الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من اسمه علي
332 -
علي بن إبراهيم بن سعيد بن يوسف بن سعيد (1).
الإمام أبو الحسن الحوفيّ تم المصريّ النحويّ الأوحد، من قرية شبرا من حوف بليس.
له «تفسير» جيد، سمّاه:«البرهان في تفسير القرآن» ، وكتاب «إعراب القرآن» في عشر مجلدات، و «الموضح في النحو» وكتب أخر.
أخذ عن أبي بكر الأدفويّ، وكان حويّا قارئا وأخذ عنه خلق من المصريين. مات بكرة يوم السبت مستهل ذي الحجة سنة ثلاثين وأربعمائة.
333 -
علي بن إبراهيم بن سلمة بن بحر أبو الحسن القطّان (2).
الإمام الحافظ القدوة، محدّث قزوين وعالمها، ولد سنة أربع وخمسين ومائتين، ورحل في هذا الشأن، وكتب الكثير.
سمع أبا حاتم الرازي، وإبراهيم بن ديزيل سيفنّة، ومحمد بن الفرج الأزرق، والقاسم بن محمد الدّلال، والحارث بن أبي أسامة، وأبا عبد الله ابن ماجة صاحب «السنن» ، وإسحاق بن إبراهيم الدّبري، ويحيى بن عبدك القزويني وخلقا سواهم.
(1) له ترجمة في: انباه الرواة للقفطي 2/ 219، الأنساب للسمعاني 181 أ، البداية والنهاية 12/ 47، حسن المحاضرة للسيوطي 1/ 532، طبقات المفسرين للأدنة 31 أ، طبقات المفسرين للسيوطي 25، طبقات النحاة لابن قاضي شهبة 2/ 132، العبر 3/ 172، اللباب 1/ 239، معجم الأدباء لياقوت 5/ 80، مفتاح السعادة لطاش كبرى زاده 2/ 107، وفيات الأعيان لابن خلكان 2/ 461.
(2)
له ترجمة في: تذكرة الحفاظ للذهبي 3/ 856، العبر للذهبي 2/ 267، معجم الأدباء 5/ 79، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 3/ 315.
روى عنه الزبير بن عبد الواحد الحافظ، وأبو الحسن النحوي، وأحمد بن علي بن لال (1)، والقاسم بن أبي المنذر الخطيب، وأبو سعيد عبد الرحمن بن محمّد القزويني، وأبو الحسين أحمد بن فارس اللغوي، وآخرون.
وتلا عليه بحرف الكسائي أحمد بن نصر الشّذائيّ عن قراءته على الحسن ابن علي الأزرق.
قال الخليلي: أبو الحسن شيخ عالم بجميع العلوم والتفسير والفقه والنحو واللغة، وكان له بنون، محمد، وحسن، وحسين ماتوا شبابا، وسمعت جماعة من شيوخ قزوين، يقولون: لم ير أبو الحسن مثل نفسه، في الفضل والزهد، أدام الصيام ثلاثين سنة، وكان يفطر على الخبز والملح، وفضائله أكثر من أن تعد. مات سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
334 -
علي بن إبراهيم بن علي الأنصاري المالقي أبو الحسن (2).
قال في «تاريخ غرناطة» آية الله في الحفظ وثقوب الذهن والنّجابة في الفنون، وفصاحة الإلقاء، إمام في العربية لا يشق فيها غباره، حفظا وبحثا وتوجيها واطلاعا وعثورا على سقطات الأعلام، ذاكرا للغات والآداب، قائما على التفسير، مقصودا للفتيا عاقدا للوثيقة، ينظم وينثر، سليم الصدر، أبيّ النفس، كثير المشاركة.
قرأ على أبي عبد الله بن الفخّار، وأبي عمرو بن منظور، سكن سلا وأقرأ بها الفقه والتفسير والعربية، وناظر بها، ونوّه به.
(1) ابن لال، بلامين بينهما ألف، معناه بالفارسية: الأخرس (الرسالة المستطرفة للكتاني 36).
وهو: الامام أبو بكر أحمد بن علي بن أحمد الهمذاني. مفتي همذان، له مصنفات في علوم الحديث، غير أنه كان مشهورا بالفقه. توفي سنة 398 هـ (العبر للذهبي 3/ 67).
(2)
له ترجمة في: حسن المحاضرة للسيوطي 1/ 551، الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب 1/ 436، النجوم الزاهرة لابن تغري 6/ 183.
335 -
علي بن إبراهيم بن نجا بن غنائم الأنصاري الدمشقي الفقيه الحنبلي الواعظ المفسر، زين الدين أبو الحسن بن رضي الدين أبي الطاهر المعروف بابن نجية.
نزيل مصر سبط الشيخ أبي الفرج الشيرازي الحنبلي.
ولد بدمشق سنة ثمان وخمسمائة فيما ذكره ابن نقطة، والمنذري.
وغيرهما.
وقال ناصح الدين بن الحنبلي: سنة عشر.
وسمع بدمشق من أبي الحسن علي بن أحمد بن قيس، وسمع درس خاله شرف الإسلام عبد الوهاب. وتفقه به، وسمع التفسير منه، وأحب الوعظ وغلب عليه، فاشتغل به.
قال ناصح الدين: قال لي: حفظني خالي مجلس وعظ، وعمري يومئذ عشر سنين، ثم نصب لي كرسيا في داره، وأحضر لي جماعته، وقال: تكلم، فتكلمت، فبكى. قال: وكان ذلك المجلس يذكره بنصه وهو ابن تسعين، وكان بطيء النسيان وكان لا يخطب في مجلسه، وإنما يدعو عقيب القراءة، ثم يقرأ مقرئ آيات من القرآن فيفسّرها ويوسع في ذكره، ثم يذكر فصولا، وعنده من كلام العرب والعجم، فيلقن من الفصول ما يختار.
وبعثه نور الدين محمود بن زنكي رسولا إلى بغداد سنة أربع وستين وخمسمائة فسمع هناك من سعد الخير بن محمد الأنصاري كثيرا، ومن [عبد (1)] الصبور بن عبد السلام، وعبد الخالق بن يوسف، وغيرهم.
واجتمع هناك بالشيخ عبد القادر وغيره من الأكابر، ووعظ بجامع المنصور، وانتقل إلى مصر من قبل دولة صلاح الدين، وأقام بها إلى أن مات. وكان يعظ بها بجامع القرافة مدة طويلة.
(1) تكملة عن: الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب.
وقال أبو شامة: كان صلاح الدين يكاتبه، ويحضر مجلسه هو وأولاده:
العزيز، وغيره.
وحكى عنه السّلفي في «معجم شيوخ بغداد» ، وروى عنه الحافظ عبد الغني، وابن خليل، والضياء المقدسي، وأبو سليمان بن الحافظ عبد الغني، وعبد الغني بن سليمان، وخطيب مردا، وجماعة. وأجاز للمنذري، وأحمد بن أبي الخير بن سلامة وغيرهما.
وتوفي في شهر رمضان- قال المنذري: في سابعه، وقال ابن نقطة: في ثامنه- سنة تسع وتسعين وخمسمائة بالشارع، ظاهر القاهرة، ودفن من الغد بسفح المقطم، رحمه الله تعالى.
ذكره ابن رجب.
336 -
علي بن إبراهيم بن أبي بكر نور الدين الأنصاريّ المقسميّ الشافعيّ (1).
ويعرف بالكلبشاويّ (2)، ويقال فيه أيضا: الصالحيّ، ولد في حادي عشر شعبان سنة أربعين وثمانمائة.
أخذ عن المناوي والشروانيّ، والشّمنيّ، والكافيجيّ، والتقيّ الحصني، والتقيّ القلقشنديّ، وصحب الشيخ مدين، وناب في القضاء والجمع، وقطن جامع الزهد.
وله تصنيف سماه «الفيض القدسي على آية الكرسي» في عدة كراريس أجاد فيه.
(1) له ترجمة في الضوء اللامع للسحاوي 5/ 152.
(2)
في الأصل: «الكبشاوي» تحريف، والصواب في الضوء اللامع. والكلبشاوي: بفتح أوله وثالثه بينهما لام ثم معجمة، نسبة لكلبشا، بجوار مليج من الغربية (الضوء اللامع 11/ 223).
337 -
علي بن إبراهيم بن هاشم القمّيّ أبو الحسن المحمديّ (1).
من مصنفي الإمامية.
ذكره محمد بن إسحاق النديم في «الفهرست» ، وقال: له من الكتب «التفسير» و «الناسخ والمنسوخ» و «فضائل القرآن» و «المغازي» و «الشرائع» .
يروى عن ابن أبي داود، وابن عقدة، وجماعة.
قال الذهب في «الميزان» : رافضي جلد. له تفسير فيه مصائب، ولم يؤرخ وفاته.
338 -
علي بن أحمد بن الحسن بن إبراهيم التجيبيّ الإمام أبو الحسن الحرالّيّ (2).
وحرالة من أعمال مرسية. قال الذهبي: ولد بمراكش، وأخذ العربية عن ابن خروف، وحج ولقي العلماء، وجال في البلاد وشارك في عدة فنون، ومال إلى النظريات وعلم الكلام، وأقام بحماة وبها مات، وله «تفسير» فيه عجائب ولم أتحقق بعد ما كان منطويا عليه من العقيدة غير أنه تكلم في علم الحروف والأعداد وزعم أنه يستخرج [من](3) علم [الحروف](4) وقت خروج الدجال، ووقت طلوع الشمس من مغربها، ويأجوج ومأجوج.
وكان ابن تيمية يحط من كلامه، ويقول تصوفه على طريقة الفلاسفة، ورأيت جماعة يتكلمون في عقيدته.
(1) له ترجمة في: الفهرست للطوسي 209، الفهرست لابن النديم 222، معجم الأدباء لياقوت 5/ 77، ميزان الاعتدال للذهبي 3/ 111.
(2)
له ترجمة في: الفهرست للطوسي 209، الفهرست لابن النديم 222، معجم الأدباء لياقوت 5/ 77، ميزان الاعتدال للذهبي 3/ 111.
(3)
له ترجمة في: سير أعلام النبلاء للذهبي ج 13 ق 2 ص 231، طبقات المفسرين للسيوطي 22، العبر للذهبي 5/ 157، لسان الميزان 4/ 204، ميزان الاعتدال 3/ 114، النجوم الزاهرة 6/ 317، نفح الطيب للمقري 2/ 187، نيل الابتهاج 201.
(4)
تكملة عن: لسان الميزان لابن حجر العسقلاني، وميزان الاعتدال للذهبي.
وله «تأليف في المنطق» و «شرح الأسماء الحسنى» وغير ذلك، وكان من أحلم الناس بحيث يضرب به المثل ولا يقدر أحد يغضبه.
مات سنة سبع وثلاثين وستمائة، هذا كلام الذهبي في «تاريخه» .
وذكره في «الميزان» فقال: صنّف «تفسيرا» وملأه بحقائق ونتائج فكره، وكان الرجل فلسفي التصوف، وزعم أنه يستخرج من علم الحروف وقت خروج الدجال ووقت [طلوع](1) الشمس من مغربها. وهذه علوم وتحديدات ما علمتها رسل الله، بل كل منهم حتى نوح عليه السلام يتخوّف من الدجّال، وينذر أمته الدجال، وهذا نبينا صلى الله عليه وسلم يقول:
(إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه)، وهؤلاء الجهلة إخوته يدّعون معرفة متى يخرج. نسأل الله السلامة.
ويذكر عن أبي الحسن الحرالّيّ مشاركة قوية في الفضائل، وحسن سمت، ولا أعلم له رواية.
مات بحماة قبل الأربعين وستمائة، وأرخه ابن الأبار في شعبان سنة ثمان وثلاثين.
وكان لقي أبا الحسن بن خروف، ومحمد بن عمر القرطبيّ.
ومن تصانيفه «مفتاح الباب المقفل لفهم الكتاب المنزل» جعله قوانين كقوانين أصول الفقه. وحكى عنه أنه أقام سبع سنين يجاهد نفسه، حتى صار من يعطيه الدنانير الكثيرة ومن يزدري به سواء.
وذكر ابن الأبار أنه أقام ببلبيس مدّة، وذكر عنه أنه قال: إذا أذّن العصر أموت، فلما جاء العصر أجاب المؤذن ومات رحمه الله تعالى.
(1) تكملة عن: ميزان الاعتدال للذهبي، ولسان الميزان للسبتي.
339 -
علي بن أحمد بن محمد بن علي بن متّويه الإمام أبو الحسن الواحديّ النّيسابوريّ (1).
كان أوحد عصره في التفسير، لازم أبا إسحاق الثّعلبي، وأخذ العربيّة عن أبي الحسن القهندزيّ (2) الضرير، ودأب في العلوم وأخذ اللغة عن أبي الفضل أحمد بن محمد بن يوسف العروضي، صاحب أبي منصور الأزهري، وسمع [أبا طاهر](3) بن محمش [الزّياديّ، وأبا بكر أحمد بن الحسن (4)] الحيريّ وجماعة، وروى عنه أحمد بن عمر الأرغيانيّ، وعبد الجبار بن محمد الخواريّ، وطائفة. وكان نظام الملك يكرمه ويعظّمه، وكان حقيقا بالاحترام والإعظام؛ لولا ما كان فيه من إزرائه على الأئمة المتقدمين، وبسط اللّسان فيهم بما [لا] يليق.
(1) له ترجمة في: انباه الرواة للقفطي 2/ 223، البداية والنهاية لابن كثير 12/ 114، دمية القصر للباخرزي 203، روضات الجنات للخوانساري 484، طبقات الشافعية للسبكي 5/ 240، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 26 ب، طبقات القراء لابن الجزري 1/ 523، طبقات المفسرين للسيوطي 23، طبقات النحاة لابن قاضي شهبة 2/ 135، طبقات ابن هداية الله 58، العبر للذهبي 3/ 267، المختصر في أخبار البشر لأبي الفداء 2/ 192، مرآة الجنان لليافعي 2/ 96، معجم الأدباء لياقوت الحموي 5/ 97، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 5/ 104، وفيات الأعيان لابن خلكان 2/ 464. وانظر في حواشي انباه الرواة مراجع اخرى لترجمته.
(2)
بضم القاف والهاء وسكون النون وضم الدال المهملة وفي آخرها الزاي، هذه النسبة الى قهندز، وهو من بلاد شتى، وهو المدينة الداخلة المسورة. اللباب لياقوت 3/ 13. وهو عند ياقوت بفتح
القاف والهاء والدال، معجم البلدان لياقوت 4/ 210 والقهندزي هذا هو:
علي بن محمد بن إبراهيم. نكت الهميان للصفدي 215.
(3)
ما بين القوسين، عن طبقات الشافعية للسبكي.
(4)
عن طبقات الشافعية للسبكي.
صنف التفاسير الثلاثة «البسيط» [والوسيط (1)] و «الوجيز» ومنه أخذ أبو حامد الغزالي أسماء كتبه الثلاثة. و «أسباب النزول» و «المغازي» و «الإغراب في الإعراب (2)» و «شرح الأسماء الحسنى» وسماه «التحبير» ، و «شرح ديوان المتنبي» و «نفي التحريف عن القرآن الشريف» و «كتاب الدعوات» و «كتاب تفسير النبيّ صلى الله عليه وسلم» وغير ذلك. وتصدّر للإفادة والتدريس مدة، وله شعر حسن.
وفيه قيل:
قد جمع العالم في واحد
…
عالمنا المعروف بالواحدي (3)
مات بنيسابور في جمادى الآخرة سنة ثمان وستين وأربعمائة.
قال الواحديّ في تفسير سورة القتال، عند قوله تعالى: وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ (4): أخبرني أبو الحسن محمد بن أحمد بن الفضل ابن يحيى، عن محمد بن عبيد الله بن الكاتب، قال: قدمت مكة، فلما وصلت إلى طيزناباذ (5) ذكرت بيت أبي نواس:
بطيزناباذ كرم ما مررت به
…
إلا تعجبت ممّن يشرب الماء
فهتف بي هاتف، أسمع صوته ولا أراه:
(1) كذا في الأصل، وهو يوافق ما في: معجم الأدباء. وفي طبقات الشافعية للسبكي:
(2)
معجم الأدباء لياقوت.
(3)
سورة محمد 15.
(4)
بكسر أوله وسكون ثانية ثم زاي مفتوحة ثم نون وبعد ألفها باء موحدة وآخره ذال معجمة: موضع بين الكوفة والقادسية على حافة الطريق على جادة الحاج (معجم البلدان لياقوت 3/ 569).
(5)
طبقات الشافعية للسبكي، ومعجم البلدان لياقوت.
وفي الجحيم حميم ما تجرّعه
…
حلق فأبقى له في البطن أمعاء (1).
وقال في [تفسير (2)] سورة (ألم نشرح (3)) بسنده أنّ العتبيّ قال:
كنت ذات ليلة في البادية بحالة من الغمّ، فألقى في روعي بيت من الشّعر، فقلت:
أرى الموت لمن أص
…
بح مغموما له أروح (4)
فلمّا جنّ الليل سمعت هاتفا يهتف في الهواء:
ألا [يا](5) أيها المرء الّ
…
ذي الهمّ به برّح
وقد أنشد بيتا لم
…
يزل في فكره يسبح
إذا اشتدّ بك العسر
…
ففكّر في ألم نشرح
فعسر بين يسرين
…
إذا أبصرته فافرح
340 -
علي بن إسماعيل بن أبي بشر إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن بلال بن أبي بردة [بن](6) أبي موسى الأشعريّ صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو الحسن المتكلم (7).
(1) معجم البلدان لياقوت، وطبقات الشافعية للسبكي.
(2)
تكملة عن: طبقات الشافعية للسبكي.
(3)
الآية الأولى من سورة الانشراح.
(4)
طبقات الشافعية للسبكي.
(5)
ساقط من الأصل، وهو في طبقات الشافعية للسبكي، وبه يستقيم الوزن.
(6)
عن طبقات الشافعية للسبكي.
(7)
له ترجمة في: الأنساب للسمعاني 39 أ، البداية والنهاية لابن كثير 11/ 187، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 11/ 346، تذكرة الحفاظ للذهبي 3/ 821، الجواهر المضيئة 1/ 353، الديباج المذهب لابن فرحون 193، روضات الجنات 474، طبقات الشافعية للسبكي 3/ 347، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ورقة 7 ب، العبر للذهبي 2/ 202، الفهرست لابن النديم 181، مفتاح السعادة لطاش كبرى زاده 2/ 152، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 3/ 259، وفيات الأعيان لابن خلكان 2/ 446.
ولد سنة ستين ومائتين، كان مالكيا، صنف لأهل السنة التصانيف، وأقام الحجج على إثبات السنن، وما نفاه أهل البدع من صفات الله تعالى ورؤيته وقدم كلامه وقدرته عز وجل، وأمور السمع الواردة من الصراط والميزان، والشفاعة والحوض، وفتنة القبر الذي نفته المعتزلة، وغير ذلك من مذاهب أهل السنة والحديث، فأقام الحجج الواضحة عليها من الكتاب والسنة، والدلائل الواضحة العقلية، ودفع شبه المبتدعة ومن بعدهم من الملحدة والرافضة، وصنف في ذلك التصانيف المبسوطة التي نفع الله بها الأمة، وناظر المعتزلة وظهر عليهم.
وكان أبو الحسن القابسي يثني عليه، وله رسالة في ذكره لمن سأله عن مذهبه فيه، أثنى عليه وأنصفه، وأثنى عليه أبو محمد بن أبي زيد وغيره من أئمة المسلمين.
ولأبي الحسن من التآليف المشهورة كتب كثيرة جدا، عليها معول أهل السنة، ككتاب «الموجز» وكتاب «التوحيد والقدر» وكتاب «الأصول الكبير» وكتاب «خلق الأفعال» الكبير، وكتاب «الصفات» وكتاب «الاستطاعة» ، وكتاب «الرؤية» ، وكتاب «الأسماء والأحكام، والخاص والعام» ، وكتاب «إيضاح البرهان» ، وكتاب «الحث عن البحث» و «النقض على البلخيّ» و «النقض على الجبّائي» والنقض «على ابن الراوندي» و «النقض على الخالدي» ، وكتاب «الدامغ» و «أدب الجدل» ، و «جوابات الطبريين» ، و «جوابات النعمانيين» و «جوابات الجرجانيين» ، و «الجوابات الخراسانية» ، و «جوابات الرامهرمزيين» ، و «جوابات الشيرازيين» ، و «النوادر» ، و «الرد على الفلاسفة» و «نقض كتاب الإسكافي» و «كتاب الاجتهاد» وكتاب «المعارف» ، و «الرد على الدهريين» و «الرد على المنجمين» و «مقالات الإسلاميين» و «المقالات» الكبير، و «نقض كتاب التاج» ، و «كتاب
النبوات» وكتاب «اللمع» الكبير، وكتاب «اللمع» الصغير، و «كتاب الشرح والتفصيل» ، وكتاب «الإبانة في أصول الديانة» وله الكتاب المسمى «بالمختزن في علوم القرآن» كتاب عظيم جدا بلغ فيه سورة الكهف وقد انتهى مائة جزء، وقيل إنه أكبر من هذا، ومن وقف على تواليفه رأى أن الله تعالى أمده بتوفيقه، وذكر أنه كان في ابتداء أمره معتزليا، ثم رجع إلى هذا المذهب الحق ومذهب أهل السنّة، فكثر التعجب منه، فسئل عن ذلك فأخبر أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان وأمره بالرجوع إلى الحق ونصره، فكان ذلك والحمد لله. توفي أبو الحسن رحمه الله تعالى سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، ذكره عياض في «المدارك» .
وفي ترجمته في كتاب «الوفيات» لابن خلكان، والأشعريّ: بفتح الهمزة، وسكون الشين المعجمة، وفتح العين المهملة، وبعدها راء، هذه النسبة إلى أشعر، واسمه نبت بن أدد بن زيد، وإنما قيل له أشعر، لأن أمّه ولدته والشّعر على يديه، هكذا قاله ابن السمعانيّ.
341 -
علي بن إسماعيل بن يوسف القونويّ العلامة علاء الدين (1).
ولد بقونية من بلاد الروم سنة ثمان وستين وستمائة، وقدم دمشق سنة ثلاث وتسعين، فدرّس بالإقبالية، ثم قدم القاهرة، فولى مشيخة سعيد السعداء.
سمع أبا الفضل أحمد بن هبة الله بن عساكر، والأبرقوهيّ، والدمياطي، وابن دقيق العيد، وأبا حفص عمر بن القواس، وابن الصواف، وابن القيم،
(1) له ترجمة في: البداية والنهاية لابن كثير 14/ 147، البدر الطالع للشوكاني 1/ 439، الدرر الكامنة 3/ 93، طبقات الشافعية للسبكي 6/ 144 (ط. الحسينية)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ورقة 73 ب، مرآة الجنان لليافعي 4/ 280.
وغيرهم ولازم الشمس الأيكيّ، وتقدّم في معرفة علم التفسير والفقه والأصول والتصوّف وكان محكما للعربية، قويّ الكتابة. له يد طولى في الأدب، أقام ثلاثين سنة يصلّي الصبح جماعة، ثم يقرأ إلى الظهر، ثم يصليها، ويأكل شيئا في بيته، ثم يذهب إلى عيادة مريض أو تهنئة أو نحو ذلك، ثم يرجع وقت حضور الخانقاه الصلاحية ويشتغل بالذكر إلى آخر النهار.
وولي تدريس الشريفية. وتخرّج به جماعة في أنواع من العلوم.
قال الإسنويّ: وكان أجمع من رأيناه للعلوم خصوصا العقلية واللغوية، لا يشار فيها إلا إليه، وكان قليل المثل من عقلاء الرّجال، صالحا كثير الإنصاف، طاهر اللسان، مهيبا وقورا. وكان الناصر يعظمه ويثني عليه.
ولي قضاء الشام فباشره بعفّة وصلف، ولم يغير عمامته الصوفية، خرّج له الذهبي جزءا حدّث به، وسمعه منه أبو إسحاق التنوخيّ، ولما استقر في القضاء أخرج من وسطه كيسا فيه ألف دينار بحضرة الفخر المصري وابن جملة، وقال: هذه حضرت معي من القاهرة، ثم طلب الإقالة من القضاء فلم يجب.
صنّف «شرح الحاوي» ، و «مختصر منهاج الحليميّ» ، و «شرح التعرف في التصوّف» ، و «اختصر المعالم في الأصول» ، وفيه يقول ابن الوردي:
إن رمت تذكر في زمانك عالما
…
متواضعا فابدأ بذكر القونوي (1)
ولي القضاء وصار شيخ شيوخهم
…
والقلب منه على التصوف منطوي
زادوه تعظيما فزاد تواضعا
…
الله أكبر هكذا البشر السّوي
(1) الدرر الكامنة لابن حجر.
مات في منتصف ذي القعدة سنة تسع وعشرين وسبعمائة، بعد أن مرض أحد عشر يوما بورم الدماغ، وتأسّف الناس عليه، رحمه الله تعالى وإيابا.
342 -
علي بن أنجب بن عثمان بن عبد الله بن عبد الله بن عبد الرحمن ابن عبد الرحيم (1).
الإمام المحدّث البارع المؤرّخ الكبير تاج الدين أبو طالب البغدادي المعروف بابن الساعي.
خازن كتب المستنصرية، ولد في شعبان سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة، وقرأ القراءات علي أبي البقاء العكبريّ، وسمع الحديث من جماعة.
وكان فقيها قارئا بالسبع، محدّثا مؤرخا، شاعرا لطيفا كريما.
له مصنفات كثيرة في التفسير والحديث والفقه والتاريخ وغير ذلك، منها:
«مختصر تفسير البغوي» و «ذيل علي كامل ابن الأثير» في خمس مجلدات، و «تاريخ» في ستة وعشرين مجلدا و «شرح على مقامات الحريري» في خمسة وعشرين مجلدا، و «شعراء زمانه» في عشر مجلدات، و «طبقات الفقهاء» في ثمان مجلدات، و «معجم الأدباء» في خمس مجلدات، و «مناقب الخلفاء» و «تاريخ الوزراء» و «سيرة الخليفة الناصر» ، وغير ذلك.
قال الذهبي: وقد أورد الكازروني في ترجمة ابن الساعي أسماء المصنفات التي صنفها، وهي كثيرة جدا لعلها وقر بعير، منها «مشيخته بالسماع
(1) له ترجمة في: البداية والنهاية لابن كثير 13/ 270، تاريخ علماء بغداد للخطيب البغدادي 137، تذكرة الحفاظ للذهبي 4/ 1469، الرسالة المستطرفة للكتاني 141، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 55 ب.
والإجازة» في عشر مجلدات، وقرأ على ابن النجار «تاريخه لبغداد» ، وقد تكلم فيه فالله أعلم.
وكان يحصل له من الدولة ذهب جيّد على عمل هذه التآليف، وله أوهام، وعمّر، واشتهر، وما هو من أحلاس الحديث، بل عداده في الأخباريين. مات ببغداد في رمضان سنة أربع وسبعين وستمائة عن إحدى وثمانين سنة، ووقف كتبه على النظامية.
ذكره ابن قاضي شهبة.
343 -
علي بن جمعة بن زهير بن قحطبة الأزديّ أبو الحسن القزوينيّ (1).
كان ديّنا عالما بالأدب والتفسير والحديث، وسمع بقزوين أباه، وهارون ابن هزاري، ويحيى بن عبدك، وبالري أبا حاتم، وبهمذان حمدان بن المغيرة السّكّريّ، وببغداد عبيد بن شريك، ومحمد بن يونس، وبمكة علي بن عبد العزيز.
روى عنه علي بن أحمد الأستاذ، وحدث عنه عمر بن عبد الله بن زاذان، توفي سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، وقيل: سنة تسع.
أورده الرافعي في «تاريخ قزوين» .
344 -
علي بن حجر- بضم المهملة وسكون الجيم- ابن إياس السّعديّ المروزيّ الحافظ الكبير أبو الحسن (2).
(1) له ترجمة في: تاريخ قزوين. للرافعي 4/ 406.
(2)
له ترجمة في: تذكرة الحفاظ للذهبي 2/ 450، خلاصة تذهيب الكمال للخزرجي 230، العبر للذهبي 1/ 443، اللباب لابن الأثير 1/ 544، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 2/ 319.
رحّال جوّال، سمع شريكا، وإسماعيل بن جعفر، وهشيما، وابن المبارك، وأمثالهم، وعنه الجماعة- سوى أبي داود، وابن ماجة- وأبو بكر ابن خزيمة، والحسن بن سفيان، وخلق.
قال محمد بن علي بن حمزة المروزي: كان فاضلا حافظا، نزل بغداد ثم تحول إلى مرو.
قال النسائي، ثقة مأمون حافظ.
وقال الخطيب: كان صدوقا متقنا حافظا.
وقال الخليل بن أحمد السجزيّ: سمعت السراج يقول: أنبأنا قتيبة قال:
كتب إليّ علي بن حجر: إن أحببت أن تستمتع ببصرك فلا تنظر بعد العصر في كتاب.
وله تصانيف منها «أحكام القرآن» وله أدب وشعر. توفي في منتصف جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين ومائتين وقد قارب المائة أو جاوزها، رحمه الله وإيانا.
345 -
علي بن الحسن بن علي الصندليّ النيسابوريّ الحنفيّ أبو الحسن (1).
من أصحاب أبي عبد الله الصيمريّ، قرأ بنيسابور على الحسن الصّعبيّ، ودرس هناك، وله يد في الكلام على مذهب المعتزلة، وله تصنيف «تفسير القرآن» وكان يعظ على عادة أهل خراسان، وورد مع السّلطان طغريل إلى بغداد، ولما رجع إلى نيسابور انقطع وتزهّد فلم يدخل على السلاطين. وقال له السلطان ملك شاه في جامع نيسابور: لم لا تجيء إليّ؟ فقال: أردت أن تكون من خير الملوك حيث تزور العلماء، ولا أكون من شر العلماء حيث أزور الملوك.
(1) له ترجمة في: الجواهر المضيئة للقرشي 1/ 357، الفوائد البهية 120.
قال الهمذاني: وحدثني أبو محمد عبد الله بن أحمد السمرقنديّ المحدّث، قال: كان الصندليّ يستعمل السّنة في ملابسه، ويسعى ماشيا إلى الجمعة فيسلم على كل من اجتاز به، وكانت بينه وبين أبي محمد الجوينيّ إمام الشافعية وابنه أبي المعالي [بعده (1)] مخالفة في الأصول والفروع، ولكل واحد منهما طائفة. والله يغفر للجميع. مات يوم الأحد عند غروب الشمس التاسع عشر من ربيع الآخر سنة أربع وثمانين وأربعمائة.
ذكره القرشي.
346 -
علي بن الحسن بن فضال (2).
من الشيعة
…
(3) له كتاب «فضائل القرآن» .
347 -
علي بن الحسين بن الجنيد (4).
الحافظ الثبت، أبو الحسن الرازي، ويعرف في بلده بالمالكي، لكونه جمع حديث مالك.
كان بصيرا بالرّجال والعلل، ثقة صدوقا.
قال الخليلي: هو حافظ علم مالك.
قال الذهبي: وكان يحفظ أيضا أحاديث الزهري. مات سنة إحدى وتسعين ومائتين.
له كتاب «أمثال القرآن» .
(1) تكملة عن: الجواهر المضيئة.
(2)
تكملة عن: الجواهر المضيئة.
(3)
بياض في الأصل، وقد ذكره ابن النديم تحت عنوان الكتب المؤلفة في فضائل القرآن، ولم يزد على ذلك. وعبارته هناك:«كتاب على ابن حسن بن فضال من الشيعة» .
(4)
له ترجمة في: تذكرة الحفاظ للذهبي 2/ 671، العبر للذهبي 2/ 89.
348 -
علي بن الحسين بن عبد الله بن محمد أبو الحسن الغزنويّ الواعظ (1).
سمع بغزنة ومرو والعراق، وكان يتكلم بالعربي والعجمي، جيّد الكلام، مليح الايراد، حسن المعرفة بالفقه والتفسير، حنفي، تام المروءة والسخاء، كثير البذل.
حدث ببغداد يسيرا، وعنه أبو سعد بن السمعاني، وأبو الفضل محمد بن يوسف الغزنوي. ومات سنة إحدى وخمسين وخمسمائة.
قال ابن الجوزي: كان يميل إلى التشيع، وبنت له زوجة المستظهر رباطا بباب الأزج، وكان الوزراء والأكابر والسلطان يأتونه، وهو والد المسند أبي الفتح أحمد راوي المسند.
ومن شعره:
إني لوصلك أشتهي
…
أمل إليه أنتهي
إن نلت ذلك لم أبل
…
بالرّوح مني أن تهي
دنياي لذة ساعة
…
وعلى الحقيقة أنت هي
ولقد نهاني العاذلون
…
فقلت لا لا أنهي
349 -
علي بن حمزة بن عبد الله بن عثمان الإمام.
أبو الحسن الكسائيّ (2).
(1) له ترجمة في: المنتظم لابن الجوزي 10/ 166، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 5/ 323.
(2)
له ترجمة في: انباه الرواة للقفطي 2/ 256، الأنساب للسمعاني 482 أ، تاريخ بغداد 11/ 403، تهذيب التهذيب لابن حجر 7/ 313، روضات الجنات 471، طبقات القراء لابن الجزري 1/ 535، طبقات القراء للذهبي 1/ 100، طبقات النحاة لابن قاضي شهبة 2/ 147، الفهرست لابن النديم 29، اللباب 3/ 40، مرآة الجنان لليافعي 1/ 421، المعارف لابن قتيبة 445، معجم الأدباء لياقوت 5/ 183، معجم البلدان لياقوت 1/ 458، مراتب النحويين 74، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 2/ 130، نزهة الألباء 67.
وفيات الأعيان لابن خلكان 2/ 457.
وفي حواشي انباه الرواة مراجع أخرى لترجمة الكسائي.
من ولد بهمن بن فيروز. مولي بن أسد، من أهل باحمشا (1)، إمام الكوفيين في النحو واللغة وأحد القراء السبعة المشهورين، وسمّي الكسائيّ لأنه أحرم في كساء، وقيل لغير ذلك.
وهو من أهل الكوفة، واستوطن بغداد، وقرأ القرآن وجوّده على حمزة الزيات، ثم اختار لنفسه قراءة.
وسمع من جعفر الصّادق، والأعمش، وزائدة، وسليمان بن أرقم (2)، وأبي بكر بن عياش (3).
قال الخطيب: وتعلم النحو على كبر، وسببه أنه جاء إلى قوم وقد أعيا، فقال: قد عيّيت، فقالوا له: تجالسنا وأنت تلحن! قال: كيف لحنت؟
قالوا: إن كنت أردت من انقطاع الحيلة فقل: عييت [مخففا](4) وإن أردت من التعب، فقل: أعييت؛ فأنف من هذه الكلمة، وقام من فوره، وسأل عمّن يعلّم النحو، فأرشد إلى معاذ الهرّاء، فلزمه حتى أنفد ما عنده، ثم خرج إلى البصرة فلقي الخليل وجلس في حلقته، فقال له رجل من الأعراب: تركت أسد الكوفة وتميما وعندها الفصاحة، وجئت إلى البصرة! فقال للخليل (5): من أين أخذت علمك هذا؟ فقال: من بوادي الحجاز ونجد وتهامة، فخرج ورجع؛ وقد أنفذ خمس عشرة قنينة حبرا في الكتابة
(1) باحمشا: بسكون الميم والشين معجمة، قرية بين أوانا والحظيرة، وكانت بها وقعة للمطلب ابن عبد الله بن مالك الخزاعي أيام الرشيد (معجم البلدان لياقوت 1/ 458).
(2)
هو سليمان بن أرقم أبو معاذ البصري، روى قراءة الحسن البصري، وروى عنه الكسائي.
(طبقات القراء لابن الجزري 1/ 312).
(3)
هو شعبة بن عياش بن سالم أبو بكر الحناط الأسدي. راوي عاصم وعطاء، عمر دهرا طويلا، وقطع الأقراء قبل موته بسنين. توفي سنة 193 هـ. (المصدر السابق 1/ 325).
(4)
تكملة عن: معجم الأدباء لياقوت.
(5)
في الأصل: «فقال الخليل» ، تحريف صوابه في: معجم الأدباء لياقوت، ونزهة الالباء لابن البركات.
عن العرب، سوى ما حفظ، فقدم البصرة فوجد الخليل قد مات وفي موضعه يونس، فجرت بينهما مسائل أقرّ له فيها يونس، وصدره في موضعه.
وقال ابن الأعرابي: كان الكسائيّ أعلم الناس، ضابطا عالما بالعربية، قارئا صدوقا، إلا أنه كان يديم شرب النبيذ، ويأتي الغلمان.
وأدّب ولد الرشيد، وجرى بينه وبين أبي يوسف القاضي مجالس.
وعن الفراء، قال: قال لي رجل: ما اختلافك إلى الكسائي وأنت مثله في النحو! فأعجبتني نفسي، فأتيته فناظرته مناظرة الأكفاء، فكأني كنت طائرا يغرف بمنقاره من البحر.
وعند أيضا، قال: مات الكسائي وهو لا يحسن حدّ «نعم» و «بئس» و «أن» المفتوحة الهمزة، والحكاية، قال: ولم يكن الخليل يحسن النّداء ولا سيبويه يدري حد التعجب.
وعن الأصمعي: أخذ الكسائي اللغة عن أعراب من الحطمة ينزلون بقطربّل، فلما ناظر سيبويه استشهد بلغتهم عليه، فقال أبو محمد اليزيدي:
كنّا نقيس النّحو فيما مضى
…
على لسان العرب الأوّل (1)
فجاء أقوام يقيسونه
…
على لغى أشياخ قطربل
فكلّهم يعمل في نقض ما
…
به نصاب الحقّ لا يأتلي
إنّ الكسائي وأصحابه
…
يرقون في النحو إلى أسفل
وقال فيه:
أفسد النحو الكسائي
…
وثنى ابن غزاله (2)
وأرى الأحمر تيسا
…
فاعلفوا التّيس النّخالة
(1) المصدر السابق.
(2)
الدوري: منسوب إلى الدور، محلة ببغداد. وهو أبو عمر حفص بن عمر البغدادي المقرئ الضرير، روي عن الكسائي وغيره، ومات سنة 246 هـ. (اللباب لابن الأثير 1/ 428).
وقال ابن درستويه: كان الكسائي يسمع الشاذ الذي لا يجوز إلا في الضرورة، فيجعله أصلا ويقيس عليه، فأفسد بذلك النحو.
قرأ عليه أبو عمر الدوريّ (1) وأبو الحارث الليث، ونصير (2) بن يوسف الرازيّ، وقتيبة بن مهران الأصبهانيّ، وأحمد بن أبي سريج النهشلي، وأبو حمدون الطيب بن إسماعيل، وعيسى بن إسماعيل الشيرازي، وأبو عبيد القاسم بن سلام، ومحمد بن سفيان، وخلق سواهم.
وحدث عنه يحيى الفراء، وأحمد بن حنبل، وخلف البزار، ومحمد بن المغيرة، وإسحاق بن أبي إسرائيل، ومحمد بن يزيد الرفاعي، ويعقوب الدورقي، وعدد كثير.
وإليه انتهت الإمامة في القراءة والعربية.
وصنّف «معاني القرآن» «مختصرا في النحو» «القراءات» «مقطوع القرآن وموصوله» «الهاءات المكنى بها في القرآن» «النوادر الكبير» «الأوسط» «الأصغر» «العدد» «الهجاء» «المصادر» «الحروف» «أشعار المعاياة» وغير ذلك.
(1) في الأصل «نصر» والمثبت في: انباه الرواة للقفطي 3/ 347، وطبقات القراء لابن الجزري، وطبقات القراء للذهبي.
وهو: نصح بن يوسف بن أبي نصر أبو المنذر الرازي ثم البغدادي النحوي، أخذ القراءة عن الكسائي وهو من جلة أصحابه وعلمائهم، وله عنه نسخة. مات سنة 240 هـ (طبقات القراء لابن الجزري 2/ 340).
(2)
في الأصل: «شريح» ، والمثبت في طبقات الشافعية للسبكي 2/ 25، وطبقات القراء لابن الجزري.
وهو: أحمد بن أبي سريج الصباح أبو بكر النهشلي الرازي، شيخ البخاري، قرأ على الكسائي. مات سنة 230 هـ. (طبقات القراء لابن الجزري 1/ 63).
ومات بالري هو ومحمد بن الحسن في يوم واحد، وكانا خرجا مع الرشيد، فقال: دفنت الفقه والنحو في يوم واحد، وذلك سنة اثنتين أو ثلاث، وقيل تسع وثمانين ومائة، وصحح وقيل: سنة اثنتين أو ثلاث، وقيل تسع وثمانين ومائة، وصحح وقيل: سنة اثنتين وتسعين.
ومن شعره:
أيّها الطالب علما نافعا
…
اطلب النحو ودع عنك الطّمع
إنما النحو قياس يتبع
…
وبه في كل علم ينتفع
وإذا ما أبصر النحو فتى
…
مرّ في المنطق مرّا فاتّسع (1)
في أبيات أخرى.
وقال ابن الدّورقي (2)، اجتمع الكسائيّ واليزيدي عند الرشيد، فحضرت الصّلاة فقدّموا الكسائي يصلي، فأرتج عليه في قراءة: قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ، فقال اليزيدي: قراءة قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ ترتج على قارئ الكوفة! قال: فحضرت صلاة فقدموا اليزيدي، فأرتج عليه في [سورة (3)]
(1) بعدها في: انباه الرواة للقفطي 2/ 267.
فاتقاه كل من جالسه
…
من جليس ناطق أو مستمع
واذا لم يبصر النحو الفتى
…
هاب أن ينطق جبنا فانقطع
فتراه ينصب الرفع وما
…
كان من نصب ومن خفض رفع
يقرأ القرآن لا يعرف ما
…
صرف الاعراب فيه وصنع
والذي يعرفه يقرؤه
…
واذا ما شك في حرف رجع
ناظرا فيه وفي إعرابه
…
فاذا ما عرف اللحن صدع
فهما فيه سواء عندكم
…
ليست السنة منا كالبدع
وكم وضيع رفع النحو وكم
…
من شريف قد رأيناه وضع
(2)
هو محمد بن جعفر بن محمد أبو الصقر البغدادي المعروف بابن الدورقي (طبقات القراء لابن الجزري 2/ 111).
(3)
عن انباه الرواة للقفطي.
الحمد فلما سلم قال:
احفظ لسانك لا تقول فتبتلى
…
إن البلاء موكّل بالمنطق
أخبرنا بهذه الحكاية شيخنا القاضي جلال الدين أبو الفضل عبد الرحمن ابن بدر الدين محمد عرف بابن الأمانة مشافهة، عن إمام المقرئين والمحدثين شمس الدين محمد بن محمد بن الجزري، أنبأنا أبو حفص عمر بن الحسن المزي إذنا، عن يوسف بن المجاور، أنبأنا أبو اليمن الكندي، أنبأنا أبو منصور الشيباني، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو الحسن الحمامي، قال: سمعت عمر بن محمد الإسكاف يقول: سمعت عمي يقول: سمعت ابن الدروقي يقول، فذكرها.
350 -
علي بن سليمان الزهراوي المالكي أبو الحسن (1).
كان من أهل العلم والتفسير والقراءات والفرائض.
له «المعاملات» على طريق البرهان، و «الزهراوي» في الطب، وكتاب كبير في «تفسير القرآن» .
وكان إمام الجامع بغرناطة والخطيب به، وحج ورجع إلى غرناطة وتوفي سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة.
ذكره القاضي عياض في «المدارك» .
351 -
علي بن سهل النيسابوري ......... (2)
(1) له ترجمة في: بغية الملتمس للضبي 410، الصلة لابن بشكوال 2/ 392.
(2)
بياض في الأصل، وجاءت ترجمته كاملة في طبقات الشافعية للسبكي 5/ 258 على هذا النحو:
«علي بن سهل أبو الحسن المفسر، من أهل نيسابور» .
قال ابن السمعاني: كان إماما فاضلا زاهدا، حسن السيرة، مرضي الطريقة، جميل الأثر، عارفا بالتفسير.
قال: وجمع «كتابا في التفسير» وجمع شيئا سماه «زاد الحاضر والبادي» وكتاب «مكارم الأخلاق» .
سمع أبا عثمان الصابوني، وأبا عثمان البحيري، وأبا القاسم القشيري، وأبا صالح المؤذن، وعبد الغافر الفارسي، وخلقا.
توفي في ذي القعدة سنة احدى وتسعين وأربعمائة.
352 -
علي بن صلاح بن أبي بكر بن محمد بن علي علاء الدين السّحومي القرمي (1).
نزيل حلب. كان عارفا بالفقه والتفسير، أقام مدة بحلب يشغل وينفع الناس إلى أن مات بها سنة أربع وسبعين (وسبعمائة)(2) عن بضع وسبعين سنة، ذكره ابن حبيب. [(3) وقال في حقه: عالم جليل القدر، يسر القلب ويشرح الصدر، كان عارفا بالفقه، والتفسير، والأصول، والعربية، وكان كثير الانجماع مقبلا على شأنه.
وقال القاضي علاء الدين في «تاريخ حلب» كان دينا كثير العبادة، انتفع به الطلبة].
تحرر هذه الترجمة من «الدرر الكامنة» لشيخ شيوخنا الحافظ ابن حجر، فإن النسخة التي نقلت منها سقيمة جدا.
353 -
علي بن عبد الله بن أحمد العلامة أبو الحسن بن أبي الطيب النيسابوري (4).
كان رأسا في تفسير القرآن.
له «التفسير الكبير» في ثلاثين مجلدة، و «الأوسط» في عشر مجلدات، و «الصغير» في خمس مجلدات، وكان من حفاظ العلم. مات في شوال سنة ثمان وخمسين وأربعمائة، رحمه الله وإيانا.
354 -
علي بن عبد الله بن أبي الحسن بن أبي بكر الشيخ تاج الدين
(1) له ترجمة في: الدرر الكامنة لابن حجر 3/ 126.
(2)
الدرر الكامنة لابن حجر.
(3)
ما بين المعقوفتين أكملته عن الدرر الكامنة لابن حجر لأن الترجمة هنا منقولة بنصها عن الدرر الكامنة.
(4)
له ترجمة في: طبقات المفسرين للسيوطي 23، معجم الأدباء لياقوت الحموي 5/ 231.
التبريزي الشافعي (1).
نزيل القاهرة، المتضلع بغالب الفنون من المعقولات والفقه والنحو والحساب والفرائض.
أخذ عن قطب الدين الشيرازي، وعلاء الدين النعماني الخوارزمي، والسيد ركن الدين [الأسترآباذيّ] وسراج الدين الأردبيلي، وغيرهم.
وسمع الحديث من الواني، والختنيّ، والدبوسيّ، وأدرك البيضاوي ولم يأخذ عنه، ودخل بغداد سنة ست عشرة، وحج ثم دخل مصر سنة اثنتين وعشرين.
قال الذهبي: هو عالم كبير شهير: كثير التلامذة، حسن الصيانة، من مشايخ الصوفية.
وقال السبكي: كان ماهرا في علوم شتى، وعني بالحديث بأخرة، وصنف في التفسير والحديث والأصول والحساب، ولازم شغل الطلبة بأصناف العلوم.
وقال الإسنوي: واظب على العلم فرادى وجماعة، وجانب الملل، فلم يسترح قبل قيامته ساعة، كان عالما في علوم كثيرة، من أعرف الناس «بالحاوي» الصغير.
وقال ابن الملقن: شرح «المصباح» وعمل أحكاما في علم الحديث سماها «القسطاس» تعب عليه كثيرا وأفرد الأحاديث الضعيفة في جزءين.
وقال غيره: جرد الأحاديث التي في «الميزان» للذهبي ورتبها على الأبواب.
(1) له ترجمة في: حسن المحاضرة للسيوطي 1/ 545، الدرر الكامنة لابن حجر 3/ 143، طبقات الشافعية للاسنوي 46، طبقات الشافعية للسبكي 6/ 146 (ط. الحسينية). طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ورقة 82 ب، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 10/ 145.
وله على «الحاوي» حواشي مفيدة، واختصر «علوم الحديث» لابن الصلاح اختصارا مفيدا، وأقرأ «الحاوي» كله سبع مرات في شهر واحد، كان يرويه عن علي بن عثمان العفيفي عن مصنفه.
وتخرج به جماعة، منهم برهان الدين الرشيد، ومحب الدين ناظر الجيش، وشهاب الدين بن النقيب.
توفي بالقاهرة في سابع عشر شهر رمضان سنة ست وأربعين وسبعمائة، ودفن بتربته التي أنشأها قريبا من الخانقاه الدويدارية، وكان في لسانه عجمة، ورثاه الصفدي بقوله:
يقول تاج الدين لما قضى
…
من ذا رأى مثلي بتبريز
وأهل مصر بات إجماعهم
…
يقضى على الكلّ بتبريزي
ذكره ابن قاضي شهبة، وشيخنا في «طبقات النحاة» .
355 -
علي بن عبد الله بن خلف بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الملك الإمام أبو الحسن بن النّعمة البلنسي الأنصاري المالكي (1).
من أهل المرية، أخذ في صغره عن أبي الحسن بن شفيع، وموسى بن خميس المقرئ الضرير، وابن باشّة.
سمع من أبي محمد بن عتاب، وابن مغيث، وأبي علي بن سكّرة، وخلق، وبرع في العلوم.
قرأ عليه بالسبع الحسن بن محمد بن فاتح الشعار، وغيره.
وقال ابن الأبار: كان عالما متقنا، حافظا للفقه، والتفاسير، ومعاني
(1) له ترجمة في: بغية الملتمس للضبي 411، طبقات القراء لابن الجزري 1/ 553، طبقات المفسرين للسيوطي 23، العبر للذهبي 4/ 198، مرآة الجنان لليافعي 3/ 382، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 6/ 66، نيل الابتهاج 200.
الآثار والسنن، متقدما في علم اللسان، فصيحا مفوها، ورعا، معظما عن الخاصة والعامة، ولي خطابه بلنسية، وانتهت إليه رئاسة الإقراء والفتوى، وانتفع به الناس، وكثر الراحلون إليه.
صنف «ري الظمآن في تفسير القرآن» في عدة مجلدات و «الإمعان في شرح سنن النسائي» أبي عبد الرحمن وهو خاتمة العلماء بشرق الأندلس، توفي سنة سبع وستين وخمسمائة وهو في عشر الثمانين.
وأخذ عنه القراءات أيضا أبو جعفر بن عون الله الحصار.
وذكره الذهبي في «طبقات القراء» ، ثم شيخنا في «طبقات النحاة» .
356 -
علي بن عبد الله بن المبارك أبو بكر الوهرانيّ (1).
المفسر، خطيب داريّا، إمام فاضل صنف «تفسيرا» و «شرح أبيات الجمل» وله شعر جيد. مات في ذي القعدة سنة خمس عشرة وستمائة.
قاله الذهبي.
357 -
علي بن عبد الله بن محمد بن سعيد بن موهب الجذاميّ (2).
من أهل المرية، يكنى أبا الحسن، روى عن أبي العباس العذري كثيرا واختص به، وسمع من القاضي أبي إسحاق بن وردون، والقاضي أبي بكر ابن صاحب الأحباس وغيرهم:
وأجاز له أبو عمر بن عبد البر، وأبو الوليد الباجي ما روياه. وكان من
(1) له ترجمة في: طبقات المفسرين للسيوطي 24.
والوهراني: بفتح الواو وسكون الهاء وفتح الراء وفي آخرها نون. نسبة الى وهران، وهي مدينة بعدوة الأندلس على أرض القيروان (اللباب لابن الأثير 3/ 281).
(2)
له ترجمة في: بغية الملتمس للضبي 410، الصلة لابن بشكوال 2/ 405، طبقات المفسرين للأدنة 39 ب، طبقات المفسرين للسيوطي 24، العبر 4/ 88، مرآة الجنان لليافعي 3/ 260، معجم الأدباء للياقوت 5/ 244.
أهل العلم والمعرفة، والذّكاء والفهم، وجمع في «تفسير القرآن» كتابا حسنا مفيدا، وله معرفة في أصول الدين، وحجّ بيت الله الحرام، وأخذ الناس عنه.
ومولده لعشر خلون من رمضان سنة إحدى وأربعين وأربعمائة، وتوفي رحمه الله في ليلة الخميس السادس عشر من جمادى الآخرة. سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة.
ذكره ابن بشكوال في «الصلة» .
علي (1) بن عبد الله بن موهب الجذامي أبو الحسن.
قال ياقوت له تأليف عظيم في «تفسير القرآن» روى عن عبد الله بن عبد البر. ولد سنة إحدى وأربعين وأربعمائة، مات في سادس عشر جمادى الأولى، سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة.
358 -
عليّ بن عبد العزيز بن الحسن بن علي بن إسماعيل أبو الحسن الجرجاني (2).
الفقيه الشاعر المطبق. قال حمزة السهميّ: كان قاضي جرجان، وولي قضاء قضاة الري، وكان من مفاخر جرجان.
وقال الشيخ أبو إسحاق: كان فقيها أديبا شاعرا وله «ديوان» ، وهو القائل من قصيدة له:
(1) هذه الترجمة كالسابقة، وهي تكرار لها وقد جاءت هكذا في الأصل.
(2)
له ترجمة في: البداية والنهاية لابن كثير 11/ 331، تاريخ جرجان 277، طبقات الشافعية للسبكي 3/ 459، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ورقة 13 ب، طبقات الشيرازي 101، طبقات العبادي 111، مرآة الجنان 2/ 386، معجم الأدباء لياقوت 5/ 249، النجوم الزاهرة لابن تغري 4/ 205، وفيات الأعيان لابن خلكان 2/ 440، يتيمة الدهر للثعالبي 4/ 3.
يقولون لي فيك انقباض وإنما
…
رأوا رجلا عن موقف الذل أحجما
أرى الناس من داناهم هان عندهم
…
ومن أكرمته عزة النفس أكرما
وما كل برق لاح لي يستفزني
…
ولا كل من لاقيت أرضاه منعما
وإني إذا ما فاتني الأمر لم أبت
…
أقلب كفى إثره متندّما
ولم أقض حق العلم إن كان كلما
…
بدا طمع صيرته لي سلما
إذا قيل هذا منهل قلت قد أرى
…
ولكنّ نفس الحرّ تحتمل الظما
ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي
…
لأخدم من لاقيت لكن لأخدما
أأشقى به غرسا وأجنيه ذلة
…
إذا فاتباع الجهل قد كان أحزما
وقال العبادي: صنف «كتاب الوكالة» وفيه أربعة آلاف مسألة.
وقال ابن كثير: له «ديوان» مشهور، «وتفسير» كبير، وغير ذلك.
وقال أبو شامة: له اختصار «تاريخ أبي جعفر الطبري» في مجلدة سماه «صفوة التاريخ» .
توفي في ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وحمل تابوته الى جرجان، فدفن بها، كذا قال حمزة السهمي، وجرى عليه الذهبي، وابن كثير في «طبقاته» ، والسبكي، وهو مقتضي كلام الشيخ في «الطبقات» ، فإنه جعله من الطبقة الذين ماتوا بعد التسعين، لكن قال الحاكم: في صفر سنة ست وستين عن ست وسبعين سنة.
قال ابن خلكان: ونقل الحاكم أثبت وأصح، فعلى هذا هو من أهل الطبقة السادسة.
359 -
علي بن أبي الأعز (1) بن أبي عبد الله الباجسرائي الفقيه الحنبلي
(1) كذا في الأصل، وفي: ذيل الحنابلة، «ابن أبي العز» .
الزاهد أبو الحسن (1).
كان يسكن بمدرسة الشيخ عبد القادر وسمع الكثير من أبي الوقت، وابن البطيّ وغيرهما. وحدث باليسير.
سمع منه جماعة من الفقهاء. وكان صالحا ورعا متدينا ذا عبادة وزهد.
جمع كتابا في «تفسير القرآن الكريم» في أربع مجلدات. توفي ليلة الخميس حادي عشر ذي القعدة سنة ثمان وثمانين وخمسمائة، وصلي عليه بالمصلى بباب الحلبة، ودفن بباب حرب.
ذكره ابن رجب.
360 -
علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام بن حامد بن يحيى بن عمر بن عثمان بن علي بن مسوار بن سوار بن سليم السّبكيّ (2).
تقي الدين أبو الحسن الفقيه الشافعي المفسر الحافظ الأصولي النحوي اللغوي المقرئ البياني الجدلي الخلافي النظار البارع، شيخ الإسلام أوحد المجتهدين.
ولد بسبك من أعمال الشرقية في مستهل صغر سنة ثلاث وثمانين وستمائة، وحفظ «التنبيه» وقدم القاهرة فعرضه على القاضي تقي الدين بن
(1) له ترجمة في: الذيل على طبقات الحنابلة 1/ 378.
والباجسرائي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وكسر الجيم وسكون السين المهملة وفتح الراء وفي آخرها الياء، نسبة إلى باجسرا، وهي قرية كبيرة بنواحي بغداد (اللباب لابن الأثير 1/ 82).
(2)
له ترجمة في: البداية والنهاية لابن كثير 14/ 252، حسن المحاضرة 1/ 321، الدرر الكامنة لابن حجر 3/ 134، ذيل تذكرة الحفاظ للسيوطي 39، 352، طبقات الشافعية للسبكي 6/ 141 (طبع الحسينية)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ورقة 83 أ، طبقات القراء لابن الجزري 1/ 551، قضاة دمشق لابن طولون 101، مفتاح السعادة لطاش كبرى زاده 2/ 363، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 10/ 318.
بنت الأعز، وقرأ القراءات على التقي الصائغ، والتفسير على العلم العراقيّ، والحديث على شرف الدين الدمياطي، والفقه على والده، ثم على جماعة آخرهم ابن الرّفعة، والأصول على العلاء الباجيّ، والنحو على أبي حيّان، والمنطق والخلاف على سيف الدين البغدادي، وصحب في التصوف الشيخ تاج الدين بن عطاء الله وغيرهم، وأجاز له الرشيد بن أبي القاسم، وإسماعيل بن الطبال، وخلق، يجمعهم «معجمه» الذي خرجه له الحافظ شهاب الدين بن أيبك (1).
وبرع في الفنون وتخرج به خلق في أنواع العلوم.
وتفقه به جماعة من الأئمة، كالإسنوي، وأبي البقاء، وابن النقيب، وقريبه تقي الدين بن أبي الفتح وأولاده، وغيرهم.
وناظر، وأقرّ له الفضلاء، وولي قضاء دمشق بعد الجلال القزويني، في جمادى الآخرة سنة تسع وثلاثين، فباشره بعفّة ونزاهة على الوجه الذي يليق به ست عشرة سنة وشهرا، غير ملتفت إلى الأكابر والملوك، ولم يعارضه أحد من نواب الشام إلا قصمه الله.
وولي مشيخة الحديث الأشرفية، والشامية البرانية، والغزالية، والعادلية الكبرى، والأتابكية، والمسرورية، ودرس بكل منها، قال ولده: والذي نراه أنه ما دخلها أعلم منه، ولا أحفظ من المزي، ولا أورع من النوويّ، وابن الصلاح وقد خطب بجامع دمشق مدة طويلة.
قال ولده وأنشدني شيخنا الذهبيّ لنفسه إذ ذاك:
(1) هو شهاب الدين أبو الحسن أحمد بن أيبك بن عبد الله الحسامي المعروف بالدمياطي، محدث مصر، خرج لقاضي القضاة تقي الدين السبكي معجما في عشرين جزءا ولم يستوعب شيوخه، وذيل في الوفيات على الشريف عز الدين الحسيني. مات سنة 749 هـ (ذيل تذكرة الحفاظ للسيوطي 54).
ليهن المنبر الأموي لما
…
علاه الحاكم البحر التقي (1)
شيوخ العصر أحفظهم جميعا
…
وأخطبهم وأقضاهم عليّ
وجلس للتحدث بالكلاسة فقرأ عليه قريبه تقي الدين أبو الفتح السبكي جميع «معجمه» وسمع عليه خلائق منهم الحافظان [أبو (2) الحجاج المزي، وأبو عبد الله الذهبي. ذكره الذهبي في «المعجم المختص] فقال: القاضي الإمام العلامة الفقيه المحدّث الحافظ فخر العلماء، إلى أن قال: وكان صادقا، متثبتا، خيّرا، ديّنا، متواضعا، حسن السّمت، من أوعية العلم، يدري الفقه ويقرّره، وعلم الحديث ويحرّره، والأصول ويقربها، والعربيّة ويحققها، وصنف التصانيف المتقنة، وقد بقي في زمانه الملحوظ إليه بالتحقيق والفضل، سمعت منه، وسمع مني، وحكم بالشام وحمدت أحكامه، فالله يؤيده ويسدده، سمعنا «معجمه» بالكلاسة.
وقال الإسنوي في «طبقاته» : كان أنظر من رأيناه من أهل العلم، ومن أجمعهم للعلوم، وأحسنهم كلاما في الأشياء الدقيقة، وأجلدهم على ذلك، إن هطل در المقال فهو سحابه، أو اضطرم نار الجدال فهو شهابه، وكان شاعرا أديبا، حسن الحظ، وفي غاية الإنصاف والرجوع إلى الحق في المباحث، ولو على لسان آحاد المستفيدين منه، خيّرا، مواظبا على وظائف العبادات، كثير المروءة، مراعيا لأرباب البيوت، محافظا على ترتيب الأيتام في وظائف آبائهم.
ولازم الاشتغال والاشتغال، والتصنيف، والإفتاء، وتخرّج به فضلاء عصره.
(1) البيتان في: طبقات الشافعية للسبكي 6/ 157، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ورقة 83.
(2)
ما بين المعقوفتين تكملة عن المصدرين السابقين.
ومحاسنه ومناقبه أكثر من أن تحصر، وأشهر من أن تذكر، ذكر له ولده في «الطبقات الكبرى» ترجمة طويلة، في أكثر من أربعة كراريس، قال:
وكان شيخه ابن الرّفعة يعامله معاملة الأقران، ويبالغ في تعظيمه، ويعرض عليه ما يصنعه في «المطلب» وقال شيخه الدمياطي: إمام المحدّثين.
وقال ابن الرفعة: إمام الفقهاء، فلما بلغ ذلك الباجي فقال: وإمام الأصوليين وكان محققا مدققا نظارا جدليا، بارعا في العلوم، له في الفقه وغيره الاستنباطات الجليلة، والدقائق اللطيفة، والقواعد المحررة التي لم يسبق إليها.
وفي آخر عمره استعفى من القضاء، ورجع إلى مصر متضعفا، فأقام بها دون العشرين يوما، وتوفي في جمادى الآخرة سنة ست وخمسين وسبعمائة، ودفن بمقابر
الصوفية.
وصنف نحو مائة وخمسين كتابا مطولا ومختصرا، والمختصر منها لا بدّ وأن يشتمل على ما لا يوجد في غيره، من تحقيق وتحرير لقاعدة، واستنباط وتدقيق، منها «تفسير» القرآن العظيم، في ثلاث مجلدات، لم يكمل، و «الابتهاج في شرح المنهاج» وصل فيه إلى الطلاق، في ثلاث مجلدات، و «الرّقم الإبريزيّ في شرح مختصر التبريزي» و «نور الربيع في الكلام على ما رواه الربيع» و «السيف المسلول على من سب الرسول» و «شفاء السقام في زيارة خير الأنام» و «رفع الشقاق في مسألة الطلاق» و «رد على الشيخ زين الدين بن الكتاني (1) في اعتراضاته على الروضة» و «الفتاوى»
(1) في الأصل: «ابن الكنتاني» ، وكذا في الدرر الكامنة لابن حجر 3/ 237، وطبقات الشافعية للسبكي 6/ 245 (طبع الحسينية)، وهو تحريف، والصواب في: طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ورقة 74 أ.
وابن الكتاني هو: زين الدين عمر بن أبي الحزم بن عبد الرحمن بن يونس المعروف بابن الكتاني، شيخ الشافعية في عصره بالاتفاق، ولد سنة 653 هـ بالقاهرة، ثم سافر مع أبويه الى دمشق؛ لأن أباه كان تاجرا في الكتان من مصر الى الشام. توفي سنة 738 هـ.
في مجلدين، وفيه كثير من مصنفاته الصغار، و «نيل العلا في العطف بلا» و «الاقتناص في الفرق بين الحصر والاختصاص» و «التعظيم والمنة» في إعراب قوله تعالى (1). لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ «وكشف القناع في إفادة لو للامتناع» و «من أقسطوا ومن غلوا في حكم من يقول لو» و «الرفدة في معنى وحدة» و «كل وما عليه تدل» و «بيان الربط في اعتراض الشرط على الشرط» و «التهدّي إلى معنى التعدي» وغير ذلك. (2)
ومن نظمه:
إنّ الولاية ليس فيها راحة
…
إلا ثلاث يبتغيها العاقل.
حكم بحقّ أو إزالة باطل
…
أو نفع محتاج سواها باطل
وله:
قلبي ملكت فما له
…
مرمى لواش أو رقيب
قد حزت من أعشاره
…
سهم المعلّى والرقيب
يحييه قربك إن منن
…
ت به ولو مقدار قيب
يا متلفي ببعاده
…
عنّى أما خفت الرّقيب
361 -
علي بن عثمان أبو الحسن قاضي القضاة الماردينيّ الحنفيّ (3).
كان إماما في التفسير، والحديث، والفقه، والفرائض، والشعر، صنّف وأفتى، ودرّس وأفاد وأحسن، وكان ملازما للاشتغال والكتابة لا يمل من ذلك.
(1) من سورة آل عمران 81.
(2)
له ترجمة في: تاج التراجم لابن قطلوبغا 44، الجواهر المضيئة للقرشي 1/ 366، حسن للسيوطي 1/ 469، الدرر الكامنة لابن حجر 3/ 156، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 10/ 246.
(3)
وسماه «الجوهر النقي في الرد على البيهقي» كما صرح به في «تاج التراجم لابن قطلوبغا» ، وقد طبع هذا الكتاب في حيدرآباد، وهو كتاب نفيس.
وسمع الحديث وقرأ بنفسه.
اختصر كتاب «الهداية» بكتاب سماه «الكفاية في مختصر الهداية» و «شرح الهداية» لم يكمله، وشرع ولده قاضي القضاة جمال الدين من حيث انتهى إليه والده و «اختصر علوم الحديث» لابن الصلاح، ووضع على «الكتاب الكبير» للبيهقي كتابا نفيسا نحوا من مجلدين (1)، وله «غريب القرآن» و «وتخريج أحاديث الهداية» و «مختصر المحصل» وأشياء كثيرة لم تكمل، وله نظم وسط. مات في يوم عاشوراء في سنة خمسين وسبعمائة.
ذكره القرشي.
362 -
علي بن عقيل الإمام أبو الوفاء البغداديّ الظفريّ الحنبليّ (2).
العلّامة الجامع لأنواع العلوم، وشيخ الحنابلة، وصاحب كتاب «الفنون» الذي بلغ أربعمائة وسبعين مجلدا.
ولد سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، وقرأ القراءات على أبي الفتح بن شيطا (3)، قرأ عليه المبارك (4) بن أحمد بن الإخوة، وكان إماما كبيرا متبحرا، مبرّزا في علوم، يتوقد ذكاء، وكان أنظر أهل زمانه.
قال السّلفيّ: ما رأت عيناي مثله، وما كان أحد يقدر [أن (5)] يتكلم
(1) له ترجمة في: البداية والنهاية لابن كثير 12/ 184، الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب 1/ 142، طبقات القراء لابن الجزري 1/ 556، طبقات القراء للذهبي 1/ 380، العبر 4/ 29، لسان الميزان لابن
حجر العسقلاني 4/ 243، مرآة الجنان لليافعي 3/ 204، المنتظم لابن الجوزي 9/ 212.
(2)
له ترجمة في: البداية والنهاية لابن كثير 12/ 184، الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب 1/ 142، طبقات القراء لابن الجزري 1/ 556، طبقات القراء للذهبي 1/ 380، العبر 4/ 29، لسان الميزان لابن حجر العسقلاني 4/ 243، مرآة الجنان لليافعي 3/ 204، المنتظم لابن الجوزي 9/ 212.
(3)
هو عبد الواحد بن الحسين بن أحمد بن عثمان بن شيطا أبو الفتح البغدادي، كان ثقة عالما بوجوه القراءات والعربية، ألف كتاب «التذكار» في القراءات العشر، ولد سنة 370 هـ، وتوفي سنة 405 هـ (طبقات القراء لابن الجزري 1/ 473).
(4)
المبارك بن أحمد بن علي بن الاخوة أبو البركات البغدادي، ولد سنة 480 هـ، وقرأ القراءات والفقه على أبي الوفاء علي بن عقيل، وكان عارفا بالنحو والأدب، مات سنة 552 هـ (المصدر السابق 2/ 37).
(5)
تكملة عن: العبر للذهبي، وذيل الحنابلة لابن رجب.
معه لغزارة علمه وبلاغته، وحسن إيراده، وقوة حجته، انتهى. توفي في جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة وخمسمائة.
ذكره ابن الجزري في «طبقات القراء» .
363 -
علي بن عمر بن أحمد بن عمار بن أحمد بن علي بن عبدوس الحراني (1).
الفقيه الحنبلي الزاهد، العارف الواعظ، أبو الحسن.
ولد سنة عشر- أو إحدى عشرة- وخمسمائة، على ما نقله القطيعي عن أبي المحاسن الدّمشقي عنه.
وسمع ببغداد بأخرة سنة أربع وأربعين من الحافظ أبي الفضل بن ناصر، وغيره.
وتفقه وبرع في الفقه والتفسير والوعظ، والغالب على كلامه التذكير وعلوم المعاملات.
وله «تفسير» كبير، وهو مشحون بهذا الفن، وله كتاب «المذهب في المذهب» ومجالس وعظية، فيها كلام حسن على طريقة كلام ابن الجوزي.
قرأ عليه قرينه أبو الفتح نصر الله بن عبد العزيز، وجالسه الشيخ فخر الدين بن تيمية في أول اشتغاله، وقال عنه: كان نسيج وحده في علم التذكير، والاطلاع على علوم التفسير، وله فيه التصانيف البديعة، والمبسوطات الوسيعة.
وسمع منه الحديث أبو المحاسن عمر بن علي القرشي الدمشقي بحران، سنة ثلاث وخمسين، وهو إمام الجامع بحران، من أهل الخير والصلاح والدين.
(1) له ترجمة في: الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب 1/ 241.
قال وأنشدني لنفسه:
سألت حبيبي وقد زرته
…
ومثلي في مثله يرغب (1).
فقلت حديثك مستظرف
…
ويعجب منه الذي يعجب
أراك مليحا ظريفا نظيفا
…
فصيح الخطاب فما تطلب
فهل فيك من خلة تزدرى
…
بها الصد والهجر قد يقرب
فقال أما قد سمعت المقال
…
مغنيّة الحيّ ما تطرب
توفي في آخر يوم عرفة- وقيل: ليلة عيد النحر- سنة تسع وخمسين وخمسمائة بحران.
ذكره: ابن رجب.
364 -
علي بن عيسى بن داود بن الجرّاح أبو الحسن الوزير (2).
................ (3)
له كتاب «معاني القرآن وتفسيره ومشكله» أعانه على عمله أبو بكر بن مجاهد، وأبو الحسين الخزاز النحوي ................ ................ .. (4).
365 -
علي بن عيسى بن علي بن عبد الله أبو الحسن الرّماني النحويّ (5).
(1) ذيل الحنابلة لابن رجب.
(2)
ذيل الحنابلة لابن رجب.
(3)
له ترجمة في: تذكرة الحفاظ للذهبي 3/ 847، العبر للذهبي 2/ 238، الفهرست لابن النديم 129، معجم الأدباء لياقوت 5/ 277، ترجمة مطولة، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 3/ 288.
(4)
بياض في الأصل، وجاء في حاشية الأصل:«تحرر» .
(5)
له ترجمة في: انباه الرواة للقفطي 2/ 294، الأنساب للسمعاني 258 ب، البداية والنهاية لابن كثير 11/ 314، تاريخ بغداد 12/ 16، تذكرة الحفاظ 3/ 986، طبقات المفسرين للسيوطي 24، طبقات النحاة لابن قاضي شهبة 2/ 174، العبر للذهبي 3/ 25، الفهرست لابن النديم 63، اللباب 1/ 475، لسان الميزان لابن حجر العسقلاني 4/ 248، مرآة
وكان يعرف أيضا بالإخشيديّ وبالورّاق، وهو بالرّمانيّ أشهر، كان إماما في العربيّة، علّامة في الأدب في طبقة الفارسي والسّيرافي، معتزليا.
ولد سنة ست وسبعين ومائتين، وأخذ عن الزجّاج وابن السّراج وابن دريد.
قال أبو حيان التوحيديّ: لم يرد مثله قط علما بالنحو وغزارة بالكلام، وبصرا بالمقالات، واستخراجا للعويص، وإيضاحا للمشكل مع تأله وتنزّه ودين وفصاحة، وعفاف ونظافة، وكان يمزج النّحو بالمنطق، حتى قال الفارسي: إن كان النحو ما يقوله الرّمانيّ فليس معنا منه شيء، وإن كان النحو ما نقوله نحن فليس معه منه شيء.
قال شيخنا الإمام الحافظ جلال الدين السّيوطيّ رحمه الله في ترجمة الرّمانيّ من «طبقات النحاة» عقب كلام الفارسي هذا ما نصه «قلت:
النحو ما يقوله الفارسيّ، ومتى عهد الناس أن النحو يمزج بالمنطق! وهذه مؤلفات الخليل وسيبويه ومعاصريهما ومن بعدهما بدهر لم يعهد فيها شيء من ذلك» انتهى.
وكان الرّماني متفنّنا في علوم كثيرة من القراءات، والفقه، والنحو، والكلام على مذهب المعتزلة.
صنّف الرماني: «التفسير» ، و «الحدود الأكبر» ، و «الأصغر» ، و «شرح أصول ابن السراج» و «شرح موجزه» ، و «شرح جمله» ،
الجنان 2/ 420، معجم الأدباء لياقوت 5/ 280، مفتاح السعادة 1/ 175، المنتظم 7/ 176، ميزان الاعتدال 3/ 149، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 4/ 168، نزهة الألباء للأنباري 318، وفيات الأعيان لابن خلكان 2/ 461.
قال ابن خلكان: «والرماني، بضم الراء وتشديد الميم وبعد الألف نون، هذه النسبة يجوز أن تكون الى الرمان وبيعه، ويمكن أن تكون الى قصر الرمان، وهو بواسط معروف.
وقد نسب الى هذا وهذا خلق كثيرون، ولم يذكر السمعاني أن نسبة أبي الحسن المذكور الى أيهما. والله أعلم».
و «شرح سيبويه» ، و «شرح مختصر الجرمي» ، و «شرح الألف واللام للمازني» ، و «شرح المقتضب» ، و «شرح الصّفات» و «معاني الحروف» و «صنعه الاستدلال في الكلام» ، و «إعجاز القرآن» وغير ذلك.
قال القفطي: له نحو مائة مؤلف، وكان مع اعتزاله شيعيا.
روى عنه هلال بن المحسّن، وأبو القاسم التّنوخي، والحسن بن علي الجوهري. ومات في حادي عشر جمادى الأولى سنة أربع وثمانين وثلاثمائة، وكانت ولادته في سنة ست وسبعين ومائتين.
366 -
علي بن فضّال بن علي غالب بن جابر (1).
من ذرية الفرزدق الشاعر أبو الحسن القيروانيّ المجاشعيّ التميمي الفرزدقيّ.
كان إماما في اللغة والنحو والتصريف والأدب والتفسير والسّير، ولد بهجر، وطوّف الأرض، وأقام بغزنة مدّة، وصادف بها قبولا، ورجع إلى العراق، وأقرأ ببغداد مدّة النحو واللغة، وحدّث بها عن جماعة من شيوخ المغرب.
قال هبة الله السّقطيّ: كتبت عنه أحاديث فعرضتها على بعض المحدّثين فأنكرها، وقال: أسانيدها مركّبة على متون موضوعة، فاجتمع به جماعة من المحدّثين وأنكروا عليه، فاعتذر، وقال: وهمت فيها.
قال عبد الغافر: ورد ابن فضّال نيسابور، فاجتمعت به، فوجدته بحرا في
(1) له ترجمة في: انباه الرواة للقفطي 2/ 299، البداية والنهاية لابن كثير 12/ 132، طبقات المفسرين للسيوطي 24، طبقات النحاة لابن قاضي شهبة 2/ 177، العبر للذهبي 3/ 295، مرآة الجنان لليافعي 3/ 132، معجم الأدباء لياقوت 5/ 289، المنتظم 9/ 33، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 5/ 124. وفضال، ضبطه ابن قاضي شهبة في طبقات النحاة، بفتح الفاء وتشديد الضاد المعجمة.
علمه ما عهدت في البلديين ولا في الغرباء مثله، وكان حنبليّا يقع في كل شافعي.
صنّف «البرهان العميدي» في التفسير، عشرون مجلدا، «الإكسير في علم التفسير» خمسة وثلاثون مجلدا و «إكسير الذهب في صناعة الأدب» في خمس مجلدات «النكت في القرآن» «شرح معاني الحروف» «شرح عنوان الإعراب» وصنّف كتابا كبيرا في «بسم الله الرحمن الرحيم» و «الفصول في معرفة الأصول» و «الإشارة إلى تحسين العبارة» و «المقدمة» في النحو، كتاب «شرح معاني الحروف» كتاب «معارف الأدب» في النحو ثلاث مجلدات، كتاب «الدّول» في التاريخ ثلاثون مجلدا «العوامل والهوامل» في النحو «شرح عنوان الأدب» «العروض» «شجرة الذهب في معرفة أئمة الأدب» .
مات ببغداد يوم الثلاثاء ثاني عشري ربيع الأول سنة تسع وسبعين وأربعمائة.
ومن شعره:
وإخوان حسبتهم دروعا
…
فكانوها ولكن للأعادي (1)
وخلتهم سهاما صائبات
…
فكانوها ولكن في فؤادي
وقالوا قد صفت منّا قلوب
…
لقد صدقوا ولكن عن ودادي
367 -
علي بن محمد بن إبراهيم بن عمر بن خليل الشيحيّ (2).
بمعجمة مكسورة ومثناة من تحت ساكنة ثم حاء مهملة نسبة إلى شيحة، قرية من عمل حلب. البغدادي الصّوفي، علاء الدين، خازن الكتب السّميساطية، واشتهر بالخازن بسبب ذلك.
(1) معجم الأدباء لياقوت 5/ 299، وذكر له ياقوت أبياتا أخرى غير هذه.
(2)
له ترجمة في: تاريخ علماء بغداد للخطيب البغدادي 151، الدرر الكامنة لابن حجر 3/ 171، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ورقة 83 ب.
ولد سنة ثمان وسبعين وستمائة ببغداد، وسمع بها من ابن الثعالبي، وقدم دمشق فسمع من القاسم بن مظفر، ووزيرة (1) بنت عمر، واشتغل كثيرا، وجمع تفسيرا كبيرا سماه «التأويل لمعالم التنزيل» و «شرح العمدة» ، وهو الذي صنّف «مقبول المنقول» في عشر مجلدات، جمع فيه بين «مسند الإمام أحمد» و «مسند الشافعي» والستة، و «الموطأ» ، والدارقطني، فصارت عشرة كتب. ورتبها على الأبواب، و «سيرة نبوية» مطوّلة: وكان حسن السّمت والبشر والتودد قاله: ابن رافع (2): مات في آخر شهر رجب- أو مستهل شعبان- سنة إحدى وأربعين وستمائة بحلب.
وقال ابن قاضي شهبة: كان من أهل العلم، جمع وألف وحدّث ببعض مصنفاته.
368 -
علي بن محمد بن حبيب القاضي أبو الحسن الماورديّ البصري (3).
(1) هي ست الوزراء وزيرة بنت عمر بن أسعد أم عبد الله، الدمشقية الحنبلية، سمعت من والدها، وحدثت بدمشق ومصر.
قال الذهبي: كانت طويلة الروح على سماع الحديث، وهي آخر من حدث بالمسند بالسماع عاليا، ماتت سنة 716 هـ (الدرر الكامنة لابن حجر 2/ 223).
(2)
هو الحافظ تقي الدين أبو المعالي محمد بن رافع السلامي، المصري المولد والمنشأ، ثم الدمشقي الشافعي. عمل لنفسه معجما في أربع مجلدات يشتمل على أكثر من ألف شيخ، وصنف ذيلا على تاريخ بغداد لابن النجار، وقد عدم هو والمعجم في الفتن. مات سنة 774 هـ.
(3)
له ترجمة في: الأنساب للسمعاني ورقة 504 أ، البداية والنهاية لابن كثير 12/ 80، تاريخ بغداد 12/ 102، طبقات الشافعية للسبكي 5/ 267، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ورقة 23 أ، طبقات الشيرازي 110، طبقات المفسرين للسيوطي 25، طبقات ابن هداية الله 51، العبر 3/ 223، اللباب 3/ 90، لسان الميزان 4/ 260، المختصر في اخبار البشر 2/ 179، مرآة الجنان لليافعي 3/ 72، معجم الأدباء لياقوت 5/ 407، مفتاح السعادة لطاش كبرى زاده 1/ 322، المنتظم 8/ 199، ميزان الاعتدال للذهبي 3/ 155، النجوم الزاهرة 5/ 64، وفيات الأعيان لابن خلكان 2/ 444. والماوردي: نسبة الى بيع الماورد.
أحد أئمة أصحاب الوجوه. قال الخطيب: كان ثقة من وجوه الفقهاء الشافعيين وله تصانيف عدّة في أصول الفقه وفروعه، وفي غير ذلك، وكان ولي القضاء ببلدان شتى، ثم سكن بغداد.
وقال الشيخ أبو إسحاق: تفقه على أبي القاسم الصيمريّ بالبصرة، وارتحل إلى الشيخ أبي حامد الأسفراينيّ، ودرس بالبصرة وبغداد سنين كثيرة، وله مصنفات كثيرة في الفقه وأصوله، والتفسير والأدب، وكان حافظا للذهبي.
وقال ابن خيرون: كان رجلا عظيم القدر، مقدّما عند السلطان، أحد الأئمة، له التصانيف الحسان في كل فن من العلم.
وذكره ابن الصلاح في «طبقاته» ، واتهمه بالاعتزال في بعض المسائل بحسب ما فهمه عنه في تفسيره في موافقة المعتزلة فيها، ولا يوافقهم في جميع أصولهم، ومما خالفهم فيه أن الجنة مخلوقة. نعم يوافقهم في القول بالقدر وهي بليّة غلبت على البصريين.
قال ابن السّبكي: والصحيح أنه ليس معتزليا، ولكنه يقول بالقدر فقط.
وذكر ابن خلكان في «الوفيات» أنه لم يكن أبرز شيئا من مصنفاته في حياته وإنما أوصى [رجلا](1) من أصحابه إذا حضره الموت أن يضع يده في يده، فإن رآه قبض على يده فلا يخرج من مصنفاته شيئا، وإن رآه بسط يده فهي علامة قبولها فليخرجها فبسطها.
ومن تصانيفه «الحاوي» «تفسير القرآن» في ثلاث مجلدات سماه «النكت» «الأحكام السلطانية» «أدب الدنيا والدين» «الإقناع» في
(1) تكملة عن: طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة والعبارة هنا ليست بالنص في وفيات الأعيان.
الفقه، «مختصر» يشتمل على غرائب «قانون الوزارة» «سياسة الملك» وغير ذلك.
مات في يوم الثلاثاء سلخ ربيع الأول سنة خمسين وأربعمائة، بعد موت أبي الطيب بأحد عشر يوما، عن ست وثمانين سنة، ودفن في مقبرة باب حرب.
369 -
علي بن محمد بن عبد الله بن منظور القيسي (1).
من أهل إشبيلية، يكنى أبا الحسن.
قرأ القرآن على أبي العباس الباغاني المقرئ، وغيره. وكان من أهل العلم بالقرآن والفقه والعربية، وكانت فنون العربية أغلب عليه. وكان حسن السّمت من أهل العلم والفهم والضبط مات في المحرم سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة، ومولده سنة سبع وستين وثلاثمائة.
ذكره ابن بشكوال في «الصلة» .
370 -
علي محمد بن عبد الصمد بن عبد الأحد بن عبد الغالب بن غطّاس (2) الإمام علم الدين أبو الحسن الهمداني (3) السخاوي (4).
(1) له ترجمة في: الصلة لابن بشكوال 2/ 393.
(2)
ضبطه ابن قاضي شهبة في طبقات النحاة لابن قاضي شهبة 2/ 182: بفتح الغين وتشديد الطاء المهملة المشددة وبعد الألف سين مهملة.
(3)
في الأصل: «الهمذاني» ، تحريف، ونص ابن حجر على أنه بالدال المهملة، نسبة الى القبيلة (تبصير المنتبه لابن حجر 4/ 1461).
(4)
له ترجمة في: انباه الرواة للقفطي 2/ 311، البداية والنهاية لابن كثير 13/ 170، تاريخ الاسلام للذهبي (وفيات سنة 643)، تذكرة الحفاظ 4/ 1432، حسن المحاضرة 1/ 412، ذيل الروضتين لابن شامة 177، روضات الجنات 492، سير أعلام النبلاء للذهبي ج 13 ق 2 ص 231، طبقات الشافعية للأسنوي 141، طبقات الشافعية للسبكي 8/ 297، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ورقة 52 ب، طبقات القراء لابن الجزري 1/ 568 - 571، طبقات القراء للذهبي 2/ 503، طبقات المفسرين للأدنة 53 ب،
المقرئ المفسر، النحويّ. شيخ القراء بدمشق في زمانه.
ولد بسخا من قرى أرض مصر الغربية في سنة ثمان- أو تسع وخمسين وخمسمائة، وقدم من سخا إلى القاهرة.
وسمع من الحافظ أبي الطاهر السّلفيّ، وأبي الطاهر بن عوف بالإسكندرية، وبمصر من أبي الجيوش عساكر بن علي، وهبة الله البوصيريّ، وإسماعيل بن ياسين.
وأخذ القراءات عن أبي القاسم الشاطبي، وأبي الجود غياث بن فارس اللخمي، وأبي الفضل محمد بن يوسف الغزنوي.
وأخذ بدمشق عن أبي اليمن الكندي لكن اقتصر على الشاطبي وأبي الجود في إسناد الروايات عنهما. لأن الشاطبي قال له فيما يقال: إذا مضيت إلى الشام فاقرأ على الكندي ولا ترو عنه، وقيل: بل رأى الشاطبي في النوم فنهاه أن يقرأ بغير ما أقرأه.
ثم تحول من مصر، وسكن دمشق، وأقرأ الناس بها عند قبر زكرياء عليه السلام من جامع بني أمية، نيفا وأربعين سنة، فقرأ عليه خلق كثير بالروايات، منهم شهاب الدين أبو شامة، وشمس الدين أبو الفتح محمد بن علي بن موسى الأنصاري، وزين الدين عبد السلام الزواوي، ورشيد الدين أبو بكر بن أبي الدر، وتقي الدين يعقوب الجرائدي، وجمال الدين إبراهيم
طبقات المفسرين للسيوطي 25، 26، طبقات النحاة لابن قاضي شهبة 2/ 183، العبر للذهبي 5/ 178، المختصر لأبي الفداء 3/ 174، مرآة الجنان 4/ 110، 111، مرآة الزمان 8/ 758، مسالك الأبصار ج 3 ق 2 ص 231، معجم الأدباء لياقوت 5/ 414، معجم البلدان لياقوت 3/ 51 (سخا)، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 6/ 354، 355، وفيات الأعيان لابن خلكان 3/ 27، 28.
قال ابن خلكان: والسخاوي- بفتح السين المهملة والخاء المعجمة وبعدها ألف- هذه النسبة الى سخا، وهي بليدة بالغربية من أعمال مصر، وقياسه: سخوي، لكن الناس أطبقوا على النسبة الأولى.
الفاضلي، ورضي الدين جعفر بن دبوقا، وشهاب الدين محمد بن مزهر، وشمس الدين محمد الدمياطي، وقرأ عليه بشر كثير، ثم تركوا الفن كالجمال عبد الواحد بن كثير، ورشيد الدين إسماعيل الحنفي، وشمس الدين محمد ابن قايماز، والنظام محمد التبريزي
…
.... (1)
شرف الدين أبو محمد عبد الله الحسيني الحجازي يا مولانا ما أحسن قوله:
سيروا إلى الله عرجا ومكاسير فإن انتظار الصحة بطال، فاستحسن ذلك وقال: ما سمعته إلا الساعة، ثم أطرق قليلا ورفع رأسه وقال: اكتب وأنشد لنفسه:
يا من يسوّف بالأعمال مرتقبا
…
وقت الفراغ وقد ألهته أشغال
سر أعرجا أو كسيرا غير منتظر
…
لصحة فمرجيّ ذاك بطّال
وقد نظم ذلك العارف بالله تعالى شرف الدين عمر بن الفارض رحمه الله، فأحسن ما شاء حيث يقول:
فسر زمنا وانهض كسيرا فخطك ال
…
بطالة ما أخّرت عزما لصحة
وللشيخ علم الدين أيضا:
قد كنت منكم على بال فأين مضى
…
عني ترفقكم بي يا مولينا
حاشاكم وجميل الصفح عادتكم
…
أن تنقضوا بالوفا عاداتكم فينا
وله أبيات يمدح بها السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب:
فيوسف يوسف في المأثرات وأيا
…
م ابن أيوب أيام ابن يعقوب
حقيقة الملك إلا فيه تسمية
…
شتان ما بين تحقيق وتلقيب
(1) بياض في الأصل، وقد بحثت في مراجع ترجمة السخاوي عن العبارات التي تتفق مع وسط الترجمة هنا فلم أهتد الى ذلك، وقد ذكر الداودي في نهاية هذه الترجمة، أنه نقلها عن المقفي للمقريزي، ولا يوجد من المقفى في نسختي الجامعة العربية ودار الكتب الجزء الخاص بمن اسمه علي.
ومن غرائب الاتفاق أنه مدح السلطان صلاح الدين، ومدح الأديب رشيد الدين الفارقي، وبين وفاة الممدوحين مائة سنة.
وقال الشهاب أبو شامة شيخ وقته: توفي شيخنا علم الدين علامة زمانه، وآية أوانه [بمنزله](1) بالتربة الصالحية، ودفن بسفح قاسيون، وكان على جنازته هيبة وجلالة وإخبات، ومنه استفدت علوما جمة، كالقراءات، والتفسير، وفنون العربية، وصحبته من شعبان سنة أربع عشرة وستمائة، ومات وهو عني راض في ثاني عشر جمادى الآخرة، سنة ثلاث وأربعين وستمائة.
ذكره الشيخ تقي المقريزي في «المقفى» .
371 -
علي بن محمد بن علي السيد زين الدين أبو الحسن الحسيني الجرجانيّ الحنفي (2).
عالم المشرق، ويعرف بالسيد الشريف، اشتغل ببلاده: وأخذ عن النور الطاوسي شرحه على «المنهاج» وشرحه للفظيه عن ولد مؤلفه مخلص الدين، وقدم القاهرة. وأخذ بها عن الشيخ أكمل الدين الحنفي وغيره، وأقام بسعيد السعداء أربع سنين ثم خرج إلى بلاد الروم، ثم لحق ببلاد العجم، ورأس هناك.
وقال فيه العيني (3): كان عالم الشرق، علامة دهره، وكانت بينه وبين
(1) تكملة عن: طبقات القراء للذهبي، وطبقات القراء لابن الجزري.
(2)
له ترجمة في: البدر الطالع للشوكاني 1/ 488، الضوء اللامع للسحاوي 5/ 328، الفوائد البهية للكنوي 125، مفتاح السعادة لطاش كبرى زاده 1/ 208.
(3)
هو محمود بن أحمد بن موسى أبو محمد، بدر الدين العيني، ولد سنة 762 هـ بعنتاب، ونشأ بها وتفقه، وكان أماما عالما عارفا بالعربية حافظا للغة، وله مصنفات كثيرة، منها: شرح البخاري، شرح معاني الآثار، طبقات الحنفية، طبقات الشعراء، وغير ذلك. مات سنة 855 هـ.
السّعد التفتازاني مباحثات ومحاورات في مجلس تمرلنك، تكرر استظهار السيد فيها عليه غير مرّة، وآخر من علمته ممن حضرها وأتقنها العلاء الروميّ (1) وكان له أتباع يبالغون في تعظيمه ويفرطون في إطرائه كعادة العجم، وله تصانيف يقال إنها تزيد على الخمسين، انتهى.
ويقال: إنه حرر الرضى «شرح الحاجبية» وكان فيه سقم كثير، ومن تصانيفه «مقدمة في الآفاق وفي الأنفس» يعنى في تفسير قوله تعالى:
(سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم)(2).
«وشرح المواقف» للعضد و «شرح التجريد» للنصير الطوسيّ و «شرح القسم الثالث من المفتاح» و «حاشية الكشاف» لم تتم، وتصدى للإقراء والتصنيف والفتيا، وتخرج به أئمة.
مات- كما قال العفيف الجرهي (3)، وأبو الفتوح الطاوسي في يوم الأربعاء سادس ربيع الآخر سنة ست عشرة وثمانمائة بشيراز.
قال شيخنا الإمام الحافظ جلال الدين الأسيوطي في «طبقات النحاة» :
أفادني صاحبنا المؤرّخ شمس الدين بن عزم، أن مولد السيد بجرجان، سنة أربعين وسبعمائة.
372 -
علي بن محمد علي بن أحمد بن هارون العمرانيّ الخوارزميّ الحنفي أبو الحسن (4).
(1) هو علي بن موسى بن إبراهيم العلاء أبو الحسن الرومي الحنفي، نزيل القاهرة، ولد سنة 756 هـ، وأشتغل ببلده، وتفنن في العلوم، ودخل بلاد العجم ولازم السيد الجرجاني مدة، مات سنة 841 هـ (الضوء اللامع للسحاوي 6/ 41).
(2)
سورة فصلت 53.
(3)
الجرهي: نعمة الله بن محمد أبو الخير بن العفيف الجرهي الشيرازي الشافعي، ولد سنة 810 هـ، وقدم القاهرة من مكة في طلب الحديث فسمع الكثير، واشتغل في عدة علوم ومهر وفضل في مدة يسيرة. مات سنة 840 هـ (الضوء اللامع للسحاوي 10/ 202).
(4)
له ترجمة في: معجم الأدباء لياقوت 5/ 412.
يلقب حجة الأفاضل، وفخر المشايخ.
قال ياقوت: سيد الأدباء، وقدوة مشايخ الفضل، المحيط بأسرار الأدب، والمطّلع على غوامض كلام العرب. قرأ الأدب على الزمخشريّ وصار من أكبر أصحابه، وأوفرهم حظا من غرائب آدابه، لا يشقّ غباره في حسن الخطّ واللفظ، ولا يمسح عذاره في كثرة السماع والحفظ.
سمع الحديث من الزمخشريّ، والإمام عمر الترجماني، والحسن بن سليمان الخجنديّ، وعبد الواحد الباقرجي وغيرهم.
وكان ولوعا بالسماع كتوبا، وكان من العلم الغزير فيه دين وصلاح وزهد، وكان يذهب مذهب الرأي والعدل.
وجعل في آخر عمره أيّامه مقصورة على نشر العلم وإفادته لطالبيه، وفزع الناس إليه في حلّ المشكلات وشرح المعضلات، وهو مع العلم الغزير والفضل الكثير علم في الدين، والصلاح المتين، وآية في الزهد، معتزليّ.
صنّف «التفسير» و «اشتقاق الأسماء» و «المواضع والبلدان» . مات سنة ستين وخمسمائة (1).
ومن شعره:
رأيتك تدّعي علم العروض
…
كأنك لست منها في عروض (2)
فكم تزري بشعر مستقيم
…
صحيح في موازين العروض
كأنّك لم تحط مذ كنت علما
…
بمخبون الضّروب ولا العروض
ومنه قصيدة يمدح بها النبي صلى الله عليه وسلم:
(1) معجم الأدباء لياقوت 5/ 412.
(2)
المصدر السابق 5/ 414.
أضاء برق وسجف الليل مسدول
…
كما يهزّ اليماني وهو مصقول (1)
فهاج وجدي بسعدى وهي نائية
…
عنّي وقلبي بالأشواق متبول
لم يبق لي مذ تولّى الظّعن باكرة
…
صبر ولم يبق لي قلب ومعقول
مهما تذكّرتها فاض الجمان على
…
خدّي حتّى نجاد السيف مبلول
ذكره الصفدي في «تاريخه» ، والقرشي، وشيخنا الإمام الحافظ جلال الدين السيوطيّ في «طبقات النحاة» .
373 -
علي بن محمد بن علي النيريزي (2).
نسبة إلى نيريز- بنون مفتوحة ثم تحتانية- من قرى شيراز، أبو الحسن، كان من العلماء وله «تفسير» ، ذكره ابن الفوطي في «الدرر الناصعة في شعراء المائة السابعة» وقال: مات سنة اثنتين [وخمسين (3)] وستمائة وله أربع وثمانون سنة.
وذكره ابن الدّبيثي في «تاريخ واسط» وقال: إنه قدم عليهم وحدثهم عن عبد العزيز بن محمد الأدمي، وكان خطيب شيراز.
ذكره الحافظ ابن حجر في «تبصير المنتبه» .
374 -
علي بن محمد بن علي بن عباس بن فتيان (4) القاضي الإمام البارع علاء الدين علي المعروف بابن اللحام الحنبلي الدمشقي (5).
(1) نفس المصدر 5/ 413.
(2)
له ترجمة في: تبصير المنتبه لابن حجر 1/ 206.
(3)
تكملة عن تبصير المنتبه.
(4)
كذا في الأصل، وهو يوافق ما في: الضوء اللامع للسحاوي، وانباء الغمر للزركلي.
(5)
له ترجمة في: انباء الغمر للزركلي 2/ 174، الضوء اللامع للسحاوي 5/ 320.
برع في الفقه، والتفسير، والعربية، وغير ذلك. وأفتى ودرس ووعظ بجامع دمشق، وكان حسن الوعظ ديّنا خيّرا، وناب في الحكم بدمشق، فلما قدم تمرلنك إلى حلب، جفل فيمن جفل من الناس إلى القاهرة، فأكرمه الحنابلة وأجلوا قدره إلى أن مات الموفق أحمد بن نصر الله قاضي الحنابلة، عين المجد سالم، وابن اللحام هذا، فقال كل منهما: لا أصلح، وإنما يصلح هذا، فصرف الله ذلك عن ابن اللحام وابتلى به المجد سالم، وأعطى تدريس المدرسة المنصورية لابن اللحام، فمات بعد استقراره فيها بسبعة عشر يوما يوم عيد الفطر سنة ثلاث وثمانمائة.
ذكره المقريزي في «المقفى» .
375 -
عليّ بن محمد بن مهديّ أبو الحسن الطّبريّ (1).
تلميذ الشيخ أبي الحسن الأشعري الشافعي، صحبه بالبصرة وأخذ عنه.
وكان من المبرّزين في علم الكلام والقوّامين (2) بتحقيقه وله كتاب «تأويل الأحاديث المشكلات الواردة في الصفات» وكان مفتنّا في أصنام العلوم.
قال أبو عبد الله الحسين بن الحسن الأسديّ: كان شيخنا وأستاذنا أبو الحسن علي بن مهدي الطبري الفقيه، مصنّفا للكتب، في أنواع العلم، حافظا للفقه، والكلام، والتفاسير، والمعاني، وأيّام العرب، فصيحا، مبارزا في النظر، ما شوهد في أيامه مثله، انتهى.
وترجمه الحافظ أبو القاسم بن عساكر في كتاب «التبيين» ولم أر من ورّخ وفاته.
(1) له ترجمة في: تبيين كذب المفتري لابن عساكر 195، طبقات الشافعية للسبكي 3/ 466، طبقات العبادي 85.
(2)
في الأصل: «والقوانين» بالنون، ولعل الصواب ما أثبته.
وله:
ما ضاع من كان له صاحب
…
يقدر أن يصلح من شأنه (1)
فإنما الدّنيا بسكانها
…
وإنما المرء بإخوانه
اختصرته من «الطبقات الكبرى» لابن السّبكي.
376 -
علي بن محمد بن محمد بن وفاء أبو الحسن السكندريّ الأصل المصريّ الشاذليّ المالكي الصوفي (2).
ويعرف كسلفه بابن وفاء، ولد سنة تسع وخمسين وسبعمائة بالقاهرة.
كان على أحسن حال وأجمل طريقة، ولما بلغ سبع عشرة سنة جلس مكان أبيه وعمل الميعاد، وشاع ذكره وبعد صيته، وانتشر أتباعه، وذكر بمزيد اليقظة وجودة الذهن والترقي في الأدب والوعظ.
قال في «الإنباء» : كان أكثر أوقاته في الروضة، وكان يقظا حاد الذهن، اشتغل بالأدب والوعظ، وحصل له أتباع، وأحدث ذكرا بألحان وأوزان، وله نظم كثير. مات بمنزله في الروضة في يوم الثلاثاء ثاني عشر ذي الحجة سنة سبع وثمانمائة ودفن عند أبيه بالقرافة.
وقال غيره: كان فقيها عارفا بفنون العلم بارعا في التصوّف حسن الكلام فيه، مستحضرا للتفسير، بل له «تفسير» ونظم و «ديوانه» متداول بالأيدي، رحمة الله عليه.
377 -
علي بن مرزوق بن عبد الله الشيخ أبو الحسن الردينيّ.
حفظ القرآن العظيم، وسمع الحديث، وكان فقيها عارفا بالتفسير، متخليا
(1) طبقات الشافعية للسبكي.
(2)
له ترجمة في: انباء الغمر لابن حجر 2/ 308، الضوء اللامع للسحاوي 6/ 21.
للعبادة، أقام بمسجد سعد الدولة من الشرف الذي عليه الآن قلعة الجبل، ثم تحول منه إلى مسجد الرديني الموجود الآن بداخله قلعة الجبل، وكانت كلمته مقبولة عند الملوك، توفي سنة أربعين وخمسمائة، ودفن بالقرافة قريبا من سارية شرقي قبر الكيزاني، وعرف قبره بإجابة الدعاء، وجرّب ذلك.
وفي كتاب «مصباح الدّياجي» أن معن بن زيد بن سليمان نام عند قبر الرديني، وكان عليه دين مبلغ عشرة آلاف درهم، فرآه في النوم، فشكى إليه ذلك، فقال: قل اللهم بما كان بينك وبين عبدك الرّديني، إلا ما قضيت ديني، فاستيقظ وسأل الله ذلك، فأتاه شخص وقال: أنت الذي شكوت للشيخ ثقل الدين؟ قال: نعم. فدفع إليه عشرة آلاف درهم.
وأنه بلغ الشيخ أبا عمرو عثمان بن مرزوق بن حميد بن سلامة الحوفي الحنبلي، أن الرّديني ينكر على أصحابه، فعزم على أن يسير إليه في غدو معه جماعته، فلما كان في الليل وهو على سطح داره، إذا برجل سقط عليه من الهواء وقال: أنا الرديني، جئت إليك قبل أن تأتيني، فقال: إنما أكلم من يأتي على رجليه، وأما من أعطى هذه المكانة فلا أكلمه بما يكره. وتوفي أبو عمرو الحوفي سنة أربع وستين وخمسمائة وقد جاوز سبعين سنة.
ذكره المقريزي في «المقفى» .
378 -
علي بن المسلم بن محمد بن علي بن الفتح أبو الحسن السّلمي الدمشقي الشافعي الفرضيّ جمال الإسلام (1).
قال ابن عساكر: كان عالما بالتفسير والأصول والفقه والتذكير والفرائض والحساب، وتعبير المنامات، تفقه على القاضي أبي المظفر عبد الجليل بن عبد
(1) له ترجمة في: تبيين كذب المفتري لابن عساكر 326، طبقات الشافعية للسبكي 7/ 235، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ورقة 33، طبقات المفسرين للأدنة 40 أ، طبقات المفسرين للسيوطي 26.
الجبار المروزيّ، ثم على الفقيه نصر المقدسيّ ولازمه، وبرع في المذهب حتى أعاد للشيخ نصر، ولزم الغزاليّ مدّة مقامه بدمشق، ودرس في حلقة الغزالي بالجامع وكان يثني على علمه وفهمه.
قال الذهبي: وسمع من عبد العزيز الكتّاني، والفقيه نصر، وجماعة.
وبرع في الفقه وغيره.
وله مصنفات في الفقه والتفسير، وكان ثقة ثبتا، موفقا في الفتاوى، ملازما للتدريس والإفادة، حسن الأخلاق، يعقد مجلس التذكير ويظهر السنّة ويردّ على المخالفين.
قال الحافظ أبو القاسم بن عساكر: بلغني أن الغزالي قال: خلفت بالشام شابا إن عاش كان له شأن. قال فكان كما تفرّس فيه، ولي التدريس بالأمينيّة وهو أول من درس، وروى عنه الحافظ أبو القاسم بن عساكر، وابنه القاسم، والسّلفيّ، وبركات الخشوعيّ، وطائفة، آخرهم القاضي أبو القاسم الحرستانيّ.
وقد أملى عدة مجالس ولم يخلف بعده مثله، مات ساجدا في صلاة الفجر في ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة، ودفن بباب الصغير في الصفة التي فيها جماعة من الصحابة رضي الله عنهم.
ومن تصانيفه: «كتاب أحكام الخناثي» مختصر، وهو تصنيف مفيد في بابه.
379 -
علي بن موسى بن يزداد أبو الحسن القمّي (1).
الفقيه الحنفي، إمام أهل الرأي في عصره بلا مدافعة ..
(1) له ترجمة في: تاج التراجم لابن قطلوبغا 42، الجواهر المضيئة للقرشي 1/ 380، طبقات المفسرين للسيوطي 26، الفهرست لابن النديم 207، اللباب لابن الأثير 3/ 4.
له مصنفات منها «أحكام القرآن» وهو كتاب جليل، وكتاب «نقض ما خالف فيه الشافعي العراقيين في أحكام القرآن» وكتاب «إثبات القياس والاجتهاد وخبر الواحد» .
سمع محمد بن شجاع الثلجي، ومنه أبو بكر بن سعيد (1) بن نصر، وتخرج به جماعة من الكبار، وأملى بنيسابور. مات سنة خمسين وثلاثمائة، رحمه الله وإيّانا.
380 -
علي بن يعقوب بن جبريل بن عبد المحسن بن يحيى بن الحسن ابن موسى الشيخ الإمام نور الدين أبو الحسن البكري (2).
من ولد أبي بكر الصّديق رضي الله عنه، المصري.
ولد سنة ثلاث وسبعين وستمائة، وسمع «مسند الشافعي» من وزيرة بنت المنجا، واشتغل وأفتى ودرّس، ولما دخل ابن تيميّة إلى مصر، قام عليه وأنكر ما يقوله وآذاه. وله كتاب «تفسير الفاتحة» .
قال السبكي في «الطبقات الكبرى» وصنف «كتابا في البيان» .
وكان من الأذكياء، سمعت الوالد يقول: إن ابن الرافعة أوصى بأن يكمل شرحه «الوسيط» وكان رجلا خيرا، آمرا بالمعروف، ناهيا عن المنكر وقد واجه مرة الملك الناصر بكلام غليظ، فأمر السلطان بقطع لسانه، حتى شفع
(1) كذا في الأصل، وهو يوافق ما في: طبقات المفسرين للسيوطي، وفي تاج التراجم لابن قطلوبغا، والجواهر المضيئة: للقرشي: «أبو بكر بن سعد» .
وهو كما جاء في الجواهر المضيئة 1/ 68: أحمد بن سعد بن نصر بن اسماعيل أبو بكر الفقيه البخاري. ولد سنة 299 هـ. قدم بغداد، وحدث بها عن علي بن موسى القمي الحنفي. مات سنة 306 هـ.
(2)
له ترجمة في: البداية والنهاية لابن كثير 14/ 114، حسن المحاضرة للسيوطي 1/ 423، الدرر الكامنة لابن حجر 3/ 214، ذيل العبر 133، طبقات الشافعية للسبكي 6/ 442 (طبع الحسينية)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ورقة 74 أ.
فيه، فإنه قال له: أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر، فقال له السّلطان وقد اشتدّ غضبه: أنا جائر؟ فقال: نعم. أنت سلطت الأقباط على المسلمين وقويت دينهم، فلم يتمالك السلطان أن أخذ السّيف وهمّ ليضربه، فبادر الأمير طغاي فأمسك بيده، فالتفت السّلطان إلى ابن مخلوف المالكي، وقال: يا قاضي، يتجرّأ عليّ هذا! ما الذي يجب عليه، فلم يقل شيئا.
وقال الإسنويّ: تحيا بمجالسته النفوس، ويتلقى بالأيدي فيحمل على الرءوس، تقمّص بأنواع الورع والتقى، وتمسّك بأسباب التقى فارتقى، كان عالما، صالحا نظارا، ذكيا، متصوفا، أوصى إليه ابن الرفعة بأن يكمل ما بقي من شرحه على «الوسيط» لما علم من أهليته لذلك دون غيره، فلم يتفق له ذلك، لما كان يغلب عليه من التّجلي والانقطاع، والإقامة بالأعمال الخيرية مقابل مصر، بسبب محنة حصلت له مع الملك الناصر، وأمر فيها بقطع لسانه، ثم شفع فيه، وتركه ومنعه من الإقامة بالقاهرة ومصر، إلى أن توفي في شهر ربيع الآخر سنة أربع وعشرين وسبعمائة، ودفن بالقرافة.
381 -
علي بن يوسف بن حريز بن معضاد بن فضل اللخمي الشطنوفي نور الدين أبو الحسن المقرئ النحوي. (1)
كذا ذكره الأدفوي، وقال: قرأ القراءات على التقي يعقوب بن بدران الجرائدي، والنحو على الضياء صالح بن إبراهيم الفارقي إمام جامع الحاكم، وسمع من النجيب، وتولى تدريس التفسير بالجامع الطولوني، وتصدر للإقراء بجامع الحاكم، وكان كثير من الناس يعتقده، والقضاة تكرمه.
مات بالقاهرة يوم السبت تاسع عشر ذي الحجة سنة ثلاث عشرة وسبعمائة.
(1) له ترجمة في: الدرر الكامنة لابن حجر، 3/ 216، طبقات القراء لابن الجزري 1/ 585.
وقال ابن مكتوم: كان رئيس المقرئين بالديار المصرية، ومعدودا في المشايخ من النحاة، وله اليد الطولى في علم التفسير، وعلق فيه تعليقا.
وله «كتاب في مناقب الشيخ عبد القادر الكيلاني» نفعنا الله ببركاته؛ في ثلاث مجلدات.
مولده في شوال سنة سبع وأربعين وستمائة.
أورده شيخنا في «طبقات النحاة» .
تم الجزء الأول من كتاب طبقات المفسرين ويليه الجزء الثاني وأوله: من اسمه عمر