الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولذلك نشرت الصحف البريطانية صور أللنبي تحتها عبارته المشهورة التي قالها عندما فتح القدس: (اليوم انتهت الحروب الصليبية) ونشرت هذه الصحف خبراً آخر يبين أن هذا الموقف ليس موقف "أللنبي" وحده بل هو موقف السياسة الإنكليزية كلها
قالت الصحف: (هنأ " لويد جورج " وزير الخارجية البريطاني الجنرال " أللنبي " في البرلمان البريطاني لإحرازه النصر في آخر حملة من الحروب الصليبية التي سماها " لويد جورج ": (الحرب الصليبية الثامنة)
وقال " ألان مورهيد " مؤلف كتابي: (النيل الأبيض) و (النيل الأزرق) :
(إن احتلال الإنكليز لمصر سنة 1881 كانت لمواجهة مؤامرة إسلامية خطيرة وتيار محمدي متعصب)(164) .
والفرنسيون أيضاً صليبيون:
فالجنرال " غورو " عندما تغلب على جيش " ميسلون " خارج دمشق توجه فوراً إلى قبر صلاح الدين الأيوبي عند الجامع الأموي وركله بقدمه قائلاً:
(ها قد عدنا يا صلاح الدين)(165)
وقد صرح القائد الفرنسي " بيبر كيلر "(166) :
(إن مصالح فرنسا في الشرق الأوسط هي قبل كل شيء مصالح روحية وتعود هذه العلاقات إلى عهد الصليبيين حيث وقعت معاهدات لحفظ الأماكن المقدسة وجددت هذه
المعاهدات على مر القرون وتحملت فيها فرنسا مهمة حماية نصارى الشرق) اهـ
ويؤكد صليبية الفرنسيين ما قاله " بيدو " وزير خارجية فرنسا عندما زاره بعض
(164)" محاضرات الجامعة الإسلامية " عام (1395 - 1396 هـ) ص (31) .
(165)
" قادة الغرب يقولون " نقلاً عن (القومية والغزو الفكري) ص (84) .
(166)
ص (119) عن (الاتجاهات الوطنية)(2 / 20) .
البرلمانيين الفرنسيين وطلبوا منه وضع حد للمعركة الدائرة في " مراكش " فأجابهم:
(إنها معركة بين الهلال والصليب)(167)
وفي ذكرى مرور مائة سنة على استعمار الجزائر قال الحاكم الفرنسي في الجزائر:
(إننا لن ننتصر على الجزائريين ما داموا يقرؤون القرآن ويتكلمون العربية فيجب أن نزيل القرآن العربي من جودهم ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم)(168) .
وهذا هو الكاتب الفرنسي " فرنسيس جانسون " يعترف بـ (أن الاحتلال الفرنسي للجزائر كان منذ البدء يحمل طابع الحروب الصليبية: " التبشير والاستعمار")(169) .
وبعد سقوط القدس عام (1967)
قال " راندولف تشرشل ": (لقد كان إخراج القدس من سيطرة الإسلام حلم المسيحيين واليهود على السواء إن سرور المسيحيين لا يقل عن سرور اليهود إن القدس قد خرجت من أيدي المسلمين وقد أصدر الكنيست اليهودي ثلاثة قرارات بضمها إلى القدس اليهودية ولن تعود إلى المسلمين في أية مفاوضات مقبلة ما بين المسلمين واليهود)(170)
وعندما دخلت قوات إسرائيل القدس عام 1967م تجمهر الجنود حول حائط المبكى وأخذوا يهتفون مع " موشى ديان ":
{هذا يوم بيوم خيبر
…
يا لثارات خيبر}
وخرج أعوان إسرائيل بمظاهرات قبل حرب 1967 تحمل لافتات في باريس
(167)" قادة الغرب يقولون " ص (28) نقلاً عن (القومية والغزو الفكري) ص (84) .
(168)
السابق ص (33) نقلاً عن (المنار) عدد (9 / 11 / 1962 م) .
(169)
" محاضرات الجامعة الإسلامية "(1395 - 1396 هـ) ص (131) .
(170)
" قادة الغرب يقولون " عن (حرب الأيام الستة) لراندولف تشرشل ص (139) من الترجمة العربية.
سار تحت هذه اللافتات اليهودي الوجودي " جان بول سارتر " وقد كتب عليها وعلى جميع صناديق التبرعات لإسرائيل جملة واحدة من كلمتين هما: (قاتلوا المسلمين)
فالتهب الحماس الصليبي الغربي وتبرع الفرنسيون بألف مليون فرنك خلال أربعة أيام فقط كما طبعت إسرائيل بطاقات معايدة كتبت عليها: " هزيمة الهلال "
بيعت بالملايين لتقوية الصهاينة الذين يواصلون رسالة الصليبية الأوربية في المنطقة وهي: (محاربة الإسلام وتدمير المسلمين)(171) .
وهذا " لورنس براون " يقول: (إن الإسلام هو الجدار الوحيد في وجه الاستعمار الأوربي)(172) .
وهذا " جلاد ستون " رئيس وزراء إنكلترا (173) وقد وقف في أواخر القرن الماضي في مجلس العموم البريطاني وقد أمسك بيمينه القرآن المجيد وصاح في أعضاء البرلمان قائلاً: (إن العقبة الكئود أمام استقرارنا بمستعمراتنا في بلاد المسلمين هي شيئان ولابد من القضاء عليهما مهما كلفنا الأمر: أولهما هذا الكتاب وسكت قليلاً بينما أشار بيده اليسرى نحو الشرق وقال: (وهذه الكعبة)(174)
وقال أيضاً: (ما دام هذا القرآن موجوداً في أيدي المسلمين فلن تستطيع أوربا السيطرة على الشرق ولا أن تكون هي نفسها في أمان)(175) .
(171) السابق ص (30 - 31) عن (طريق المسلمين إلى الثورة الصناعية ص 20 - 21) .
(172)
(التبشير والاستعمار) ص (184) طبعة المكتبة العصرية بيروت 1957 م.
(173)
كان (مصطفى كامل) قد راسل غلادستون هذا من باريس يسأله رأيه في مسألة مصر والاحتلال فأجابه (غلادستون)
جواباً جاء في جملته: (إننا يجب أن نترك مصر بعد أن نتم فيها بكل شرف - وفي فائدة مصر نفسها - العمل الذي
من أجله دخلناها) انتهى من (بناة النهضة العربية) ص (58) .
(174)
(الحركات النسائية في الشرق) ص (7) .
(175)
(الإسلام على مفترق الطرق) ص (39) .
وهو القائل أيضاً: (لن تستقيم حالة الشرق ما لم يرفع الحجاب عن وجه المرأة ويغطى به القرآن)(176) .
وهذا " كرومر" يقول:
{جئت لأمحو ثلاثاً: القرآن والكعبة والأزهر} (177)
وهذا القسيس " زويمر " يبشر المؤتمرين في " مؤتمر القاهرة التبشيري"(1906م) الذي ناقش خطة تنصير العالم الإسلامي ويوصيهم بجملة وصايا كان آخرها: (أن لا يقنطوا إذ من المحقق أن المسلمين قد نما في قلوبهم الميل الشديد إلى علوم الأوربيين وإلى تحرير نسائهم)(178)
وهذا " جان بول رو" يقول في كتابه " الإسلام في الغرب "(179) : (إن التأثير الغربي الذي يظهر في كل المجالات ويقلب رأس على عقب المجتمع الإسلامي لا يبدو في جلاء أفضل مما يبدو في تحرير المرأة) اهـ
وفي تصريح لـ " بن غوريون " في الكنيست قال:
(اصبروا فلن يكون هناك سلام لإسرائيل ما دام العرب تحت قيادة الرجعيين إن الشرط الأساسي للسلام هو أن يقوم في البلدان العربية حكومات ديموقراطية تقدمية متحررة من " التقاليد " الإسلامية)(180) .
وبالأمس القريب نشرت مجلة (الأمة) أن رئيس أمريكا (ريجان) وجه إليه أحد الصحافيين سؤالاً نصه: (متى تنتهي مهزلة ما يحدث في بيروت والدماء تنزف؟)
(176)(المرأة ومكانتها) للحصين ص (12)
(177)
" الخنجر المسموم " لأنور الجندي ص (29) .
(178)
" أساليب الغزو الفكري للعالم الإسلامي " للدكتور علي جريشة ومحمد شريف الزيبق ص (34) .
(179)
انظر ص (178 - 189) والكتاب ترجمة: نجدة هاجر وزميله طبع في مصر 1960 م.
(180)
" محاضرات الجامعة الإسلامية " ص (131) عام (1395 - 1396 هـ) .