المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ فتاوى في العقيدة - فتاوى ورسائل سماحة الشيخ عبد الرزاق عفيفي - قسم العقيدة

[عبد الرزاق عفيفي]

فهرس الكتاب

- ‌ مباحث وفتاوى العقيدة

- ‌مسائل في علم التوحيد

- ‌المسألة الأولىإثبات أن العالم ممكن

- ‌ توحيد الربوبية

- ‌توحيد الأسماء والصفات

- ‌توحيد الإلهية

- ‌بيان كفر من آمن ببعض الرسل وكفر ببعض

- ‌قصة موسى عليه السلاموكيف أنها من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ منهج الرسل في الدعوة إلى الله

- ‌حصول الثقة واليقين في نفوس المكلفين بمصدر الشريعة وتبلغها

- ‌ مبحث في أن الجنة والنار مخلوقتانموجودتان الآن، وأنهما باقيتان لا تفنيان

- ‌ مبحث في العرشوالكرسي وإثبات صفة العلو

- ‌مما يجب اعتقاده أن الله اتخذ إبراهيم خليلا، وأنه كلم موسى تكليما

- ‌ رسالة فيالحكم بغير ما أنزل الله

- ‌ رسالة في الدفاععن السنة ورد شبهات المغرضين

- ‌الشبهة الأولىالاقتصار على القرآن وإنكار السنة

- ‌الشبهة الثانيةرد بعض الأحاديث لمخالفتها للعقل أولمعارضتها المستقر في بعض الأذهان

- ‌الرد على أهل المسلك الأولالقائلين برد السنة لمخالفتها العقل

- ‌الرد على أهل المسلك الثانيالقائلين برد السنة بتأويلها على ظاهرها

- ‌دندنة البعض بأن السنة لم تدون في عصر النبوة

- ‌استفسار وبيان

- ‌الجمع بين حديث الذبابوحديث أنتم أعلم بأمور دنياكم

- ‌حكم من رد السنة جملة وتفصيلا

- ‌ التعامل مع من يرد سنة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌ وجوب تقديم نصوصالكتاب والسنة على العقل

- ‌ مبدأ وميثاقووجوب التزام عقيدة السلف

- ‌ مبحث في وجوب محبة أصحابرسول الله صلى الله عليه وسلم وموالاتهم والرد على الروافض والنواصب

- ‌ التعريف بأهل السنة والجماعةوتمييزهم عن الفرق الإسلامية

- ‌التعريف بأهل السنة والجماعة

- ‌ كبار الفرق الإسلامية

- ‌ الشيعة والفرق التي تشعبت منها

- ‌من فرق الشيعة الزيدية

- ‌من فرق الشيعة الإمامية

- ‌من فرق الشيعة الكيسانية

- ‌ فتاوى في العقيدة

- ‌التوسل المشروع والتوسل الممنوع

- ‌الكرامات

الفصل: ‌ فتاوى في العقيدة

16 -

‌ فتاوى في العقيدة

س1: سئل الشيخ: بعض الناس ينكرون على من قال: "جل من لا يسهو" فهل هذه العبارة خطأ؟

فقال الشيخ رحمه الله: "لا، بل هي عبارة صحيحة فيها إثبات السهو لغير الله وتنزيه الله تعالى عن السهو، وفيها إشارة إلى أن الإنسان معذور في سهوه سواء كان نبيا أو وليا أو صالحا من الصالحين".

س2: سألت الشيخ عن وجه الجمع بين الأحاديث التي فيها تسمية يد الله تعالى الأخرى شمالا، وحديث كلتا يدي ربي يمين مباركة؟

فقال الشيخ رحمه الله: "حديث كلتا يدي ربي يمين من باب التغليب لنفي الضعف عن يده تعالى الأخرى؛ لأن عادة بني آدم أن تكون يده اليمنى أقوى من يده الشمال، والله تعالى منزه عن ذلك، وفي مثل هذه الأحاديث التي تحتاج إلى الجمع خاصة في العقائد يرجع إلى كتاب تأويل مختلف الحديث للإمام ابن قتيبة، وكذلك من الكتب القيمة في هذا الموضوع كتاب "مشكلات الحديث" لعبد الله القصيمي، وكان تأليفه لهذا الكتاب قبل مروقه وتلاعبه بالدين.

س3: سألت الشيخ: عن الفرق بين إرادة الله تعالى وأمره؟

فقال الشيخ رحمه الله: "إرادة الله تعالى قد تكون على عكس أمره فهو سبحانه أمر أبا جهل بالإيمان مع عدم إرادته كونا أن يؤمن فيفرق بين أمره تعالى الشرعي وبين إرادته الكونية، فإنه سبحانه وتعالى لا يأمر إلا بما يجب وقد يريد كونا خلافه".

س4: سئل الشيخ: عن بعض عبارات الإمام ابن قدامة في "لمعة الاعتقاد" التي يفهم منها التفويض؟

فقال الشيخ رحمه الله: "مذهب السلف هو التفويض في كيفية الصفات لا

ص: 347

في المعنى، وقد غلط ابن قدامة في لمعة الاعتقاد، وقال: بالتفويض ولكن الحنابلة يتعصبون للحنابلة، ولذلك يتعصب بعض المشايخ في الدفاع عن ابن قدامة، ولكن الصحيح أن ابن قدامة مفوض".

س5: سئل الشيخ: عن تعلق الله تعالى بالمستحيل والواجب.

فقال الشيخ رحمه الله: "قدرة الله تعالى لا تتعلق بالمستحيل ولكن تتعلق بالممكن فقط، ولا تتعلق بالواجب العقلي، وتعلق القدرة بالواجب إما بإبقائه وإما بإفنائه، فإذا تعلقت بإبقائه فلا أثر للقدرة فهو تحصيل حاصل، وكذلك إبقاء المستحيل عقلا على العدم كالشريك للبارئ غير ممكن الوجود، وإن تعلقت بإفناء الواجب أو إيجاد المستحيل ترتب عليها قلب الحقائق"؟ .

س6: سئل الشيخ: عن تقسيم الأشاعرة لصفات الله تعالى.

فقال الشيخ رحمه الله: صفات السلب عند الأشاعرة (خمسة) :

1 -

القدم.

2 -

البقاء.

3 -

المخالفة للحوادث.

4 -

القيام بالنفس.

5 -

الوحدانية.

صفات المعاني عند الأشاعرة (سبعة)، وهي:

1 -

القدرة.

2 -

الإرادة.

3 -

العلم.

4 -

الحياة.

ص: 348

5 -

السمع.

6 -

البصر.

7 -

الكلام.

الصفات المعنوية وتسمى الصفات الأحوال (سبعة) : كونه قادرا، كونه مريدا بزيادة كونه على كل واحدة، والصحيح عند الأشعرية نفي السبعة المعنوية ويقولون: الحق أن الحال محال.

وزاد الماتريدية صفة من الصفات فصارت ثمانية، وهي صفة التكوين (راجع آخر الحموية لشيخ الإسلام ابن تيمية) .

وصفة نفسية: هي الوجود (صفة واحدة) .

س7 سئل الشيخ: عن معنى "حجابه النور "؟

فقال الشيخ رحمه الله: "بصر الإنسان لا يقوى على رؤية نور الحجاب الذي يحجب ذات الله تعالى عن الرؤية، فنور الحجاب لا تدرك كيفيته إلا رؤيته تعالى في الآخرة".

س8: سئل الشيخ: عن قدم الله تعالى ورجله هل هما صفتان أو صفة واحدة؟

فقال الشيخ رحمه الله: "قدم الله تعالى هي رجله، صفة واحدة وهما روايتان في الحديث.

ومن قال كيف تحيط النار برجله أو قدمه تعالى فنقول: هذا بحث في الكيفية ومذهب السلف تفويض الكيفية، وعندما يضع الجبار قدمه ينزوي بعض النار عن بعض فإذا تضامت ملأها ما قد ألقى فيها".

س9: سئل الشيخ: عن المشيئة هل هي كونية فقط، أو هي كونية وشرعية كالإرادة؟

فقال الشيخ رحمه الله: "الإرادة بمعنى المحبة شرعية وبمعنى المشيئة كونية فالمشيئة هي الإرادة الكونية لا غير؛ فالإرادة أعم من المشيئة".

ص: 349

س10: سئل الشيخ: عن صفة المكر والمخادعة والاستهزاء ونحوها.

فقال الشيخ رحمه الله: "قوله تعالى: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} ، وقوله:{اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} ، وقوله:{سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ} ، وقوله:{وَهُوَ خَادِعُهُمْ} ، وقوله:{وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ} ، وبالفعل أقدم هؤلاء وهؤلاء ثم بعد ذلك صار المسلمون يرون ضعف الكفار كما في آل عمران:{يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ} هذا تفسير للمكر والمخادعة، وتفسير آخر هو انطفاء نورهم على الصراط في سورة الحديد:{نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} أي تركهم وخذلهم لا بمعنى ذهاب الشيء من الذاكرة حاشا لله.

الصفات السابقة يسميها العلماء خبرية، ويصح أن تستعمل في تركيب مشابه لتركيب القرآن؛ أي مصاحب للمكر من المخلوق.

فنقول: الله ماكر بالماكرين، ومستهزئ بالمستهزئين، ومخادع من يخادعه، ولا يصح أن نقول: يا ماكر -حاشا لله-، والصفات السابقة نوع من الصفات الفعلية إلا أنها لا بد من اقترانها بالسياق الوارد.

والمكر نوعان حسن وسيئ، والمنسوب لله هو المكر الحسن".

ص: 350

س11: سئل الشيخ: عن صفات الذات وصفات الفعل.

فقال الشيخ رحمه الله: "صفات المعاني داخلة في صفات الذات ولذلك لا تسلط عليها كلمة المشيئة فلا يصح (إذا شاء قدر) ؛ لأن القدرة صفة ذات ربنا موصوف بها على الدوام، ولكن يصح أن تقول:(إذا شاء خلق) ؛ لأن الخلق صفة فعل فهو يخلق ما يشاء وقتما شاء كيفما شاء، ولا يصح أن تقول شاء الله أن يكون عالما، أو قادرا.

س 12: سئل الشيخ: هل الكفار يرون الله في المحشر؟

فقال الشيخ رحمه الله: "نعم، الناس كلهم في الموقف يرون الله تعالى، لكن لا يتنعمون بالرؤية حتى أطيب عباد الله؛ لأنهم يكونون في بلاء وكرب.

أما الرؤية التي فيها نعمة فهي في الجنة، والرؤية في المحشر ليست خاصة بالمنافقين بل تعم أنواع الكفار".

س 13: سئل الشيخ: هل اللقاء بمعنى الرؤية؟

فقال الشيخ رحمه الله: "اللقاء بمعنى الرؤية واستدلال من استدل بقوله: {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ} على الرؤية لا يصح؛ لأنه استدلال بما لا دليل فيه".

س 14: سئل الشيخ: ما أثر الإيمان بأسماء الله تعالى وصفاته؟

فقال الشيخ رحمه الله: "الأسماء والصفات لها أثر عظيم في حياه الفرد، فمعرفة الفرد أن الله تعالى رحمن يبعث في قلبه الرجاء، وإذا ذكر القهار يبعث فيه الخوف من الله تعالى، والقرآن مليء بصفات الله تعالى".

س 15: سئل الشيخ: بعض الناس ينسبون إلى السلف القول بالتفويض - فما ردكم؟ .

فقال الشيخ رحمه الله: التفويض ليس هو اعتقاد السلف ومن نسب إلى السلف التفويض فقد أخطأ، فالتفويض عند السلف في الكيفية، الكيف مجهول، ما هو الاستواء؟ مجهول، فالكلام عن كيفية الرؤية خطأ.

ص: 351

س 16: سئل الشيخ: هل الكافرون يرون الله تعالى في المحشر؟

فقال الشيخ رحمه الله: "الكفار يكشف لهم عن الله تعالى وعن ساقه سبحانه وتعالى، فيرون الله تعالى في الموقف، لكن لا يتمكنون من السجود له سبحانه وتعالى".

س 17: سئل الشيخ: ما المقصود بقرب الله تعالى: {فَإِنِّي قَرِيبٌ} ؟

فقال الشيخ رحمه الله: "قرب الله تعالى من عباده قرب ذاتي بغير حلول ولا امتزاج، هكذا قال ابن تيمية وابن القيم ولا أوضح من هذا الذي قالاه".

س 18: سئل الشيخ: ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: «وأنت الباطن» ؟ .

فقال الشيخ رحمه الله: "تفسير: «وأنت الباطن فليس دونك شيء» يعني: بطن الأمور وعلم حقيقتها فلا يخفى عليه شيء".

س 19: سئل الشيخ: ما معنى: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد» ؟ .

فقال الشيخ رحمه الله: " «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد،» يفيد قرب العبد من الرب أي العبد في هذه الحالة أقرب منه في حالة الركوع".

س 20: سئل الشيخ: ما الفرق بين التشبيه والتمثيل والتكييف في صفات الله تعالى؟

فقال الشيخ رحمه الله: "الأحسن لك أن تقرأها في كتاب العقيدة الواسطية وشروحها. كشرح الشيخ ابن عثيمين عليها".

س 21: سئل الشيخ: هل يجوز وصف الله تعالى بأنه في جهة أو له حد؟ .

فقال الشيخ رحمه الله: "وصف الله تعالى بالجسم، والحيز، والجهة، والحد الفاصل مجملة إذا أراد بها معنى صحيحا قررناها وقلنا التعبير خطأ، وإذا ذكر معنى فاسدا أنكرنا عليه وقد ذكرته في شرح التدمرية".

ص: 352

س 22: سئل الشيخ: ما هي قبلة الدعاء؟ .

فقال الشيخ رحمه الله: "السماء قبلة الدعاء، ورفع اليد إلى السماء من أدلة أهل السنة على علو الله تعالى، حتى البهائم إذا أصيبت ترفع رأسها إلى السماء، والكعبة قبلة الدعاء أيضا كما أنها قبلة الصلاة".

س 23: سئل الشيخ: ما الدليل على إثبات العينين لله تعالى؟ .

فقال الشيخ رحمه الله: "صفة العينين ثابتة لله تعالى كما يليق بكماله، ولا يوجد واحد من الأولين من الصحابة نفى عن الله تعالى صفة العينين، ويدل على إثباتها حديث الدجال، فقال صلى الله عليه وسلم: «إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور» وهذا منطوق صريح وليس مفهوما".

س 24: سئل الشيخ: هل صفات الفعل تقوم بذات الله سبحانه؟

فقال الشيخ رحمه الله: "صفات الخالق تقوم بذاته كما يليق به، وصفات المخلوق تقوم بذاته كما يليق به وبفقره، والصفات الحادثة التي تجدد من آن لآخر كالرزق، والإحياء، والإماتة تقوم بذات الله لكن المخلوقات الحادثة أنا وأنت وبقية الأعيان لا تقوم بذات الله تعالى -حاشا لله-.

وهذا المذهب ليس مذهب شيخ الإسلام وحده بل هو مذهب جماعات من الأولين قبل أن يخلق شيخ الإسلام وأبوه وجده".

س 25: سئل الشيخ: عن حديث: «خلق الله آدم على صورته» .

فقال الشيخ رحمه الله: "أي على صورة الرحمن كما ثبت في الرواية الأخرى خلافا للألباني ولنسيب الرفاعي والصورة ثابتة لله تعالى في الصحيحين أنه تعالى يأتي على صورته وعلى غير صورته".

ص: 353

س 26: سئل الشيخ: ما الفرق بين الأزلي والقديم؟

فقال الشيخ رحمه الله: (الأزلي: الذي لا أول له، أما القديم: فقد تكون صفة مدح، وقد تكون صفة ذم، وفي القرآن الكريم:{حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} والقديم ليس من صفات الله، بل هو صفات سلطانه؛ لأن سلطانه يتجدد وهو قديم".

س 27: سئل الشيخ: هل المنان من أسماء الله تعالى؟

فقال الشيخ رحمه الله: "قال عند من يجوز اشتقاق الأسماء لله من صفاته هو اسم لله، وعند من لا يجوز الاشتقاق لا يجوز تسمية الله تعالى به، ولكن هو صفة؛ لأنه ليست كل صفات الله أسماء له".

س28: سئل الشيخ: ما علاقة الأسماء بالصفات؟

فقال الشيخ رحمه الله: "كل أسماء الله تعالى عدا لفظ الجلالة تتضمن وصف الله تعالى بما تضمنته الأسماء من الصفات، فكل أسماء الله تعالى صفات له ولا ينعكس فمن أسماء الله ما هو مشتق على وزن اسم الفاعل، وهو يتضمن ذاتا وصفة قامت بالذات".

س 29: سئل الشيخ: هل لفظ الجلالة جامد أم مشتق من الآلهة أو الوله؟

فقال الشيخ: رحمه الله: "جامد لأنه لو كان مشتقا من الآلهة لكان بمعنى الإله يطلق على الآلهة الباطلة، لكن لفظ الجلالة (الله) علم على ذاته سبحانه لا يشاركه فيه غيره".

س 30: سئل الشيخ: عن معنى دلالة أسماء الله تعالى على معناها مطابقة وتضمنا والتزاما؟ .

فقال الشيخ رحمه الله: "دلالة اللفظ على معناه مطابقة كدلالة السفينة

ص: 354

على الخشب والمسامير، ودلالة اللفظ على بعض معناه تضمنا كدلالة السفينة على الخشب فقط، ودلالة اللفظ على معنى خارج لكنه لازم دلالة التزام كدلالة السفينة على الحمولة أو السير فوق الماء، ويرجع في هذا إلى أنواع الدلالات في كتب المنطق وإلى متن السلم، وإلى كتب الشيخ السعدي رحمه الله".

س 31: سئل الشيخ: عن قيام صفات الله تعالى بذاته.

فقال الشيخ رحمه الله: "صفات الله تعالى قائمة بالذات ملازمة لها، وليست هناك ذات مجردة عن الصفات، والمعتزلة هم الذين يقولون الذات قائمة مجردة عن الصفات، فصفات الله تعالى ليست هي الذات، وليست هي غير الذات".

س 32: سئل الشيخ: ما معنى قوله: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} ؟ .

فقال الشيخ رحمه الله: "أول الآية {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ} ، وآخرها {إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} ، ووسطها النجوى، أي هو أعلم بها وهذا كله يبين أن المراد معية العلم والإحاطة".

س 33: سئل الشيخ: ما الفرق بين العبارة والحكاية؟ .

فقال الشيخ رحمه الله: "عندي أن العبارة والحكاية شيء واحد، ومن أراد التفرقة بينهما فعليه أن يظهر الفرق، وقد أخطأ الأشعري وابن كلاب في قولهما: إن القرآن عبارة أو حكاية عن كلام الله النفسي القديم ".

س 34 سئل الشيخ: رجل يقول: إن كلام الله تعالى يسمع يوم القيامة من كل جهة.

فقال الشيخ رحمه الله: "هذا خوض في الكيفية، ونحن نؤمن بصفات الله ونفوض كيفيتها إليه".

ص: 355

س 35: سئل الشيخ: ما أرجح الأقوال في مسألة نزول الرب سبحانه وتعالى هل يخلو منه العرش أو لا يخلو أو نتوقف؟ .

وهل الراجح هو ما اختاره شيخ الإسلام أنه سبحانه ينزل ولا يخلو منه العرش؟

فقال الشيخ رحمه الله: "الصحيح أن نتوقف فنؤمن أنه على عرشه ونؤمن أنه ينزل، ولا نقول يخلو أو لا يخلو؛ لأنه خوض في الكيفية".

س 36: سئل الشيخ: عن توضيح قول شارح الطحاوية ما ملخصه: أن العلم الإلهي يصح فيه قياس الأولى سواء أكان تمثيليا أو شموليا، ولا يصح فيه قياس المساوي أو الأدنى سواء كان تمثيلا أو شمولا؟

فقال الشيخ رحمه الله: "القياس التمثيلي هو القياس الفقهي المعروف والقياس الشمولي هو: القياس المنطقي، والقياس أحد الأبواب الكبرى في علم المنطق، ويحتاج إلى عام كامل ليشرح بالتفصيل، ولكن خلاصة الكلام في القياس الشمولي أنه يتركب من مقدمتين صغرى، وكبرى وله ثلاث حدود:

1 -

مبتدأ الصغرى.

2 -

وخبر الكبرى.

3 -

والحد الأوسط هو خبر الصغرى وهو أيضا مبتدأ الكبرى.

4 -

والمبتدأ يسمى موضوعا والخبر يسمى محمولا مثل يوضح ذلك:

(الإنسان حادث)

(وكل حادث لا بد له من محدث)

لفظ (الإنسان)

الحد الأول مبتدأ الصغرى موضوع.

ولفظ (كل حادث) .

ص: 356

الحد الأوسط مبتدأ الكبرى موضوع

ولاحظ أن موضوع الكبرى عام ليدخل فيه موضوع الصغرى.

ففي القياس الشمولي لا بد أن تدخل المقدمة الصغرى في المقدمة الكبرى فلذلك سمي شموليا؛ لأن الكبرى تشمل الصغرى".

س 37: سئل الشيخ: هل يجوز الإخبار عن الله تعالى بأنه (واجب الوجود) ؟

فقال الشيخ رحمه الله: "ذكرت في مذكرة لي مقدمة في الصفات طبعها زهير الشاويش لكلية اللغة العربية بعنوان "مذكرة التوحيد" فيها الكلام عن الحكم العادي، والحكم العقلي، والحكم الفقهي، وتكلمت فيها عن تقسيم الحكم العقلي إلى مستحيل، وجائز، وواجب"

فالمستحيل هو: ما لا يتصور وجوده ويصح الإخبار عن الله تعالى بأنه واجب الوجود، وهذا من باب الإخبار لا من باب الصفة.

س 38: سئل الشيخ: عن وسائل الشرك هل تعتبر شركا أصغر أم تعتبر محرمة فقط؟

فقال الشيخ رحمه الله: "كل وسيلة تؤدي إلى الشرك فهي من الشرك الأصغر بالإضافة إلى تحريمها، فمن ذلك عبادة الله تعالى عند قبر الرجل الصالح إذا كان معتقدا أن هذا المكان فيه بركة تؤثر في قبول الدعاء والعبادة، فهذا شرك أصغر، وكذلك التوسل البدعي يعتبر من الشرك الأصغر".

س39: سئل الشيخ: هل يثاب المرء على ترك الحرام؟ .

فقال الشيخ رحمه الله: "الثواب يحتاج إلى شيئين هما: الإخلاص (النية) وموافقة العمل لمطلوب الشرع "أحسن عملا" أخلصه وأصوبه، النية وإصابة الحق ولو باجتهاد، والمباح لا أجر في فعله، ولا إثم في تركه ولكن بالنية يثاب أو يأثم، والترك في الأصل سلب لا يحتاج إلى نية، ولكن إذا نوى به كف النفس عن الحرام فهو فعل يثاب عليه".

ص: 357

س 40 سئل الشيخ: ما الفرق بين اليقين والصدق والإخلاص، وبين القبول والانقياد؟

فقال الشيخ رحمه الله: "اليقين الطمأنينة -القبول قبول الله تعالى للعبادة وقبول العبد الدين وهو الانقياد وكلاهما شرط".

س 41: سئل الشيخ: هل لفظ (لعمري)، (لعمرك) من باب القسم؟ وإذا كان كذلك فهل هو قسم ممنوع أم مباح؟ وما معنى:«أفلح وأبيه إن صدق» ؟

فقال الشيخ رحمه الله: "كانوا في الجاهلية يحلفون بآبائهم ثم نسخ وقوله: (لعمري) قسم لغوي يقصد به التوكيد وهو مباح؛ لأن القسم الشرعي يكون بالواو، والتاء، والباء، ولا يدخل قيه القسم باللام".

س 42: سئل الشيخ: كفر الجهل والتكذيب هل هما قسمان أم قسم؟ وهل هو خاص باليهود والنصارى، أم يدخل فيه من كان مسلما؟

فقال الشيخ رحمه الله: "هو نوع واحد إذا كان التكذيب عن جهل فيعرف بالدين، فإذا استمر على التكذيب بعد العلم كان كافرا".

س 43: سئل الشيخ: ما الفرق بين توحيد المراد (الإخلاص) وتوحيد الإرادة (الصدق) ؟

فقال الشيخ رحمه الله: "المراد اسم مفعول، والإرادة مصدر، والمراد هو الله، وعليه أن يريد الله وحده، وإذا أراد الله ببعض إرادته نقص في صدقه".

س 44: سئل الشيخ: عن التوسل البدعي هل هو شرك؟ .

فقال الشيخ رحمه الله: "هو وسيلة إلى الشرك، ومن قال إنه شرك فهو مخطئ، وهذه المسألة عقائدية وليست من مسائل الفروع الفقهية".

ص: 358