المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌332 - باب السجود في {ص} - فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود - جـ ١٧

[ياسر فتحي]

الفصل: ‌332 - باب السجود في {ص}

الظهر السجدة؟ قال: لا، فذُكِر لهَ حديث ابن عمر؟ فقال: لم يسمعه سليمان التيمي من أبي مجلز، بعضهم لا يقول فيه: عن ابن عمر" [وانظر أيضاً: (2037)].

وقال ابن رجب في الفتح (4/ 444): "قال الإمام أحمد في هذا الحديث: ليس له إسناد، وقال أيضاً: لم يسمعه سليمان من أبي مجلز، وبعضهم لا يقول فيه: عن ابن عمر، يعنى: جعله مرسلًا".

وقال أبو جعفر الطحاوي في اختلاف العلماء (1/ 244 - مختصره): "لا يُعلم في هذا الباب غير هذا الحديث، وقد فسد بما ذكر سليمان التيمي فيه أنه لم يسمعه من أبي مجلز".

ثم ختمت المسألة بقولي: فإنه لا يصح شيء مرفوع في سجود التلاوة في الصلوات السرية، واللّه أعلم.

***

‌332 - باب السجود في {ص}

1409 -

. . . أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: ليس {ص} من عزائم السجود، وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد فيها.

*حديث صحيح

أخرجه البخاري (1069 و 3422)، والترمذي (577)، وقال:"هذا حديث حسن صحيح". وأبو علي الطوسي في مستخرجه عليه "مختصر الأحكام"(3/ 134/ 540)، والدارمي (1611 - ط البشائر)، وابن خزيمة (1/ 277/ 0 55)، وأحمد (1/ 279/ 2521) و (1/ 360/ 3387)، ومحمد بن الحسن في الحجة على أهل المدينة (1/ 109)، وابن وهب في الجامع (3/ 98/ 223 - علوم القرآن برواية سحنون)، وعبد الرزاق (3/ 337/ 5865)، والحميدي (483)، وعبد بن حميد (595)، وابن المنذر في الأوسط (5/ 253/ 2812)، والطحاوي في المشكل (7/ 238/ 2804)، والطبراني في الكبير (11/ 252/ 11864 و 11865)، وفي الأوسط (2/ 97/ 1370)، والدارقطني في الأفراد (1/ 461/ 2530 - أطرافه)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (1332 و 1333)، والبيهقي في السنن (2/ 318)، وفي المعرفة (2/ 153/ 1108)، وفي الخلافيات (3/ 104/ 2155)، وابن عبد البر في التمهيد (19/ 129)، والبغوي في شرح السُّنة (3/ 306/ 766). [التحفة (4/ 988/ 5536)، الإتحاف (7/ 487/ 8285)، المسند المصنف (11/ 663/ 5661)].

رواه عن أيوب السختياني: حماد بن زيد [عند البخاري]، وإسماعيل بن عليه [عند أحمد]، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي [عند ابن خزيمة]، ووهيب بن خالد [عند البخاري وأبي داود]، وسَليم بن حيان [عند أحمد]، وسفيان بن عيينة [عند الحميدي

ص: 90

والترمذي]، وعبد السلام بن حرب [عند الطحاوي]، ومعمر بن راشد [عند عبد الرزاق]، وغيرهم.

° تنبيه: قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن سليم إلا يعقوب"، يعني: ابن إسحاق الحضرمي، وهو: ثقة، وقد توبع عليه.

وقال الدارقطني: "غريب من حديث سليم عن أيوب، تفرد به عفان بن مسلم عنه"، قلت: وهو: ثقة ثبت، وقد توبع عليه كما ترى في كلام الطبراني.

* وقد اختلف في متنه على ابن عيينة:

أ- فرواه عنه به هكذا كالجماعة جمهور أصحابه:

الشافعي، والحميدي، وابن أبي عمر العدني، وعبد الجبار بن العلاء، وعبد الله بن محمد الزهري، ومحمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ [وهم ثقات، وفيهم اثنان من أثبت أصحابه].

ب- وخالفهم في متنه فوهم:

عتبة بن عبد اللّه [اليُحمدي المروزي: لا بأس به. التهذيب (3/ 52)]، قال: أخبرنا سفيان، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسجد في {ص} ؛ {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: 90].

أخرجه النسائي في الكبرى (10/ 93/ 11105). [التحفة (4/ 536/ 5988)، المسند المصنف (11/ 663/ 5661)].

قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح.

واختلف أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم في هذا: فرأى بعض أهل العلم أن يسجد فيها. وهو قول سفيان، وابن المبارك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق.

وقال بعضهم: إنها توبة نبي، ولم يروا السجود فيها".

* وله طرق أخرى عن ابن عباس:

أ- رواه أبو خالد الأحمر سليمان بن حيان، وشعبة بن الحجاج، ومحمد بن عبيد الطنافسي، ويزيد بن هارون، وهشيم بن بشير، وروح بن عبادة، وسهل بن يوسف، ويحيى بن عبد الملك بن أبي غنية [وهم ثقات]:

عن العوام بن حوشب، عن مجاهد، قال: قلت لابن عباس: سجدة {ص} من أين أخذتها؟ قال: فتلا علي: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ} [الأنعام: 84]، حتى بلغ إلى قوله:{أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} ، قال: كان داود سجد فيها، فلذلك سجد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم. وفي رواية يزيد: قال: كان داود ممن أُمر نبيكم أن يقتديَ به.

وفي رواية الطنافسي [عند البخاري (4807)]: عن العوام، قال: سألت مجاهداً، عن سجدة {ص} ، فقال: سألتُ ابن عباس من أين سجدتَ؟ فقال: أوما تقرأ: {وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ} ، {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} ؟ فكان داود ممن أمر نبيكم صلى الله عليه وسلم أن يقتديَ به، [فسجدها داود عليه السلام]؛ فسجدها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ص: 91

وقصر به شعبة؛ فلم يذكر المرفوع [روايته عند البخاري (4806)]: فرواه عن العوام، قال: سألت مجاهدًا عن السجدة في {ص} ؟ قال: سئل ابن عباس، فقال:{أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} ، وكان ابن عباس يسجد فيها.

أخرجه البخاري (3421 و 4806 و 4807)، وابن خزيمة (1/ 277/ 552)، وابن حبان (6/ 471/ 2766)، وأحمد (1/ 360/ 3388)، وسعيد بن منصور (5/ 38/ 889) و (7/ 185/ 1845)(3/ 223/ 3854 - نسخة الحميد الكاملة) و (3/ 504/ 4810 - النسخة الكاملة)، وابن أبي شيبة (1/ 370/ 4259)(3/ 433/ 4313 - ط الشثري)، وابن المنذر في الأوسط (5/ 253/ 2813)، والطحاوي في شرح المعاني (1/ 361)، وفي المشكل (7/ 234 و 235)، وابن أبي حاتم في التفسير (4/ 1339/ 7579)، والبيهقي في السنن (2/ 319)، وفي المعرفة (2/ 154/ 109 أو 1110)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (17/ 85)، وابن حجر في التغليق (4/ 212)، وعزاه لأحمد بن منيع في مسنده، وللإسماعيلي في مستخرجه. [التحفة (4/ 689/ 6416)، الإتحاف (8/ 25/ 8821 و 8822)، المسند المصنف (11/ 660/ 5660)].

ب- وروى ابن جريج، قال: أخبرني سليمان [بن أبي مسلم] الأحول؛ أن مجاهداً أخبره؛ أنه سال ابن عباس: أفي {ص} سجود؟ قال: نعم، ثم تلا {وَوَهَبْنَا لَهُ} حتى بلغ {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} ، قال: هو منهم. [إلى هنا ينتهي لفظ البخاري].

وقال ابن عباس: رأيت عمر قرأ {ص} على المنبر، فنزل فسجد فيها، ثم علا المنبر. [لفظه بتمامه عند عبد الرزاق، وهو ثابت].

أخرجه البخاري (4632)، وعبد الرزاق (3/ 336/ 5862)(4/ 62/ 6032 - ط التأصيل)، ومن طريقه: ابن المنذر في الأوسط (5/ 254/ 2816). [التحفة (4/ 683/ 6397)، المسند المصنف (11/ 660/ 5660)].

قال البخاري: "زاد يزيد بن هارون، ومحمد بن عبيد، وسهل بن يوسف، عن العوام، عن مجاهد؛ قلت لابن عباس، فقال: نبيكم صلى الله عليه وسلم ممن أُمر أن يقتديَ بهم".

ج- وروى شريك بن عبد اللّه النخعي، وهشيم بن بشير، وغيرهما:

عن حصين بن عبد الرحمن، عن مجاهد، عن ابن عباس؛ أنه سجد في {ص}؛ ثم قال: أُمر نبي اللّه صلى الله عليه وسلم أن يقتدي بالأنبياء، ثم قرأ:{أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} . لفظ شريك [عند النسائي].

ولفظ هشيم [عند سعيد بن منصور]: عن ابن عباس؛ أنه كان يسجد في {ص} ؛ وتلا هذه الآية: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} ، قال: كان داود عليه السلام ممن أمر نبيكم صلى الله عليه وسلم أن يقتديَ به.

أخرجه النسائي في الكبرى (10/ 93/ 11104)، ومحمد بن الحسن في الحجة (1/ 111)، وسعيد بن منصور (7/ 185/ 1845)(3/ 504/ 4810 - النسخه الكاملة)، وابن أبي

ص: 92

شيبة (1/ 370/ 4259)(13/ 433/ 4313 - ط الشثري)، والطحاوي في المشكل (7/ 235)، والبيهقي في المعرفة (2/ 154/ 1110). [التحفة (4/ 679/ 6384)، المسند المصنف (11/ 660/ 5660)].

وهذا حديث صحيح.

د- ورواه مسعر بن كدام، وشعبة [وعنه: أبو الوليد الطيالسي، ومحمد بن بشر، ووهب بن جرير، وعمرو بن مرزوق: وهم ثقات]:

عن عمرو بن مرة، عن مجاهد، عن ابن عباس، أنه قال: فيها سجدة، ثم قرأ {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} .

وفي رواية: توبة نبي؛ أمر اللّه نبيه [محمداً صلى الله عليه وسلم] أن يقتديَ به.

قال شعبة: عن عمرو بن مرة: سمعت مجاهدًا، يقول: سئل ابن عباس عن السجدة في {ص} ، فقال:{أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} .

أخرجه محمد بن الحسن الشيباني في الحجة (1/ 110)، وابن أبي شيبة (1/ 371/ 4268)(3/ 435/ 4323 - ط الشثري)، وإسحاق بن راهويه (2/ 501/ 2589)، والبزار (11/ 200/ 4950)، والطحاوي في شرح المعاني (1/ 362)، وفي المشكل (7/ 234)، والطبراني في الكبير (11/ 49/ 11035 و 11036)[ووقع في الموضع الثاني تحريف، أو انتقال بصر]. والدارقطني في الأفراد (1/ 503/ 2850 - أطرافه)، والبيهقي (2/ 319). [الإتحاف (8/ 25/ 8821)، المسند المصنف (11/ 660/ 5660)].

وهذا حديث صحيح.

هكذا روى هذا الحديث عن مجاهد: العوام بن حوشب، وسليمان بن أبي مسلم الأحول، وحصين بن عبد الرحمن، وعمرو بن مرة.

* خالف أصحابَ شعبة: أميةُ بن خالد [ثقة]، قال: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة وأبي حصين ومنصور، عن مجاهد، قال: سئل ابن عباس عن سجدة {ص} ، فقرأ:{أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} .

أخرجه أبو طاهر المخلص في الأول من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (179)، والخطيب في تاريخ بغداد (13/ 561 - ط الغرب)، وبيبي في جزئها (29).

قال ابن صاعد: "وما علمت جاءنا بهذا الحديث عن أبي حصين إلا أمية بن خالد".

قلت: وهم فيه أمية، وله عن شعبة بعض الأوهام [انظر: ضعفاء العقيلي (1/ 128)]، وإنما يُعرف هذا عن شعبة عن عمرو بن مرة، وعن العوام بن حوشب، عن مجاهد، عن ابن عباس [وقد سبق أن أشرت إلى بعض أوهامه على شعبة في الحديث السابق (1408)، في طرق حديث أبي رافع عن أبي هريرة].

* ورواه جابر بن يزيد الجعفي [وهو: متروك يكذب]، عن عمرو بن مرة، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر [وفي رواية: بيته]، وهو

ص: 93

يقرأ سورة {ص} ، فسجد فيها. وقال ابن عباس: وما يمنعه أن يسجد فيها وقد قص اللّه عليه الأنبياء، وذكر فيهم داود، ثم قال:{أولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} ، فهذا من هداهم.

أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 49/ 11037)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (1323)، وعلقه: البزار (11/ 201/ 4950).

* ورواه أيضاٌ: ليث بن أبي سليم [ضعيف؛ لاختلاطه وعدم تميز حديثه]، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يسجد في {ص} .

أخرجه أحمد (1/ 364/ 3436)، وابن أبي شيبة (1/ 370/ 4260)(3/ 433/ 4314 - ط الشثري). [الإتحاف (8/ 25/ 8822)، المسند المصنف (11/ 660/ 5660)].

وانظر أطراف الغرائب والأفراد (1/ 504/ 2855).

هـ- ورى سفيان بن عيينة، عن عبيد اللّه بن أبي يزيد، سمع ابن عباس، يقول: في {ص} سجدة، وتلا {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} .

أخرجه عبد الرزاق (3/ 337/ 5868)(4/ 63/ 6038 - ط التأصيل)، وابن أبي شيبة (1/ 370/ 4255)(3/ 432/ 4309 - ط الشثري).

وهذا موقوف على ابن عباس بإسناد مكي صحيح، على شرط الشيخين، وله حكم الرفع.

و- وروى أبو معاوية، ويعلى بن عبيد:

عن الأعمش، عن مسلم [أبي الضحى]، عن مسروق، قال: ذكرت {ص} عند عبد اللّه بن عباس، فقال:{أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} .

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 371/ 4263)(3/ 434/ 4317 - ط الشثري)، والبيهقي (2/ 319).

وهذا صحيح عن ابن عباس.

ز- وروى عبد الله بن سعيد الأشج [ثقة، مذكور بالحفظ]: أنا حفص بن غياث، وأبو خالد -يعني: سليمان بن حيان الأحمر-، عن العوام بن حوشب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، أنه كان يسجد في {ص} ، فقيل له، فقال:{أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} ، وقال: سجدها داود، وسجدها رسول اللّه صلى الله عليه وسلم.

أخرجه ابن خزيمة (1/ 277/ 551). [الإتحاف (7/ 121/ 7445)، المسند المصنف (11/ 660/ 5660)].

قلت: قد رواه جماعة من الثقات: أبو خالد الأحمر سليمان بن حيان، وشعبة بن الحجاج، ومحمد بن عبيد الطنافسي، ويزيد بن هارون، وهشيم بن بشير، وروح بن عبادة، وسهل بن يوسف، ويحيى بن عبد الملك بن أبي غنية:

رووه عن العوام بن حوشب، عن مجاهد بن جبر، عن ابن عباس.

ص: 94

هكذا جعلوه من حديث مجاهد عن ابن عباس.

* وخالفهما: هشيم بن بشير [ثقة ثبت]، قال: نا العوام، عن سعيد بن جبير، أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ سورة {ص} وهو على المنبر، فلما أتى على السجدة قرأها، ثم نزل فسجد.

أخرجه سعيد بن منصور (7/ 185/ 1846)(3/ 505/ 4811 - النسخة الكاملة)، وابن أبي شيبة (1/ 371/ 4261)(3/ 433/ 4315 - ط الشثري، و (1/ 378/ 4356)(3/ 453/ 4418 - ط الشثري). [المسند المصنف (11/ 665/ 5660)].

قلت: وهذا أقرب عندي إلى الصواب، من حديث حفص بن غياث وأبي خالد الأحمر، فلعله دخل لهما حديث في حديث، والله أعلم.

* وقد روى يوسف بن سعيد بن مسلم [ثقة حافظ]: نا حجاج [ابن محمد المصيصي الأعور: ثقة ثبت، من أثبت الناس في ابن جريج]، عن ابن جريج: أخبرني عكرمة بن خالد؛ أن سعيد بن جبير أخبره؛ أنه سمع ابن عباس، يقول: رأيت عمر قرأ على المنبر {ص} ، فنزل فسجد، ثم رقى على المنبر.

أخرجه أبو بكر النيسابوري في الزيادات على المزني (114)، وعنه: الدارقطني (1/ 407)، ومن طريقه: البيهقي (2/ 319). [الإتحاف (12/ 231/ 15474)].

قال ابن كثير في مسند الفاروق (1/ 257): "إسناد صحيح".

قلت: نعم؛ هو موقوف على عمر بإسناد صحيح.

* وتابع عكرمة بن خالد على وصله: مصعب بن شيبة، عن سعيد بن جبير، قال: رأيت الضحاك بن قيس يسجد في {ص} ، قال: فذكرته لابن عباس، فقال: إنه رأى عمر بن الخطاب يسجد فيها.

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 371/ 4267)، ومن طريقه: ابن المنذر في الأوسط (5/ 254/ 2814).

قلت: وهده متابعة جيدة لرواية عكرمة؛ فإن مصعب بن شيبة: ليس بالقوي، أخرج له مسلم في الشواهد والمتابعات ثلاثة أحاديث، وانتقى من حديثه ما يصلح للاستشهاد، كما هو الحال هنا، ومما يؤيد كونه حفظه على وجه الصواب هذه القصة التي ساقها بين سعيد وابن عباس [وقد سبق أن تكلمت على مصعب بن شيبة، وبينت حاله، وتكلمت على بعض أحاديثه، فيما تقدم من السنن: عند الحديث رقم (53)، والحديث رقم (237)].

* وهو ثابت من فعل عمر؛ من وجه آخر عن مجاهد عن ابن عباس:

* فقد روى ابن جريج، قال: أخبرني سليمان [بن أبي مسلم] الأحول؛ أن مجاهداً أخبره؛ أنه سأل ابن عباس: أفي {ص} سجود؟ قال: نعم، ثم {وَوَهَبْنَا لَهُ} حتى بلغ {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} ، قال: هو منهم. [إلى هنا ينتهي لفظ البخاري].

وقال ابن عباس: رأيت عمر قرأ {ص} على المنبر، فنزل فسجد فيها، ثم علا المنبر. [لفظه بتمامه عند عبد الرزاق، وهو ثابت].

ص: 95

أخرجه البخاري (4632)، وعبد الرزاق (3/ 336/ 5862)(4/ 62/ 6032 - ط التأصيل)، ومن طريقه: ابن المنذر في الأوسط (5/ 254/ 2816). [التحفة (4/ 683/ 6397)، المسند المصنف (11/ 660/ 5660)].

* ورواه عبد الواحد بن زياد [ثقة]، قال: حدثنا خصيف، عن سعيد بن جبير، قال: قال لي ابن عمر رضي الله عنه: أتسجد في ص؟ قلت: لا، قال: فاسجد فيها؛ فإن اللّه عز وجل يقول {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} .

أخرجه الطحاوي في المشكل (7/ 237)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (1324)، والبيهقي (2/ 320).

قلت: خصيف بن عبد الرحمن الجزري: سيئ الحفظ، ليس بالقوي، وسعيد بن جبير إنما يروي هذا الحديث عن ابن عباس؛ لا عن ابن عمر.

* فإن قيل: رواه شعبة [وعنه: علي بن الجعد]، وهشيم بن بشير:

عن أبي بشر [جعفر بن أبي وحشية: وهو ثقة، من أثبت الناس في سعيد بن جبير]، عن سعيد بن جبير، قال: كان عمر رضي الله عنه يسجد في {ص} . هكذا مرسلًا.

أخرجه سعيد بن منصور (7/ 183/ 1844)(3/ 504/ 4809 - النسخة الكاملة)، وابن أبي شيبة (1/ 370/ 4258)، وأبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد (1713).

فيقال: الزيادة من الثقة مقبولة، وقد زاد ابنَ عباس في الإسناد: عكرمةُ بن خالد، وتابعه عليه: مصعب بن شيبة، وقد ثبت عن مجاهد عن ابن عباس عن عمر.

* فإن قيل: قد رواه عبد الله بن الوليد [صدوق]، ووكيع بن الجراح [ثقة حافظ]:

عن سفيان الثوري، عن سليمان بن أبي المغيرة العبسي [كوفي ثقة]، عن أبي هبيرة [يحيى بن عبَّاد بن شيبان الأنصاري أبو هبيرة الكوفي: تابعي ثقة، من الرابعة]، عن سعيد بن جبير؛ أن عمر بن الخطاب سجد في {ص} . هكذا مرسلاً.

أخرجه عبد الله بن أحمد في العلل ومعرفة الرجال (2/ 567/ 3682 و 3683).

* فيقال: قد وصله: نوح بن ميمون [بغدادي، أصله من مرو: ثقة]، قال: حدثنا عبد الله -يعني: ابن المبارك-[ثقة ثبت حجة، إمام فقيه، من أثبت أصحاب الثوري]، عن سفيان، عن سليمان العبسي، عن أبي هبيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس] أن عمر سجد في {ص} .

أخرجه عبد اللّه بن أحمد في العلل ومعرفة الرجال (2/ 568/ 3684).

* وتابعه على وصله، لكن وهم فجعله عن ابن عمر، بدل ابن عباس:

هشيم بن بشير [ثقة ثبت]، عن سيار أبي الحكم [واسطي، ثقة، ثبت في كل المشايخ]، عن أبي هبيرة يحيى بن عباد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر؛ أن عمر سجد في {ص} .

أخرجه مسدد في مسنده (6/ 260/ 5800 - إتحاف الخيرة)، وعبد اللّه بن أحمد في العلل ومعرفة الرجال (2/ 568/ 3685).

ص: 96

قال أحمد: "كان عند نوح بن ميمون كتابان عن سفيان، أحدهما: سمعه هو من سفيان، والآخر: سمعه من ابن المبارك عن سفيان، وفيه كانت الغرائب" [العلل ومعرفة الرجال (2/ 568/ 3686).

قلت: لم يهم نوح بن ميمون في هذا الموضع، حيث وافق الثقات على الزيادة.

* قال الدارقطني في العلل (2/ 87/ 130) لما سئل عن حديث ابن عباس عن عمر أنه سجد في {ص} ، فقال: "يرويه أبو هبيرة يحيى بن عباد، عن سعيد بن جبير، واختلف عنه؛

فرواه سليمان العبسي، عن أبي هبيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن عمر.

قال ذلك ابن المبارك عن الثوري عن سليمان. وخالفه وكيع، وعبد اللّه بن الوليد العدني روياه، عن الثوري، ولم يذكرا فيه: ابن عباس.

ورواه سيار أبو الحكم فخالف فيه، رواه عن أبي هبيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر، عن عمر، قاله هشيم عنه".

قلت: هو صحيح محفوظ عن عمر فعله، من رواية سعيد بن جبير ومجاهد عن ابن عباس عن عمر، وقصر فيه من أرسله.

* وله عن ابن عباس إسناد آخر لا يصح: أخرجه ابن وهب في الجامع (3/ 105 / 245 - علوم القرآن برواية سحنون)[في إسناده: الحارث بن نبهان، وهو: متروك، منكر الحديث. التهذيب (1/ 338)، الميزان (1/ 444)].

* ولابن عباس فيها حديث آخر.

يرويه عمر بن ذر الهمداني [المرهبي: كوفي، ثقة]، عن أبيه [ذر بن عبد الله المرهبي: ثقة]، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"سجدة {ص} سجدها داود عليه السلام توبةً، ونحن نسجدها شكراً".

أخرجه النسائي في المجتبى (2/ 159/ 957)، وفي الكبرى (2/ 5/ 1031) و (10/ 234/ 11374)، ومحمد بن الحسن في الحجة على أهل المدينة (1/ 109)، وفي الآثار (210)، والطبراني في الكبير (12/ 27/ 12386)، وفي الأوسط (1/ 301/ 1008)، والدارقطني (1/ 407)(2/ 268/ 1515) و (2/ 269/ 1516 - ط الرسالة)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (1330)، والخطيب في تاريخ بغداد (15/ 54 - ط الغرب)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (14/ 323). [التحفة (4/ 322/ 5506)، الإتحاف (7/ 121/ 7445)، المسند المصنف (11/ 664/ 5662)].

رواه عن عمر بن ذر به هكذا موصولاً: حجاج بن محمد المصيصي [ثقة ثبت، وهو غريب من حديثه؛ إن كان تفرد به: إبراهيم بن الحسن المصيصي، وهو: ثقة]، وعبد اللّه بن بزيع [قال ابن عدي: "أحاديثه عن من يروي عنه ليست بمحفوظة، أو عامتها،

، وليس

ص: 97

هو عندي ممن يحتج به"، وقال الدارقطني: "لين، ليس بمتروك"، وقال أيضًا: "ليس بقوي"، وقال الساجي: "ليس بحجة، روى عنه يحيى بن غيلان مناكير". الكامل (4/ 253)، سنن الدارقطني (1/ 399) و (2/ 108)، تخريج الأحاديث الضعاف (322)، من تكلم فيه الدارقطني في كتاب السنن (225)، اللسان (4/ 441)، [وعنه: عبد اللّه بن رُشَيد الجنديسابوري: قال البيهقي: "لا يحتج به"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "مستقيم الحديث"، وقال أبو عوانة في صحيحه: "ثني جعفر بن محمد الجوزي: ثنا عبد اللّه بن رشيد؛ وكان ثقة"، وقال الذهبي: "ليس بقوي وفيه جهالة". صحيح أبي عوانة (4/ 386/ 7044)، الثقات (8/ 343)، سنن البيهقي (6/ 108)، الأنساب (2/ 95)، تاريخ الإسلام (5/ 596 - ط الغرب)، المغني (1/ 338)، ذيل الميزان (469)، اللسان (4/ 477)، الثقات لابن قطلوبغا (6/ 17)]، ومحمد بن الحسن الشيباني [ضعيف].

* وقد أُعل بالإرسال:

فقد رواه سفيان بن عيينة [ثقة حافظ، فقيه إمام]، ومعمر بن راشد [ثقة]:

عن عمر بن ذر، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سجدها داودعليه السلام لتوبة، ونسجدها نحن شكراً".

أخرجه عبد الرزاق (3/ 338/ 5870)، ومن طريقه: الطبراني في الكبير (12/ 27/ 12387) أزاد فيه: عن سعيد بن جبير]. وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (1329)، والبيهقي في السنن (2/ 319)، وفي الخلافيات (3/ 106/ 2160)، وفي المعرفة (2/ 156/ 1114). [المسند المصنف (11/ 664/ 5662)].

قال البيهقي: "هذا هو المحفوظ مرسلاً، وقد روي من أوجه، عن عمر بن ذر، عن أبيه عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، موصولاً، وليس بقوي".

قلت: المرسل أشبه بالصواب؛ فقد رواه العوام بن حوشب عن سعيد بن جبير مرسلاً من فعله صلى الله عليه وسلم؛ لا من قوله.

كما قد رواه عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس؛ أن عمر سجد في {ص}؛ من فعل عمر موقوفاً عليه: عكرمة بن خالد، ومصعب بن شيبة، وأبو هبيرة يحيى بن عبَّاد بن شيبان الأنصاري الكوفي.

* وروي من حديث أبي هريرة، ولا يصح:

انفرد به حفص بن غياث [كوفي ثقة]، رواه عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في {ص} .

أخرجه أبو يعلى (10/ 326/ 5919)، والطبراني في الأوسط (5/ 239/ 5194)، والدارقطني في السنن (1/ 406)، وفي العلل (8/ 12/ 1376).

[المسند المصنف (31/ 223/ 14280)].

قال ابن أبي داود: "لم يروه إلا حفص".

ص: 98

وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن محمد بن عمرو إلا حفص بن غياث".

وقال الدارقطني في العلل: "رواه حفص بن غياث، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، سجد في {ص} .

حدثناه ابن أبي داود، قال: حدثنا محمد بن آدم، قال: حدثنا حفص بذلك.

انفرد حفص بن غياث بذلك.

وخالفه إسماعيل بن جعفر، وغيره، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} ، وهو الصواب".

* قلت: خالفه: يزيد بن هارون، ويحيى بن سعيد القطان، ويزيد بن زريع، وإسماعيل بن جعفر، وخالد بن عبد اللّه الواسطي [وهم ثقات أثبات]:

حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، قال: رأيت أبا هريرة يسجد في {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} فقيل له: تسجد في سورة ما يُسجَد فيها؟، فقال: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد فيها.

وهذا هو المحفوظ، وهو حديث صحيح، تقدم في طرق حديث أبي هريرة [الحديث السابق برقم (1408)].

* وقد ثبت السجود في {ص} عن عدد من الصحابة:

منهم: عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وابن عمر، وعقبة بن عامر [أخرجها محمد بن الحسن الشيباني في الحجة (1/ 111)، وابن وهب في الجامع (3/ 91/ 202 - علوم القرآن برواية سحنون) و (3/ 114/ 275 - علوم القرآن برواية سحنون)، وعبد الرزاق (3/ 336/ 5862 و 5864) و (3/ 338/ 5872) (4/ 62/ 6032 - ط التأصيل) و (4/ 63/ 6034 - ط التأصيل) و (4/ 64/ 6042 - ط التأصيل)، وابن أبي شيبة (1/ 370/ 4256 - 4258) و (1/ 371/ 4267) (4310 - 4312 و 4322 - ط الشثري) و (7/ 11/ 33854) (19/ 79/ 36121 - ط الشثري)، وعبد الله بن أحمد في زياداته على مسند أبيه (1/ 73/ 541)، والدولابى في الكلنى (3/ 1002/ 1757)، وابن المنذر في الأوسط (5/ 254/ 2814 - 2817)، والطحاوي في المشكل (7/ 236)، والدارقطني (1/ 407)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (1325 - 1328 و 1334)، والبيهقي في السنن (2/ 319)، وفي المعرفة (2/ 155/ 1111)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (38/ 225) و (67/ 215 - 211)].

* وكذلك ثبت عن ابن عباس من فعله، كما تقدم بيانه في طرق حديثه المرفوع.

* وقد صح عن ابن مسعود أنه كان لا يسجد في {ص} ، ويقول: إنما هي توبة نبي [أخرجه الشافعي في الأم (7/ 188)، وفي المسند (339 - ترتيب سنجر)، وابن وهب في الجامع (3/ 89/ 196 - علوم القرآن برواية سحنون)، وعبد الرزاق (3/ 338/ 5873)(4/ 65/ 6043 - ط التأصيل)، وسعيد بن منصور (7/ 182 و 183/ 1841 - 1843)(3/ 504/ 4806 - 4858 - النسخة الكاملة)، وابن أبي شيبة (1/ 371/ 4269 - 4271) (3/ 435/

ص: 99

4324 -

4326 - ط الشثري)، وابن المنذر في الأوسط (5/ 255/ 2819)، ومكرم البزاز في فوائده (136)، والطبراني في الكبير (9/ 144 و 145/ 8717 - 8722)، وابن أخي ميمي الدقاق في فوائده (316)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (1335 - 1337)، والبيهقي في السنن (2/ 319)، وفي الخلافيات (3/ 2158/106 و 2159)، وفي المعرفة (2/ 156/ 1115)، والواحدي في التفسير الوسيط (3/ 549)].

قال الشافعي: "وهم يخالفون ابن مسعود، ويقولون: هي واجبة".

قال ابن المنذر: "بالقول الأول أقول، للثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سجد فيها".

***

1410 -

. . . ابن وهب: أخبرني عمرو -يعني: ابن الحارث-، عن ابن أبي هلال، عن عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح، عن أبي سعيد الخدري؛ أنه قال: قرأ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر: {ص} ، فلما بلغ السجدة نزل فسجد، وسجد الناس معه، فلما كان يوم آخر قرأها، فلما بلغ السجدة تشزَّن الناس للسجود، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم:"إنما هي توبةُ نبي، ولكني رأيتكم تشزَّنتم للسجود"، فنزل فسجد وسجدوا.

* حديث منكر

أخرجه ابن حبان (6/ 470/ 2765)، والحاكم (2/ 431)(4/ 408/ 3657 - ط الميمان)، وابن وهب في الجامع (367 - رواية بحر بن نصر)، والطحاوي في شرح المعاني (1/ 361)، وفي المشكل (7/ 231/ 2802 و 2853)، والبيهقي في السنن (2/ 318)، وفي الخلافيات (3/ 155/ 2156). [التحفة (3/ 431/ 4276)، الإتحاف (5/ 377/ 5619)، المسند المصنف (28/ 188/ 12633)].

رواه عن عبد الله بن وهب: أحمد بن صالح [عند أبي داود]، وحرملة بن يحيى [عند ابن حبان]، ويونس بن عبد الأعلى [عند الطحاوي]، وحجاج بن إبراهيم [عند الطحاوي]، وبحر بن نصر [عند الحاكم والبيهقي].

وفي رواية بحر بن نصر: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {ص} ، وهو على المنبر، فلما بلغ السجدة نزل، فسجد وسجد الناس معه، فلما كان يوم آخر قرأها، فلما بلغ السجدة تهيأ الناس للسجود، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"هي توبة نبى، ولكني رأيتكم تهيأتم للسجود"، فنزل وسجد وسجدوا.

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه".

وقال البيهقي: "هذا حديث حسن الإسناد صحيح، أخرجه أبو داود في السنن".

وقال النووي في الخلاصة (2140)، وفي المجموع (4/ 67):"رواه أبو داود بإسناد صحيح على شرط البخاري".

ص: 100

* ورواه عبد الله بن صالح، وعبد الله بن عبد الحكم، وشعيب بن الليث، ويحعى بن بكير [وهم ثقات]:

عن الليث بن سعد: حدثني خالد -يعني: ابن يزيد-، عن سعيد -يعني: ابن أبي هلال-، عن عياض بن عبد الله بن سعد، عن أبي سعيد الخدري؛ أنه قال: خطبنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يومًا، فقرأ {ص} ، فلما مر بالسجدة، نزل فسجد وسجدنا معه، وقرأها مرة أخرى، فلما بلغ السجدة تيسَّرنا [وفي رواية: تشزَّنَّا] للسجود فلما رآنا، قال:"إنما هي توبة نبي، ولكني أراكم قد استعددتم للسجود"، فنزل فسجد وسجدنا.

أخرجه الدارمي (1610 - ط البشائر)، وا بن خزيمة (2/ 354/ 1455) و (3/ 148/ 1795)، وابن حبان (7/ 38/ 2799)، والحاكم (1/ 284)(2/ 21/ 1064 - ط الميمان)، وأبو بكر النيسابوري في الزيادات على المزني (112)، والدارقطني (1/ 408)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (1338)، والبيهقي في الخلافيات (3/ 105/ 2157)، وفي المعرفة (2/ 156/ 1116). [الإتحاف (5/ 377/ 5619)، المسند المصنف (28/ 188/ 12633)].

اغتر الحاكم بظاهر سنده، وقال:"وهذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، فأما السجود في ص فقد أخرجه البخاري، وإنما الغرض في إخراجه هكذا في كتاب الجمعة: أن الإمام إذا قرأ السجدة يوم الجمعة على المنبر فمن السُّنَّة أن ينزل فيسجد".

قال ابن خزيمة: "باب النزول عن المنبر للسجود إذا قرأ الخاطب السجدة على المنبر؛ إن صح الخبر، فإن في القلب من هذا الإسناد، لأن بعض أصحاب ابن وهب أدخل بين ابن أبي هلال وبين عياض بن عبد الله في هذا الخبر: إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة، رواه ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، ولست أرى الرواية عن ابن أبي فروة هذا".

وقال أيضاً: "باب النزول عن المنبر للسجود عند قراءة السجدة في الخطبة، إن صح الخبر"، ثم قال:"أدخل بعض أصحاب ابن وهب، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، في هذا الإسناد: إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة، بين سعيد بن أبي هلال وبين عياض، وإسحاق: ممن لا يحتج أصحابنا بحديثه، وأحسب أنه غلط في إدخاله إسحاق بن عبد الله في هذا الإسناد".

وقال أبو حاتم الرازي: "كنت أظن أن هذا حديث غريب، حتى رأيت من رواية عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن إسحاق بن أبي فروة، عن عياض بن عبد الله، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم"[علل الحديث (2/ 335/ 411)].

قلت: الأصل الاحتجاج بهذا الإسناد؛ إلا أن يكون في المتن أو الإسناد ما يدل على وقوع وهم فيه، فعندئذ نحمل الوهم على وقوع تدليس في إسناده، قال البرذعي: "قال لي أبو زرعة: خالد بن يزيد المصري، وسعيد بن أبي هلال: صدوقان، وربما وقع في

ص: 101

قلبي من حسن حديثهما، قال أبو حاتم: أخاف أن يكون بعضها مراسيل، عن ابن أبي فروة وابن سمعان"، قال ابن رجب: "يعني: مدلَّسة عنهما" [سؤالات البرذعي (361)، شرح علل الترمذي (2/ 867)، الفتح لابن رجب (4/ 367)، الميزان (2/ 162)، التهذيب (2/ 48)، وانظر بعض أوهامه: علل الدارقطني (10/ 10/ 1819) و (12/ 35/ 2379)، [وقد تقدم الكلام عن هذا الإسناد بتفصيل في مواضعٍ، انظر منها مثلاً: فضل الرحيم الودود (8/ 526/ 788) و (9/ 95/ 816)، وما تقدم قريبا برقم (1168 و 1327 و 1364)].

وكلام أبي زرعة وأبي حاتم لا يحمل على الرد المطلق لكل ما جاء بهذه السلسلة، وإنما ترد منها الأحاديث المنكرة، أو ما ثبت لنا بالقرائن وقوع الوهم فيه؛ دون الأحاديث التي استقامت متونها وعرفت مخارجها، والله أعلم.

وهذا حديث منكر؛ فقد تبين من طرق الحديث أنه مدلَّس عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، وهو: متروك، منكر الحديث، ذاهب الحديث [التهذيب (1/ 123)].

* وقد روي نحو هذه القصة من حديث بكر بن عبد اللّه المزني عن أبي سعيد، واختلف فيه على بكر:

أ- فقد رواه مؤمل بن إسماعيل [وهو: صدوق، كثير الغلط، كان سيئ الحفظ، له عن حماد بن سلمة أوهام وأغلاط، وهذه منها]: حدثنا حماد بن سلمة، عن حميد، عن بكر بن عبد الله المزني، عن أبي سعيد، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد بمكة في النجم، فلما قدم المدينة رأيت في المنام كأني أكتب سورة {ص} ، فلما انتهيت إلى السجدة سجدت الدواة والقلم وما حولي، فأخبرت بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فترك النجم.

أخرجه جعفر المستغفري في فضائل القرآن (1357).

* ورواه أبو الوليد [هشام بن عبد الملك الطيالسي: ثقة ثبت]: ثنا حماد بن سلمة، عن حميد، عن بكر بن عبد اللّه المزني؛ أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: رأيت فيما يرى النائم كأني افتتحت سورة {ص} ، حتى انتهيت إلى السجدة، فسجدت الدواة والقلم وما حوله، فأخبرت بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فسجد فيها.

أخرجه الحاكم (2/ 432)(4/ 409/ 3658 - ط الميمان). (الإتحاف (5/ 175/ 5144)].

وهذه الرواية تنبئ عن عدم سماع بكر من أبي سعيد!.

ب- ورواه ابن أبي عدي [ثقة]، عن حميد، عن بكر المزني، قال: قال أبو سعيد الخدري: رأيت رؤيا وأنا أكتب سورة {ص} ، قال: فلما بلغت السجدة، رأيت الدواة والقلم وكل شيء بحضرتي انقلب ساجداً، قال: فقصصتها على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فلم يزل يسجد بها.

أخرجه أحمد (3/ 84). [الإتحاف (5/ 175/ 5144)، المسند المصنف (28/ 190/ 12634)].

ص: 102

فكأن بكراً لم يسمعه من أبي سعيد!.

ج- ورواه يزيد بن زريع [ثقة ثبت، إليه المنتهى في التثبت بالبصرة]: حدثنا حميد، قال: حدثني بكر؛ أنه أُخبر؛ أن أبا سعيد الخدري رأى رؤيا أنه يكتب {ص} فلما بلغ إلى سجدتها، قال: رأى الدواةَ والقلمَ وكلَّ شيء بحضرته انقلب ساجداً، قال: فقصها على النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يزل يسجد بها بعدُ.

أخرجه أحمد (3/ 78). [الإتحاف (5/ 175/ 5144)، المسند المصنف (28/ 190/ 12634)].

هكذا أبانت رواية يزيد عن علته في الانقطاع بين بكر وأبي سعيد، وأن بكر بن عبد الله المزني لم يسمع هذا الحديث من أبي سعيد الخدري.

د- ورواه هشيم بن بشير [ثقة ثبت، وعنه: مسدد بن مسرهد، وهو: ثفة ثبت]: أنبأ حميد الطويل، عن بكر بن عبد الله، قال: أخبرني مخبر، عن أبي سعيد، قال: رأيت في المنام كاني أقرأ سورة {ص} ، فلما أتيت على السجدة سجد كل شيء رأيت، الدواة والقلم واللوح، فغدوت على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فأمر بالسجود فيها.

أخرجه البيهقي في السنن (2/ 320)، وفي المعرفة (2/ 155/ 1113)، وفي الدلائل (7/ 20).

ورواية هشيم هذه أبلغ فى بيان الواسطة المبهمة بين بكر وأبي سعيد.

* وقد رواه بعضهم عن هشيم فقصر في إسناده، وأسقط الواسطة:

رواه شجاع بن الوليد [ليس به بأس، له أوهام، قال فيه أبو حاتم: "هو لين الحديث، شيخ ليس بالمتين، لا يحتج به". الجرح والتعديل (4/ 379)، الميزان (2/ 264)، التهذيب (2/ 154)]: ثنا هشيم: ثنا حميد الطويل، عن بكر بن عبد الله، عن أبي سعيد الخدري، قال: لقد رأيتني في المنام كأني اكتتبت سورة {ص} ، فأتيت على السجدة فسجد كل شيء رأيته؛ اللوح والدواة والقلم، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأمر بالسجود فيها.

أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده (242 - بغية الباحث).

* والحاصل: فإن هذا إسناد ضعيف؛ لإبهام الواسطة بين بكر وأبي سعيد.

هـ - ورواه سفيان بن عيينة [ثقة حافظ، فقيه إمام][وعنه: عبد الرزاق بن همام، وهو: ثقة حافظ، وعلي بن خشرم، وهو: ثقة، لكنه قال: عن عاصم، ولم ينسبه]، عن عاصم بن سليمان [ثقة]، عن بكر بن عبد اللّه المزني؛ أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول اللّه، رأيت كان رجلًا يكتب القرآن، وشجرة حذاءه، فلما مر بموضع السجدة التي في {ص} سجدت، وقالت: اللَّهُمَّ أحدث لي بها شكراً، وأعظم لي بها أجراً، واحطط بها وزراً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"فنحن أحق من الشجرة".

أخرجه عبد الرزاق (3/ 337/ 5869)(4/ 64/ 6039 - ط التأصيل)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (1382). [المسند المصنف (28/ 190/ 12634)].

ص: 103

وهذا مرسل، أو معضل.

* رواه الشافعي، قال: أنبأنا سفيان بن عيينة، عن عاصم بن بهدلة [كوفي، صدوق]، عن بكر بن عبد الله المزني، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: رأيت كأن رجلاً يكتب القرآن، فلما مر بالسجدة التي في {ص} سجدت شجرة، فقالت: اللَّهُمَّ أعطني بها أجراً، واحطط بها وزراً، أو أحدث بها شكراً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"فنحن أحق بالسجود من الشجرة"، فسجدها، وأمر بالسجود فيها.

أخرجه الشافعي في السنن (95)، ومن طريقه: البيهقي في المعرفة (2/ 155/ 1112).

وهذا أيضًا مرسل، أو معضل.

* قال الدارقطني في العلل (11/ 304/ 2299): "يرويه حميد الطويل، وعاصم الأحول، ومحمد بن جحادة، عن بكر، واختلفوا فيه؛ فرواه حميد الطويل، واختلف عنه؛ فقال هشيم: عن حميد، عن بكر، عن أبي سعيد.

وقال مسدد: عن هشيم، عن حميد، عن بكر، عن رجل، عن أبي سعيد.

وأرسله ابن أبي عدي، وحماد بن سلمة، عن حميد، عن بكر، أن أبا سعيد رأى فيما يرى النائم. وقال ابن جحادة: عن بكر، أن أبا موسى الأشعري، أتى النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال عاصم: عن بكر، أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يسمه.

وقول مسدد عن هشيم: أشبهها بالصواب".

* قلت: حديث بكر بن عبد اللّه المزني عن أبي سعيد: لا يثبت؛ فرواية حميد عنه في إسنادها مبهم، ورواية عاصم عنه مرسلة، وقد اختلف؛ هل هو عاصم بن بهدلة، أم هو عاصم بن سليمان الأحول؟ واللّه أعلم.

* وروى اليمان بن نصر -صاحب الدقيق-، قال: حدثنا عبد الله بن سعد المدني، قال: حدثني محمد بن المنكدر، قال: حدثني محمد بن عبد الرحمن بن عوف، قال: سمعت أبا سعيد يقول: رأيت فيما يرى النائم، كأني تحت شجرة، وكان الشجرة تقرأ {ص} ، فلما أتت على السجدة سجدت، فقالت في سجودها: اللَّهُمَّ اغفر لي بها، اللَّهُمَّ حط عني بها وزرًا، وأحدث لي بها شكراً، وتقبلها مني كما تقبلت من عبدك داود سجدته، فغدوت على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فأخبرته، فقال:"سجدت أنت يا أبا سعيد؟ "، قلت: لا، قال:"فأنت أحق بالسجود من الشجرة"، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة {ص} ، ثم أتى على السجدة، وقال في سجوده ما قالت الشجرة في سجودها.

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 147)، وأبو يعلى (2/ 330/ 1069)، والدولابي في الكنى (3/ 1101/ 1925)، والطبراني في الأوسط (5/ 93/ 4768)، وأبو إسحاق الثعلبي في الكشف والبيان (8/ 198)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (1331)، وابن حجر في نتائج الأفكار (2/ 115). [المسند المصنف (28/ 192/ 12635)، [راجع: تخريج أحاديث الذكر والدعاء (1/ 186/ 102)].

ص: 104

رواه أبو حفص عمرو بن علي الفلاس عن اليمان به، ثم قال:"لم يكن عند هذا الشيخ غير هذا الحديث"[الكنى للدولابي]، وفي هذا إشارة إلى جهالته.

وقال الطبراني: "لا يروى هذا الحديث عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد، تفرد به: اليمان بن نصر"، وفي هذا إشارة إلى نكارته.

قلت: وهذا حديث منكر، إسناده مجهول، محمد بن عبد الرحمن بن عوف: مجهول، ويروى عنه أيضاً: حديث عبد الرحمن بن عوف في سجدة الشكر [التاريخ الكبير (1/ 147)، التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة (2/ 940/ 4007 - السفر الثاني)، الجرح والتعديل (7/ 315)، الثقات (5/ 354)، علل الدارقطني (4/ 297/ 577)، نتائج الأفكار (2/ 116)، الثقات لابن قطلوبغا (8/ 420)، تخريج أحاديث الذكر والدعاء (2/ 808/ 365)، المسند المصنف (19/ 488/ 9049)].

وقد تفرد به عن محمد بن المنكدر على كثرة أصحابه الثقات: عبد اللّه بن سعد المدني، وهو: مجهول، قال ابن منده في فتح الباب (3377):"أبو سعد المدني: حدث عن محمد بن المنكدر، روى عنه: اليمان بن نصر. أخبرنا محمد بن يونس: ثنا الحسين: ثنا عمرو بن علي: ثنا اليمان بن نصر أبو نصر الكعبي: حدثني عبد الله أبو سعد المدني، عن محمد بن المنكدر"، وقال ابن حجر في نتائج الأفكار (2/ 116):"ما عرفته".

والراوي عنه: اليمان بن نصر: مجهول أيضاً، لا يُعرف بغير هذا الإسناد، وقفت له على ثلاثة أحاديث، وقد يكون اثنان منها طرفين لحديث واحد، روى عنه: عمرو بن علي الفلاس، ويعقوب بن سفيان في مشيخته، والجراح بن مخلد، ومحمد بن مرزوق مولى بني هاشم، وقد أشار الفلاس إلى جهالته، حيث لم ير عنده غير هذا الحديث في سجدة التلاوة والشكر، وقال أبو حاتم:"هو مجهول"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الدارقطني:"روى عنه عمرو بن علي، هو صاحب حديث محمد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي سعيد الخدري في سجدة ص"، وقال المنذري:"لا أعرفه"، وقال الذهبي:"مجهول"[مشيخة يعقوب بن سفيان (9)، الجرح والتعديل (9/ 311)، الثقات (9/ 292)، المؤتلف للدارقطني (4/ 2208)، الترغيب والترهيب للمنذري (2/ 233)، المغني (7222)، الميزان (4/ 461)، اللسان (8/ 547)، نتائج الأفكار (2/ 116)].

وذكر له أبو حاتم حديثاً آخر بهذا الإسناد من رواية عمرو بن علي الفلاس أيضاً، لكن في سجدة الشكر [وقد يكونان طرفين لحديث واحد]، وسماه علي بن نصر، بدل: اليمان بن نصر، ولم يذكر في إسناده محمد بن المنكدر، ثم قال:"هو وهم"[الجرح والتعديل (7/ 316)]، وقال في العلل (2/ 525/ 562):"حديث أبي سعيد وهمٌ، والصحيح: حديث عبد الرحمن بن عوف"، يعني: في سجدة الشكر [وانظر في الاختلاف الواقع في حديث سجدة الشكر: علل الدارقطني (4/ 297/ 577)، تخريج أحاديث الذكر والدعاء (2/ 808/ 365)].

ص: 105

* [وانظر في الموضوعات: ما أخرجه حمزة السهمي في سؤالاته للدارقطني (413)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (1386)، وابن الجوزي في الموضوعات (1/ 248)][من حديث ابن عمر، وهو حديث موضوع][آفته: إبراهيم بن محمد الآمدي الخواص: يروي أحاديث موضوعة، وهذا منها. انظر: سؤالات السهمي (413)، سؤالات السجزي (151)، اللسان (1/ 346)].

* [وروي من حديث أبي موسى، ولا يثبت عنه، بل هو حديث منكر؛ إن كان تفرد به: محمد بن عبيد الله العرزمي، وهو: متروك][أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (773)][وانظر لزاماً: نتائج الأفكار (3/ 130)].

* [وروي من وجوه أخرى مرسلة، ولا تثبت: أخرجها ابن وهب في الجامع (3/ 06 1/ 247 - علوم القرآن برواية سحنون) و (3/ 108/ 253 - علوم القرآن برواية سحنون)، وأبو نعيم في الحلية (2/ 164)].

* وممن روي عنه من الصحابة أنه قرأ السجدة على المنبر، ثم نزل فسجد:

1 -

عمر بن الخطاب:

أ- رواه هشام بن يوسف، وعبد الرزاق بن همام، وحجاج بن محمد [وهم ثقات، من أثبت أصحاب ابن جريج]:

أن ابن جريج أخبرهم، قال: أخبرني أبو بكر بن أبي مليكة، عن عثمان بن عبد الرحمن التيمي، عن ربيعة بن عبد اللّه بن الهدير التيمي، -قال أبو بكر: وكان ربيعة من خيار الناس-، عما حضر ربيعةُ من عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه قرأ يوم الجمعة على المنبر بسورة النحل، حتى إذا جاء السجدةَ نزل، فسجد وسجد الناس، حتى إذا كانت الجمعة القابلة قرأ بها، حتى إذا جاء السجدة، قال: يا أيها الناس إنا نمر بالسجود، فمن سجد فقد أصاب، ومن لم يسجد فلا إثم عليه، ولم يسجد عمر رضي الله عنه.

وزاد نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما: إن اللّه لم يفرض السجود إلا أن نشاء.

قال عبد الرزاق في المصنف في آخره: قال ابن جريج: وزادني نافع عن ابن عمر؛ أنه قال: لم يُفرض السجود علينا إلا أن نشاء. فتيقنا بذلك اتصال هذه الزيادة في آخره.

أخرجه البخاري (1077)، وابن خزيمة (1/ 284/ 567)(1/ 410/ 614 - ط التأصيل)، وعبد الرزاق (3/ 341/ 5889)(4/ 68/ 6059 و 6060 - ط التأصيل)، وابن المنذر في الأوسط (4/ 77/ 1815) و (5/ 258/ 2829)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (1296)، والبيهقي في السنن (2/ 321)، وفي الخلافيات (3/ 92/ 2138). [التحفة (7/ 196/ 10438)، الإتحاف (12/ 145/ 15270)، [تغليق التعليق (2/ 413)].

* وقد ترجم البخاري في صحيحه: "باب من رأى أن الله عز وجل لم يوجب السجود"، ثم ذكر من الصحابة ممن ينسب إليه القول بعدم الوجوب: عمران بن حصين، وسلمان، وعثمان بن عفان، والسائب بن يزيد.

ص: 106

وقال ابن خزيمة في صحيحه (1/ 284): "باب ذكر الدليل على أن السجود عند قراءة السجدة فضيلة لا فريضة، إذ النبي صلى الله عليه وسلم سجد وسجد المسلمون معه والمشركون جميعاً، إلا الرجلين اللذين أرادا الشهرة، وقد قرأ زيد بن ثابت عند النبي صلى الله عليه وسلم النجم فلم يسجد، ولم يأمره عليه السلام، ولو كان السجود فريضةً لأمره النبي صلى الله عليه وسلم بها".

وقد سبق أن نقلت كلام الشافعي وابن المنذر تحت حديث ابن عباس برقم (1403).

وقال ابن المنذر (5/ 259) بعد ذكر الوارد في السجود في النجم وترك السجود فيها: "يشبه أن يكون الاختلاف في هذا الباب من جهة المباح، لكون النبي صلى الله عليه وسلم قد سجد فيها مرة، وترك أن يامر بالسجود فيها، ليدل بفعله حيث سجد فيها على أن السجود فيها فضيلة، وليدل بتركه الأمر بالسجود فيها على أن السجود فيها ليس بواجب".

وقال ابن عبد البر في التمهيد (19/ 133): "أي شيء أبين من هذا عن عمر وابن عمر، ولا مخالف لهما من الصحابة فيما علمت، وليس قول من أوجبهما بشيء، والفرائض لا تجب إلا بحجة لا معارض لها، وباللّه التوفيق".

قلت: وممن ينسب إليه القول بعدم الوجوب:

سلمان الفارسي [الطحاوي في المشكل (9/ 247/ 3619)].

عبد اللّه بن الزبير [الطحاوي في شرح المعاني (1/ 354)، وفي المشكل (9/ 248)].

* وقد أخذ أحمد بفعل عمر بن الخطاب، واحتج به على جواز ترك السجود في الفريضة، قال حرب الكرماني في مسائله (451):"سئل أحمد عن الرجل يقرأ السجدة وهو في الصلاة؛ أيجوز ألا يسجد؟ قال: نعم، ثم احتج بحديث عمر؛ أنه قرأ السجدة على المنبر، فلم ينزل".

وقال ابن عبد البر في التمهيد (19/ 133): "وقال الأثرم: سمعت أحمد بن حنبل يسال عن الرجل يقرأ السجدة في الصلاة فلا يسجد؟ فقال: جائز أن لا يسجد، وإن كنا نستحب أن يسجد، فإن شاء سجد، واحتج بحديث عمر: ليست علينا إلا أن نشاء، قيل له: فإن هؤلاء يشددون -يعني: أصحاب أبي حنيفة-، فنفض يده، وأنكر ذلك".

وقال أحمد في مسائل البغوي (11): "السجود في الفريضة سنة"، يعني: في صلاة المكتوبة. [وانظر أيضاً: الروايتين والوجهين (1/ 144)].

وقال النووي في المجموع (4/ 62): "وهذا الفعل والقول من عمر رضي الله عنه في هذا الموطن والمجمع العظيم: دليل ظاهر في إجماعهم على أنه ليس بواجب، ولأن الأصل عدم الوجوب حتى يثبت صحيح صريح في الأمر به، ولا معارض له، ولا قدرة لهم على هذا".

قلت: وأما احتجاج الطحاوي بقول علي بن أبي طالب: عزائم السجود أربع: {الم (1) تَنْزِيلُ} ، و {حم (1) تَنْزِيلُ} ، {وَالنَّجْمِ} ، و {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)} .

ص: 107

حيث قال الطحاوي في المشكل (7/ 233): "وهذا من علي فلم يقله استنباطاً، ولكنه قد قاله ما قد علمه بما هو فوق الاستنباط، فدل ذلك إذا كان من السجود عزائم أن معها الوجوب، وأن ما كان منها لا عزيمة معه فتاليه وسامعه بالخيار بين السجود فيه وبين ترك ذلك".

قلت: فيقال في مثله: إنما أراد تأكد الاستحباب في هذه الأربع على غيرها؛ إذ قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد سجد في النجم، وترك السجود فيها، كما في حديث ابن مسعود (1406)، وحديث زيد بن ثابت (1404)، والله أعلم.

ب- روى مالك بن أنس، ووكيع بن الجراح، وسفيان بن عيينة، وعبد اللّه بن نمير، ومعمر بن راشد:

عن هشام بن عروة، عن أبيه؛ أن عمر بن الخطاب قرأ سجدة، وهو على المنبر يوم الجمعة، فنزل فسجد، وسجدنا معه.

ثم قرأها يوم الجمعة الأخرى، فتهيأ الناس للسجود، فقال: على رسلكم؛ إن اللّه لم يكتبها علينا، إلا أن نشاء، [فقرأها] فلم يسجد، ومنعهم أن يسجدوا. لفظ مالك مطولاً.

أخرجه مالك في الموطأ (551 - رواية يحيى الليثي)(140 - رواية القعنبي)(262 - رواية أبي مصعب الزهري)، وعبد الرزاق (3/ 346/ 5912)(4/ 73/ 6085 - ط التأصيل)، وابن أبي شيبة (1/ 379/ 4359)(3/ 454/ 4421 - ط الشثري)، وحرب الكرماني في مسائله لأحمد (968)، والطحاوي (1/ 354)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (1295 و 1402)، والبيهقي في السنن (2/ 321) و (3/ 213)، وفي الخلافيات (3/ 93/ 2139)، وفي المعرفة (2/ 158/ 1119). [الإتحاف (12/ 330/ 15698)].

وهذه متابعة جيدة لحديث ابن الهدير؛ إلا أن عروة بن الزبير لم يدرك عمر بن الخطاب [راجع: فضل الرحيم الودود (14/ 162/ 1273)].

ج- يونس بن يزيد الأيلي [ثقة، من أصحاب الزهري المكثرين عنه]، وصالح بن أبي الأخضر [ضعيف]:

عن ابن شهاب، عن عياض بن خليفة، قال: رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرأ النحل وهو على المنبر، فنزل فسجد، ثم قام، فرقى إلى المنبر. لفظ صالح [عند حرب].

ولفظ يونس [عند النيسابوري]: عن ابن شهاب، قال: أخبرني عياض بن خليفة؛ أنه رأى عمر بن الخطاب يقرأ على الناس يوم الجمعة على المنبر: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ} [النحل: 1]، حتى إذا بلغ السجدة نزل عن المنبر فسجد، ثم عاد فارتقى.

أخرجه حرب الكرماني في مسائله لأحمد وإسحاق (961)، وأبو بكر النيسابوري في الزيادات على المزني (113).

وهذا صحيح عن عمر، وعياض بن خليفة: سمع عمر، وروى عنه الزهري وكفى به، ويعقوب بن عتبة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، وقد تابعه ابن الهدير على روايته

ص: 108

فعرفنا بها استقامة حديثه، وذكره يعقوب بن سفيان في تابعي أهل المدينة ممن روى عنهم الزهري، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين [التاريخ الكبير (7/ 20)، المعرفة والتاريخ (1/ 409)، الجرح والتعديل (6/ 407)، الثقات (5/ 264)، التهذيب (3/ 352)].

د- وروى ابن جريج، قال: أخبرني سليمان [بن أبي مسلم] الأحول؛ أن مجاهدًا أخبره؛ أنه سأل ابن عباس: أفي {ص} سجود؟ قال: نعم، ثم تلا {وَوَهَبْنَا لَهُ} حتى بلغ {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} قال: هو منهم. [إلى هنا ينتهي لفظ البخاري].

وقال ابن عباس: رأيت عمر قرأ {ص} على المنبر، فنزل فسجد فيها، ثم علا المنبر. [لفظه بتمامه عند عبد الرزاق، وهو ثابت].

أخرجه البخاري (4632)، وعبد الرزاق (3/ 336/ 5862)(4/ 62/ 6032 - ط التأصيل)، ومن طريقه: ابن المنذر في الأوسط (5/ 254/ 2816). [التحفة (4/ 683/ 6397)، المسند المصنف (11/ 660/ 5660)].

هـ- يوسف بن سعيد بن مسلم [ثقة حافظ]: نا حجاج [ابن محمد المصيصي الأعور: ثقة ثبت، من أثبت الناس في ابن جريج]، عن ابن جريج: أخبرني عكرمة بن خالد؛ أن سعيد بن جبير أخبره؛ أنه سمع ابن عباس، يقول: رأيت عمر قرأ على المنبر {ص} ، فنزل فسجد، ثم رقى على المنبر.

أخرجه أبو بكر النيسابوري في الزيادات على المزني (114)، وعنه: الدارقطني (1/ 07 4)، ومن طريقه: البيهقي (2/ 319). [الإتحاف (12/ 231/ 15474)].

قال ابن كثير في مسند الفاروق (1/ 257): "إسناد صحيح".

قلت: نعم؛ هو صحيح عن عمر.

* وانظر أيضاً: ما أخرجه عبد الرزاق (3/ 344/ 5905)(4/ 6078/72 - ط التأصيل)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (1304).

2 -

عثمان بن عفان:

رواه جعفر بن ربيعة [ثقة]، وعبد اللّه بن لهيعة [ضعيف]:

عن عبد الرحمن بن هرمز [الأعرج]، عن السائب بن يزيد؛ أنه كان يقول: كان عثمان بن عفان يقرأ سورة داود وهو على المنبر، ثم ينزل فيسجد.

أخرجه ابن المنذر في الأوسط (4/ 78/ 1820)، وأبو بكر النيسابوري في الزيادات على المزني (117)، وعنه: الدارقطني (1/ 407)، ومن طريقه: البيهقي (2/ 319).

وهذا موقوف على عثمان بإسناد صحيح.

3 -

أبو موسى الأشعري:

روى هشيم بن بشير [ثقة ثبت]، قال: أنا يونس [يعني: ابن عبيد]، قال: أنا بكر بن عبد الله المزني [تابعي، ثقة ثبت، من الثالثة]، عن صفوان بن محرز، قال: بينا الأشعري

ص: 109

يخطب يوم الجمعة، إذ قرأ السجدة الآخرة من سورة الحج، قال: فنزل عن المنبر، فسجد، ثم عاد إلى مجلسه.

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 378/ 4355)(3/ 453/ 4417 - ط الشثري)، ومن طريقه: ابن المنذر في الأوسط (4/ 77/ 1816).

وهذا موقوف على أبي موسى بإسناد صحيح، وصفوان بن محرز المازني البصري: تابعي ثقة، سمع أبا موسى، قاله البخاري، وحديثه عنه عند مسلم (104)[التاريخ الكبير (4/ 305)][وقد تقدم ذكره بلفظ آخر صحيح، تقدم تحت الحديث رقم (1402)].

* وروي عنه بإسناد آخر فيه ضعف؛ خرجته تحت الحديث رقم (1402).

4 -

النعمان بن بشير:

رواه هشيم بن بشير [ثقة ثبت]، قال: أنا أبو إسحاق الكوفي [سليمان بن أبي سليمان الشيباني: ثقة]، عن الشعبي، عن النعمان بن بشير؛ أنه قرأ سجدة ص وهو على المنبر، فنزل فسجد، ثم عاد إلى مجلسه.

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 378/ 4357)(3/ 453/ 4419 - ط الشثري)، ومن طريقه: ابن المنذر في الأوسط (4/ 77/ 1817).

وعامر بن شراحيل الشعبي: تابعي، ثقة، فقيه جليل، سمع النعمان بن بشير، وروايته عنه في الصحيحين [انظر: التحفة (8/ 248 - 252/ 11624 - 11630)].

وهذا موقوف على النعمان بن بشير بإسناد صحيح.

* ورواه أحمد بن زهير [أبو بكر بن أبي خيثمة: ثقة حافظ متقن. تاريخ بغداد (4/ 162)، السير (11/ 492)،: حدثنا ابن الأصبهاني [محمد بن سعيد بن سليمان الكوفي: ثقة ثبت]: أخبرنا شريك، عن أبي إسحاق [السبيعي، روايته عن النعمان في الصحيحين. التحفة (11636)]؛ أن النعمان بن بشير قرأ السجدة على المنبر فسجد وسجد الناس معه.

أخرجه جعفر المستغفري في فضائل القرآن (1403).

وهذا إسناد صالح في المتابعات، وشريك بن عبد النخعي: صدوق، سيئ الحفظ.

5 -

عمار بن ياسر:

أ- رواه سفيان الثوري، وشعبة، وأبو بكر بن عياش، وشريك بن عبد اللّه النخعي، وقيس بن الربيع:

عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، قال: قرأ عمار على المنبر: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} ، ثم نزل إلى القرار، فسجد بها.

وفي رواية لشعبة: رأيت عمار بن ياسر قرأ وهو على المنبر: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} ، فنزل فسجد، ثم صعد فعاد في خطبته.

أخرجه محمد بن الحسن الشيباني في الحجة (1/ 114)، وعبد الرزاق (3/ 193/ 5284)، وابن أبي شيبة (1/ 370/ 4251) و (1/ 378/ 4358) (3/ 431/ 4305 - ط

ص: 110

الشثري) و (3/ 453/ 4420 - ط الشثري)، وابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (3/ 166/ 4299 - السفر الثالث)، والبلاذري في أنساب الأشراف (1/ 164)، وابن المنذر في الأوسط (4/ 77/ 1818) و (5/ 260/ 2832)، وأبو بكر النيسابوري في الزيادات على المزني (116)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (1370)، والبيهقي (2/ 316).

وهذا موقوف على عمار بإسناد كوفي جيد.

ب- وروى عبد الرحمن بن بشر [ثقة]، وغيره:

نا سفيان بن عيينة، عن عبدة بن أبي لبابة، عن زر بن حبيش، قال: رأيت عمار بن ياسر قرأ: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1)} ، على المنبر فسجد فيها.

أخرجه أبو بكر النيسابوري في الزيادات على المزني (115)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (43/ 440 - 441).

وهذا موقوف على عمار بإسناد صحيح.

6 -

عقبة بن عامر:

رواه زيد بن حباب [ثقة]، عن عبد الرحمن بن شريح [الإسكندراني: ثقة]، قال: حدثني واهب المعافري [واهب بن عبد الله: ثقة، من الرابعة]، عن أوس بن بشر [قال ابن يونس:"كان يقرأ التوراة والإنجيل، وكان يوازي عبد الله بن عمرو في العلم، وهو رجل معروف من أهل مصر"، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وروى عنه جمع من الثقات. التاريخ الكبير (2/ 19)، الجرح والتعديل (2/ 305)، الثقات (4/ 44)، تاريخ دمشق (9/ 403)، تاريخ الإسلام (3/ 373 - ط الغرب)، الثقات لابن قطلوبغا (2/ 456)]، قال: رأيت عقبة بن عامر قرأ على المنبر السجدة فنزل.

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 379/ 4360)(3/ 453/ 4422 - ط الشثري)، ومن طريقه: ابن المنذر في الأوسط (4/ 78/ 1819).

وهذا موقوف على عقبة بن عامر بإسناد صحيح.

* ومع كل هذه الآثار الصحيحة: عن عمر وعثمان وأبي موسى والنعمان بن بشير وعمار بن ياسر وعقبة بن عامر؛ قال مالك: "ليس العمل على أن ينزل الإمام إذا قرأ السجدة على المنبر فيسجد"[الموطأ (552 - رواية يحيى الليثي) (140 م - رواية القعنبي) (264 - رواية أبي مصعب الزهري) (67 - رواية الحدثاني)].

وكان الشافعي يقول: "وإن قرأ على المنبر سجدة لم ينزل ولم يسجد، وإن فعل وسجد رجوت أن لا يكون بذلك بأس".

واستحب ابن المنذر النزول والسجود للحديث والأثر.

***

ص: 111