الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ترجع أسباب الخطأ الإملائي إلى عدة عوامل مجتمعة لأنها متداخلة ومتشابكة ولا يصح فصلها عن بعضها البعض، إذ إن العلاقة بينها وثيقة الصلة، ولا ينبغي أن نلقى بالتبعة على عنصر من هذه العناصر دون غيره، وأهمها: ـ
1 ـ ما يعود إلى التلميذ نفسه، وما يرتبط به من ضعف المستوى، وقلة المواظبة على المران الإملائي، أو ضحالة ذكائه أو شرود فكره، أو إهماله وعدم مبالاته وتقديره للمسؤولية، أو عدم إرهاف سمعه عندما يملى عليه المعلم القطعة المختارة، أو نتيجة لتردده وخوفه وارتباكه، وقد يكون ضعيف البصر أو السمع، أو بطيء الكتابة مما يفوت عليه فرص كتابة بعض الكلمات، أضف إلى ما سبق عدم الاتساق الحركي، والعيوب المماثلة في النطق والكلام، وعدم الاستقرار الانفعالي كما يؤكد ذلك علماء النفس والتربويون.
2ـ ما يعود إلى خصائص اللغة ذاتها ممثلة في قطعة الإملاء، فأحيانا تكون القطعة المختارة للتطبيق على القاعدة الإملائية أعلى من مستوى التلاميذ فكرة وأسلوبا، أو تكثر فيها الكلمات الصعبة في شكلها، وقواعدها الإملائية، واختلاف صور الحرف باختلاف موضعه من الكلمة، أو نتيجة الإعجام " النقط " أو فصل الحروف ووصلها، وما إلى ذلك.
3ـ ما يعود إلى المعلم، فقد يكون سريع النطق، أو خافت الصوت، أو غير معني باتباع الأساليب الفردية في النهوض بالضعفاء أو المبطئين، أو لا يميز عند نطقه للحروف بين بعضها البعض، وخاصة الحروف المتقاربة الأصوات والمخارج وقد يكون المعلم ضعيفًا في إعداده اللغوي غير متمكن من مادته العلمية، أو لا يتبع أسلوبًا جيدًا في تدريسه، أضف إلى أن مدرسي المواد الأخرى قد لا يلقون بالاً إلى أخطاء التلاميذ، وإرشادهم إلى الصواب.
سادسا ـ
الأسس التي تعتمد عليها عملية تدريس الإملاء:
ـ
تعتمد عملية تدريس الإملاء على أسس عامة لا يمكن إغفالها أو تجاهلها، وإنما يمكن الاستفادة منها، لو أضاف إليها المعلم خبرته بتلاميذ ومعرفته بمادته، وتنحصر هذه الأسس في الآتي:
1 ـ العين:
العضو الذي يرى به التلميذ الكلمات، ويلاحظ أحرفها مرتبة وفقا لنطقها، ويتأكد من رسم صورتها الصحيحة، وهى العضو الذي يدرك صواب الكلمات ويميزها عن غيرها، ولكي ينتفع بهذا العامل الأساس في تدريس الإملاء، يجب أن يربط بين دروس القراءة ودروس الإملاء، ذلك بأن يكتب التلاميذ في كراسات الإملاء بعض القطع التي قرؤوها في كتاب القراءة، مما يحملهم على تأمل الكلمات بعناية، ويبعث انتباههم إليها، ويعود أعينهم الدقة في ملاحظتها، واختزان صورها في أذهانهم، وينبغي أن يتم الربط بين القراءة والإملاء في حصة واحدة، أو في حصتين متقاربتين.
2 ـ الأذن:
العضو الذي يسمع به التلميذ أصوات الكلمات، ويتعرف به إلى خصائص هذه الأصوات، ويميز بين مقاطعها وترتيبها، مما يساعده على تثبيت آثار الصور المكتوبة المرئية. لهذا يجب الإكثار من تدريب الأذن على سماع الأصوات وتمييزها، وإدراك الفروق الدقيقة بين الحروف المتقاربة المخارج. والوسيلة الفاعلة إلى ذلك: الإكثار من التهجي الشفوي للكلمات قبل الكتابة.
3 ـ اليد: هي العضو الذي يعتمد علية التلاميذ في كتابة الكلمات، وبها يستقيم الإملاء حين تستجيب للأذن، فإذا أخطأت إحداهما، أو كلتاهما أسرع الخطأ إلى اليد. وتعهد اليد أمر ضروري لتحقيق تلك الغاية. لهذا ينبغي الإكثار من تدريب التلاميذ تدريبًا يدويًا على الكتابة حتى تعتاد يده طائفة من الحركات الفعلية الخاصة. على أن اليد حين يستقيم أمرها؛ تكتسب القدرة على الكتابة والتدريب على الصواب.
4 ـ وإلى جانب الأسس العضوية السابقة لا يحسن بنا أن نتجاهل بعض العوامل الفكرية التي ترتبط بها عملية التهجي الصحيح، وهى تعتمد على محصلة التلميذ من المفردات اللغوية التي يكتسبها من القراءة والتعبير، ومدى قدرته على فهم هذه
المفردات والتمييز بينها. كما يجب الربط بين الإملاء والأعمال التحريرية، والاهتمام بالتذكير والتدريب المستمر عن طريق مطالبة التلاميذ بمذاكرة قطعة صغيرة، ثم نمليها عليهم في اليوم التالي، واضعين في الاعتبار مسألتي: الفهم والمعنى.
5 ـ أساليب التدريب الذاتي:
تستعمل الأسس الآنفة في عملية التدريب الجماعي، غير أن هناك أساليب أخرى يفضل استعمالها للتدريب الفردي، خاصة عند التلاميذ الضعاف والمبطئين في الكتابة، والذين تكثر أخطاؤهم في كلمات بعينها، وتعتمد هذه الأساليب على الآتي:
أـ طريقة الجمع:
أساسها غريزة الجمع والاقتناء، وتقوم على تكليف التلميذ بأن يجمع من كتاب القراءة أو غيره بعض المفردات ذات النظام المشترك، ويكتبها في بطاقات خاصة، كأن يجمع المفردات التي تكتب بتاء مربوطة أو مفتوحة، أو بلامين، أو مفردات ينطق آخرها ألفًا، ولكنها تكتب ياء، وغيرها.
ب ـ البطاقات الهجائية أو مفكرة الإملاء:
تعتمد على اقتناء التلميذ بطاقات أو مفكرة يدون فيها القواعد الإملائية مع بعض الكلمات التي تخضع لها، فيدون ـ على سبيل المثال ـ قاعدة كتابة الهمزة
المتوسطة على الياء، ثم يجمع طائفة من المفردات التي رسمت في وسطها الهمزة على الياء، أو كلمات تنتهي بألف تكتب ياء، مع قاعدتها، وقس على ذلك. ومن البطاقات أو المفكرة الإملائية ما يجمع فيها التلميذ الأخطاء الشائعة، أو يكتب فيها قصصا قصيرة، أو موضوعات طريفة تحذف منها بعض الكلمات ويترك مكانها