الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(أشفى أسى أعيا الأساة دواؤه
…
وشفاه يحصل بارتشاف شفاهك)
(فصليه واغتنمي بَقَاء حَيَاته
…
لَا تقطعيه جَفا بِحَق إلاهك)
1331 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد ابْن يحيى بن سيد النَّاس
الْحَافِظ الأديب فتح الدّين أَبُو الْفَتْح بن الْفَقِيه أبي عَمْرو بن الْحَافِظ أبي بكر الْيَعْمرِي الأندلسي الأشبيلي ثمَّ الْمصْرِيّ
أجَاز لَهُ النجيب الْحَرَّانِي وَحضر على الشَّيْخ شمس الدّين بن الْعِمَاد الْحَنْبَلِيّ
وَسمع من قطب الدّين بن الْقُسْطَلَانِيّ وَمن غَازِي الحلاوي وَابْن خطيب المزة وَخلق
قَالَ شَيخنَا الذَّهَبِيّ كَانَ صَدُوقًا فِي الحَدِيث حجَّة فِيمَا يَنْقُلهُ لَهُ بصر نَافِذ بالفن وخبرة بِالرِّجَالِ وطبقاتهم وَمَعْرِفَة بالاختلاف
وَقَالَ الشَّيْخ علم الدّين البرزالي كَانَ أحد الْأَعْيَان معرفَة وإتقانا وحفظا وضبطا للْحَدِيث وتفهما فِي علله وَأَسَانِيده عَالما بصحيحه وسقيمه مستحضرا للسيرة لَهُ حَظّ وافر من الْعَرَبيَّة وَله الشّعْر الرَّائِق والنثر الْفَائِق
وَقَالَ ابْن فضل الله فِي مسالك الْأَبْصَار أحد أَعْلَام الْحفاظ وَإِمَّا أهل الحَدِيث الواقفين فِيهِ بعكاظ الْبَحْر المكثار والحبر فِي نقل الْآثَار وَله أدب أسلس قيادا من الْغَمَام بأيدي الرِّيَاح وَأسلم مرَادا من الشَّمْس فِي ضمير الصَّباح
وَقَالَ الشَّيْخ صَلَاح الدّين الصَّفَدِي كَانَ حَافِظًا بارعا متوعلا هضبات الْأَدَب عَارِفًا متفننا بليغا فِي إنشائه ناظما ناثرا مترسلا لم يضم الزَّمَان مثله فِي أحشائه خطه أبهج من حدائق الأزهار وآنق من صفحات الخدود الْمُطَرز وردهَا بآس العذار
قلت مولده فِي ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى وَسبعين وسِتمِائَة
وَكَانَ من بَيت رياسة وَعلم ولجده مُصَنف فِي منع بيع أُمَّهَات الْأَوْلَاد فِي مُجَلد ضخم يدل على علم عَظِيم
وصنف الشَّيْخ فتح الدّين كتابا فِي الْمَغَازِي وَالسير سَمَّاهُ عُيُون الْأَثر أحسن فِيهِ مَا شَاءَ
وَشرح من التِّرْمِذِيّ قِطْعَة وَله تصانيف أخر ونظم كثير
وَلما شغرت مشيخة الحَدِيث بالظاهرية بِالْقَاهِرَةِ وَليهَا الشَّيْخ الْوَالِد ودرس بهَا فسعى فِيهَا الشَّيْخ فتح الدّين وساعده نَائِب السلطنة إِذْ ذَاك ثمَّ لم يتجاسروا على الشَّيْخ فَأرْسل الشَّيْخ فتح الدّين إِلَى الشَّيْخ يَقُول لَهُ أَنْت تصلح لكل منصب فِي كل علم وَأَنا إِن لم يحصل لي تدريس حَدِيث فَفِي أَي علم يحصل لي التدريس فرق عَلَيْهِ الْوَالِد وَتركهَا لَهُ فاستمر بهَا إِلَى أَن مَاتَ فِي حادي عشر شعْبَان سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة
وَمن شعره
(يَا كاتم الشوق إِن الدمع مبديه
…
حَتَّى يُعِيد زمَان الْوَصْل مبديه)
(أصبو إِلَى البان بَانَتْ عَنهُ هاجرتي
…
تعللا بليالي وَصلهَا فِيهِ)
(عصر مضى وجلابيب الصِّبَا قشب
…
لم يبْق من طيبه إِلَّا تمنيه)
(لَو دَامَ عهد اللوى لم تلو ماطلتي
…
دينا تقضى زماني فِي تقاضيه)
وَمِنْه
(عهدي بِهِ والبين لَيْسَ يروعه
…
صب براه نحوله ودموعه)
(لَا تَطْلُبُوا فِي الْحبّ ثأر متيم
…
فالموت من شرع الغرام شُرُوعه)
(عَن سَاكن الْوَادي سقته مدامعي
…
حدث حَدِيثا طَابَ لي مسموعه)
(أفدي الَّذِي عنت البدور لوجهه
…
إِذْ حل معنى الْحسن فِيهِ جَمِيعه)
(الْبَدْر من كلف بِهِ كلب بِهِ
…
والغصن من عطف عَلَيْهِ خضوعه)
(لله معسول المراشف واللمى
…
حُلْو الحَدِيث ظريفه مطبوعه)
(دارت رحيق سلافه فلنا بهَا
…
سكر يجل عَن المدام صَنِيعه)
(يجني فأضمر عَتبه فَإِذا بدا
…
فجماله مِمَّا جناه شفيعه)
وَمِنْه
(قضى وَلم يقْض من أحبابه أربا
…
صب إِذا مر خفاق النسيم صبا)
(رَاض بِمَا صنعت أَيدي الغرام بِهِ
…
فحسبه الْحبّ مَا أعْطى وَمَا سلبا)
(مَا مَاتَ من مَاتَ فِي أحبابه كلفا
…
وَلَا قضى بل قضى الْحق الَّذِي وجبا)
(فالسحب تبكيه بل تسقيه هامية
…
وَكَيف تبْكي محبا نَالَ مَا طلبا)
(والغصن نشوان يثنيه الغرام بِهِ
…
كَأَنَّهُ منحميا وجده شربا)
(وطوقت جيدها الورقاء واختضبت
…
لَهُ وغنت على أعوادها طَربا)
(ومالت الدوحة الْغناء راقصة
…
تصبو وتنثر من أوراقها ذَهَبا)
(وَالرَّوْض حمل أنفاس النسيم شذا
…
أزهاره راجيا من قربه سَببا)
(فرقاه الْورْد فاستغى بِهِ وثنى
…
عطفا عَلَيْهِ وَمن رَجَعَ الْجَواب أَبى)
(ففارقت روضها الأزهار واتخذت
…
نَحْو الرَّسُول سَبِيلا وابتغت سربا)
مِنْهَا
(لَو لم يكن بابلي الرِّيق مبسمه
…
لما اكتسى ثغره من دره حببا)
(للأقحوانة مِمَّا فِيهِ منظرها
…
وَلم تنَلْ مثله عرفا وَلَا ضربا)
(والبرق يخْفق لما شام بارقه
…
فالمزن تبْكي لَهُ إِذْ أعوز الشنبا)
(من لي وللكبد الحرى وللمقلة العبرى
…
استهلت وسحت دمعها سحبا)
(وَمن لمضنى إِذا لج السقام بِهِ
…
وَالْحب لم يلق إِلَّا روحه سلبا)