الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صيحة نذير:
وهذا هو " شكيب أرسلان "(299) ينشر مقالاً عن (السفور والحجاب)(300)
يحاول أن يقدم للناس درساً يستنبط فيه العظة من تطورات السفور في تركيا فيعرض للمراحل التي مر بها ليبين أن الدعوة إلى نزع الحجاب هي مرحلة تهيئ لما يليها من الدعوات التي ترمي إلى هدم أحكام الإسلام فيقول فيما يقول:
(عند إعلان الدستور العثماني سنة 1908 قال " أحمد رضا " بك من زعماء أحرار الترك: " ما دام الرجل التركي لا يقدر أن يمشي علناً مع المرأة التركية على جسر غلطة (301) وهي سافرة الوجه فلا أعد في تركيا دستوراً ولا حرية " فكانت هذه المرحلة الأولى وفي هذه الأيام بلغني أن أحد مبعوثي مجلس أنقرة الكاتب "رفقي بك" الذي كان كاتباً عند " جمال باشا " في سورية كتب: " إنه ما دامت الفتاة التركية لا تقدر أن تتزوج بمن شاءت ولو كان من غير المسلمين (302) بل
(299) ولولد " شكيب أرسلان " في بلدة الشويفات من مقاطعة " الشوف " التي تبعد من بيروت قرابة عشرة أميال
ومعنى " شكيب " بالفارسية: الصابر ومعنى " أرسلان " بالفارسية والتركية: الأسد، وهو من طائفة
(الدروز) اللبنانية وهم (إسماعيلية فاطمية) وقد ذكر الشيخ الشرباصي أن الأمير شكيباً كان سنياً وإن
انتسب سياسياً أو إدارياً إلى الدروز وأنه كان يتعبد على طريقة السنيين فهو يصلي ويصوم ويحج كما يفعل
جمهور المسلمين قال: (وقد أكدت لي زوجته هذه الحقيقة وقالت أن الدروز يحرمون الزواج من سنية
ولكن زوجي تزوجني وأنا سنية مسلمة وقد تسبب هذا الوضع في متاعب لشكيب فمن الدروز من لا يرونه
درزياً كاملاً ومن السنيين من لا يرونه سنياً كاملاً فضاع جانب من حقه بين هؤلاء وهؤلاء) اهـ من (شكيب
أرسلان) للشيخ أحمد الشرباصي، ص (51 - 52) ويعكر على هذا ما هو معلوم من زواج (كمال
جنبلاط) زعيم الدروز من " مي " ابنة شكيب فالله أعلم بحقيقة أمره.
(300)
(المنار) عدد 29 ذي الحجة 1343 هـ - 21 يولية 1925 م ص (206 - 210) .
(301)
كوبري جلتا أو بلتا جسر شهير في مركز مدينة استانبول يربط بين قارتي أسية وأوربة ويصل بين شطري
المدينة التي تمتد في القارتين.
(302)
وبالفعل نص القانون المدني التركي فيما بعد على إباحة زواج النصراني من المسلمة، انظر مجلة الرسالة
العدد =
ما دامت لا تعقد مقاولة مع رجل تعيش وإياه كما تريد مسلماً كان أو غير مسلم فإنه لا يعد تركيا قد بلغت رقياً " فهذه هي المرحلة الثانية)
ثم يقول " شكيب أرسلان ":
(فأنت ترى أن المسألة ليست منحصرة في السفور ولا هي بمجرد حرية المرأة المسلمة في الذهاب والمجئ كيفما تشاء بل هناك سلسلة طويلة حلقاتها متصل بعضها ببعض لابد من أن ينظر الإنسان إليها كلها من أولها إلى آخرها فإذا كان ممن يرى حرية المرأة المطلقة فعليه أن يقبلها بحذافيرها
…
أما أن نجمع بين حرية المراة وعدم حريتها وأن نطلق لها الأمر تذهب حيث أرادت وتحادث من أرادت وتضاحك من أرادت وتغامز من أرادت ثم إذا صبا قلبها إلى رجل من غير جنسنا فذهبت وساكنته وكان بينها وبينه ما يكون بين الرجل وزوجته أقمن القيامة ودعونا بالمسدس وقلنا: يا للحمية يا للأنفة يا للغيرة على العرض! فهذا لا يكون! وليس من العدل ولا من المنطق أن يكون) .
ثم يقول: (والنتيجة التي نريدها قد حصلت وهي أن سلوكنا مسلك الأوربيين حذو القذة (303) بالقذة في هذه المسألة هذا له توابع ولوازم لابد أن نقبلها ولا يبقى معها محل لكلمة: " أعوذ بالله " كلا! لا يوجد هناك " أعوذ بالله " بل تلك مدنية وهذه مدنية تلك نظرية وهذه نظرية وعلينا أن نختار إحدى المدنيتين أو إحدى النظريتين مهما استتبعت من الأمور التي كان يقال في مثلها عندنا: أعوذ بالله) اهـ.
وقد كان الذي قاله " شكيب أرسلان " وتوقعه في سنة 1925 صحيحاً
= 80 تاريخ 9 شوال 1353 هـ 14 يناير 1935 م ص (45) .
(303)
القذة: ريش السهم، والحذو: القطع والتقدير على مثال أي كما تقدر كل واحدة منها على صاحبتها وتقطع