المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

الفصل: ‌حرف الطاء المهملة

‌حرف الطاء المهملة

213 -

طلحة بن مظفر بن غانم بن محمد العلثي (1).

الحنبلي الفقيه الخطيب المحدث الفرضي النظار، المفسر الزاهد الورع، تقي الدين أبو محمد.

قرأ على علي البطائحي، والبرهان الحصري، وغيرهما.

وقرأ الفقه على ناصح الإسلام أبي الفتح بن المنيّ، وسمع الحديث الكثير. وقرأ «صحيح مسلم» في ثلاث مجالس. وكان يقرأ كتاب «الجمهرة» على ابن القصار فمن سرعة قراءته وفصاحتها قال ابن القصار:

هذا طلحة يحفظ هذا الكتاب. قالوا: لا. وكان يقرأ الحديث فيبكي. ويتلو القرآن في الصلاة فيبكي. وكان متواضعا لطيفا، لا يسفه على أحد فقيرا مجردا، ويرحم الفقير، ولا يخالط الأغنياء.

قال الشيخ ناصح الدين بن الحنبلي: حدثني الشيخ: أن ناصح الإسلام ابن المنيّ، زار رجلا من أرباب الدنيا. قال: وكنت معه يعتمد على يدي، فرأيت في زاوية الدار صحن حلواء، فاشتهته نفسي، وخرجنا ولم يقدمه لنا.

فنمت تلك الليلة، فرأيت في نومي حلواء حضرت إلي، فأكلت منها حتى شبعت، فأصبحت ونفسي لا تطلب الحلواء.

وقال الحافظ المنذري: تفقه ببغداد على أبي الفتح بن المني، ويحيى بن ثابت بن بندار، وأحمد بن المبارك المرقعاني، وعبد الحق بن عبد الخالق، وشهدة، وتجنى الوهبانية، وجماعة كثيرة.

(1) له ترجمة في: الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب 1/ 390.

ص: 226

وقرأ بلفظه على الشيوخ، وانقطع في آخر عمره إلى العبادة وتعليم العلم.

قال ابن رجب: وسمع أيضا على أحمد بن المقرب الكرخي، وعني بالحديث، ولازم أبا الفرج بن الجوزي، وقرأ عليه كثيرا من تصانيفه. وكان أديبا شاعرا فصيحا، واشتهر اسمه، ورزق القبول من الخلق، وكثر أتباعه وانتفع به الناس.

وروى عنه يوسف بن خليل وغيره.

وروى عنه ابن الجوزي حكاية في «تاريخه» ، وقال: حدثني طلحة بن مظفر الفقيه: أنه ولد عندهم بالعلث مولود لستة أشهر، فخرج له أربعة أضراس.

قال المنذري: توفي في ثالث عشر ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة بزاويته بالعاث. ودفن هناك.

والعلث: بفتح المهملة وسكون اللام وبعدها مثلثة، قرية من نواحي دجيل، بين عكبرا وسامرّا (1).

(1) سامرا: لغة في سر من رأى، مدينة كانت بين بغداد وتكريت على شرقي دجلة وقد خربت (معجم البلدان لياقوت 3/ 14).

ص: 227