الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رجع الصدى.. وترديد الببغاوات:
قالوا: إن العودة إلى الحجاب عودة إلى الجاهلية الأولى..
وقالوا: إن الحجاب لا يصلح إلا في مجتمع قبلي جاهلي..
وقالوا: إن الحجاب تقليد من التقاليد البالية العتيقة..
وقالوا: إن الحجاب تطرف وتنطع يأباه الإسلام..
وراحوا يبحثون عن علة هذه الظاهرة فمن قائل: إنه اكتئاب حط على القلوب الشابة حتى لجأن إلى الحجاب يتوارين فيه.
ومن قائل: بل هو تطرف مفاجئ نتج عن الفراغ السياسي والعاطفي عقب النكسة.
العودة إلى الحجاب.. عودة إلى الله
لقد فعلوا - كما تقدم آنفاً - شتى الحيل ليصدوا المسلمة عن دينها ويوقعوها في شراكهم ويذبحوا على أعتاب جامعاتهم ومصانعهم ومتاجرهم حياءها قرباناً لأغراضهم وقد استجاب لهم كثيرات وكثيرات.
ولكن لم تعدم أمتنا من يقمن الحجة على هؤلاء الكثيرات ويحيين السنة المطهرة فخرج من بينهن فتيات عفيفات طاهرات يهتفن من أعماق سويدائهن بنداء صارم بدد أطماع الأعداء فردهم خاسئين:
(رضينا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً)
وبعائشة الصديقة بنت الصديق وفاطمة الزهراء وأسماء ذات النطاقين والخنساء أسوة وقدوة لعلنا نحشر في زمرتهن يوم القيامة قال صلى الله عليه وسلم: (المرء مع من أحب)(448) .
(448) متفق عليه من حديث أنس رضي الله عنه.
وإذا بالفتيات المسلمات في كل مكان تهوى قلوبهن لهذا النداء العزيز وتنضم الواحدة تلو الأخرى إلى موكب العفاف والفضيلة بعد أن تهجر الفسق والرذيلة..
{وقل جاء الحق وزهق الباطل إن البطل كان زهوقاً} الإسراء (81) .
وأنى لباطل أعداء الإسلام أن يصبر أمام الحجة والبرهان؟ إن باطلهم ظلام وحجتنا نور وبرهان وأنى تصبر جيوش الظلام أمام جحافل الحق.
{بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق} الأنبياء (18) .
إن الرد على دعاوى المبطلين قريب وأقوى رد هو تخلى المرأة المسلمة عن هؤلاء بعد أن انخدعت بهم زمناً طويلاً وخلعت الحجاب وخالطت الرجال وذاقت ويلات جاهلية القرن العشرين وجرت في دروب التقدميين والاشتراكيين طويلاً فما وجدت عندهم إلا الشقاء والضنك فعادت المسلمات - زرافات ووحداناً - مستغفرات تائبات خاشعات قانتات ما لهن هجيرى سوى.
{سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير} البقرة (285) .
يا أعداء الإسلام! موتوا بغيظكم:
لقد اغتاظ أدعياء التحرر وصارت (عودة الحجاب) غصة في حلوقهم فراحوا يتابعون هذه الظاهرة في حسرة وقلق (449) .
(449) حتى إنهم اعترفوا بهزيمتهم في " المعركة الحقيقية " وعللوا ذلك بأن الفتيات يتحجبن عن اقتناع كامل متحديات كل ما وضع في طريقهن من العراقيل والضغوط حتى صار الحجاب في عرف القوم حرياً بوصف " الظاهرة
" ومن هنا كان هذا الإقرار الواضح والاعتراف الصريح وثيقة إدانة لكل الذين يصرون على فرض التبرج والسفور بالقهر زاعمين في الوقت نفسه احترام ما يسمى بـ " الحرية الشخصية " و " حرية الرأي ".