الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لبيد بن مجاسر بن سليمة بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبدالله بن زهران بن كعب.
الملك الثالث عشر من ملوك بني العباس: المعتز:
ثالث عشر خلفاء الدولة العباسية، خلع المستعين أحمد بن محمد بن المعتصم نفسه من الخلافة في سنة اثنتين وخمسين ومائتين، وبايع المعتزّ، وهو محمد بن جعفر المتوكّل بن محمد المعتصم بن هارون الرشيد بن المهدي محمد بن المنصور عبدالله، يكنى: أبا عبدالله، وقيل: إن اسم المعتز أحمد، وقيل الزبير، دعي للمعتزّ على منبري بغداد ومسجدَي جانبيها الشرقي والغربي، وأخذت البيعة على من كان بها من الجند.
أمه تركية اسمها قبيحة لفرط جمالها بين النساء، أخذها ابن وصيفتها وعذبها حتى أخذ منها ألف ألف دينار ذهبا ونصف أردب لؤلؤ ومثله زمرد وسدس أردب ياقوت أحمر ثم أخرجت إلى مكة وأقامت بها إلى أن ماتت وأقل الناس الترحم عليها حيث إن هذا المال عندها وشحت به عن ولدها عند احتياجه فكان عليه ما كان.
كان المعتز بديع الحسن جدا مليح الصورة حسنا، طويلا، أبيض، أسود الشعر كثيفه، حسن الوجه والعينين والجسم، ضيق الجبهة، أحمر الوجنتين، وكان مستضعفا مع الأتراك.
ولد بسُرَّ مَنْ رأى وبقي منذ بويع أربع سنين وبعض أخرى.
مات في الثاني من شهر رمضان بسر من رأى، ودفن بموضع يقال له: باب السميدع، سنة خمس وخمسين ومائتين، وله ثلاث وعشرون سنة، وكانت خلافة المعتز بالله من يوم دعي له بالخلافة ببغداد إلى يوم دفن ثلاث سنين وسبعة أشهر إلا ثلاثة أيام.
وقيل: كانت خلافه المعتز إلى أن خلع يوم الاثنين لثلاث بقين من رجب، سنة خمس وخمسين ومائتين أربع سنين وستة أشهر وأربعة عشر يوما، وعمره ثلاثا وعشرين سنة، وقيل: يوم السبت ليومين من شعبان، وصلى عليه محمد بن الواثق المهتدي بالله، ودفن عند قبر المنتصر بالله يوم السبت لثلاث خلون من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين.
اتفق الأتراك على خلعه، وهجموا عليه وجروا برجله، وأوقفوه في الشمس فصار يرفع رجلا ويضع رجلا وعذبوه، وهم يلطمونه ويقولون اخلعها ويتقي بيديه ويمتنع، ثم أجابهم وخلع نفسه، فأدخلوه الحمام ومنعوه الماء إلى أن مات عطشا، وقيل: أتوه بماء مالح فشربه وسقط ميتا، ثم أخرجوه وأشهدوا عليه أنه لا أثر به (1).
قلت: هذا جزاء من يقرب الأباعد، ويعرض عن العزوة من القرابة وغيرهم، مع أنه اختلط الحابل بالنابل، من أجل الحكم والرئاسة، ومن المُوالي من يسمع ويطيع ولو كان من الأباعد، {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (2).
وقد كان واليه على حرب الموصل وصلاتها سليمان بن عمران الزهراني؛ وهو سليمان بن عمران بن نفيل بن جابر بن جبلة بن عبيد بن لبيد بن مجاسر بن سليمة بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبدالله بن زهران بن كعب.
(1) أخبار الدولة العباسية 1/ 413، والمنتظم في تاريخ الملوك والأمم 12/ 43، وتاريخ بغداد وذيوله 2/ 123، 124، 487 وبغية الطلب في تاريخ حلب 8/ 3776.
(2)
من الآية (21) من سورة يوسف.