الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سافرات الوجوه؛ لأنه خلاف نص القرآن وما عليه الإجماع، فمخالفه إن كان عن قصد وتحر فهو كافر، وإن كان يعلم الإثم ويرتكبه فقد ركب إثما كبيرا. وتقبيل اليد والرجل من الأجنبيات للأجنبي حرام؛ لأن كل ما حرم نظره حرم مسه، وأما الخلوة بالنساء فإن كن متعددات فيجوز مع الحجاب وإن كانت واحدة فلا يجوز وأما أمره لهن باجتناب الأزواج فهو حرج كبير وخطر عظيم لما فيه من داعية النشوز المنهي عنه في الكتاب العزيز، وإن نص على ذلك خوف الحمل فقد ارتكب بهتانا عظيما كيف والشارع أمرنا بالتزوج لأجل كثرة النسل لمباهاة الأمم يوم القيامة، ويؤدي ذلك لقطع النسل ومضاهات النصارى في الترهب المنهي عنه في شرعنا المخالف للتناسل فلا شك أن القائل بذلك زنديق يريد ضعف الأمة وإدخال الضرر على المسلمين، فيجب زجره وتنكيله ورده عن ضلالته وبدعه.
وأما هدية الرياحين والطيب فلا بأس بها، وأما جعل المقبرة مسجدا فقد ورد في الشرع لعن المتخذ لذلك؛ قال صلى الله عليه وسلم:"لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد". فإذا منع ذلك في قبور الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فكيف بغيرهم ولا سيما مثل هذا الضال المضل الملحد المخذول البائع لهواه نفسه، الغافل عن النصوص الشرعية والسنة المحمدية الخائض في أودية الضلال، النازل مع الشيطان في كل مقام.
وأما قوله: ذلك في الشريعة حرام وفي الحقيقة حلال هذا زور وبهتان وضلال وحرمان فيا أيها المحروم الولهان من قال بهذا الخسران، وأي دليل عليه من سنة أو قرآن أو كلام إمام ممن يقتدى به في الأديان فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ولعمري إن هذه فرية ما فيها مرية فيجيب سدها ومنعها وإزالة أساسها وقلمها، فلو سلمت هذه المقالة لكان ذلك جوابا لكل مرتكب أي محظور، فإذا قيل له في ذلك يقول: هذا جائز في الحقيقة فالله حسيب هذا القائل الخبيث، فالله يطهر الدين منه ويسلم أهل الإسلام من ضلاله وبدعته، فيجيب على كل مؤمن بالله واليوم الآخر الإنكار على هذا الشقي وزجره وردعه من بدعته وضلاله، بل إنه يستفسر عن أقواله وأفعاله فإن ظهر فيها ما يقتضي الردة عاملناه معاملتها، أو ما يقتضي التأديب أدبناه تأديبا لائقا به وبأمثاله زجرا له عن غيبته ومحاله، وهؤلاء قوم لم يمارسوا الشرع القويم والدين المستقيم بل قلدوا آراءهم فوقعوا في خلل كبير فوجب لهم الوبار والدمار وغضب الجبار، ثم المصير إلى النار والله تعالى أعلم.
مطلب في جماعة النساء هل ورد فيهن مدح عن الشارع إلخ
(سئل) في جماعة النساء هل ورد فيهن مدح عن الشارع يمدحهن به أو ورد فيهن ذم يذممن به وما حكمهن، وما ورد عن الشارع في حقهن
من ذم أو مدح؟
(أجاب) لا ريب أن النساء شقائق الرجال، وما ورد عن الشارع أمر ونهي إلا والرجال والنساء فيه مشتركون إلا ما كان مما اختص به الرجال من أمر المناصب والجهاد وغير ذلك، وما اختص به النساء من أمر الحيض والنفاث والولادة ونحوها، فمن عمل صالحا وصام وصلى وحج البيت وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر وأدى ما عليه من الزكاة فهو من أهل الجنة من رجل وامرأة، ومن أعرض عن ذلك كله فهو من أهل النار من رجل وامرأة.
نعم الرجال فضلوا على النساء بأمور من كون الرجل له في الميراث مثلا ما للمرأة ويلي الناصب وحكم المرأة بيده؛ قال الله تعالى: {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض} وكم في النساء من امرأة توازن ألوفا من الرجال كمريم بنت عمران وآسيه امرأة فرعون وخديجة وبنتها فاطمة وعائشة وصفية وسائر سائر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم والسيدة سارة ورابعة العدوية وغير ذلك، وكم من الرجال لا يعادله جميع النساء ولا جميع الرجال كسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وإبراهيم وموسى وعيسى ونوح وغيرهم؛ روينا في صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري قالت النساء للنبي صلى الله عليه وسلم: غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوما من نفسك فوعدهن يوما لقيهن فيه فوعظهن وأمرهن، فكان فيما قال لهن:"ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من ولدها إلا كانوا لها حجابا من النار" فقالت امرأته: واثنين؟ فقال: "واثنين -وفي رواية واحد- فقال: أو واحد".
وعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إلا أخبركم برجالكم في الجنة؟ قلنا: بلى يا رسول الله فقال: النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، والصديق في الجنة، والرجل يزور أخاه في ناحبة مصر لا يزوروه إلا لله في الجنة، ألا أخبركم بنساء في الجنة؟ قلنا: بلى يا رسول الله قال: كل ودود ولود إذا عفيت أو أوسي+ إليها أو غضب زوجها قالت: هذه يدي في يدك لا أكتحل بغمض حتى ترضى".
ويؤيد هذا الحديث ما رويناه عن بعض ثقاة أهل الروم وهو أنه وقع في إسلامبول حريق قبل هذا الحريق وكان في القدس قاضيا يقال له عمر أفندي كان سنة ألف 1125 والحريق سنة 1124 فأخبرني جوخداره أنه لما وقع الحريق هرع جميع الناس حتى الوزير الأعظم فجاء إلى باب دار امرأة وأمروها بالفتح
لطفي
النار عنها وعن غيرها فامتنعت وأغلظت عليهم بالترك فتركوها فاحترق جميع ما حولها إلا بيتها لم يحترق منه ولا قلامة ظفر فاعتقدها الوزير وأهل إسلامبول جمعا فأرسل لها الوزير كم من بغل محمل من الخير فامتنعت فقالت لهم في الجواب: أنا لو قبلت مالكم حرقت مثلكم فرجعوا وأخبروا الوزير بذلك فقال: لا بئس ولكن اذهبوا واسألوها
لنا الدعاء وما السبب في مصابرتها على النار، فجاءوا إليها وسألوها فقالت لهم: إن زوجي له أربع سنين مسافر فما خرجت من بيتي بغير إذنه فكيف ربي يحرقني، فالمرأة التي تحفظ نفسها ودينها وزوجها فهي من أهل الجنة، ولا تحرقها نار الدنيا ولا نار الآخرة كهذه المرأة.
ويدل على ذلك ما رواه عبد الله ابن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الدنيا متاع وليس من المتاع شيء أفضل من المرأة الصالحة". وعنه قال: "الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة". وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدنيا متاع وخير متاعها المرأة تعين زوجها على الآخرة مسكين مسكين رجل لا امرأة له مسكينة مسكينة امرأة لا زوج لها".
وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: "ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيرا من زوجة صالحة إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها أسرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله". رواه ابن ماجه عن علي بن يزيد عن القاسم عنه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استوصوا بالنساء خيرا؛ فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقومه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوجا فاستوصوا بالنساء خيرا". ورواه البخاري ومسلم وغيرهما.
وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي". رواه ابن ماجه والحاكم إلا أنه قال: "خيركم خيركم للنساء". وقال: صحيح الإسناد. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا صلت المرأة خمسها، وحصنت فرجها، وأطاعت بعلها دخلت من أبواب الجنة حيث شاءت". رواه ابن حبان في صحيحه.
وعن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي من أي أبواب الجنة شئت". رواه أحمد والبزار ورواية أحمد رواية الصحيح، وقد ورد في ذمهن أحاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم:"رأيت النساء أكثر أهل النار قالوا: لماذا يا رسول الله؟ قال: لأنهن يكفرن العشيرة -يعني الزوج- لو أنفقت على إحداهن الدهر، ثم رأت منك شيئا قالت: ما رأيت منك خيرا".
وقال علي -كرم الله وجهه-: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم أنا وفاطمة رضي الله عنها فوجدناه يبكي بكاء شديدا فقلنا له: فداك أبي وأمي يا رسول الله ما الذي أبكاك؟ قال: "يا علي ليلة أسري بي إلى السماء رأيت نساء من أمتي يعذبن بأنواع العذاب فبكيت لما رأيت من شدة عذابهن رأيت امرأة معلقة من شعرها يغلى دماغها، ورأيت امرأة معلقة بلسانها والحميم يصب من حلقها، ورأيت امرأة قد