الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
و
مما يجب اعتقاده أن الله اتخذ إبراهيم خليلا، وأنه كلم موسى تكليما
أما الخلة فهي كمال المحبة، وقد اتخذ الله نبيه محمدا خليلا كما اتخذ نبيه إبراهيم خليلا عليهما الصلاة والسلام، فهي ثابتة لهما من الله على وجه يليق بجلاله سبحانه وتعالى، وقد تخللت محبة الله قلب كل من إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام، فكمال المحبة ثابت من الجانبين من الله لحبيبه، ومنهما لله كل على ما يليق بمقامه وحاله، قال تعالى:{وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا» وقال: «ولو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن صاحبكم خليل الله» يعني نفسه عليه الصلاة والسلام، فبين لنا أنه لم يتخذ خليلا من المخلوقين، وأنه لا يصلح له ذلك، ولو صلح ذلك لكان أحق الناس به أبو بكر الصديق، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب الصحابة مثل أبي بكر، ومعاذ بن جبل، وأسامة بن زيد، وعائشة، فتبين بهذا أن الخلة أخص من المحبة، وأنها لكمالها لا تقبل الشركة ولا المزاحمة فيها، ولهذا لما أعطى الله إبراهيم الخليل ولده إسماعيل أمره بذبحه ليظهر مقام إبراهيم في كمال محبته لولده، وتم بذلك نجاحه في الاختيار على أكمل وجه، ونسخ الله أمره بالذبح، وفدى إسماعيل بذبح عظيم، تكريما لإبراهيم
وولده على الصبر والاستسلام لأمر الله وطاعته، وبقيت الذبائح والقرابين من الهدايا والضحايا وما في حكمها سنة في أتباعه ومن سار على ملته الحنيفية إلى يوم القيامة، وأنكرت الجهمية أصل المحبة وحقيقتها من الجانبين، زعما منهم أن المحبة لا تكون إلا لمناسبة بين المحب وحبيبه، وأنه لا مناسبة بين القديم والمحدث توجب المحبة، وزعمهم باطل؛ لأنه مجرد دعوى عارضوا بها النصوص الصحيحة الصريحة في إثبات محبة الله للمؤمنين وإثبات الخلة لإبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام.