المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌حرف الراء 168 - ربيع بن سليمان بن عطاء الله أبو - طبقات المفسرين للداوودي - جـ ١

[الداوودي، شمس الدين]

فهرس الكتاب

الفصل: ‌ ‌حرف الراء 168 - ربيع بن سليمان بن عطاء الله أبو

‌حرف الراء

168 -

ربيع بن سليمان بن عطاء الله أبو سليمان القطان (1).

كان من الفقهاء المعدودين، والعبّاد المجتهدين، والنسّاك، أهل الورع والدين، عالما بالقرآن قراءة وتفسيرا ومعنى. حافظا للحديث ومعانيه، وعلله وغريبه ورجاله، حافظا للفقه، حسن الكلام على معانيه، قويا على المناظرة حافظا «للمدوّنة» وغيرها، معتنيا بالمسائل والفقه، كانت له بجامع القيروان حلقة يحضرها أبو القاسم بن شبلون وغيره، أيام أبي زيد، ذكر المالكيّ.

وكان تفقه عند أحمد بن نصر ولازمه، وصار من كبار أصحابه، وكان عالما بالوثائق حسن الخط، أخذها عن ابن زياد، وأخذ النحو واللغة عن أبي علي المكفوف، وغيره.

وكان يؤلف الخطب والرسائل ويقول الشعر، وكان لسان إفريقية في وقته في الزهد والرقائق.

سمع أحمد بن زياد، وابن اللبّاد، والتمار، والفضل، وابن نصر، وابن أبي زاهر، وأبا محمد بن رشد، وأبا محمد بن يزيد المقرئ، وغيرهم.

وبمصر من مأمون.

(1) له ترجمة في: ترتيب المدارك للقاضي عياض 3/ 323.

ص: 176

وبمكة من ابن شاذان الجلاب، وغيره.

ووصف بالزهد والخير، وذهب إلى علم الباطن والنسك والعبادة، ومن حكمه: الدّنيا أمل ووجل، والآخرة جزاء وعمل، والمتوسّط بينهما أجل.

وله رسائل كثيرة مشطحة على طريق كلام الصّوفية ورموزهم.

ويقال: إنه كان يجتمع بالخضر، قتل شهيدا سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، ومولده سنة ثمان وثمانين ومائتين.

169 -

رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد (1).

أبو محمّد التميميّ البغداديّ الحنبليّ، المقرئ الفقيه الواعظ.

قال الذهبي في «طبقات القراء» : ولد سنة أربعمائة، وقرأ القرآن على أبي الحسن الحمّامي، وسمع من أبي الحسين أحمد بن المتيّم، وأبي عمر بن مهدي، وأبي الحسين بن بشران، وجماعة.

وكان إماما مقرئا فقيها محدّثا، واعظا أصوليا مفسّرا لغويّا، فرضيّا كبير الشأن وافر الحرمة.

قال ابن سكرة: قرأت عليه لقالون ختمة.

وقال أبو زكريّا يحيى بن منده الحافظ: سمعت رزق الله يقول: أدركت

(1) له ترجمة في: تذكرة الحفاظ للذهبي 4/ 1208، الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب 1/ 77، طبقات القراء للذهبي 1/ 356، العبر للذهبي 3/ 320، المنتظم لابن الجوزي 9/ 88.

ص: 177

من أصحاب ابن مجاهد، رجلا يقال له أبو القاسم عبيد الله بن محمد الخفّاف، وقرأت عليه سورة البقرة، وقرأها على أبي بكر بن مجاهد.

قال الذهبي: وممّن قرأ لقالون على رزق الله، محمد بن الخضر المحوّليّ شيخ التاج الكنديّ، والشيخ أبو الكرم الشّهرزوريّ.

وقد روى أبو سعد السّمعاني: حديث (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب) عن أربعة وسبعين نفسا، سمعوه من رزق الله التميمي، وآخر من روى عنه ببغداد، أبو الفتح (1) بن البطّيّ، وآخر من روى عنه مطلقا أبو طاهر السّلفيّ، روى عنه إجازة.

قال ابن ناصر: توفي شيخنا أبو محمد التميميّ، في نصف جمادى الأولى سنة ثمان وأربعمائة، ودفن بداره، ثم حول بعد ثلاث سنين.

170 -

رفيع بن مهران أبو العالية الرّياحيّ (2).

بكسر الراء والتحتانيّة البصريّ المقرئ الفقيه، مولى امرأة من بني رياح بطن من تميم، رأى أبا بكر، وقرأ القرآن علي أبيّ وغيره.

وسمع من عمر، وابن مسعود، وعلي، وعائشة، وطائفة.

وعنه قتادة: وخالد الحذّاء، وداود بن أبي هند، وعوف الأعرابي، والربيع بن أنس، وأبو عمرو بن العلاء، وطائفة.

(1) في الأصل: «أبو الحسن» ، تحريف، والصواب في اللباب وهو: أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن البطي البغدادي والبطي: بفتح الباء الموحدة والطاء المشددة المكسورة، والبطي: بفتح الباء الموحدة والطاء المشددة المكسورة، نسبة الى بيع البط (اللباب لابن الأثير 1/ 130).

(2)

له ترجمة في: تهذيب التهذيب 3/ 284، خلاصة تذهيب الكمال للخزرجي 101، طبقات القراء لابن الجزري لابن الأثير 1/ 284، طبقات القراء الذهبي 1/ 49، العبر للذهبي 1/ 108، اللباب لابن الأثير 1/ 483.

ص: 178

روى قتادة عنه، قال: قرأت القرآن بعد وفاة نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم بعشر سنين.

وعن أبي خلدة عنه قال: كان ابن عبّاس يرفعني على سريره وقريش أسفل منه، ويقول: هكذا العلم، يزيد الشريف شرفا، ويجلس المملوك على الأسرة.

قال أبو بكر بن أبي داود: ليس أحد بعد الصحابة أعلم بالقرآن من أبي العالية، ثم سعيد بن جبير.

ثقة، كثير الإرسال، وله «تفسير» ، رواه عنه الربيع بن أنس البكري، خرّج حديثه الجماعة. مات سنة تسعين، والأصح سنة ثلاث وتسعين من الهجرة.

171 -

روح بن عبادة بن العلاء بن حسّان القيسيّ أبو محمد البصري (1) ثقة فاضل. سمع ابن عون، وحسينا، المعلّم، وابن أبي عروبة، وطبقتهم، وعني بهذا الشأن.

وعند أحمد، وإسحاق، وبندار، وإسحاق الكوسج، وبشر بن موسى، وخلق كثير.

قال الكديمي: سمعت عليّ بن المدينيّ يقول: نظرت لروح في أكثر من مائة ألف حديث، كتبت منها عشرة آلاف.

وقال يعقوب بن شيبة: كان روح يتحمل الحمالات، وكان سريّا مهيبا كثير الحديث جدا، سمعت ابن المديني يقول: ما زال في الحديث لم يشغل عنه.

(1) له ترجمة في: تاريخ بغداد للخطيب البغدادي 8/ 401، تذكرة الحفاظ للذهبي 1/ 349، خلاصة تذهيب الكمال 101، العبر للذهبي 1/ 347، ميزان الاعتدال للذهبي 2/ 58، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 2/ 179.

ص: 179

وقال الخطيب: صنّف الكتب في السنن والأحكام، وجمع «تفسيرا» وكان ثقة.

وقال أحمد بن الفرات: طعن على روح اثنا عشر فلم ينفذ قولهم فيه. قال الذهبي: وحديثه في أصول الإسلام كلها. مات في جمادى الأولى سنة خمسين ومائتين ونيف على الثمانين، تكلم فيه القواريري لكونه روى عن مالك سبعمائة حديث فاستعظم كثرتها.

روى له الجماعة، وتفسيره رواه عنه أبو الأزهر صالح بن درهم الباهلي البصري.

ص: 180