الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
موت " قاسم أمين
":
(ومات قاسم أمين ليلة الثالث والعشرين من إبريل سنة 1908م فأوحى الإنكليز إلى شيعته بإقامة ما يسمى " حفل تأبين " له فأقاموا هذا الحفل وأشادوا فيه بدعوته إلى السفور فقابل رجال الحزب الوطني هذه الحركة بإقامة احتفال كبير للدعوة إلى الحجاب ولإبراز أصابع الإنكليز في فتنة السفور)(129)
من يحمل اللواء
؟
وبموت " قاسم أمين " لم تهدأ هذه الدعوة إلى (تدمير) المرأة إلا قليلاً وكيف يهدأ للإنكليز بال والخطة لم تصل بعد إلى أهدافها؟
وإن مات قاسم أمين فهناك على الساحة السياسية من يستأنف الدور ويحمل اللواء هناك "حزب الأمة"وزعاماته المعروفة بعمالتها للإنكليز من أمثال (أحمد فتحي زغلول)(130) عضو محكمة دنشواي والهلباوي جلادها
= العصر ليس سفوراً بل
بهرجة فظيعة لم يكن يخطر على بال قاسم أن ينادي بها أو يدعوا إليها وإنما كان قاسم ينادي
بالسفور الشرعي (!) الذي لا يزيد عن إظهار الوجه واليدين والقدمين ولا يتجاوزه إلى إظهار العورات
وإلى اختلاط المرأة بالرجل بالشكل الحاصل الآن وإني أعتقد أن قاسم بك لو كان حياً لما رضى عن هذه الحال
بل لانبرى إلى محاربتها) اهـ وانظر " قاسم أمين " لأحمد خاكي ص (106 - 107) .
(129)
(الحركات النسائية في الشرق) ص (19) .
(130)
أحمد فتحي زغلول شقيق سعد زغلول اشترك في الحكم على المتهمين في حادثة دنشواي إذ كان أحد قضاة
المحكمة المخصوصة، {وهي التي أصدر بطرس "باشا" غالي وزير الحقانية بالنيابة قراراً بتشكيلها
لمحاكمة المتهمين برياسته هو نفسه - أي بطرس - وعضوية كل من (المستر) هيتر و (المستر) بوند
والقائم مقام (لادلو) وأحمد فتحي (بك) زغلول رئيس محكمة مصر الابتدائية} اهـ من (مصطفى كامل
باعث الحركة الوطنية) لعبد الرحمن الرافعي ص (203) وفيه أيضاً أن (أحمد زغلول هو الذي كتب
الحكم بقلمه ورقي بعد الحكم وكيلاً لوزارة الحقانية وسماه مصطفى كامل قاضي دنشواي) اهـ
ص (419) وهو المقصود بقول شوقي في " وداع كرومر ":
أم من صيانتك القضاء بمصر أن تأتي بقاضي دنشواي وكيلاً؟
وسفاحها وهناك وكلاء الغرب المنضوون تحت لواء هذا الحزب من أمثال " لطفي السيد " الذي حمل على عاتقه الدعوة إلى خروج النساء باسم التحرير وها هو ذا " أستاذ الجيل " أو " منشئ الوطنية المصرية " على حد تعبير " سلامة موسى " يتحدى المسلمين ويدخل الفتيات طالبات في الجامعة مختلطات بالطلاب سافرات الوجوه ولأول مرة في تاريخ الجامعة المصرية (131) وظل " أستاذ التضليل " يروج لحركة تحرير المرأة على صفحات
" الجريدة " لسان حزب الأمة (132) .
(131) وكان عضده ونصيره في تلك الخطوة (طه حسين) و (كامل مرسي) من " المرأة المصرية " لدرية شفيق
ص (153، 267) أما تفاصيل ذلك فقد حكاها (طه حسين) في الاحتفال بتكريم أولى خريجات الجامعة
وأول طيارة مصرية في فبراير 1932 م حيث قال في كلمته: (أظن أن موقفي الآن - ولست من الرجال
الرسميين - يسمح لي بأن أكشف لحضراتكم عن مؤامرة خطيرة جداً حدثت منذ أعوام وكان قوامها جماعة
من الجامعيين فقد ائتمر الجامعيون وقرروا فيما بينهم أن يخدعوا الحكومة وأن يختلسوا منها حقاً اختلاساً لا
ينبئونها به ولا يشاورونها فيه وهو الإذن للفتيات بالتعليم العالي في الجامعة المصرية وأؤكد لكم أيها السادة
أنه لولا هذه المؤامرة التي اشترك فيها الجامعيون وبنوع خاص أحمد لطفي السيد باشا وعلي إبراهيم باشا
وهذا الذي يتحدث إليكم لولا هذه المؤامرة التي دبرناها سراً في غرفة محكمة الإغلاق لما أتيح لنا ولا للإتحاد
النسائي أن أقدم إليكم الآن محامية مصرية وأديبات مصريات اتفق هؤلاء الثلاثة فيما بينهم أن يضعوا وزارة
المعارف أمام الأمر الواقع وكان القانون الأساسي في الجامعة يبيح دخول المصريين وهو وإن كان لفظاً مذكراً
ينطبق على المصريين والمصريات وعلى ذلك ائتمرنا على أن تقبل الفتيات فقبلناهن ولم نحدث أحداً بذلك
حتى إذا تم الأمر وأصبح لهن حق مكتسب في الجامعة علمت الوزارة أن الفتيات دخلن الجامعة) اهـ
ص (23 - 24) من حواء العدد 1255 / 11 أكتوبر 1980 م.
(132)
ومن المعروف أنه كان من الداعين إلى "إصلاح الخط العربي " سنة 1899 وذلك بالدلالة بالحرف على
الحركات فتكتب سعدٌ بالرفع هكذا (ساعدون) وبالنصب (ساعدان) والجر (ساعدين) وبفك الإدغام فتكتب
محمد هكذا (موحاممادان) في الرفع و (موحاممادان) في النصب و (موحاممدين) في الجر وهو يوافق في ذلك القاضي الإنكليزي (ولمور) و " الأب "(أنستاس) في خططهما الخبيثة للقضاء على لغة القرآن المجيد ومحو الشخصية المسلمة من الوجود.
{وقد كان (لطفي السيد) خصماً للعروبة والوحدة الإسلامية وكان يدعو إلى قصر التعليم على أبناء الأعيان وكان يدعو إلى اللهجة العامية على وفق ما دعا إليه المستشرقون والمبشرون مثل " مولار