الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مائتان وأربعة وثمانون رجلا، وعني بالأثر وكان إماما زاهدا صوّاما صادقا كثير التهجّد مجاب الدعوة، قليل المثل، بحرا في العلم، مجتهدا، لا يقلد أحدا، بل يفتي بالأثر، وهو الذي نشر الحديث بالأندلس وكثّره، وليس لأحد مثل مسنده ولا تفسيره.
[قال ابن حزم أقطع أنه لم يؤلف في الإسلام مثل تفسيره (1)] ولا تفسير ابن جرير ولا غيره، قال: وقد روى في مسنده عن ألف وثلاثمائة صحابي ونيف، ورتّب حديث كل صاحب على أبواب الفقه. فهو مسند ومصنّف.
قال: وله تواليف في «فتاوى الصحابة والتابعين» فمن دونهم، أربى فيه على مصنّف عبد الرزاق، وابن أبي شيبة.
قال: فصارت تصانيف هذا الإمام قواعد للإسلام لا نظير لها، وكان لا يقلد أحدا، وكان جاريا في مضمار البخاري ومسلم والنسائي، انتهى.
وقال غيره: كان بقيّ متواضعا، ضيق العيش، كانت تمضي عليه الأيام في وقت طلبه ليس له عيش إلا ورق الكرنب الذي يرمى.
روى عنه ابنه أحمد، وأيوب بن سليمان المريّ، وأسلم بن عبد العزيز الغافقيّ، وآخرون. ولد في رمضان سنة إحدى ومائتين، ومات في جمادى الآخرة سنة ست وسبعين.
قال ابن عساكر: لم يقع إليّ حديث مسند من حديثه.
من اسمه بكر
111 -
بكر بن سهل الدمياطيّ أبو محمد (2).
(1) تكملة عن طبقات المفسرين للسيوطي، وبها يتم المعنى.
(2)
له ترجمة في: لسان الميزان للذهبي 2/ 51، ميزان الاعتدال للذهبي 1/ 354.
مولى بن هاشم، يروى عن عبد الله بن يوسف، وكاتب الليث، وطائفة.
وعنه: الطحاوي، والأصم، والطبراني، وخلق، وهو مقارب الحديث (1).
قال النسائي: ضعيف، وقال مسلمة بن القاسم: تكلم الناس فيه وضعفوه من أجل الحديث الذي يحدث به عن سعيد بن كثير، عن يحيى بن أيوب، عن مجمع بن كعب، عن مسلمة بن مخلد؛ رفعه:(أعروا النساء يلزمن الحجال (2)) وهذا الحديث أخرجه الطبراني عن مسلمة.
وله «تفسير» .
[توفي (3)] في سنة تسع وثمانين ومائتين، عن نيّف وتسعين سنة.
هذه الترجمة من «لسان الميزان» .
112 -
بكر بن محمد بن العلاء بن محمد بن زياد بن الوليد (4).
كنيته أبو الفضل، وأمه من ولد عمران بن حصين صاحب النبي صلى الله عليه وسلم.
وهو من أهل البصرة وانتقل إلى مصر، وهو من كبار فقهاء المالكيين، راوية للحديث، مذكور في أصحاب إسماعيل، وقيل: إنه لم يدرك إسماعيل ولا سمع منه، وقد حدث بكر عن إسماعيل في كتبه بالإجازة، ولا يبعد سماعه من إسماعيل إذ قد أدركه بالسن، كما تراه في وفاته، وسنه. وسمع من كبار أصحاب إسماعيل وغيرهم كابن خشنام، والقاضي أبي عمر، وإبراهيم بن حماد، وجعفر بن محمد الفريابي.
(1) في لسان الميزان «مقارب الحال» .
(2)
ذكره السيوطي في: الجامع الصغير ص 46، وضعفه.
(3)
تكملة عن: لسان الميزان.
(4)
له ترجمة في: ترتيب المدارك للقاضي عياض 3/ 290، حسن المحاضرة للسيوطي 1/ 450، الديباج المذهب لابن فرحون 100، العبر للذهبي 2/ 263.
وروى عن محمد بن صالح الطبريّ، وعن أحمد بن إبراهيم، وسعيد بن عبد الرحمن الكرابيسي؛ وأبي خليفة الجمحي، وغيرهم من أئمة الفقه والحديث.
حدث عنه من لا يعد كثرة من المصريين والأندلسيين والقرويين وغيرهم، وممن حدث عنه ابن عراك، وأبو محمد النحاس، وابن مفرج، وابن عيشون، وأحمد بن ثابت، وابن عون الله وغيرهم.
كان بكر من كبار الفقهاء المالكيين بمصر؛ وتقلد أعمالا للقضاء؛ وكان راوية للحديث عالما به، وأصله من البصرة وخرج من العراق لأمر اضطره، فنزل مصر قبل الثلاثين وثلاثمائة، وأدرك فيها رئاسة عظيمة، وكان قد ولي القضاء ببعض نواحي العراق، وعده أبو القاسم الشافعيّ في شيوخ المالكيين الذين لقيهم، وأثنى عليه.
وألف بكر كتبا جليلة، منها: كتاب «أحكام القرآن» المختصر من كتاب إسماعيل بن إسحاق، بالزيادة عليه، وكتاب «الرد على المزني» وكتاب «الأشربة» وهو نقيض كتاب الطحاوي، وكتاب «أصول الفقه» ، وكتاب «القياس» ، و «كتاب في مسائل الخلاف» ، وكتاب «الرد على الشافعي» في وجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم،
وكتاب «الرد على القدرية» ، وكتاب «من غلط في التفسير، والحديث، ومسألة الرضاع ومسألة بسم الله الرحمن الرحيم» ، و «رسالة إلى من جهل محل مالك بن أنس» من العلم وكتاب «مآخذ الأصول» وكتاب «ما في القرآن من دلائل النبوة» وغير ذلك.
وذكر أنّ بكرا قال: احتبس بولي، وأنا صبي نحو سبعة أيام، فأتى بي