المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

الفصل: ‌حرف العين المهملة

‌حرف العين المهملة

214 -

عالي بن إبراهيم بن إسماعيل أبو علي الغزنوي البلقي الحنفي (1).

الإمام ناصر الدين الملقب بتاج الشريعة، ويلقب نظام الإسلام أيضا، صاحب فنون، إمام في التفسير، والفقه، والعربية، والأصول، والجدل.

له «تفسير القرآن الكريم» . في مجلدين ضخمين، سماه «تفسير التفسير» أبدع فيه، تفقه عليه عبد الوهاب بن يوسف النحاس. توفي سنة إحدى- أو اثنتين، أو سنة خمس- وثمانين وخمسمائة.

ذكره القرشي في «طبقات الحنفية» .

215 -

عبد الله بن أحمد بن محمد بن المغلّس (2).

على مذهب داود، إليه انتهت رئاسة الداوديين في وقته: ولم ير مثله فيما بعد وكان فاضلا عالما نبيلا صادقا ثقة، مقدما عند جميع الناس ومنزله ببغداد على نهر مهدي، يقصده العالم من سائر البلدان. وتوفي لأربع خلون من جمادى الآخرة سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.

من تصانيفه «الموضح» «جوابات كتابات المزني» «المنجح» «المفصح» «أحكام القرآن» «الطلاق» «الولاء» .

(1) له ترجمة في: تاج التراجم لابن قطلوبغا 49، الجواهر المضيئة لعبد القادر بن محمد القرشي 1/ 271.

(2)

له ترجمة في: تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 9/ 385، تذكرة الحفاظ للذهبي 3/ 821، طبقات الشيرازي 150، العبر 2/ 201، الفهرست لابن النديم 218، اللباب لابن الأثير 2/ 100، المنتظم لابن الجوزي

6/ 286، النجوم الزاهرة 3/ 259.

ص: 228

216 -

عبد الله بن أحمد بن محمود أبو القاسم البلخيّ الحنفي (1).

صاحب التصانيف في علم الكلام، ذكره الخطيب فقال: من متكلمي المعتزلة البغداديين، أقام ببغداد مدة طويلة، واشتهرت بها كتبه؛ ثم عاد إلى بلخ فأقام بها إلى حين وفاته، وقال: توفي في أوائل شعبان سنة تسع عشرة وثلاثمائة انتهى.

وذكره النديم في «الفهرست» فقال: ويعرف بالكعبي، عالم متكلم، رئيس أهل زمانه.

وكان يكتب لقائد من قواد نصر بن أحمد يعرف بابن سهل، وكان أحمد ابن سهل خلع نصر بن أحمد وأقام بنيسابور، فلما ظفر بأحمد أخذ البلخي في جملة من أخذ فاعتقل، وبلغ علي بن عيسى الوزير أمره، فأنفذ من أشخصه هذا وفي وزارة حامد بن العباس، حضر البلخي مجلس أبي أحمد يحيى بن علي الذي كان يحضره المتكلمون وهم مجتمعون، فأعظموه ورفعوه، ولم يبق أحد إلا قام إليه.

ودخل يهودي وقد تكلم بعضهم في نسخ الشرع، فبلغوا إلى موضع من الكلام حكموا فيه أبا القاسم، وكان الكلام على اليهودي، فقال أبو القاسم الكلام عليك، فقال له اليهودي ما يدريك يا هذا؟ فقال له أبو القاسم:

انظر يا هذا، أتعرف ببغداد مجلسا للكلام أجل من هذا؟ قال: لا، قال:

أفتعلم من المتكلمين أحدا لم يحضر؟ قال: لا، قال: أفرأيت منهم أحدا لم يقم إليّ ويعظمني؟ قال: لا. قال: أفتراهم فعلوا ذلك وأنا فارغ، ثم قال:

(1) له ترجمة في: تاج التراجم لابن قطلوبغا 31، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 9/ 384، الجواهر المضيئة للقرشي 1/ 271، خطط المقريزي 2/ 348، الفهرست لابن النديم 34، لسان الميزان للذهبي 3/ 255، المنتظم لابن الجوزي 6/ 238. هدية العارفين للاسماعيلي 1/ 444، وفيات الأعيان لابن خلكان 2/ 248.

ص: 229

وله من الكتب «كتاب المقالات» وأضاف إليه «عيون المسائل والجوابات» فصار يعرف بكتاب «المقالات وعيون المسائل والجوابات» وكتاب «الغرر والنوادر» و «كتاب كيفية الاستدلال بالشاهد على الغائب» وكتاب «الجدل وآداب أهله وتصحيح علله» وكتاب «السنة والجماعة» وكتاب «المجالس» الكبير، وكتاب «المجالس» الصغير، وكتاب «نقض» كتاب الخليل على برغوث «وكتاب» مسائل الخجندي فيما خالف فيه أبا علي «وكتاب تأييد مقالة أبي الهذيل في الجبر» وكتاب «المضاهاة على برغوث» وكتاب «التفسير الكبير» للقرآن العظيم، وكتاب «فصول الخطاب في النقض على من تنبأ بخراسان» وكتاب «النهاية في الأصلح» على أبي علي، ونقضه عليه الصيمري، وكتاب «النقض على الرازي في العلم الإلهي» .

217 -

[عبد الله (1)] بن جعفر بن درستويه (2).

بضم الدال والراء، وضبطهما ابن ماكولا بفتحهما، ابن المرزبان النحويّ أبو محمد أحد من اشتهر وعلا قدره، وكثر علمه. جيّد التّصنيف صحب المبرّد، ولقي ابن قتيبة، وأخذ عنه الدارقطنيّ وغيره.

وكان شديد الانتصار للبصريين في النّحو واللغة، وثقه ابن منده وغيره، وضعّفه هبة الله اللّالكائيّ، وقال: بلغني أنه قيل له: حدّث عن عباس الدوريّ حديثا ونعطيك درهما، ففعل، ولم يكن سمعه منه.

(1) ساقط من الأصل، والتكملة عن مصادر الترجمة.

(2)

له ترجمة في: انباه الرواة للقفطي 2/ 113، البداية والنهاية لابن كثير 11/ 233، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 9/ 428، العبر للذهبي 2/ 276، الفهرست لابن النديم 63، مفتاح السعادة لطاش كبرى زاده 1/ 166 النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 3/ 321، نزهة الألباء لطاش كبرى زاده 283، وفيات الأعيان لابن خلكان 2/ 247.

ص: 230

قال الخطيب: وهذا باطل؛ لأنه كان أرفع قدرا من أن يكذب.

ولد سنة ثمان وخمسين ومائتين، ومات يوم الأحد لتسع بقين من صفر وقيل لست بقين منه سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.

صنّف «الإرشاد» في النحو، شرح «الفصيح» «الرد على المفضل في الرد على الخليل» «غريب الحديث» «المقصور والممدود» «معاني الشعر» «أخبار النحاة» «أدب الكاتب» «الهجاء» «الحيّ والميت» «التوسط بين الأخفش وثعلب في معاني القرآن» «تفسير السبع» ولم يتمه، «نقض كتاب ابن الراوندي على النحويين» «خبر قسّ بن ساعدة وتفسيره» «الأضداد» «الردّ على الفرّاء في المعاني» «جوامع العروض» «الرد على أبي زيد البلخيّ» في النحو.

218 -

عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن الحسين الإمام محب الدين أبو البقاء العكبريّ البغداديّ الضّرير النحويّ الحنبلي (1).

صاحب الإعراب، المقرئ الفقيه المفسر الفرضيّ اللغويّ، ولد ببغداد في اوائل سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة.

قال القفطي: أصله من عكبرا، وقرأ بالروايات على أبي الحسن البطائحيّ، وتفقه بالقاضي أبي يعلى بن الفرّاء، وأبي حكيم النهرواني، ولازمه حتى برع في المذهب والخلاف والأصول.

وقرأ العربية على أبي البركات يحيى بن نجاح، وابن الخشّاب، وأخذ

(1) له ترجمة في: انباه الرواة للقفطي 2/ 116، البداية والنهاية لابن كثير 13/ 85، الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب 2/ 109، العبر 5/ 61، مرآة الجنان لليافعي 4/ 32، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 6/ 246، وفيات الأعيان لابن خلكان 2/ 286. والعكبري:

بضم العين المهملة، وسكون الكاف، وفتح الباء الموحدة، وبعدها راء، نسبة الى عكبراء، وهي بليدة على دجلة فوق بغداد بعشرة فراسخ (وفيات الأعيان لابن خلكان 2/ 286).

ص: 231

اللغة عن ابن القصار، وحاز قصب السّبق في العربية، وصار فيها من الرؤساء المتقدمين، وقصده الناس من الأقطار، وأقرأ المذهب والنّحو واللّغة والخلاف والفرائض والحساب.

وسمع الحديث من أبي الفتح بن البطّي، وأبي زرعة المقدسيّ، وأبي بكر ابن النقور، وابن هبيرة الوزير، وغيرهم.

وكان صدوقا غزير الفضل كامل الأوصاف، كثير المحفوظ ديّنا، حسن الأخلاق متواضعا، وله تردّد إلى الرؤساء لتعليم الأدب.

أضرّ في صباه بالجدريّ، فكان إذا أراد التصنيف أحضرت إليه مصنّفات ذلك الفنّ، وقرئت عليه فإذا حصل ما يريده في خاطره أملاه، وكان لا تمضي عليه ساعة من نهار أو ليل إلا في العلم؛ سأله جماعة من الشافعيّة أن ينتقل إلى مذهبهم، ويعطوه تدريس النحو بالنظاميّة، فقال: لو أقمتموني وصببتم عليّ الذهب حتى واريتموني ما رجعت عن مذهبي.

وكان معيدا للشيخ أبي الفرج بن الجوزي في المدرسة، وقرأ عليه ابن النجار غالب تصانيفه، وهي كثيرة جدا منها «تفسير القرآن» «البيان في إعراب القرآن» في مجلدين، «إعراب الشواذ» «متشابه القرآن» «عدد الآي» «إعراب الحديث» كتاب «التعليق في مسائل الخلاف» في الفقه، «شرح الهداية لأبي الخطاب في الفقه» كتاب «المرام في نهاية الأحكام» في المذهب، كتاب «مذاهب الفقهاء» «الناهض في علم الفرائض» «بلغة الرائض في علم الفرائض» و «كتاب آخر في الفرائض» للخلفاء، «المنقع من الخطل في علم الجدل» «الاعتراض على دليل التلازم ودليل التنافي» جزء، «الاستيعاب في أنواع الحساب» «اللباب في علل البناء والإعراب» «شرح الإيضاح والتّكملة» «شرح اللمع» «التلقين في النحو» و «شرحه» ، «التلخيص في النحو» «الإشارة في النحو» «تعليق

ص: 232

على المفصل للزمخشري» «شرح الحماسة» «غوامض الألفاظ اللغوية للمقامات الحريرية» «شرح خطب ابن نباتة» «شرح بعض قصائد رؤية» «شرح لغة الفقه» أملاه على ابن النجار الحافظ «شرح ديوان المتنبي» «أجوبة مسائل وردت من حلب» «مسائل مفرقة» «المشرق المعلم في ترتيب إصلاح المنطق على حروف المعجم» «تلخيص أبيات شعر لأبي علي» «تهذيب الإنسان بتقويم اللسان» في النحو، «الإعراب عن علل الإعراب» «الترصيف في التصريف» «لباب الكتاب» «شرح أبيات الكتاب» وغير ذلك.

أخذ عنه العربية خلق كثير، وأخذ الفقه عنه جماعة، كالموفق بن صدقة، ويحيى بن يحيى الحرانيين.

وسمع الحديث منه خلق كثير، وروى عنه ابن الدّبيثي، وابن النجار، والضياء، وابن الصيرفي، وبالإجازة جماعة، منهم: الكمال البزاز البغدادي.

وتوفي ليلة الأحد ثامن ربيع الآخر سنة ست عشرة وستمائة، ودفن من الغد بمقبرة الإمام أحمد رضي الله عنه.

ومن شعره يمدح الوزير ابن القصاب:

بك أضحى جيد الزّمان محلى

بعد أن كان من علاه مخلى (1)

لا يجاريك في نجاريك خلق

أنت أعلى قدرا وأعلى محلا

دمت تحيي ما قد أميت من الفض

ل وتنفي فقرا وتطرد محلا

(1) انباه الرواة للقفطي،

ص: 233

وقال القطيعي: أنشدني أبو البقاء لنفسه:

صاد قلبي على العقيق غزال

ذو نفار وصاله ما ينال (1)

فاتر الطرف تحسب الجفن منه

ناعسا والنعاس منه مدال

219 -

عبد الله بن حنين بن عبد الله بن عبد الملك المالكي الكلابيّ (2).

مولاهم، كنيته أبو محمد، قرطبي، يعرف بابن أخي ربيع الصباغ.

سمع من الأعناقيّ، وأسلم، وأبي صالح أيوب بن سليمان، وابن لبابة، وأحمد بن خالد، وابن أيمن، وغيرهم، وأدرك ابن وضاح ولم يسمع منه.

وحج آخر عمره، فسمح بمصر من محمد بن زبّان الباهلي، سمع منه بها أبو سعيد بن يونس، وأبو عمر الكندي، وغيرهما.

كان معتنيا بالحديث، إماما فيه، بصيرا بعلله، حسن التأليف فيه، وله تآليف في معرفة الرجال وعلل الحديث، واختصر «مسند بقيّ بن مخلد» وكتاب «التفسير» له، وهو المبتدئ بتأليف كتاب «الاستيعاب لأقوال مالك» مجردة دون أقوال الصحابة (3)، الذي تممه أبو عمر المكوي، وأبو بكر المعيطيّ، وثقه أبو محمد الباجي وأثنى عليه.

قال أحمد بن سعيد: كان من أهل العلم واليقين والمروءة مع هدى حسن، وسمت عجيب، لم أر مثله وقارا وحلما وسعة في الحديث ومعانيه،

(1) الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب.

(2)

له ترجمة في: بغية الملتمس للضبي 317، جذوة المقتبس للحميدي 333، الديباج المذهب لابن فرحون 139.

(3)

في الديباج المذهب: «أصحابه» .

ص: 234

وكتب الناس عنه بالمشرق. توفي سنة ثمان عشرة، وقيل: تسع عشرة وثلاثمائة.

220 -

عبد الله بن سعيد بن حصين الكنديّ الكوفيّ الحافظ (1).

شيخ الإسلام، أبو سعيد الأشجّ، محدث الكوفة، وصاحب «التفسير» والتصانيف.

حدث عن هشيم، وأبي بكر بن عياش، وعبد الله بن إدريس، وعقبة بن خالد، وخلائق.

وعنه الأئمة الستة، وابن خزيمة، وأبو يعلى، وزكريا الساجي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأمم سواهم.

ذكره ابن أبي حاتم فقال: هو إمام أهل زمانه.

وقال محمد بن أحمد بن بلال الشّطويّ (2): ما رأيت أحدا أحفظ منه.

وقال النسائيّ: صدوق، مات في ربيع الأول سنة سبع وخمسين ومائتين، وقد زاد على التسعين، من صغار الطبقة العاشرة.

221 -

عبد الله بن سعيد بن محمد أبو محمد الشّقّاق القرطبيّ المالكي (3).

شيخ المفتين بها في وقته، وأحد أصحاب أبي عمر بن المكوي المختصين به، تفقه به وبقرنائه، وقرأ القرآن على ابن النعمان، وسمع من أبي محمد القلعي.

(1) له ترجمة في: تذكرة الحفاظ للذهبي 2/ 501، العبر 2/ 15.

(2)

الشطوي: بفتح الشين المعجمة والطاء المهملة. نسبة الى الثياب الشطوية وبيعها، وهي منسوبة الى شطا من أرض مصر (اللباب لابن الأثير 2/ 19).

(3)

له ترجمة: بغية الملتمس للضبي 332، ترتيب المدارك للقاضي عياض 4/ 729، الديباج المذهب لابن فرحون 139، الصلة لابن بشكوال 1/ 258، طبقات القراء لابن الجزري 1/ 420.

ص: 235

قال أبو مروان: كان أحد علماء الأندلسيين من النحارير المبرزين في الفقه والحفظ، والحذق بالفتوى والشروط والفرائض، والحساب. إماما في القراءات والتفسير، مشاركا في الأدب والعربية والخبر، وانفرد هو وصاحبه أبو محمد بن دحون برياسة العلم بقرطبة، وكانا خليلي صفاء.

قال أبو حيان: وكانا يرخصان في السماع، وقد ذكره الداني في «طبقات القراء» فقال: كان مقرئا، أقرأ في مسجده بقرطبة زمانا.

مات في آخر- رمضان سنة [ست](1) وعشرين وهو ابن إحدى وثمانين سنة، مولده سنة ست وأربعين وثلاثمائة (2).

222 -

عبد الله بن سليمان بن الأشعث (3).

ابن إسحاق بن بشير (4) بن عمرو بن عمران الأزدي السّجستاني أبو بكر بن أبي داود.

ولد بإقليم سجستان سنة ثلاثين ومائتين، وسمع سنة أربعين باعتناء أبيه ولذكائه، بخراسان، والجبال، وأصبهان، وفارس، والبصرة، وبغداد، والكوفة، ومكة، والشام، ومصر، والجزيرة، والثغور من علي بن خشرم (5) المروزيّ، وأبي داود سليمان بن معبد، وسلمة بن شبيب، ومحمد بن يحيى

(1) تكملة عن: ترتيب المدارك، والصلة.

(2)

في الأصل: «مولده سنة تسع وأربعمائة» ، والمثبت في مصادر الترجمة.

(3)

له ترجمة في: تاريخ أصبهان 2/ 66، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 9/ 464، تذكرة الحفاظ للذهبي 2/ 767، الرسالة المستطرفة للكتاني 46، طبقات الحنابلة 2/ 51، طبقات الشافعية للسبكي 3/ 307، طبقات العبادي 60، طبقات القراء لابن الجزري 1/ 420، العبر للذهبي 2/ 164، الفهرست لابن النديم 232، لسان الميزان 3/ 293، مرآة الجنان لليافعي 2/ 269، المنتظم لابن الجوزي 6/ 218، ميزان الاعتدال للذهبي 2/ 433، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 3/ 222.

(4)

في الأصل: «ابن كثير» ، والمثبت في: تاريخ بغداد، وتذكرة الحفاظ، وطبقات الشافعية.

(5)

خشرم، كجعفر. أنظر القاموس (خ ش ر م).

ص: 236

الذّهليّ، وأحمد بن الأزهر النيسابوري، وإسحاق بن منصور الكوسج، ومحمد ابن بشّار بندار، ومحمد بن المثنى، وعمرو بن علي، ونصر بن علي، وإسحاق ابن إبراهيم

النهشلي، وزياد بن أيوب، ويعقوب الدّورقيّ، ويوسف بن موسى القطان، وأحمد بن صالح، وأبي طاهر بن السّرح، ومحمد بن سلمة المرادي، وخلق كثير.

وروى عنه أبو بكر بن مجاهد المقرئ، وعبد الباقي بن قانع، ودعلج بن أحمد، وابن المظفّر، والدارقطنيّ، وأبو عمر بن حيويه، وأبو أحمد الحاكم، وأبو حفص بن شاهين، وأبو القاسم بن حبابة، وعيسى بن الوزير، وأبو طاهر المخلّص، ومحمد بن عمر بن زنبور، وأبو مسلم الكاتب، وجماعة كثيرة جدا، وبرع وساد الأقران.

قال الخطيب: رحل به أبوه من سجستان، فطوّف به شرقا وغربا، يسمع ويكتب، واستوطن بغداد.

وصنّف «المسند» و «السنن» و «التفسير» و «القراءات» و «الناسخ والمنسوخ» و «المصاحف» و «المصابيح» في الحديث، و «نظم القرآن» و «فضائل القرآن» و «شريعة التفسير» و «شريعة القارئ» و «البعث والنشور» وغير ذلك، وكان فقيها عالما حافظا.

قال عبد الله بن أبي داود: دخلت الكوفة ومعي درهم، فاشتريت به مدّا باقلّاء فكنت آكل منه وأكتب عن الأشجّ، فما فرغ الباقلاء حتى كتبت عنه ثلاثة آلاف حديث، ما بين مقطوع، ومرسل.

وقال أبو بكر بن شاذان: قدم ابن أبي داود أصبهان أو قال سجستان، فسألوه أن يحدّثهم، فقال: ما معي أصل، فقالوا: ابن أبي داود وأصل؟

قال: فأثاروني فأمليت عليهم من حفظي ثلاثين ألف حديث، فلما قدمت

ص: 237

بغداد، قال البغداديون: مضى إلى سجستان، ولعب بهم، ثم فيّجوا فيجا (1)، اكتروه بستة دنانير إلى سجستان، ليكتب لهم النسخة، فكتبت وجيء بها، وعرضت على الحفاظ، فخطّئوني في ستة أحاديث، ثلاثة منها حدّثت بها كما لو كنت حدّثت، وثلاثة أخطأت فيها.

وقال أبو بكر الخلال: كان ابن أبي داود أحفظ من أبيه.

وقال صالح بن أحمد الهمذانيّ: كان ابن أبي داود إمام أهل العراق، ونصب له السلطان المنبر، وكان في وقته بالعراق مشايخ أسند منه، فلم يبلغوا في الآلة والاتقان ما بلغ هو.

وقال ابن شاهين: أملى علينا ابن أبي داود، وما رأيت بيده كتابا، إنما كان يملي حفظا، وكان يقعد على المنبر بعد ما عمي ويقعد دونه بدرجة، ابنه بيده كتاب فيقول له: حديث كذا، فيسرده من حفظه، حتى يأتي على المجلس، قرأ علينا يوما حديث القنوت من حفظه فقام أبو تمام الزينبيّ وقال:

لله درك، ما رأيت مثلك إلا أن يكون إبراهيم الحربيّ، فقال: كل ما كان يحفظ إبراهيم الحربي فأنا أحفظه، وأنا أعرف النجوم وما كان يعرفها، وكان يتقلد لأحمد بأخرة.

وقال محمد بن عبيد الله بن الشخير: كان ابن أبي داود زاهدا ناسكا، صلّى عليه يوم مات نحو ثلاثمائة ألف إنسان. ومات في ذي الحجة سنة عشر وثلاثمائة، وله سبع وثمانون سنة، وصلّي عليه ثمانين مرة، رحمه الله وإيانا.

223 -

عبد الله بن طلحة بن محمد أبو بكر اليابريّ (2).

(1) الفيج: الجماعة من الناس. القاموس (ف ي ج).

(2)

له ترجمة في: نفح الطيب للمقري 2/ 648، نيل الابتهاج 131.

ص: 238

نزيل إشبيلية، كان ذا معرفة بالفقه والأصول والنحو والتفسير، خصوصا التفسير.

روى عن أبي الوليد الباجيّ وقرأ عليه الزّمخشريّ بمكة «كتاب سيبويه» وشرح «رسالة ابن أبي زيد» ، ورد على ابن حزم. واستوطن مصر مدّة وحج، فمات بمكة سنة ثماني عشرة وخمسمائة.

224 -

عبد الله بن عباس بن هاشم بن عبد مناف أبو العباس الهاشميّ المكي (1).

ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، سمع النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عن جماعة من الصحابة.

روى عنه سعيد بن جبير، وسعيد بن المسيّب، وعبيد الله بن عتبة، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وجماعة من التابعين. مات بالطائف سنة ثمان، ويقال سنة تسع وستين.

قال يحيى بن بكير: قال ابن عباس: ولدت قبل الهجرة بثلاث، وتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابن ثلاث عشرة.

له «تفسير» رواه عنه مجاهد، ورواه عن مجاهد، حميد بن قيس.

225 -

عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن محمد بن عقيل القرشي الهاشمي العقيليّ (2).

(1) له ترجمة في: تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 1/ 173، تذكرة الحفاظ للذهبي 1/ 40، خلاصة تذهيب الكمال للخزرجي 172، طبقات القراء للذهبي 1/ 41، العبر 1/ 76، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 1/ 182.

(2)

له ترجمة في: البدر الطالع للشوكاني 1/ 386، حسن المحاضرة للسيوطي 1/ 537، الدرر الكامنة لابن حجر 2/ 372، طبقات الشافعية للاسنوي 198، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 91 ب، طبقات

القراء لابن الجزري 1/ 428، طبقات النحاة لابن قاضي شهبة 334، مفتاح السعادة لطاش كبرى زاده 2/ 109، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 11/ 100.

ص: 239

الهمذانيّ الأصل، ثم البالسيّ المصريّ، قاضي القضاة، بهاء الدين بن عقيل الشافعيّ. نحويّ الديار المصرية.

قال الحافظ ابن حجر والصّفدي: ولد يوم الجمعة تاسع المحرم سنة ثمان وتسعين وستمائة، وأخذ القراءات عن التقيّ الصائغ، والفقه عن الزّين الكتانيّ (1)، ولازم العلاء القونويّ في الفقه والأصلين والخلاف والعربية والمعاني والتفسير والعروض، وبه تخرّج وانتفع، ثم لازم الجلال القزوينيّ وأبا حيان، وتفنّن في العلوم، وسمع من الحجّار، ووزيرة، وحسن بن عمر الكرديّ، والشرف بن الصابوني، والواني، وغيرهم.

وناب في الحكم عن القزوينيّ بالحسينية، وعن العز بن جماعة بالقاهرة، فسار سيرة حسنة، ثم عزل لواقع وقع منه في حق القاضي موفق الدين الحنبلي في بحث، فتعصّب صرغتمش له، فولي القضاء الأكبر، وعزل ابن جماعة، فكانت ولايته ثمانين يوما، وكان قوي النفس، يتيه على أرباب الدولة وهم يخضعون له، ويعظمونه.

ودرّس بالقطبية العتيقة، والخشابيّة، والجامع الناصريّ بالقلعة، وولي درس التفسير بالجامع الطولونيّ بعد شيخه أبي حيّان.

قال ابن قاضي شهبة في «طبقاته» : وختم به القرآن تفسيرا في مدّة ثلاث وعشرين سنة ثم شرع في أول القرآن بعد ذلك فمات في أثناء ذلك.

قال الإسنويّ في «طبقاته» : وكان إماما في العربية والبيان، ويتكلم في الأصول والفقه كلاما حسنا، وكان غير محمود التصرفات المالية، حاد الخلق، جوادا مهيبا، لا يتردد إلى أحد.

(1) في الأصل: «الكتناني» .

ص: 240

ولما تولى جاءه ابن جماعة فهنأه ثم راح إليه هو بعد ذلك، وجلس بين يديه، وقال: أنا نائبك، وعرف الناس في مدة ولايته اللطيفة مقدار ما بينه وبين ابن جماعة. انتهى.

وقال غيره: ما أنصف الشيخ جمال الدين الإسنوي ابن عقيل، وفي كلامه تحامل عليه، لأن ابن عقيل كان لا ينصفه في البحث في مجلس أبي حيان، وربما خرج عليه.

وله تصانيف: منها «التفسير» وصل فيه إلى أواخر سورة آل عمران، وله آخر مختصر لم يكمله سماه «بالتعليق الوجيز على الكتاب العزيز» و «مختصر الشرح الكبير» و «الجامع النفيس» في الفقه، جامع للخلاف والأوهام الواقعة للنووي وابن الرّفعة وغيرهما، مبسوط جدا، لم يتم، و «المساعد في شرح التسهيل» وأملى عليه مثلا، وعلى الألفية «شرحا» أملاه على أولاد قاضي القضاة جلال الدين القزويني، وله كتاب مطول على «مسألة رفع اليدين» ثم لخصه في كراس واحد، و «رسائل» على قول: أنا مؤمن إن شاء الله.

قرأ عليه شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني، وتزوج بابنته فأولدها قاضي القضاة جلال الدين، وأخاه بدر الدين.

روى عنه سبطه جلال الدين، والجمال بن ظهيرة، والشيخ ولي الدين العراقي.

ومات بالقاهرة ليلة الأربعاء ثالث عشري ربيع الأول سنة تسع وستين وسبعمائة، ودفن بالقرب من الإمام الشافعي رضي الله عنه.

ص: 241

ومن شعره:

قسما بما أوليتم من فضلكم

للعبد عند قوارع الأيام (1)

ما غاص ماء وداده وثنائه

بل ضاعفته سحائب الإنعام

226 -

عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام بن عبد الصمد التميمي الدارمي السمرقندي (2).

الإمام الحافظ شيخ الإسلام أبو محمد، صاحب «المسند» العالي الذي في طبقة «منتخب مسند» عبد بن حميد.

سمع بالحرمين، ومصر، والشام، والعراق، وخراسان، وحدّث عن يزيد ابن هارون، ويعلى بن عبيد، وجعفر بن عون، والأسود بن عامر، وأبي المغيرة الحمصي، وأبي علي الحنفي، والفريابي (3)، ومروان بن محمد، ويحيى ابن حسان التنيسي، والنّضر بن شميل، وأبي النضر هاشم بن القاسم، ووهب بن جرير، وعثمان بن عمر بن فارس، وحبان بن هلال، وزيد بن يحيى الدمشقي، وسعيد بن عامر الضّبعي، وسعيد بن أبي مريم، وأبي عاصم، وخلق كثير.

حدث عنه مسلم، وأبو داود، والترمذي، وبقي بن مخلد، وأبو زرعة، وصالح جزرة، والبخاري فيما رواه عنه الترمذي في «جامعه» ، ومطيّن، وخلائق.

(1) له ترجمة في: تذكرة الحفاظ للذهبي 2/ 534، تهذيب التهذيب لابن حجر 5/ 294، خلاصة تذهيب الكمال للخزرجي 173، الرسالة المستطرفة للكتاني 32، العبر للذهبي 2/ 8، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 3/ 22.

(2)

هو أبو عبد الله محمد بن يوسف الفريابي الحافظ، أكثر عن الأوزاعي والثوري. أدركه البخاري، ورحل اليه الإمام أحمد فلم يدركه، توفي سنة 212 هـ (العبر للذهبي 1/ 363).

(3)

بضم الضاد وفتح الباء الموحدة وفي آخرها عين مهملة. نسبة الى ضبيعة بن قيس بن ثعلبة (اللباب لابن الأثير 2/ 70).

ص: 242

قال عبد الصمد بن سليمان البلخيّ: سألت أحمد بن حنبل عن يحيى الحماني، فقال تركناه لقول عبد الله بن عبد الرحمن، لأنه إمام.

وقال إسحاق بن داود السمرقندي: قدم قريب لي، فقال: أتيت أحمد ابن حنبل فقال لي: أين أنت عن عبد الله بن عبد الرحمن، عليك بذاك السيد.

وقال نعيم بن ناعم: سمعت محمد بن عبد الله بن نمير يقول: غلبنا عبد الله بن عبد الرحمن بالحفظ والورع.

وقال إسحاق بن إبراهيم الوراق: سمعت محمد بن عبد الله المخرمي (1) يقول: يا أهل خراسان ما دام عبد الله بن عبد الرحمن بين أظهركم فلا تشتغلوا بغيره، قال: وسمعت أبا سعيد الأشج يقول: هذا إمامنا، وسمعت عثمان بن أبي شيبة يقول: أمر عبد الله أظهر من ذاك فيما يقولون، من البصر والحفظ وصيانة النفس عافاه الله.

وقال بندار: حفاظ الدنيا أبو زرعة، والبخاري، والدارمي، ومسلم.

وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: عبد الله بن عبد الرحمن إمام أهل زمانه.

وقال أبو حامد بن الشرقي: إنما أخرجت خراسان من أئمة الحديث خمسة، فذكر منهم عبد الله بن عبد الرحمن.

وقال محمد بن إبراهيم الشيرازي: كان الدارمي على غاية من العقل والديانة، ممن يضرب به المثل في الحلم، والدراية والحفظ، والعبادة

(1) في الأصل: «المخرومي» ، تحريف، صوابه في: تاريخ بغداد للخطيب البغدادي، والعبر.

وهو محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي الحافظ، روى عن وكيع وطبقته، وولي قضاء حلوان، مات سنة 254 هـ. (العبر 2/ 6).

والمخرمي: بفتح الميم وسكون الخاء وفتح الراء وفي آخرها ميم، نسبة الى مخرمة بن نوفل القرشي (اللباب لابن الأثير 3/ 109).

ص: 243

والزهادة، أظهر علم الآثار بسمرقند، وكان مصنفا (1) كاملا، وفقيها عالما.

وقال ابن حبان: كان من الحفاظ المتقنين، وأهل الورع في الدين، ممن حفظ وجمع، وتفقه وصنف، وحدث، وأظهر السنة في بلده، ودعا إليها، وذب عن حريمها، وقمع من خالفها.

وقال الخطيب أبو بكر البغدادي: كان أحد الحفاظ والرحالين، موصوفا بالثقة والزهد والورع، استقضي على سمرقند، وألح عليه السلطان حتى ولي، وقضى قضية واحدة، ثم استعفى فأعفى، وكان على غاية العقل ونهاية الفضل، يضرب به المثل في الديانة والحفظ والرزانة، والاجتهاد والعبادة، والزهادة والتقلل.

صنف «المسند» و «التفسير» .

قال إسحاق الوراق: سمعت الدارمي يقول: ولدت في سنة مات ابن المبارك سنة إحدى وثمانين ومائة.

وقال أحمد بن سيار: مات في سنة خمس وخمسين ومائتين يوم التروية، ودفن يوم عرفة يوم الجمعة، وهو ابن خمس وسبعين سنة. وكذا أرخ موته غير واحد وغلط من قال وفاته سنة خمسين.

قال إسحاق بن خلف: كنا عند محمد بن إسماعيل البخاري، فورد عليه كتاب فيه نعي الدارمي، فنكس رأسه ثم رفع واسترجع، وجعل تسيل دموعه على، [خديه (2)] ثم أنشأ يقول شعرا:

(1) في تهذيب التهذيب لابن حجر: «وكان مفسرا» .

(2)

تكملة عن: تهذيب التهذيب لابن حجر.

ص: 244

إن تبق تفجع بالأحبة كلهم

وبقاء نفسك لا أبا لك أفجع (1)

227 -

عبد الله بن عبد الكريم بن هوازن الإمام أبو سعد بن القشيري النيسابوري (2).

كان أكبر أولاد الشيخ، وكان كبير الشأن في السلوك والطريقة ذكيا غزير العربية.

قال السّمعاني: كان رضيع أبيه في الطريقة وفخر ذويه على الحقيقة، ثم بالغ في تعظيمه في التصوف، والأصول، والمناظرة، والتفسير، واستغراق الأوقات في العبادة والمراقبة.

روى عن أبي بكر الحيريّ، وأبي سعيد الصّيرفيّ.

وقدم بغداد مع والده فسمع من القاضي أبي الطيّب الطبريّ وغيره.

وكان والده يعامله معاملة الأقران، ويحترمه لما يراه عليه من الطريقة الصالحة.

روى عنه ابن أخته عبد الغافر بن إسماعيل الفارسيّ، وعبد الله الفراويّ، وآخرون.

ولد سنة أربع عشرة وأربعمائة، ومات في سادس ذي القعدة سنة سبع وسبعين وأربعمائة، قبل أمّه السيدة الطاهرة فاطمة بنت الأستاذ أبي علي الدقّاق بأربع سنين.

328 -

عبد الله بن عطية بن عبد الله بن حبيب، أبو محمد الدمشقي (3).

(1) تهذيب التهذيب لابن حجر 5/ 296.

(2)

له ترجمة في: الأنساب للسمعاني 453 ب، طبقات الشافعية للسبكي 5/ 68، العبر للذهبي 3/ 287.

(3)

ترجم له الذهبي في: تذكرة الحفاظ 3/ 1017، طبقات القراء لابن الجزري 1/ 433، طبقات القراء للذهبي 1/ 281، طبقات المفسرين للسيوطي 15، وطاش كبرى زادة في مفتاح السعادة 2/ 106.

ص: 245

المقرئ المفسّر العدل، إمام ثقة.

أخذ القراءة عرضا وسماعا عن جعفر بن حمدان بن سليمان، والحسن ابن حبيب ومحمد بن النضر الأخرم، وجعفر بن داود النيسابوري، وحدّث عن ابن جوصا وغيره.

روى القراءة عنه علي بن داود الداراني، وعبد الله بن سلمة المكتب، وغيرهما وكان ثقة ضابطا خيرا فاضلا.

قال عبد العزيز الكتاني: كان يحفظ خمسين ألف بيت شعر في الاستشهاد على معاني القرآن.

روى عنه أبو محمد بن أبي نصر، وطرفة الحرستانيّ (1)، وعبد الله بن سوار العنسيّ، وأبو نصر بن الحباب، وآخرون.

وكان إمام مسجد الجابية، وهو المسجد الذي داخل الباب، ويعرف اليوم بمسجد عطية. مات في شوال سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.

229 -

عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيّان (2).

بفتح المهملة بعدها تحتانية، الإمام الحافظ مسند زمانه، أبو محمد المعروف بأبي الشيخ الأصبهاني، صاحب المصنفات السائرة.

ولد سنة أربع وسبعين ومائتين، وسمع في سنة أربع وثمانين وهلم جرا، وكتب العالي والنازل، ولقي الكبار، سمع من جدّه لأمّه الزاهد محمود بن الفرج (3)، وإبراهيم بن سعدان، ومحمد بن عبد الله بن الحسن بن حفص

(1) في الأصل: «الخراساني» ، تحريف. صوابه في: طبقات القراء للذهبي، وطبقات القراء لابن الجزري، وطبقات المفسرين للسيوطي.

(2)

له ترجمة في: تذكرة الحفاظ للذهبي 3/ 945، الرسالة المستطرفة للكتاني 1/ 38، طبقات القراء لابن الجزري 1/ 447، العبر للذهبي 2/ 351، اللباب لابن الأثير 1/ 331، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 4/ 136.

(3)

في الأصل: «محمود بن الفرج بن إبراهيم بن سعدان» . تحريف، صوابه في: تذكرة الحفاظ للذهبي.

ص: 246

الهمذانيّ، رئيس أصبهان، ومحمد بن أسد المدينيّ، وأحمد بن محمد بن علي الخزاعيّ، وأبي بكر بن أبي عاصم، وإسحاق بن إسماعيل الرّمليّ، وأبي خليفة الجمحيّ، وأحمد بن الحسن الصّوفيّ، وأبي يعلى الموصليّ، وأبي عروبة الحراني، وكان مع سعة علمه وغزارة حفظه صالحا خيرا قانتا لله صدوقا.

حدّث عنه أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشّيرازيّ، وأبو بكر بن مردويه، وأبو سعد المالينيّ، وأبو نعيم، ومحمد بن علي بن سمّويه المؤدب، وسليمان بن حسنكويه، وحفيده محمد بن عبد الرزاق بن أبي الشيخ، والفضل بن محمد القاسانيّ، وأبو طاهر بن عبد الرحيم الكاتب، وخلق كثير.

قال ابن مردويه: ثقة مأمون، صنّف «التفسير» والكتب الكثيرة في الأحكام وغير ذلك.

وقال أبو بكر الخطيب: كان حافظا ثبتا متقنا، وروى عن بعض العلماء قال: ما دخلت على الطبرانيّ إلا وهو يمزح أو يضحك، وما دخلنا على أبي الشيخ إلا وهو يصلي.

قال أبو نعيم: كان أحد الأعلام.

وصنّف «الأحكام» و «التفسير» ، وكان يفيد عن الشيوخ ويصنّف لهم ستين سنة، وكان ثقة.

وروى عنه أبو بكر بن المقرئ وقال: أخبرنا عبد الله بن محمد القصير.

وعن يوسف بن خليل الحافظ قال: رأيت في النوم كأني دخلت مسجد الكوفة فرأيت شيخا طوالا لم أر شيخا أحسن منه، فقيل لي: هذا أبو محمد ابن حيان، فتبعته وقلت له: أنت أبو محمد بن حيان؟ قال: نعم. قلت:

ص: 247

أليس قد متّ؟ قال: بلى؛ قلت: فبالله ما فعل الله بك؟ قال: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ (1) الآية. فقلت: أنا يوسف بن خليل، جئت لأسمع حديثك وأحصل كتبك، فقال: سلمك الله وفقك الله. ثم صافحته فلم أر شيئا قط ألين من كفه، فقبلتها ووضعتها على عيني. قال أبو نعيم: توفي في سلخ المحرم سنة تسع وستين وثلاثمائة.

230 -

عبد الله بن عمر بن محمد بن علي أبو الخير قاضي القضاة ناصر الدين البيضاويّ (2).

كان إماما علامة، عارفا بالفقه والتفسير والأصلين والعربية والمنطق، نظّارا صالحا متعبّدا زاهدا شافعيا.

صنّف «مختصر الكشّاف» «المنهاج في الأصول» ؛ «شرحه» أيضا، «مختصر ابن الحاجب في الأصول» «شرح المنتخب في الأصول» للإمام فخر الدين، «شرح المطالع» في المنطق، «الإيضاح» في أصول الدين، «الغاية القصوى» في الفقه، «الطوالع» في الكلام، «شرح الكافية» لابن الحاجب، «شرح المصابيح» وغير ذلك.

ولي قضاء القضاة بشيراز، ودخل تبريز، وناظر بها، وصادف دخوله إليها مجلس درس قد عقد بها لبعض الفضلاء، فجلس القاضي ناصر الدين في أخريات القوم، بحيث لم يعلم به أحد، فذكر المدرّس نكتة زعم أن أحدا من الحاضرين لا يقدر على جوابها، وطلب من القوم حلها، والجواب عنها،

(1) الآية 74 من سورة الزمر.

(2)

أنظر ترجمته في: البداية والنهاية لابن كثير 13/ 309، طبقات الشافعية للسبكي 8/ 157، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 60 ب، مرآة الجنان لليافعي 4/ 220، مفتاح السعادة لطاش كبرى زاده 2/ 103، هدية العارفين لاسماعيل باشا البغدادي 1/ 462، 463.

ص: 248

فإن لم يقدروا فالحلّ فقط، فإن لم يقدروا فإعادتها، فلما انتهى من ذكرها، شرع القاضي ناصر الدين في الجواب، فقال له لا أسمع حتى أعلم أنك فهمتها، فخيّره بين إعادتها بلفظها أو معناها، فبهت المدرّس، وقال: أعدها بلفظها فأعادها، ثم حلها وبيّن أن في تركيبه إياها خللا، ثم أجاب عنها، وقابلها في الحال بمثلها، ودعا المدرّس إلى حلها، فتعذرت عليه، فأقامه الوزير من مجلسه، وأدناه إلى جانبه، وسأله من أنت؟ فأخبره أنه البيضاويّ، وأنه جاء في طلب القضاء بشيراز، فأكرمه، وخلع عليه في يومه، ورده وقضيت حاجته. مات سنة خمس وثمانين وستمائة بتبريز، كذا ذكره الصفديّ.

وقال ابن السبكيّ: سنة إحدى وتسعين.

231 -

عبد الله بن فرج بن غزلون اليحصبيّ (1).

يعرف بابن الغسّال؛ أبو محمد، الطليطليّ الأصل، الغرناطيّ الموطن.

قال في «تاريخها» : كان فقيها جليلا، زاهدا مفنّنا، فصيحا لسنا، الأغلب عليه حفظ الحديث والآداب والنحو، عارفا بالتفسير، [شاعرا](2) مطبوعا، فذّا في وقته، غريب الجود، ظرفا في الخير والزّهد والورع، له في كل علم سهم، وله في الوعظ تواليف، وأشعار في الزهد.

أقرأ في الفقه والتفسير، وألف، ووعظ الناس بجامع غرناطة.

وروى عن: أبي عمر بن عبد البرّ، ومكيّ بن أبي طالب، وأبي الوليد الباجيّ.

ومات يوم الاثنين لعشر خلون من شهر رمضان سنة سبع وثمانين وأربعمائة عن نيّف وثمانين سنة، ودفن من الغد، وكان له يوم مشهود، حشر إليه الناس رجالا ونساء.

(1) له ترجمة في: الصلة لابن بشكوال 1/ 276.

(2)

تكملة عن: الصلة لابن بشكوال.

ص: 249

232 -

عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظليّ التميمي (1).

مولاهم، أبو عبد الرحمن المروزيّ، أحد الأئمة الأعلام، ثقة ثبت، فقيه عالم، جواد مجاهد، جمعت فيه خصال الخير.

روى عن حميد الطويل، وحسين المعلم، وسليمان التيمي، وخلق.

وعنه معمر، والسفيانان وهم من شيوخه، وفضيل بن عياض، وحفص ابن سليمان الضّبعيّ، ويحيى القطان، والوليد بن مسلم، وخلق.

قال ابن عديّ: الأئمّة أربعة، سفيان ومالك، وحماد بن زيد، وابن المبارك.

وقال أحمد: لم يكن في زمن ابن المبارك أطلب للعلم منه، وكان صاحب حديث حافظا.

وقال ابن معين: ما رأيت من يحدّث لله إلا ستة، منهم ابن المبارك، وكان ثقة عالما متثبتا صحيح الحديث، وكانت كتبه التي حدث بها عشرين ألف. مات بهيت (2) منصرفا من الغزو، سنة إحدى وثمانين ومائة، وله ثلاث وستون سنة، أخرج له الجماعة.

وله من الكتب «السنن» ، و «التفسير» ، و «التاريخ» ، و «الزهد» .

وترجمته تحتمل أكثر من هذا.

233 -

عبد الله بن المبارك الدّينوريّ.

له التفسير المعروف «بالواضح» .

(1) له ترجمة في: تذكرة الحفاظ 1/ 274، الجواهر المضيئة للقرشي 1/ 281، حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني 8/ 162، الديباج المذهب لابن فرحون 130، العبر 1/ 280، الفهرست لابن النديم 228، اللباب لابن الأثير 1/ 334، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 2/ 103.

(2)

هيث: بلدة على الفرات فوق الأنبار (معجم البلدان لياقوت الحموي).

ص: 250

234 -

عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدّينوريّ النحويّ اللغويّ (1).

الكاتب: نزيل بغداد، قال الخطيب: كان رأسا في العربيّة واللغة والأخبار وأيّام الناس، ثقة ديّنا فاضلا.

ولي قضاء الدّينور، وحدث عن إسحاق بن راهويه، وأبي حاتم السّجستانيّ، وعنه ابنه القاضي أحمد، وابن درستويه.

وقال البيهقيّ: كان كرّاميّا.

وقال الدارقطنيّ: كان يميل إلى التشبيه واستبعد، بأن له مؤلفا في الردّ على المشبهة.

وقال الحاكم: أجمعت الأمة على أنه كذاب.

وقال الذهبيّ: ما علمت أحدا اتهم القتيبيّ في نقله؛ مع أن الخطيب قد وثّقه، وما أعلم الأمة أجمعت إلا على كذب الدجال، ومسيلمة.

صنّف: «إعراب القرآن» ، «معاني القرآن» ، «مختلف الحديث» ، «جامع النحو» ، «الخيل» ، «ديوان الكتّاب» ، «خلق الإنسان» ، «دلائل النبوة» ، «الأنواء» ، «مشكل القرآن» ، «غريب القرآن» ، «غريب الحديث» ، «إصلاح غلط أبي عبيد» ، «جامع النحو الصغير» ، «المسائل والأجوبة» ، «القلم» ، «الجوابات الحاضرة» ، «طبقات الشعراء» ، «الرد على القائل بخلق القرآن» ، وأشياء أخر.

(1) له ترجمة في: انباه الرواة للقفطي 2/ 143، الأنساب للسمعاني الورقة 443، البداية والنهاية لابن كثير 11/ 48، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 10/ 170، تذكرة الحفاظ 2/ 631، روضات الجنات 447، طبقات النحاة لابن قاضي شهبة 2/ 52، العبر 2/ 56، الفهرست لابن النديم 77، اللباب 2/ 242، لسان الميزان للذهبي 2/ 357، مرآة الجنان لليافعي 2/ 191، ميزان الاعتدال للذهبي 2/ 503، النجوم الزاهرة 3/ 75، نزهة الألباء 209، وفيات الأعيان لابن خلكان 2/ 246. وفي حواشي نزهة الألباء للأنباري، مراجع أخرى لترجمة عبد الله بن مسلم.

ص: 251

ولد سنة ثلاث عشرة ومائتين، واتفق أنه أكل هريسة فأصابه حرارة فبقي إلى الظهر، ثم اضطرب ساعة ثم هدأ، وما زال يتشهّد إلى السّحر؛ فمات وذلك في سنة سبع وستين.

235 -

عبد الله بن محمد بن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان بن خواستي (1).

أبو بكر الحافظ. العديم النظير، الثبت النحرير، العبسي مولاهم، الكوفيّ.

صاحب «المسند» و «المصنف» وغير ذلك.

سمع من شريك القاضي، وأبي الأحوص، وابن المبارك، وابن عيينة، وجرير بن عبد الحميد، وطبقتهم.

وعنه أبو زرعة، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، وأبو بكر ابن أبي عاصم، وبقيّ بن مخلد، والبغويّ، وجعفر الفريابيّ، وأمم سواهم.

قال الإمام أحمد: أبو بكر صدوق، هو أحبّ إليّ من أخيه عثمان.

وقال العجلي: ثقة حافظ. وقال الفلاس: ما رأيت أحفظ من أبي بكر ابن أبي شيبة. وكذا قال أبو زرعة الرازي.

وقال أبو عبيد: انتهى علم الحديث إلى أربعة: فأبو بكر بن أبي شيبة أسردهم له، وأحمد أفقههم فيه، وابن معين أجمعهم له، وابن المديني أعلمهم به.

(1) له ترجمة في: البداية والنهاية لابن كثير 10/ 315، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 10/ 66، تذكرة الحفاظ للذهبي 2/ 432، الرسالة المستطرفة للكتاني 40، العبر للذهبي 1/ 421، الفهرست لابن النديم 229، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 2/ 282.

ص: 252

وقال صالح بن محمد: أعلم من أدركت بالحديث وعلله، علي بن المدينيّ، وأحفظهم له عند المذاكرة أبو بكر بن أبي شيبة.

وقال الخطيب: كان أبو بكر متقنا حافظا.

صنّف: «المسند» و «الأحكام» و «التفسير» و «السنن» و «التاريخ» و «الفتن» و «صفين» ، و «الجمل» ، و «الفتوح». قال البخاريّ: مات في المحرم سنة خمس وثلاثين ومائتين.

236 -

عبد الله بن محمد بن حسن بن عبد الله بن عبد الملك (1).

الحافظ الثبت العلامة، أبو محمد الكلاعيّ، مولاهم، القرطبيّ الأندلسيّ، المعروف بابن أخي رفيع الصائغ.

روى عن محمد بن وضاح، ومحمد بن عبد السلام، وطبقتهما، وقد أدركهما.

وسمع من عبيد الله بن يحيى، والأعناقي، وطائفة، وكان بصيرا بالرجال والعلل.

اختصر «مسند بقيّ» و «تفسيره» وجوّد، وله تصانيف نافعة. مات في آخر سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.

237 -

عبد الله بن محمد بن سفيان الخزّار النحويّ أبو الحسن (2).

أخذ عن المبرّد وثعلب وغيرهما، وخلط المذهبين. وكان معلّما في دار الوزير أبي الحسن عليّ بن عيسى بن الجرّاح.

وصنّف: «معاني القرآن» له، وله من الكتب أيضا: «المختصر في

(1) له ترجمة في: تذكرة الحفاظ للذهبي 3/ 891.

(2)

له ترجمة في: انباه الرواة للقفطي 2/ 135، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 10/ 123، طبقات النحاة لابن قاضي شهبة 1/ 46، الفهرست لابن النديم 82.

ص: 253

النحو» «المقصور والممدود» ، «المذكر والمؤنث» ، «الفسيح» (1) في علم اللغة ومنظومها وغير ذلك. مات يوم الثلاثاء لليلة بقيت من ربيع الأوّل سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.

238 -

عبد الله بن محمد بن عبد الله أبو عبد الله الخشنيّ (2).

المالكي. المعروف بابن أبي جعفر، شيخ فقهاء وقته بشرق الأندلس، وأحفظهم للمذهب، مع المعرفة بالتفسير لكتاب الله تعالى، والتفنن في المعارف، والمشاركة في علوم.

سمع أباه، وأبا القاسم الطرابلسيّ، وأبا الوليد الباجي، وابن سعدون القرويّ، وهشام بن وضاح.

ولقي فقهاء طليطلة وقرطبة، أبا المطرف بن سلمة، وأبا جعفر بن رزق، وأبا الحسن بن حمديس، وغيرهم. وحجّ، فسمع بمكة من أبي عبد الله الطبريّ «كتاب مسلم» .

توفي بمرسية لثلاث خلون من شهر رمضان في سنة ست وعشرين وخمسمائة، ومولده سنة سبع وأربعين وأربعمائة.

239 -

عبد الله بن محمد بن عبد الكريم بن الحسن الكرجي أبو محمد (3).

إمام مرجوع إليه مقبول القول فقيه مناظر مفسّر.

صنّف في التفسير «مجموعا» كبيرا، وكان يحفظ الفقه، ويكرر عليه على كبر السن.

(1) كذا في الأصل، والفهرست لابن النديم. وفي انباه الرواة للقفطي: كتاب في علم اللغة ومنظومها.

(2)

له ترجمة في: بغية الملتمس للضبي 324، الصلة لابن بشكوال 1/ 284.

(3)

له ترجمة في: تاريخ قزوين للرافعي 378.

ص: 254

وسمع الحديث من أبيه، ومن السيد أبي حرب، وغيرهما. وأجاز له كثير من الأئمة، منهم الشيخ أبو سعد الحصيريّ. وتوفي سنة سبع وسبعين وخمسمائة بهمذان، ونقل إلى قزوين.

ذكره الرافعي في «تاريخ قزوين» .

240 -

عبد الله بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن علي بن جعفر بن منصور بن متّ شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري الهرويّ (1).

الحافظ العارف، من ولد أبي أيوب الأنصاريّ رضي الله.

قال عبد الغافر: كان إماما كاملا في التفسير، حسن السيرة في التصوّف، على حظ تام من معرفة العربيّة، والحديث، والتواريخ، والأنساب، قائما بنصر السنة والدين، من غير مداهنة ولا مراقبة لسلطان ولا غيره، وقد تعرضوا بسبب ذلك إلى إهلاكه مرارا، فكفاه الله شرهم.

قال ابن طاهر: سمعته يقول بهراة: عرضت على السيف خمس مرات لا يقال لي: ارجع عن مذهبك، ولكن يقال لي: اسكت عمن خالفك، فأقول:

لا أسكت. وسمعته يقول: أحفظ اثني عشر ألف حديث أسردها سردا.

سمع من عبد الجبار الجرّاحيّ، وأبي الفضل الجاروديّ، ويحيى بن عمّار السجزيّ المفسر، وأبي ذرّ الهرويّ، وخلائق.

وتخرج به خلق، وفسر القرآن زمانا، وكان يقول: إذا ذكرت التفسير فإنما أذكره من مائة وسبعة تفاسير.

(1) له ترجمة في: تذكرة الحفاظ للذهبي 3/ 1183، الرسالة المستطرفة للكتاني 45، طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 2/ 247، طبقات المفسرين للأدنةوي ورقة 35 ب، طبقات المفسرين للسيوطي 25، العبر للذهبي 3/ 297، المنتظم 9/ 44، النجوم الزاهرة لابن تغري.

بردي 5/ 127.

ص: 255

وله تصانيف منها «ذم الكلام» وكتاب «منازل السائرين» في التصوف، و «كتاب الفاروق» في الصفات، و «الأربعين» وغير ذلك.

وكان آية في التذكير والوعظ.

روى عنه أبو الوقت عبد الأول، وخلائق، آخرهم بالإجازة أبو الفتح نصر بن سيار.

ومولده سنة ست وتسعين وثلاثمائة، ومات في ذي الحجة سنة إحدى وثمانين وأربعمائة، عن أربع وثمانين.

241 -

عبد الله بن محمد بن عبد الله أبو بكر بن الناصح المفسّر (1).

كان فقيها شافعيا. روى عند الدارقطنيّ وأثنى عليه.

ولد بدمشق في ربيع الأول سنة ثلاث وسبعين ومائتين، وسكن مصر، ومات بها يوم الثلاثاء [في](2) رجب سنة خمس وستين وثلاثمائة.

242 -

عبد الله بن محمد بن عمر بن أبي بكر بن إسماعيل البريهيّ ثم السّكسكيّ أبو محمد (3).

قال الخزرجيّ: كان متفنّنا في العلوم، عارفا بالحديث والتفسير والفقه، والنحو واللغة، والتصوّف، ورعا صالحا، زاهدا عابدا صوفيا، له كرامات، سهل الأخلاق، مبارك التدريس، عظيم الصبر على الطلبة، كثير الحجّ. مات في المحرم سنة أربع وستين وسبعمائة.

(1) له ترجمة في: حسن المحاضرة للسيوطي 1/ 402، طبقات الشافعية للسبكي 3/ 314، طبقات القراء لابن الجزري 1/ 452، العبر للذهبي 2/ 338.

(2)

تكملة عن: حسن المحاضرة للسيوطي.

(3)

له ترجمة في: العقود اللؤلؤية للخزرجي 2/ 130.

ص: 256

243 -

عبد الله بن محمد بن محمد بن فورك (1).

ابن عطاء بن مهيار أبو بكر القبّاب (2)[الأصبهاني إمام وقته، مقرئ مفسر مشهور، قرأ على: أبي بكر الداجوني، وابن شنّبوذ (3)] وجعفر بن الصباح واختار اختيارا من القراءة.

روى عنه الهذلي، قرأ عليه أبو بكر عبد الله بن محمد بن أحمد العطار (4)، ومنصور بن محمد بن المقدر (5)، ومحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني، وأحمد ابن محمد بن صالح.

قال الحافظ أبو العلاء: فأما أبو بكر القباب فمن جلة قراء أصبهان، ومن العلماء بتفسير القرآن، كثير الحديث، ثقة نبيل.

توفي يوم الأحد خامس عشر ذي القعدة سنة سبعين وثلاثمائة، قيل إنه بلغ المائة. ذكره ابن الجزري في «طبقات القراء» .

244 -

عبد الله بن يحيى بن المبارك أبو عبد الرحمن بن أبي محمد اليزيديّ البغدادي (6).

(1) أنظر ترجمته في: الأنساب للسمعاني ورقة 440 أ، تذكرة الحفاظ للذهبي 3/ 960، طبقات القراء لابن الجزري 1/ 454، العبر للذهبي 2/ 356، اللباب لابن الأثير 2/ 238، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 4/ 139.

(2)

بفتح القاف والباء المشددة الموحدة وبعد الألف باء ثانية، نسبة الى عمل القباب التي هي كالهوادج (اللباب لابن الأثير 2/ 238).

(3)

ما بين القوسين تكملة عن: طبقات القراء لابن الجزري. والترجمة هنا منقولة بالنص عن ابن الجزري.

(4)

في الأصل: «القطان» والمثبت في: طبقات القراء لابن الجزري. والعطار هو عبد الله بن أحمد أبو القاسم العطار الأصبهاني، قرأ على أبي بكر عبد الله القباب (طبقات القراء لابن الجزري 1/ 447).

(5)

في الأصل: «المنذر» والمثبت في طبقات القراء لابن الجزري.

وابن المقدر هو: منصور بن محمد بن عبد الله الأصبهاني المقرئ، قرأ علي أبي عبد الله بن محمد بن فورك (طبقات القراء لابن الجزري 2/ 314).

(6)

له ترجمة في: طبقات القراء لابن الجزري 1/ 463.

ص: 257

ثقة مشهور، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن أبيه [عن](1) أبي عمرو، وله عنه نسخة.

قال الحافظ أبو عمرو الداني: وهو من أجل الناقلين عنه، وله كتاب حسن في «غريب القرآن» .

روى عنه القراءة: ابنا أخيه العباس وعبد الله ابنا محمد بن أبي محمد، وأحمد بن إبراهيم وراق خلف، وجعفر بن محمد الأدمي، وبكران بن أحمد.

ذكره ابن الجزري في «طبقات القراء» ، ولم يؤرخ وفاته.

245 -

عبد الله بن أبي نجيح يسار المكيّ أبو يسار الثّقفيّ (2).

مولاهم، ثقة، رمي بالقدر، وربما دلس، من السادسة. مات سنة إحدى وثلاثين ومائة.

أخرج حديثه الأئمة الستة، وترجمته تحتمل أكثر من هذا، فيراجع «التهذيب» للمزي.

246 -

عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن محمّد بن حيّويه الشيخ أبو محمد (3).

(1) تكملة عن: طبقات القراء لابن الجزري.

(2)

له ترجمة في: خلاصة تذهيب الكمال للخزرجي 183، العبر للذهبي 1/ 173، ميزان الاعتدال للذهبي 2/ 515.

(3)

له ترجمة في: الأنساب للسمعاني 144 ب، البداية والنهاية لابن كثير 12/ 55، تبيين كذب المفتري 257، طبقات الشافعية للسبكي 5/ 73، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 20 أ، طبقات العبادي 212، طبقات المفسرين للسيوطي 15، طبقات ابن هداية الله 48، العبر للذهبي 3/ 188، اللباب لابن الأثير 1/ 257، مرآة الجنان لليافعي 3/ 58، معجم البلدان لياقوت 2/ 165، مفتاح السعادة لطاش كبرى زادة 2/ 324، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 5/ 42، وفيات الأعيان لابن خلكان 2/ 250.

ص: 258

والد إمام الحرمين، أوحد زمانه، علما وزهدا، وتقشفا زائدا، وتحرّيا في العبادات.

كان يلقّب ركن الإسلام، له المعرفة التامّة بالفقه والأصول، والتفسير والنحو والأدب، وكان لفرط الديانة مهيبا، لا يجري بين يديه إلا الجدّ والكلام، إمّا في علم أو زهد وتحريض على التحصيل.

سمع الحديث من القفال، وعدنان بن محمد الضّبّيّ، وأبي نعيم عبد الملك بن الحسن، وابن محمش، وببغداد من أبي الحسين بن بشران، وجماعة.

روى عنه ابنه إمام الحرمين، وسهل بن إبراهيم المسجديّ، وعلي بن أحمد المديني، وغيرهم.

تفقه أولا على أبي يعقوب الأبيورديّ بناحية جوين، ثم قدم نيسابور، واجتهد في الفقه على أبي الطيب الصعلوكيّ، ثم ارتحل إلى مرو قاصدا القفال المروزيّ، فلازمه حتى تخرّج به، مذهبا وخلافا، وأتقن طريقته، وعاد إلى نيسابور سنة سبع وأربعمائة، وقعد للتدريس والفتوى، ومجلس المناظرة، وتعليم العام والخاصّ، وكان ماهرا في إلقاء الدروس.

وأما زهده وورعه فإليه المنتهى.

قال شيخ الإسلام أبو عثمان الصّابونيّ: لو كان الشيخ أبو محمد في بني إسرائيل لنقل إلينا شمائله ولا افتخروا به.

ومن ورعه أنه ما كان يستند في داره المملوكة له إلى الجدار المشترك بينه وبين جيرانه، ولا يدقّ فيه وتدا، وإنه كان يحتاط في أداء الزكاة، حتى كان يؤدي في سنة واحدة مرّتين، حذرا من نسيان النية، أو دفعها إلى غير مستحقّ.

ص: 259

وعن الشيخ أبي محمد، أنه قال: نحن من العرب، من قرية يقال لها سنبس.

ومن ظريف ما يحكى ما ذكره أبو عبد الله الفراويّ قال: سمعت إمام الحرمين يقول: كان والدي يقول في دعاء قنوت الصبح: لا تعقنا عن العلم بعائق، ولا تمنعنا عنه بمانع.

وروي أن الشيخ أبا محمد رأى إبراهيم الخليل عليه السلام في منامه، فأومأ لتقبيل رجليه، فمنعه ذلك تكريما له. قال: فقبلت عقبيه، وأوّلت ذلك البركة والرّفعة تكون في عقبي.

قال الشيخ تاج الدين السبكيّ: وأيّ بركة ورفعة مثل إمام الحرمين ولده. توفي الشيخ أبو محمد سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة بنيسابور.

قال أبو صالح المؤذّن: غسّلته، فلما لففته في الأكفان رأيت يده اليمنى إلى الإبط منيرة كلون القمر، فتحيّرت وقلت هذه بركات فتاويه.

ومن تصانيفه: «الفروق» و «السّلسلة» و «التبصرة» في الفقه، و «التذكرة» و «مختصر المختصر» و «شرح رسالة الشافعي» و «مختصر في موقف الإمام والمأموم» ، وله «تفسير» كبير يشتمل على عشرة أنواع من العلوم، في كل آية.

ومن شعره يرثي بعض أصدقائه:

رأيت العلم بكاء حزينا

ونادى الفضل وا حزنا وبؤسى (1)

سألتهما بذاك فقيل أودى

أبو سهل محمد بن موسى

(1) طبقات الشافعية للسبكي.

ص: 260

247 -

عبد الله- وقيل عبد الباقي- بن محمد بن الحسين بن داود بن ناقيا (1).

الأديب الشاعر اللغويّ المترسّل. هو من أهل الحريم الطاهريّ، وهي محلة ببغداد، وكان فاضلا بارعا.

له مصنفات كثيرة حسنة مفيدة، منها مجموع سمّاه «ملح الممالحة» ومنها كتاب «الجمان في تشبيهات القرآن» وله «مقامات أدبيّة» مشهورة، و «مختصر الأغاني» في مجلد واحد، و «شرح كتاب الفصيح» ، وله «ديوان شعر» كبير، وله «ديوان رسائل» .

ومن شعره:

أخلّاي ما صاحبت في العيش لذّة

ولا زال من قلبي حنين التّذكر

ولا طاب لي طعم الرقاد ولا [اجتلت (2)]

لحاظي مذ فارقتكم حسن منظر

ولا عبثت كفي بكأس مدامة

يطوف بها ساق ولا جسّ مزهر

وكان ينسب إلى التعطيل ومذهب الأوائل، وصنف في ذلك مقالة، وكان كثير المجون.

وحكى الذي تولى غسله بعد موته أنه وجد يده اليسرى مضمومة، فاجتهد حتى فتحها، فوجد فيها كتابة بعضها على بعض، فتمهل حتى قرأها. فإذا فيها مكتوب:

(1) له ترجمة في: لسان الميزان للذهبي 3/ 384، وفيات الأعيان لابن خلكان 2/ 284.

(2)

تكملة عن: في وفيات الأعيان لابن خلكان: «اجتنت» .

ص: 261