الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ينزل ربنا تبارك وتعالى
كل ليلة
إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له" (1) .
…
2-
كل ليلة
بل جاءوا لها بمعان مختلفة عطلوا بها معاني تلك النصوص فالرضى عندهم إرادة الثواب أو العطاء أو الإنعام ، والغضب إرادة الانتقام ، والضحك إرادة الثواب أو الرضى ، والفرح قبول التوبة وإرادة الثواب ، ومحبة الله للعبد بمعنى إحسانه إليه وإنعامه ، والرحمة إرادة الله الخير والنعم لعبده.
…
هذه الصفات يؤمن بها السلف كما جاءت بها النصوص من كتاب الله تعالى ومن سنة نبيه على ما يليق بجلال الله وعظمته ، وأدلتها على الترتيب: قال تعالى: {رضي الله عنهم ورضوا عنه} (2) وقال تعالى: {ألم تر إلى الذين تولوا قوماً غضب الله عليهم} (3) وفي الصحيح أن آخر رجل يدخل الجنة يتوسل إلى الله كلما قدمه درجة طلب أخرى ، قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم: "فلا يزال
(1) أخرجه البخاري جـ 2 ص 66 ومسلم جـ 2/407 وأخرجه أبو داود ص 303 جـ 1 والترمذي 2/307.
(2)
سورة البينة: 21.
(3)
سورة المجادلة: 14.
يدعو حتى يضحك الله منه فإذا ضحك منه قال له: أدخل الجنة " (1) .
…
الرضى،
وكل تلك التأويلات باطلة ومخالفة للحق الذي قررته الشريعة الإسلامية ، ولا يلزم من إثباتها أي محذور ، وليس فيه أي تشبيه لله بخلقه ، خصوصاً وقد مدح الله نفسه بها ، ولا يتصور التشبيه إلا من لم يعرف الحق ولم يطلع على مذهب السلف ، ذلك أنها صفات تليق بالله عز وجل وكما ل نعرف ذاته فكذلك لا نعرف كيفية صفاته.
…
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "لله أشد فرحاً بتوبة عبده من رجل أضل راحلته بأرض دوية مهلكة عليها طعامه وشرابه ، فطلبها فلم يجدها ، فنام تحت شجرة ينتظر الموت ، فلما استيقظ إذا هو بدابته عليها طعامه وشرابه ، فالله أشد فرحاً بتوبة عبده من هذا براحلته"(2) .
…
الغضب،
وقال تعالى: {ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه} (3) وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: " عجب الله من قوم يدخلون الجنة في السلاسل"(4)
(1) صحيح البخاري 13/420.
(2)
البخاري كتاب الدعوات 11/102. ومسلم 5/589 وقد روي بألفاظ مختلفة.
(3)
سورة محمد: 28.
(4)
متفق عليه، والمراد بهم الكفار حين يؤسرون ويؤتى بهم في السلاسل فيسلمون فيدخلون الجنة، انظر: فتح الباري 6/145 باب الأسارى في السلاسل.