الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
له ما رأيت، فقال: إن خرج منك هذا الأمر قتلتك، فلم أزل ساكتا عن بث هذا الأمر مدة حياة ذلك الأمير خوفا منه.
توفي المستنجد يوم السبت ثالث ربيع الآخر، سنة ست وستين وخمسمائة، ومدة خلافته اثنتا عشرة سنة إلا يوما أو يومين، وعمره سبع وأربعون سنة وقيل: تسع وأربعون وشهر، وكان أسمر طويل اللحية.
وقال ابن الجوزي: توفي يوم الثلاثاء بعد الظهر، ثامن ربيع الآخر من سنة ست وستين وخمسمائة، وحضرتُ الصلاة يوم الأحد قبل الظهر في التاج، ودفن في الدار، وبلغ من العمر ثمان وأربعين سنة، وكانت ولايته إحدى عشرة سنة وشهرا.
وكان سبب موته أنه مرض واشتد مرضه، فاتفق الحاقدون مع الطبيب على أن يصف له ما يهلكه، فوصف له دخول الحمام، فامتنع منه لضعفه، ثم إنه دخلها وغُلِّق عليه الباب، ومات (1).
الملك الثالث والثلاثون من ملوك بني العباس: المستضيء:
الثالث والثلاثون من خلفاء الدولة العباسية، وهو الحسن بن يوسف المستنجد بالله، يكنى: أبا محمد.
وأمه أرمنية تدعى: غضة، وقيل: عصمت.
ولد في سادس شعبان سنة ست وثلاثين وخمسمائة.
ولم يكن في الخلافة من اسمه الحسن ويكنى أبا محمد إلا الحسن بن علي رضي الله عنه وهذا، فقد اشتركا في الاسم والكنية والكرم.
(1) سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي 3/ 507، 508، 509 وتاريخ الإسلام 39/ 258، وأخبار الدولة العباسية (1/ 414، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم 18/ 195، المختصر في أخبار البشر 3/ 49.
وله من الولد: أبو العباس أحمد وهو الذي تولى الخلافة بعده، وأبو منصور هاشم.
بويع يوم توفي والده المستنجد بيعة خاصة بايعه أهل بيته، ثم جلس المستضيء بأمر الله بكرة الأحد تاسع ربيع الآخر سنة ست وستين وخمسمائة فبايعه الناس، وصلى في التاج يومئذ على والده المستنجد، ونودي برفع المكوس، ورُدت مظالم كثيرة، وأظهر العدل والكرم، وفرق الإمام المستضيء بأمر الله مالا عظيما على الهاشميين، والعلويين، والعلماء، والأربطة، وكان دائم البذل للمال، ليس له عنده وقع، وخلع على أرباب الدولة، والقضاة، والجند، وجماعة من العلماء، ثم أذن للوعاظ في الوعظ بعد أن كانوا قد منعوا مدة، وخطب له على منابر بغداد يوم الجمعة رابع عشر ربيع الآخر.
وأنشد الحيص بيص:
أقول وقد تولى الأمر خير
…
ولي لم يزل برا تقيا
وقد كشف الظلام بمستضيء
…
غدا بالخلق كلهم حفيا
وفاض الجود والمعروف حتى
…
حسبناه حبابا أو أتيا
بلغنا فوق ما كنا نرجي
…
هنيئا يا بني الدنيا هنيا
سألنا الله يرزقنا إماما
…
نسر به فأعطانا نبيا
ونعتذر له عن قوله: " فأعطانا نبيا " أنه يريد وصفه في السيرة والاقتداء.
مرض المستضيء بأمر الله واشتد به المرض وكثرت الأراجيف بموته ولم يتحقق الناس ذلك وكانت الأسواق تغلق في أكثر الأوقات لا يجسر أحد أن يبيع ويشتري