المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(الهمزة مع الذال المعجمة) - كشف الخفاء ط القدسي - جـ ١

[العجلوني]

فهرس الكتاب

- ‌كشف الخفاء ومزيل الإلباس

- ‌حياة المصنف

- ‌(حرف الهمزة)

- ‌(حرف الهمزة مع الباء الموحدة)

- ‌(حرف الهمزة مع التاء المثناة)

- ‌(حرف الهمزة مع الثاء المثلثة)

- ‌(الهمزة مع الجيم)

- ‌(الهمزة مع الحاء المهملة)

- ‌(الهمزة مع الخاء المعجمة)

- ‌(الهمزة مع الدال المهملة)

- ‌(الهمزة مع الذال المعجمة)

- ‌(حرف الهمزة مع الراء)

- ‌(حرف الهمزة مع الزاي)

- ‌(حرف الهمزة مع السين المهملة)

- ‌(الهمزة مع الشين المعجمة)

- ‌(حرف الهمزة مع الصاد المهملة)

- ‌(الهمزة مع الضاد المجمعة)

- ‌(حرف الهمزة مع الطاء المهملة)

- ‌(حرف الهمزة مع الظاء المشالة)

- ‌(حرف الهمزة مع العين المهملة)

- ‌(حرف الهمزة مع الغين المعجمة)

- ‌(حرف الهمزة مع الفاء)

- ‌(حرف الهمزة مع القاف)

- ‌(حرف الهمزة مع الكاف)

- ‌(حرف الهمزة مع اللام)

- ‌(الهمزة مع الميم)

- ‌(حرف الهمزة مع النون)

- ‌(حرف الهمزة مع الهاء)

- ‌(حرف الهمزة مع الواو)

- ‌(حرف الهمزة مع اللام ألف)

- ‌(حرف الهمزة مع الياء التحتية)

- ‌(حرف الباء الموحدة)

- ‌(حرف المثناة الفوقية)

- ‌(حرف الثاء المثلثة)

- ‌(حرف الجيم)

- ‌(حرف الحاء المهملة)

- ‌(حرف الخاء المعجمة)

- ‌(حرف الدال المهملة)

- ‌(حرف الذال المعجمة)

- ‌(حرف الراء المهملة)

- ‌(حرف الزاي)

- ‌(حرف السين المهملة)

الفصل: ‌(الهمزة مع الذال المعجمة)

174 -

(أدبوا أولادكم على ثلاث خصال حبِّ نبيكم وحب أهل بيته وقراءة القرآن فإن حملة القرآن في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله مع أنبياء الله وأصفيائه) رواه أبو النصر عبد الكريم بن محمد الشيرازي في فوائده وابن النجار في تاريخه عن علي رضي الله عنه رفعه، قال المناوي ضعيف.

(الهمزة مع الذال المعجمة)

175 -

(إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة) مسلم والأربعة عن أبي هريرة.

176 -

(أذيبوا طعامكم بذكر الله والصلاة ولا تناموا عليه تغفلُ قلوبكم) رواه الطبراني في الأوسط وابن السني.

177 -

(إذا آخى الرجل الرجل فليسأل عن اسمه واسم أبيه وممن هو فإنه

أوصلُ للمودة) قال في المقاصد رواه الترمذي عن يزيد بن نَعامة السهمي موقوفا وقال أنه غريب ولا نعرف ليزيد سماعا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وجزم أبو حاتم بأنه لا صحبة له ولم يسلم للبخاري إثباتها، وقال ابن حبان له صحبة، وقال البغوي اختُلف فيها، وقال الترمذي ويروى عن ابن عمر نحوه مرفوعا ولا يصح إسناده، ولفظه إذا آخيت رجلا فاسأله عن اسمه واسم أبيه فإن كان غائبا حفظته وإن كان مريضا عدته وإن مات شهدته، وسببه أن ابن عمر قال رآني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ألتفت فقال مالك تلتفت قلت آخيت رجلا فذكره أخرجه البيهقي في الشعب عنه وقال تفرد به مسلمة بن علي وليس بالقوي، وقال النجم رواه الخرائطي عن ابن عمر بلفظ إذا آخيت أحدا فسله عن اسمه واسم أبيه ومنزله وعشيرته فإن كان مريضا عدته وإن كان مشغولا أعنته، ورواه الديلمي في مسند الفردوس عن أنس رفعه بلفظ ثلاثة من الجفاء وذكر منها عدم معرفة المرء اسم من يواخيه.

178 -

(إذا ابتليتُ عبدي بحبيبتيه فصبر عوضتُه عنهما الجنة) رواه البخاري في صحيحه عن أنس، وسببه ما أخرجه البيهقي عن أنس أيضا بلفظ قال مر بنا ابن

ص: 74

أم مكتوم فسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أحدثكم بما حدثني جبريل إن الله يقول حق علي من أخذت كريمتيه أن ليس له جزاء إلا الجنة، ورواه البيهقي عن أنس أيضا بلفظ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثني جبريل عن رب العالمين أنه قال جزاء من أخذت كريمتيه الخلود في داري والنظر إلى وجهي، والمراد بحبيبتيه عيناه، ومما يناسب المقام قول ابن عباس لما عمي في آخر عمره:

إن يأخذ الله من عيني نورهما

ففي فؤادي وقلبي منهما نور

قلبي ذكي وعقلي غير ذي دخل

وفي فمي صارم كالسيف مشهور

179 -

(إذا أتى عليَّ يومٌ لا ازداد فيه علما يقربني إلى الله تعالى فلا بورك

لي في طلوع شمس ذلك اليوم) رواه ابن عدي والطبراني وأبو نعيم عن عائشة بسند ضعيف.

180 -

(إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه) قال في المقاصد رواه ابن ماجه بسند ضعيف عن ابن عمر مرفوعا، ورواه أبو داود عن الشعبي مرسلا بسند صحيح، وروى الطبراني بسند ضعيف عن جرير البجلي قال لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم أتيته فقال ما جاء بك؟ قلت: جئت لأسلم فألقى إلي كساءه وذَكَره، وروى البزار بسند ضعيف أيضا عن جرير قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فبسط لي رداءه وقال اجلس على هذا فقلت أكرمك الله كما أكرمتني فذكره النبي صلى الله عليه وسلم، ورواه الحاكم عن جرير أيضا بأبسط من هذا، ولفظه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل بعض بيوته فدخل عليه أصحابه حتى غص المجلس بأهله وامتلأ فجاء جرير البجلي فلم يجد مكانا فقعد على الباب فنزع رسول الله صلى الله عليه وسلم رداءه فألقاه على وجهه وجعل يقبله ويبكي ورمى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال ما كنت لأجلس على ثوبك أكرمك الله كما أكرمتني فنظر النبي صلى الله عليه وسلم يمينا وشمالأ فذكره، وروى الحكيم الترمذي وابن مندة والعسكري وآخرون بسند مجهول عن أبي عبد الله بن ضمرة أنه قال بينما أنا قاعد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في جماعة من أصحابه إذ قال سيطلع عليكم من هذه الثنية خير ذي يَمن فإذا هو بجرير بن عبد

ص: 75

الله فذكر قصة طولها بعضهم وفيها فقالوا يا نبي الله لقد رأينا منك ما لم نره لأحد فقال نعم هذا كريم قوم فإذا أتاكم كريم قوم فأكرموه، وروى العسكري بسند ضعيف عن عدي بن حاتم أنه لما دخل على النبي صلى الله عليه وسلم ألقى إليه وسادة وجلس على الأرض فقال أشهد أنك لا تبغي علوا في الأرض ولا فسادا وأسلم ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاكم الحديث، وللدولابي في الكِنى عن عبد الرحمن بن عبد قال قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم في مائة راجل من قومي فذكر حديثا فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أكرمه وأجلسه وكساه رداءه ودفع إليه عصاه وأنه أسلم فقال له رجل من جلسائه إنا نراك أكرمت هذا الرجل فقال إن هذا شريف قومه وإذا أتاكم شريف قوم فأكرموه، وفي الباب عن جابر وابن عباس ومعاذ وأبي قتادة وأبي هريرة وأنس بن مالك وغيرهم، وبهذه الطرق يتقوى وإن كانت مفرداتها ضعيفة، ولذا انتقد الحافظ ابن حجر وشيخه العراقي الحكم عليه بالوضع، ويقرب من هذا ما رواه ابن عمر وأبو هريرة في حديث وإذا كانت عندك كريمة قوم فأكرمها.

181 -

(إذا أثْنىَ عليك جيرانك إنك محسن فأنت محسن وإذا أثْنىَ عليك جيرانك إنك مسئ فأنت مسئ) وسببه ما أخرجه ابن عساكر في تاريخه عن ابن مسعود أنه قال قال رجل يا رسول الله متى أكون محسنا ومتى أكون مسيئا فذكره، ورواه الحاكم في المستدرك بمعناه عن أبي هريرة أنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: دلني على عمل إذا أنا عملت به دخلت الجنة قال: كن محسنا قال: كيف أعلم أني محسن؟ قال: سل جيرانك فإن قالوا إنك محسن فأنت محسن وإن قالوا إنك مسئ فأنت مسئ، قال الحاكم على شرط الشيخين، ورمز السيوطي لحسنه.

182 -

(إذا أحببتموهم فأعلموهم وإذا أبغضتموهم فتجنبوهم) قال النجم ليس بحديث وصدره في معنى ما بعده، وقال في المقاصد أما الشق الأول فهو معنى الحديث الذي بعده وكذا قوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ إني أحبك وأما الشق الثاني فلا أعلمه وليس بصحيح على الإطلاق.

ص: 76

183 -

(إذا أخذ ما أوهب أسقط ما أوجب) معناه صحيح ولينظر هل هو حديث أم لا.

184 -

(إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه) رواه البخاري في الأدب المفرد وأبو داود واللفظ له والترمذي والنسائي وآخرون كلهم عن المقدام بن معدي كرب مرفوعا، ولفظ البخاري إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه أنه أحبه، ولفظ الترمذي فليعلمه إياه، وقال النسائي فليعلمه ذلك، وصححه ابن حبان والحاكم وقال الترمذي حسن صحيح غريب، زاد بعضهم ثم ليَزُرْه ولا يكونن أول قاطع، وفي لفظ للطبراني والبيهقي عن ابن عمر فليخبره فإنه يجد مثل الذي يجد له، وفي لفظ عند بعضهم عن أبي ذر فليأته في منزله فليخبره أنه يحبه، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد أيضا في حديث مجاهد قال لقيني رجل من الصحابة بمنكبي من ورائي وقال أما إني أحبك قلت أحبك الذي أحببتني له وقال لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه ما أخبرتك قال ثم أخذ يعرض على الخطبة فقال أما عندنا جارية إلا أنها عوراء.

185 -

(إذا أحب الله قوما ابتلاهم) رواه الطبراني وابن ماجه والضياء في المختارة عن أنس، ورواه أحمد عن محمود بن لَبيد بزيادة فمن صبر فله الصبر ومن جزع فله الجَزَع، وأقول الجاري على الألسنة فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط، ورواه أحمد والديلمي عن أبي هريرة بلفظ إذا أحب الله أحدا ابتلاه ليسمع تضرعه، ورواه الطبراني عن أبي عنبسة الخولاني بلفظ إذا أحب الله عبدا ابتلاه وإذا أحبه الحب البالغ اقتناه لا يترك له مالاً ولا ولدا، وللطبراني أيضا عن أنس إذا أحب الله عبدا صب عليه البلاء صبا وثجه ثجا، ورواه البيهقي عن سعيد بن المسيب مرسلا إذا أحب الله عبدا ألصق به البلاء، ورواه ابن أبي الدنيا عن أبي سعيد أن رجلا قال يا رسول الله ذهب مالي وسقم جسدي فقال لا خير في عبد لا يذهب ماله ولا يسقم جسده إن الله إذا أحب عبدا ابتلاه وإذا ابتلاه صبره، وفيه غير ذلك.

ص: 77

186 -

(إذا أراد الله أن ينزل إلى السماء الدنيا نزل عن عرشه بذاته) قال القاري محدثه دجال.

187 -

(إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله قبل موته قالوا وكيف يستعمله قال يوفقه لعمل صالح فبل موته ثم يقبضه إليه) وأوله عند أحمد لا تعجبوا لعمل عامل حتى تنظروا بم يختم له وهو على شرط الشيخين وأخرج أحمد والطبراني وأبو الشيخ عن أبي عيينة الخولاني مرفوعا إذا أراد الله بعبد خيرا عسله قيل وما عسله قال يفتح له عملا صالحا بين يدي موته، وروى العسكري عن أنس مرفوعا لا يضركم أن لا تعجبوا من أحد حتى تنظروا بما يختم له، وروى عن معاوية عن قرة أنه قال بلغني أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه كان يقول اللهم اجعل خير عمري آخره وخير عملي خواتمه وخير أيامي يوم ألقاك، بل هو من دعائه صلى الله عليه وسلم كما للطبراني عن أنس.

188 -

(إذا أراد الله بقوم خيرا أمطروا ليلهم وأصحى نهارُهم) كذا في رموز الكنوز للدميري من غير عزو.

189 -

(إذا أراد الله بعبد خيرا صيّر حوائجَ الناسِ إليه) رواه الديلمي في مسند الفردوس عن أنس.

190 -

(إذا أراد الله بعبد خيرا جعل له واعظا من نفسه يأمره وينهاه) رواه الديلمي في مسند الفردوس عن أم سلمة، وفي رواية من قِبَله بدل من نفسه.

191 -

(إذا أراد الله بعبد خيرا فقهه في الدين وزهده في الدنيا وبصره عيوبه) رواه البيهقي عن أنس، ورواه البزار عن ابن مسعود بلفظ، إذا أراد الله بعبد خيرا فقهه في الدين وألهمه رشده.

192 -

(إذا أردت أن تذكرَ عيوبَ غيرِكَ فاذكر عيوبَ نفسك) رواه الرافعي في تاريخ قزوين عن ابن عباس.

193 -

(إذا أردت أن أخرب الدنيا بدأت ببيتي فخربته ثم أخرب الدنيا)

ص: 78

رواه في الإحياء، قال العراقي في تخريجه لا أصل له.

194 -

(إذا أراد الله قبض روح عبد بأرض جعل له فيها حاجة) قال في الدرر رواه الترمذي عن مطر بن عكاش، والطيالسي عن أبي غرة الهذلي، ورواه عنه أحمد والطبراني وأبو نعيم بلفظ إذا أراد الله تعالى قبض عبد بأرض جعل له بها حاجة.

195 -

(إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره سلب ذوي العقول عقولهم حتى يَنْفُذ فيهم قضاؤهُ وقدرَهُ) رواه الديلمي في مسند الفردوس عن أنس وعلي رضي الله عنهما بزيادة فإذا أمضى أمره رد عقولهم ووقعت الندامة، وقال في الدرر رواه الديلمي والخطيب عن ابن عباس بسند ضعيف، وقال في المقاصد رواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان ومن طريقه الديلمي في مسنده عن ابن عباس مرفوعا وكذا الخطيب وغيره بسند فيه لاحق بن حسين كذاب وضاع بلفظ أن الله إذا أحب إنفاذ أمر سلب ذوي العقول عقولهم، ورواه البيهقي من قول ابن عباس بلفظ إن القدر إذا جاء حال دون البصر قاله جوابا عن قول نافع بن الأزرق في معناه أرأيت الهدهد كيف يجئ فينقر الأرض فيصيب موقع الماء ويجئ إلى الفخ وهو لا يبصره حتى يقع في عنقه ورواه أبو عبد الرحمن السلمي في سنن الصوفية عن جعفر عن جده بلفظ إن الله إذا أراد إمضاء أمره نزع عقول الرجال حتى يمضي أمره فإذا أمضاه رد إليهم عقولهم ووقعت الندامة، ورواه ابن أبي شيبة والحاكم وصححه من طرق عن ابن عباس أنه قيل له كيف تفقد سليمان الهدهد من بين الطير قال إن سليمان نزل منزلا فلم يدر ما بُعْدُ الماء وكان الهدهد يدل سليمان على الماء فأراد أن يسأله عنه فتفقده قيل كيف ذاك والهدهد ينصب له الفخ ويلقى عليه التراب ويضع له الصبي الحبالة فيُغَيِّبها فيصيده فقال إذا جاء القضاء ذهب البصر، ورواه الترمذي بلفظ إذا جاء القدر عمي البصر وإذا جاء الحَيْن غطى العَيْن، رواه الحاكم عن ابن عباس بلفظ إذا نزل

ص: 79

القضاء عمي البصر، ورواه الخطيب بلفظ أن الله إذا أراد إنفاذ أمر وفي لفظ له أيضا إن الله إذا أحب إنفاذ أمر سلب كل ذي لب لبه، ورواه الديلمي عن ابن عمر وعلي رضي الله عنهم بلفظ الترجمة وزاد فإذا قضى أمره رد عليهم عقولهم وبعث الندامة، وأنشد غلام ثعلب لنفسه:

إذا أراد الله أمرا بامرئ

وكان ذا رأي وعقل وبصر

وحيلة يعملها في كل ما

يأتي به محتوم أسباب القدر

أغواه بالجهل وأعمى عينه

فسله عن عقله سل الشعر

حتى إذا أنفذ فيه حكمه

رد عليه عقله ليعتبر

وروى سعيد بن منصور وابن أبي حاتم عن يوسف بن ماهَك أن ابن عباس ذكر يوما الهدهد فقال: يعرف بعد مسافة الماء في الأرض فقال نافع بن الأزرق قف قف يا ابن عباس كيف تزعم أن الهدد يرى الماء من تحت الأرض وهو يُنْصبُ له الفخ فيذر عليه التراب فيصاد فقال ابن عباس لولا أن يذهب هذا فيقول كذا وكذا لم أقل له شيئا إن البصر ينفع ما لم يأت القدر فإذا جاء القدر حال دون البصر فقال ابن الأزرق لا أجادلك بعدها في شئ، والمشهور على الألسنة إذا جاء القضاء عمي البصر.

196 -

(إذا أراد الله بقوم خيرا أهدى إليهم هدية قالوا يا رسول الله وما تلك الهدية قال الضيف ينزل برزقه ويرتحل وقد غَفَرَ الله لأهل المنزل) أخرجه الديلمي عن أبي ذر رفعه بلفظ الضيف يأتي برزقه ويرتحل بذنوب القوم يمحص عنهم ذنوبهم ورواه أيضا عن أبي الدرداء مرفوعا لكن بلفظ أهل البيت بدل القوم، وفي رواية يرتحل وقد غفر لأهل المنزل، وللديلمي أيضا عن ابن عباس رفعه أكرموا الضيف وأقروا الضيف فإنه أول ما يقوم برزقه جبريل مع رزق أهل البيت، وللدارقطني عن عائشة مرفوعا إذا نزل الضيف بقوم نزل برزقه لكنه قال غريب، ورواه الديلمي عن أنس بلفظ إذا دخل الضيف على قوم دخل برزقه وإذا

ص: 80

خرج خرج بمغفرة ذنوبهم.

197 -

(إذا استقر أهل الجنة في الجنة اشتاق الإخوان إلى الإخوان فيسير سرير هذا إلى سرير هذا فيلتقيان فيتحادثان ما كان بينهما في دار الدنيا فيقول يا أخي تذكر يوم كذا في مجلس كذا فدعونا الله فغفر لنا) رواه البزار بسنده عن أنس وقال لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا السند تفرد به أنس، قال الزين العراقي وفيه الربيع بن صبيح ضعيف جدا، ورواه الأصفهاني في الترغيب والترهيب مرسلا انتهى، وفي الغنية لسيدي عبد القادر الكيلاني نفعنا الله ببركاته ما نصه وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول يشتاق الرجل إلى أخ له كان يحبه لله عز وجل في الدنيا فيقول يا ليت شعري ما فعل أخي فلان شفقة عليه أن يكون قد هلك فيطلع الله عز وجل على ما في قلبه فيوحي إلى الملائكة أن سيروا بعبدي هذا إلى أخيه فتأتيه الملائكة بنجيبة عليها رحلها من مياثر النور قال فتسلم عليه فيرد عليهم السلام ويقولون له قم فاركب فانطلق إلى أخيك قال فيركب عليها فتسير في الجنة مسيرة ألف عام أسرع من أحدكم إذا ركب نجيبة فسار عليها فرسخين قال فلا يكون شئ حتى يبلغ منزل أخيه فيسلم عليه فيرد عليه السلام ويرحب به قال فيقول أين كنت يا أخي لقد كنت أشفقت عليك قال فيعتنق كل واحد منها صاحبه ثم يقولان الحمد لله الذي جمع بيننا فيحمدان الله عز وجل بأحسن أصوات سمعها أحد من الناس قال فيقول الله عز وجل لهما عند ذلك يا عبادي ليس هذا حين عمل ولكن هذا حين تحية ومسألة فاسألا أعطيكما ما شئتما فيقولان يا رب اجمع بيننا في هذه الدرجة قال فيجعل الله تلك الدرجة مجلسهما في خيمة مجوفة بالدر والياقوت ولازواجهما منزل سوى ذلك قال فيأكلون ويشربون ويتنعمون انتهى بحروفه.

198 -

(إذا أسأت فأحسِنْ) رواه الحاكم والبيهقي عن ابن عمرو.

199 -

(إذا استشاطَ السلطان تَسلَّطَ الشيطانُ) رواه أحمد والطبراني عن عطية السعدي.

ص: 81

200 -

(إذا سمعتم بجبل زال عن مكانه فصدقوا وإذا سمعتم برجل زال عن خلقه فلا تصدقوا فإنه يصير إلى ما جُبِلَ عليه) رواه الإمام أحمد عن أبي الدرداء.

201 -

(إذا أصبحت آمنا في سِرْبك معافى في بدنك عندك قوت يومك فعلى الدنيا العفاء) رواه البيهقي عن أبي هريرة وتقدم في حديث ابن عمر في ابن آدم، وأخرجه عبد الله بن أحمد عن شميط من قوله وزاد وعلى كل من يحزن عليها.

202 -

(إذا أصاب أحدَكم مصيبةٌ فلْيذكرْ مصيبتَهُ بي فإنها من أعظم المصائب) رواه ابن عدي بسند ضعيف والبيهقي عن ابن عباس والطبراني عن سابط الجُمحَي.

203 -

(إذا أصبحتَ فلا تحدث نفسك بالمساء وإذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح وخذ من حياتك لموتك ومن صحتك لسقمك) رواه البخاري عن ابن عمر موقوفا، ورفعه ابن حبان قاله النجم، وأقول الذي في الأربعين النووية من رواية البخاري عن ابن عمر إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك، قال ابن حجر المكي وقد ورد في معنى هذه الوصية منه صلى الله عليه وسلم من عدة طرق، منها خبر الحاكم أنه صلى الله عليه وسلم قال لرجل وهو يعظه اغتنم خمسا قبل خمس شبابَك قبل هرمك وصحتَك قبل سقمك وغناك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك.

204 -

(إذا أقبلَ الليلُ من ههنا وأدبرَ النهارُ من ههنا فقد أفطر الصائم.)

عزاه الحافظ ابن حجر في تخريج أحاديث مسند الفردوس إلى الشيخين عن عمر بن الخطاب، وأقول الذي رأيته في صحيح البخاري في كتاب الصيام عن عمر بزيادة وغربت الشمس قبل فأفطر الصائم ومنه عن عبيد الله بن أبي أوفى بلفظ إذا رأيتم الليل قد أقبل من ههنا فقد أفطر وفي لفظ عنه إذا رأيت الليل قد أقبل من ههنا فقد أفطر الصائم انتهى والخطاب فيه بالإفراد لبلال فاعرفه.

205 -

(إذا أكلتُم فأفْضِلوا) قال في التمييز ترجمه شيخنا ولم يتكلم عليه قلت وما في صحيح البخاري من شربه صلى الله عليه وسلم الفضلة من اللبن في حديث أبي هريرة،

ص: 82

وكذا حديث القصعة الذي في الصحيح يؤيده انتهى، وفي التأييد مما ذكر خفاء إذ لا يلزم من وجود فضلة اللبن طلب إبقائها ثم رأيت القاري قال لكن يوافقه حديث لا خير في طعام ولا شراب ليس له سؤر، وحديث إذا شربتم أسئروا ذكرهما عياض وابن الأثير الثانيَ فالجمع بأنه يجوز استئصاله والأفضل إبقاؤه شيئا لكن قدرا ينتفع به غيره وإلا فالأفضل إنقاؤه كما يقال بقوا ونقوا، وقال النجم لم أجده حديثا بل في الحديث ما يعارضه كحديث مسلم عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بلعق الأصابع والصحفة وقال إنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة اللهم إلا أن يحمل على ما لو كان له خادم ونحوه فلا بأس أن يفضل له إن لم يكن قد أطعمه منه انتهى، وأقول لو قال فينبغي أن يفضل له إلخ لكان أولى من قوله فلا بأس إلخ فتأمل، وفي طبقات الحنابلة لابن رجب في ترجمة الوزير ابن هبيرة ما نصه قوله عليه السلام إذا شربتم فأسئروا قال هذا في الشرب خاصة وأما في الأكل فمن السنة لعق القصعة والأصابع وإنما خص الشرب بذلك لأن التراب والأقذار ترسخ في أسفل الإناء فاشتفاف ذلك يوجب شرب ما يؤذى انتهى فتدبر.

206 -

(إذا التقى المسلمانِ بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار - وفي لفظ فَقَتَلَ

أحدهما صاحبه فالقاتل والمقتول في النار قيل يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول قال أنه كان حريصاً على قتلِ صاحبهِ) رواه الشيخان وأحمد وأبو داود والنسائي عن أبي بكرة، وابن ماجه عن أبي موسى الأشعري.

207 -

(إذا التقى الخِتانانِ فقد وجب الغسلُ) رواه أحمد والترمذي والنسائي عن عائشة، وفي رواية إذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل، ورواه الطبراني عن أبي أمامة ورافع بن خَديج، وذكره الحنفيَّة في كتبهم بزيادة من ذلك قول الأكمل في العناية شرح الهداية ولنا قوله صلى الله عليه وسلم إذا التقى الختانان وتوارت الحشفة وجب الغسل أنزل أو لم ينزل انتهى، وعزاه في الجامع الكبير للعقيلي عن ابن عمر بلفظ إذا مس الختان الختان فقد وجب الغسل، وعزاه فيه للطبراني

ص: 83

عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده بلفظ إذا التقى الختانان وغابت الحشفة فقد وجب الغسل أنزل أو لم ينزل انتهى.

208 -

(إذا أمَّ أحدُكم الناس فلْيُخَفِّفْ) رواه الشيخان وأحمد وأبو داود، والنسائي عن أبي هريرة بزيادة فإن فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة وإذا صلى لنفسه فليطول ما شاء، وسيأتي في الميم بلفظ من أم فليخفف - الحديث.

209 -

(إذا انتصَفَ شعبانُ فلا صومَ حتى رمضانَ) وفي لفظ فلا تصوموا حتى يكون رمضان، قال السخاوي رواه أحمد والأربعة والدارمي وصححه ابن حبان وأبو عوانة والدينوري في المجالسة عن أبي هريرة مرفوعا، وله شاهد عند الطبراني والبيهقي والدارقطني عن عبد الرحمن والدِ العلاء.

210 -

(إذا بلغ الماء قُلَتَّينِ لم يحملِ الخَبَثَ) رواه أحمد والأربعة والدارقطني والبيهقي وابن حبان عن ابن عمر لكن لفظ ابن ماجه إذا بلغ الماء قلتين لم ينجسه شئ، ورواه الدارقطني عن أبي هريرة إذا بلغ الماء قلتين فما فوق

ذلك لم ينجسه شئ.

211 -

(إذا بُليتمْ بالمعاصي فاستَتِروا) قال السخاوي يأتي فيمن أتى من هذه القاذورات شيئاً فينبغي للعبد أن يتوب منها ولا يظهرها للناس حيث سترها الله عليه، وهذا الحديث رواه البيهقي والحاكم عن ابن عمر وقال إنه على شرطهما بلفظ اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها فمن ألم منها بشئ فليستتر بستر الله وليتب إلى الله فإنه من يبد (1) لنا صفحته نقم عليه كتاب الله، قاله صلى الله عليه وسلم بعد رجم ماعز رضي الله عنه.

212 -

(إذا بُويع لخليفتينِ فاقتلوا الآخر منهما) رواه مسلم وأحمد عن أبي سعيد الخدري عن علي والعباس معا، قال الدميري في شرح منهاج النووي ولا يجوز نصب إمامين في وقت واحد وإن تباعد الإقليمان بهما، وحكى أبو القاسم الأنصاري في

(1) في الأصل " يبدي " بزيادة الياء وهو خطأ ظاهر

ص: 84

الغنية عن الأستاذ أبى إسحاق أنه يجوز نصبهما في إقليمين لأنه قد يحتاج إلى ذلك وهو اختيار الإمام وإذا عقدت البيعة لاثنين معا فالبيعتان باطلتان وإن ترتبتا بطلت الثانية لما روى مسلم عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا بويع للخليفتين فاقتلوا الآخر منهما - بالتاء المثناة من فوق من القتل، ومعناه أبطلوا دعوته واجعلوه كمن مات، وروي بالياء المثناة من تحت أي لا تطيعوه.

213 -

(إذا تحيَّرتم في الأمور فاستعينوا من أصحاب القبور) كذا في الأربعين لابن كمال باشا.

214 -

(إذا تزوج فقد استكمل نِصف الدين فلَيتقِ اللهَ في النصف الباقي) رواه البيهقي عن أنس، وسيأتي بلفظ من تزوج فقد استكمل - الحديث.

215 -

(إذا تأنيت أصبت أو كدت تصيب وإذا استعجلت أخطأت أو كدت

تخطئ) رواه البيهقي عن ابن عباس.

216 -

(إذا جئتُ يا مُعاذ أرض الحُصَيب - يعني من اليمن - فهَرْوِلْ فإن بها الحُورَ العينَ) قال السخاوي لا أعرفه انتهى وفي القاموس في باب الحاء المهملة والحصيب كزبير بلد باليمن فاقت نساؤه حسنا ومنه إذا أدخلت أرض الحصيب فهرول، ونقل القاري عن المنوفي أنه قال بل الحكم عليه بالوضع ظاهر.

217 -

(إذا جاءكَ من هذا المال شئ وأنتَ غير مُشْرِفٍ ولا سائلٍ فخذه وما لا فلا تُتْبِعْه نَفسك) رواه البخاري عن عمر رضي الله عنه.

218 -

(إذا جلس المتعلمُ بين يدي العالِم فتح الله عليه سبعين بابا من الرحمة ولا يقوم من عنده إلا كيومَ ولدته أمه وأعطاه الله بكل حرف ثواب سبعين شهيداً وكتب الله له بكل حرف عبادة سنة) قال القاري نقلا عن الزيلي أنه موضوع.

219 -

(إذا حج رجلٌ بمال من غير حِلِّه فقال لبيك اللهم لبيك قال الله عز وجل لا لبيك ولا سعديك هذا مردودٌ عليك) قال في المقاصد رواه الديلمي وابن عدي عن حديث دجين عن عمر مرفوعا، ودجين ضعيف وله شاهد عند البزار

ص: 85

بسند ضعيف أيضا عن أبي هريرة مرفوعا من أم هذا البيت من الكسب الحرام شخص في غير طاعة الله فإذا أهَلَّ ووضع رجله في الغَرْز أو الركاب وانبعثت به راحلته وقال لبيك اللهم لبيك نادى مناد من السماء لا لبيك ولا سعديك كسبك حرام وراحلتك حرام وزادك حرام فارجع مأزور غير مأجور وأبشر بما يسوؤك - الحديث، وهو عند الخلعي من هذا الوجه بلفظ من تيمم بكسب حرام حاجا كان في غير طاعة الله حتى إذا وضع رجله في الغرز وبعث راحلته وقال لبيك اللهم لبيك ينادي مناد من السماء لا لبيك ولا سعديك كسبك حرام وثيابك حرام وراحلتك حرام وزادك حرام فارجع مذموما غير مأجور وأبشر بما يسوؤك - الحديث،

والمشهور على الألسنة حجك مردود عليك بدل هذا.

220 -

(إذا حدثتم عني بحديث يوافق الحقَ فصدِّقوه وخذوا به حَدَّثْتُ به أو لم أحدِّث) قال السخاوي رواه الدارقطني في الأفراد والعقِيلي في الضعفاء وأبو جعفر بن البحتري في فوائده عن أبي هريرة مرفوعا، والحديث منكر جدا، وقال العقيلي ليس له إسناد يصح، ومن طرقه ما عند الطبراني عن ابن عمر مرفوعا سُئلت اليهود عن موسى فأكثروا فيه وزادوا ونقصوا حتى كفروا وسئلت النصارى عن عيسى فأكثروا فيه وزادوا ونقصوا حتى كفروا وأنه ستفشو عني أحاديث فما أتاكم من حديثي فاقرؤوا كتاب الله واعتبروا فما وافق كتاب الله فأنا قلته وما لم يوافق كتاب الله فلم أقله، قال وقد سئل شيخنا - يعني الحافظ ابن حجر - عن هذا الحديث فقال إنه جاء من طرق لا تخلو عن مقال، وقد جمع طرقه البيهقي في كتاب المدخل انتهى، وقال الصغاني إذا رويتم ويروى إذا حدثتم عني حديثا فاعرضوه على كتاب الله فإن وافق فاقبلوه وإن خالف فردوه قال هو موضوع انتهى.

221 -

(إذا حَدَّثَ الرجل بالحديث - وفي رواية بحديث - ثم التفتَ فهي أمانة) قال السخاوي رواه أحمد وأبو داود والترمذي والعسكري وابن أبي الدنيا وأبو يعلى وأبو الشيخ عن جابر بن عبد الله مرفوعا وألفاظهم متقاربة وحسنه الترمذي وكأنه

ص: 86

لشواهده، منها ما رواه العقيلي والخطيب عن علي رفعه المجالس بالأمانة، ومنها ما رواه ابن أبي الدنيا عن ابن شهاب مرسلا بلفظ الحديث بينكم أمانة، ونقل النجم أن أبا داود رواه عن جابر بلفظ المجالس بالأمانة إلا ثلاثة مجالس سفك دم حرام أو اقتطاع مال بغير حق أو فرج حرام، ومنها وهو في اللآلئ أيضا بهذا اللفظ لكن بنقص أو فرج حرام.

222 -

(إذا ذُكِرَ الصالحون فحيَّهَل بعُمَر) ذكره القاضي عياض في الإكمال من قول ابن مسعود وكذا القرطبي وابن الأثير، وظاهر كلام العراقي في الذخيرة

في باب الأذان أنه حديث ولعله أراد به أنه حديث ولعله أراد به موقوفا كذا في الموضوعات الكبرى للقاري.

223 -

(إذا حدثت أن جبلا زال عن مكانه فصدِّقْ وإذا حُدثت أن رجلا زال عن خلقه فلا تصدق) رواه أحمد بسند صحيح عن أبي الدرداء وتقدم آنفا بلفظ إذا سمعتم.

224 -

(إذا حضَر الماءَ بَطَل التيمم) لا أعلمه حديثا وإن كان معناه صحيحا في الجملة.

225 -

(إذا حضر العشاء والعِشاء فابدؤوا بالعَشاء) قال في المقاصد قال العراقي في شرح الترمذي لا أصل له بهذا اللفظ، وقال تلميذه شيخنا يعني ابن حجر في شرح البخاري لكن رأيت بخط الحافظ قطب الدين يعني الحلبي أن ابن أبي شيبة رواه عن أم سلمة مرفوعا إذا حضر العشاء وحضرت العِشاء فابدؤوا بالعشاء فإن كان ضبطه فذاك وإلا فقد رواه أحمد بلفظ وحضرت الصلاة قال ثم راجعت مصنف ابن أبي شيبة فرأيت الحديث فيه كما أخرجه أحمد، وأصل الحديث في المتفق عليه بلفظ إذا وضع العشاء وأقيمت الصلاة فابدؤوا بالعشاء، ولما ذكره الصغاني في مشارقه حكى أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه وسأله عن صحته وقال نعم هو صحيح، ورواه أحمد وأبو داود عن ابن عمر بلفظ إذا وضع عشاء أحدكم وأقيمت الصلاة فابدؤوا بالعشاء ولا يعجل حتى يفرغ منه، وقال في الدرر وَهَم من عزاه لمصنف ابن أبي شيبة انتهى،

ص: 87

وأقول كون الحكم عاما في سائر الصلوات وليس خاصا بالعشاء يرجح رواية أحمد ومن وافقه ومنهم الشيخان.

226 -

(إذا حَضَرت الملائكةُ هربتْ الشياطين) كلام يجري على ألسنة الناس وليس بحديث، قال النجم لكن معناه في الحديث فقد روى البغوي في شرح السنة بسند صحيح عن أبي هريرة أن رجلا سب أبا بكر عند النبي صلى الله عليه وسلم والنبي جالس

لا يقول شيئا فلما سكت ذهب أبو بكر يتكلم فقام النبي صلى الله عليه وسلم واتبعه أبو بكر فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسبني وأنت جالس فلما ذهبتُ أتكلم قمت قال إن الملك كان يرد عنك فلما تكلمت ذهب الملك ووقع الشيطان فكرهت أن أجلس، وأخرجه البيهقي في الشعب عنه بلفظ فقال أبو بكر أوجَدْتَ عليَّ يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل ملك من السماء ليكذبه بما قال فلما انصرف وقع الشيطان فلم أكن لأجلس إذ وقع الشيطان قال ففيه إشارة إلى أن الملك والشيطان لا يجتمعان وذهاب الملك في قصة أبي بكر ليس لحضور الشيطان بل لما انتصر أبو بكر لنفسه ارتفع عن المجلس الملك الذي نزل للرد عنه فلما ذهب الملك وقع الشيطان.

227 -

(إذا دخل الضيف على القوم دخل برزقه وإذا خرج خرج بمغفرة ذنوبِهم) قال السخاوي رواه الديلمي بسند ضعيف عن أنس مرفوعا وله شاهد عند أبي الشيخ عن أبي قرصافة.

228 -

(إذا دخلتم بلدة وبيئة فخفتم وباءها فعليكم ببَصَلِها) لم أره إلا في رسالة مجهولة الاسم والمؤلف وذكره فيها مرفوعا للنبي صلى الله عليه وسلم من غير عزو وقال فيها أيضا جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وشكا إليه قلة الولد فأمره بأكل البصل وذكر فيها أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أحضروا موائدكم البقل فإنه مطردة للشيطان مع التسمية وعليه كسابقه إمارة الوضع فليراجع.

229 -

(إذا دبغ الإهاب فقد طهر) رواه مسلم في صحيحه عن ابن عباس، وكذا رواه الشافعي وأبو داود عنه، وكذا رواه عبد الرزاق عن عطاء مرسلا بلفظ

ص: 88

إذا دبغ جلد الميتة فجسته قال فلينتفع به. (1)

230 -

(إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النيران وصفدت الشياطين) رواه الشيخان عن أبي هريرة، وله طرق وألفاظ أخر ذكرناها في تحفة أهل الإيمان، منها ما رواه ابن ماجه والحاكم والبيهقي وابن حبان عن أبي

هريرة إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومَرَدة الجن وغلقت أبواب النيران فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي مناد كل ليلة يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كلّ ليلة.

231 -

(إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلتجبه وإن كانت على ظهر قَتَب) رواه البزار عن زيد بن أرقم ورواه الترمذي والبيهقي عن طلق بن علي بلفظ إذا دعا الرجل زوجته لحاجته فلتأته وإن كانت على التنور.

232 -

(إذا ذلت العرب ذل الإسلام) رواه أبو يعلى عن جابر.

233 -

(إذا رأيت القارئ يلوذ بالسلطان فاعلم أنه لص وإذا رأيته يلوذ بالأغنياء فاعلم أنه مراء وإياك أن تخُدَعَ ويُقال ترد مظلمة وتدفع عن مظلوم فإن هذه خُدْعةُ إبليس اتخذها القراء سُلَّما) قال القاري هو من قول الثوري، وكذا من قوله إني لألقى الرجل أبغضه فيقول لي كيف أصبحت فيلين له قلبي فكيف بمن أكل ثريدهم ووطئ بساطهم، ومن ثم ورد اللهم لا تجعل لفاجر عندي نعمة يرعاه قلبي، وقيل ما أقبح أن يُطلَبَ العَالِمُ فيقال هو بباب الأمير.

234 -

(إذا رأيتم الحريق فكبروا فإنه يطفئه) وفي لفظ فإن التكبير يطفئه قال السخاوي رواه الطبراني عن عمرو بن شعيب، ورواه البيهقي بلفظ استعينوا على إطفاء الحريق بالتكبير، ورواه الطبراني أيضا عن أبي هريرة رفعه بلفظ أطفئوا الحريق بالتكبير، ويشهد له ما رواه ابن السني عن أنس وجابر مرفوعا إذا وقعت كبيرة أو هاجت ريح عظيمة فعليكم بالتكبير فإنه يُجَلِّي العجاج الأسود.

(1) من قوله " وكذا رواه الشافعي " إلى آخره من سقطات المصرية.

ص: 89

235 -

(إذا رأيتم الرجل يتعاهد - وفي لفظ يعتاد - المساجد فاشهدوا له بالإيمان فإن الله يقول (إنما يعمر مساجد الله) الآية - قال السخاوي رواه أحمد

والترمذي وابن ماجه والدارمي وابن منيع وابن مردويه عن أبي سعيد مرفوعا، وقال الترمذي حسن غريب، وصححه ابنا خزيمة وحبان والحاكم، وفي لفظ له إذا رأيتم الرجل يلزم المسجد فلا تحرجوا أن تشهدوا له أنه مؤمن.

236 -

(إذا رأيتم الرجل أصفر الوجه من غير مرض ولا علة فذلك من غش للإسلام في قلبه) رواه ابن السني وأبو نعيم في الطب عن أنس.

237 -

(إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب) رواه أحمد وأبو داود والترمذي عن المقداد بن الأسود، والطبراني وابن حبان عن ابن عمر، والحاكم في الكِنى عن أنس.

238 -

(إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول ثم صلوا عليَّ فإنه من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرا) رواه أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن ابن عمر، بزيادة ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل الله لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة.

239 -

(إذا سميتم محمد فلا تضربوه ولا تحرموه) رواه البزار عن أبي رافع، ورواه الخطيب عن علي بلفظ إذا سميتم الولد محمدا فأكرموه وأوسعوا له في المجلس ولا تقبحوا له وجها.

240 -

(إذا شهر المسلم على أخيه سلاحا فلا تزال ملائكة الله تعالى تلعنه حتى يشيمه عنه) رواه البزار عن أبي بكرة.

241 -

(إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قِبَل خراسان فآتوها فإن فيها خليفة الله المهدي) رواه أحمد والحاكم عن ثوبان.

242 -

(إذا زخرفتم مساجدكم وحليتم مصاحفكم فالدمار عليكم) رواه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أبي الدرداء، ووقفه ابن المبارك في الزهد

ص: 90

وابن أبي الدنيا في المصاحف على أبي الدرداء.

243 -

(إذا زنى العبد خرج منه الإيمان فكان على رأسه كالظلة فإذا أقلع رجع إليه) رواه أبو داود والحاكم عن أبي هريرة، ويشهد له ما في الصحيحين من قوله صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن - الحديث.

244 -

(إذا سميتُمْ فعبَّدوا) قال السخاوي رواه الديلمي عن معاذ مرفوعا، ورواه الحاكم في الكِنى بإسناد معضل، ورواه الطبراني بسند ضعيف عن ابن مسعود رفعه بلفظ أحب الأسماء إلى الله ما تعبد له، وتقدم في أحب أن مسلما رواه عن ابن عمر رفعه أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن، وقد رواه مسلم بلفظ رواية الطبراني، ثم قال السخاوي وأما ما يذكر على الألسنة من قولهم خير الأسماء ما عبد وما حمد فما علمته، وقال النجم وأما ما يذكر على الألسنة خير الأسماء ما حمد أو عبد فباطل.

245 -

(إذا سَلِمت الجمعةُ سَلِمَتِ الأيام وإذا سلمَ رمضانُ سلِمت السَنةُ) رواه ابن عدي والدارقطني وأبو نعيم والبيهقي وضعفه عن عائشة، بل ذكره ابن الجوزي في الموضوعات.

246 -

(إذا صدقَتِ المحبةُ سقَطَتْ شروطُ الأدَب) قال السخاوي هو من كلام المبرد لكن بلفظ إذا صحت المودة سقط التكلف والتعمل ذكره الخطابي، وعزاه في رسالة القشيري للجنيد بلفظ سقطت شروط أدبها، ويقال سقط الأدب، وقال أبو عثمان الجيزي إذا صحت المحبة تأكدت (1) على المحب ملازمة الأدب، وذُكِر الجمع بينهما في منبر التوحيد للنجم الغزي فليراجع، والمشهور على الألسنة إذا وجدت الألفة سقطت الكلفة.

247 -

(أذلّ اللهُ مَن أذلّ نفسَه) لينظر.

248 -

(الأذنان من الرأس) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه من

(1) لعل الأفصح " توكدت " على ما في شرح القاموس وغيره.

ص: 91

حديث حماد بن زيد عن أبي أمامة الباهلي قال توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فغسل وجهه ثلاثا ويديه ثلاثا ومسح رأسه وقال الأذنان من الرأس، ثم قال البيهقي وكان حماد يشك في رفعه فيقول لا أدري أهو من قول النبي صلى الله عليه وسلم أم من قول أبي أمامة، وقد توهم في البيهقي التحامل بسبب إختصاره على حديث أبي أمامة والاشتغال بالتكلم فيه مع أن في الباب حديث عبد الله بن زيد أخرجه ابن ماجه وحديث ابن عباس أخرجه الدارقطني.

249 -

إذا صلتِ المرأة خَمْسَها وصامت شهرَها وحفظت فرجَها وأطاعت زوجَها دخلتِ الجنة) رواه أحمد عن عبد الرحمن بن عوف والبزار عن أنس والطبراني عن عبد الرحمن بن حسنة بن المطاع وعبد الرحمن أخي شرحبيل صحابي.

250 -

(إذا صليتم عليّ فعمِّموا) قال السخاوي لم أقف عليه بهذا اللفظ ويمكن أن يكون بمعنى حديث صلوا علي وعلى أنبياء الله فإن الله بعثهم كما بعثني، وقيل المعنى إذا صليتم علي فأدخلوا معي آلي وأصحابي، ورواه ابن عساكر عن وائل بن حُجر بلفظ صلوا على النبيين إذا ذكرتموني فإنهم قد بعثوا كما بعثت، ورواه البيهقي عن أبي هريرة والخطيب عن أنس بلفظ صلوا على أنبياء الله ورسله فإن الله بعثهم كما بعثني.

251 -

(إذا قَضَى الله لعبد أن يموتَ بأرض جَعَل له إليها حاجة) رواه الترمذي وعبد الله بن الإمام أحمد وغيرهما عن مطَرَ بن عُكَانِس مرفوعا وقال الترمذي حسن غريب لا نعرف لمطر غيره، ورواه الترمذي أيضا عن أبي عزة رفعه بلفظه إلا أن الراوي تردد هل قال إليها أو بها، وصححه الحاكم وهو عنده عنه بلفظين أولهما إذا قضى الله لرجل موتا ببلدة جعل له بها حاجة وثانيهما ما جعل الله أجل رجل بأرض إلا جعلت له فيها حاجة، ورواه أحمد والطيالسي بلفظ أن الله عز وجل إذا أراد قبض عبد بأرض جعل له بها حاجة، ولفظ أحمد إذا أراد الله قبض روح عبد بأرض جعل له فيها حاجة أو قال بها حاجة، ورواه البيهقي عن عروة بن مُضَرّس رفعه بلفظ إذا أراد الله قبض عبد بأرض جعل له إليها حاجة، وأخرجه الحاكم أيضا

ص: 92

عن ابن مسعود بلفظ إذا كان أجل أحدكم بأرض أوثبته إليها حاجة فإذا بلغ أقصى أثره فتوفاه تقول الأرض يوم القيامة يا رب هذا ما استودعتني، وبلفظ وجعلت له إليها حاجة فتوفاه الله بها فتقول الأرض - الحديث، وبلفظ إذا كان منيَّةُ أحدِكم بأرض أتيح له الحاجة فيقصد إليها فتكون أقصى أثر منه فيقبض فيها فتقول الأرض يوم القيامة هذا ما استودعتني، وروى الدينوري في المجالسة من طريق أبي قِلابة الجِرْمي ما يشهد لذلك قال كان رجل يقول اللهم صل على ملَك الشمس فيكثر من ذلك فاستأذن ملك الشمس ربه عز وجل أن ينزل إلى الأرض فيزوره فنزل إلى الأرض ثم أتى الرجل فقال إني سألت الله النزول إلى الأرض من أجلك فما حاجتك قال بلغني أن ملك الموت صديق لك فاسأله أن يُنْسِئ في أجلي ويخفف عني الموت قال فحمله معه فأقعده مقعده من الشمس وأتى ملك الموت فأخبره فقال من هو فقال فلان ابن فلان فنظر ملك الموت في اللوح فقال أن هذا لا يموت حتى يقعد مقعدك من الشمس فقال فقد قعد مقعدي من الشمس فقال لقد توفته رسلنا وهم لا يفرطون فرجع ملك الشمس فوجده قد مات.

252 -

(إذا قاتل أحدُكُمْ فلْيجتنِبِ الوجهَ) قال في التمييز متفق عليه.

253 -

(إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت والإمامُ يَخطب فقد لَغَوْتَ) رواه الشيخان عن أبي هريرة، وفي لفظ لمسلم أنصت يوم الجمعة، وعزاه في الجامع الصغير لمالك وأحمد والشيخين وأبي داود والنسائي وابن ماجه عن أبي هريرة، بلفظ إذا قلت لصاحبك والإمام يخطب يوم الجمعة أنصت فقد لغوت، وروى ابن خزيمة وأبو داود وغيرهما عن عبد الله بن عمر رفعه بزيادة ومن لغا وتخطى رقاب الناس كانت له ظهرا، وروى أحمد عن علي رفعه من قال صه فقد تكلم ومن تكلم فلا جمعة له، وذكره ابن هشام بلفظ إذا قلت لصاحبك والإمام يخطب صه فقد لغوت قال كما جاء في بعض الطرق انتهى، قال السخاوي وقد غفل المبتدع بإيراده بين يدي الخطيب مع إدراجه فيه أنصتوا وليس في جامع الترمذي ومن

ص: 93

لغا فلا جمعة له خلافا لما نقل عن ابن دقيق العيد انتهى، وأقول لا غفلة من المبتدع المذكور لأن أمره بالإنصات قبل شروع الخطيب في الخطبة فافهم، وقال النجم ويدرج المرقُّون فيه أنصتوا رحمكم الله وهو من قول المرقي قطعا ولا يعرف في شئ من روايات الحديث، وترقية الخطيب ورواية المرقي لهذا الحديث بين يديه كلاهما لم يكن في الصدر الأول وإنما هو من البدع واستحسنه بعضهم انتهى، وأقول قال ابن حجر المكي في التحفة كلامهم صريح في أن اتخاذ مِرقٍّ للخطيب يقرأ الآية والخبر المشهورين بدعة وهو كذلك لأنه حدث بعد الصدر الأول قيل لكنها حسنة لحث الآية على ما يندب لكل من إكثار الصلاة والسلام عليه لا سيما في هذا اليوم ولحث الخبر على تأكيد الإنصات المفوت تركه لفضل الجمعة بل والموقع في الإثم عند كثيرين من العلماء انتهى، وأقول يستدل لذلك أيضا بأنه صلى الله عليه وسلم أمر من يستنصت له الناس عند إرادة خطبة منى في حجة الوداع فقياسه أنه يندب للخطيب أمر غيره بأن يستنصت له الناس وهذا شأن المُرَقّي فلم يدخل ذكره للخبر في حيز البدعة أصلا انتهى ما في التحفة، وقال الرملي وأما ما جرت به العادة في زماننا من اتخاذ مرق يخرج بين يدي الخطيب يقول (إن الله وملائكته يصلون على النبي) الآية ثم يأتي بالحديث فليس له أصل في السنة كما أفتى به الوالد ولم يُفْعَلْ بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا الخلفاء الثلاثة بعده قال فاعلم أن هذا بدعة حسنة انتهى ملخصا.

254 -

(إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما) رواه البخاري عن ابن عمر وأبي هريرة.

255 -

(إذا كبِر ولدُك واخيهِ) لم يرد بهذا اللفظ والمعنى اتخذه أخا وعامله معاملة الأخ، وقال النجم هو من كلام العامة، وقولهم واخيه لحن، وصوابه واخه انتهى، وأقول يمكن تخريجه على مذهب من يرى أن إثبات أحرف العلة في المضارع المجزوم لغة فليتأمل، وقال في المقاصد رواه الطبراني في الأوسط وأبو نعيم في المعرفة والدارقطني في الأفراد عن أبي هبيرة بن الضحاك بسند ضعيف رفعه

ص: 94

بلفظ الولد سبع سنين سيد (1) وأمير وسبع سنين عبد وأسير وسبع سنين أخ ووزير فإن رضيت مكانته وإلا فاضرب على جنبه فقد أعذرت فيما بينك وبينه، وللبيهقي في الشعب عن خالد بن مَعْدان قال من حق الولد على والده أن يحسن أدبه وتعليمه فإذا بلغ اثنتي عشرة سنة فلا حق له وقد وجب حق الوالد على ولده فإن هو أرضاه فليتخذه شريكا وإن لم يرضه فليتخذه عدوا، رواه الدارقطني في الإفراد وغيره عن أبي رافع بلفظ قلت يا رسول الله لأولادنا حق كحقنا فذكر من حقهم على آبائهم تعليم كتاب الله والرمي والسباحة.

256 -

(إذا كتب أحدكم إلى أحدٍ فليبدأ بنفسه) رواه الطبراني في الكبير عن النعمان بن بشير، وفي الأوسط عن أبي الدرداء بلفظ إذا كتب أحدكم إلى إنسان فليبدأ بنفسه وإذا كتب فليترب كتابه فهو أنجح، ورواه البيهقي عن أنس بلفظ ما كان أحد أعظم حرمة من النبي صلى الله عليه وسلم وكان أصحابه إذا كتبوا بدؤوا بأنفسهم، وروى أبو داود عن أبي هريرة العجم يبدؤون بكبارهم فإذا كتب أحدكم فليبدأ بنفسه.

257 -

(إذا كتب أحدكم كتاباً فلْيُتَرّبه فإنه أنجح للحاجة) رواه الترمذي عن

جابر رفعه، وفي لفظ أتربوا الكتاب فإن التراب مبارك وقال منكر كذا في اللآلئ والدرر بعد أن ذكراه بلفظ إذا كتب أحدكم كتابا فتربه فإنه أنجح للحاجة والتراب مبارك، وأخرجه ابن ماجه عن أبي الزبير بلفظ تربوا صحفكم فإنه أنجح لها إن التراب مبارك، وهو منكر كما قال الإمام أحمد، وروى الخطيب عن عبد الوهاب الحجبي قال: كنت في مجلس بعض المحدثين ويحيى بن معين إلى جنبي فكتبت كتابا فذهبت لأتربه فقال لي: لا تفعل فإن الأرضة تسرع إليه قال فقلت له الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تربوا الكتاب فإن التراب مبارك وهو أنجح للحاجة قال ذاك إسناده لا يساوي فلسا، وروى ابن معين وأبو نعيم وابن قانع بسند ضعيف عن الحجاج ابن يزيد عن أبيه رفعه تربوا الكتاب أنجح له، والطبراني عن أبي الدرداء رفعه إذا

(1)" سيد " ساقطة من الأصل فاستدركت من المصرية.

ص: 95

كتب أحدكم إلى إنسان فليبدأ بنفسه وإذا كتب فليترب كتابه فهو أنجح وهو ضعيف.

258 -

(إذا كتب أحدكم كتاباً فلا يكتبْ عليه بَلَغ فإنه اسم شيطان ولكن يكتب عليه لله) وهو موضوع كما في اللآلئ.

259 -

(إذا كان الفئ ذِراعاً ونِصفاً إلى ذراعين فصلوُّا الظهر) باطل كما في الموضوعات الكبرى للقاري.

260 -

(إذا كثرت همومك نام) ليس بحديث، وينبغي لمن ذُِكر أن يشتغل بالعبادة لعله يزول همه.

261 -

(إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يَرْفُثْ ولا يَجْهَلْ فإن امرُؤٌ شاتَمَهُ أو قاتلَه فلْيقلْ إني صائم) الشيخان ومالك وأبو داود وابن ماجه عن أبي هريرة وفي لفظ الصوم جُنة فإذا كان صوم أحدكم فلا يرفث - الحديث.

262 -

(إذا كان يومُ القيامةِ دُفِع إلى كلِ مسلم يهودي أو نصراني وقيل يا مسلم

هذا فِداؤك من النار) رواه مسلم.

263 -

(إذا كان يوم القيامة نادى مناد من وراء الحُجُب يا أهل الجمع غُضُّوا أبصارَكم عن فاطمة بنتِ محمد صلى الله عليه وسلم ورضي عنها حتى تَمُرَّ) رواه الحاكم عن علي ورواه أبو بكر الشافعي في الغيلانيات عن أبي هريرة بلفظ إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بُطنان العرش يا أهل الجمع نكسوا رؤوسكم وغضوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة إلى الجنة.

264 -

(إذا كان يوم القيامة نادى مناد مَن عمِل عمَلا لغير الله فلْيطلبْ ثوابَه ممن عَمِل له) رواه ابن سعد في طبقاته عن ابن أبي فَضالة، وعند أحمد والبيهقي عن محمود بن لبيد وهو ممن رأى النبي صلى الله عليه وسلم ورجاله ثقات، ورواه الطبراني عن رافع بن خَديج بلفظ إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر.

قالوا وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: الرياء يقول الله عز وجل يوم القيامة إذا جازى العباد بأعمالهم اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا فانظروا هل ترون عندهم الجزاء.

ص: 96

265 -

إذا كانتِ الدنيا في بلاء وقحط كانت الشام في رَخاء وعافية) رواه ابن عساكر عن أبي عبد الملك الجَزَري من قوله وزاد وإذا كانت الشام في بلاء وقحط كانت فلسطين في رخاء وعافية وإذا كانت فلسطين في بلاء وقحط كانت بيت المقدس في رخاء وعافية وقال الشام مباركة وفلسطين مقدسة وبيت المقدس قدِّسَ ألف مرة، قال النجم ولا أصل له في المرفوع.

266 -

(إذا كَفَّن أحدُكم أخاه فليحسن كفنه) رواه مسلم وأبو داود والنسائي عن جابر مرفوعا، وعزاه في الدرر لمسلم عن جابر بلفظ إذا ولي أحدكم أخاه فليحسن كفنه، ورواه الحارث بن أبي أسامة وابن منيع عن أبي الزبير بلفظ إذا ولي أحدكم أخاه فليحسن كفنه فإنهم يبعثون في أكفانهم ويتزاورون في أكفانهم. ورواه السجزي عن أبي الزبير أيضا بلفظ أحسنوا أكفان موتاكم فإنهم يتباهون ويتزاورون وأخرجه الترمذي من حديث ابن سيرين عنه رفَعَه إذا ولي أحدكم أخاه فليحسن كفنه وقال حسن غريب، وأخرجه سعيد بن منصور عن عمر ومعاذ موقوفا بلفظ أحسنوا أكفان موتاكم فإنهم يبعثون فيها يوم القيامة ويمكن الجمع بين هذه الأحاديث وبين ما في الصحيح أنهم يحشرون عراة بأنهم يقومون من القبور بثيابهم ثم عند الحشر يكونون عراة على أن البيهقي جوز حمل الحديث إن الميت يبعث في ثيابه التي يموت فيها على العمل.

267 -

(إذا كنتم ثلاثةً فأمِّروا أحدَكم) رواه الطبراني بإسناد حسن عن ابن مسعود.

268 -

(إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنِان دونَ الثالث فإن ذلك يَحْزُنه) رواه الشيخان ومالك عن ابن عمر وفي لفظ إذا كانوا ثلاثة - الحديث، ورواه الشيخان ومالك أيضا والترمذي وابن ماجه عن ابن مسعود بلفظ إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى رجلان دون الثالث.

269 -

(إذا كنتَ على الماء فلا تبخل بالماء) قال في التمييز قال شيخنا لم أقف

ص: 97

عليه قلت وما في صحيح البخاري من حديث ورجل كان على فضل ماء فمنعه فيقول الله اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك يَشْهدُ له انتهى، وقال في المقاصد لم أقف عليه ولكن في المعجم الأوسط للطبراني عن عائشة مرفوعا من سقى مسلما شربة من ماء حيث يوجد الماء فكأنما أعتق رقبة أو في موضع لا يوجد فيه الماء فكأنما أحياه ونحوه الدارقطني في الأفراد عن أنس مرفوعا بلفظ من سقى الماء في موضع يُقْدَرُ فيه على الماء فكأنما أعتق رقبة وأخرجه الخطيب عن أنس بلفظ إذا كثرت ذنوبك فاسق الماء على الماء تتناثر ذنوبك كما يتناثر الورق من الشجر

في الريح العاصفة.

270 -

(إذا لم تَسْتَحِي فاصْنَعْ ما شئت) رواه البخاري عن ابن مسعود ورواه بعضهم عن حذيفة مرفوعا لكن بلفظ: أن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت ورواه الطبراني في الأوسط عن أبي الطفيل مرفوعا بلفظ كان يقال إن مما أدرك الناس - الحديث، ورواه ابن عدي عن ابن عباس وكذا الدمياطي عنه وقال غريب وتقدم في حديث آخر ما أدرك الناس من كلام النبوة (1) وكذا ما فيه من أبيات.

271 -

(إذا لقي أحدُكم أخاه فلْيسلّم عليه فإن حالت بينهما شجرةٌ أو حائط ثم لقيه فلْيسلّم عليه) رواه أبو داود وابن ماجه والبيهقي عن أبي هريرة.

272 -

(إذا لقيتم المشركين في الطريق فلا تبدؤوهم بالسلام واضْطَرُّوهم إلى أضْيَقِها) رواه ابن السني عن أبي هريرة.

273 -

(إذا مات العالِمُ انثلَم في الإسلام ثَلمة لا يسدُها شئ إلى يوم القيامة) رواه الزبير بن بكار من قول علي معضلا وله شواهد منها ما رواه ابن لال عن جابر مرفوعا موت العالم ثلمة في الإسلام لا تسد ما اختلف الليل والنهار، ورواه الطبراني

(1) وذكره هناك بلفظ " تستح " كما هنا، وفي النهاية " تستحي " وقال " يقال اسْتَحْيا واستحى والأوّل أعْلى وأكثر ".

ص: 98

العالم مصيبة لا تجبر وثلمة لا تسد وموت قبيلة أيسر من موت عالم وهو نجم طمس ومنها ما أخرجه الديلمي عن ابن عمر بلفظ ما قبض الله عالما إلا كان ثغرة في الإسلام لا تسد ومنها ما رواه البزار عن عائشة موت العالم ثلمة لا تسد ما اختلف الليل والنهار وثبت في صحيح الحاكم عن ابن عباس في قوله تعالى (أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها) قال موت علمائها وفقهائها

ومنها ما رواه البيهقي عن أبي جعفر أنه قال موت عالم أحب إلى إبليس من موت سبعين عابدا.

274 -

(إذا مُدِح المؤمنُ في وجهه رَبا الإيمانُ في قلبه) رواه الطبراني والحاكم عن أسامة بسند ضعيف.

275 -

(إذا مُدِح الفاسق غضِبَ الربُ واهَتزَّ لذلك العرشُ) رواه أبو يعلى والبيهقي عن أنس ورواه ابن عدي عن ابن بريدة.

276 -

(إذا ماتَ صاحبُ بِدعةٍ فقد فُتحَ في الإسلام فَتْحٌ) رواه الديلمي عن أنس وكذا الخطيب عنه لكنه منكر كما في الجامع الكبير

277 -

(إذا مات ابنُ آدم - وفي رواية الإنسان - انقطعَ عملُه إلا مِن ثلاث صدقةٍ جارية أو علمٍ يُنتفع به أو ولدٍ صالح يدعو له) رواه أبو داود والترمذي والنسائي والبخاري في الأدب المفرد عن أبي هريرة، وزاد بعضهم على ذلك أشياء وردت في أحاديث ونظم الجميع الجلال السيوطي بقوله:

إذا مات ابن آدم ليس يجري

عليه من خصال غير عشر

علوم بثها ودعاء نجل

وغرس النخل والصدقات تجري

وراثة مصحف ورباط ثغر

وحفر البئر أو إجراء نهر

وبيت للغريب بناه يأوي

إليه أو بناء محل ذكر

وتعليم لقرآن كريم

فخذها من أحاديث بحصر

278 -

إذا مررتم برياض الجنة فارْتَعُوا قالوا وما رياض الجنة قال حلق

ص: 99

غريب، وعند الترمذي عن أبي هريرة: إذا مررتم برياض الجنة فارْتَعُوا قالوا وما رياض الجنة قال: المساجد قيل: وما الرتع؟ قال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ورواه الطبراني عن ابن عباس بلفظ: إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قيل يا رسول الله وما رياض الجنة؟ قال: مجالس العلم، وقال في الجامع الكبير ورواه ابن شاهين عن أبي هريرة بلفظ: إذا مررتم برياض الجنة فاجلسوا إليهم. قالوا: يا رسول الله وما رياض الجنة؟ قال أهل الذكر.

279 -

(إذا مس أحدكم ذكَره فلْيتوضأ) رواه مالك وابن حبان عن بُسْرة بنت (1) صفوان، ورواه ابن حبان عنها (1) بلفظ: إذا مس أحدكم فرجه فليتوضأ والمرأة مثل ذلك، ورواه ابن ماجه عن جابر بلفظ إذا مس أحدكم ذكره فعليه الوضوء، ورواه سعيد بن منصور عن بسرة بلفظ إذا مس أحدكم ذكره فلا يصل حتى يتوضأ (2) .

280 -

(إذا مرِضَ العبدُ أو سافر كَتَبَ الله له من الأجر مثلَ ما كان يعمل صحيحاً مُقيماً) رواه البخاري وأحمد وابن حبان عن ابن أبي موسى رضي الله عنه.

281 -

(إذا نَزَل القضاء عمي البصر) رواه الحاكم عن ابن عباس وتقدم الكلام فيه مستوفى في: إذا أراد الله إنفاذ أمر.

282 -

(إذا وَزَنتم فأرجِحُوا) رواه ابن ماجه والضياء في المختارة عن جابر مرفوعا، بل أصله في الصحيح في قصة بعير جابر " وَزَنَ لي فأرْجَحَ "، وفي لفظ " وزَنَ لي دراهم فأرجحها "، وفي أخرى " فقضاني وزادني " وروى الأربعة وآخرون عن سويد بن قيس قال جلبت أنا ومخَرمة العبديُّ بَزّاً من هجر فجاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فساومنا سراويل وعندنا وَزّان يزن بالأجر فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا وَزّان زِنْ وأرْجِحْ قال الترمذي حسن صحيح، وقال النسائي إنه أشبه بالصواب من حديث شعبة، ورواه شعبه عن أبي صفوان مالك بن عميرة قال بعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم سراويل

(1) في الأصل " ابن " و " عنه " والتصحيح من الإصابة والمسائل والأجوبة

(2)

وتحقيق معنى الوضوء في الوضوء في الحديث مبسوط في المسائل والأجوبة لابن قتيبة.

ص: 100

قبل الهجرة فوزن لي فأرجح، وقال الحاكم إن أبا صفوان كنية سويد بن قيس وهو صحابي من الأنصار، والحديث صحيح على شرط مسلم، قال في المقاصد والرواية المسمى فيها مالك بن عميرة ترد عليه فالمعتمد أنهما متغايران.

283 -

(إذا وَسَّع اللهُ فأوْسِعوا) رواه البخاري عن أبي هريرة مرفوعا ثم قال إن رجلا سأل عمر بن الخطاب فذكره، وهو عند مسلم من حديث إسماعيل بن علية مقصرا على المرفوع، ورواه أبو نعيم وابن لال وغيرهما عن ابن عمر مرفوعا أن المؤمن أخذ عن الله أدبا حسنا إذا وسع عليه وسع على نفسه وإذا أمسك عليه أمسك، ورواه ابن حبان عن أبي هريرة بلفظ إذا وسع عليكم فأوسعوا على أنفسكم - الحديث، ومما يناسب المقام قولي:

لئن قالوا قبضت يديك بخلا

ولم تنفق كإنفاق الرجال

أقول لهم أخلائي ذروني

فإنفاقي على مقدار حالي

284 -

(إذا وُضِع عشاء أحدكم وأقيمت الصلاة فابدؤوا بالعشاء ولا يعجل حتى يفرُغ منه) اتفقا عليه، وكذا أحمد وأبو داود عن ابن عمر وتقدم الكلام عليه مبسوطا في: إذا حضر العَشاء.

285 -

(إذا وَعَدَ أحدُكم فلا يُخْلِفْ) رواه أحمد بن منيع والحسن بن سفيان وأبو يعلى في مسانيدهم وآخرون، منهم الحاكم عن أنس مرفوعا قال السخاوي وله طرق بينتها في جزء التماس السعد.

286 -

(إذا وقع الذباب في شرابِ أحدِكم فلْيَغْمِسْه ثم لْيَنْزعْه فإنَّ في آخر جناحَيْه داء وفي الآخَر شفاء رواه البخاري وابن ماجه عن أبي هريرة وأبو داود وابن حبان نحوه وزاد " فإنه يتقى بجناحه الذي فيه الداء " ورواه أحمد والنسائي والحاكم عن أبي سعيد بلفظ " إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فلْيَمْقُلْه فيه، فإن في أحد حناحيه سما وفي الآخر شفاء وإنه يقدم السم ويؤخر الشفاء " قال القاري: وحديث " إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فامقلوه " صحيح.

قال: أما " فامقلوه ثم انقلوه " فمصنوع وموضوع

ص: 101

على ما في المُغْرِب، ورواه في المواهب عن أبي هريرة، رفعه بلفظ " إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كله ثم ليطرحه، فإن في أحد جناحيه شفاء وفي الآخر داء "، قال وفي رواية أبي داود " فإنه يتقى بجناحه الذي فيه الداء فليغمسه كله "، ثم نقل عن الحافظ ابن حجر أنه قال: لم يقع في شئ من الطرق تعيين الجناح الذي فيه الشفاء من غيره، لكن ذكر بعض العلماء أنه تأمله فوجده يتقي بجناحه الأيسر فعرف أن الأيمن هو الذي فيه الشفاء، انتهى.

287 -

(إذا ولي أحدكم أخاه فليحسن كفنه) رواه مسلم عن جابر وتقدم.

288 -

(إذا وقع َالقضاءُ عَمِيَ البصر) تقدم مبسوطا في: إذا أراد الله إنفاذ أمر.

289 -

(إذا ضَرَبَ أحدُكم فليجتنب الوجه) قال السخاوي رواه البخاري والنسائي عن أبي هريرة مرفوعا، ورواه أبو داود بلفظ فليتق الوجه، والطبراني عن أبي هريرة بلفظ إذا ضربتم فاتقوا الوجه فإن الله خلق آدم على صورته، وابن منيع عن أن أبي هريرة بلفظ إذا ضربتم المملوكين فلا تضربوهم على وجوههم.

290 -

إذا طَبختَ مرقةً فأكْثِرْ ماءها وتعاهَدْ جيرانك) قال في التمييز، رواه مسلم في صحيحه، ورواه ابن أبي شيبة بلفظ إذا طبختم اللحم فأكثروا المرق فإنه أوسع وأبلغ للجيران.

291 -

إذا طلع النجمُ صباحا رفِعت العاهة عن كل بلدة - وفي لفظ عن البلد) قال السخاوي رواه أبو داود عن أبي هريرة رفعه، وكذا الطبراني عنه بلفظ إذا أرتفع النجم رفعت العاهة عن كل بلدة، وكذا له في الأوسط من حديثه أيضا إذا طلعت الثريا أمن الزرع من العاهة، وروي عن عطاء بلفظ ما طلع النجم صباحا قط وبقوم عاهة إلا رفعت أو خفت، وفي لفظ عنه أخرجه أحمد ما طلع النجم قط وفي الأرض من العاهة شئ إلا رفع، والنجم: الثريا، وروى أحمد والبيهقي عن ابن عمر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الثمار حتى يؤمن عليها العاهة قيل ومتى ذلك يا أبا عبد الرحمن قال إذا طلعت الثريا وطلوعها صباحا يقع في أول فصل

ص: 102

الصيف وذلك عند نضج الثمار وهو المعتبر في الحقيقة وطلوع النجم علامة وقد بينه في الحديث بقوله ويتبين الأصفر من الأحمر.

292 -

(إذا طَنَّتْ أذُنُ أحدِكم فلْيذكُرني ولْيصل عليَّ ولْيقل ذَكَر اللهُ بخير منَ ذكرني) وفي لفظٍ زيادةُ بخير بعد ذكرني أيضا وفي رواية إسقاط بخير من الأول.

رواه الطبراني وابن السني والخرائطي وآخرون عن أبي رافع مرفوعا، وسنده ضعيف بل قال العقيلي لا أصل له، لكن قال الزرقاني كالمناوي وتُعُقِّب بأن الحافظ نور الدين الهيثمي قال إسناد الطبراني في الكبير حسن وقد رواه ابن خزيمة في صحيحه عن أبي رافع وهو ممن التزم الصحيح وبه شنعوا على ابن الجوزي في زعمه أنه موضوع انتهى، ونحوه ما عزاه السهيلي وغيره للدارقطني عن عائشة مرفوعا: إن الله أعطاني نهرا يقال له الكوثر في الجنة لا يدخل أحد إصبعيه في أذنيه، إلا سمع خرير ذلك النهر قالت فقلت يا رسول الله وكيف ذلك قال أدخلي إصبعيك في أذنيك وسدي فالذي تسمعين منها من خرير الكوثر، وذكره ابن جرير في تفسيره عن عائشة من قولها قالت من أحب أن يسمع خرير نهر الكوثر فليجعل أصبعيه في أذنيه، وهذا مع وقفه منقطع، لكن يقوى الرفع ما رواه الدارقطني عن عائشة بلفظ إذا جعلت أصبعيك في أذنيك سمعت خرير الكوثر، قال ابن كثير ومعناه من أحب أن يسمع خرير الكوثر أي نظيره أو ما يشبهه لا أنه يسمعه بعينه بل شَبَّهتْ دويه بدوي ما يسمع إذا وضع الإنسان إصبعيه في أذنيه، ومنه فإن شدة الحر من فيح جهنم، أي " من جنسها " لا " منها " فهو على حذف مضاف ف " من " ليست تبعيضية بل لبيان الجنس.

293 -

(إذا ظهر الزنا والربا في قرية أذِن اللهُ بهلاكها) رواه الطبراني ورواه الطبراني أيضا والحاكم عن ابن عباس بلفظ إذا ظهر الزنا والربا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله.

294 -

(إذا ظُلِمَ أهلُ الذمة كانت الدولةُ دولةَ العدو وإذا كثر الربا - وفي لفظ الزنا - كثر السبأ وإذا كثر اللوطية رفع الله يده عن الخلق ولا يبالي في أي واد

ص: 103

هلكوا) رواه الطبراني عن جابر.

295 -

(إذا ظننتم فلا تحققوا، وإذا حسدتم فلا تبغوا، وإذا تطيرتم فامضوا وعلى الله فتوكلوا، وإذا وزنتم فأرجحوا) ابن ماجه عن جابر.

296 -

(إذا سرَق العبد فبِعْه ولو بنَشٍّ (1)) رواه البخاري في التاريخ وأبو داود والنسائي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه.

297 -

(إذا سمعت الرجل يقول هلك الناس فهو أهلكُهم) رواه مالك وأحمد ومسلم وأبو داود والبخاري في التاريخ عن أبي هريرة، وفي لفظ إذا قال الرجل هلكت الناس فهو أهلكهم.

298 -

(إذا سمعتم بالطاعون في بأرض فلا تدخلوا عليها وإذا وقع وأنتم بأرض فلا تخرجوا منها فرارا منه) رواه الشيخان وأحمد والنسائي عن أسامة بن زيد.

299 -

(إذا عظَّمتْ أمتي الدينارَ والدرهم نُزِعَ منها هيبةُ الإسلامِ وإذا تركوا الأمر بالمعروف حُرِموا بركةَ الوحي) أي القرآن كما في الإحياء، قال مخرجه الحافظ العراقي رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الأمر بالمعروف معضلا من حديث الفضيل ابن عياض، قال ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم.

300 -

(إذا غسلت المرأة ثياب زوجها كتب الله لها ألفي حسنة وغفر لها ألفي سيئة واستغفر لها كل شئ طلعت عليه الشمس ورفع لها ألفي درجة) قال ابن حجر المكي في فتاواه الحديثية نقلا عن الحافظ السيوطي أنه كذب موضوع لا يحل روايته إلا لبيان أنه كذب مفترى على النبي صلى الله عليه وسلم، قال وكذا ما نسب لعائشة رضي الله عنها من أنها قالت ضِرْسُ مغزل المرأة يعدل التكبير في سبيل الله والتكبير في سبيل الله أثقل من السماوات والأرض وأيما امرأة كست زوجها من غزلها كان لها بكل سد أو لُحمةً مائة ألف حسنة، وكذا حديث من اشترى لعياله شيئا ثم حمله بيده إليهم حط الله عنه ذنب سبعين سنة، وكذا حديث من فرَّح أنثى فكأنما بكى من خشية الله

(1) النش: نصف الأوقية وهو عشرون درهما، كما في النهاية.

ص: 104

تعالى، وكذا حديث البيت الذي فيه البنات ينزل فيه كل يوم ثنتا عشرة رحمة من السماء ولا تقطع زيادة الملائكة من ذلك البيت يكتبون لأبويها كل يوم عبادة سنة، قال فكل ذلك كذب وموضوع، انتهى.

301 -

(إذا عاد المسلم أخاه أو زاره في الله يقول الله عز وجل طبت وطاب ممشاك وتبوَّأت في الجنة منزلا) أخرجه ابن ماجه والترمذي وأبو حاتم والبغوي عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال السُلَمِيُ وقد رويناه في الترمذي عن علي رضي الله عنه بلفظ سمعت رسول الله صلى عليه وسلم يقول ما من مسلم يعود مسلما غُدوة إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي ولا يعوده مساء إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح وكان له خريف في الجنة انتهى.

302 -

(إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعا إحداهن بالتراب) رواه البزار بإسناد حسن عن أبي هريرة، ورواه أحمد والنسائي بلفظ أولاهن بالتراب، ورواه مسلم وأبو داود بلفظ طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب، وعند الشافعي بلفظ أولاهن أو أخراهن بالتراب، وعند أبي داود نحوه وقال السابعة بالتراب، وعند مسلم والنسائي في رواية بلفظ إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليُرِقْهُ ثم يغسله سبع مرات ولم يذكر التراب، وعند النسائي وابن ماجه لفظ إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات، وعند الدارقطني بسند ضعيف عن علي بلفظ فليغسله سبع مرات إحداهن بالبطحاء، وعند مسلم وأحمد وأبي داود والنسائي وابن ماجه عن عبد الله بن مغفل إذا ولغ الكلب في الإناء فاغسلوه سبع مرات وعفِّروه الثامنة بالتراب.

303 -

(اذكروا الله عند كل حجر وشجر) رواه أحمد في الزهد عن عطاء مرسلا 304 - (اذكروا محاسن موتاكم وكُفُّوا عن مساويهم) رواه أبو داود والترمذي والطبراني والحاكم عن ابن عمر رفعه وقال الترمذي غريب وقال الحاكم صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وروى البخاري عن عائشة مرفوعة لا تسبوا الأموات فإنهم قد

ص: 105

أفضوا إلى ما قدموا، وروى أبو داود أيضا عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا إذا مات صاحبكم فدعوه لا تقعوا فيه، وروى أبو داود والطيالسي عن عائشة قالت ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم هالك بسوء فقال لا تذكروا هلكاكم - وفي رواية موتاكم - إلا بخير، وإسناده جيد، وروى أحمد والترمذي عن المغيرة لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء، والطبراني عن سهل بن سعد بلفظ ارفعوا ألسنتكم عن المسلمين وإذا مات أحد منهم فقولوا فيه خيرا، وفي الباب عن غير واحد من الصحابة.

305 -

(اذكروا الفاجر بما فيه يَحْذَرْهُ الناس) رواه ابن أبي الدنيا وابن عدي والطبراني والخطيب عن معاوية بن حيدة وقال في التمييز أخرجه أبو يعلى وغيره ولا يصح ويأتي بأبسط من هذا في " لا غيبة لفاسق "، وزاد في الدرر وابن عدي عن عائشة.

306 -

(أذهب البأس رب الناسِ، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء

لا يغادر سقما) رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه عن ابن مسعود، وأحمد وابن ماجه عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى المريض فدعا له قال أذهب البأس - الحديث، ورواه الشيخان وغيرهما عنها بلفظ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعود بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول اللهم رب الناس أذهب البأس اشف وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما، وفي رواية كان يرقى ويقول امسح البأس رب الناس بيدك الشفاء لا كاشف له إلا أنت، وروى البخاري وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي عن أنس أنه قال لثابت البناني: ألا أرقيك برقية رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: بلى. قال: اللهم رب الناس مُذهِبَ البأس اشف أنت الشافي لا شافي إلا أنت شفاء لا يغادر سقما.

وروى ابن أبي الدنيا عن علي قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل على مريض عَوّذَه بنحو هذا، وله عن محمد بن حاطب قال تناولت شيئا من قِدْرٍ فاحترقت ظهر كفي فذهبت بي أمي إلى البني صلى الله عليه وسلم فجعل يرقي وينفث ويقول أذهب البأس رب الناس، اشف وأنت خير شاف " وشك شعبة هل قال " شفاء لا يغادر سقما ".

وله عن أنس: كانت فاطمة رضي الله عنها ترقي أباها صلى الله عليه وسلم إذا وجد تَكسرا

ص: 106