المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ في العصور الوسطى: - فن المقالة

[محمد يوسف نجم]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة:

- ‌القسم الأول: المحاولات المقالية قبل مونتين

- ‌تمهيد

- ‌ بذور المقالة في الآداب الشرقية القديمة:

- ‌ في أدب الإغريق والرومان:

- ‌ في العصور الوسطى:

- ‌ عصر النهضة:

- ‌ في الأدب العربي القديم:

- ‌القسم الثاني: المقالة في طورها الحديث

- ‌مونتين "1533-1592

- ‌ فرنسيس باكون:

- ‌ بين مونتين وباكون:

- ‌ نهضة المقالة الإنكليزية بعد عودة الملكية:

- ‌ مقالة المجلات في القرن الثامن عشر:

- ‌ خصائص هذه المقالة في المحتوى والصورة:

- ‌ المقالة في القرن التاسع عشر:

- ‌ المقالة الحديثة:

- ‌ المقالة في الأدب العربي الحديث:

- ‌ المجلات وأثرها في تطور المقالة العربية الحديثة:

- ‌أعلام المقالين المحدثين

- ‌القسم الثالث: فن المقالة

- ‌تمهيد وتعريف

- ‌ التمييز بين المقالة الذاتية والمقالة الموضوعية:

- ‌ المقالة الذاتية:

- ‌ ألوانها وأشهر كتابها:

- ‌ تحليل المقالة الذاتية:

- ‌ نحو دراسة المقالة الذاتية:

- ‌ قيمة المقالة الذاتية:

- ‌ المقالة الموضوعية:

- ‌المراجع والمصادر:

- ‌المراجع والمصادر العربية:

- ‌المراجع والمصادر الأجنبية

- ‌الفهارس

- ‌فهرس الأعلام والكتب والصحف

- ‌فهرست:

الفصل: ‌ في العصور الوسطى:

4-

‌ في العصور الوسطى:

وعندما طويت صحفة الرومان في سجل التاريخ، وقامت على أنقاضهم المسيحية مسيطرة عصفت بالوثنية والإشراك، تردى الأدب في هوة لا قرار لها، واستمر في ترديه هذا فترة نيفت على قرون عشرة. وانتهت مقاليد الأدب إلى أيدي فئة من الوعاظ كان همهم الأول خلاص الإنسان من سجن الجسد وتحرره من ربقة الشهوات التي كان يرسف فيها سادرا في غية لا يثنيه رادع من اخلاق أو دين.. فكانت هذه الفترة مرحلة ركود اندثر فيها هذا النوع من الكتابة الأدبية أو كاد، كما اندثر غيره من الأنواع إلى أن قيض له الانتعاش ثانية على أيدي رجال النهضة.

إلا أن نوعا واحدا من أنواع المقالة البدائية، التي بذرت بذورها في عهد الرومان، كتب له أن يوفق ويزدهر في هذه الفترة، وهو المقالة التأملية الفلسفية. فطبيعة الحياة آنذاك كانت تقتضي وجود مثل هذا النوع الذي كان يصطنع في أكثر الأحيان لجلاء العقيدة والذب عنها ورد كيد خصومها ومقارعتهم الحجة بالحجة. ثم إن منابر الوعظ ومحافل العبادة، كانت تهيئ الفرص للتنافس، وتغري بالاتقان والتجويد.

ولعل "اعترافات القديس أغسطين""حوالي 400 ب. م"، هي أبرع استهلال لهذا النوع. ثم تلتها "مباهج الفلسفة" لبوثيوس "حوالي 500 ب. م"، وبعد ذلك نستطيع أن نرصد تطور هذا النوع في كتابات بيد وألفرد الكبير وتوما الأكويني وجيرالدوس كمرنس وسواهم، حتى أواخر القرن الرابع عشر.

ويدخل في نطاق هذه الفترة أيضا بعض المترسلين الفرس أمثال نظامي الكنجوي "في القرن الثالث عشر"، وسعدي الشيرازي "في القرن الثالث عشر" الذي اشتهر بكتابه "الكلستان" وبرسائله، وكذلك مندفيل وشوسر من الكتاب الإنكليز، وقد عكسا في كتاباتهما بعض سمات المقالة الوصفية، والمقالة القصصية.

ص: 15