المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌1334 - محمد بن محمد الرازي الشيخ العلامة قطب الدين المعروف بالتحتاني - طبقات الشافعية الكبرى للسبكي - جـ ٩

[تاج الدين ابن السبكي]

فهرس الكتاب

- ‌الطَّبَقَة السَّابِعَة

- ‌1291 - أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف بن شرف القَاضِي جمال الدّين الديباجي الملوي الْمَعْرُوف بالمنفلوطي

- ‌1292 - أَحْمد بن الْحسن بن عَليّ بن خَليفَة الْحُسَيْنِي الأنجي

- ‌1293 - أَحْمد بن الْحسن الجاربردي

- ‌1294 - أَحْمد بن عبد الله بن الشَّيْخ شهَاب الدّين البعلبكي

- ‌1295 - أَحْمد بن عمر بن أَحْمد بن أَحْمد بن النشائي الشَّيْخ كَمَال الدّين

- ‌1296 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن سَالم بن أبي الْمَوَاهِب بن صصرى

- ‌1297 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم بن عَطاء الله الشَّيْخ تَاج الدّين أَبُو الْفضل

- ‌1298 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ بن مُرْتَفع بن صارم بن الرّفْعَة

- ‌1299 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن قيس

- ‌وَمن الْفَوَائِد عَنهُ

- ‌1300 - أَحْمد بن مُحَمَّد بن أبي الحزم مكي بن ياسين أَبُو الْعَبَّاس الشَّيْخ نجم الدّين الْقَمُولِيّ

- ‌1301 - أَحْمد بن المظفر بن أبي مُحَمَّد بن المظفر بن بدر ابْن الْحسن بن مفرج بن بكار النابلسي

- ‌1302 - أَحْمد بن يحيى بن إِسْمَاعِيل الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن جهبل الْكلابِي الْحلَبِي الأَصْل

- ‌الْفَصْل الثَّانِي

- ‌1303 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن حيدرة شَيخنَا فِي صَحِيح مُسلم القَاضِي شمس الدّين أَبُو الْمَعَالِي ابْن القماح

- ‌1304 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الْمُؤمن الشَّيْخ شمس الدّين بن اللبان

- ‌وَمن الْفَوَائِد وَالْملح عَنهُ والأشعار

- ‌1305 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن إِبْرَاهِيم بن عَدْلَانِ بن مَحْمُود بن لَاحق ابْن دَاوُد الْكِنَانِي الشَّيْخ الإِمَام شمس الدّين

- ‌وَمن الْفَوَائِد عَنهُ

- ‌1306 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عُثْمَان بن قايماز

- ‌وَمن الْفَوَائِد عَنهُ

- ‌1307 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عَليّ بن عبد الْكَافِي بن عَليّ بن تَمام السُّبْكِيّ الْوَلَد الْعَزِيز تَقِيّ الدّين أَبُو حَاتِم

- ‌1308 - مُحَمَّد بن أَحْمد بن عِيسَى بن رضوَان القليوبي القَاضِي فتح الدّين بن كَمَال الدّين بن ضِيَاء الدّين

- ‌1309 - مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم السّلمِيّ القَاضِي تَاج الدّين الْمَنَاوِيّ

- ‌1310 - مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن مُحَمَّد بن المرتضى الشَّيْخ عماد الدّين البلبيسي

- ‌فَائِدَة فِي السِّوَاك

- ‌1311 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سعد الله بن جمَاعَة بن عَليّ بن جمَاعَة ابْن حَازِم بن صَخْر شَيخنَا قَاضِي الْقُضَاة بدر الدّين أَبُو عبد الله الْكِنَانِي الْحَمَوِيّ

- ‌1312 - مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف بن حَامِد الشَّيْخ تَاج الدّين المراكشي

- ‌1313 - مُحَمَّد بن عبد الْحَاكِم بن عبد الرَّزَّاق البلفيائي

- ‌1314 - مُحَمَّد بن عبد الله بن الْمجد إِبْرَاهِيم المرشدي

- ‌1315 - مُحَمَّد بن دَاوُد بن الْحسن التبريزي السَّيِّد صدر الدّين بن قطب الدّين

- ‌1316 - مُحَمَّد بن خلف بن كَامِل القَاضِي شمس الدّين الْغَزِّي

- ‌1317 - مُحَمَّد بن عبد الله بن عمر

- ‌1318 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن عمر قَاضِي الْقُضَاة جلال الدّين الْقزْوِينِي

- ‌1319 - مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد الشَّيْخ صفي الدّين الْهِنْدِيّ الأرموي

- ‌1320 - مُحَمَّد بن عبد الصَّمد بن عبد الْقَادِر بن صَالح الشَّيْخ قطب الدّين السنباطي

- ‌1321 - مُحَمَّد بن عبد الْغفار بن عبد الْكَرِيم الْقزْوِينِي الشَّيْخ جلال الدّين

- ‌1322 - مُحَمَّد بن عبد المحسن بن الْحسن

- ‌1323 - مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف بن يحيى بن عَليّ بن تَمام السُّبْكِيّ الْفَقِيه الْمُحدث الأديب المتفنن

- ‌1324 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْكَرِيم أَبُو الْفَضَائِل القَاضِي فَخر الدّين الْمصْرِيّ

- ‌1325 - مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الْوَاحِد بن عبد الْكَرِيم قَاضِي الْقُضَاة كَمَال الدّين بن الزملكاني

- ‌وَمن فَوَائِد الشَّيْخ كَمَال الدّين

- ‌1326 - مُحَمَّد بن عَليّ بن وهب بن مُطِيع بن أبي الطَّاعَة الْقشيرِي أَبُو الْفَتْح تَقِيّ الدّين ولد الشَّيْخ الإِمَام الْقدْوَة مجد الدّين بن دَقِيق الْعِيد

- ‌فصل فِي شَيْء من نثره وَهُوَ كثير

- ‌فَوَائِد الشَّيْخ تَقِيّ الدّين ومباحثه

- ‌1327 - مُحَمَّد بن عَليّ البارنباري الملقب طوير اللَّيْل الشَّيْخ تَاج الدّين

- ‌1328 - مُحَمَّد بن عقيل بن أبي الْحسن البالسي ثمَّ الْمصْرِيّ

- ‌1329 - مُحَمَّد بن عمر بن مكي بن عبد الصَّمد الشَّيْخ الإِمَام صدر الدّين بن المرحل

- ‌1330 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله القَاضِي نجم الدّين أَبُو حَامِد بن جمال الدّين ابْن الشَّيْخ محب الدّين الطَّبَرِيّ الآملي

- ‌1331 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن مُحَمَّد ابْن يحيى بن سيد النَّاس

- ‌1335 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن عبد الله بن مَحْمُود الْجَزرِي ثمَّ الْمصْرِيّ أَبُو عبد الله

- ‌1336 - مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ بن يُوسُف بن حَيَّان النفزي الأندلسي الجياني الأَصْل الغرناطي المولد والمنشأ الْمصْرِيّ الدَّار شَيخنَا وأستاذنا أَبُو حَيَّان

- ‌وَمن الرِّوَايَة عَنهُ

- ‌وَمن الْمسَائِل عَنهُ

- ‌وَمن الْفَوَائِد عَنهُ

- ‌1337 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن حمدَان

- ‌1338 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن عِيسَى بن بدران بن رَحْمَة قَاضِي الْقُضَاة علم الدّين الأخنائي السَّعْدِيّ

- ‌1339 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن قوام الشَّيْخ نور الدّين بن الشَّيْخ نجم الدّين

- ‌حرف الْألف

- ‌1340 - إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن ضِيَاء بن سِبَاع الْفَزارِيّ الشَّيْخ برهَان الدّين بن الفركاح

- ‌1332 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْحسن بن أَحْمد بن نَبَاته

- ‌1333 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّيْخ فَخر الدّين الصّقليّ

- ‌1334 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الرَّازِيّ الشَّيْخ الْعَلامَة قطب الدّين الْمَعْرُوف بالتحتاني

- ‌1341 - إِبْرَاهِيم بن عمر بن إِبْرَاهِيم الشَّيْخ برهَان الدّين الجعبري أَبُو إِسْحَاق

- ‌1342 - إِبْرَاهِيم بن لاجين الأغري بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة الشَّيْخ برهَان الدّين الرَّشِيدِيّ

- ‌1343 - إِبْرَاهِيم بن هبة الله بن عَليّ القَاضِي نور الدّين الْحِمْيَرِي الإسنائي

- ‌1344 - إِسْمَاعِيل بن يحيى بن إِسْمَاعِيل بن تيكروز

- ‌1345 - إِسْمَاعِيل بن عَليّ بن مَحْمُود بن مُحَمَّد ابْن عمر بن شاهنشاه بن أَيُّوب

- ‌1346 - جَعْفَر بن ثَعْلَب بن جَعْفَر بن عَليّ بن المطهر بن نَوْفَل الأدفوي

- ‌1348 - الْحسن بن هَارُون بن الْحسن الْفَقِيه الصَّالح نجم الدّين الهدباني أحد أَصْحَاب الشَّيْخ مُحي الدّين النَّوَوِيّ رَحمَه الله تَعَالَى وَرَضي عَنهُ

- ‌1350 - الْحُسَيْن بن عَليّ بن سيد الْأَهْل بن أبي الْحُسَيْن بن قَاسم بن عمار الشَّيْخ الإِمَام نجم الدّين الأسواني الأصفوني

- ‌1351 - الْحُسَيْن بن عَليّ بن عبد الْكَافِي بن عَليّ بن تَمام السُّبْكِيّ

الفصل: ‌1334 - محمد بن محمد الرازي الشيخ العلامة قطب الدين المعروف بالتحتاني

‌1333 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد الشَّيْخ فَخر الدّين الصّقليّ

مُصَنف التَّنْجِيز فِي الْفِقْه وَهُوَ التَّعْجِيز إِلَّا أَنه يزِيد فِيهِ تَصْحِيح الْخلاف وَبَعض قيود

كَانَ فَقِيها دينا ورعا تفقه على الشَّيْخ قطب الدّين السنباطي

وَولي الْقَضَاء بِبَعْض جَوَانِب الْقَاهِرَة

وَمَات فِي خَامِس عشر ذِي الْقعدَة سنة سبع وَعشْرين وَسَبْعمائة

‌1334 - مُحَمَّد بن مُحَمَّد الرَّازِيّ الشَّيْخ الْعَلامَة قطب الدّين الْمَعْرُوف بالتحتاني

إِمَام مبرز فِي المعقولات اشْتهر اسْمه وَبعد صيته

ص: 374

مواظبا على الثَّنَاء الْأَبْيَض عِنْد الْحجر الْأسود نَاظرا من شِيمَة مَالِكهَا الْبَيْضَاء مَا لم تره الزَّرْقَاء كلما اكتحل من إثمد حلَّة الْبَيْت السَّوْدَاء بمرود

وَيُنْهِي مَا اشْتَمَل عَلَيْهِ من الود بِمَكَّة والصفا والشوق الَّذِي أصبح مِنْهُ بعد شِفَاء الْقرب على شفا والدمع الَّذِي شابه النّيل فِي أَوْصَافه زِيَادَة وَحُمرَة ووفا

مطالعا للأبواب الْعَالِيَة بِأَنَّهُ خيم بِفنَاء الْبَيْت وَنزل وَأحب جوَار الله اعتزالا للنَّاس وَلَا بدع لِجَار الله إِذا اعتزل

فَلَعَلَّ أَن تتمهد لَهُ فرش الْجنان عِنْد تعلقه بِتِلْكَ الأستار وَعَسَى أَن يجد بذلك الْبَيْت سَببا لنجاته فِي تِلْكَ الدَّار وتروج مَعَ أهل الرِّبْح بضَاعَة عمله المزجاة إِذا حصل أهل الخسارة بدار الْبَوَار

وَيُصْبِح مَكَانَهُ فِي الْجنَّة فِي مَحل رفع إِذا قطع الْعَيْش بجوار ذَلِك الْحرم خفضا على الْجوَار

ويعد واصلا بتدبير الله تَعَالَى لكيمياء السَّعَادَة إِذا ظفر بذلك الْحجر المكرم وَيصير كل زَمَانه ربيعا إِذا حل بذلك الْبَيْت الْمحرم

ويسفر لَهُ من ذَلِك الْأُفق صبح الْأَمَانِي وينشد إِذا ضرب عنق شَيْطَان هَوَاهُ من تِلْكَ الْأَركان باليماني

(أَلا أَيهَا الركب اليمانون عرجوا

علينا فقد أضحى هوانا يَمَانِيا)

ص: 374

وَاخْتَارَ أَن يكون فِي مَظَنَّة الْإِجَابَة ليقوم من وَظِيفَة دُعَائِهِ بِمَا الْتزم وَأَن يواظب على ذَلِك الْمُلْتَزم فِي الْمقَام وعَلى ذَلِك الْمقَام فِي الْمُلْتَزم

فسقى الله عهد مَوْلَانَا الَّذِي طالما ترنم بِهِ العَبْد حول الْحطيم وزمزم وَقَامَ وَاجِب قلبه من فرض ذكره بِمَا يلْزم

وَمِمَّا حث الْمَمْلُوك على هَذِه الْعُبُودِيَّة أَنه وجد مَوْلَانَا ذكره من كتاب ورد مِنْهُ فِي نَاحيَة واستفهم عَن حَاله فِي حَاشِيَة رقعته وَمن الْمَمْلُوك فِي الرقعة حَتَّى يعد فِي الْحَاشِيَة

لقد نطق العَبْد بالثناء عَلَيْهِ جَهرا وَشد قدومه لَهُ بِبَطن مَكَّة ظهرا

وشكرت جوارحه فضلك الَّذِي داوى على الْبعد جريحا وقريحته بعطفك الَّذِي شفى من الْبَين قريحا ونشق الْبَيْت نسيم ثنائه وَكَيف لَا ينشق لنسيمه ريحًا

(وَقد بلغ الضراح وساكنيه

نثاك وزار من سكن الضريحا)

وصاغ لِسَانه شكر مَا تطوق بِهِ جيده من هَذِه النِّعْمَة وَلم يكن لَهُ لعمري

ص: 375

بذلك طوق وتحلى من در كَلَامه بِمَا لَا يعرفهُ إِلَّا أهل السلوك وَمن شهده بِمَا لم يشهده إِلَّا أَرْبَاب الذَّوْق

فَأصْبح الْمَمْلُوك حِين ذكر فِي الْحَاشِيَة من أهل الطَّرب وأنشده لِسَانه ولقلبه فِي وُرُود سَلام مَوْلَانَا أَي أرب

(رضيت بالكتب بعد الْبعد فَانْقَطَعت

حَتَّى رضيت سَلاما فِي حواشيها)

إِي وَالله الْمَمْلُوك رَاض من كتب مَوْلَانَا بعد الهجر بوصل وقانع من كَلَامه فِي كل سنة بفصل

فَشكر الله لافتقاد مَوْلَانَا هَذِه الْمِنَّة وَهَذَا الْفضل الَّذِي لَيْسَ لإطفائه نَار الشوق جَزَاء إِلَّا الْجنَّة

وَلَقَد علم الْمَمْلُوك حِين وقف على خطّ مَوْلَانَا أَن جفن صدقاته لَا تطرقه عَن مماليكه سنة وَغفر سيئات الزَّمَان حِين لَاحَ لَهُ بِوَجْه الطرس من نقطة حَسَنَة بعد حَسَنَة وَإِلَّا فللمملوك عَن رِسَالَة مَوْلَانَا قبل أَن يغيب عَن مصر جَوَاب حَاضر وهشيم نبت يغضي حَيَاء إِذا قَابل بالناظر روضها النَّاظر فَإِنَّهُ كَانَ أنشأ رِسَالَة مُطَوَّلَة وَلكنهَا عَن طائرات كلم مَوْلَانَا المحلقة مقصرة وجهز من بَنَات فكره كل حوراء بِطرف سحر الْبَيَان مبصرة وجلاها عروسا يعْقد عَلَيْهَا الْعَاد حِين حلت خِنْصره وأبرزها درة تَاج وكعبة لَهَا من ذخائر الْمعَانِي رتاج وكريمة لَهَا من كرائم بَنَات الْفِكر نتاج فعزمت

ص: 376

على التَّوَجُّه فحيل بَينهَا وَبَينه بِمَا حيل وتحركت نَفسهَا برقعتها للسير فحبسها حَابِس الْفِيل

وَأَيْضًا فَكَانَ الْمَمْلُوك ينشئ فِيهَا وَهُوَ يتأهب لِلْحَجِّ وَكلما ظهر غمر عزمه سلك شَيْطَان شعره فجَاء غير ذَلِك الْفَج فَوجدَ الْمَمْلُوك على نَفسه حِين فقد من إرسالها مَا فقد واجتهد فِي إيصالها للبلاد الشامية فَإِذا الْحجَّاج قد

(أخذت حداتهم حجازا بَعْدَمَا

غنت وَرَاء الركب فِي عشاق)

وَإِذا توجه العَبْد إِن شَاءَ الله تَعَالَى إِلَى الديار المصرية وَجه بهَا إِلَى الْأَبْوَاب الْعَالِيَة وأنفذها وَإِن كَانَت عاطلة لتصبح إِذا لحظها مَوْلَانَا بِالْعينِ حَالية وَكَيف لَا ينفذها وَهُوَ كلما تذكر بعده عَن بانه أَن وَكلما فكر فِي قربه مِنْهُ فِي الزَّمَان السالف حن وَكلما سَأَلَ دمعه الزَّمَان أَن يجود باللقاء ضن فَهُوَ بأسره مَعَ الْبَين فِي أسر وَقَلبه بالنوى فِي كسر وَكَأن طَائِر فُؤَاده المضطرب إِذا تذكر قبَّة النسْر

(قطاة عزها شرك فأضحت

تجاذبه وَقد علق الْجنَاح)

فَهُوَ يذوب تلهفا وينشد تأسفا

(أسرب القطا هَل من معير جنَاحه

لعَلي إِلَى من قد هويت أطير)

ص: 377

وَكَيف يطير مقصوص الْجنَاح ويسير أَسِير أثخنته فِي معترك الْبَين الْجراح طَال مَا شام بِمصْر برق الشَّام وخلع فِي حب جنَّة الزبداني قَمِيص الاحتشام وتعطش إِلَى رَيَّان رياضها حلاها الْقطر إِذا عطر فِي القفر البشام وَقَالَ لأمانيه وَقد حدثته برؤيتها

(إِن كنت كَاذِبَة الَّذِي حَدَّثتنِي

فنجوت منجى الْحَارِث بن هِشَام)

وَمَا زَالَ الْمَمْلُوك يتشوق إِلَى مَا بِدِمَشْق من الْبِقَاع وَيثبت من وصفهَا الْمُحَقق مَا تحلى بِهِ عِنْد النّسخ الرّقاع

وَمَا برح فِي هَذِه الْمدَّة تجاه الْكَعْبَة المشرفة يُعْطِيهَا من كنوز الدُّعَاء بِالْحجرِ سماحا ويكرر أوراده مِنْهَا مسَاء وصباحا ويعوذ بِالْحجرِ الْمُلْتَزم أحجارها وبالميزاب فوارها وبزمزم أنهارها وبالبيت دارها كَمَا يعوذ سنيرا بثبير

ويذكي بِالدُّعَاءِ لَهُ فِي أم الْقرى على أبي قبيس القبس الْمُنِير

وَيَوَد لَو رأى حسن معهدها ورقص طَربا حول مغانيها الَّتِي فاقت الْمعَانِي بمعبدها فَللَّه جَامعهَا الَّذِي جمع الطلاوة وَقلت حِين أصبح للصَّلَاة فِي صحنه حلاوة

ص: 378

(الْجَامِع الْأمَوِي أضحى حسنه

حسنا عَلَيْهِ فِي الْبَريَّة أجمعا)

(حلوه إِذْ حلوه فَانْظُر صحنه

تَلقاهُ أصبح للحلاوة مجمعا)

وَقلت

(سقى بِدِمَشْق الْغَيْث جَامع نسكها

وروضا بِهِ غنى الْحمام المغرد)

(إِذا مَا زها فِي الْعين من ذَاك معبد

لذكر حلا فِي السّمع من ذَاك معبد)

وَقلت

(دمشق فِي الْحسن لَهَا منصب

عَال وَذكر فِي الورى شَائِع)

(فَخَل من قَاس بهَا غَيرهَا

وَقل لَهُ ذَا الْجَامِع الْمَانِع)

وَقلت مضمنا

(دمشق بواديها رياض نواضر

بهَا ينجلي عَن قلب ناظرها الْهم)

(على نَفسه فليبك من ضَاعَ عمره

وَلَيْسَ لَهُ فِيهَا نصيب وَلَا سهم)

وَقلت مادحا

(للصب بعْدك حَالَة لَا تعجب

وتتيه من صلف عَلَيْهِ وتعجب)

(أبكيته ذَهَبا صبيبا أحمرا

من عينه وَيَقُول هَذَا الْمطلب)

(وقتلته بنواظر أجفانها

بسيوفها الْأَمْثَال فِيهَا تضرب)

(رفقا بِمن أجريت مقلته دَمًا

ووقفت من جريانها تتعجب)

(نيران بعْدك أحرقته فَهَل إِلَى

نَحْو الْجنان ببعد يتَقرَّب)

(كم جَيش العذال فِيك وَإِنَّمَا

سُلْطَان حسنك جَيْشه لَا يغلب)

(من لي بشمسي المحاسن لم يزل

عَقْلِي بِهِ فِي كل وَقت يذهب)

(أحببته متعمما ومعنفي

أبدا عَليّ بظلمه يتعصب)

ص: 379

(ويعيب من طرق التفقه وَجهه

والعشق يُفْتِي أَن ذَاك الْمَذْهَب)

(وَلَقَد تعبت بعاذل ومراقب

هَذَا يزير والرقيب ينقب)

(ومؤذنا سلوانه وغرامه

هَذَا يرجع حَيْثُ ذَاك يثوب)

(وَأَقُول للقلب الَّذِي لَا يَنْتَهِي

عَن حبه أبدا وَلَا يتَجَنَّب)

(قد كدت أَنَّك لَا تسميك الورى

قلبا لكونك عَنهُ لَا تتقلب)

(وَلَو اسْتَطَعْت فركته وأدرته

عَنهُ وَلَكِن مَا لقلبي لولب)

(بِأبي غَنِي ملاحة أَشْكُو لَهُ

فقري فَيُصْبِح بالغنى يتطرب)

(قمر على غُصْن وغصن فَوْقه

قمر على طول المدى لَا يغرب)

(قل للغزال وللغزالة إِن رنا

أَو لَاحَ يهرب ذَا وَتلك تغيب)

(مَا زلت أرفع قصَّة الشكوى لَهُ

وَأجر أَسبَاب الخداع وأنصب)

(حَيْثُ العواذل والرقيب بمعزل

عَنَّا وَحَيْثُ الْوَقْت وَقت طيب)

(وَطلبت رشف الثغر مِنْهُ فَقَالَ لي

مَا فِي الْوُجُود سوى المدامة يطْلب)

(وَغدا ينادمني وكأس حَدِيثه

أشهى إِلَيّ من الْعَتِيق وَأطيب)

(وَأَقُول حِين رشفت صافي ثغره

من بعد ثغرك مَا صفا لي مشرب)

(قَالَ احسب الْقبل الَّتِي قبلتني

فأجبت إِنَّا أمة لَا نحسب)

(لله ليل كالنهار قطعته

بالوصل لَا أخْشَى بِهِ مَا يرهب)

ص: 380

(وَركبت مِنْهُ إِلَى التصابي أدهما

من قبل أَن يَبْدُو لصبح أَشهب)

(أَيَّام لَا مَاء الخدود يشوبه

كدر العذار وَلَا عِذَارَيْ أشيب)

(كم فِي مجَال اللَّهْو لي من جَوْلَة

أضحت ترقص بِالسَّمَاعِ وتطرب)

(وَلكم أتيت الْحَيّ أطلب غرَّة

بعد الرحيل فَلم يلح لي مضرب)

(ووقفت فِي رسم الديار وللبكا

رسم عَليّ مُقَرر ومرتب)

(وأقمت للندماء سوق خلاعة

يجبى المجون إِلَيّ فِيهِ ويجلب)

(ثمَّ انْتَبَهت وصبح شيبي قد محا

ليل الشَّبَاب وَزَالَ ذَاك الغيهب)

(وَرجعت عَن طرق الغواية مقلعا

وسفين رشدي للسلامة مركب)

(وَذكرت فِي عليا دمشق معشرا

أم الزَّمَان بمثلهم لَا تنجب)

(قوم بِحسن فعالهم وصفاتهم

قد جَاءَ يعْتَذر الزَّمَان المذنب)

(قوم مديحهم الْمُصدق فِي الورى

ومديح أهل زمانهم فمكذب)

(لَا تسْأَل القصاد عَن ناديهم

لَكِن يدلهم الثَّنَاء الطّيب)

(يَا من لحران الْفُؤَاد لطرفه

لما تدمشق أدمع تتحلب)

(أشتاق فِي وَادي دمشق معهدا

كل الْجمال إِلَى حماه ينْسب)

(مَا فِيهِ إِلَّا رَوْضَة أَو جوسق

أَو جدول أَو بلبل أَو ربرب)

ص: 381

(وَكَأن ذَاك النَّهر فِيهِ معصم

بيد النسيم منقش ومكتب)

(وَإِذا تكسر مَاؤُهُ أبصرته

فِي الْحَال بَين رياضه يتشعب)

(وشدت على العيدان ورق أطربت

بغنائها من غَابَ عَنهُ المطرب)

(فالورق تشدو والنسيم مشبب

وَالنّهر يسْقِي والحدائق تشرب)

(وضياعها ضَاعَ النسيم بهَا فكم

أضحى لَهُ من بَيْننَا متطلب)

(وحلت بقلبي من عَسَّال جنَّة

فِيهَا لأرباب الخلاعة ملعب)

(وَلكم طربت على السماع لجنكها

وَغدا بربوتها اللِّسَان يشبب)

(فَمَتَى أَزور معالما أَبْوَابهَا

بسماحه كتب الْكِرَام تبوب)

(وَأرى حمى قَاضِي الْقُضَاة فَإِنَّهُ

حصن إِلَيْهِ من الزَّمَان الْمَهْرَب)

(مَا زَالَ للْعُلَمَاء فِيهِ تعلم

مِنْهُ وللأدباء فِيهِ تأدب)

(كم طَالب للْعلم فِيهِ وطالب

لِلْمَالِ تمّ لذا وَذَا مَا يطْلب)

(عُلَمَاء أهل الأَرْض حِين تعدهم

فِي الْفضل دون مقَامه تتذبذب)

(وَله مَذَاهِب فِي المكارم حَاتِم

لَو عَاشَ كَانَ بِمِثْلِهَا يتمذهب)

(كثرت عطاياه فخلنا أَنه

معن وحاشاه بذلك يلْعَب)

(لله مِنْهُ مَكَارِم تاجية

سبكية تبدو وَلَا تتحجب)

ص: 382

(قَاض مقرّ الْعدْل فِي أبوابه

فالجور من أرجائها لَا يقرب)

(رَاض الْأُمُور فَأَقْبَلت منقادة

وزمامها بيدَيْهِ لَا يستصعب)

(مَا قدمُوا يَوْمًا علاهُ لمنصب

إِلَّا علا قدرا وَقل المنصب)

(يجْرِي الندى للواقفين بِبَابِهِ

ويصوبهم مِنْهُ السَّحَاب الصيب)

(قَاضِي الْقُضَاة كليم بعْدك لم يزل

للقرب من ناديكم يترقب)

(لَوْلَا تلهب قلبه بلظى النَّوَى

مَا بَات وَهُوَ على اللِّقَاء يلهب)

(وَلَقَد ذكرتك والوفود بِمَكَّة

كل إِلَى الله الْمُهَيْمِن يرغب)

(حطم الْحطيم ذنوبهم وبزمزم

لَهُم مناهل وردهَا مستعذب)

(والكعبة الغراء أسبل سترهَا

ودعاؤنا من تَحْتَهُ لَا يحجب)

(ولرحمة الرَّحْمَن من ميزابها

للطائفين سَحَاب عَفْو يسْكب)

(فطفقت أخْلص فِي الدُّعَاء وظننا

أَن الْكَرِيم لذاك لَيْسَ يخيب)

(ولفرط شوقي قد نظمت مدامعي

عقدا يؤلف دره ويرتب)

(ولماء جفني فِي الخدود تدفق

ولنار قلبِي فِي الضلوع تلهب)

(يَا ذَا الْأُصُول الصاحبية جودكم

للْأَصْل فِي شرع الندى يستصحب)

(وَلكم إِذا تَعب الْكِرَام من العطا

يَوْم المكارم رَاحَة لَا تتعب)

(هَا قد بعثت بهَا عروسا لَفظهَا

بِالسحرِ يَأْخُذ بالقلوب ويخلب)

ص: 383

(ولسيد الْأَكفاء قد جهزتها

بكرا يقرظها الحسود ويطنب)

(إِن حاول الأدباء يَوْمًا شأوها

قُولُوا لَهُم بِاللَّه لَا تتعذبوا)

(لم يدن من أَسبَابهَا إِلَّا فَتى

فِي هتكه بَين الورى يتسبب)

(أَنا إِن نطقت بمدحكم فِي مَكَّة

فَكَأَن قسا فِي عكاظ يخْطب)

(وَإِذا أتيت بدرة فِي وصفكم

فَابْن المقفع فِي الْيَتِيمَة يسهب)

(عش يَا أَبَا نصر لتخذل بالندى

والجود جَيش الْفقر حِين يطْلب)

(وَبقيت يَا شمس الْوُجُود وبدره

مَا لَاحَ نجم أَو تبدى كَوْكَب)

الْمَمْلُوك يَرْجُو بعد تَقْبِيل الأَرْض من بعد أَن يمتعه الله تَعَالَى بالمثول بَين يَدي مَالِكهَا ويظفره بمطالب اللقا الَّتِي تنقذه من أَيدي النَّوَى ومهالكها ويفوز بعد نظم السلوك فِي وصفهَا بِحسن السلوك فِي مسالكها

أصدر الْمَمْلُوك هَذِه الرسَالَة وقابل مِنْهَا شمس أَلْفَاظ مَوْلَانَا بذبالة وخطر لَهُ أَنه أهْدى التَّمْر إِلَى هجر فَإِذا مَا أهداه حثالة وَأَنه أَتَى فِيهَا من الْمعَانِي بدقيق فَإِذا هُوَ قد أَتَى بنخالة

مَعَ علمه بوقوف حَال كَلَامه عِنْد أَمْثَال مَوْلَانَا السيارة وَأَنه منحط الطَّبَقَة عَن أَلْفَاظه الطيارة فَيضْرب مَوْلَانَا صفحا عَن عِبَارَته فَإِنَّهَا خَالِيَة من البراعة عاطلة مِمَّا يتحلى بِهِ فِي مصر أهل الصِّنَاعَة

ومولانا يغترف من بَحر لَا يزَال يبرز بالغوص فِيهِ من الدّرّ عجيبا ويبدي بَين أهل الْأَدَب من محاسنه غَرِيبا وَيَتْلُو لِسَان بلاغته إِذا استبعد المتأدبون اسْتِخْرَاج معنى {إِنَّهُم يرونه بَعيدا ونراه قَرِيبا}

ص: 384

وَالْحَمْد لله حق حَمده وصلواته على سيدنَا مُحَمَّد خير خلقه وَسَلَامه

وحسبنا الله وَنعم الْوَكِيل

الْمَمْلُوك إِبْرَاهِيم القيراطي

وَقلت حِين بَلغنِي أَن مَوْلَانَا قَاضِي الْقُضَاة رزق ولدا ذكرا

(أبشر أبشر يَا ابْن الأفاضل بِابْن

وَأب للعفاة منا حقيقه)

(يَا لَهُ ابْنا قد أبرزت بنت فكري

درة الْمَدْح فِيهِ قبل العقيقه)

وَقلت أَيْضا

(هنئت يَا قَاضِي الْقُضَاة بِسَيِّد

نشرت بشائره بِمَكَّة للورى)

(أكْرم بِهِ ابْنا قد أضا قبس الهنا

بِأبي قبيس مِنْهُ فِي أم الْقرى)

وَقلت

(قَاضِي الْقُضَاة اُبْشُرْ بنجل لم يزل

يَعْلُو على درج السِّيَادَة صاعدا)

(فلسان هَذَا الدَّهْر أصبح قَائِلا

زَاد الزَّمَان بني الْمَعَالِي وَاحِدًا)

وَقلت

(نَادَى لِسَان الدَّهْر حِين أَتَى لكم

نجل لَهُ جد عَليّ صاعد)

(زَاد الزَّمَان بني الْمَعَالِي وَاحِدًا

لكنه كالألف ذَاك الْوَاحِد)

وَقلت مضمنا

(أَتَى لَك ابْن قادم بالهنا

فسر بالبشرى بني آدم)

(وَقَالَت الْعليا لَهُ إِذْ أَتَى

أَهلا وسهلا بك من قادم)

ص: 385

وَقلت

(أبشر بِخَير قادم

للمجد والتقدم)

(قد قَالَت الْعليا لَهُ

على أسر مقدم)

وَقلت

(بلغت فِي ابْنك هَذَا غَايَة الأمل

فَعَن قَلِيل يرى فِي حكم مكتهل)

(وَعَن قَلِيل على من نجابته

يُعِيد بعد دروس لي دروس عَليّ)

وَقلت

(سمي ابْن سيد أَبنَاء الْعلَا بعلي

لَا زَالَ ذَا منصب بَين الْأَنَام عَليّ)

(فَقلت لما أَتَت بشرى البشير بِهِ

للْعلم وَالْفضل والعلياء والدول)

(بشرى سمي أَمِير النَّحْل حِين أَتَت

كَانَت بأفواهنا أحلى من الْعَسَل)

وَقلت

(لله كم بشرى لنجلك أَقبلت

فابشر بِهِ إِذا جَاءَ وَابْشَرْ وَابْشَرْ)

(كنيته بِأبي يزِيد والعلا

من قبل مولده تسميه السّري)

وَقلت

(يَا سيدا زكتْ الْفُرُوع بِهِ

ونمت وَطَابَتْ فِي الورى نشرا)

(بِأبي يزِيد اُبْشُرْ فحين أَتَى

وافى الهناء مصاحبا بشرا)

وَقلت

(ظَنِّي بعز الدّين نجلك أَنه

يبْق لفعل مآثر وَمَكَارِم)

(فلذاك بشرت الْمَعَالِي نَفسهَا

من يَوْم مولده بعز دَائِم)

ص: 386

وَقلت

(أبشر بعز الدّين نجلا قوبلت

علياه بالإكرام والإجلال)

(رقمت يَد الْأَيَّام مِنْهُ طرازها

لما بدا بالعز والإقبال)

الْحَمد لله صلى الله عليه وسلم على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه وَسلم

هَذِه الرسَالَة أرسلها إِلَيّ الشَّيْخ برهَان الدّين ابْن القيراطي وَقد جاور فِي مَكَّة مَعَ الرجبية فِي سنة أَربع وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة ثمَّ حضر إِلَى الْقَاهِرَة ي سنة خمس وَسِتِّينَ وجهزها إِلَيّ ثمَّ عَاد إِلَى مَكَّة مجاورا مَعَ الرجبية سنة خمس وَسِتِّينَ فَكتبت إِلَيْهِ جوابها فِي شَوَّال سنة خمس وَسِتِّينَ وَسَبْعمائة وجهزته إِلَى مَكَّة ونسخته

يخْدم بسلامه الأَرْض حَيْثُ تنزل السَّمَاء فيروى الظماء وتعشب الدُّنْيَا بأياديه الْبيض فَهِيَ الحلوة الخضراء ويرعى الْكلأ وَلَا غَضْبَان ثمَّ من أنشأ

(وَأعلم إِن تَسْلِيمًا وتركا

للا متشابهان وَلَا سَوَاء)

وَحَيْثُ الملتجئ إِلَى حرم الله رَغْبَة وَرَهْبَة العائذ بِهِ لَا فَارًّا بخربة اللائذ مُتَعَلقا بِأَسْتَارِ الْكَعْبَة

وَأقسم بِمن منع أَن تختل الدُّنْيَا بِالدّينِ مَا خيل لي ختل وَلَا خطر لي لَو لم تأت بِهِ القافية ابْن خطل وَلَا دَار على طرف لساني وَلَا تحرّك مخضوب بناني لذكر خطأ وَلَا خطل وَمَا كل مخضوب البنان يَمِين

ص: 387

إيه وَحَيْثُ الطّواف بِالْبَيْتِ حجَّة عقب حجَّة وَالْعمْرَة فِي رَمَضَان عَاما بعد عَاما تعدل حجَّة بعد حجَّة والفرار إِلَى الله ذِي الْحجَّة الْبَالِغَة يَا لَهَا من حجَّة

وَحَيْثُ تُوضَع خَطَايَا وأوزار وَيرْفَع وَلَا يخْفض على الْجوَار عمل من حَيا على بعد أوزار فَكيف بِمن والى بَين رجبي مُضر مَزَار نزار ثمَّ أقسم وَقد خيم بذلك الفناء الْبَار أَنه أحب جوَار الله اعتزالا للنَّاس وَصرح بِأَنَّهُ لَا بدع لِجَار الله إِذا اعتزل وَأَشَارَ وكدت أصوبه لَكِن خشيت قَول ابْن عمر إِنِّي مِنْهُم بَرِيء ويقيني أَن الله بَرِيء من الْجَار

نعم وَحَيْثُ الْبَحْر العجاج رؤبة الْأَدَب وكعبته المحجوجة لكل مُحْتَاج والمنهل الَّذِي يروي وَفد الْبَيْت فتناديه الرواء {أجعلتم سِقَايَة الْحَاج} تفجر عيُونا فسقى الغضا والساكنيه ولحظه بالعناية والمشترك مَحْمُول على مَعَانِيه حاطه الله حَيْثُ أضحى وَأمسى وتولاه حَيْثُ سَار وَحل

مُؤديا بسلامه فَرِيضَة لَا يُخرجهَا عَن وَقتهَا وَلَا يَقْضِيهَا مهديا تحيته على مبلغ قدرته

ص: 388

والهدايا على مِقْدَار مهديها مبلغا بثينة بجميل القَوْل أَنِّي لست ناسيها وَلَا المضيع لَهَا سرا علمت بِهِ مَا عِشْت حَتَّى تجيب النَّفس داعيها

وَيُنْهِي بعد وصف شوق تبرجت الْجَاهِلِيَّة الأولى همومه وتخرجت كَأَنَّهَا حَاشِيَة كتاب دُرَر دُمُوعه الَّتِي مِنْهَا منثوره ومنظومه وتأرجت عِنْد ذكرى الرجبية ربوعه فَمَا أرج السحر ونسيمه وربيع مصر وبرسيمه أَنه ورد عَلَيْهِ كتاب رِسَالَة وقف مِنْهُ على مَا جرى بِهِ الْقَلَم فَوقف واستوقف كل أديب ليشاهد غرفا من جناته مَبْنِيَّة من فَوْقهَا غرف وَلم يجد مِثَالا لهَذَا الْمِثَال الْكَرِيم وَلَو وجد لوصف فَسكت مصغيا إِلَى تِلْكَ الْمقَالة وعوذ حل الرسَالَة بِخَاتم الرسَالَة صلى الله عليه وسلم وترشف من كلمها الطّيب سكرا كلما كرر حَلَاله حَلَاله

وَبَدَأَ بِبسْم الله فِي النّظم أَولا فَرَأى على حرزه من التَّيْسِير الإلهي عنوانا وَمن عقد اللآلي حلا وَأبْصر من قلائد عقيانه مَالا يوازن قيراطه بقنطار وَلَا

ص: 389

فعين الله على هَذِه الْكَلِمَة ذَات الْبَاء الْمُوَحدَة وَعين الذَّهَب دون لَفظهَا الَّذِي أذاب نضارا فأذاب قُلُوب الحسدة وَعين الْعِنَايَة مَعَ سرها الْمَمْدُود بألطاف على عمد ممددة لقد سرحت الْعين فِي روضها فلهَا جمال حِين تريح وَحين تسرح وتقلب الْبَصَر مِنْهَا فِي محَاسِن يبرح بالذمام وَلَا تَبْرَح وتلوت على صَدْرِي عِنْد سماعهَا بعد ضيق العطن {ألم نشرح}

وَلها الله آيَة أُوتيت من الْفضل وَحزبه ورقت الصب أَي رقية لكَونه أَخذ من صباها أَمَانًا لِقَلْبِهِ وَشهد ناظرها من عاملها الْعَرَبِيّ نطقا أَن حاسده أبْغض الْعَجم ناطقا إِلَى ربه دعت مجيبا من أول مرّة مهتزا إِذا خطرت من ذكر مية خطره يخْطر فِي رياضها فَلَا يجد رملا لَكِن معشبا بَين بَيَاض وَحُمرَة ومزنا من مَاء الفصاحة يروض لوقته وفننا يعرف الْوَلِيّ بِأَن الوسمي جَاءَ على سمته وعدنا من جنَّات الْكَلم نغترف الْعَدو ونجلوه من عوجه وَأمته

وفصلا من الْخطاب فاصلا وَأَسْمَاء من أَفعَال الْقُلُوب قَالَ السجع إِن لَهَا فِي الْقُلُوب منازلا وَثَبت عِنْدهَا الْمُحب منشدا

(قضى الله يَا أَسمَاء أَن لست زائلا

)

ص: 390

همز الْخَادِم لبائها ألفا وتنشق من عرفهَا متعرفا مَا خالطه مِنْهُ لَا من سلمى خياشيم وفا

وجهلت بِمَاذَا أصفها فَإِنَّهَا فَوق وصف الواصف وَغَايَة مَا قتل عِنْد إقبالها من قبل ذَلِك العاكف الطَّائِف ومجيئها من ذَلِك الْحرم

(وَمَا كل من وافى منى أَنا عَارِف

)

معترفا بِأَنَّهُ لَا يطول إِلَى الْمُعَارضَة وَأَن خُيُول فكره فِي ميدان هَذَا السَّابِق غير راكضة وَأَن سنة الله فِيمَن اعتزل هَذِه المحاسن أَن تصبح لَهُ السَّعَادَة رافضة

فانتقل عَن تَكْمِلَة الْجَواب إِلَى الْإِيضَاح والاستخبار عَن حالكم فِي تِلْكَ النواح أهوَ كَحال أهل هَذَا الإقليم الَّذِي أكثرت فِيهِ النوائح النواح لحادث طعن وطاعون حكم بِالشَّهَادَةِ لكل مُسلم وبالتكفير لغير الْمَدْيُون وبالاستبشار لمن قضى نحبه فِيهِ بِأَنَّهُ من الْأمة الَّتِي فناؤها على مَا قَالَ صلى الله عليه وسلم بالطعن والطاعون إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون رَحْمَة رَبنَا ودعوة نَبينَا صلى الله عليه وسلم وَمَوْت الصَّالِحين قُلْنَا لقد قيل لمن رام الْحَيَاة قبلنَا هَيْهَات لما تروم هَيْهَات فقد مَاتَ من لَا عمره مَاتَ ورخصت الْأَنْفس فبدلت نحبه واغتال الْمَوْت أسودا وَلَا بني

ص: 391

ضبة ووسعته نفوس كَانَت تضيق بهَا دمشق إِلَى الرحبة وتلاعب بالصغار وليدا فوليدا وَمَال إِلَى النِّسَاء ميلًا شَدِيدا

(فَرد شعورهن السود بيضًا

ورد وجوهه الْبيض سُودًا)

وَسَار بِسَيْفِهِ المسلول ونادى وكل صَاحب يَقُول لصَاحبه

(لَا ألفينك إِنِّي عَنْك مَشْغُول

)

(كل ابْن أُنْثَى وَإِن طَالَتْ سَلَامَته

يَوْمًا على آلَة حدباء مَحْمُول)

وَدَار دورا قَائِمَة على عمد

(وقفت فِيهَا أصيلالا أسائلها

عيت جَوَابا وَمَا بِالربعِ من أحد)

(أمست خلاء وَأمسى أَهلهَا احتملوا

أخنى عَلَيْهَا الَّذِي أخنى على لبد)

فَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم نفثة من مصدور وَكلمَة تعقب إِن شَاءَ الله كل فَرح وسرور وقولة نقولها وَإِلَى الله تصير الْأُمُور

(وَلَقَد حرصت بِأَن أدافع عَنْهُم

فَإِذا الْمنية أَقبلت لَا تدفع)

(وَإِذا الْمنية أنشبت أظفارها

ألفيت كل تَمِيمَة لَا تَنْفَع)

ص: 392

وَلَقَد شبت بَين الْعَرَب وَالتّرْك نَار لَا للقرى بل للقراع وَلَقَد نهضت الدهماء واضطرب النَّقْع المثار واشتبه الْمَتْبُوع بالأتباع وَلَقَد بَكت الْبيض وزعقت السمر فِي يَوْم أسود يطيب بِهِ الْمَوْت الْأَحْمَر وَإِن شمت الْعَدو الْأَزْرَق للبطل الشجاع

(من فتية من سيوف الْهِنْد قد علمُوا

أَن هَالك كل من يحفى وينتعل)

لقد قَامَت الْحَرْب على سَاق ورقت نسَاء الْأَعْرَاب وَلَكِن على الْحَيَاة حِين رأين الْأَنْفس إِلَى الْحمام تساق وَكم ذَات خدر فقدت وَاحِدهَا بَين الرفاق

(فَكرت تبتغيه فصادفته

على دَمه ومصرعه السباعا)

من كل مهند لمع وَكَأَنَّهُ الْبَرْق الخاطف وجرد فَكَأَنَّهُ الْقَضَاء الْجَارِي فِي المواقف وسل فَكَأَنَّهُ الْأسد الضاري فِي المخاوف وكل رديني هز فَكَأَنَّهُ الْغُصْن تناثرت ثماره وخطر فَكَأَنَّهُ قد الحبيب تدانى مزاره وَطعن فَكَأَنَّهُ وخز الشَّيْطَان تضرمت ناره

(من كل أَبيض فِي يَدَيْهِ أَبيض

أَو كل أسمر فِي يَدَيْهِ أسمر)

وَلَقَد طاحت الْغرْبَان برؤوس العربان وصاحت بِالْوَيْلِ وَالثُّبُور بَنَات طَارق لطوارق الْحدثَان وراحت بالأرواح أَقوام تعرف بِالْحَقِيقَةِ لَا بِحَدّ ورسم بل بِحَدّ وَسنَان وَتقول

ص: 393

(لَا نسب الْيَوْم وَلَا خلة

اتَّسع الْخرق على الراقع)

فسير صباح مسا ويضيق بالطوال والقصار من الظبا والرماح الفضا ويمتطي من العربيات أخلاء الرِّيَاح مَا يتَقَدَّم على مهل فَيتَأَخَّر مَعَ الْإِسْرَاع عَنْهَا الْهوى قَائِلا إِنَّمَا كنت خَلِيلًا من وَرَاء ورا

من كرائم الْخَيل المنصورة وعظائم السَّيْل وَقد ينْقل اللَّفْظ بِالْمَعْنَى والعلاقة مجَاز الصُّورَة وبهائم اللَّيْل المبصرة إِذا أسبل ديجوره مِنْهَا مُضْمر وَغير مُضْمر وسوابق يقصر عَنْهَا مدى النَّاظر وَإِن كرر عَلَيْهَا أبطال يَتلون {إِن أجل الله إِذا جَاءَ لَا يُؤَخر}

ومالت نَوَاصِيهَا ذَوَات الْخَيْر كَأَنَّهَا عُقُود ترائب وطالت غرتها كَأَنَّهَا انْتِظَار غَائِب وَقصر عجب ذنبها كَأَنَّهُ بِنَاء ذَاهِب وولولت أذنابها كَأَنَّهَا أَقْلَام كَاتب ولانت عريكتها كَأَنَّهَا لعبة لاعب وأسبغ ذيلها كَأَنَّهُ ذيل رَاهِب وَقَامَ صدرها كَأَنَّهُ نهضة واثب وتشخص مَوضِع ثدييها كَأَنَّهُمَا نهدا كاعب ودق منخرها كَأَنَّهُ

ص: 394

خنصر بَنَات الأعارب وابيض لَوْنهَا كَأَنَّهُ الصافي عَن الشوائب وحلا طول الحَدِيث عَنْهَا كَأَنَّهُ حَدِيث الحبائب

فلينتقل الْمَمْلُوك عَن ذكر الْأَخْبَار وحكاية مَا كَانَ وَصَارَ وَلَا يَد لَهُ بَيْضَاء فِي أسود ذَلِك النَّهَار إِلَى ذكر مَا نبه مِنْهَا على خلاف الأولى وَهُوَ وَاجِب الْقلب أَن لَا يكون قَامَ بِبَعْض الْفَرْض ويعرض غير معَارض على ذَلِك النَّاقِد بهرجه وَهُوَ فرق من يَوْم الْعرض وَيفتح بَابا للوقيعة فِيهِ لكنه اقْتدى بِأبي ضَمْضَم فدونك أَيهَا الأديب وَالْعرض وَيَقُول

(أبدا على جمر الغضى يتقلب

قلب بشرقي اللوا متغرب)

(ناء عَن الخيمات يحْسب أَنه

لجنان وصلك باللظى يتَقرَّب)

(وَلَقَد أعاتبه وَلَيْسَ بِنَافِع

عتب لمن هُوَ معنت لَا يعتب)

(إِن قلت ملت عَليّ قَالَ لأنني

قلب فَلَا عجب إِذا أتقلب)

(أفدي الغزال على حدائق مهجتي

يحيا ويرتع فِي الدِّمَاء ويلعب)

(وَأُرِيد مَا يبغيه بِي فَأَنا لَهُ

مستعذب بعذابه مستعذب)

(هُوَ زهرَة بِيعَتْ فَكنت المُشْتَرِي

وأخو الملاح على هَوَاهُ الْعَقْرَب)

(من لي بِصَاحِب حَاجِب سُلْطَانه

قَاض بِأَن لحاظه تتحجب)

ص: 395

(ذُو النُّون وَهُوَ رُوَيْم طرف وَجهه النوري

والجلاء وَهُوَ الْكَوْكَب)

(لم يرض إِلَّا الزّهْد فِي طَريقَة

والهجر فَهُوَ لغير معنى يغْضب)

(إِن قلت أسمعني كلامك قَالَ لي

أعدمت غير الدّرّ فِيهِ يرغب)

(أَو قلت أرشفني رضابك قَالَ لَا

مَا فِي الْوُجُود سوى المدامة تطلب)

(اطلب سوى ذَا قلت لَا أبغي سوى

هذَيْن فِي الدُّنْيَا وَلَا أترقب)

(بِاللَّه فاحسبني وَأحسن عشرتي

فَأجَاب إِنَّا أمة لَا نحسب)

(وأبى فَلَيْسَ يعدني سرا وَلَا

يصغي إِلَيّ وَرَاح أَيْضا يعتب)

(ويحرف الْكَلِمَات عَن أوضاعها

بِلِسَان سهم للجدار يرتب)

(فيزيل بالشبه الْبَرَاهِين الَّتِي

للحرم فِي كسر الْمُخَالف تنصب)

(وَلَقَد عددت سني وَهِي كَثِيرَة

لم أبْصر الْبُرْهَان فِيهَا يلْعَب)

(ولذاك أعرض لَا أعارض قَوْله

لَا أم لي إِن كَانَ ذَاك وَلَا أَب)

(أثنى عَلَيْهِ مُفردا يجد التَّوَكُّل

صِيغَة فِي جمعهَا يتسبب)

ص: 396

(وفى بِعَهْد إخائه إِذْ كَانَ إِبْرَاهِيم

فَهُوَ على الوفا لَا يذهب)

(الْعلم وصف وَالْوَفَاء سجية

بالوعد وَالْقَوْل الصَّحِيح الْمَذْهَب)

(وَله المعارف والعوارف والندى

يصفو ويعذب من جداه المشرب)

(وَإِذا يَقُول فَكل عُضْو سامع

لمقاله الصدْق الَّذِي لَا يكذب)

(لَا فرق بَين كَلَامه وَالسحر

إِلَّا أَنه السحر الْحَلَال الطّيب)

(هُوَ مَالك جلاب أَمْتعَة بِأَلْفَاظ

كَمثل الشهب أَو هِيَ أَشهب)

(وَلَقَد يلحن لفظ أَشهب إِن أَتَى

فِي أفعل التَّفْضِيل أَو يتَجَنَّب)

(يَا أَيهَا الْبَحْر الَّذِي كَلِمَاته

كالجوهر الْمكنون بل هِيَ أعجب)

(در يعز على كثير عزة

ويضيء مثل الصُّبْح مِنْهُ الغيهب)

(فِي مثل درته يحِق مقالكم

فَابْن المقفع فِي الْيَتِيمَة يسهب)

(ولسوقه يهدي مقالك واصفا

فَكَأَن قسا فِي عكاظ يخْطب)

(فَللَّه أسأَل أَن يمتعنا بِهِ

كلما بهَا الْأَمْثَال فِينَا تضرب)

(تبقى بَقَاء الدَّهْر تعجب أَهله

وتتيه من صلف عَلَيْهِ وتعجب)

لقد وصف الْمَمْلُوك مَا فِي ضَمِيره فَلَا يؤاخذه وَإِن وصف مضمرا وكاتبك يَا مَالك الرّقّ رَجَاء أَن يكون مُدبرا وفصلت برد لباسها قَائِلا {رب إِنِّي نذرت لَك مَا فِي بَطْني محررا}

(فأسبل عَلَيْهَا ستر مَعْرُوفك الَّذِي

سترت بِهِ قدما عَليّ عواري)

ص: 397