الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1318 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عمر قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين الْقزْوِينِي
قدم دمشق من بِلَاده هُوَ وَأَخُوهُ قَاضِي الْقُضَاة إِمَام الدّين وَأعَاد بِالْمَدْرَسَةِ البادرائية ثمَّ نَاب فِي الْقَضَاء بِدِمَشْق عَن أَخِيه ثمَّ عَن قَاضِي الْقُضَاة نجم الدّين بن صصرى ثمَّ ولي خطابة دمشق ثمَّ ضاء الْقُضَاة بهَا ثمَّ انْتقل إِلَى قَضَاء الْقُضَاة بالديار المصرية لما أضرّ القَاضِي بدر الدّين بن جمَاعَة فَأَقَامَ بهَا مُدَّة ثمَّ صرف عَنْهَا وأعيد إِلَى قَضَاء الشَّام
وَكَانَ رجلا فَاضلا متفننا لَهُ مَكَارِم وسؤدد
وَكَانَ يذكر أَنه من نسل أبي دلف الْعجلِيّ
وَهُوَ مُصَنف كتاب التَّلْخِيص فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَكتاب الْإِيضَاح فِيهِ
ذكره الشَّيْخ جمال الدّين بن نباتة فِي سجع المطوق فَقَالَ الإِمَام الْمُقدم على التَّحْقِيق والغمام المنشئ فِي مروج مهارقه كل روض أنيق وَالسَّابِق لغايات
الْعُلُوم الَّذِي خلي لَهُ نَحْوهَا عَن الطَّرِيق والبازي المطل على دقائقها الَّذِي اعْترف لَهُ بالتقصير ذَوُو التحليق وَالْهَادِي لمذاهب السّنة الَّذِي يشْهد الْبَحْث أَن بَحر فكره عميق والحبر الَّذِي لَا تَدعِي نفحات ذكره الزهر وَالصَّحِيح أَنَّهَا أعطر من الْمسك الفتيق ناهيك بِهِ من رجل على حِين فَتْرَة من الهمم وظلمة من الدَّهْر لَا كالظلم أطلعه الشرق كوكبا مَلأ نوره الملا لَا بل بَدْرًا لَا يغتر بأشعة تواضعه الأعلون فَيَشْرَئِبُّونَ إِلَى لَا بل صبحا يحمد لَدَيْهِ الطَّالِب سراه لَا بل شمسا يتَمَثَّل فِي شخصه عُلَمَاء الدَّهْر الغابر فَكَانَ مرْآة مرآه
وَذكره القَاضِي شهَاب الدّين ابْن فضل الله فِي كِتَابه مسالك الْأَبْصَار فَقَالَ من ولد أبي دلف وَمن مدد ذَلِك السّلف ولي أَبوهُ وَأَخُوهُ وشبهت النظراء وَلم يؤاخوه ولي الخطابة وشآفنها ورقى أَعْوَاد المنابر وهز غصنها وَكَانَ
صدر المحافل إِذا عقدت وصيرفي الْمسَائِل إِذا انتقدت وَكَانَ طلق الْيَدَيْنِ وطرق الْكَرم وَإِن كَانَ بِالدّينِ
انْتهى
توفّي القَاضِي جلال الدّين بِدِمَشْق فِي سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة
وَفِيه يَقُول القَاضِي صَلَاح الدّين خَلِيل بن أيبك الصَّفَدِي وَكيل بَيت المَال وَإِمَام الْأَدَب فِي هَذَا الْعَصْر من قصيدة امتدحه بهَا
(هَذَا الإِمَام الَّذِي ترْضى حكومته
…
خلاف مَا قَالَه النَّحْوِيّ فِي الصُّحُف)
(حبر مَتى جال فِي بحث وجاد فَلَا
…
تسْأَل عَن الْبَحْر والهطالة الوطف)
(لَهُ على كل قَول بَات ينصره
…
وَجه يصان عَن التَّكْلِيف بالكلف)
(قد ذب عَن مِلَّة الْإِسْلَام ذب فَتى
…
يحمي الْحمى بالعوالي السمر والرعف)
(وَمذهب السّنة الغراء قَالَ بِهِ
…
وثقف الْحق من حيف وَمن جنف)
(يَأْتِي بِكُل دَلِيل قد حكى جبلا
…
فَلَيْسَ ينسفه مَا مغلط النَّسَفِيّ)
(وَقد شفى العي لما بَات منتصرا
…
للشَّافِعِيّ برغم الْمَذْهَب الْحَنَفِيّ)
(يحيي دروس ابْن إِدْرِيس مباحثه
…
فحبذا خلف مِنْهُ عَن السّلف)
(فَمَا أرى ابْن سُرَيج إِن يناظره
…
من خيل ميدانه فليمض أَو يقف)
(وَلَو أَتَى مزني الْفِقْه أغرقه
…
وَلم يعد قَطْرَة فِي سحبه الذرف)
(وَقد أَقَامَ شعرًا الْأَشْعَرِيّ فَمَا
…
يشك يَوْمًا وَلَا يشكو من الزيف)
(وَلَيْسَ للسيف حد يَسْتَقِيم بِهِ
…
وَلَو تصدى لَهُ أَلْقَاهُ فِي التّلف)
(والكاتبي غَدا فِي عينه سقم
…
إِذا رَاح ينظر من طرف إِلَيْهِ خَفِي)
(من معشر فَخْرهمْ أبقاه شَاعِرهمْ
…
فِي قَوْله إِنَّمَا الدُّنْيَا أَبُو دلف)
أفتى القَاضِي جلال الدّين وَهُوَ خطيب دمشق فِي رجل فرض على نَفسه لوَلَده فرضا معينا فِي كل شهر وَأذن لأمه حاضنته فِي الْإِنْفَاق والاستدانة وَالرُّجُوع عَلَيْهِ فَفعلت ذَلِك وَمَات الْآذِن بِأَن لَهَا الرُّجُوع فِي تركته
وَتوقف فِيهِ الشَّيْخ برهَان الدّين بن الفركاح لقَوْل الْأَصْحَاب إِن نَفَقَة الْقَرِيب لَا تصير دينا إِلَّا بقرض القَاضِي أَو إِذْنه فِي الاستقراض فَإِن ذَلِك يَقْتَضِي عدم الرُّجُوع وَقَوْلهمْ لَو قَالَ أطْعم هَذَا الجائع وَعلي ضَمَانه اسْتحق عَلَيْهِ وَلَو قَالَ أعتق عَبدك وَعلي ألف اسْتحق يَقْتَضِي الرُّجُوع
قلت الْأَرْجَح مَا أفتى بِهِ القَاضِي جلال الدّين من الرُّجُوع