الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الأول
في فن الطباعة
تاريخ اختراعها، وتدرج انتشارها في الديار الإسلامية
كان النسخ قبل ظهور المطابع هو الأداة الوحيدة لتقييد العلم تخطه
أيدي العلماء بأقلامهم على (الورق) بأنواعه في تطوراته من الصحف
والقرطاس والرق وهي من ألفاظ القرآن الكريم، وهو الجلد - والمهرق -
وهو: الصحيفة معرّب جمعه (مهارق) والكاغد - وهو اصطلاح فارسي -
وكانت تستورده العرب من فارس، والورق هو الذي اكتسب الصفة بعد.
قال حسان رضي الله عنه:
عرفت ديار زيد بالكثيب
…
كخط الوحي بالورق القشيب
وقد عني المتقدمون ومنهم ابن النديم في الفهرست بذكر أنواع الورق
فعقد لها باباً، والقلقشندي في (صبح الأعشى) ، وفي (مجلة المجمع
العلمي العراقي) لعام 1385 هـ بحث حافل.
وبما أنه هو الوسيلة لتقييد العلم وتداوله محرراً فإن النسخ أصبح حرفة
رائجة وسوقاً نافقة. فإن المؤلف بعد أن يبذل جهداً من الوقت والتفكير
والكتابة والورق والمداد يقي كتابه لديه لَقىً ليس من وسيلة لإبرازه ونشره
إلا عن طريق النسخ، ولهذا انتشر في طبقات العلماء في العصور كافة من
اشتهر بالنسخ من العلماء والطلاب والوراقين وخلق سواهم. وقد حفلت
كتب التراجم بذكرهم وبأصحاب الخط المنسوب (أي الجميل) منهم.
فكم رأى الناظر في التراجم قولهم: ونسخ ما لا يحصى كثرة، وقول
بعضهم: وكان ينسخ بأجر، أو كان يحترف النسخ، أو: كان يتقوت به
أو: كانت منه بلغته أو: يتبلغ من النسخ، أو: كان ذا حظ فيه.
واهتم العلماء - وبخاصة المحدثين منهم - بأمر النسخ وضبطه لتلافي
ما يقع من بلايا النسخ من أمور عظام من التصحيف والتحريف فأفردت
من أجله مصنفات طوال، وقد قال بعضهم:" الناسخ ماسخ ". ونقل الشاعر
أحاسيسهم فقال:
وكم ناسخ أضحى لمعنى مغيراً
…
وجاء بشيء لم يرده المصنف
ولو شاهد هذا القائل ما يقع في الطبع لا سيما الطبعات التجارية أو
التي ينشرها المتعالمون لرأى ذلك مضاعفاً.
والمهم هنا ذكر أمثلة النسخ في عصور الإسلام، فهؤلاء كتاب النبي
صلى الله عليه وسلم وقد أفردت بأخبارهم المصنفات من أكبرها: المصباح المضيء لابن
حديدة، وقد أوصلهم العراقي في ألفيته إلى (42) كاتباً. ومن الصحابة
رضي الله تعالى عنهم من اشتهر بكتابة المصاحف منهم: ناجية الطفاوي،
ونافع بن ظريب النوفلي وكم كان ابتهاج المسلمين في جميع الأقطار
بمصحف عثمان رضي الله عنه وانظر التراتيب الإدارية (1) .
وكان لابن عمر كتب ينظر فيها قبل أن يخرج إلى الناس لكن إسناده
(1) 2 / 282 - 286.
غريب كما في: السير للذهبي (1) ، وفيها أن مالك بن دينار (م سنة 127 هـ)
من أعيان كتبة المصاحف كان من ذلك بلغته (2) ، وفيها أيضاً (3) قال رباح
بن عمرو القيسى سمعت مالك بن دينار يقول: دخل عليَّ جابر بن زيد
وأنا أكتب فقال: يا مالك، مالك عمل إلا هذا تنقل كتاب الله، هذا والله
الكسب الحلال، وفيها أن مطر الوراق (م سنة 129 هـ) كان يكتب
المصاحف ويتقن ذلك (4) . وفي التهذيب قال (5) : كان يكتب المصاحف
بالأجرة ويتقوت بأجرته وكان لا يأكل شيئاً من الطيبات من المتعقدة الصبر
والمتقشفة الخشن.
وقال جعفر بن سليمان: كان ينسخ المصحف في أربعة أشهر فيدع
أجرته عند البقال فيأكله. اهـ.
وفيها أن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى (م سنة 231) لما
سرقت ثيابه لم يقبل الصدقة فنسخ سماعه من ابن عيينة بدراهم اكتسى
منها ثوبين (6) .
وفي المنتظم (7) بأن محمد بن أحمد المعروف بابن أبي الشيخ (م سنة
433 هـ) يذكرون في ترجمته أنه كان يكتب الشيء الكثير من الحديث.
وابن مقلة: الحسن بن علي (م سنة 338 هـ) كان أكتبَ من أخيه في
(1) 3 / 338. (2) 5 / 362.
(3)
5 / 364. (4) 10 / 15.
(5)
السيرة 5 / 452. (6) 11 / 192.
(7)
8 / 112.
قلم الدفاتر والنسخ وكان أبوهما كاتباً مليح الخط ثم ذكر ياقوت جمعاً من
أولادهما شهروا بالنسخ ثم ذكر من خبر أبي عبد الله هذا ما يستظرف (1) .
وهذا يحي الأرزني (م سنة 415 هـ) يكتب الفصيح لثعلب في كل يوم
ويبيعه بنصف دينار ويشتري به قوته، ولا يبيت حتى ينفق ما معه منه (2) .
وفي تاريخ ابن كثير أن العكبري الحنبلي (م سنة 428 هـ) كان
يسترزق من الوراقة وهي النسخ (3) وابن الخاضبة المحدث الحافظ (م سنة
489 هـ) قال عنه أبو سعد السمان المعتزلي: نسخ ابن الخاضبة صحيح
مسلم بالأجرة سبع مرات (4) .
وفيها أيضاً (5)(أن أُبياً النرسي الحافظ المسند (م سنة 510 هـ) كان
ينسخ بالأجرة يستعين على العيال.
وفيها (6) أن الماوردي المحدث محمد بن الحسن البصري (م سنة
525 هـ) كان ينسخ للناس بالأجرة.
وفي المنتظم (7) أن عبد الملك بن عبد الله (الكرخي م سنة 548 هـ)
كان يكتب نسخاً من جامع الترمذي ويبيعها فيتقوت بها.
وفي السير للذهبي (8) أن أحمد بن علي الداني (م سنة 609 هـ) كان
ينسخ التيسير بأسبوع ويقتات بثمنه، وكان ورعاً.
(1) معجم الأدباء 9 / 30 - 31. (2) معجم الأدباء 19 / 34.
(3)
12 / 45. (4) السير للذهبي 19 / 111.
(5)
19 / 275. (6) 19 / 589.
(7)
10 / 154. (8) 22 / 17.
وفيها (1) أن النشنبري (م سنة 548 هـ) كان ثقة صالحاً يتبلغ من
النسخ.
وفيها (2) أن ابن المجد الحافظ أحمد بن المحدث عيسى بن الموفق
ابن قدامه (م سنة 643 هـ) كتب لنفسه وبالأجرة وأفاد الطلبة.
وفي شذرات الذهب (3) أن محمد بن محمد الأعزازي (م سنة 968 هـ)
يذكرون في ترجمته من نسخ الكتب المبسوطة ما يكاد يخرج عن طوق
البشر وكتب نحو خمسين مصحفاً.
ومن الغريب أن جوهرة التوحيد للقاني (م سنة 1041 هـ) كتب منها
في يوم واحد خمسمائة نسخة (4) .
وفيها (5) أن القشاش المغربي (م سنة 1031 هـ) كان في خزانته ألف
نسخة من صحيح البخاري. وفي معجم الأدباء (6) أن المبارك بن المبارك
الكرخي كان أوحد زمانه في حسن الخط على طريقة ابن البواب وكان
ضنيناً بخطه جداً فلذلك قل وجوده. والأخبار من هذا النوع كثيرة جداً،
وتجد طائفة منها في كتاب تحقيق النصوص ونشرها لعبد السلام هارون (7) .
(1) 23 / 242.
(2)
23 / 118.
(3)
8 / 354.
(4)
خلاصة الأثر للمحبي 1 / 6.
(5)
1 / 141.
(6)
17 / 56.
(7)
ص / 14 - 24.
وفي اللطف للثعالبي قال: (وكان بعضهم يقول: الوراق يأكل من دية عينيه) اهـ.
وقد استمرت الحال على هذا حتى صار ظهور المطابع فاختفت حرفة
النسخ أو كادت، وبقي تدوين أصل التأليف فحسب بقلم مؤلفه ثم دفعه
للمطابع فتنشر منه مئات أو آلاف النسخ في أيام قلائل. فتضعف قيمة
النسخة الخطية للمؤلف إن لم يكن لا قيمة لها. فلا بد إذن من خلاصة
معتصرة عن تاريخ الطباعة التي على أعقابها تولدت نازلة (حقوق الطبع)
مجسدة.
وعليه (1) : فهذه إلمامة مختصرة عن تاريخ الطباعة وتدرج انتشارها حتى
يحصل تمام التصور لنقطة الانطلاق التاريخي لنازلة الاحتفاظ بحقوق
الطبع والتأليف والنشر. لأن ظهور هذه في أعقاب تلك، فلم يعهد قبل
هذا البروز والانتشار ما يسمى بحقوق التأليف أو بحقوق الطبع والنشر
والتوزيع، إذ قاعدة العلم قبول الشركة فيه، لكن في خصوص العلوم
الشرعية يشترط في تحملها أن تكون عن طريق وسائل تحمل العلم
كالإجازة والعرض والمناولة عند المحدثين.
ولهذا فإن من تَسَوَّر العلم بغير طريقه الشرعي يلحقه الإدبار بوصفه
(سارقاً) وكم يرى الناظر في التراجم والمؤلفات ما اكتسب بعد اسم (سرقة
الكتب) ، أو:(استلال الكتب) أو: (السطو العلمي) . وعليه فبيان تاريخ
الطباعة كما يلي:
(1) ما في هذا المبحث من تاريخ الطباعة مستخلص من كتاب مطبعة بولاق لأبي
الفتوح رضوان طبع عام 1953 م. وكتاب تاريخ الطباعة في الشرق العربي تأليف:
خليل، طبع دار المعارف بمصر عام 1958 م. ملحق تاريخ ابن خلدون لأحمد
تيمور، ص / 265.
يقصد بفن الطباعة الذي أحدث انقلاباً في فكر الإنسان وحياته وهو
في أول نشأته: (نقش الحروف المفردة على المعادن بشكل يجعلها تجمع
فتصبح كلاماً يطبع على الورق ثم تُحَل ويعاد جمعها بصيغة أخرى فتطبع
كلاماً آخر
…
وهكذا. ثم توضع هذه الحروف المجموعة في آلات تطبع
منها نسخ كثيرة في وقت قصير.
الطباعة على هذا الأساس يرجع اختراعها تاريخاً إلى قبيل منتصف
القرن الخامس عشر الميلادي وحصل خلاف في نسبة الاختراع هل هو
إلى الهولنديين أم الألمان؟ لكن الذي عليه جلّ الكاتبين أن مخترع
الطباعة هو (جوتمبرج) الألماني، وأن بعض المحاولات قد سبقته.
وخلاصة تاريخ هذا الاختراع أن الألماني المذكور ولد بمدينة (مينز)
عام 1400 م وكان يعمل في حرف صناعية بالمشاركة. وفي عام 1444 م
اتفق مع (حنا فوست) العامل في مهنة الصياغة وقد أثرى منها. وبتعاون
هذين وامتداداً لحرفة الصياغة صنعا أولها من الخشب بحجم كبير ثم صنعا
حروفاً ذات حجم صغير من الخشب أيضاً ثم توصلا إلى صناعتها من
الرصاص كما هو سائد الآن.
وكان قد انضم إلى (جوتمبرج) صانع ألماني ماهر هو (بطرس شوفير)
نكن سرعان ما انفصلا لخلاف حصل بينهما. واستمر (جوتمبرج) بعمله
حتى افتتح مطبعة فكان أول كتاب طبع بحروف مستقلة تجمع وتفك هو
(الإنجيل) إذ طبع باللغة اللاتينية عام 1455 م بمدينة مينز.
ثم انتقل فن الطباعة إلى إيطاليا عام 1467 م، ثم إلى فرنسا عام
1469 م ولقيت محاربة من الكهنوت وكفروا صاحبها، وبعدها ظهرت أول
مطبعة عام 1507 م في باريس، ثم انتقلت إلى أسبانيا وانتشرت بها بعد
مقاومة أيضاً.
وفي نفس العام تقريباً انتقلت إلى إنجلترا ولقيت محاربة أيضاً وظهر
أول كتاب بها عام 1477م مطبوعاً باللغة الإنجليزية. وقد بلغ من حماس
النصارى لديانتهم تحويل الطباعة إلى اللغة العبرية وهي لغة الإنجيل
والتوراة وفي الربع الأخير من القرن الخامس عشر الميلادي تم مع التوراة
بالعبرية بإيطاليا، ثم اتجهت عنايتهم إلى نشر ديانتهم إلى العرب فكانت
ثمة حروف باللغة العربية.
وفي أوائل القرن السادس عشر الميلادي وعلى وجه التحديد في عام
1514 م طبع في إيطاليا أول كتاب في اللغة العربية وهو كتاب (صلاة
السواعي) ويقع في 211 صفحة. ثم طبع الزبور عام 1516م باللغات
المذكورة.
وفي عام 1530 م طبع القرآن الكريم باللغة العربية لكن النسخ
أعدمت خوفاً من أن تؤثر على عقائد المسيحيين.
ثم أخذت الطباعة تنتشر انتشاراً ذريعاً في أوروبا وغيرها وبعد أن كان
الطَّابَع الديني يتحكم بتوجيه المطابع في إنتاجها أصبحت تتحول إلى
الناحية العلمية ولم يشارف القرن السادس عشر الميلادي على الانتهاء إلا
وكانت المطابع العربية منتشرة في أوروبا وغيرها وهي علمية ليس من بينها
من الكتب التي تخدم الديانات الأخرى المخالفة للإسلام إلا القليل.
وكان من أوائل المطبوعات العربية في روما: نزهة المشتاق في ذكر
الأمصار والآفاق لأبي عبد الله محمد المعروف بالشريف الإدريسي. وفي
عام 1593 م نشرت أيضاً: قانون ابن سينا في الطب وفي عام 1616 م طبع
كتاب: قصة يوسف من القرآن الكريم مضبوطاً بالشكل الكامل وكان أول
كتاب يطبع مشكولاً وهو من مخترعات مطبعة ليدن المشهورة في هولندا.
وما كادت الطباعة تنتشر في أوروبا إلا وقد أخذت تنتقل إلى الشرق
الأوسط وكان غرض الأوروبيين من انتشارها في الشرق الأوسط دسيسة دينية
كغرضهم في أول نشرهم لكتبهم باللغات الشرقية، وكما كانت اللغة العبرية
هي أول لغة شرقية نالت عناية الطابعين ثم تلتها اللغة العربية فقد كان
دخول الطباعة بهاتف اللغتين إلى بلدان المشرق على هذا الترتيب اللغة
العبرية ثم اللغة العربية.
وأشهر مطابع اللغة العبرية كما يلي:
مطبعة الأستانة العبرية في استانبول أنشأها رجل يهودي اسمه اسحق
جرسون وكان ذلك في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي وكان أول
كتاب طبع بها هو (ملخص تاريخ اليهود ليوسيفوس) عام 1490 م.
ومطبعة دير فريحا العبرية جنوب طرابلس وكانت أول مطبعة دخلت
بلاد الشام وذلك في أوائل القرن السابع عشر ثم بعد ذلك دخلت الطباعة
العربية بلدان الشرق وانتشرت فيه، وقد كانت حلب أول مدينة شرقية تنشأ
فيها مطبعة عربية في أوائل القرن الثامن عشر الميلادي.
ثم الآستانة في العشر الثاني من القرن الثامن عشر أي في 1129
هجرية إذ صدر الترخيص من السلطان أحمد الثالث لسعيد أفندي ابن
السفير محمد أفندي حلبي ويتضمن الترخيص: الإذن بطبع جميع الكتب
إلا التفسير، الحديث، والفقه، والكلام، بعد أن أصدر الشيخ عبد الله
أفندي فتوى بجواز ذلك. وكان أول مطبوعاتها (صحاح الجوهري)
واستمرت هذه المطبعة إلى عام 1230 هـ تقريباً ولم تصدر سوى أربعة
وتسعين كتاباً.
وبعد أن صدرت الفتوى بعد ذلك بجواز طبع كتب التفسير ونحوها
نهضت وانتشرت مطبوعاتها لكن جلّها باللغة التركية ثم أنشئت المطبعة
العربية الثالثة في: دير مرحنا إحدى قرى لبنان عام 1732 م تقريباً. ثم
الرابعة حوالي عام 1751 م في بيروت. ثم جاءت المطبعة الخامسة في
الشرق الأوسط وهي أول مطبعة تدخل مصر قامَ بها نابليون أثناء حملته
على مصر في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي وكانت طبيعة منشوراتها
سياسية لحملة نابليون على مصر لطبع المناشير والأوامر. ثم المطبعة
الأهلية بالقاهرة سنة 1798 م.
وفي عام 1235 هـ أي 1819 م أنشأ محمد علي، المطبعة الشهيرة
باسم (مطبعة بولاق) على اختلاف موسع في تاريخ إنشائها. (وبولاق اسم
حي من أحياء القاهرة) ، وفي حدود 1958 م تغير هذا الاسم فصارت باسم
(المطبعة الأميرية) .
وفي عام 1822 م أنشأ المراسلون الأمريكيون في مالطة (مطبعة مالطة)
تحت نظارة أحمد فارس الشدياق ثم نقلها إلى بيروت عام 1834م، وفي
فلسطين قامت مطبعة القدس عام 1846 م للنصارى الفرنسيين، وفي
العراق قامت مطابع الجزيرة بالعراق عام 1856 م.
ثم انتشر فن الطباعة في الشرق الأوسط وبلدانه:
ففي الأردن أول مطبعة عام 1909م قامت في حيفا ثم في عمان عام
1922 م.
وفي اليمن عرفت الطباعة فيها منذ عام 1877 م في صنعاء بأمر
السلطان عبد الحميد الثاني.
وفي المملكة العربية السعودية كانت أول مطبعة في الحجاز عام
1300 هـ مطبعة تدار بالقدم في مكة حرسها الله تعالى ثم مطبعة أخرى
في عام 1919 م. ولما استتب الأمر للملك عبد العزيز آل سعود أطلق على
المطبعة اسم (مطبعة أم القرى) وفي عام 1937 م سميت (مطبعة الحكومة)
ثم تتابع إنشاء المطابع في مدن المملكة بصفة متكاثرة وأرقى آلات الطباعة
الحديثة المدهشة.
وفي البحرين كانت أول مطبعة عام 1938م باسم " مطبعة البحرين ".
وفي الكويت عام 1947 م أسست مطبعة المعرفة من قبل بعض
مواطني الكويت ثم أنشأت مطبعة حكومية عام 1954 م.
وفي قطر أسست أول مطبعة عام 1956 م باسم: مطابع العروبة.
ومن هذا العرض الموجز نستخلص الحقائق التالية:
أولاً: أن تاريخ الطباعة بدأ عام 1400 م في ألمانيا.
ثانياً: أن الطباعة لاقت معارضات شديدة من رجال الدين النصراني
حتى كان لها سلطان التحكم فيما تنتجه هذه المطابع.
ثالثاً: أنه بعد انتشارها أصبحت تسير في منهج علمي وضَعُفَ التحكم
الكنسي فيها أو زال.
رابعاً: وأن أول بلد شرقي تدخلها الطباعة بالعبرية هو الآستانة بتركيا
في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي. وأول بلد شرقي تدخله الطباعة
بالعربية حلب في أوائل القرن الثامن عشر الميلادي.
خامساً: وأن غرض إدخال الطباعة في البلدان الشرقية كانت حملة
تبشيرية نصرانية عن قرب لمناهضة الإسلام فيها.
سادساً: وأنه لذلك وجد من علماء المسلمين في هذه الديار توقف
وممانعة في طباعة القرآن الكريم والسنة النبوية وعلم الشريعة لذلك
ولتفسيرات أخرى يجد الراغب خبرها في كتب تاريخ الطباعة.
سابعاً: ثم صار انتشار الطباعة حتى أصبحت أساساً في الحياة
الحضارية للأمم.