المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصلفي فضل الجماعة والألفة وكراهية الاختلاف والفرقةوما جاء في إكرام السلطان وتوقيره - شعب الإيمان - ت زغلول - جـ ٦

[أبو بكر البيهقي]

فهرس الكتاب

- ‌فصلفي أوصاف الأئمة

- ‌فصلفي فضل الإمام العادل وما جاء في جور الولاة

- ‌فصلفي نصيحة الولاة ووعظهم

- ‌فصلفي كراهية طلب الإمارة لمن كان ضعيفا يخاف أن لا يؤدي فيها الأمانة

- ‌فصلفي ذكر ما ورد من التشديد في الظلم

- ‌فصلفي فضل الجماعة والألفة وكراهية الاختلاف والفرقةوما جاء في إكرام السلطان وتوقيره

- ‌أحاديث في وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرعلى من قدر عليهما بما قدر عليه وما في ترك ذلك من الفساد

- ‌فصلفي ستر العورة

- ‌فصلفي الحمام

- ‌فصلفي حجاب النساء والتغليظ في سترهن

- ‌فصل في عقوق الوالدين وما جاءفيه

- ‌حديث جريج العابد في فضل حفظ قلب الأم

- ‌دعاء الوالدين

- ‌فصل في حفظ حق الوالدين بعد موتهما

- ‌فصل في صلة الرحم وإن كانت كافرة بما ليس فيه معصية

- ‌فصلفي طلاقة الوجه وحسن البشر لمنيلقاه من المسلمين

- ‌فصل في التجاوز والعفو وترك المكافأة

- ‌فصل في حسن العشرة

- ‌فصل في لين الجانب وسلامة الصدر

- ‌فصل في التواضع وترك الزهو والصلفوالخيلاء والفخر والمدح

- ‌فصل في ترك الغضب وفي كظم الغيظوالعفو عند القدرة

- ‌فصلفي الحلم والتؤدة والرفق في الأمور كلها

- ‌فصلفي الدعاء والمسألة من الله عز وجل حسن الخلق

- ‌فصلقال ومما يدخل في هذا الباب تسليم الناس بعضهم على بعض عندالدخول عليهم

- ‌فصلفي الاستيذان ثلاث مرات فإن أذن له وإلا رجع

- ‌فصلفي قرع الباب عند الاستئذان

- ‌فصلفي كيفية الوقوف على باب الدار عند الاستئذانوما يقول إذا قيل له من ذا

- ‌فصلفيمن جاء بعد ما أرسل إليه

- ‌فصلفي سلام من دخل بيته أو بيتا ليس فيه أحد

- ‌فصلفي سلام من خرج من بيته

- ‌فصل في السّلام عند دخول المجلسوعند القيام منه

- ‌فصل في أهل الخيام والحوانيت

- ‌فصل في السّلام على قرب العهد

- ‌فصل فيمن أولى بالسلام

- ‌فصل في كيفية السّلام وكيفيه الرد

- ‌فصل في كراهية قول من قال ابتداء عليك السّلام

- ‌فصل في الترحيب والتلبية والتغذية وغير ذلك

- ‌فصل في السّلام على الصبيان

- ‌فصل في السّلام على النساء

- ‌فصل في السّلام على أهل الشرة إن صح الحديثالذي ورد فيه

- ‌فصل في السّلام على أهل الذمة

- ‌فصل في التسليم على أهل المجلسفيه أخلاط المسلمين والمشركين

- ‌فصل فيمن قال فلان يقرأ عليك السّلام

- ‌فصل في سلام الواحد أورد الواحد عن الجماعة

- ‌فصل في قيام المرء لصاحبه علىوجه الإكرام والبر

- ‌فصلفمن كره القيام له تورعا مخافة الكبر

- ‌فصلفي المصافحة والمعانقة وغيرهما من وجوهالإكرام عند الإلتقاء

- ‌قصة إبراهيم في المعانقة في الثالث والثلاثين من التاريخ

- ‌فصلفي الرد على أهل الكتاب

- ‌فصلفيمن يسلم عليه وهو في الصلاة

- ‌فصلقال: ومعنى قول القائل: السلام عليكم فهو قضى الله عليكم بالسلامةمما تكرهون

- ‌فصلفي المكافأة بالصنائع

- ‌فصلفي آداب العيادة

الفصل: ‌فصلفي فضل الجماعة والألفة وكراهية الاختلاف والفرقةوما جاء في إكرام السلطان وتوقيره

العباس نا شريح بن النعمان نا محمد بن طلحة عن ليث قال: قال علي بن أبي طالب: لا يصلح الناس إلا أمير بر أو فاجر. قالوا: يا أمير المؤمنين هذا البر فكيف بالفاجر؟ قال: إن الفاجر يؤمن الله عز وجل به السبل ويجاهد به العدو ويجبي به الفيء وتقام به الحدود ويحج به البيت ويعبد الله فيه المسلم آمنا حتى يأتيه أجله.

7509 -

أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو عمرو بن السماك نا حنبل بن إسحاق نا غسان بن المفضل أبو معاوية العلاني نا عمر بن علي عن سفيان بن حسين قال: قال إياس بن معاوية لا بد للناس من ثلاثة أشياء لا بد لهم من أن تؤمن سبلهم ويختار لحكمهم حتى يعدل الحكم فيهم وأن يقام لهم الثغور التي بينهم وبين عدوهم فإن هذه الأشياء إذا قام بها السلطان احتمل الناس ما سوى ذلك من أثره السلطان وكل ما يكرهون.

7510 -

أخبرنا أبو منصور عبد القاهر بن طاهر الفقيه أنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد البراري نا الحسن بن علي الطوسي نا الزبير بن بكار حدثني مبارك الطبري سمعت أبا عبيد الله الوزير سمعت أبا جعفر أمير المؤمنين المنصور يقول لابنه المهدي أمير المؤمنين يا أبا عبد الله إذا أردت أمرا ففكر فيه فإن فكرة العاقل مرآته تريه حسنه وسيئه يا أبا عبد الله الخليفة لا يصلحه إلا التقوى والسلطان لا يصلحه إلا الطاعة والرعية لا يصلحها إلا العدل وأعظم الناس عفوا أقدرهم على العقوبة وأنقص الناس عقلا من ظلم من هو دونه.

‌فصل

في فضل الجماعة والألفة وكراهية الاختلاف والفرقة

وما جاء في إكرام السلطان وتوقيره

7511 -

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن شجاع الصوفي في جامع المنصور أنا أبو بكر بن الأنباري.

7511 - أخرجه مسلم في الإمارة (59) وأبو داود (4762) وأحمد (4/ 341) والطيالسي (1224) والبيهقي (8/ 168) وابن حبان في الإحسان (4389) والديلمي في الفردوس (3434) والحاكم (2/ 156) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.

ص: 65

وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب قالا نا جعفر بن محمد بن شاكر نا حسين بن محمد المرورذي نا شيبان عن زياد بن علاقة عن عرفجة بن شريح الأشجعي

(*)

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ستكون بعدي هنات وهنات فمن رأيتموه يفرق أمة محمد وهم جميع فاقتلوه كائنا من كان من الناس» .

ليس في رواية الصوفي ذكر الأسلمي وقال عن عرفجة بن شريح فقط أخرجه مسلم في الصحيح من وجه آخر عن شيبان.

7512 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو علي محمد بن أحمد بن محمد بن زيد العدل نا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر بن منيع نا عبد الحميد الحماني عن زياد بن علاقة عن عرفجة الأشجعي

(*)

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ستكون بعدي هنات وهنات فمن رأيتموه فارق الجماعة فكأنما فارق بين أمتي فاقتلوه كائنا من كان فإن يد الله مع الجماعة وإن الشيطان مع مفارقة الجماعة يركض وقال مرة على الجماعة» .

قال شيخنا هكذا حدثناه أسقط بين الحماني وزياد يحيى بن أيوب البجلي الكوفي.

7513 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا محمد بن عبد الله الشافعي نا الحسن بن علويه القطان نا محمد بن الصباح نا أبو يحيى الحماني عن يحيى بن أيوب عن زياد بن علاقة فذكره.

7514 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي وأبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي وأبو علي الروذباري قالوا أنا أبو العباس بن يعقوب الأصم نا أبو عتبة أحمد بن الفرح نا بقية عن معان بن رفاعة حدثني عبد الوهاب بن بخت عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن إخلاص العمل لله ومناصحة أولي الأمر

(*) في الأصل الأسلمي وما أثبتناه من التقريب.

7514 -

أخرجه ابن ماجه (230) و (3056) والدارمي (1/ 7574) وأحمد (3/ 225) و (4/ 80 و 82) و (5/ 183) وإسناده حسن.

ص: 66

ولزوم جماعة المسلمين فإن دعوتهم تحيط من ورائهم».

7515 -

أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنا إسماعيل بن محمد الصفار نا عباس بن عبد الله الترقفي نا محمد بن المبارك نا معاوية بن يحيى أبو مطيع نا بجير بن سعد عن خالد بن معدان عن العرباض بن سارية قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب. قال قائل كأن هذه موعظة مودع فما تأمرنا؟ قال: عليكم بالسمع والطاعة لمن ولاه الله أمركم وإن كان عبدا حبشيا ألا وسيرى من بقي منكم بعدي اختلافا كثيرا فمن أدرك ذاك منكم فعليه بسنتي وسنة الخلفاء المهديين عضوا عليها بالنواجذ إياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة كذا قال.

7516 -

وأخبرنا أبو القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله الحرقي نا حبيب بن الحسن بن داود القزاز املاء نا إبراهيم بن عبد الله بن مسلم البصري نا أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن ثور يعني ابن يزيد عن خالد بن معدان عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي عن العرباض بن سارية أنه قال صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح ثم أقبل علينا بوجهه ووعظنا بموعظة بليغة ذرفت منها الأعين ووجلت منها القلوب. فقال قائل يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا قال:

«أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كان عبدا حبشيا فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة» .

7517 -

أخبرنا أبو القاسم زيد بن أبي هاشم العلوي أنا أبو جعفر بن دحيم نا إبراهيم بن عبد الله أنا وكيع عن الأعمش عن المسيب بن رافع عن ذر عن بشير بن عمرو قال: خرجنا مع ابن مسعود قلنا أوصنا. قال: عليكم بالجماعة فإن الله لن يجمع أمة محمد صلى الله عليه وسلم على ضلالة حتى يستريح بر أو يستراح من فاجر.

7515 - أخرجه أبو داود (4607) والترمذي (2676) وابن ماجه (42) والدارمي (1/ 44) وأحمد (4/ 126 و 127).

7516 -

راجع تعليقنا السابق.

ص: 67

7518 -

أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار نا عياش بن تميم السكري نا داود بن رشيد نا بقية عن صفوان بن عمرو. أخبرني راشد بن سعد حدثني ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«يا ثوبان لا تسكن الكفور فإن ساكن الكفور كساكن القبور» .

7519 -

أخبرنا أبو سعد الماليني أنا أبو أحمد بن عدي نا حنبل بن محمد نا عبد الله بن عبد الجبار الخبايري نا أبو مهدي سعيد بن سنان حدثني راشد بن سعد عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«يا ثوبان لا تسكن الكفور فإن ساكن الكفور كساكن القبور لا تأمرن على عشرة فإن من تأمر على عشرة جاء يوم القيامة مغلول يده إلى عنقه فكه الحق أو أوبقه الظلم» .

7520 -

أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا إسماعيل بن محمد الصفار نا محمد بن إسحاق الصغاني أنا ابن أبي مريم نا داود بن عبد الرحمن عن أبي عبد الله البصري عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«البركة في ثلاثة في الجماعة والثريد والسحور» .

7521 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي نا عيسى بن عبد الله الطيالسي نا محمد بن عمران بن أبي ليلى حدثني ابنأبي ليلى ح.

وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفار نا ابن أبي قماش نا موسى بن إسماعيل الجبلي عن عمران عن محمد بن أبي ليلى عن أبيه عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال: قضم الملح في الجماعة أحب إلي من أكل الفاذلوج في الفرقة.

7520 - قال في المجمع (3/ 151) رواه الطبراني في الكبير (6127) وفيه أبو عبد الله البصري قال الذهبي لا يعرف وبقية رجاله ثقات.

ص: 68

7522 -

أخبرنا أبو محمد الموصلي نا أبو عثمان البصري أنا أبو أحمد الفراء أنا يعلى بن عبيد نا الأعمش ح.

وأخبرنا أبو علي الروذباري أنا أبو العباس عبد الله بن عبد الرحمن بن حماد العسكري ببغداد نا محمد بن عبيد الله بن يزيد نا وهب بن جرير نا شعبة عن الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«انكم سترون بعدي أثرة وأمورا تنكرونها» .

قلنا فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال:

«أعطهم حقهم الذي جعل الله لهم وسلوا الله حقكم» .

وفي رواية يعلى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إنه سيكون أثرة وأمور تنكرونها. قال: فما يصنع من أدرك ذلك منا يا رسول الله؟ قال: أدوا الحق الذي عليكم وسلوا الله الذي لكم» .

7523 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن موسى السني بمرو أنا أبو الموجه محمد بن عمرو أنا عبدان بن عثمان عن أبي حمزة عن قيس بن وهب الهمداني عن أنس بن مالك قال: نهانا كبراؤنا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قال: لا تسبوا امراءكم ولا تغشوهم ولا تعصوهم واتقوا الله واصبروا فإن الأمر إلى قريب.

7524 -

أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنا أبو الحسن السراج نا مطين نا أحمد بن حنبل نا الوليد بن مسلم نا عبد العزيز بن إسماعيل بن عبيد الله أن سليمان بن حبيب حدثهم عن أبي أمامة الباهلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«لينقضن عرى الإسلام عروة عروة فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها فأولهن نقضا الحكم وآخرهن الصلاة» .

7525 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة

7522 - أخرجه البخاري (3603) و (7052) والترمذي (2190) وأحمد (1/ 384 و 387 و 433) والطيالسي 297.

7524 -

أخرجه أحمد (5/ 251) بإسناد حسن من طريق الوليد بن مسلم به.

ص: 69

الشيباني بالكوفة نا إبراهيم ابن إسحاق ابن أبي العنبس القاضي نا جعفر بن عون عن سفيان الثوري عن شبيب بن غرقدة عن المستظل بن حصين قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: قد علمت ورب الكعبة متى يهلك العرب مرارا يقولهن حين يسوس أمورهم من لم يصحب الرسول ولم يعالج أمر الجاهلية.

قال الإمام أحمد رحمه الله: وتفسير هذا فيما

7526 -

أخبرنا أبو ذر محمد بن أبي الحسين بن أبي القاسم المذكر أنا محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى نا الفضل بن محمد البيهقي نا أحمد بن حنبل نا أبو معاوية نا الأعمش عن شقيق قال: قال لي يا أبا سليمان إن أمراءنا هؤلاء ليس عندهم واحدة من اثنتين ليس عندهم تقوى أهل الإسلام ولا أحلام الجاهلية.

7527 -

حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي سمعت علي بن المؤمل سمعت الكديمي سمعت محمد بن عبد الله العتبي يقول: أتى أعرابي واليا فقال له الوالي لتقولن الحق أو لأوجعنك.

فقال: وأنت أيضا فاعمل به فو الله لما وعدك الله به أعظم مما وعدتني به من نفسك.

ص: 70

الحادي والخمسون من شعب الإيمان

وهو باب في الحكم بين الناس

قال الله عز وجل: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللهَ كانَ سَمِيعاً بَصِيراً} [النساء:58].

وقال: {إِنّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النّاسِ بِما أَراكَ اللهُ وَلا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً} [النساء:105] وقال في صفة نفسه «قائما بالقسط» .

وقال: {وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الحجرات:9] وغير ذلك من الآيات التي أمر فيها بالعدل في الحكم والكيل والميزان والشهادة قال:

فوصف جل ثناؤه بالقسط وهو العدل وأمر عباده ووصاهم فيما يتعاملون به بملازمته والانتهاء إلى ما يوجبه آلة العدل الموضوعة بينهم من الكيل والميزان فثبت بهذا كله أن العدل بين الناس في الأحكام وعامة المعاملات من فرائض الدين فأما ما اتصل بغير الحكم فالناس كلهم مأمورون بأن ينصف بعضهم بعضا من نفسه فلا الطالب يطلب ما ليس له ولا المطلوب يمنع ما عليه بعد أن كان قادرا على أن يعفو به وأما ما اتصل منه بالحكم فجملته أن الحاكم لا ينبغي له أن يتبع هواه ولا يتعدى الحق إلى ما سواه كما قال الله عز وجل لداود عليه السلام:

{يا داوُدُ إِنّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ} .

فإن الحاكم ليس رجلا خص من بين الناس فقيل له احكم بما شئت فإن هذا لم يكن لملك مقرب ولا نبي مرسل وإنما ائتمن على حكم الله تعالى جده ليفصل بين عباده ويحمل المختلفين عليه بكل ما قاله بين الخصمين ما ليس يحكم لله عز وجل فهو مردود عليه وهو أسوأ حالا ممن قاله وهو غير حاكم لأنه ائتمن فخان وكذب على الله جل ثناؤه واختيان الأمانة والكذب على الله شقاق والله تعالى يقول:

ص: 71

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ} [الأنفال:

27] ويقول: {وَيَوْمَ الْقِيامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ} [الزمر:60].

قال وينبغي للإمام أن لا يولي الحكم بين الناس إلا من جمع إلى العلم السكينة والتثبت وإلى الفهم الصبر والحلم وكان عدلا أمينا نزها عن المطاعم الدنية ورعا عن المطامع الرديئة شديدا قويا في ذات الله متيقظا متحفظا من سخط الله ليس بالنكس الخوار فلا يهاب ولا المنفطم الجبار فلا ينتاب لكن وسطا خيارا ولا يدع الإمام مع ذلك أن يديم الفحص عن سيرته والتعرف لحاله وطريقته ويقابل منه ما يجب تغييره بعاجل التغيير وما يجب تقريره بأحسن التقرير ويرزقه من بيت المال إن لم يجد من يعمل بغير رزق ما يعلم أنه يكفيه ويقوى فيما ولاه يده ويشد أزره وبسط الكلام فيه أن قال ويتوقى أن يقال في ولايته هذا حكم الله وهذا حكم الديوان فإن هذا من قائله إشراك بالله إذ لا حكم إلا لله قال الله عز وجل:

{أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ} [الأنعام:62] كما قال: {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ} [الأعراف:54] وقال: {وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً} [الكهف:26] إلى غير ذلك من الآيات التي وردت في معناه وقد وردت في تقلد القضاء آثار تزهد فيه بل توجب التحرز والفرار منه وهي محمولة على تعظيم أمر القضاء والدلالة على خطره ورفعة قدره لا على الكراهة له من طريق أن فيه قبحا أو مأثما أو سقاطة وأن من فر منه فلاشفاقه من أن لا يقوم بحقه.

قال الإمام أحمد رحمه الله: فمن علم من نفسه ما لا يمكنه القيام معه بحقه فلا ينبغي له أن يتعرض للشروع فيه، ومن علم من نفسه أنه يصلح له فينبغي له أن يشاور فيه أهل العلم والأمانة ممن خبره وتبطن حاله وأمره على نفسه ليخبروه عن نفسه بما لعله يخفى عليه وبسط الحليمي الكلام فيه وفي غيره وقد ذكرنا ما ورد في كل فصل من فصوله من الأخبار والآثار في كتاب أدب القضاء من كتاب السنن من أراد الوقوف عليه رجع إليه إن شاء الله.

ص: 72

7528 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو العباس القاسم بن القاسم السياري بمرو نا محمد بن موسى بن حاتم نا علي بن الحسن بن شقيق أنا أبو حمزة عن إسماعيل بن قيس عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لا حسد إلا في اثنتين رجل اتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق وآخر آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها» .

أخرجاه في الصحيح من حديث إسماعيل ابن أبي خالد.

7529 -

أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد نا محمد بن الفرج الأزرق نا أبو النضر نا شعبة عن عبد الملك بن ميسرة قال: سمعت كردوس بن قيس وكان قاضي العامة بالكوفة أخبرني رجل من أصحاب بدر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«لأن أقعد في مثل هذا المجلس أحب إلي من أن أعتق أربع رقاب» .

قال شعبة: فقلت لأبي مجلس يعني قال كان قاضيا.

7530 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو عبد الله الصنعاني نا إسحاق بن إبراهيم أنا عبد الرزاق أنا معمر عن موسى بن إبراهيم عن رجل من آل أبي ربيعة أنه بلغه أن أبا بكر حين استخلف قعد في بيته حزينا فدخل عليه عمر فأقبل على عمر يلومه فقال: أنت كلفتني هذا وشكا إليه الحكم بين الناس فقال عمر: أو ما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«إن الوالي إذا اجتهد فأصاب الحق فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد» .

قال: وكأنه سهل على أبي بكر حديث عمر رضي الله عنه.

7531 -

أخبرنا أبو محمد بن يوسف أنا أحمد بن سعيد الاخميمي

7528 - أخرجه البخاري (73) و (1409) و (7141) و (7316) ومسلم (816) والحميدي (99) وابن حبان في الإحسان (90).

7531 -

أخرجه أبو داود (3573) وابن ماجه (2135) والحاكم (4/ 90) والطبراني في الكبير (1154) و (1156) وهو حديث صحيح.

ص: 73

نا موسى بن الحسن نا الحسن بن بشر بن سلم النخعي نا شريك بن عبد الله النخعي عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عن ابن بريدة الأسلمي عن أبيه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«القضاة ثلاثة قاضيان في النار وقاض في الجنة قاض قضى بغير الحق وهو يعلم فذلك في النار وقاض قضى وهو لا يعلم فأهلك حقوق الناس فذلك في النار وقاض قضى بالحق فذلك في الجنة» .

7532 -

أخبرنا عبد الله بن يوسف أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسحاق الفاكهي بمكة أنا أبو يحيى عبد الله بن أحمد بن زكريا نا يحيى بن قزعة نا أبو سليمان داود بن خالد الليثي عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«إن الذي يتولى القضاء فيما بين الناس هو المذبوح بغير سكين» .

قال الإمام أحمد: وهذا يرجع إلى اللذين أشار إليهما في الخبر الأول وأوعدهما بالنار وفي أمثالهما ورد أيضا ما

7533 -

أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد نا أبو غالب ابن ابنة معاوية بن عمرو نا أحمد بن الخليل الشيباني ونا سنة إحدى وأربعين وولد سنة أربع وستين ومائة

(1)

. حدثنا يحيى بن سعيد حدثني مجالد عن عامر عن مسروق عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ما من حاكم يحكم بين الناس إلا حشر يوم القيامة وملك آخذ بقفاه حتى يقف على جهنم ثم يرجع رأسه إلى الله عز وجل فإذا قال: ألقه ألقاه فأهوى أربعين خريفا» .

7534 -

أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو عمرو بن السماك نا حنبل بن إسحاق حدثني أبو عبد الله نا عبد الرزاق عن معمر قال: لما عزلوه شيعته يعني ابن شبرمة فلما انصرف الناس وأفردني وإياه السير نظر إلي فقال لي يا أبا عروة أحمد الله أما إني لم استبدل بقميصي هذا قميصا منذ دخلتها ثم سكت ساعة ثم

(1)

كذا.

ص: 74

قال: يا أبا عروة إنما أقول لك حلالا فأما الحرام فلا سبيل إليه قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل وكان ابن شبرمة ولي قضاء اليمن.

7535 -

أخبرنا أبو الحسين بن الفضل نا أبو الحسين بن ماني نا أحمد بن حازم بن أبي غرزة أنا حسن بن قتيبة نا فائد بن الحسن قال: قال شريح لو أدخلت الهدية خرجت الحكومة من الكوة.

7536 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس الأصم نا سعيد بن عثمان التنوخي نا معاوية بن حفص نا عمرو بن ثابت أبو المقدام عن أبيه قال: قال أبو ذر إن الله عز وجل عند لسان كل حاكم ويد كل قاسم فإذا هو عدل (

)

(1)

عن الله عز وجل وإذا هو جار كثرت الشكاة إلى الله عز وجل فاهدوا الأصوات عن الله عز وجل.

7537 -

أخبرنا أبو علي بن شاذان البغدادي بها أنا عبد الله بن جعفر النحوي نا يعقوب بن سفيان نا أبو بشر عبد الأعلى بن القاسم الهمداني اللؤلؤى نا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن زيد بن عقبة عن سمرة بن جندب قال:

قال عمر رضي الله عنه الرجال ثلاثة والنساء ثلاث فأما النساء فامرأة عفيفة مسلمة لينة ودودة ولودة تعني أهلها على الدهر ولا تعين الدهر على أهلها وقليلا ما تجدها وامرأة دعاء لا تزيد على أن تلد الأولاد والثالثة (

)

(1)

يجعلها الله في عنق من شاء فإذا شاء أن ينزعه نزعه. والرجال ثلاثة رجل عفيف هين لين ذو رأي ومشورة وإذا نزل أمر ائتمن رأيه وصدر الأمور مصادرها ورجل لا رأي له وإذا نزل به أمر أتى ذا الرأي والمشورة فنزل عند رأيه ورجل جائر لا يأتم راشدا ولا يطيع مرشدا.

7538 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا الحسن بن محمد بن إسحاق نا أبو عثمان الحناط نا العباس بن سهل نا ابن أبي فديك عن عمر بن حفص عن أبي عمران الجوني عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من أراد أمرا فشاور فيه وقضى لله هدي لأرشد الأمور. لا أحفظه إلا بهذا الإسناد.

(1)

كلمة غير مقروءة.

(1)

كلمة غير مقروءة.

ص: 75

7539 -

أخبرنا أبو نصر بن قتادة نا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن بالويه الصوفي املاء نا أبو العباس محمد بن محمد بن علي نا أبو جعفر محمد بن نصر البلخي نا إبراهيم بن يوسف البلخي سمعت ابن عيينة وحماد بن زيد يقولان لا تتم الرئاسة للرجال إلا بأربع علم جامع وورع تام وحلم كامل وحسن التدبير فإن لم يكن هذه الأربعة فمائدة منصوبة وكف مبسوطة وبذل مبذول وحسن المعاشرة مع الناس فإن لم يكن هذه الأربع فبضرب السيف وطعن الرمح وشجاعة القلب وتدبير العساكر فإن لم يكن فيه من هذه الخصال شيء فلا ينبغي له أن يطلب الرئاسة.

7540 -

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن الغضائري ببغداد نا أحمد بن سلمان نا الحارث بن محمد وبشر بن موسى قالا نا عفان بن مسلم حدثني عمر بن علي عن عبد الله بن أبي هلال رجل من أهل الجزيرة سمعته منه غير مرة عن ميمون بن مهران قال: قلت لعمر بن عبد العزيز ليلة يا أمير المؤمنين ما بقاؤك على ما أرى أما في [أول] الليل فأنت على حاجات الناس وأما وسط الليل مع جلسائك وأما آخر الليلة فالله أعلم إلى ما تصير. قال: فضرب على كتفي وقال ويحك يا ميمون إني وجدت لقاء الرجال يلقح (

)

(1)

.

7541 -

أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الله اللاسلكي الرئيس بالري أنا أبو الحسن علي بن محمد بن عمر أنا عبد الرحمن بن أبي حاتم نا أبو سعيد الأشج نا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير قال: قال سليمان بن داود لابنه يا بني لا تقطع أمرا حتى تؤامر مرشدا فإنك إذا فعلت ذلك لم تحزن عليه.

7542 -

أخبرنا أبو سعد الماليني أنا أبو أحمد بن عدي نا أحمد بن خالد بن عبد الملك بن مشرح بحران نا عمي الوليد بن عبد الملك بن مشرح نا مخلد يعني ابن يزيد عن عباد بن كثير الرملي عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية: {وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(1)

كلمة غير مقروءة.

ص: 76

«أما إن الله ورسوله غنيان عنهما ولكن جعلها الله رحمة لأمتي فمن شاور منهم لم يعدم رشدا ومن ترك المشورة منهم لم يعدم عناء» .

بعض هذا المتن يروى عن الحسن البصري من قوله وهو مرفوعا غريب.

7543 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال قرأت بخط أبي عمرو المستملي سمعت أحمد بن سعيد الدارمي سمعت النضر بن شميل يقول ما سعد أحد باستغناء رأي ولا هلك امرؤ دعا مشورة.

ص: 77

الثاني والخمسون من شعب الإيمان وهو

باب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

قال الله عز وجل:

{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران 104/].

فأمر في هذه الآية نصا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأثنى في آية أخرى على الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر فقال:

{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [آل عمران 110/].

وقال في الآية التي وصف بها المؤمنون {الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ} .

ووصف قوما لعنهم من بني اسرائيل فذكر أنهم

{لا يَتَناهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ} [المائدة 79/].

أي لم يكن ينهى بعضهم بعضا فروي في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني

7544 -

ما أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنا أبو بكر محمد بن ابراهيم بن الفضل الفحام نا محمد بن يحيى الذهلي نا محمد بن يوسف نا سفيان عن علي بن بذيمة قال: سمعت أبا عبيدة بن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن أول ما وقع النقص في بني اسرائيل كان الرجل يرى أخاه على الذنب فينهاه ثم لا يمنعه منه من الغد أن يكون خليطه وشريبه فضرب الله بقلوب بعضهم على بعض وأنزل فيهم القرآن: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى لِسانِ داوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ» .

7544 - أخرجه ابن ماجه (4006) مرسلا.

وأخرجه أبو داود (4336) والترمذي (3047) وأحمد (1/ 391) مسندا عن ابن مسعود.

ص: 79

إلى قوله: {كَثِيراً مِنْهُمْ فاسِقُونَ} قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئا فجلس قال: كلا والذي نفسي بيده حتى تأخذوا على يدي الظالم وتأطروه على الحق أطرا هكذا رواه سفيان الثوري ورواه يونس بن راشد وشريك عن علي بن بذيمة عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود وقد ذكرنا اسنادهما في كتاب السنن وروي من وجه آخر عن سالم الأفطس عن أبي عبيدة عن عبد الله.

7545 -

كما أخبرناه: أبو الحسن العلوي أنا أبو الفضل بن عبدوس السمسار نا أبو حاتم الرازي نا محمد بن مهران نا عيسى بن يونس عن عبيد الله بن أبي زياد عن سالم بن عجلان الأفطس عن أبي عبيدة عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«هل تدرون فيما

(*)

سخط الله على بني اسرائيل؟»

قالوا الله ورسوله أعلم. قال إن الرجل كان يرى الرجل منهم على معصية فينهاه بعد النهي ثم يلقاه بعد فيصافحه ويواكله ويشاربه كأنه لم يره على معصيته]

(1)

. حتى كثر ذلك فيهم فلما رأى الله عز وجل ذلك منهم ضرب بقلوب بعضهم على بعض ثم لعنهم على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يدي الظالم ولتأطرنه على الحق اطرا أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم يلعنكم كما لعن من قبلكم.

7546 -

أخبرنا: أبو منصور الظفر بن محمد العلوي نا علي بن عبد الرحمن بن ماني الكوفي نا أحمد بن حازم الغفاري نا عبيد الله بن موسى نا سفيان عن الحسن بن عمرو الفقيمي عن محمد بن مسلم عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إذا رأيتم أمتي لا تقول للظالم أنت ظالم فقد تودع منهم» .

(*) في المخطوطة (فيمن) وما أثبتناه من أمالي الشجري (1/ 43).

(1)

زيادة من (ب).

أخرجه أبو داود (4337) وإسناده حسن.

7546 -

أخرجه أحمد (2/ 163 و 190) وإسناده منقطع بين أبي الزبير وعبد الله بن عمرو بن العاص.

ص: 80

محمد بن مسلم هذا هو [أبو]

(1)

الزبير المكي ولم يسمع من عبد الله بن عمرو بن العاص كذا قال يحيى بن معين وغيره وقد روى ابن شهاب عن الحسن بن عمرو عن أبي الزبير عن عمرو بن شعيب [أبيه] عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم.

7547 -

أخبرناه: أبو سعد الماليني أنا أبو أحمد بن عدي نا عمر بن بكار نا محمد بن عبيد الله المنادي نا شبابة نا ابن شهاب فذكره بنحوه. قال أحمد والمعنى في هذا:-

أنهم إذا خافوا على أنفسهم من هذا القول فتركوه كانوا مما هو أشد منه وأعظم من القول والعمل أخوف وكانوا إلى أن يدعوا جهاد المشركين خوفا على أنفسهم وأموالهم أقرب وإذا صاروا كذلك فقد تودع منهم واستوى وجودهم وعدمهم.

7548 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو عبد الله محمد بن يعقوب نا حامد بن أبي حامد المقري نا عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد نا عمرو بن أبي قيس عن عطاء عن محارب بن دثار عن ابن بريدة عن أبيه قال لما قدم جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة لقيه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أخبرني بأعجب شيء رأيته بأرض الحبشة. فقال مرت امرأة على [رأسها] مكتل فيه طعام فمر بها رجل على فرس فأصابها فرمى بها فجعلت أنظر إليها وهي تعيده في مكتلها وهي تقول ويل لك يوم يضع الملك كرسيه فيأخذ للمظلوم من الظالم. فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه فقال كيف تقدم أمة لا يأخذ لضعيفها من شريفها حقه وهو غير متعتع.

7549 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني عبد الله بن سعد نا ابراهيم بن أبي طالب نا خشنام بن سعيد الجلاب نا ابراهيم بن موسى الرازي نا ابن أبي

(1)

في الأصل ابن الزبير المكي والتصويب من مسند أحمد.

7548 -

أخرجه البيهقي (6/ 95).

7549 -

أخرجه ابن ماجه (2426) ولم يقل (من قويها) وقال في الزوائد: (هذا إسناد صحيح رجاله ثقات).

ص: 81

زائدة عن أيوب عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لا قدست أمة لا تأخذ لضعيفها حقه من قويها غير متعتع» .

7550 -

أخبرنا أبو طاهر الفقيه نا أبو بكر محمد بن ابراهيم الفحام نا محمد بن يحيى نا يزيد بن هارون أنا اسماعيل بن أبي خالد (ح).

وأخبرنا أبو علي الروذباري أنا أبو بكر بن داسه نا أبو داود نا عمرو بن عون أنا هشيم عن اسماعيل عن قيس قال: نا أبو بكر رضي الله عنه بعد أن حمد الله وأثنى عليه يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها على غير موضعها {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«ما من يوم يعمل فيه بالمعاصي تقدرون على أن تغيروا ثم لا تغيرون إلا يوشك أن يعمهم الله منه بعقاب» .

لفظ حديث هشيم وفي رواية يزيد أن الناس إذا رأوا [الظالم] لم يأخذوا على يديه أوشكوا أن يعمهم الله بعقاب وقال في أوله قام أبو بكر الصديق فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية وذكر الآية.

7551 -

أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا اسماعيل الصفار نا محمد بن الحسين بن أبي الحسن نا عمر بن حفص نا أبي نا الأعمش نا أبو اسحاق عن ابن «حزم عن أبي بكر قال إذا عمل قوم بالمعاصي بين ظهراني قوم هم أعز منهم فلم يغيروا عليهم أنزل الله عليهم البلاء ثم لم ينزعه منهم.

7552 -

وأخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو جعفر الرزاز نا محمد بن عبيد الله بن يزيد نا شبابة بن سوار نا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية قال كان بين رجلين عند عبد الله بن مسعود بعض ما يكون بين الناس حتى قام كل واحد منهما إلى صاحبه.

7550 - أخرجه أبو داود (4338) والترمذي (2168) و (3057) وابن ماجه (4005) وأحمد (1/ 2 و 5 و 7 و 9) ولم يقل أحمد (إن الناس إذا رأوا الظالم) وقال إذا رأوا المنكر وقال أبو عيسى في الموضع الأول هذا حديث صحيح وفي الثاني: هذا حديث حسن صحيح.

ص: 82

قال فقال رجل عند ابن مسعود لو قمت إلى هذين فأمرتهما أو نهيتهما.

فقال رجل إلى جنبه عليك بنفسك فإن الله يقول:

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} .

قال فسمع ذلك ابن مسعود وقال لم تجئ بتأويل هذه الآية بعد أن القرآن نزل على النبي صلى الله عليه وسلم ومنه آي مضى تأويلهن يعني قبل أن ينزل ومنه آي وقع تأويلهن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنه آي وقع تأويلهن بعد النبي صلى الله عليه وسلم بسنين ومنه آي يقع تأويلهن يعني بعد اليوم ومنه آي يقع تأويلهن عند الساعة وما ذكر عند الساعة ومنه آي يقع تأويلهن يوم القيامة والجنة والنار والحساب والميزان ما دامت قلوبكم واحدة وأهواؤكم واحدة لم يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض فأمروا وانهوا فإذا اختلفت قلوبكم وأهواؤكم ولبسكم شيعا وأذاق بعضكم بأس بعض بعد ذلك جاء تأويل هذه الآية فامرو

(1)

نفسه.

7553 -

أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنا أبو بكر الفحام نا محمد بن يحيى نا محمد بن يوسف الفريابي نا صدقة بن زيد الخراساني عن عتبة بن أبي حكيم عن أبي أمية الشعباني قال سألت أبا ثعلبة الخشني عن هذه الآية {لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} كيف نصنع فيها.

فقال أبو ثعلبة والله لقد سألت عنها خبيرا سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة واعجاب كل ذي رأي برأيه ورأيت أمرا [لا يدان لك به] فعليك بالخواص.

قال الفريابي أراه. قال وإياك والعوام فإن من ورائكم أياما الصبر فيهن مثل القبض على الجمر وللعامل فيهن أجر خمسين رجلا يعملون بمثل عمله.

7554 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب أنا العباس بن الوليد أنا محمد بن شعيب قال أتيت أبا ثعلبة [الخشني] فذكره بنحوه

(1)

هكذا بالأصل.

7553 -

أخرجه أبو داود (4341) والترمذي (3058) وابن ماجه (4014) وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب.

ص: 83

غير أنه قال فعليك بنفسك ودع أمر العامة.

7555 -

أخبرنا أبو علي الروذباري أنا الحسين بن الحسن بن أيوب أنا أبو حاتم الرازي نا الحكم بن موسى نا الهيثم بن جميل عن حفص بن غيلان عن مكحول عن أنس بن مالك قيل يا رسول الله متى نترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ قال: إذا ظهر فيكم ما ظهر في بني اسرائيل قبلكم قالوا وما ذاك يا رسول الله؟ قال: إذا ظهر الادهان في خياركم والفاحشة في شراركم والفقه في رذالكم.

7556 -

أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو عمرو بن السماك أنا أبو الأحوص القاضي نا ابن عابد نا الهيثم فذكره باسناده وزاد فيه وتحول الملك في صغاركم والفقه في رذالكم.

7557 -

أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنا أبو بكر الفحام نا محمد بن يحيى نا وهب بن جرير عن شعبة عن سماك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم:

«قال إنكم مصيبون ومنصورون ومفتوح لكم فمن أدرك ذلك فليتق الله وليأمر بالمعروف ولينه عن المنكر ومن كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» .

7558 -

أخبرنا أبو علي الروذباري أنا الحسين بن الحسن بن أيوب أنا أبو حاتم الرازي نا داود الحضري نا عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن أبي عمرو عن عبد الله بن عبد الرحمن عن حذيفة بن اليمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجيب لكم» .

قال الإمام أحمد رحمه الله: فثبت بالكتاب والسنة وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ثم إن الله تعالى جعل الأمر بالمعروف والنهي عن

7557 - أخرجه بتمامه ومختصرا البيهقي (3/ 180) و (10/ 94) والطيالسي (337) والقضاعي في مسند الشهاب (561) وابن حبان في الإحسان (4784).

7558 -

أخرجه البيهقي (10/ 93) من حديث حذيفة بن اليمان.

ص: 84

المنكر فرق ما بين المؤمنين والمؤمنات لأنه قال:

{الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ} [التوبة:67].

وقال: {الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [التوبة:71].

فثبت بذلك أن أخص أوصاف المؤمنين وأقواها دلالة على صحة عقدهم وسلامة سريرتهم هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ثم إن ذلك ليس يليق بكل أحد وإنما هو من الفروض التي ينبغي أن يقوم بها سلطان المسلمين إذا كانت إقامة الحدود إليه والتعزيز موكولا إلى رأيه فينصب في كل بلد وفي كل قرية رجلا صالحا قويا عالما أمينا ويأمره بمراعاة الأحوال التي تجري فلا يرى ولا يسمع منكرا إلا غيره ولا يبقى معروفا محتاجا إلى الأمر به إلا أمره وكلما وجب على فاسق حدا أقامه ولم يعطله فالذي شرعه أعلم بطريق سياستهم.

قال: وكل من كان من علماء المسلمين الذين يجمعون بين فضل العلم وصلاح العمل فعليه أن يدعو إلى المعروف ويزجر عن المنكر بمقدار طاقته فإن كان تعليق ابطال المنكر ورفعه وردع المتعاطي له عن فعله وإن كان لا يطيق ذلك بنفسه ويطيقه بمن يستغني عن فعله إلا ما كان طريقه طريق الحدود والعقوبة فإن ذلك إلى السلطان دون غيره وإن كان لا يطيق إلا القول. قال وإن لم يطق إلا الإنكار بالقلب انكر والأمر بالمعروف في مثل النهي عن المنكر إن اسمع العالم المصلح لا يدعو إليه ويأمر به فعل وإن لم يقدر إلا على القول قال وإن لم يقدر إلا على الإرادة بقلبه أراده وتمنى على الله عز وجل فلعله أن يشفعه به.

7559 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا إبراهيم بن مرزوق نا سعيد بن عامر نا شعبة عن قيس بن مسلم عن طارق بن

7559 - أخرجه مسلم (49) وأبو داود (1140) و (4340) والترمذي (2172) والنسائي (8/ 111) وابن ماجه (1275) و (4013) وأحمد (3/ 10 و 20) والبيهقي (6/ 95) و (10/ 90) والطيالسي (2196) وابن حبان في الإحسان (306) و (307).

ص: 85

شهاب أن مروان خطب يوم العيد قبل الصلاة فقام إليه رجل فقال إنما الصلاة قبل الخطبة. قال ترك ذلك يا أبا فلان فقال أبو سعيد أما هذا فقد قضى ما عليه ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من رأى منكم منكرا فلينكر بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان» .

أخرجه مسلم في الصحيح من حديث شعبة.

7560 -

وروينا عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«ما من نبي بعثه الله في أمته إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ثم إنها يخلف خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يقولون ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل.

7561 -

أخبرناه أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو بكر بن عبد الله أنا الحسن بن سفيان نا عمرو بن محمد الناقد نا يعقوب بن إبراهيم بن سعد نا أبي عن صالح بن كيسان عن الحارث عن جعفر بن عبد الله بن الحكم عن عبد الرحمن بن المسور عن أبي رافع عن ابن مسعود بهذا الحديث. رواه مسلم عن عمرو الناقد وغيره.

قال الإمام أحمد رحمه الله: وهذا لا يخالف ما روينا في حديث الإيمان أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق لأن الأدنى غير الأضعف فإن للادنى اسم لما يتباعد من معان القرب وإن كان مرجعه في المبنى إليها والأضعف اسم لما يظهر وجه القربة فيه ويخلص له ولكن يكون من نوعه ما هو أقوى وأبلغ منه وبسط الكلام في شرحه.

7562 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو عبد الله الصنعاني نا اسحاق بن

7560 - أخرجه مسلم (50) وأحمد (1/ 458 و 461) والبيهقي (10/ 90) مطولا ومختصرا.

7562 -

أخرجه البخاري (3267) و (7098) ومسلم (2989) وأحمد (5/ 205 و 206 و 207 و 209) من حديث أسامة بن زيد مرفوعا.

ص: 86

ابراهيم أنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن السائب بن يزيد أن رجلا قال لعمر بن الخطاب لأن أخاف في الله لومة لائم خير لي أم أقبل على نفسي؟

فقال: أما من ولي من أمر المسلمين شيئا فلا يخاف في الله لومة لائم ومن كان خلوا فليقبل على نفسه ولينصح لولي أمره.

قال الحليمي رحمه الله: ينبغي أن يكون الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر مميزا برفق في موضع الرفق ويعنف في موضع العنف ويكلم كل طبقة من الناس بما يعلم يليق بهم وأنجع فيهم وأن يكون غير محابي ولا مراهن وأن يصلح نفسه أولا ويقومها ثم يقبل على اصلاح غيره وتقويمه. قال الله عز وجل:

{أَتَأْمُرُونَ النّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ} [البقرة:44].

7563 -

أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا الحسين بن صفوان نا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا حدثني أبو جعفر الصيرفي نا عبد الرحمن بن مهدي قال سمعت محمد بن النضر الحارثي فجال في نفسي منه شيء فحدثني مفضل بن يونس عن محمد بن النضر قال: ذكر رجل عند الربيع بن خيثم فقال ما أنا عن نفسي براض فأتفرغ منها إلى ذم غيرها إن العباد خافوا الله على ذنوب غيرهم وأمنوه على ذنوب أنفسهم.

7564 -

قال ونا عبد الله حدثني محمد بن الحسين عن زكريا بن أبي خالد قال رجل تعبدت ببيت شعر سمعته:

لنفسي أبكي لست أبكي لغيرها

لنفسي في نفسي عن الله شاغل

7565 -

قال ونا عبد الله حدثني العباس بن جعفر نا هاشم بن الوليد سمعت الفضيل بن عياض عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين قال: التقي عن ذكر الخاطئين مشغول.

7566 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا الحسن بن محمد بن اسحاق نا أبو عثمان الحناط نا يعقوب بن شيبة نا يزيد بن هارون أنا المسعودي عن عون بن عبد الله قال إذا أزرى أحدكم على نفسه فلا يقولن ما فيّ خير فإن فينا التوحيد

ص: 87

ولكن ليقل قد خشيت أن يهلكني ما في من الشر وما أحسب أحدا يفرغ لعيب الناس إلا عن غفلة غفلها من نفسه ولو اهتم لعيب نفسه ما تفرغ لعيب أحد ولا لذمه.

7567 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا الحسن نا أبو عثمان نا أحمد بن أبي الحواري سمعت عوام بن سميع قال: كان سليمان الخواص يمر باللحام يأخذ منه لقط له فإذا هو يكلم امرأة. قال تقول له يا سليمان من أجل قط نمسك عن الكلام فجاء إلى منزله فأخرج القط فطردها ثم صار من الغد إلى اللحام فوعظه.

قال الحليمي رحمه الله: والسلطان الذي يتعاطى الفواحش يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر لأن السلطنة هي هذا فلو انقبضت يده عنه لم يكن سلطانا وليس من دونه في هذا مثله لأن القيام بهذا الأمر إنما يصبر له عند امساك السلطان عنه لعلمه وصلاحه فإذا اختل صلاحه فقد صار مستحقا للتغيير عليه فلا يكون مع ذلك مغيرا على غيره.

7568 -

أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الفخام نا محمد بن يحيى نا يعلى بن عبيد نا الأعمش عن شقيق قال: قيل لأسامة بن زيد ألا تكلم فلانا. قال والله لا أقول لرجل إنك خير الناس وإن كان عليّ أميرا بعد أن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتنزلق أقتابه فيدور بها في النار كما يدور الحمار برحاه فتطيف به أهل النار فيقولون يا فلان ما لك ما أصابك ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر. قال كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه.

أخرجاه في الصحيح من حديث الأعمش.

7569 -

حدثنا أبو سعد الزاهد أنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن صبيح نا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن (

)

(1)

نا الحجاج بن قتيبة نا بشر بن الحسين نا الزبير بن عدي عن الضحاك عن ابن عباس قال: جاء رجل فقال يا ابن عباس إني أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر. قال أو بلغت؟ قال

(1)

اسم غير واضح بالأصل.

ص: 88

أرجو. قال: فإن لم تخش أن تفتضح بثلاثة أحرف في كتاب الله عز وجل فافعل. قال: وما هن؟ قال: قوله عز وجل:

{أَتَأْمُرُونَ النّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ} [البقرة:44].

أحكمت هذه الآية؟ قال: لا. قال: فالحرف الثاني. قال قوله عز وجل:

{لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ} [الصف:2 - 3].

احكمت هذه الآية؟ قال: لا. قال: فالحرف الثالث. قال قول العبد الصالح شعيب عليه السلام:

{ما أُرِيدُ أَنْ أُخالِفَكُمْ إِلى ما أَنْهاكُمْ عَنْهُ} [هود:88].

احكمت هذه الآية؟ قال: لا. قال فابدأ بنفسك.

7570 -

أخبرنا: أبو طاهر الفقيه أنا أبو بكر الفحام نا محمد بن يحيى نا محمد بن عبيد نا طلحة عن عطاء قال سمعت أبا هريرة يقول: قلنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله لئن لم تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر حتى لا يبقى من المعروف شيئا-1 - إلا عملنا به ولا يبقى من المنكر شيئا إلا انتهينا عنه لا نأمر إذا بمعروف ولا ننهى عن منكر.

فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«مروا بالمعروف وإن لم تعملوا به كله وانهوا عن المنكر وإن لم تنتهوا عنه كله.

قال الإمام أحمد: طلحة بن عمرو المكي ضعيف في الحديث فإن صح هذا لا يخالف ما مضى فإنه فيمن يكون الغالب عليه الطاعة وتكون المعصية منه نادرة ثم يتداركها بالتوبة والأول فيمن يكون الغالب عليه المعصية وتكون الطاعة منه نادره والله أعلم.

7570 - قال في المجمع (7/ 277): (رواه الطبراني في الصغير والأوسط من طريق عبد السّلام بن عبد القدوس بن حبيب عن أبيه وهما ضعيفان).

ص: 89

7571 -

أخبرنا أبو بكر بن فورك أنا عبد الله بن جعفر نا يونس بن حبيب نا أبو داود نا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن رجل عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يحقرن أحدكم نفسه أن يرى أمر الله عليه فيه.

فقال فلا يقول به فيلقى الله عز وجل وقد أضاع ذلك فيقول ما منعك؟ فيقول خشية الناس. فيقول فإياي كنت أحق أن تخشى.

قال الإمام أحمد رحمه الله: وهذا فيمن يتركه خشبة ملامة الناس وهو قادر على القيام به.

7572 -

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي طاهر الدقاق ببغداد نا أحمد بن سلمان الفقيه نا عبد الملك بن محمد نا عبد الصمد بن عبد الوارث نا شعبة عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لا يمنعن أحدكم مهابة أن يتكلم بحق إذا علمه» .

قال أبو سعيد فما زال بنا البلاء حتى قصرنا وإنا لنبلغ في السر.

قال شعبة وحدثني أبو مسلمة عن أبي نضرة عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم.

7573 -

أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا أبو جعفر الرزاز نا يحيى بن جعفر أنا علي بن عاصم أنا الحريري وأبو مسلمة سعيد بن يزيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لا يمنعن أحدكم أن يقول في الحق إذا رآه وعلمه» .

قال أبو سعيد حملني هذا الحديث أن ركبت إلى معاوية ووعظته ثم أقبلت.

7574 -

أخبرنا: أبو عبد الله الحافظ أنا أبو بكر محمد بن عبد الله

7571 - أخرجه أحمد (3/ 30 و 47 و 73 و 91) وأخرجه ابن ماجه (4008) وقال في الزوائد إسناده صحيح رجاله ثقات.

7572 -

أخرجه الترمذي (2191) وابن ماجه (4007) وأحمد (3/ 5 و 19 و 53 و 71) وقال أبو عيسى وهذا حديث حسن صحيح.

7574 -

أخرجه أحمد (3/ 29) وابن ماجه (4017) من حديث أبي سعيد مرفوعا وقال في الزوائد: إسناده صحيح رجاله ثقات.

ص: 90