المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌الطَّبَقَة السَّابِعَة

- ‌1291 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف بن شرف القَاضِي جمال الدّين الديباجي الملوي الْمَعْرُوف بالمنفلوطي

- ‌1292 - أَحْمد بن الْحسن بن عَليّ بن خَليفَة الْحُسَيْنِي الأنجي

- ‌1293 - أَحْمد بن الْحسن الجاربردي

- ‌1294 - أَحْمد بن عبد الله بن الشَّيْخ شهَاب الدّين البعلبكي

- ‌1295 - أَحْمد بن عمر بن أَحْمد بن أَحْمد بن النشائي الشَّيْخ كَمَال الدّين

- ‌1296 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَالم بن أبي الْمَوَاهِب بن صصرى

- ‌1297 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن عَطاء الله الشَّيْخ تَاج الدّين أَبُو الْفضل

- ‌1298 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُرْتَفع بن صارم بن الرّفْعَة

- ‌1299 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن قيس

- ‌وَمن الْفَوَائِد عَنهُ

- ‌1300 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الحزم مكي بن ياسين أَبُو الْعَبَّاس الشَّيْخ نجم الدّين الْقَمُولِيّ

- ‌1301 - أَحْمد بن المظفر بن أبي مُحَمَّد بن المظفر بن بدر ابْن الْحسن بن مفرج بن بكار النابلسي

- ‌1302 - أَحْمد بن يحيى بن إِسْمَاعِيل الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن جهبل الْكلابِي الْحلَبِي الأَصْل

- ‌الْفَصْل الثَّانِي

- ‌1303 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن حيدرة شَيخنَا فِي صَحِيح مُسلم القَاضِي شمس الدّين أَبُو الْمَعَالِي ابْن القماح

- ‌1304 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْمُؤمن الشَّيْخ شمس الدّين بن اللبان

- ‌وَمن الْفَوَائِد وَالْملح عَنهُ والأشعار

- ‌1305 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن إِبْرَاهِيم بن عَدْلَانِ بن مَحْمُود بن لَاحق ابْن دَاوُد الْكِنَانِي الشَّيْخ الإِمَام شمس الدّين

- ‌وَمن الْفَوَائِد عَنهُ

- ‌1306 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن قايماز

- ‌وَمن الْفَوَائِد عَنهُ

- ‌1307 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الْكَافِي بن عَليّ بن تَمام السُّبْكِيّ الْوَلَد الْعَزِيز تَقِيّ الدّين أَبُو حَاتِم

- ‌1308 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عِيسَى بن رضوَان القليوبي القَاضِي فتح الدّين بن كَمَال الدّين بن ضِيَاء الدّين

- ‌1309 - مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم السّلمِيّ القَاضِي تَاج الدّين الْمَنَاوِيّ

- ‌1310 - مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن مُحَمَّد بن المرتضى الشَّيْخ عماد الدّين البلبيسي

- ‌فَائِدَة فِي السِّوَاك

- ‌1311 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سعد الله بن جمَاعَة بن عَليّ بن جمَاعَة ابْن حَازِم بن صَخْر شَيخنَا قَاضِي الْقُضَاة بدر الدّين أَبُو عبد الله الْكِنَانِي الْحَمَوِيّ

- ‌1312 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف بن حَامِد الشَّيْخ تَاج الدّين المراكشي

- ‌1313 - مُحَمَّد بن عبد الْحَاكِم بن عبد الرَّزَّاق البلفيائي

- ‌1314 - مُحَمَّد بن عبد الله بن الْمجد إِبْرَاهِيم المرشدي

- ‌1315 - مُحَمَّد بن دَاوُد بن الْحسن التبريزي السَّيِّد صدر الدّين بن قطب الدّين

- ‌1316 - مُحَمَّد بن خلف بن كَامِل القَاضِي شمس الدّين الْغَزِّي

- ‌1317 - مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر

- ‌1318 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عمر قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين الْقزْوِينِي

- ‌1319 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد الشَّيْخ صفي الدّين الْهِنْدِيّ الأرموي

- ‌1320 - مُحَمَّد بن عبد الصَّمد بن عبد الْقَادِر بن صَالح الشَّيْخ قطب الدّين السنباطي

- ‌1321 - مُحَمَّد بن عبد الْغفار بن عبد الْكَرِيم الْقزْوِينِي الشَّيْخ جلال الدّين

- ‌1322 - مُحَمَّد بن عبد المحسن بن الْحسن

- ‌1323 - مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف بن يحيى بن عَليّ بن تَمام السُّبْكِيّ الْفَقِيه الْمُحدث الأديب المتفنن

- ‌1324 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْكَرِيم أَبُو الْفَضَائِل القَاضِي فَخر الدّين الْمصْرِيّ

- ‌1325 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد بن عبد الْكَرِيم قَاضِي الْقُضَاة كَمَال الدّين بن الزملكاني

- ‌وَمن فَوَائِد الشَّيْخ كَمَال الدّين

- ‌1326 - مُحَمَّد بن عَليّ بن وهب بن مُطِيع بن أبي الطَّاعَة الْقشيرِي أَبُو الْفَتْح تَقِيّ الدّين ولد الشَّيْخ الإِمَام الْقدْوَة مجد الدّين بن دَقِيق الْعِيد

- ‌فصل فِي شَيْء من نثره وَهُوَ كثير

- ‌فَوَائِد الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ومباحثه

- ‌1327 - مُحَمَّد بن عَليّ البارنباري الملقب طوير اللَّيْل الشَّيْخ تَاج الدّين

- ‌1328 - مُحَمَّد بن عقيل بن أبي الْحسن البالسي ثمَّ الْمصْرِيّ

- ‌1329 - مُحَمَّد بن عمر بن مكي بن عبد الصَّمد الشَّيْخ الإِمَام صدر الدّين بن المرحل

- ‌1330 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله القَاضِي نجم الدّين أَبُو حَامِد بن جمال الدّين ابْن الشَّيْخ محب الدّين الطَّبَرِيّ الآملي

- ‌1331 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد ابْن يحيى بن سيد النَّاس

- ‌1335 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الله بن مَحْمُود الْجَزرِي ثمَّ الْمصْرِيّ أَبُو عبد الله

- ‌1336 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ بن يُوسُف بن حَيَّان النفزي الأندلسي الجياني الأَصْل الغرناطي المولد والمنشأ الْمصْرِيّ الدَّار شَيخنَا وأستاذنا أَبُو حَيَّان

- ‌وَمن الرِّوَايَة عَنهُ

- ‌وَمن الْمسَائِل عَنهُ

- ‌وَمن الْفَوَائِد عَنهُ

- ‌1337 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن حمدَان

- ‌1338 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن عِيسَى بن بدران بن رَحْمَة قَاضِي الْقُضَاة علم الدّين الأخنائي السَّعْدِيّ

- ‌1339 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن قوام الشَّيْخ نور الدّين بن الشَّيْخ نجم الدّين

- ‌حرف الْألف

- ‌1340 - إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن ضِيَاء بن سِبَاع الْفَزارِيّ الشَّيْخ برهَان الدّين بن الفركاح

- ‌1332 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن أَحْمد بن نَبَاته

- ‌1333 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّيْخ فَخر الدّين الصّقليّ

- ‌1334 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الرَّازِيّ الشَّيْخ الْعَلامَة قطب الدّين الْمَعْرُوف بالتحتاني

- ‌1341 - إِبْرَاهِيم بن عمر بن إِبْرَاهِيم الشَّيْخ برهَان الدّين الجعبري أَبُو إِسْحَاق

- ‌1342 - إِبْرَاهِيم بن لاجين الأغري بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة الشَّيْخ برهَان الدّين الرَّشِيدِيّ

- ‌1343 - إِبْرَاهِيم بن هبة الله بن عَليّ القَاضِي نور الدّين الْحِمْيَرِي الإسنائي

- ‌1344 - إِسْمَاعِيل بن يحيى بن إِسْمَاعِيل بن تيكروز

- ‌1345 - إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن مَحْمُود بن مُحَمَّد ابْن عمر بن شاهنشاه بن أَيُّوب

- ‌1346 - جَعْفَر بن ثَعْلَب بن جَعْفَر بن عَليّ بن المطهر بن نَوْفَل الأدفوي

- ‌1348 - الْحسن بن هَارُون بن الْحسن الْفَقِيه الصَّالح نجم الدّين الهدباني أحد أَصْحَاب الشَّيْخ مُحي الدّين النَّوَوِيّ رَحمَه الله تَعَالَى وَرَضي عَنهُ

- ‌1350 - الْحُسَيْن بن عَليّ بن سيد الْأَهْل بن أبي الْحُسَيْن بن قَاسم بن عمار الشَّيْخ الإِمَام نجم الدّين الأسواني الأصفوني

- ‌1351 - الْحُسَيْن بن عَليّ بن عبد الْكَافِي بن عَليّ بن تَمام السُّبْكِيّ

الفصل: ‌ومن الرواية عنه

وَكَانَ الشَّيْخ أَبُو حَيَّان إِمَامًا مُنْتَفعا بِهِ اتّفق أهل الْعَصْر على تَقْدِيمه وإمامته ونشأت أَوْلَادهم على حفظ مختصراته وآباؤهم على النّظر فِي مبسوطاته وَضربت الْأَمْثَال باسمه مَعَ صدق اللهجة وَكَثْرَة الإتقان والتحري

وشدا طرفا صَالحا من الْفِقْه وَاخْتصرَ منهاج النَّوَوِيّ وصنف التصانيف السائرة الْبَحْر الْمُحِيط فِي التَّفْسِير وَشرح التسهيل والارتشاف وَتَجْرِيد أَحْكَام سِيبَوَيْهٍ والتذكرة والغاية والتقريب والمبدع واللمحة وَغير ذَلِك

وَله فِي القراآت عقد اللآلي

وَله نظم كثير وموشحاته أَجود من شعره

توفّي عشي يَوْم السبت الثَّامِن وَالْعِشْرين من صفر سنة خمس وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بمنزله بِظَاهِر الْقَاهِرَة وَدفن بمقابر الصُّوفِيَّة

‌وَمن الرِّوَايَة عَنهُ

أخبرنَا شَيخنَا أَبُو حَيَّان بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي يَوْم الْخَمِيس سَابِع عشري شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة بِالْمَدْرَسَةِ الصالحية بِالْقَاهِرَةِ أخبرنَا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن أَحْمد

ص: 279

ابْن مُحَمَّد بن الْمُؤَيد الهمذاني بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ أخبرنَا أسعد بن أبي الْفتُوح بن روح وعفيفة بنت أَحْمد بن عبد الله فِي كِتَابَيْهِمَا قَالَا أخبرتنا فَاطِمَة الجوزدانية أخبرنَا ابْن ريذة أخبرنَا الطَّبَرَانِيّ حَدثنَا جَعْفَر بن حميد بن عبد الْكَرِيم بن فروخ بن ديزج بن بِلَال بن سعد الْأنْصَارِيّ الدِّمَشْقِي حَدثنِي جدي لأمي عمر بن أبان بن مفضل الْمَدِينِيّ قَالَ أَرَانِي أنس بن مَالك الْوضُوء أَخذ ركوة فوضعها عَن يسَاره وصب على يَده الْيُمْنَى فغسلها ثَلَاثًا ثمَّ أدَار الركوة على يَده الْيُمْنَى وصب على يَده الْيُسْرَى فغسلها ثَلَاثًا وَمسح بِرَأْسِهِ ثَلَاثًا فَتَوَضَّأ وَأخذ مَاء جَدِيدا لصماخه فَمسح صماخه فَقلت لَهُ قد مسحت أذنيك فَقَالَ يَا غُلَام إنَّهُمَا من الرَّأْس لَيْسَ هما من الْوَجْه ثمَّ قَالَ يَا غُلَام هَل رَأَيْت وفهمت أَو أُعِيد عَلَيْك فَقلت قد كفاني وَقد فهمت قَالَ فَكَذَا رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يتَوَضَّأ

فِي إِسْنَاده شيخ الطَّبَرَانِيّ وَشَيْخه عمر بن أبان وهما مَجْهُولَانِ

وَلَو صَحَّ لَكَانَ بتصريحه أَنَّهُمَا من الرَّأْس أقوى دَلِيل على ذَلِك

قَالَ أستاذنا أَبُو حَيَّان قَول أنس لَيْسَ هما من الْوَجْه وَجه الْكَلَام أَن يَقُول ليستا من الْوَجْه لكنه جعل لَيْسَ مثل مَا فَلم يعملها وَذَلِكَ

ص: 280

فِي لُغَة تَمِيم يَقُولُونَ لَيْسَ الطّيب إِلَّا الْمسك

وَقد أَشَارَ لذَلِك سِيبَوَيْهٍ فِي كِتَابه وَنَصّ عَلَيْهِ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء فِي حِكَايَة طَوِيلَة جرت بَينه وَبَين عِيسَى بن عمر الثَّقَفِيّ

وَقَالَ النحويون قِيَاس من لم يعْمل لَيْسَ وَجعلهَا كَمَا أَن يفصل الضَّمِير مَعهَا فَيَقُول لَيْسَ أَنا قَائِم كَمَا تَقول مَا أَنا قَائِم فعلى هَذَا جَازَ لَيْسَ هما من الْوَجْه كَأَنَّهُ قَالَ مَا هما من الْوَجْه

قلت صُورَة الْحِكَايَة أَن عِيسَى قَالَ لأبي عَمْرو مَا شَيْء بَلغنِي عَنْك

قَالَ مَا هُوَ

قَالَ زعمت أَن الْعَرَب تَقول لَيْسَ الطّيب إِلَّا الْمسك فَترفع

فَقَالَ أَبُو عَمْرو لَيْسَ فِي الأَرْض تميمي إِلَّا وَهُوَ يرفع وَلَا حجازي إِلَّا وَهُوَ ينصب

ثمَّ بعث مَعَه خلفا الْأَحْمَر واليزيدي فجاءا إِلَى حجازي فجهدا بِهِ على أَن يرفع فَلم يفعل وجاءا إِلَى رجل تميمي فجهدا بِهِ على أَن ينصب فَلم يفعل وَقَالَ لَيْسَ هَذَا بلحن قومِي

فجَاء عِيسَى إِلَى أبي عَمْرو فَقَالَ بِهَذَا فقت النَّاس وَالله لَا خالفتك بعْدهَا

وَقَول الشَّيْخ أبي حَيَّان إِن أنسا جعل لَيْسَ مثل مَا قَالَ الشَّيْخ جمال الدّين عبد الله بن هِشَام نحوي هَذَا الْوَقْت أبقاه الله تَعَالَى لَيْسَ ذَلِك مُتَعَيّنا بل يجوز أَن يكون أضمر فِي لَيْسَ ضمير الشَّأْن والْحَدِيث وَحِينَئِذٍ فَنَقُول هما من الْوَجْه مُبْتَدأ وَخبر وَالْجُمْلَة خبر لَيْسَ وَفصل الضَّمِير وَاجِب لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ مَعْمُول للابتداء

ص: 281

كَمَا أَنه فِي تَخْرِيج أبي حَيَّان كَذَلِك والتخريج الَّذِي ذكرته أولى لِأَن فِيهِ إبْقَاء لَيْسَ على إعمالها والوجهان مذكوران فِي قَوْله

(وَلَيْسَ مِنْهَا شِفَاء النَّفس مبذول

)

وَقَول أبي حَيَّان إِن ذَلِك لُغَة بني تَمِيم وإشارته إِلَى الْحِكَايَة لَيْسَ بجيد فَإِن تِلْكَ اللُّغَة والحكاية إِنَّمَا هما فِيمَا إِذا انْتقض النَّفْي بإلا نَحْو لَيْسَ الطّيب إِلَّا الْمسك وَإِنَّمَا مسئلتنا هَذِه أَن من الْعَرَب من يَقُول لَيْسَ زيد قَائِم فَيبْطل عَملهَا مَعَ بَقَاء النَّفْي وَهَذَا الَّذِي يتَخَرَّج عَلَيْهِ قَول أنس رضي الله عنه وَقد مر بِي فِي شرح التصريف الملوكي ليعيش بَيت نَظِير قَول أنس رضي الله عنه وَهُوَ

(أَبوك يزِيد بن الْوَلِيد وَمن يكن

هما أَبَوَاهُ لَا يذل ويكرما)

فَهُنَا يتَعَيَّن أَن تكون كَانَ شأنية وَالْجُمْلَة بعْدهَا خبر وَأَن تكون مُهْملَة وَمَا بعْدهَا مُبْتَدأ وَخبر وَلَا يكون قَوْله هما اسْما ليكن لِأَنَّهُ قد فَصله وَلِأَن بعده أَبَوَاهُ بِالْألف وَقد يُجَاب عَن هَذَا بِأَنَّهُ يحْتَمل أَن يكون على لُغَة {إِن هَذَانِ لساحران}

قَرَأت على الْأُسْتَاذ أبي حَيَّان أخْبركُم القَاضِي أَبُو عَليّ الْحسن بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أبي الْأَحْوَص عَن قَاضِي الْجَمَاعَة أبي الْقَاسِم أَحْمد بن يزِيد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد

ص: 282

ابْن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مخلد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن تَقِيّ بن مخلد ابْن يزِيد الْقُرْطُبِيّ عَن أَبِيه عَن أَبِيه عَن أَبِيه عَن أَبِيه عَن أَبِيه عَن أَبِيه عَن أَبِيه عَن أَبِيه عَن أَبِيه الإِمَام أبي عبد الرَّحْمَن بَقِي بن مخلد عَن أبي بكر الْمقدمِي عَن عمر بن عَليّ وَعبد الله بن يزِيد عَن عبد الرَّحْمَن بن زِيَاد عَن عبد الرَّحْمَن بن رَافع عَن عبد الله بن عَمْرو أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم مر بمجلسين أحد المجلسين يدعونَ الله ويرغبون إِلَيْهِ وَالْآخر يتعلمون الْعلم ويعلمونه فَقَالَ (كل المجلسين خير وَأَحَدهمَا أفضل من الآخر أما هَؤُلَاءِ فيتعلمون ويعلمون الْجَاهِل فهم أفضل وَأما هَؤُلَاءِ فَيدعونَ الله ويرغبون إِلَيْهِ إِن شَاءَ أَعْطَاهُم وَإِن شَاءَ مَنعهم وَإِنَّمَا بعثت معلما) ثمَّ جلس مَعَهم

قلت لَا أعرف حَدِيثا اجْتمع فِيهِ رِوَايَة الْأَبْنَاء عَن الْآبَاء بِعَدَد مَا اجْتمع فِي هَذَا إِلَّا مَا أخبرنَا بِهِ أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن نباتة الفارقي الْمصْرِيّ الْمُحدث بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ أخبرنَا أَبُو الْمَعَالِي أَحْمد بن إِسْحَاق الأبرقوهي أخبرنَا أَبُو بكر عبد الله بن مُحَمَّد بن سَابُور القلانسي أخبرنَا أَبُو الْمُبَارك عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن مَنْصُور الشِّيرَازِيّ أخبرنَا رزق الله بن عبد الْوَهَّاب التَّمِيمِي إملاء سَمِعت أبي أَبَا الْفرج عبد الْوَهَّاب يَقُول سَمِعت أبي أَبَا الْحسن عبد الْعَزِيز يَقُول سَمِعت أبي أَبَا بكر الْحَارِث يَقُول سَمِعت أبي أسدا يَقُول سَمِعت أبي اللَّيْث يَقُول سَمِعت أبي سُلَيْمَان يَقُول سَمِعت أبي الْأسود

ص: 283

يَقُول سَمِعت أبي سُفْيَان يَقُول سَمِعت أبي يزِيد يَقُول سَمِعت أبي أكتمة يَقُول سَمِعت أبي الْهَيْثَم يَقُول سَمِعت أبي عبد الله يَقُول سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول (مَا اجْتمع قوم على ذكر الله إِلَّا حفتهم الْمَلَائِكَة وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَة)

أخبرنَا أَبُو حَيَّان بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ عَن القَاضِي الأصولي الْمُتَكَلّم على مَذْهَب الْأَشْعَرِيّ أبي الْحسن مُحَمَّد بن أبي عَامر بن أبي الْحُسَيْن الْقُرْطُبِيّ عَن أبي الْحسن عَليّ بن أَحْمد الغافقي الشقوري عَن القَاضِي أبي الْحسن شُرَيْح بن مُحَمَّد بن شُرَيْح قَالَ كتب إِلَيّ الْحَافِظ أَبُو مُحَمَّد عَليّ بن أَحْمد بن حزم الظَّاهِرِيّ وَأنْشد لنَفسِهِ هَذَا

ص: 284

(من عذيري من أنَاس جهلوا

ثمَّ ظنُّوا أَنهم أهل النّظر)

(ركبُوا الرَّأْي عنادا فسروا

فِي ظلام تاه فِيهِ من عبر)

(وَطَرِيق الْحق نهج مهيع

مثل مَا أَبْصرت فِي الْأُفق الْقَمَر)

(فَهُوَ للْإِجْمَاع وَالنَّص الَّذِي

لَيْسَ إِلَّا فِي كتاب أَو أثر)

أَنْشدني شَيخنَا أَبُو حَيَّان لنَفسِهِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ

(عداتي لَهُم فضل عَليّ ومنة

فَلَا أذهب الرَّحْمَن عني الأعاديا)

(هم بحثوا عَن كلتي فاجتنبتها

وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا)

وأنشدني لنَفسِهِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ أَيْضا

(رَاض حَبِيبِي عَارض قد بدا

يَا حسنه من عَارض رائض)

(وَظن قوم أَن قلبِي سلا

وَالْأَصْل لَا يعْتد بالعارض)

وَأَيْضًا

(سبق الدمع بِالْمَسِيرِ المطايا

إِذْ نوى من أحب عني نَقله)

(وأجاد السطور فِي صفحة الخد

وَلم لَا يجيد وَهُوَ ابْن مقله)

ص: 285

وَأَيْضًا

(يظنّ الْغمر أَن الْكتب تجدي

أَخا ذهن لإدراك الْعُلُوم)

(وَمَا يدْرِي الجهول بِأَن فِيهَا

غوامض حيرت عقل الفهيم)

(إِذا رمت الْعُلُوم بغر شيخ

ضللت عَن الصِّرَاط الْمُسْتَقيم)

(وتلتبس الْأُمُور عَلَيْك حَتَّى

تصير أضلّ من توما الْحَكِيم)

وَأَيْضًا

(قد سباني من بني التّرْك رشا

جوهري الثغر مسكي النَّفس)

(ناظري للورد مِنْهُ غارس

مَا لَهُ لَا يجتني مِمَّا غرس)

(قد حكى شمسا وغصنا ونقا

فِي انبلاج وارتجاج وميس)

(ضيق الْعَينَيْنِ تركيهما

وَاسع الوجنة خزي المجس)

(أَصبَحت عقرب خديه مَعًا

لجني الْورْد فِي الخد حرس)

(وَغدا ثعبان دبوقته

جائلا فِي عطفه مهما ارتجس)

(لست أخْشَى سَيْفه أَو رمحه

إِنَّمَا أرهب لحظا قد نعس)

(اختلسنا بعد هجر وَصله

إِن أهنى الْوَصْل مَا كَانَ خلس)

(لست أنساه وَقد أطلع من

راحه شمسا أَضَاءَت فِي الْغَلَس)

ص: 286

(وَرمى الْعمة فالتاج لنا

فرق شعر دق مبد مَا الْتبس)

(لمس الكأس لكَي يشْربهَا

وتحسى الكأس فِي فَرد نفس)

(وَغدا يمسح بالمنديل مَا

أبقت الْخمْرَة فِي ذَاك اللعس)

(عجبا مِنْهَا وَمِنْه قهقهت

إِذْ حساها وَهُوَ مِنْهَا قد عبس)

فَهَذِهِ نبذة من مقروآتي على شَيخنَا أبي حَيَّان

وأنشدنا لنَفسِهِ مَا مدحني بهما وَأَنا ابْن ثَلَاث سِنِين وهما عِنْدِي بِخَطِّهِ وَعَلَيْهِمَا خطّ الْوَالِد رحمه الله

(أَلا إِن تَاج الدّين معارف

وَبدر هدى تجلى بِهِ ظلم الدَّهْر)

(سليل إِمَام قل فِي النَّاس مثله

فضائله تربو على الزهر والزهر)

وأنشدنا لنَفسِهِ إجَازَة إِن لم يكن سَمَاعا قصيدته الَّتِي امتدح بهَا الشَّافِعِي رضي الله عنه ومطلعها

(غذيت بِعلم النَّحْو إِذْ در لي ثديا

فجسمي بِهِ ينمي وروحي بِهِ تحيا)

(وَقد طَال تضرابي لزيد وعمره

وَمَا اقترفا ذَنبا وَلَا تبعا غيا)

(وَمَا نلْت من ضربيهما غير شهرة

بغن مَا يجدي اشتهار بِهِ شيا)

(أَلا إِن علم النَّحْو قد باد أَهله

فَمَا إِن ترى فِي الْحَيّ من بعدهمْ حَيا)

ص: 287

(سأتركه ترك الغزال لظله

وأبعه هجرا وأوسعه نأيا)

(وأسموا إِلَى الْفِقْه الْمُبَارك إِنَّه

ليرضيك فِي الْأُخْرَى ويحظيك فِي الدُّنْيَا)

(هَل الْفِقْه إِلَّا أصل دين مُحَمَّد

فَجرد لَهُ عزما وجدد لَهُ سعيا)

(وَكن تَابعا للشَّافِعِيّ وسالكا

طَرِيقَته تبلغ بِهِ الْغَايَة القصيا)

(أَلا بِابْن إِدْرِيس قد اتَّضَح الْهدى

وَكم غامض أبدا وَكم دارس أَحْيَا)

(سمي الرَّسُول الْمُصْطَفى وَابْن عَمه

فناهيك مجدا قد سما الرُّتْبَة الْعليا)

(هُوَ استنبط الْفَنّ الأصولي فاكتسى

بِهِ الْفِقْه من ديباج إنشائه وشيا)

وَهِي قصيدة مُطَوَّلَة

وقصيدته الَّتِي امتدح بهَا البُخَارِيّ رضي الله عنه ومطلعها

(أسامع أَخْبَار الرَّسُول لَك الْبُشْرَى

لقد سدت فِي الدُّنْيَا وَقد فزت بِالْأُخْرَى)

وأنشدنا لنَفسِهِ إجَازَة قصيدته الَّتِي عَارض بهَا بَانَتْ سعاد ومطلعها

(لَا تعذلاه فَمَا ذُو الْحبّ معذول

الْعقل مختبل وَالْقلب متبول)

(هزت لَهُ أسمرا من خوط قامتها

فَمَا انثنى الصب إِلَّا وَهُوَ مقتول)

ص: 288

(جميلَة فصل الْحسن البديع لَهَا

فكم لَهَا جمل مِنْهُ وتفصيل)

(فالنحر مرمرة والنشر عنبرة

والثغر جَوْهَرَة والريق معسول)

(والطرف ذُو غنج وَالْعرْف ذُو أرج

والخصر مختطف والمتن مجدول)

(هيفاء ينبس فِي الخصر الوشاح لَهَا

درماء يخرس فِي السَّاق الخلاخيل)

(من اللواتي علاهن النَّعيم فَمَا

يشقين آباؤها الصَّيْد البهاليل)

وَمِنْهَا

(نزر الْكَلَام عييات الْجَواب إِذا

يسألن رقد الضُّحَى حصر مكاسيل)

(فشق حيزوم هَذَا اللَّيْل ممتطيا

أَخا حزَام بِهِ قد يبلغ السول)

(أقب أَقُود يعزى للوجيه لَهُ

وَجه أغر وَفِي الرجلَيْن تحجيل)

مِنْهَا

(جفر حَوَافِرِهِ معر قوائمه

ضمر أياطله والذيل عثكول)

ص: 289

مِنْهَا

(وَاصل سراك بسير يَا ابْن أندلس

والطرف أدهم بالأشطان مغلول)

(يلاطم الرّيح مِنْهُ أَبيض يقق

لَهُ من السحر المربد إكليل)

(يَعْلُو خضارة مِنْهُ شامخ جلل

سَام طفا هُوَ بالنكباء مَحْمُول)

(كَأَنَّمَا هُوَ فِي طخياء لجته

أيم يفري أَدِيم المَاء شمليل)

مِنْهَا

(فللرسول انْشِقَاق الْبَدْر يشهده

كَمَا لمُوسَى انفلاق الْبَحْر مَنْقُول)

وَمن موشحاته

(إِن كَانَ ليل داج وخاننا الإصباح

فنورها الْوَهَّاج يُغني عَن الْمِصْبَاح)

(سلافة تبدو

كَالْكَوْكَبِ الْأَزْهَر)

(مزاجها شهد

وَعرفهَا عنبر)

(يَا حبذا الْورْد

مِنْهَا وَإِن أسكر)

(قلبِي بهَا قد هاج فَمَا تراني صَاح

عَن ذَلِك الْمِنْهَاج وَعَن هوى يَا صَاح)

(وَبِي رشا أهيف

قد لج فِي بعدِي)

(بدر فَلَا يخسف

مِنْهُ سنا الخد)

(بلحظه المرهف

يَسْطُو على الْأسد)

ص: 290

(كسطوة الْحجَّاج فِي النَّاس والسفاح

فَمَا ترى من نَاجٍ من لَحْظَة السفاح)

(علل بالمسك

قلبِي رشا أحور)

(منعم الْمسك

ذُو مبسم أعطر)

(رياه كالمسك

وريقه كوثر)

(غُصْن على رجراج طاعت لَهُ الْأَرْوَاح

فحبذا الآراج إِن هبت الْأَرْوَاح)

(مهلا أَبَا الْقَاسِم

على أبي حَيَّان)

(مَا إِن لَهُ عَاصِم

من لحظك الفتان)

(وهجرك الدَّائِم

قد طَال بالهيمان)

(فدمعه أمواج وسره قد لَاحَ

لكنه مَا عاج وَلَا أطَاع اللاح)

(يَا رب ذِي بهتان

يعذل فِي الراح)

(وَفِي هوى الغزلان

دافعت بِالرَّاحِ)

(وَقلت لَا سلوان

عَن ذَاك يَا لاحي)

(سبع الْوُجُوه والتاج هِيَ منية الأفراح

فاختر لي يَا زجاج قمصال وَزوج أقداح)

ص: 291

غَيره

(عاذلي فِي الأهيف الْأنس

لَو رَآهُ كَانَ قد عذرا)

(رشأ قد زانه الْحور

غُصْن من فَوْقه قمر)

(قمر من سحبه الشّعْر

ثغر فِي فِيهِ أم دُرَر)

(حَال بَين الدّرّ واللعس

خمرو من ذاقها سكر)

(رجة بالردف أم كسل

رِيقه بالثغر أم عسل)

(وردة بالخد أم خجل

كحل بِالْعينِ أم كحل)

(يَا لَهَا من أعين نعس

جلبت لناظري سهرا)

(مذ نأى عَن مقلتي سني

مَا أذيقا لَذَّة الوسن)

(طَال مَا أَلْقَاهُ من شجن

عجبا ضدان فِي بدن)

(بفؤادي جذوة القبس

وبعيني المَاء منفجرا)

(قد أَتَانِي الله بالفرج

إِذْ دنا مني أَبُو الْفرج)

(قمر قد حل فِي المهج

كَيفَ لَا يخْشَى من الوهج)

(غَيره لَو صابه نَفسِي

ظَنّه من حره شررا)

(نصب الْعَينَيْنِ لي شركا

فانثنى وَالْقلب قد ملكا)

ص: 292