعني الرشيد فقال: يا أمير المؤمنين إن الله عز وجل لم يجعل أحدا فوقك فلا ينبغي أن يكون أحد أطوع منك لله عز وجل.

7429 -

وبإسناده نا عبد الله بن خبيق نا أبو الحسن قال: دخل ابن السماك على هارون فقال: يا أمير المؤمنين تواضعك في شرفك أشرف من شرفك.

7430 -

حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي أنا محمد بن هارون الشافعي نا إبراهيم بن فاتك الزعفراني سمعت أبا حاتم الرازي يقول: [سمعت عبد الله بن صالح يقول: سمعت مسيب بن سعيد] دخلت على هارون الرشيد فقال: عظني.

فقلت: يا أمير المؤمنين إن الله عز وجل لم يرض لك أن يجعل أحدا فوقك فلا ينبغي لأحد أن يكون أطوع له منك. قال: لقد بالغت في الموعظة وإن قصرت في الكلام.

7431 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ سمعت عبد الله بن محمد الكعبي سمعت محمد بن أيوب سمعت أحمد بن يوسف القاضي يقول: قلت للمأمون يا أمير المؤمنين إن رجلا ليس بينه وبين الله أحد يخشاه لحقيق أن يتقي الله عز وجل. فقال المأمون: صدقت.

7432 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا جعفر بن محمد بن نصر المروزي حدثني إبراهيم بن بشار سمعت الفضيل يقول: بلغني أن خالد بن صفوان دخل على عمر فقال له عمر بن عبد العزيز: عظني يا خالد فقال: إن الله عز وجل لم يرض أن يكون أحد فوقك فلا يرضى أن يكون أحد أولى بالشكر منك. قال:

ص: 39

فبكى عمر حتى غشي عليه ثم أفاق فقال: هيه يا خالد لم يرض أن يكون فوقي فو الله لأخافنه خوفا ولأحذرنه حذرا ولأرجونه رجاء ولأحبنه محبة ولأشكرنه شكرا ولأحمدنه حمدا يكون ذلك كله أشد مجهودي وغاية طاقتي ولأجتهدن في العدل والنصفة والزهد في فاني الدنيا لزوالها والرغبة في بقاء الآخرة لدوامها حتى ألقى الله عز وجل فلعلي أنجو مع الناجين وأفوز مع الفائزين وبكى حتى غشي عليه.

قال: وتركته مغشيا عليه وانصرفت.

7433 -

حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي أنا محمد بن محمد بن يعقوب الحجاجي نا عبد الله بن عبد الرحمن اليشكري نا أبو يعلى نا الأصمعي نا هشام بن الحكم الثقفي قال: كان يقال خمسة أشياء تقبح الرجل الفتوة في الشيوخ والحرص في القراء وقلة الحياء في ذوي الأحساب والبخل في ذوي الأموال والحدة في السلطان.

7434 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا الحسن بن محمد بن إسحاق نا أبو عثمان الخياط قال: قال ذو النون ثلاثة من أعلام الخير في السلطان تسوية القوي والضعيف عنده في الحق ورفع ظلم الأصحاب عن الرعية ويقي الحدة بحسن الرحمة للفقير الكسير حتى يجبره.

7435 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا الحسن بن محمد بن إسحاق نا محمد بن زكريا نا عبيد الله بن عائشة عن أبيه قال: كان عبد الملك بن مروان إذا دخل عليه رجل من أفق من الآفاق فقال: أعفني من أربع وقل بعدها ما شئت لا تكذبني فإن الكذوب لا رأي له ولا تجبني فيما لا أسألك عنه فإن في الذي أسألك عنه شغلا عما سواه ولا تطرني فإني أعلم بنفسي منك ولا تحميني على الرعية فإني إلى الرفق بهم والرحمة أحق وروي لا تخفني يعني لا تغضبني حتى يحملني الغضب على خفة (الطيش)

(1)

.

7436 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ سمعت أبا الحسن محمد بن موسى التغلبي سمعت أبا عبد الله الحسين بن إسماعيل القاضي يقول: كتب عمر بن عبد العزيز إلى عامل له أما بعد. فإذا دعتك قدرتك على الناس على ظلمهم

(1)

في ب (البطش).

ص: 40

فاذكر قدرة الله عليك ويقاد ما تأتي وما يأتون إليك قال أحمد: وفي هذا المعنى حديث أبي مسعود في ضربه عبده وذلك مذكور في باب الإحسان إلى المماليك.

7437 -

أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو أنا أبو عبد الله الصفار نا أبو بكر بن أبي الدنيا نا أحمد بن إبراهيم حدثني محمد بن يزيد بن خنيس عن وهيب بن الورد بلغنا أن رجلا فقيها دخل على عمر بن عبد العزيز فقال: سبحان الله كيف تغيرت بعدنا. فقال له عمر: يا أبا فلان فكيف لو رأيتني بعد ثلاث وقد أدخلت قبري وقد خرجت الحدقتان فسالتا على الخدين وتقلصت الشفتان عن الأسنان وخرج الصلب من الدبر وانفتح الفم ونتأ البطن فعلا الصدر. فقال الرجل: أما إذا ألهمت هذا نفسك فأنزل عباد الله منك على ثلاثة منازل أما من هو أكبر منك فأنزله كأنه أب لك، وأما من هو بسنك فأنزله كأنه أخ لك، وأما من هو أصغر منك فأنزله كأنه ابن لك فأي هؤلاء تحب أن تسيء إليه. قال: لا إلى أحد منهم.

7438 -

(*)

[أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو عمرو بن السماك نا حنبل بن إسحاق حدثني أبو عبد الله نا سفيان قال: قال الأفريقي لأبي جعفر يا أمير المؤمنين إن عمر بن عبد العزيز كان يقول: إن السلطان سوق (

)

(1)

عنده أتي به].

7439 -

أخبرنا ابن بشران أنا دعلج بن أحمد نا موسى بن هارون نا إبراهيم بن زياد سبلان نا أبو حمزة أنس بن عياض قال: سمعت أبا حازم يقول: لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا ما لم تقع هذه الأهواء في السلطان لأنهم يؤدبون الناس ويذبون عن الدين ويهابونهم يعني الناس يهابون السلطان فإذا كانت فيهم فمن يؤدبهم.

7440 -

وفي تاريخ البخاري قال إسحاق عن عيسى عن عمران بن أبي يحيى عن عمه مروان بن قيس سمع ابن مسعود يقول: لن تزالوا بخير ما

(*) سقط ما بين المعقوفين من المخطوطة (ب).

(1)

كلمة غير مقروءة.

ص: 41

صلحت أئمتكم. قال أحمد وقد رويناه في معناه وأتم منه ما.

7441 -

[أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو عمرو بن السماك ثنا حنبل بن إسحاق ثنا أبو نعيم ثنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن أبيه قال عمر (رض) عند موته: إن الناس لم يزالوا بخير ما استقامت لهم ولاتهم وهداتهم]

(1)

.

7442 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس بن يعقوب نا الربيع بن سليمان نا أيوب بن سويد نا الوليد بن علي الجعفي عن خاله الحسن بن الحسين عن القاسم بن مخيمرة قال: إنما زمانكم سلطانكم فإذا صلح زمانكم صلح سلطانكم وإذا فسد سلطانكم فسد زمانكم.

7443 -

أخبرنا أبو عبد الله قال: سمعت أبا سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان يقول: سمعت فاطمة بنت إبراهيم بن عبد الله السعدية تقول: سمعت فاطمة امرأة يحيى بن يحيى تقول: قام يحيى ليلة لورده فلما فرغ منه قعد يقرأ من المصحف فذكر قصته في دخول عبد الله بن طاهر الأمير عليه. قالت: فلما قرب منه وسلم قام إليه والمصحف في يده ثم رجع إلى قراءته حتى ختم السورة التي كان افتتحها ثم وضع المصحف واعتذر إلى الأمير وقال: لم أشتغل عنه تهاونا بحقه إنما كنت افتتحت سورة فختمتها فقعد عبد الله ساعة يحدثه ثم قال له: ارفع إلينا حوائجك. فقال: وهل يستغنى عن السلطان أيده الله. وقد وقعت لي حاجة في الوقت فإن قضاها رفعتها. فقال: نقضيها ما كانت. فقال أبو زكريا: قد كنت أسمع بمحاسن وجه الأمير ولم أعاينها إلا ساعتي هذه وحاجتي إليه أن لا يرتكب ما يحرق هذه المحاسن بالنار. فأخذ الأمير عبد الله بن طاهر في البكاء حتى قام يبكي.

7444 -

أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن علي الساوي بها أنا أبو أحمد الطرائفي بجرجان نا أبو إسحاق محمد بن هارون بن يزيد الهاشمي المنصوري نا أبو علي أحمد بن إبراهيم القهستاني وأبو القاسم عبيد الله بن عبد الله الوراق والحسين بن عبد الله الحصيني قالوا: نا أحمد بن إبراهيم الموصلي قال: كنا عند المأمون فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(1)

زيادة من (ب).

ص: 42

«الخلق عيال الله وأحب العباد إلى الله أنفعهم لعياله» .

قال: فصاح به المأمون اسكت أنا أعلم بالحديث منك.

7445 -

حدثنيه يوسف بن عطية الصفار عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«الخلق عيال الله وأحب عباد الله إلى الله أنفعهم لعياله» .

لفظ القهستاني.

7446 -

حدثنا أبو محمد بن يوسف أنا أبو عمرو بن مطر أنا أبو القاسم بن أمية بن منيع نا أحمد بن إبراهيم الموصلي قال: كنت مع أمير المؤمنين بالشماسية وهو يجري الحلبة ومعه يحيى بن أكثم وهو يقول: يا يحيى أما ترى أما ترى ثم قال: حدثنا يوسف بن عطية عن ثابت البناني عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«الخلق كلهم عيال الله فأحب الخلق إلى الله أنفعهم لعياله» .

قال أحمد بن إبراهيم الموصلي: ثنا يوسف بن عطية عن ثابت بهذا.

7447 -

أخبرناه أبو بكر محمد بن أبي سعيد المجاور بمكة أنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن حمدويه الشرمقاني نا الحسن بن سفيان نا بشر بن الحكم نا يوسف نا ثابت البناني عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:

«الخلق كلهم عيال الله وأحب الخلق أنفعهم لعياله» .

تفرد به يوسف بن عطية وقد روي بإسناد ضعيف.

7448 -

حدثنا أبو حازم الحافظ أنا علي بن الفضل بن محمد بن عقيل الخزاعي نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا أبو صهيب النضر بن سعيد نا موسى بن عمير عن الحكم بن عتيبة عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

7445 - قال في المجمع (8/ 191) رواه أبو يعلى والبزار وفيه يوسف بن عطية الصفار وهو متروك ورواه الطبراني في الكبير (10033) والأوسط وفيه موسى بن عمير وهو أبو هارون القرشي وهو متروك.

راجع تعليقنا قبل هذا.

ص: 43

«الخلق عيال الله فأحب الخلق إلى الله من أحسن إلى عياله» .

7449 -

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو عمرو محمد بن عبد الواحد الزاهد نا أحمد بن زياد السمسار نا إسحاق بن كعب نا موسى بن عمير بإسناده نحوه.

7450 -

أخبرنا أبو عبد الله في التاريخ أنا أبو معشر موسى بن محمد بن موسى الماليني أنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعيد نا محمد بن حميد بن فروة حدثني أبي حميد بن فروة قال: لما استقرت للمأمون الخلافة دعا إبراهيم بن المهدي المعروف بابن شكلة فوقف بين يديه فقال: يا إبراهيم أنت المؤلب علينا يدعي الخلافة. فقال إبراهيم: يا أمير المؤمنين أنت ولي الدار والمحكم في القصاص والعفو أقرب للتقوى وقد جعلك الله فوق كل ذي ذنب كما جعل كل ذي ذنب دونك فإن أخذت أخذت بحق وإن عفوت عفوت بفضا ولقد حضرت أبي وهو جدك وأتي برجل وكان جرمه أعظم من جرمي فأمر الخليفة بقتله وعنده المبارك بن فضالة. فقال المبارك: إن رأى أمير المؤمنين أن يتأنى في أمر هذا الرجل حتى أحدثه بحديث سمعته.

7451 -

من الحسن. قال: إيه يا مبارك فقال: حدثنا الحسن عن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش ألا ليقومن العافون من الخلفاء إلى أكرم الجزاء فلا يقوم إلا من عفا. فقال الخليفة: أيها يا مبارك قد قبلت الحديث بقبوله وقد عفوت عنه. فقال المأمون: وقد قبلت الحديث بقبوله وعفوت عنك ها هنا-1 - ها هنا يا عمر.

7452 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ نا حسام بن الصديق نا الحسين بن حفص نا سفيان عن ثور عن راشد بن

7452 - أخرجه أبو داود (48485) بإسناد صحيح من طريق سفيان عن ثور عن راشد بن سعد عن معاوية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم» فقال أبو الدرداء كلمة سمعها معاوية من رسول الله صلى الله عليه وسلم نفعه الله تعالى بها.

ص: 44